Skip to main content

Full text of "تاريخ الفتاش في أخبار البلدان والجيوش وأكابر الناس وذكر وقائع التكرور - القاضي محمود كعت التنبكتي"

See other formats


م حيو سجس وات اا ات برو ا يد لح .زبخ ضن 1 ,. < 
3 ٍ- 

















تمه لحن 2ت 1:0 





ها كه هك ]كوهد 










ع 
7اعقك شا 2 
|الكككم] | ردصمك دحك سس 
5-3 2 1 0 1 0 00 ا 
205 تغارا لاد ولخت وكا رانارا / ب 
ب تمر اشاب السر سر / ْ 
حك - 0 1 


















لاض - 


 يفتتتكوتع‎ 2 6 











ته 


ادك د كمت| 





مسار النافرون 















هاتف: 111/8 1737 21570011 
فاكس: 1511818 11 (173)) 
عربت : 30591 
مجيروت بعنان 
حتفنت :اكه - ١205م‏ 


كس 2ه 1١‏ (411) 


عربت :6ل 


طقامعء 12 
مع اقناطناد] 


- كت ككقتصة10 
75 ]1 (181:)963 
8 ]11 (963)::ه*1 
7 :20.80 


1 - 546720 :إن" 
2 1 (961) 15 
111460 حو 0 2 
دمممطعبا - أمظ 





20 


2018 


انتشار بألواه الطيف 


جع حقو فوط ناضمر 
الطبمَة الروك 


امه .كم 


ممع . طق لودع الات :]11 
.قل لووع 661 طقلودع" :المحم -] 
تعدا طن 15212 /توم». ا م ماع13 8 
امع تا 8ع 


1581 978-9933-23-207-8 


حقوق الطبع محفوظة (©)02014 لا يُسمح بإعادة نشر هذا الكتاب أو 
أي جزء منه بأي شكل من الأشكال أو حفظه ونسخه في أي نظام 
ميكانيكي أو إلكتروني يمكُن من استرجاع الكتاب أو أي جزء منه. 
ولا يُسمح باقتباس أي جزء من الكتاب أو ترجمته إلى أي لغة أخرى 
دون الحصول على إذن خطي مسبق من الناشر. © 


9202 5 





مؤس ةارس لاون 





إلى والديّ العزيرّين.. 
لذن علّماني أنَّ الحياة جد وكفاح» وحبٌّ وعطاء... 


اللّهم اغفر لهما وارحمها كما ربّياني صغيرًا! 


إلى شيخي.. 
الإمام الحاج أبوبكر بالو ٠‏ 
ببلدة كاتاثرا (152123121:83-8011201211) ساحل العاج 
لرعابته إيَّايء صغيرًا وكبيرّاء في طريق العلم؛ 
فجزاه الله من مُحبٍّ للعلم وللقرآن» وراع لأهله. 
وأمدّ في عُمْرهِ بالخَيِر سليمًا ثمائن.. 
































6ه 2 مك 
الحمد لله ربٌ العالّمين» والصّلاة والسّلام على نبيّه المبعوث رحمةً للعالمين. 
أما بعد.. 


فقد كان العزم في إعداد هذا الكتاب الذي بين أيدينا الآن منذ أواخر عام 
(٠١1م)‏ إثر زيارةٍ علميّة لنا بالخرطوم - السّودان؛ للمشاركة في مؤتمر دوليٌ 
لتضامن الشّعوب الإفريقيّة والعربية»؛ حيث منّ الله علينا بالعثور على نسخةٍ قديمة 
مصوّرة لكتاب الفتاش» وهي المّلبعة التي حقّقها المستشرقان الفرنسيّانَ: هوداس 
ودولافوس عام (191م). ونظرًا لقِدّم هذه الثُسخة. وكونها مرقونة بالآلة الكاتبة» 
وخلوٌ المكتبة العربيّة من طبعة حديثة لهذا الكتاب الذي لا يُستغنى عنه البنّة في 
دراسة التّاريخ الإفريقي الإسلاميٌ» تأكّد عزمنا في العمل على هذه النُسخةء 
وإخراجها بصورة جديدة» مع العناية بوضع تعليقاتٍ موضّحة لكثير من مفرداته 
وفقراته. هذاء وقد كنا قبل في دراساتنا نرجع إلى نصٌّ إلكترونيّ لهذا الكتاب في 
موقع المستشرق جوزيف كيني»”'' وهو موقع يحوي مجموعة من المصادر 
التَّارِيحْيّة العربية عن إفريقياء ولكنّ ذلك النَّص فيه الكثير من الأخطاء الطباعيّة 
ولا يطابق ترقيمه ترقيم التُسخة الأصل. إِنَّ كل ذلك لما شبجَعنا على المضيّ قدمًا 
في العمل على هذا الكتاب. 

بالإضافة إلى ذلكء فإنَّ مضمون هذا الكتاب حافلٌ بالكثير من الإشكالات 
والقضايا والأسئلة التي لم توجد لها أجوبة مقنعة حتى الآن على الرغم من مرور 


)١(‏ صغط. عع ل م1 1/1/7[ /حدمء. ستتباع نه[ لتصدعع[طمعده0[. /303/ جزاط 


00 تاريخ الفئّاش 


قرنٍ كامل على نشر الطّبعة الأولى لهذا الكتاب المهمٌ؛ ويرجع ذلك إلى شحٌ 
المصادر الدّاعمة فى هذا المجال. وتلك قضايا وأسئلة حاولنا - بقدر الإمكان - 





التَّصِدَّي لها هنا على الرّغم من عدم ودر معطياتٍ مصدريّة تاريخيّة جديدة بين 

أَيدَينا, 
في هذا المقام» تتجدر الإشارة إلى طبعة حديثة لتاريخ الفتاش بعنوان «المختار 

من تاريخ الفتاش».”'' وهو عنوانٌ مثير للغاية» إذا ما عُلم أن كتاب الفتاش لا 

يجاوز المائة صفحة بكثير» وأنَّ مضمونه قد صيغ بأسلوب تتابعيّ يصعُب اختيار 

بعضه وترك بعض. فماذا اختار المؤلّف وماذا ترك؟ وما الدّاعي إلى هذا الاختيار؟ 

وقد جهدنا فى العثور على هذا الكتاب من المكتبات» ومن النَّاشر نفسه» من لدُن 

«السّماسرة الأشباح» لبيع الكتب على شبكة الإنترنت» دون جدوى. والله 

المستعان! 
هذاء وبينما نحن في وضع التُقاط الأخيرة لكتابنا هذاء علمنا أنَّ دار الكتب 

العلميّة بييروت قد أصدرت طبعة جديدة له؛”2 فأسرعتا إلى اقتناء نسخة وكلنا ثقة 

بأنّنا سوف نجد فيها إجاباتٍ لبعض الأسئلة والقضايا العالقة بهذا الكتاب تحملنا 
على التّظر في عملنا هذا نظرةً جذريّة» ولكن كم كانت خيبة أملنا كبيرة؛ إِذْ فوجئنا 
بتجئّى محرّره الدكتور/ حماه الله ولد السَّالمء على هذا الكتاب» وزيادته الظلين بلّة 

)١(‏ كتاب: «المختار من تاريخ الفتاش في أخبار الجيوش والبلدان وأكابر الناس»» تقديم ودراسة 
وتعليق : عبد النعيم ضيفي عثمانء (القاهرة: دار العلوم للنشر والتوزيع» 6م )) عدد 
الصفحات: 47» مقاس: 1216. 

(1) عنوانه: تاريخ الفتاش في ذكر الملوك وأخبار الجيوش وأكابر الناس» للقاضي محمود كعت 
المتوفى سنة 7١٠٠ه/‏ 1097 وتكملته: «تذكرة النسيان في أخبار ملوك السودان» لابن 
المختار؛ تحرير وتقديم: الدكتور حماه الله ولد السالمء (بيروت: دار الكتب العلمية» طاء 
لبنان» م عدد الصفحات: 2767 مقاس: 1754/. 


7 20 
مقدمة مهن + 


في التّعتيم على الإشكالات المصاحبة لكتاب الفتاش» وذلك ما سنقف عنده 
اند 

على كل» فإنّنا نأمل أن تكون هذه التلبعة من كتاب «الفتاش» إسهامًا متواضعًا 
في سد بعض الفراغ في المكتبة العربيّة» وفي مجموعات المصادر التَّارِيِخيّة 
بإفريقياء ندلي بها بدلونا في التَعِرْضِ للإشكالات المحفوفة بشخصيّة مؤلّف أو 
مؤلّفي الفتاش» وما وقع من تحريفٍ محتمل لبعض فقراته. كما نأمل أن نسهم بهذه 
الّبعة في تقريب بعض مغاليق هذا الكتاب على القرّاء من خارج البيئة والتّقافة 
الإفريقيّة» وذلك في مستوى مفردات وتعبيرات ومظاهر ثقافيّة محليّة كثيرة يتضمّنها 
هذا الكتاب» ويصعُب على مَنْ ليس من ثقافة كاتبه فهمّهما أو تتبّعها من مصادر 
خارجيّة. كل ذلك مع توخي عدم التَّدجُل بين القارئ الكريم وبين ما لا ينبغي 
التَّدجُل فيه من النُصوص في هذا الكتاب. 
عملنا في هذه الطّبعة 

« التّمهيد للنّص بدراسة نقديّة تعرّضْتْ لشخصيّة القاضي محمود كعت» 
وحفيده ابن المختار» وما أثير حول هذا الكتاب من جدلٍ في نسبته إلى هذا أو 
ذاك» وما أثاره الباحثون من تشكيكِ في أصالة النُسخ الئّلاث التي اعتمدها 
المحقّقان هوداس ودولافوس”" لإخراج النُسخة الحالية للكتاب. 


)١(‏ ينظر فقرة: اخامسا: وقفة عند مغالطات حديثة حول «الفتاش» و«تذكرة النسيان»؛ فى آخر 
المبحث الحالي. 1 

() دولافوس (1870-1916 ,106121055 1/13111366): حاكم فرنسي وعسكري بغرب إفريقياء 
له كتابات كثيرة في التاريخ وعلم السلالات الإفريقية» أشهر كتبه: 5626881 1121116 
2 ,1011861 درس العربية بباريس وعمل في عدد من دول غرب إفريقيا. أما زميله هوداس 
(1540-1916 ,110035 .ا عتكماء0) فهو عالم سلالات» درس العربية وعلفينا ولعت 





يحم 5 
00 تاريخ الفئّاش 


« مراجعة متن الكتاب» وتصحيح ما فيه من أخطاء إملائيّة أو نحويّة (في 
الغالب) مع الإشارة إلى ذلك في مواضعها.”'' أمّا على مستوى بعض الججمل 
والتّراكيب والأساليب التي قد توصف بالانحراف عن المفعياريّة الآجروميّة» فقد 
تركناها ؛ نظرًا بة تضحيحها دون المساس بالضٌياغة الأصليّة للنّض. 

ه ضبط معظم الكلمات بالشّكل» وخاصّة أسماء الأماكن والأعلام غير 
العربيّة» والمصطلحات المحليّة. 

وضع هوامش لشرح بعض المصطلحات والتّعبيرات المحليّة» والتعريف 
ببعض المواضع الجغرافيّة» والأحداث التَّاريِخيّة. 

« مناقشة بعض الأخبار والمعلومات الواردة في متن الكتاب» بتحليلها ونقدها 
ومقارنتها بمعطياتٍ داخليّة في الفتاش نفسه» أو بمعطياتٍ خارجيّة ؛ للوصول إلى 
فهم أمثل للنّصء ووضعه في إطاره الصّحيح. 

« المحافظة على ترقيم الورقات لمخطوط «الفتاش» الأصليّة كما وردت عند 
المحقّقين هوداس ودولافوس» وهي موضوعة بين قوسين معقوقين في ثنايا النّصء 
والمحافظة على هذا التّرقيم ضروريٌ؛ لأنّها هي التي تتم الإحالة عليها في 
الدّراسات المتداولة» فأينما ورد [ص...] فالمراد به ورقات المخطوط الأصل» 
وليس صفحات هذه التّسخة المطبوعة بين أيدينا الآن. 


> اللغات الشرقية» عاش في الجزائر وتونس» ترجم الكثير من المخطوطات الترائية العربية 
والإسلامية وحنّقها. (ينظر: 11632ش 01 10081اء121 ,تأناناءوصنآ .1 3/1311 
.(53م ,تطمومعه81 له11ه)1]115 

)١(‏ الشكر موصول للسيد جوزيف كيني صاحب الموقع الإلكتروني الذي نقلنا منه نصوص هذا 
الكتاب» مع إجراء الكثير من التصحيحات على النصوص. 


دم 2 

« وضع السّنين الميلاديّة المقابلة للتَّوارِيخَ الهجريّة الواردة في هذا الكتاب» 
وهي تقريبيّة؛ لما هو معروف من اختلاف رؤوس السّنين بين النَظامَين التّقويميّين» 
فقد يكون التاريخ المعطى متقدّما بسنةٍ أو متأخّرا بهاء خاصّة في المواضع التي 
يُشار فيها إلى السّنة دون تحديدٍ ليوم أو لشهر معيّن فيها. 





ه وضع ملاحق آخر الكتاب تحوي جدولاً زمنيًا لأهم الأحداث بصونغاي» 
وتخطيطًا هيكليًا لشجرة عائلة سلاطين أسكياء وسردًا لفترات حكمهم» وجدولا 
آخر بيعض الأئمّة والخطباء والقضاة بصونغايء ومسردًا أخيرا بأهم المناصب 
الإداريّة والعسكريّة بها. 

« وضع كشاف آخر الكتاب يحوي الأعلام والأماكن والمصطلحات المحليّة 
الواردة بالكتاب» سواء في متنه أم في الهوامش التي وضعناهاء وقد بلغت مفردات 
الكشاف )45١0(‏ تقريبًا. 


« ترجمة بعض المفردات المهمّة الواردة فى «الكشاف» ترجمة صوتيّة» أو 


هجاؤها بحسب الهجاء الدَّارجٍ في الدّراسات غير العربية. 

غنيٌ عن القول إِنَّ هذا التّناول لنص «الفتاش» ليس تحقيقًا له البّ؛ إذ لم تتوفّر 
بين أيدينا أية نسخة مخطوطةٍ للكتابء وإِنْ كنا قد خضنا في معظم الأحيان في 
إجراءات هي داخلة في حدود النّشاط التّحقيقي» مثل تصحيح بعض الأخطاءء 
وشرح بعض المفردات» واقتراح حلولٍ لبعض الإشكالات. 

هذاء ولله الحمد أوَّلاً وآخرًا على نعمة الصّحة والعافية والفراغ والهداية لهذا 
العمل. نسأله تعالى أن ينفع به ويجعله خالصة لوجهه الكريم» وأن يغفر لنا ما فيه 
من هفواتٍ وأخطاءء وألاً يحرمنا أجر من اجتهد فأصاب أو أخطأ. إِنَّه ولِث ذلك! 


جم ا 
22 تاريخ الفّاش 








كما نسدي بالشّكر الجزيل لكلّ من أعان وساهم في هذا العملء ممّن أمدُونا 
بالمراجع» وممّن تفضّلوا بمراجعة تبيضات هذا الكتاب. نسأل الله تعالى أن 
يعرّضهم في أوقاتهم وجهودهم بأفضل وأبقى في الدّارين... وقول اللهرؤسللي 


يو -صي -صيه- 


المبحث الأوّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 





المبحث الأوّل: 
تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 


على الرّغم من الأهميّة التي يحتلُها كتاب «الفتاش» في تاريخ غرب أفريقيا 
بوصفه أوّل سجلٌ تاريخيّ عن بلاد السّودان الغربيّ وصل إليناء فإنَه لم يرِدْ له ذكرٌ 
في المدوّنات المتأخّرة بالمنطقة» خاصّة في أعمال الثّالوث الفوديّ الذين كان لهم 
اطلاعٌ واسعٌ بالمدوّنات الإسلاميّة السّائرة ببلاد السّودان الغربئّ»”'' وكان من 
المنتظر أن تظهر لديهم إشارةٌ - ولو عابرةٌ - إلى هذه المدوّنة التَّارِيخيّة المهمّة التي 
حوّتٌ جملةً من المباحث التي احتدَّ النَقَائْنُ حولها في السّياق الصّكتي مثل قضيّة 
التكفير» والمهديّة» وقضايا الأموال التي طرأت على الدّولة الإسلاميّة بعد سقوط 
الممالك الطّاغية» وقضيّة الرّق... وقد أدلى كل من الثّالوث الفوديٌ في هذه 
القضايا وأمثالهاء وأسهبوا في الأخذ والإحالة على ما أمكنّهُم الإحالة عليه من 
المرجعيّات المحليّة ببلاد السُودان الغربي من كُتبء. ورسائل» ووثائق» وأحداث» 
ولكنّهم لم يشيروا إلى «الفتاش» قطّ؛ مما يدل على عدم اطلاعهم على هذا 
الكتاب. فما الشّر في ذلك؟ وما الأسباب المباشرة لعدم شيوع أمر هذا الكتاب في 
الوسط السُّوداني آنذاك؟ تلك أسئلة نؤجّل النّظر فيها؛ حتى تتَبّلْوّر أفكارٌ ومواقف 


واضحة عن هذا الكتاب فى دراستنا هذه.29 


)١(‏ المراد بالثالوث الفودي: الشيخ عثمان دان فوديو (ت1817م) وأخوه عبد الله بن فودي 
(ت1819م).: وابنه السلطان محمد بللو (ت16177م)» مؤسّسو دولة الخلافة بصكوتو. 
(؟) ينظر فقرة: «ألفا نوح بن الطاهر الفولاني وتهمة تحريف الفتاش». 





2111 3 000 
00 تاريخ الفتَّاش 


أوّلا: عن نُسخ الفتاش ودعوى التّحريف فيها 








كان التّعريف الأوّل بتاريخ الفتاش على يد المؤرّخ إدوارد دُوبُوَا الذي زار 
تمبكتو عام (18957م) وأشار إلى تاريخ الفتاش وسمَّاه «1818581» حسب التُطق 
المحليٌ الدَّارج» وأنَّ مؤلّفه هو (1010 8/10531332)» وأنَّه قد عرض فيه لتاريخ 
(82218©) غانة وصنغي» وتمبكتو منذ نشنأتها حتى سقوطهاء.وعلى الرْغم مق 
ذيوع صيت هذا الكتاب بتمبكتوء ووصف دُويُوا إيّاه بأنّهِ : «إنجيل بلاد السُودان» 
(صه0ن5 عط 6ه عاطنط)» 7" فإنَّه لم يفلح في التَّوصُل إلى اقتناء مخطوطة كاملةٍ 
منه» وإِنّما قصاصات متفرّقةٌ متماثلة تقريبًا؛ لذلك أطلق دُوبُوَا على هذا الكتاب 
لقب مصقلن5 عط ؟ه عاههط ددهم قطام عط» أي : كتاب السُودان الشّبح. 
وقد حاز «تاريخ الفتاش» حمًّا هذا اللّقَب؛ إذ ظلّ المخطوط الذي يُعتقد أنه هو 
المكعمل مشتعضيًا على الباحثين والمستكشفين حتى نهاية القرن التّاسع عشّر 
الميلاديٌ. وكان علماء تمبكتو وجيني يؤكٌدون أنَّ الُسخة الأصل من الكتاب قد 
اختفت في بدايات القرن التّاسع عشَّرّء مشيرين بأصابع الانّهام إلى الشَّيخَ أحمد 
لوبو أمير ماسئّة في اختفاء هذا الكتاب وعطب تُسخه الأصليّة. 


هكذاء مضى العقد الأرّل من القرن العشرين» وفي عام (١191م)»‏ وُفّق 
الباحث ألْبِيرُ بونيلٌ دي ميزييز (2/112165 06 361مه80 26ء410) في العثور على 
نسخةٍ من تاريخ الفتاش» رُمز لها بالمخطوط (4)؛ ومنها قام بوضع نسخة أخرى 
أطلِقٌ عليها نسخة (8)» وفي العام البَّاليء اكتشف الباحث (8786916 11165[) 
بمدينة كايْ نسخة أخرى من مخطوط الكتاب أطلِقٌ عليها نسخة (0))» ومن هذه 





117. اتوم عط مغصذ لإكتناتومآ صخ ندعتكة لصة 0110 ع1 ,حزمطيدآ لد ك8‎ )١١( 
.23م باعتط‎ 


رو 


المبحث الأَوّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 600 
العلع ب ب ب يد 


النّسخة الأخيرة والتّسحْيّين الأولّيين (8 #6 ه) حمّق الباحثان الفرنسيّان هوداسن 
ودولافوس التّسخة الحاليّة لتاريخ الفتاش عام (19011م). 

ومن أجل استجلاء بعض تداعيات هذا الإشكال الجوهريّ حول هذاالكتاب» 
أي الشَّك في أصالة النُسخة الموجودة بين أيديناء فلا بنّ من استعراضٍ لخصائص 
سخ التَّلاثء ومن كم تناول الإشكالات النّاجمة عن الجمع بينها في التحقيق. 

أ- نسخة (للر) 

هي النسفة التى حصل عليها دي ميزيير -1870 بعتعنجء81 عل اعصده8) 
(1926» بحؤزة الشّيخ سيدي محمد الإمام ابن السّيوطي عام (19311م)» وكانت 
تمثّل - يومذاك - الشّسخة الوحيدة الموجودة بتمبكتو كلّهاء وتدلٌ نوعيّة الورق» 
وحالتها ولون الحبر المكتوب به هذه المخطوظة بأنّها قديمة جدّاء .ولكتها لآ 
تحمل اسم مواق أواغيره من المعلومات الإضافيّة ؛ تفاع علا لمات دع 2ل 
الكتاب» وهذه التُسخة - ون لم تكن الأصل الذي وضعه المؤلّف فإنّها 3 
أقدَم نسخةٍ مكتشفة حتى الآنء وتحوي كثيرًا من من الحواشي ي المهمّة» وتفسير بعض 
المصطلحات المحليّة» وضبط الأسامي. 

ب- نسخة (8) 

هي التُسخة التي كُتبت لدي ميزييرٌ انطلاقًا من المخطوطة (4)» ووفك 
بمكتبة مدرسة اللّغات الشّرقيّة بباريس» ووصَفَّها مُتَرجما «الفتاش» بأنّها كتاب 
«مهمٌ من الدّرجة الأولى في تاريخ بلاد السُودان».(١2‏ وعلى الرّغم من أنّها قذ 
روجعث من قِبّل الشَّيِخْ سيدي محمد صاحب المخطوطة الأولى» فإِنَّهها تنطوي 
على اختلافاتٍ كثيرةٍ بينها وبين المخطوطة الأصل. من ذلك: 


)١(‏ .ذ بصمناعدل10مآ بطعمااعظ طعلضة1 ,كد10 





2ه تاريخ الفتَّاش 


- غياب بعض الحواشي المهمَّة مثل: توضيح مصطلحاتٍ محليّة» وضبط 
هجاء بعض الأسامي» وتعليقاتٍ مختصرة على أخبار. 

- خلوها من ثلاث ورقات منعزلة» إحداها ورقة من كتاب "تاريخ السُّودان؛» 
والأخريان يُحتمل كثيرًا أنّهما من الكتاب» ولكنٌّ صَعُب على المترجمّين ربطهما 
بسياقٍ معّن في الكتاب. هذا بالإضافة إلى الاختلافات الطّلفيفة بين المخطوطين 
بزيادة قلط أ حذفهاء أو تبديل كلمةٍ بأخرى. 








ج- نسخة 0) 
هي المخطوطة التي اكتشفها الحاكم الفرنسيٌ بريفيية (ع87651) في مايو عام 

(1615م): يكن الشبغ عبد اله داثيريا يسطقة كا ني اغبي هرب مايه 
وكانت نسخةً قديمةً جدّاء وبحالةٍ رديئة؛ ورُمز لهذه النُسخة بنسخة (©)2 وهي 
الشُسخة التي غيّرت المعادلة في دراسة «الفتاة ش» وأكّدت لدى الباحثين ما سبقت 
الإشارةٌ إليه من عمليّة تحريفٍ للكتاب» وضياع النسخة الأصليّة منه» وتميّزت هذه 
النسخة بخصائص هي : 

- احتواؤها مقدّمة» واسم المؤلّف محمود كعت» وعنوانًا ب«تاريخ الفتاش في 
أخبار البُلدان والجيوش وأخبار النّاس). 

- احتواؤها فصلاً أرَّل غير موجودٍ في نسخة الشّيخَ سيدي ابن السّيوطي 
نسخة (). 

- احتواؤها فصلاً كاملاً عن صن علي مماثلا - حرفًا بحر - لما ورد في 
"تاريخ السّودانا» لكيه «الفتاش» سابنًا على لاهو يه الثاليف» وتألخوره عئه 
- أي تاريخ السُّودان ‏ ذ في الظهور والاكتشاف» فإنهالم يقبن لدع المعرجقين 
هوداس ودولاقوتين المصدر الحقيقي للفصل المشار إليه» نا اق مم اله إلغاؤه 
من «الفتاش». 


المبحث الأرَّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 2 








الحاج محمدء وتقلّد أمير مكّة الشَّريف العباسي إيّاه السّيف»ء وتعيينه خليفةٌ على 
أرض التّكرورء وتأكيده بأنَ أسكيا هو الخليفة الحادي عشَّرٌ بين الخلفاء الإثنيْ 
عشَّرٌ الذين بشَّرَ بهم النَبِي كله وأنَّ الخليفة النَّاني عشّرٌ الأخير اسمّه أحمد بأرض 
القرور و 

باكتشاف هذه التّسخة الأخيرة» انضحت - نوعًا ما - بعض الإشكالات التي 
كانت تُورّق الباحثين حول كتاب «الفتاش»» ولكنّها قد جرَّت إلى الحقل البحثيٌ 
إشكالاتٍ أخرى خاصّة بها. ومن أهمٌّ الاستنتاجات حول هذه الْسخْة: وما أضافته 
من إضاءةٍ حول الإشكالات التي كانت محفوفةً بالنُسخة الأولى: 

- إِنَّ هذا الفصل الأوّل ليس أصيلاً في الكتابء وإنَّما هو من إضافة الشَّيخْ 
نوح بن المّلاهر؛ تروييجًا لدعوى الخلافة المهديّة التي اذَّعاها الشَّيِحْ أحمد لوبو 
زعيم الخلافة الإماميّة في ماسنة. 

- إنَّ فقدان الفصل الأرّل من المخطوطة (4) يؤكّد ما شاع في الوسط 
التُمبكتي من انّهام الشَّيخَ ألفا نوح بالتّلاعب بأصل «الفتاش»» ومن ثُمَّ عطب 
الُسخ الأصيلة للكتاب وتغيبيها. 

- إنَّ اللُسخة (©) نسخةٌ متأخْرةٌ بعد عمليّة التّحريف التي قام بها الشَّيخْ نوح 
بن الطّاهر على أصل الكتاب. 

- إِنَّ النُسخة الأصيلة الحقيقيّة هي نسخة (4) وأنَّ نسخة (©) المحرّفة 
مجتزأة من تلك النُسخة الأصيلة» ولكنْ بإضافة فصولٍ وفقراتٍ وجمل ومفردات» 
وذلك في عهد الشّيخْ أحمد لوبو (ت1875م) في الرّبع الأوّل من القرن التّاسع 
عشّر الميلاديٌ. 


والفصل الأوَّل المشار إليه في هذه النُسخةء يتناول بإسهاب حيّجة أسكيا 


)١(‏ ينظر فقرة: المواضع التي انفردت بها نسخة (0)) في الصفحات القادمة. 


2ه تاريخ الفئّاش 


يي 3 
وعلى رطم نمق تلك الاستنتاجات والإضاءات الجديدة حول نُسخ «الفتاش»» 
فإِنَّ مُترجِمَي هذا الكتاب ومحقٌّقَيه هوداس ودولافوس قد اعتمدا هذه الكسخة 
باعتبارها أكملَ التُسخ آنذاك. هذاء وقبل التَّعَرْض - بإسهاب - لقضيّة التحريف في 
هذا الكتاب» يجدر التّوقُف لعرض قضيّة أخرى هي مقدّمة للقضايا الأخرى العالقة 
بالفتاش» ألا وهي ي: البحث عن المؤلّف الحقيقي للفتاش ء يقَمَق النذي ألّفت 
«الفتاش» ايد أهو القاضي محمود أم سبطه ابن المختار أم هما مجتمعَيّن؟ 
وليس هذ السّؤال اعتباطيّاء وإِنّما تثيره نصوص الكتاب نفسها نفسهاء وإِنَّ الوقوف على 
إجابات شافية عن هذه الأسئلة» يحل بعضًا من الإشكال الذي تثيره قضيّة التُحريف 

وغيرها من القضايا. 

للاجابة عن هذاء فقد ذهب مسقا «الفتاش» إلى أنَّ هذا الكتاب هو خلاصة 
جهُود ثلاثة أجيالٍ تقريبًا من أفراد أسرة كعت؛ إذ قد بدأ محمود كعت كتابة 
«الفتاش» ولكنه لم يُكولهء فقد وافته المنّة عام (7١٠1ه/‏ 1697م بينما تغطي 
أحداث الكتاب أحدانًا حتّى مواد ع1 بسنّة أعوام بعد موته. بل 


فيه إشاراتٍ إلى تواريخ تمتدٌ حتى عام (15١٠ه/‏ 1775م): وإشاراتٍ أخرى 
1 أن الرّاوي ليس هو محمود كعت. عليه؛ يذهب المحمّقان إلى استنتاجاتٍ 
ان 

- إِنَّ محمود كعت هو واضعٌ مُ الأبواب الأولى التي تتناول سيرة حياة أسكيا 
الحاج محمّدء وتاريخ خ إمبراطوريّة غانة القديمة» ومملكة مالي. بالإضافة إلى 
الممالك والدُويلات التي نشأت بمنطقة بلاد السُودان الغربيٌ بعد سقوط إمبراطوريّة 
غانة. من أوَّل الكتاب حتى [ص 87]. 





(0) لدتتل ممع دالمغاما بطعلقية1 ,110005 


المبحث الأُوّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 10 
لوبتت بي ةا 





- إِنَّ سبط محمود كعت - الذي لم يُعرف عنه شيءٌ سوى اسمه: ابن 
المختار- قام أخيرًا بجمع ما تركه جدّه وثلاثةٌ من أخواله أبناء كعت, كانوا علماء 
اشتغلوا بالعلم والقضاء مثل أبيهم» وإلى ابن المختار ذاك يرجع إكمال تأليف 
«الفتاش». 
بالإجمالء يؤكّد المحمّقان أنَّ القسم الأوَّل من الكتاب (الأبواب السّتة 
الأولى)”" من وَضْع كعت الجدٌّء والجزء الأخير من وضع حفيده ابن المختار» 
حرّره بالاستعانة بأخواله أبناء كعت الجدٌّء وبالرٌجوع إلى مصادر كثيرة شفاهيّة 
ومكتوبة» وقد استغرق تأليف الكتاب بين الجدّ والحفيد أكثر من قرن. 
على خلاف مذهب هوداس ودولافوسء» يذهب المؤرّخ نحيميا ليفتصيون 
(210]/اع1آ 012تعطء[8) إلى القول بانتفاء نسبة «الفتاش» بجملته إلى محمود 
كعتء وإنَّما هو - بكامله - من تحرير حفيده ابن المختار. فبعد أنْ أكّد تحريف 
نسخة (©) من مخطوطات «الفتاش»» قال: «والأهعٌ من ذلك كلّهء إِنَّ محمود 
كعت ليس هو مؤلّف التّاريخ» بما في ذلك الباب الأوّل. كما هو مقبولٌ في الوسّط 
)١(‏ يتكون تاريخ الفتاش من ستة عشر باباء كل باب مخصص لمملكة أو لسطان من سلاطين 
أسكياء ويمثل اسم السلطان عنوان الباب» وهذا من عمل المحقّقِينء وقد أفاد ذلك في تنظيم 
الكتاب» والمأخذ الوحيد على هذا العمل أن العنُوّنة باباب»: توحي بأن مضمونه واسع وأنه 
يتفرع إلى فصولء وليس كذلك. بل إِنَّ بعض الأبواب لا تتجاوز الصفحة والصفحتين. كان 
الأجدر -إذن- أن يقسم الكتاب أوَّلا إلى ثلاثة أبواب مع المقدمة: يضم الباب الأول خمسة 
فصولء وهي التي تتحدث عن الممالك والدويلات ببلاد السودان» ثم الباب الثاني» وتوضع 
تحته ستة فصول تشمل تواريخ الجيل الأول من سلاطين صونغاي» وينتهي هذا القسم بأسكيا 
داودء ثم الباب الثالث الأخير ويتفرع إلى خمسة فصول وفيها تواريخ السلاطين من الجيل 
الثاني حتى سقوط الإمبراطورية. هذا التقسيم أوضح في بيان محتوى الكتاب. 


09 تاريخ الفئّاش 
بابك 
العلمئ».”2 هذاء وتتلخّص حُجِجٌ نحيميا في تشكيكه في نسبة الكتاب إلى محمود 
كعت في ثلاث ملحوظات» هي : 

- إِنَّ الجزء الذي يُعتقد أنه من تأليف محمود كعتء إِنّما هو في نسخة (©) 
وحدها التي يتّفْق الجميع على أنّها محرّفة. . وقد أشير في هذا الجزء في موضعين 
بقول الرَّاوي: «قال محمود كعت» وذلك للتَّرشيح لدعوى الخلافة المهديّة؛ مما 
يزيد من الشَّك في أصالة هذا الجزء. 

- إِنَّ الإشارة الوحيدة إلى محمود كعت (في الأبواب السّتة الأولى من الكتاب) 
الموجودة في نسخة (4) التي تعد أصيلة» قد وردت هكذا : «وتَقَلتٌ هذا كله من 
كتاب الجدّ ألْقَمْ محمود بن الحاج المُتَوَكل بخظ بَعْضٍ طَلَبَيِهِ مِنْ قَوِْه؛ [آص48]» 
وهو في الخبر المطتّب عن صن علي وغزواته. . يذهب نحيميا - بهذا الصّدد - إلى 
القول : «إِنَّ هذه الإشارة تؤكّد بجلاء ء أنَّ محمود كعت قد خلّف نصوصًا مكتوبة 
(ولكنّها) ليست هي "تاريخ الفتاش» كما هو متداوّل».”" وإنّما هي مذكراتٌ متنائرةٌ 
قام حفيده - فيما بعد - بتحريرها والاستفادة منها في كتاباته الخاصّة. 

- إِنَّ الحفيد (ابن المختار)» على الرّعْم من رجوعه إلى كتابات جدّهء فَإنَّ 
لديه تحمّظاتٍ واستدراكاتٍ عدَّة على تلك الكتابات عند مقارنتها بلصوض ألخرى 
من المراجع التي استفاد منها.”" ويعني ذلك أنه قد وضع عملاً جديدًا استقاة:قية 
من مدوّنات جدّه مثلما استفاد من غيره. 





() عله مطذ برط عاعتمم لتنامع -طاععاموعع5 هم" .للمسعطعل8 ,ممنوالاعآ 
عط 6ه سأاعلليس8 ,لطمم مهلج طعلمة1" ه نزلنن5 لمعناقت 4 سممغخطاسك8 
01.34 ,هلهم.آ كه نواتوع اتصتآ ,وع لماك وع 4 لمهد لمامع 0 ؟ه [أممطعك 
.571-3م ,1971 ,(210.)3 

.77كم ,نط1 

(") ينظر مثلاء أول [ص07١]»‏ قوله: «ورأيتٌُ بخط الفقيه...». 


: 7 
المبحث الأرّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 0 
تتفت اها سطفهة.: -* سنن - لاتتقا اال .ا 1 11 





يخلّص نحيميا بعد ذلك إلى القول إِنَّه: «من الصّعب التّكهّن بأنَّ ما تركه 
محمود كعت من كتاباتٍ كان على شكل كتاب مُدوَّنٍ أم إِنَّه كان مجرّد مذكّراتِ 
رتسجيلات» ولكق يفل القن بأنّما تركة حعث البجد كان مقكرات منفرقة بدليل 
قلَّة أخذ ابن اتمختار الحفيد منه» وبدليل بلوغ تلك الأحداث عام (999ه/ 
00 أو ستئّين مباشرةٌ قبل وفاة كعت7.0' مما يعني أنَّ محمود كعت لم يمهله 
أجلّه لتبييض تسجيلاته تلك في شكل كتاب مدوّنٍ. 

أخيرًاء يدعو نحيميا إلى إعادة التّظر في صياغة هذا الكتاب من أجل الخروج 
من الكثير من الإشكالات. الكامنة فيه؛ بفعل الدَّمج غير الموفّق بين مخطوطة أصليّة 
وأخرى محرّفة. يقول: «إنَّ كثيرًا من أوجُّه التّعارض مُقْلقٌ في الطبعة المنشورة من 
«الفتاش1» وهذا لم يكن منه بد لأنّها تضمٌ نصَّين منفصلّين: النّص المكتوب في 
القرن السّابع عشَّر (الميلادي) والنّص المحرّف الموضوحع في القرن التّاسع عشَّر 
وسوف ينّضح كثيرٌ من أوجّه الغموض إذا ما تمّ الفصل بين هذين النَّصَّيِن: 
المخطوطة (هر) زالسسيط عقن 

بالإضافة إلى محمقي «الفتاش» ونحيمياء تصدَّى باحثون آخرون لهذا السّؤالك 
ولكنّهم لم يخرجوا عن نطاق ما تمّ عرضه من مقارباتٍ وآراءء حول نسبة الكتاب 
إلى محمود كعت الجدّء أو حفيده ابن المختار.0© 


)١(‏ .5577 .1ن .م0 الإتتاصعن طاأمعع امع ع5 م 

(١؟)‏ .579ص الاتتطوعن) طامععامعبع5 لم 

(*) من الدراسات الأولى التي تعرضت لدراسة الفتاش: طاعلتية1' ناد 210165" .2 .1 اناوه 
بؤعط انج" ,عصدتلخ .1 .2 :590-596 ,(1914) زا رومممغطاصةى ,"طعمئوط آء 
,"124 لتامصسطدكاخ1 عل عتتتبعه'1 كمقل 5ع011 و5ععناه5 اه 5لجرعوع.1 
5م501" عل تمد .© .1 :36-42 ,(1964) ,1/4 ,دعم تدع تىة دعطء رعطعع 1 
,7 بملخ 280 ,"تترماوتط لمباعء1 لصه “تمطاسة ذاأ1] تطمماغه -له طعلتنهة1 عطاع 


2 تاريخ الفئّاشُ 


هذاء وقبل التَعرْض لدعوى التّحريف في "تاريخ الفتاش» يجدر بنا التوقف 
لاستعراض سيرة ألفع محمود كعت وما أثير من جدلٍ حول شخصيّته. بعد ذلك 
تكون محاولة لمناقشة قضيّة النّحريف والتّلاعب بأصل «الفتاش» على يد الشّيخ 
ألفا نوح بن الظّاهر وأحمد لوبوء وذلك من خلال استعراض الطَّرف التَّارِيخيٌ 
الذي تمّ فيه هذا التّحريف المحتمل لنصوص الفتاش» ومن ثم مناقشة بعض فقرات 
الكتاب وتحليلها من أجل الخروج بموقفٍ محدّد حيال هذه القضيّة. 





ثانا : عن حقيقة شخصيّة محمود كعت 

قضيّة أخرى تنبثئق عن القضيّة السّابقة وتكمن في محاولة الباحثين عن الكشف 
عن حقيقة شخص محمود كعت» فمن هو محمود كعت تحديدًا؟ متى ولد؟ ومتى 
توفي؟ وما أثر معرفة تلك الحقائق في تبديد بعض الغموض المحفوف حول 
الفتاش؟ إِنَّ محاولات الباحثين للإجابة عن هذا السّؤال لا زالت متواضعةٌ وعرضة 
للأخذ والرّد؛ِ بوصفها اجتهاداتٍ مبنيّةَ على نُتَفٍِ من معطيات تاريخيّة غير شافية 

ففي المقدّمة التّمهيدية لترجمة «الفتاش» ذهب المترجمان إلى أنّهِ هو : محمود 
كعت بن الحاج المتوكّل كعت. وأنَّه قد ولد عام (1574م)» وبدأ تأليف كتابه هذا في 
سن الخمسين» أي عام (1919م): طبقًا لإشارته هو. وقد كان صديقًا مقرّبًا لأسكيا 
الحاج محمّد؛ صحبّه إلى الحج. كما كان مستشارًا أميئًا لمن جاءوا بعد أسكيا الحاج 
في الحكم. عُمّر طويلاً» وشهد الغزو المغربي لصونغايء وتوفي عام (1685م) 
حسب رواية «تاريخ السودان» وله من العمر مائة وخمسة وعشرون عام 27 





ح -اء طلتية1 عا عناة وعداو ع8 دعناواعن0" .لمآ ,8م3]201 :57-65 ,(1969) 
.(39ص0 ,4 شك نءه؟) .471-93 ,(1972) ,الوسر بالمع[8 ,لطعما)ع]1 
)١(‏ .تالكا صمنخداقصةء1 عط ما صمنغع نل معاص] بطعمعء طعلتية 1 


ءِ 0ت 
المبحث الأُوّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 52 


إنَّ التُعريف السَّابق - على بساطته - يكتنف الكثير من ثُقاط الأخذ والرّدٌ؛ 
لكونه قائمًا على مجموعةٍ من المعلومات المتنافرة التي حاول المترجمان عقد 
تصالّح بينها للخروج بهذا التّعريف الذي يبدو في ظاهره مقبولاً منسجمّاء وهو 
ليبن كدلك: 


على سبيل المثال» فإِنَّ الموضع اليتيم الذي أشير فيه إلى مولد كعت؛ لا 
يُصرّح بشيء كثير. بل يحمل في نفسه قدرًا من الغموض والإشكال.. قيل فيه: 
«ووٌلِدَ في أيّام أسكيَ محمّد: محمد بن سعيد حفيد الفقيه محمود بن عمر بن 
محمّد أقيت (...) والفقيه القاضي محمود بن الحاج المتوكّل كعت».(2 فالخموض 
كبيرٌ هنا إذا عُلم أنَّ أسكيا الحاج محمّد قد «مكث في السّلطة أربعين سنة غير 
واحد(ة)» وقيل ثلاثةٌ وأربعين سنة على الصّحيح).”'' فكيف يمكن في البحث 
النَّارِيخيٌ ترك معلومةٍ مفتوحة على مدى أربعين سنة بلا تحديد؟ خاصّةٌ أنَّ هذا 
الخبر يتضاربٌُ - جملةً وتفصيلاً - بآخر ذُكِرَ فيه أنَّ سن ألم كعت يوم تولّى أسكيا 
الحاج السّلطة كانت خمسًا وعشرين. بينما كان أسكيا في الخمسين من عمرى(© 
وهذا الأخير ما أخذ به المترجمان في التّعريف السَّابقَ بمحمود كعت؛ متجاهلين 
الخبر الأوّل الذي يزعم أنَّ كعت قد ولد في أيّام أسكيا. 


كما أنَّه لا وج للتّوفيق بين هذا الخبر السَّابق وما ورد من أنَّ الأسكيا حين 
حجٌ.. «كان معه من العلماء الأعيان: الشّيِخْ محمد ثُلِء وألفا صالح جُوَّر (...) 
والمبْتلى بالتّأليف أنا محمود كعت».”' ومعلومٌ أنَّ أسكيا قد حجّ في العام الَّاني 
)١(‏ الفتاش» [ص١8].‏ 
)١(‏ الفتاش» [ص8/]. 
(”) الفتاش» [ص088]. 
(5) تاريخ الفتاشء [ص5١].‏ 


تاريخ الفئّاش 


من ولايته (9957ه/ 1597م), ولا ينفع انسجامٌ هذا الخبر بإشارةٍ أخرى إلى 
كغت»«ذكر فيها أنه كان من آهل مشوزة أسكيا :ومن المقريين لديه من العلماء». وآئه 
كان آخر الرّسل الثّلائة الذين بعثهم أسكيا إلى أبي بكر بارُو بن صن علىّ قبل 
نشوب القتال بينهما؛ حرصًا على حقن الدّماء: «قَأْرسَلّنِي إليه» أي أنا الفقيرٌ 
المحتاجٌ ألْمَعْ كعت. وذهبتٌ إليه؛ فوجذْته ببّلد أنْمَعُّ» وهي بقرب كاعٌ.”" لأنَّ 
َلك كله لا يزيد :الباحت عن محموة كعث إلا تعدا عن مبتقاه» وخيرة من أمره. 
فإذا لم نستبعذ أن يكون عِلّْم محمود كعت قد قرَّبه عند أسكيا الحاج محمّد على 
الرّغم من حداثة سنّه (سبقت الإشارة إلى أنّه كان في الخامسة والعشرين من 
عمره)» وإذا لم نستبعد ذلك مطلقّاء فإنَّ من الصّعب قبول الرّعم بأنَّ أسكيا قد 
أوفدّه إلى منافسه بعد إخفاق شَيْسَين جليلّين في هذا المسعى للتّوفيق بينهما. عليه 
لا يزال السّؤال عالقًا: تُرى هل كان محمود كعت حمًّا في سن الخامسة والعشرين 
حين,تولّى أسكيا محمد 'السّلطة» أو بالأحرى- هل كان :مولودً) تحمًا أكذالة؟ 

في خبر آخرء ورد على لسان ابن المختارء ذكر فيه أنَّ ألفع كعت قصد أسكيا 
داود في بعض السَّنين بكاغ؛ فتلقّاه أسكيا بالنَّرحِيب» وأضافه وأنزله وأكْرّمَه وفي 
تلك المناسبة الْتَمَسَ كعت من أسكيا العَؤْن في عدَّة أشياء منها تجهيز أربع بناتٍ له 
إلى أزواجهنَّ.'" وهذا الخبر أيضًا محل نظرٍ إذا ما أريد جمعُّه إلى الأخبار 
السّابقة؛ وحتى إذا اعتّمِد قولٌ الرّاوي «في بعض السّنين» وحمل على عمومه. 
وأَجْرِيَ على السّنين الأولى لولاية أسكيا داود, فإنَّ سن ألفع كعت يوم تولّى 
أسكيا داود السّلطة كانت على الأقلّ سئًّا وثمانين (اعتمادًا على الرّواية السّابقة 
التي زعمت أنه كان في الخامسة والعشرين في عام 407ه)» ومن غير المألوف أن 
)١(‏ تاريخ الفتاش» [ ص4 0]. 
(؟) تاريخ الفتاش» [ص8١٠١].‏ 


1 ا-27 
المبحث الأوّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 52 


تكون له في مثل هذه السَّن المتقدّمة أربعٌ بناتِ» وخمسة ذكور أحداث في سن 
الرّواج. 

بالإضافة إلى هذه العقبة في قبول هذا الخبرء تبرز عقبةٌ أخرى بعد عدّة 
صفحات من «الفتاش» آخرٌ ترجمة أسكيا داود حين أتى المؤرّخٌ على ذكر أبنائه 
وبئاته» ذكر أنَّ منهم «عائشة كِيّمّر زوجة القاضي محمود. أَرْحَلَّها إلى تُنُبكت 
ومانّتُ في عصْمّته'.''' فالإشكال هنا كامنٌ في زواج شيخ تسعينيٌ من ابنة أسكيا 
على الرّغم من احتمال وجود أولاد له كبارء كان من الممكن أن يتزرّجوا ابنة 
أسكيا؛ إذا كان الغرض من الزَّواجٍ مصاهرة بيت علم ببيت مُلك. هذاء ويمكن 
قبول هذا الخبر بجمعه إلى الخبر الأوّل الوارد في مستهلٌ هذا المبحث أي الذي 
يفيد بأنَّ كعت قد وُلد في أيّامِ أسكيا الحاج محمّدء ولكن بإقصاء الأخبار الأخرى 
المعازهة لهما: 

ثم إِنَّ هاهنا لإشكالاً آخر يكمن في محاولتنا الجمع بين زواجه من ابنة أسكيا 
داود وطلبه المعونة منه.. فأيّ الخبَرّين أسبق: أ زواججه أم التماسّه العون منه في 
تزويج بناته؟ ولا شك أنَّ الإجابة عن هذا السّؤال بأيّ احتمالٍ تفضي إلى مغالطةٍ 
واضحة. ولدينا ها هنا احتمالان لا غير: 

أ- إذا احثّمِل أنه قد تزوّج بابنة أسكيا داود في فترة مُبكرة قبل تقلّد داود 
للسّلطة (فرارًا من معضلة السّن المتقدّمة جدًا)» فمن المستبعد أن يَفِدَ علي 
ويلتّمس منه العونَ في تزويج بناته» ويُوسّط في هذا المسعى بينه وبين صهره 
شَخصًا آخر هو أَلْفَّع بُكر لَنْبار وحتى على افتراض أن تكون البناثٌ من زوجةٍ 
أخرى له غير ابنة أسكيا داودء فإنَّ هذا الاحتمال لا يزال بعيدًا. 


.]١١9-١١8ص[ تاريخ الفتاش.‎ )١( 





وو 5 د اأنكاث 
2ه تاريخ الفئّاش 


ب- وإذا احثّمل أنَّ التماسه العونَ من أسكيا داود مُتقدّمٌ على زواجه بابنة 
داودء فإنَّ الفترة الزّمنيّة المتوسّطة لبلوغ بناتٍ أو أولادٍ من تلك الرّيجة سن الرّواجٍ 
تتجاوزٌ حياةً أسكيا داود»ء (مكث في الحكم ثلانًا وثلاثين سنة). 





آخرٌ تلك الإشارات إلى القاضي محمود كعت» وردت بعد حوالي عقدٍ من 
الزَّمن من وفاة أسكيا داود» وذلك في ظرف غارة الجيش المغربيٌ على صونغاي 
(449ه/ 1541م)؛ إذ جمع أسكيا إسحاق الثاني أعيانَ جيشهء وعلماء تسكتوق» 
واستشارهم فيما يفعل» وقد أشير إلى ألفعْ كعت في هذا الموضع بقول الرَّاوي: 
هن هذا الفقيه المشار إليه الذي أمَرٌ بنقل أهل كاع إلى وراء البحر» هو ألْمَعْ 
كعت».”7' علمًا بأنَّ سنّه كانت يومذاك (77١عامًا)»‏ إذا ثبت أنَّهِ قد ولد عام 
(1558/8176١م)»‏ بناءً على الخبر الذي زعم أنه كان في سنّ الخامسة والعشرين 
يوم تولّى أسكيا الحكم (900ه). 

ولعلَّ مساحة النّقد والتّشكيك في هذا الخبر الأخير ضيّقة باحتمال تمبّعه 
بكامل قُواه العقليّة والجسديّة في مثل هذه السّن المتأخّرة كما هو مستفادٌ في سياق 
القصّة؛ إذ قيل فيها : «فلمًا أعرض القومٌ عن استعمال رأيه» بكر في غده قافلاً إلى 
تلدع © 

فالحاصل من كل ما مضيىء أنَّ الغموض في تحديد مولد محمود كعت» قد 
ألقى بظلاله على كثيرٍ من فقرات «الفتاش»: ولا يجد الباحثٌ في ظلّ المعطيات 
التَّارِيخيّة المتوفرة الآن إلا التَّسلِيم بهذا الخموض. 

بالمثل» فإِنَّ تاريخ وفاة محمود كعت لم يسلم من الأخذ والرّدٌ؛ إذ أشير إلى 
وفاته عند السّعدي في غرّة محرّم (عام 7١١٠٠ه/‏ 1091م). بينما ورد في كتاب 
)١(‏ الفتاش» [ص60١-151١].‏ 
(؟) الفتاش» [ص١6١].‏ 





الملبحث الأَرّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 6 


«السّعادة الأبديّة».”'' أنه قد توفي عام (/5١٠١ه/114/8م)»‏ وتكفي الفجوة الرَّمنيّة 
الواسعة بين هذا التّارِيخَ وبين التّواريخ المحتملة لوفاة محمود كعت؛ لاستبعاد هذا 
المصدر المتأخُرء ثم إِنَّهِ لو عاش كعت حتى هذه الفترة؛ للّقيّهِ حفيده ابن المختار 
ولَتَقّل عنه أخبارًا مباشرة. 

والمثير للدّهشة بهذا الصّددء عدم إشارة ابن المختار في «الفتاش» إلى تاريخ 
وفاة جدّه على الرُغم من أنَّه قد أرّحْ لأحداث تجاوزت الفترة الرّمنيّة التي ذكر 
السّعدي أنَّ كعت قد توفي فيها. فلماذا أغفل ابن المختار هذه المعلومة التَّارِيخْيّة 
المهمّة؟ 

أمّا عن أصلهء فقد ورد في مقدّمة «الفتاش» أنّه هو لاسيدي محمود كعت 
الْكُرْمنِيُ دارّاء التّمبكتي مسكتاء الوَغكُريٌ أضلاً».”" فالكرمني نسبةٌ إلى إقلي 
كُورْمينا الواقع جنوبيَ عاصمة صونغاي عَاوْء وكانت بمثابة العاصمة الّانية 
للإمبراطوريّة» ومقرّ ولي العهد (كَتْفَارِي/ كُورْمينافاري)؛ وبها تولّى محمود كعت 
القضاء. ويّفَهَمُ من هذه النّسبة أنه من هذا الإقليم» وهذا مُنسجمٌ مع نسبته إلى 
١وَغْكر/‏ وذْكرا قبيلة سونِئْكيّة. أمّا الاسم «كعت» فغير واضح المعنى» وقد رجح 
المؤرّخ جونْ هونُويكُ 11112101 1011) أن تكون محرّفة من «القوطي» نسبةٌ 
إلى «قوط» الأندلسيّة» واستند في ذلك إلى نصٌّ مخطوط قديم لوثيقة شراء نُسخْةٍ 
من كتاب الشَّفا للقاضي عياضء ورد فيها.. اووافق هذا شهرّين بعد وصولنا إلى 
)١(‏ كتاب السّعادة الأبدية في التعريف بعلماء تنبكت البهيّة» لمولاي أحمد بن بابير الأرواني» 

(ت1991م): مخطوط بمركز (0181(16841) برقم: 07لا ص475؛ ينظر: .0 10112 


01 7255لا عط ,701.4 بضلخ معتكثلم ]0 عتسأوع انآ عتطدعخ ,عل ص11 
.5 بنع للم عنصسهل0نك 


(5) تاريخ الفتاش؛ ص4. 


2 5 5 كا 
2 تاريخ الفئّاش 


نُوات من بلادنا ُلَّيْطلة عاصمة القوط» ونحن الآن في طريقنا إلى بلاد السُودان 
طالبين من الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الاستقرار هناك» وبه كتبت. عبد ريّه علي 
ووزياه القوطي شهر المحرّم ؟/ا4ه).”'' بناءً على هذه الوثيقة» لا يستبعد هونويك 
أن يكون هذا الشَّخْصُ قد استَؤْطن تمبكتوء وبها تزوّج امرأة وعكريّة؛ فكان والدٌ 
معمود عات :من اسله. لكنه عن الشعب قبول هذا الامتنتا؛ لأنه يُقضي الخير 
القائل بأنَّ محمود كعت - وليس والده - قد وُلد في العام نفسه الذي كُتبت فيه هذه 








الوثيقة» أو بعده بثلاث سنوات. 

هذاء ويكاد هونويك ينقض نفسه - وقد فعل - حين نفى في موضع آخر صحبة 
محموه عت الأسكيا الساح محمد إلى الح بورج أن يكرن هناك اكت من 
شخص بهذا الاسم وأنَّ القول بصحبة كعت لأسكيا الحاج قد يكون من قبيل 
الخلقا بيه وين 0 3 هذا الاحتمال الأخير الذي ذهب إليه هونويك 
لذ يمتكن قبوله بإزاء طرحة الآخير المذكور آنمّا إلا إذا زعم لعا "أن كلا هين.جدٌ 
مجمود كنت ووالددزقلوفد[زمكارإلى ,يلاد الشودان كما انم المسكتشد :الا ترد 
إشارةٌ من لدُن محمود كعت إلى أصله القوطيء أو ألا يكون لديه علمٌ به» أو أن 
يسكُتٌ هو عن ذلك» ويسكت عنه أبناؤه وأحفادٌه» خاصّة أنَّ مثل هذا الانتماء - 
أي إلى أصل عربيٌ أو مشرقيٌ - كان مما يحرص الأفارقة عليه» ويذّعيه بعضهم 
ذوة آذتن ليل: 

إذن» من الصّعبٍ على المحمّق عن شخصيّة القاضي محمود كعت» وعن 
مولده وعن الفترة الزّمنيَّة التي عاش فيهاء الإمساك بطرف الخيط الموصل إلى 
() عتصملد5 .111 بطممعغه-لد طعلمنه1” مز دعنلنة5 ,.0 صطمك بعاع تمس 


111-114 ,2001 ,11 يقعنقف 
() .38-39م شام 


ره 
المبحث الأُوّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته لك 


حقيقةٍ في هذا النّسِبج المتشابك من المعلومات التَارِيحْيَّة غير المنسجمة» وهو في 
هذا الموقف الذي لا يُحسدٌ عليه» لا يملك إلآّ خيارّين: 

- أن يُعطي لنفسه حقٌّ حَجِب بعض تلك النُصوص وإقصائها بحبّة عدم 
صسّتهاء وأن يأخذ فحسب بالنُصوص التي يمكن الجمعٌ بينها في هذا الموضوع. 

- أن يأخذ بتلك: النُصوص جميعها ويدّعي تعدّد شخصيّة كعث. أي وجود 
أكثر من شخصٍ باسم محمود كعت» عاشوا في فترة زمنيّة متقاربة بتمبكتو. 

على هذين المنحَيّين يتورّع جل الباحثين الذين نظروا في هذا الإشكال الخاصٌ 
بشخصيّة محمود كعت أبرزُهم نحيميا ليفتضيون (6]6]2101.آ 13طةعداء[2): الذي 
يأخذ بالمنحى الأوّل» وجون هونُويكُ الذي ذهب إلى المنحى الآخر. أمّا ما ورد 

عند محقَّقّي «الفتاش» من اعتماد النُصوص المتنافرة كلّها في هذا الشَّأن دون 
تَعرّضٍ حقيقيٌ لما تثيره من إشكالات ولما بينها من تنافْرٍ وتنافض» فهو موقفٌ يثير 
من الإشكال والعقبات أكثر مما يعطي من الحلول. 
ثالثًا : : عن حقيقة د شخصيّة ابن الختار 

لقأل ارس امليف كدي اراق اسع فلار ل 
بشخصيّة حفيده مؤلّف الكتاب أو محرّره. بل إِنَّ الغموض حوله أوسَعُ وأعمق؛ إذ 
لم يُعرف عنه حتَّى اسمّه الصّريح» وَإِنّما عرف ب«اب بن المختار» فحسبء وذلك في 
موضع يتيم في «الفتاث ش» قال فيه: «سمعتّه من والدي المختار قنبل رحمّه الله 
يعحدّت يوا ”ا وتهال الأأكر توفت بع اند الباحي و معلوناك عاية عن 
شخصيّة ابن المختار» لأعطث مفاتيح للؤُلوج إلى كثيرٍ من مغاليق هذا الكتاب» 
ولكنَّ عدم وجود أيَّةَ معلومة عنه في «الفتاش» أو في غيره. قد أَسْهُمّ مباشرةً في 
تعقيد إشكالات هذا الكتاب. 


)١(‏ الفتاشء [ص70]. 





جم ا 
لق تاريخ الفئاش 


على كل حال» فإِنَّ جملةً عابرةً في «الفتاش» نخال أنّها تضيءٌ قليلاً من 
الغموض حول ابن المختار» وردت في قوله: «وحكى لي سَبْطي محمد بانَ بن 
يوسف كعت رحمه الله».” والسّؤال الملحٌ في هذا الموقف: كيف سوَّعٌ ابن 
المختار لنفسه الإشارة إلى ابن خاله ب«سبط»)؟ هذا لاعتقادنا أنَّ ابن المختار يعي 








يدا معنى هذه الكلمة ويُحَسِنٌ استخدامها؛ حيث إِنَّه قد استخدمها في تسعة 
مواضع فى هذا الكتاب استخدامًا جيّدًا.(" عليه» فإِنَّ إشارَةٌ ابن المختار إلى ابن 
خاله ب«سبطي» لا يمكن حملّه على مجرّد السّهو أو الخطأ في الاستعمال؛ لذلك 
نلجأ إلى فهم هذه الكلمة في هذا الموضع بطريقةٍ أخرى» ألا وهي التّفْسير 
الاجتماعيٌ لهذا الاستعمال. 


ملخّص ذلك أنَّ من الشّائع في الأوساط الأفريقيّة إطلاق الولد اسم والده (أو 
والدته) على أحد أولاده» وخاصّة البكر منهم» وقد تصل هذه العادة في بعض 
المجتمعات إلى لازمةٍ اجتماعيّة لا بدّ منهاء وإلا اعبُير الولدٌ عاقًّا لوالدّيه. ولدينا 
في «الفئَّاش» نفسه نماذجٌ كثيرة من هذا التّقليد في أسرة أسكياء وفي أَسَر الفقهاء 
والعلماء المذكورين. ومن مُستلزمات هذا الإطلاق أن يناديّ الوالدٌ ابه ويشير إليه 
ب«والدي» أو بما كان يدعو به والده من الألقاب المبجّجلة» والإخوة كذلك يدعون 
أخاهم (أو أخنّهُم) سميّ جدّهم ب«جدّنا»» وفي تلك المجتمعات تكون مناداة 
سمي الجدّ أو الجدَّة باسمه الصّريح خروجًا عن الأدب والاحترام. 


في ضوء هذا التّقليد بالذَّاتء نحسب أنَّ إطلاق ابن المختار «سبط» على ابن 





.]١76ص[ الفتاش»‎ )١( 

(؟) استخدمها بالجمع (أسباط) معطوفة على (الأحفاد) في سبعة مواضع» وهي: [ص١7؛‏ 179؛ 
هلا؛ .]١78 41" 41١5 41٠396‏ كما استعملها بالإفراد في هذا الموضع» وفي موضعين 
آخرين استعمالا دقيقا؛ للدلالة على الأحفاد من قبّل البنت» وهما: [ص59؛ .]١11‏ 


المبحث الأوّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 522 





سميًا لجدّه القاضي محمود كعتء وبناءً على العلاقة الؤٌدَيّة الخاصّة دائمًا بين أبناء 
الأخوال فى الثّقافة الأفريقيّة» فإنّه كان يُخاطبٌُ ابن خاله محمد بان باسبطي». 
بالمقابل» كان يخاطبه ذاك ب«جدّي». إِنَّ هذا التَُسير الذي ذهبنا إليه نحسبه أقربَ 
التّفسيرات إلى الصّحة في هذا الموضع. أمّا ما ذهب إليه مُترجمًا «الفتاش» في هذا 
الموضعء فلا يزيدٌُ النَّصّ إل غموضًا؛ إِذْ ترجما «السّبط» في قول ابن المختار 
الشسَّابقء بقولهما ) (16101265 165 :231 22161215 20265 06 1”12) ص 28١‏ 
أي : أحدٌ أقاربي من جهّة الإناث. 

كذلكء فإنّنا اعتمدنا هذه الظّاهرة في المجتمع الأفريقي لحل الإشكالات 
وَالتعارضات الواقعة بين التصوض حول شخصية محمود كعتة؛ فوجدتا أنه 
معادلةٌ دقيقة ومفتاحٌ فعّالُ في تقديم تفسير مقبولٍ لجميع تلك التُعارضات» وعلاج 
الإشكالات حول شخصيّة محمود كعت. هذاء دون استبعاد نص لصالح نصٌ آخر 
كما هو ديدنٌ بعض من تعرّض لهذا الإشكال. وقد انطلقنا فى ذلك من الفرضيّة 
الآتية: إِنَّ بين أيدينا شخصين باسم القاضي محمود كعتء أحدهما نطلق عليه 
محمود الجدّء والآخر: محمود كعت (الحفيد/ الأوسط). 

بتتبّع النُصوص في اختبار هذا الافتراض» تبيّن لنا: أنَّ الاسم «محمود بن 
الحاج المتوكل كعت» قد ورد في ثلاثة مواضع في الفتاش [ص 07 ؛ 857؛ 61١]ء‏ 
ومرّة في تاريخ السّودان (ص١١7)»‏ وبدون نسبته إلى «الحاج المتوكّل» في بقيّة 
المواضع. 

بناءً على هذا التّحليل» فقد توصّلنا إلى الاستنتاجات الآتية: 

« ولد محمود كعت الجدٌ في فترة بحوالي خمس وعشرين قبل مفتتح القرن 
الهجريّ العاشر؛ وبلغ شأوًا من العلم في المجتمع التُمبكتي ولمّا يتجاوز الثّلائين 


و0 تاه الفتّاث 


من عمره» وغدا مقرَّبا للسّلطان أسكيا الحاج محمدء حجّ معه عام (401ه). شرع 
محمود الجد في كتابة «الفتاش» بعد الخمسين من عمره» وتوفي في فترة في 
أواسط حكم أسكنا الحاج محمد (975-894ه). 

« أمّا ابنه المتوكل على الله فقد كان آنذاك قد بلغ الأربعين» وررْقَ بولدٍ 
شماه باسم والده. أي: محمود» وهو المشار إليه بأنّه قد ولد في أيّام أسكيا 
الحاج محمد [ص85]. وهذا الحفيد هو والد القاضي: إسماعيل» ويوسف». 
ومحمد الأمين بالإضافة إلى ابنة أخرى هي أمُ ابن المختار بن قنبل. وقد كان 
محمود الحفيد مقرَبًا لأسكيا داود» وتزوَّجٍ بابنته عائشة كِيَمَره وشغل منصب 
القضاء بتندرم» وشهد الغزو المغربيّ» وتوفي عام (5١٠٠ه/‏ 1599م). وفي 
الجدول الآتي مزيدٌ بيان لما مضى : 

جدول :)١(‏ عرض كرونولوجي لحياة محمود كعت (الجد والحفيد). 
حوالي الا4ه/ 577١م‏ | : مولد محمود كعت (الجد). 


4ه 1197م : بعثه أسكيا محمد توري مفاوضًا بينه وبين صن بارو. 


0 


ار ابيط عا ال د لون كر 


6ه : شروع محمود كعت (الجد) في كتابة تاريخ الفتاش. 


بعد 405ه/ 49١1م‏ : زواج كعت الحفيد بابنة أسكيا داوذ (عائشة كِيَمَر). 


ووه قدي هقير بترو لسرا 


إنَّ هذه الاستنتاجات مبنيّة على استقراء لجميع السّياقات التي وردت فيها 

















60 
المبحث الأَوّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 2 
مناه ع دما .كسمت تلن استظوسن. + معطد ااا ا ا ا ا .لغ ٠.‏ 





الإشارة إلى محمود كعت» وهي اثنان وعشرون موضحًا في كتابّي: الفتاش وتاريخ 
السُودانء 7" ومن ثمَّ تفسير تلك السّياقات تفسيرًا موضعيًا موضوعيّاء أي النّظر 
إليها في موضعها التي وردت فيهء ثم النَّظر إليها بمقارنتها بالسّياقات الأخرى 
والمعطيات التَّارِيخية في أيّ موضع آخر. هذاء ولم نجد أي تعارٌض أو نشاز بين 
النُصِوص بعد هذا الاستقراء والمقارنة» وتفكيك النُصوص ثم تركيبها. 


هذاء وإِنَّ الموضع الوحيد الذي لا يمكن عقد مصالحة بينه وبين الاستنتاجات 
السّابقة» هو ما ورد عند المَّعدي في قوله: «وفي ليلة الثلاثاء السابع عشر من 
شوال (يعني في العام 59١١ه).؛‏ توفي الأخ العزيزء والصَّاحبٍ المحبٌّء الحنين 
من عهد الطفولية» الفاضل الدّينء الفقيه محمود كعت بن علي بن زياد 
(ص١0").‏ وقد رجّح هونُويك في أحدث مناقشة له لهذا الموضوعء أن يكون هذا 
الشّخْص المعننٌ به هو محمود كعت الجدء ولكنَّنا هنا لا نحسب أنه داخلٌ البنّة في 
معاذلة افعو حول شحمئكة كمت: إة قدتص السمدى .حا على آثّد كان ؤايًا 
للمتوفّىء ومن غير المتوقّع أن يُعطي السّعدي تاريسًا خاطنًا لوفاة شخص عايشه 
منذ الطفولة. ثم إِنَّ النّص قد صرَّح بأنَّ محمودًا كعت الأخير هو ابن علي بن زيادء 
وليس ابن «المتوكل على الله». وفوق ذلك» فإنّنا لا نطمئنٌ إلى أنَّ «علي بن زياد» 
المذكور هنا هو عين زياد بن علي القوطي المذكور في وثيقة شراء نسخة كتاب 
الشّفاء على ما تقدَّم بيانه في فقرةٍ سابقة. 


تتجدر الإشارة إلى لوهذ الانستحاجات العى تزكدلةا البهااء قد مق يهنا 


)١(‏ عشرة من تلك المواضع في كتاب الفتاش. في نسخة (0)) وهن متواليات في بداية الكتاب» 
[ص: 49 4154١6‏ 194754؛ لاه؛ 5ه؛ ه؛ 506]؛ والعاشرة في [ص5١١],‏ والبقية فى 
نسخة (4) من الفتاشء وهي. [ص: الا؛ 487 410١41517 41١1841١١41١8‏ 1 
ووردت بقيّة المواضع في كتاب "تاريخ السودان»» نج ل قلاع اقل 





“لوت د اخ الفئّاث 
لم ريخ الفا 
لطلمشسلعسسسبببب امس ترط 


المؤرّخ هونويك حين نفى خبر حجٌّ محمود كعت مع أسكياء ورجّح أن يكون هذا 
الخبر من قبيل الخلط بينه وبين جدٌ سمي له. فهو - بهذا الرّأي - له قصب السّبق 
في هذا المجال» ولكنّه لم يدعم رأيه بدليل مقنع ملموس من النُصوص المتوفرة 

الخلاصة:؛ أنَّ محمود كعب الجد (الأوَّل)» هو الذي عاصر أسكيا الحاج 
محمد وحجّ معه وحفيده محمود بن الحاج المتوكل» هو الذي عاصر أسكيا 
دأؤقا:وغائن حت ,سقو مملكة صضوتقاي» وهو جد ابن المكعاز المتحوّر الأخير 
للفتاش. 


رابعًا : مراجع الفتاش بوصفها مفاتيح لبعض الإشكالات 

بالإضافة إلى ما يمكن أن تضيفه مصادر «الفتاش» من قيمةٍ تاريخيّة عليه» فإنّها 
تضطلع - في بعض مواضعها - بإمداد الباحث بإشاراتٍ ومفاتيح لما يعترضه من 
ألغاز ورموز حول نصوص هذا الكتاب؛ خاصّة فيما يتعلق بربط فقرات الكتاب 
بكاتبها الحقيقيّ. وبطبيعة الحالء فإِنَّ مصادر «الفتاش» قليلة» خاصّة المصادر 
المكتوبة؛ لأن رصد الوقائع وتسجيل التَّوارِيخَ لم يكن ظاهرةً شائعة في الوسط 
العلمي السوداني آنذاك في خضمٌ انشغال العلماء بالمدوّنات الفقهيّة والدّينيّة. غير 
أنَّ مصادر «الفتاش» سواءٌ أكانت شفاهيّة أم مكتوبةٌ» تحوي معلوماتٍ وإشاراتٍ 
جديرةٌ بالاهتمام في الكشف عن بعض مغاليق الكتاب» وعن بعض الجوانب في 
شخصيّة محمود كعت,ء وابن المختار. 

أ- مصادر مكتوبة 


من أهمٌّ المراجع المكتوبة التي نقل منها ابن المختار» ما تركه جدَّه محمود 
كعت». وأخواله الثّلاثة: القاضي محمد الأمين. والفقيه يوسف كعتء والقاضي 


89 
2 


المبحث الأَرّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 





جع 


إسماعيل أبناء القاضي محمود كعت.(' وقد نقل ابن المختار عن هؤلاء إِمّا حكا 
ومشافهة» وما كتابة من بعض المذكّرات التَّارِيخيّة التي تركوهاء ونصّ على ذلك 
في مواضع من «الفتاش» منها خبر وثيقة الحرمة التي كتبها أسكيا الحاج محمد 
لأحفاد الفقيه مور مّوكار» قال: «ووقَفْتٌ أنا على ذلك الكتاب. أُوْقَمَني عليه 
تَالي القََاضِي إسماعيل بن القَّقِيهِ القَاضِي محمود كَعْتٍ) [ص 'ل]» ومنها قوله: 
«ونقَأْتُ هذا كُلَهُ مِنْ كتَابٍ الجدّ ألْمَْ محمود بن الحاج المُتَوَكل بخظ بَعْضٍ طَلَبَتِه 
مِنْ قَوْلِه؛ وقد وردت هذه الإشارة في معرض حديث المؤرّخ عن صن علي 
وغزواته. 

هذاء وإِنَّ أهمّ ما تتميّر به نقولات «الفتاش» المكتوبة» دلالتها - بقوّة - على 
أنَّ ابن المختار هو محرّر الكتاب؛ لأنَّ جل المواضع التي أشار فيها إلى نقله من 
مصادر مكتوبة إِنّما هي مواضع مبثوثةٌ في ثنايا الكتاب» فلو كان ابن المختار قد 
عمد إلى نسخةٍ مكتوبة من قبّل جدّه قأكلمها؛ لكانت نقولاته كلّها في ذلك المجزء 
المكمّل. لكن ذلك ليس بواردٍ في الفتاش. ويدلٌ ذلك على أنَّ ابن المختار قد قام 
بعمليّة تحريريّة موسّعة» أكبر من الجمع والإضافة» وهذا ما أكّده المؤرّخ نحيميا 
ليفتصيون في تعليقه على النّص السَّابق المنقول؛ إذ ذهب إلى أنَّه يدن على أنَّ 
الحفيد ابن المخنار لم يعتمد كتاب جدّه محمود كعت ليضيف عليه فقرات 
وفصولاً» كما هو شائعٌ بين الباحثين» وإنَّما أخذ منه معلومات» ووضع كتابًا آخر 
بجملته» وهو كتاب «الفتاش» الموجود بين أيدينا الآن. 

من الإشارات أيضًا الدَّالة على أنَّ تحرير «الفتاش» بصورته التّهائيّة من عمل 
ابن المختار» إحالاته المتكرّرة على كتاب «الدّرر الحسان في أخبار ملوك 


.]119 41١8 ينظر مثلاء [ص84؛‎ )١( 


عي 7 43 
2 تاريخ الفتاش 


السُودان» لمؤلّفه باب عُورء27 وقد ورد أنَّ الحاج الأمين كانو والد باب غُورء 
كان من العلماء الذين نٌجوا - في اللّحظة الأخيرة - من مذبحة العلماء بتمبكتو 
على يد الجيش المغربي عام (1991م).'"" مما يدل على أنَّه كان معاصرًا لمحمود 
كحت (الأرسط): أكا ابسيات خون صاحب «الدرر الاقف حفن كيرًا اعد 
ألّف كتابه بعد وفاة محمود كعتء ثم إِنَّ آخر تاريخ مُقتبسِ من هذا الكتاب هو عام 
(١٠٠ه/‏ 1046م) أي عامان بعد وفاة محمود كعت مما يرجح عدم اطلاعه على 
هذا الكتاب. 

كذلك. من مراجع ابن المختار كتاب «كفاية المحتاج في معرفة من ليس في 
الدٌيباج»»”" للشيخ القاضي أحمد بابا التمبكتي» وظاهر كلام ابن المختار أنَّه قد 
التقى به بتمبكتو بعد عودته من منفاه بمراكش عام (١7١٠١ه/‏ ١151م).20)‏ ونقوللات 
ابن المختار عن القاضي أحمد باباء إِنَّما هي تواريخ لوفيات بعض المشايخ 
السّابقين بتمبكتو. وهذا يقوّي الظنّ لدينا أنَّ ابن المختار - وإِنّ كان قد عقّلَ رجوع 
القاضي إلى تمبكتو- فإنَّه لم يكن راشدًا في ذلك الوقت؛ لذلك لم نجد له رواية 
شفاهيّة رواها عن القاضي على الرُّغم من استجماع الدّواعي الموجبة لذلك؛ حيث 
كان القاضي بعد عودته من المنفى المراكشي في قمَّة الشّهرة والمعرفة والاطّلاع 
على البيئات الأخرى» وعاش عشرين سنة بعد عودته» ومع ذلك كله فإنّنا لا نجد 
ابن المختار يروي عنه شيئًا. بناءَ على هذه الاعتبارات» يمكننا تحديد فترةٍ مقاربة 
لولادة ابن المختار بحدود عام (70١1ه/‏ 1771م) وما بعده. 


.]147 ينظر مثلا: [ص: ؟5؛ 7ه؛ هلم؛ 415541175497 166؛‎ )١( 
.]١7١ص[ تاريخ السودان؛‎ )1( 

(") ينظر [ص: 07؛ هم؛ "97؛ .]١ 714 4١751١ 41١١6‏ 

(4) ينظر [ص١4]‏ من الفتاش. 


المبحث الأوّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 


أيضّاء تقرّي نقولات ابن المختار من كتاب «كفاية المحتاج» رأينا القائل بأنَّ 
ابن المختار هو المحرّر الحقيقيٌ لكتاب «الفتاش» بأكمله؛ لأنَّ إحالاته على 
العلامة بابا التُمبكتي مبثوئةٌ على امتداد الكتاب» ”2 فلو كان شي من تلك 
المواضع من تحرير محمود كعت الجد؛ لما احتاج إلى العودة إلى القاضي بابا 
التمبكتي] وهو - أي كعت الجد - متقدّم عليه بكثير» وشهد من الأحداث ما لم 
يشهده القاضي. 


ب - مصادر شفاهيّة 








ماد المصادر الشفاهيّة غالبية مصادر «الفتاش»؛ إذ قد رجع ابن المختار إلى 
كثيرٍ من علماء عصره ومشايخه؛ فنقل عنهمء ونصٌ على أسمائهم. وخاصّة في 
الفقرات التي وردث عن الممالك السّابقة» مثل مملكة غانة» وأخبار مانّسا 
موسى.''' وقد يروي بعض الأخبار عن معاصر له من ذوي الاطّلاع المباشر على 
الحدّث المعنيّ؛ من أولئك كِسِرْدُنكِ بُكرء وهو المدّاح الشَّعبِنُ الذي كان يُلازم 
كل أسكنا» إذ نقل عنه أخبارًا خاصّة بأسكيا داودء وعن أسكيا إسحاق الثاني © 
والمصادر الشفاهية أقوى دلالة منه في المصادر الكتابيّة في ربط فقرات «الفتاش» 
بابن المختار؛ وفي إمداد القارئ بومضاتٍ عن شخصيّته. فمن تلك المصادر 
الشفاهيّة التي تدلُ دلالةً قويّةٌ على أنَّ ابن المختار هو محرّر الكتاب» خببٌ عن بلدة 
كوَيْ القريبة من بَمْبَ؛ٍ إذ ذكر الرّاوي أنّه قد نقله مِنْ في موسى [ص77]: وهذا 
الخبر واردٌ ضمن الفقرات التي انفردت بها التُسخة .(0©) فبحضور هذه الإشارة إلى 
هذا المصدر يتبادر إلى الذَّهن سوال وجيةٌ عن جدوى رجوع المؤرّخ إلى مُخبر؛ 
)١(‏ ينظر [ص:17ه؛ دل؛ "اة؛ ١75١ 41١١6‏ ؛ 4لا .]١‏ 


.]4١ ينظر مثلاء [ص؛‎ )١( 
.]١66 ينظر: [ص94؛‎ )9 





00 تاريخ الفئّاش 


ليعرف منه عن موقع مدينةٍ قريبةٍ من تمبكتو معاصرة له فلو كان الكاتب حقًا 
محمود كعت الجدّ؛ لما كان بحاجةٍ إلى مخيرٍ في هذا الأمر. فالشّاهر أنَّ البلدة 
كانت مُنْدَرِسَةَ في زمن كتابة هذا النَصء وهو منتصف القرن السّابع عشر الميلادي. 

أيضّاء من أمثلة تلك المواضع ما ورد في قوله: "ثم أخبرني بعض العارفين 
بسِيّرهم» [ص »]5١‏ وهذا الخبر أيضًا فيه دلالةٌ على أنَّ ابن المختار هو كاتبه؛ لأنّه 
في معرض الحديث عن عمر كمزاع أخي أسكيا الحاج محمد وعن حربه للرَّعيم 
نض فمن المستبعد أن يخفى شيءٌ من ذلك عن محمود كعت. وهو - حسب 
زعم «الفتاش» نفسه - نديم السّلطانء المطّلع على أخبار السلطنة قبل غيره. كما 
أنَّ في قوله بعض العارفين بسِيّرهم» إيحاءً قويًا بتقادُم العهد في هذا المجال» وأنَّ 
هذا الجزء قد كُتب في فترة متأخُرة» حنَّى جاز أن توجد ١سِيّر؛‏ للمُتحدّث عنهمء 
ومن الصّعب أن يعبّر مؤرّخٌ عن شخص معاصر له بمثل هذا الأسلوب. 

موضعٌ آخر من إشاراته إلى المخبرين تعطي دلالةً قويّة في دعم موقفنا السَّابق 
بوجود شخصين باسم «محمود كعت»: كعت الجد وكعت (الحفيد/ الأوسط). 
ذلك الموضع هو إشارة «الفتاش» إلى بعض أحفاد الشَّيخْ مور هوكار. قال: 
«وحدّثنا بعض أعلام عصرنا من أهل موز كُيْرَّ هو مور صادق بن الفقيه مور....» 
[ص17]. وهنا إشكالٌ في معاد الصّمير «نا».. آ المرادٌ به محمود كعت (الجد) أم 
غيره؟ ومصدر الإشكال أنَّ مور الصَّادق المذكور قد ذُكر أنَّه كان معاصرًا لأسكيا 
الحاج محمد [ص١"]؛‏ وإذا ثبت ذلك فإنَّ المتكلّم هنا في (حدثناء عصرنا) هو 
محمود كعت (الجد) على أكبر احتمال» ولكنَّ هذا الاحتمال لا يلبثٌ أن يتبدّد بعد 
ثلاث صفحات [ص19] حين يذكر الرّاوي أنه بعد تفتيش عن الأحوال والأعوام» 
وجد أن ابتناء مديئة ينرم كان في العام (5 5ه). هذه الفقرة تقوّي مذهبنا بوجود 
كعتّين اثنين ؛ + الأنه الا يمك القول [ ناعير عت الععاض لالتكنااعر المسانة 


المبحث الأُوّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 2522 
الع سب ار 


هناء وإلاّ كان من المّلريف التَّفَتيشُ عن الأحوال والأعوام من لدّن مؤرّخ عن 
أحداث زعم أنّه كان من أكبر القائمين بتوجيهها والتّأثير فيها. هذاء ومن شبه 
المحال أن يكون المتكلّم في الفقرة أعلاه هو ابن المختار الحفيد؛ ؛ لأنّه لم يكن 
معاصرًا لمور آلصّادق الذي - وإِنْ لم تسعفنا الرّوايات التَّارِيخيّة بتاريخ وفاته» 
فإنّه- يجح أنه كان راشدًا منذ عصر صُن علي الذي سجنه وأخاه واضطهذهما ٍ 
فلو افترضنا أنه قد عاش حتى يلقاه ابن المختار الحفيد؛ ؛ لكانت سئُه آنذاك لا تقل 
عن )١5:(‏ سنة. إذنْ» لا يبقى لدينا خياة أخر إل النُّسليم بوجود محمُودٍ كعت بين 
محمود الجدٌ الكبير» وبين ابن المختار» وهو محمود كعت.بن الحاج المتوكل» 
(الأوسط). هذاء وقد كانت الإشارة إلى المصدر الشفاهي هي المفتاح الذي 
أسعفنا في التَّوصّل إلى هذا الاستنتاج والتّفسير المقبول هنا. 

من مخبري ابن المختار الشَّيِخْ محمد بن الحاج مختار (وُلْد كُرثُم)» والشّيخْ 
وُلد وَعْدَ بن أيَدِ المختار» وكلاهما من مشايخ تمبكتوء وقدووّق عتهما ابن 
المختار بعض الأحداث المتأخُرة» خاصّة عن الغارة المغربيّة على صونغاي 
[ص174]» ومقتل علماء سَدْكُرَئْ على يد الرّماة المغاربة. ويدلٌ نقل ابن المختار 
تلك الأخبار عن أولئك على أنَّه لم يشهدهاء أو - على الأقلّ - لم يعقلها. بل 
بالأحرى لم يكن مولودًا آنذاك؛ لكون محمّد الأمين خالٍ ابن المختار مولودًا في 
فترة مقاربةٍ لهذا التّاريخ»© وتدلُ سياقات الكتاب كلّها على أنَّ الخال كان أكبرٌ 
سئًا من ابن المختار. هذاء وعلى الرُغم من كل تلك المعلومات والمواقف التي 
يمكن أن تُبَلُورها انطلافًا من مصادر «الفتاش» الشفاهيّة» فإنَّها - في الحقيقة - لا 
توفّر معطياتٍ قاطعة حول القضايا الجوهريّة العالقة بهذا الكتاب. 
)١(‏ ذكر السعدي وفاة محمد الأمين وأشار إلى أنه كان رفيق صباه» وقد عُرف أنَّ السعدي ولد سنة 

اذهام هة159م). 





52 تاريخ الفئّاش 
لسعاللسسسسسببب . ...لل 7 يي 
خامسًا : وقفة عند مغالطات حديثة حول «الفتاش» و«تذكرة النسيان». 

لعلَّه قد انّضح في الوقفات السّابقة عمق الإشكال المحفوف بكتاب «الفتاش» 
وبمؤلّفيه محمود كعت الجدء وابن المختار» وأنَّ إطلاق القول في هذا الموضوع 
قد يكون من قبيل المجازفة؛ لذلك ما زال الباحثون يحومون حول الحمى في شأن 
هذا الكتاب» والمؤلّفِينَ المرتبطين به. وبوجود هذا التّحوُط من لدّن الباحثين» فإن 
التّبعة الجديدة التي نُشرت لتاريخ «الفتاش»» لا بدَّ من الوقوف حولها؛ للنّظر فيما 
قدّمته هذه الطلبعة من إسهام في حل بعض الإشكالات المحفوفة بهذا الكتاب» 
والطلبعة المعنية هنا هي التي سبقت الإشارة إليها في المقدّمة» أعدَّها الدكتور/ ولد 
السّالمء وقد أشرنا إلى أنَّه قد جنى بتلك الشّلبعة على الكتاب؛ ذلك أن أوّل ما 
يصدم به قارئ هذا الكتاب» تقريره - على غلاف الكتاب - بأنْ كتاب «تذكرة 
النسيان» هو تكملةٌ للفتاش: وفوق ذلك نسبته لهذا الكتاب الأخير إلى ابن 
المختار» وهذا محالٌ بكلّ المقاييس! وقد أتبع ولد السالم هذا الادّعاء بجملةٍ من 
النَّصِرّفات في هذا الإصدار لكتاب «الفتاش»» مما لا يعطي للباحث خيارًا إلا 
الوقوف وقفة نقديّة حول هذه الظلبعة. 

إنَّ المأخذ الأوّل على ما ذهب إليه الباحث ولد السالم» ضربّه بجميع 
النُصوص الواضحة - بين يديه في كتاب الفتاش عُرْض الحائط؛ وهي نصوصٌ لا 
يمكن أن يتطرّق إلى خلد قارئها التّفكير بأنَّ ابن المختار هو مؤلّف «تذكرة 
النسيان»» ومن أقرب تلك النُصوص» تصريح ابن المختار بأنَّ والده هو «المختار 
بن قنبل» [ص 0117١‏ وفي مواضع كثيرة بأنَّ جدّه هو «القاضي محمود كعت". أمّا 
مؤلّف «التذكرة»» فقد صرّح باسم جدّه الأرّل والثاني» فالأوّل هو: «ألفع الأمين 
بن محمد صود (ت71١٠ه)»‏ والثاني هو «ألفع محمد بن الأمين صودا» وجدّه 
لأمّه هو «الفقيه محمد بن محمد بن أبي بكر صادق (ت717١١ه).‏ فلو قرأ ولد 


عَ 0 
البحث الأَوّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 52 


السالم ساعةً في هذا الكتاب الذي نشره باسمهء لما تطرّق إلى ذهنه الجمع بين 
هاتين الشّخصيّتِينَ: ابن المختارء ومؤلّف «تذكرة النسيان» المجهول. 

وأغرب من ذلكء أن يناقض ولد السالم نفسه نقضًا بِيّنَا في الصّفحة نفسها 
حين ترجم لابن المختار» ونصٌ بقوله: «وقد تابع ابن المختار عمل أسلافه بطلب 
من الأمير أسكيا داود بن هارون الذي حكم تنبكتو (/1579-15761م)). وبعد 
فقرتين من ذلك قال: «ولد ابن المختار سنة 17١١1ه/1/18/‏ ١176م4.‏ فهاهنا 
تاريخان متناقضان متباعدان جدَّاء والسّؤال: كيف أمكن لابن المختار أن يحيا في 
منتصف القرن السّابع عشر الميلادي في عهد أسكيا داود بن هارون» ثم يموت 
وينشئه الله مرّة أخرى بشرًا سويًا في نهاية القرن نفسه؟! هذا ولا يمكن حمل ما 
قرّره ولد السّالم هنا على محمل السَّهو المحض؛ لأنَّه دعم زعمه هذا بنقل نصوص 
من الكتاب. 

وهمٌ فاحشٌ آخر وقع فيه حين زعم أنَّ ابن المختار.. «قد عاصر حملة المنصور 
السّعديء وحكم الرّماة» وسجل الوقائع؛ وكان شاهدًا على بعضها مباشرة» 20 
هكذا في جمل تقريريّة إنشائيّة غير مستندة إلى معطياتٍ تاريخيّة. عليه» يصعب أن 
تقيل أنه قد سها سين ممع بين تحدط و بيديبا في عامل من الإباد؟ (1اك الغزر 
المغربي لصونغاي كان عام (1091م), وولادة ابن المختار في زعمه كانت عام 
(لاام). 

وبصرف التنّظر عن تلك المغالطات. فإنَّ ولد السالم قد انتهك حرمة البحث 
والأمانة العلميّة. وجنى جنايةًٌ نكراء على كتاب «الفتاش». وذلك من عدَّة 
جوانبء منها: 


)١(‏ ولد السالم» مرجع سابق. ص5. 





009 تاريخ الفئّاث 
نكا ريخ الفتاش 


ه تصرّفه في عنوان الكتاب الأصليٌ بالحذف والرٌيادة والتّقديم والتأخير دون 
مبرّر؛ إذ العنوان الأصلي كما هو منصوصٌ عليه في المقدمة» هكذا: «تاريخ 
الفئّاش في أخبار البلدان والجيوش وأكابر الناس» وذكر وقائع التّكرورء وعظائم 
الأمورء وتفريق أنساب العبيد من الأحرار». أمَّا ما أثيته ولد السالم» فهو: «تاريخ 
الفتاش في ذكر الملوك وأخبار الجيوش وأكابر الناس»» فأضاف قوله: «في ذكر 
الملوك»؛ وحذف «أخبار البلدان» كما حذف الجزء الأخير من العنوان برمّته! كل 
ذلك دون أن يشير إليه لو كان في هذا النَصرّف سببٌ يُبرّره. 

ه ادّعاؤه أنَّه قد اعتمد نسخة المحقٌّق هوداس لكتاب «الفتاش»» وأنَّ هوداس 
لم يشرح بعض الإشارات التَّارِيخِيَّة» أو الألفاظ الصّعبة» وأنَّهِ هو قد علّق على 
بعض تلك الإشارات الغامضة» ونبّه على بعض مواضع الخلل والاضطراب.0© 
والظّاهر أنه لم يلع على النُسخة المحقّقة مع التّرجمة الفرنسيّة؛ إذ هي مشحونة 
بالشُروحات والتّعليقات. كما أنه لم يعتمد نسخة هوداس - كما اّعى - وإِنّما نقل 
نصّ هذا الكتاب من الإنترنت برمّتهء”" ثم إنَّهِ لم يُعنَ بمراجعته وإنَّما نقل النّص 
بقضّه وقضيضه وبأخطائه الطباعيّة المزعجة جدّاء وزاة السّوأَة بتصرّفه فيه بتغيير 
جميع موارد «تنبكت/ تمبكت» إلى «تنْبّكتو»؛» وهو بذلك يصادر هجاءات هذا 
الاسم الأصليّة لصالح هجائه الخاصٌ» وهجاؤه - بالمناسبة - نطق غير نموذجي. 

« أما ادّعاؤه بأنَّه قد شرح بعض الألفاظء ونبّهِ على بعض مواضع الخلل في 
التّواريخَ والأسماء» فمجرّد ادّعاء! إِنَّ قصارى ما قام به تصرّفه في أسماء الأعلام 
والألقاب التي بدث غريبةَ عليه» فحرّفها. ووضع تعليقات إنشائيّة مختصرة لبعض 
(1) المرجع السابق؛ ص4-8. 

(1) نسخ نص الكتاب بفقراته وكلماته وتنسيقه من موقع جوزيف كيني الإلكتروني الذي أشرنا إليه 

في مستهل هذه الدراسة. 





الملبحث الأَوّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 





المواضع» وهو في معظمها مجانبٌ للصّوابء واقعٌ في أوهام» ففي تعليقه الأوَّل 
الذي لم ينقله نقلاً حرفيًا من غيرهء قال: «كُرْمِنَ فار: حاكم كُرم»؛ فخلط بين 
(كُرمن) وبين (كُرْمَ 008هن1© ).207 


« انتهاجه أسلوبًا غريبًا في التّعليق على النُصوص»ء فهو يضحم هوامشه 
بالنُصوص المطوّلة التي ينقلها من أصحابها نقلاً حرفيًا. فتخريجه لحديث «عليكم 
بسنّتي...» مثلاً» وتعليقه عليه في مقدّمة الفتاش استغرق ثماني عشرة صفحة كاملة 
بحجم الخطّ المصكّر.”" علمًا بأنَّ هذا الحديث لا علاقة له بتقرير حكم أو ببَلوَرَة 
موقفٍ في هذا النّصء وَإِنّما ورد عرضًا في خطبة الكتاب. بعد ذلك مباشرةٌ» أتى 


ليشرح كلمة «سُنْغي»؛ فنقل بحنًا منشورًا في مجلة استغرق اثنتّي عشرة ة صفحة» 


واستغرق تعليقه على كلمة «مالي» ثلاث عشرة صفحة نقل فيها من مصادر شتى 2 
قصصًا كثيرة بعيدة عن مالى» وكرّر مثل ذلك في مواضع عدّة. 8 
« الانتقائيّة في تعليقاته ونقولاته في الهوامش» حيث يتخيّر من المواضع 
للتّعليق عليها ما ينّصل بموريتانيا أو بالطّوارق» فيطوّل في التّقل العشوائيٌء وإن لم 
يكن للمنقول أدنى علاقة بموضوع الخبر الوارد في متن «الفتاة ش»9) بالمقابل؛ 
فإنَّه لم يتعرّض .لمواضع كثيرة جدًّا ممّا هي بحاجة حقيقيّة إلى إيضاح وبيان.”* ا 
)١(‏ ولد السالم؛ مصدر سابق» ص57. ومن مواضع أغلاطه وأوهامه الكثيرة مثلاء هامش: 4ا؟ 
9 ؟؛ ١لا١؛‏ 18١ب‏ 4ل/ال. 
(5) ولد السالم» مصدر سابقء» ص ١9١‏ حتى ”77). وهذه النصوص مثقولة بحذافيرها. 
() ينظر مثلاء الهوامش في الصفحات الآتية: 54 ؛ لاه؛ ٠5؛‏ 54؛ 0/ا4 87. 
(5) ينظر مثلا الهوامش في: ص5١١؛‏ 158١؛‏ 1917. 
(5) ظهر ذلك بوضوح في الفصول الأخيرة من الكتاب؛ حيث يترك الباحث عشرات الصفحات 
دون تعليق واحد في الهامشء مثلا: 2110-١141‏ أي 14 صفحةء ومن صل/ا/١‏ حتى 197: 
ومن ص4١‏ حتى 171 ثماني وعشرون صفحة). 


50 تاريخ الفئّاش 


في كتاب «تذكرة النسيان» الذي لم ينشره هنا إلا لتضخيم حجم الكتاب؛ فالمفارقة 
في هوامش هذا الجزء النّادرة جدَّاء أنَّ أيّ هامش منها لم يتجاوز نصف السّطر أو 
السّطر الواحد. اللّهم إل هامش واحد في ثلاثة أسطر تقريبًا.”'" والسَّبب واضحٌ» 
وهو أنه لم يجد هنا ما ينقله نقلاً حرفيًا من النُصوص لتضخيم الحواشي كما فعل 
في «الفتاش»؛ فتجاهل التّعليق على الكتاب» ولم يورد إلا إحدى وثلاثين تعليقة 
عقيمة لا تزيد في إيضاح النّص شيئًا. 

هذاء وقد اضطررنا إلى هذه الوقفة التّقديّة حول هذا الكتاب لعدَّة أسباب» 
منها: كون صاحبه من أهل الاختصاص في علم التَّارِيخ»”" وكونه من القريبين 
إلى تاريخ غرب إفريقيا؛ فالمتوقّع من مثله أن يكون ذا حساسيّة - لا بأس أن تكون 
مفرطة - حيال النُصوص التَّارِيخِيّة» وأن يكون ما يقدّمه في هذا المجال عامّة» 
وفي مجال المنطقة التي هو منهاء ذا وزنٍ معتبر في الوسط العلمي. أمّا أن يلقي 
الكَلِم على عواهنهاء ويكون ظلمه لعلم التَّارِيخْ ولتاريخ بلاد السّودان الغربيّ» 
أشدَّ مضاضة مِنْ ظلم من ليس من أهله؛ فلا نملك إلا أن نسترجع! 

سببٌ آخر في وقفتنا هذه» هو استهتاره الواضح بهذا النَصء فلو أنّه كان قد 
اجتهد فأخطأ؛ لكان معذورًا مأجورًا إن شاء الله. غير أنَّ المؤكّد لدينا أنه لم يجهد 
نفسه للنّظر في النَّص الموجود بين يديه» ولم يعبأ بأن يستعين بمن يراجع له هذا 
النّص - ولو بأحد طلبته المبتدئين- قبل النّشْر؛ فوقع في أشدَّ ممّا نعى على غيره 
من الباحثين المصريّينَ والمشارقة الذين يقول عنهم: «... بل وقع بعضهم في 
)١(‏ ينظر: ولد السالمء ص6١7»‏ وقد بلغت صفحات هذا الكتاب (171)» ولكن هوامشه (81) 


فحسب.ء. 


(1) هو أستاذ التاريخ في كلية الآداب بجامعة نواكشوط (موريتانيا). 


عَ 7-2 
ابحث الأَّل: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز وإشكالاته 52 





أغلاط تاريخيّة بينة شوهت معرفتهم بالسودان الغربي وهي ملاحظة تشمل كثيرا من 
الدراسات المصرية والمشرقية» ولعلها موجودة أيضا لدى الباحثين المغاربيين في 
أعمالهم حول إفريقيا الشرقية.2 فهل نقول لولد السالم: «أحَشَّفًا وسوء كيلة»؟ 
وهل لنا من يوصيه بالعناية بالجذع المثبت في عينيه قبل العناية بالقشة في عيون 


الآخرين؟! 


- و م 


)١(‏ ولد السالم؛ مصدر سابق.ء ص68. 


0440 تاريخ الفئّاش 





المبحث الثَّاني: 


يتعرّض هذا المبحث للخلفية التاريخيّة التي رشّحت للتّحريف المحتمل في 
كتاب الفتاش» وذلك عبر استعراض سيرة حياة الرَّجِلّين المتَّهّمِين بهذا التّحريف» 
وكذلك استعراض نظام الحكم والسياسة بإمارة «دينا» التي أسّسها الرّجلان الشّيخْ 
أحمدو لوبو» والهدف من هذا الاستعراض هو تقديم رؤية عن قضيّة التّحريف 
المحتمل من جوائبه المتعدّدة. 


أوّلا: الشيخ أحمد لُوبو وتأسيسه للخلافة الإسلاميّة «دينا» 


هو الشَّيخْ أحمد بن محمد بوبو بن أبي بكر بن سعيد الماسئّي الفولاني» 
ويُعرف بالشَّيِخْ لوبو» أو أحمدو بُوبوء أو أحمد باري.(؟ ولد حوالي (11//3م)» 
ببلدة مالانْغال .(13122881/) كان تعليمٌه وثقافتّه الإسلاميّة متوسّطًا مثل سائر 
أبناء جيله من الفولاني» وفي حوالي الثّانية والعشرين من عمره تفرّغْ للعلم؛؟ فدرس 
على أيدي بعض المتصوّفة القادريين بمدينة جيني.”" ويبدو أنَّ حركة الجهاد 
الفُوديٌّ ببلاد الهوسا قد استَهوَنُهُ منذ تلك الفترة؛ فالتحق بالشَّيخْ عثمان دان فوديو 


)١(‏ من هجاءات هذا الاسم باللاتينيّة : داكاء5/تاتاعط5 ,ناططنارآ/مطه.آ/وططم.آ تاتلفصسطم 
ناما 11302201 2011 تتطاث بنند8 20 ه11 81ج ويقع أحيانًا خلط بين هذه 
الشخصية وغيرها في تاريخ الإسلام ببلاد السودان الغربي» مثل ابنه وحفيده فهما يُدعيان: 
أحمدو لوبوء وكذلك شيخو أحمدو بن عمر بن سعيد تال 03011قطلى ناطاع 5616/5 وقد 
عاش أولئك معاصرين مما يزيد في فُرص الخلط بين أسمائهم وتواريخهم. 

)١(‏ .2601 ملإتناخصعن غ19 عط زا دعتكى .اأتجدزنخ على ,2 .ل 


المبحث التّاني: خلفيّة تاريخيّة لدعوى الخلافة المهديّة للشَّيخْ لوبو 52 
>-0-----22757-597-5ي9بي77777ئ22 للست 





وبجماعته» ولا شك أنَّ لوبو استزاد علمًا في هذه المرحلة» وتصقّلت عنده الرّؤية 
الإصلاحيّة؛ فعزم على العودة إلى مسقط رأسه بماسنة؛ لتحقيق المبادئ 
الإصلاحيّة التي تشرّبها فكرًا وتطبيقًا في الوسط الصّكتيء ولا شك أنَّ الَّيِحَ دان 
فوديو قد اسَبْكَر بهذا الفتى أيِّما استبشارء ورأى من عزمه امتدادًا حقيقيًا لرقعة 
دعوته هو وجهاده التّجديديٌ ببلاد السّودان الغربي. عليه أجاز الشَّيحُ مريدّه للعمل 
الدعويٌ والجهادي» وزوّده بالكتب خاصّة ما ألَّه هو من الكتب في سياسة الحكم 
الإسلامي» وإدارة الدّولة» وقبل خوض المعركة الأولى» أرسل لوبو إلى شيخه 
مبعوئَّيْن يستفتبه في ماترواغية جهاده ببلاد ماسنة؛ فأكّد له الشَّيحُ أنَّ جهادهُ في 
الْروف الخاصّة التي ذكرّها مشروعٌ. بل بادر الشَّيخّ بإعطاء المبعوثين لواء من 
الألوية التي كان يعقدها في ميادين القتال؛ دلالةَ قويّة على تأييده المطلق لمريده 
في جهاده ضدَّ الوثنيّين المتحالفين ضدّه. وهكذا عدت حركة الشَّيِحْ لوبو - منذ 
مرحلتها الجنينيّة - امتدادًا لحركة الجهاد والخلافة الإسلاميّة بصكوتوء بمباركة 
الشّيخْ عثمان دان فوديو لهء وإمداده إيّاه بالدَّعم الرُوحيٌ والمادي. 

والجدير بالذّكرء أنَّ ذلك المشروع الإصلاحيّ الذي أَرْمَع عليه لوبو كان 
مطلوبًا آنذاك في منطقة ماسينا روحيًا واجتماعيًا وسياسيًا؛ إذ هي الفترة التي يُشار 
إليها في الأدبيّات الماسئويّة بعصر «تاء[03/31138» (الجاهليّة)» وكان من 
مظاهرها طغيان الممارسات والطّقوس الوثنيّة على المجتمع الرّعويّ الفولاني» 
اعتقادًا متهم أنَّها تحمي مواشيهم من الأوبئة والتّلفء”'' ومن مظاهرها أيضًا 
سقوط الرّعامات الفولانيّة في براثن الممالك والدُويلات الوثنيّة بالمنطقة» خاصّة 
مملكة البّمُبارا في سيغوء وفي ظلّ تلك التََعيّ من لدُنْ سلاطين الفولاني المسلمين 
)١(‏ 1ه تإدماولك1 عع اطسق عط .01 زد«مطاصة لصمام1 لص ععهط .12 .ل 

.198 بمعتتاى 





7/0 دي 
52-0 
0 تاريخ الفتّاش 


لأسيادهم البّمُبارا في سيغوء وحرصهم في حماية عروشهم المهّلَْلةء انقلبت الآية 
فكانت الغلبة للوثنيَّة على الإسلام» وهكذا كان مشروع لوبو الإصلاحيٌ محاولة 
لإعادة الميزان إلى المنطقة؛ والخروج بالمسلمين من حال الجهل والضّعف إلى 
القرّة. كذلك» كانت هذه الحركة في فترةٍ من الفوضى والاضطراب من جراء ما 
أحدثة الغزو المغربيٌ لصونغاي من سقوط وغياب قوَّة سياسية مُهيمنة بالمنطقة 
تحافظ على الأمن والاستقرار. 

إذن» بدأ لوبو حركته الإصلاحيّة» بمشروع دعوي تعليميّ في ماسنة» سار فيه 
على حُخطى شيخه دان فوديو بالدَّعوة بالحنتىة وتكثيف التّعليم الواعي» والتّثقيف 
الاجتماعيٌ الإسلامي» وتبصير العامّة بحقوقها وواجباتها؛ فما لبث أن استقطبتٌ 
ذعوثه الإصلاحيّة تلك.جمعًا غفيرًا من الططلبة والمريدين» والتقّت حولة عامّة قبائل 
الفولاني التي وجدت فيه مخلّصًا حقيقيًا لهم مما كان فيه الفولاني من هوانٍ 
وضعفٍ وظلم على أيدي ملوك البَمُبارا بالمنطقة. 

بطبيعة الحال؛ فإنَّ النّيخْ لوبو سرعان ما اصطدم بالرُعماء الفولاني المحلَيّين 
(3100”62): الخاضعين لتبعيّة ملوك البمبارا الوثنيّينَء وعلى الرّغم من سلميّة 
دعوته وابتعاده عن التَّعرْضٍ المباشر لأولئكء فإنَّهِم ما لبثوا أن تحالفوا ضدّهء 
وبادأوه بالحرب اللمساّج: هكذاء حدُوًا بحذّوء كانت سيناريو حركة الشَّيحَ لوبو 
مماثلة لحركة شيخه دان فوديو؛ إذ طارده وجماعتّه سلطان ماسنة» وهاجمه ببلدة 
(510ز5 ع20نخ1)؛ فهاجر إلى بلدة «حمد الله» عام (1614م)» الواقعة في الشّمال 
الشَّرقِي من مدينة جيني؛ وبها أعلنَ الخروج على سلاطين الفولاني؛ كما أعلن 
شيحُه دان فوديو الخروج على ملوك الهوسا المخلطين إثر مطاردة ملك عُوبِرُ له 
ببلدة ديغيلٌ وهجرته مع طلبته ومريديه إلى عُودو .(010010) وهكذا أيضًا اصطدم 
الشَّيخْ لوبو بملوك البّمْبارا الذين أزعجِنْهُم دعوتّه النّوريّة» ونشاظه التّوعَويُ 


المبحث الثّاني: خلفيّة تاريخيّة لدعوى الخلافة المهديّة للشّيخْ لوبو 


التَقيفي لجماهير الفولاني الخاضعين لسلطة البّمُبارا؛ فتحالفوا ضدَّهء ونشبت بينه 
وبينهم حروبٌ طاحنةٌ كان من أشدّها وأكثرها ضَراوةٌ حروبه مع الرَّعيم دَا مُونْزونْ 
(110220 122آ)» وحروبه مع الملك دَا كابا (12868 8)) في سيغو التي 
دامث لأكثر من عشر سنوات. لكنَّ لوبو هزمهم جميعًا وقهرهم.”'' وأسّس دولة 
إسلاميّة سمّاها «دينا» (دين)؛ عام (1117ه/1818م) التي أصبحت - فيما بعل - 


تُعرف بعاصمتها «حمد الله». 


كذلك؛ اصطدم الشّيخ لوبو بالنُخبة العلميّة في تمبكتو وجيني؟ إذ لم تر منه 
التُخبة إلا مريدًا قليل البضاعة في العلم؛ ولا يستند في زعامته الرُوحيّة - كما 
الحال بالمنطقة - إلى عشيرة ذات غَلّبة وعصبيّة في المجال الرُوحي أو 
الاجتماعيّ. وكان لوبو أيضًا ينعى على التُخبة العلميّة مهادنتها للواقع الإسلاميٌ 
والاجتماعيٌ المتردّي» وتواطؤها مع الرُعماء والسّلاطين الفاسدين. 


إضافة إلى أولئك المناوثين لحركة الشَّيخْ لوبوء برز تحدّ قويّ وتهديدٌ حقيقئٌ 
آخر في وجهه من قِبّل فولاني فِنُوغا (1"1611182) بزعيمها الشَّيخَ الحسين كُويْتا 
(160118): الذي كان يُلرّح أيضًا بحركةٍ جهاديّة في منطقة حوض النّيجر 
الدَاخليّة» وكانت تلك المدينة واقعةً على الطريق التّجاريٌ بين تمبكتو وعُوائْدو 
وتمثّل أهمّ شريانٍ حيّويّ لحركة التّجارة بين دولة الخلافة الإسلاميّة بصكوتو وبين 
عشائر كُونَْا بتمبكتو. وزاد الظين بلّة في هذا الصّراع بين الشَّيحَين بانحياز السّلطان 
محمد بللو بن الشَّيخَ عثمان دان فوديو إلى الشَِّيخْ الحسين ضدَّ لوبو؛ ولا يُقسّر هذا 
الانحياز إلا في ظلّ سخط السّلطان يللو على الشَّيِخْ لوبو بسبب استقلاله عن دولة 
صكوتو بعد وفاة الشَّيِحْ دان فوديو؛ في فترة نشوب خلافاتٍ داخليّة بين بللو وعمّه 


)١(‏ .5314 ,لاتتتاصسعن طاأععاعم لا عطا مزع اصودى .ه10 بزلا 





َ تابث الفثّات 
2 ريخ الفتاش 


عبد الله على السّلطة. لكن لوبو انتصر أخيرًا على الشَّيحْ الحسين كُويْتا 
(عام1877م)» فقُتل» وخضعت تمبكتو لسيطرة لوبو (1471م)» وامتدّت أطراف 
خلافة «دينا» آنذاك من نابالا (812م513) حتى بلاد الدُغون (1908010) شمالاً 20 





ودام حكم لوبو سبعًا وعشرين عامّاء بوفاته في الثّاني عشَّرٌ من ربيع الأوَّل عام 
(77١1١ه/ ٠١‏ أبريل 1840م)» وعمره حوالي تسعًا وسّين عامًا. 

أمّا عن نظام حكم لوبوء فقد كان الطّابع الإسلامئٌ واضحًا عليه بجلاء؛ منذ 
أن أطلق على هذه الإمارة اسم «دينا» (دين): أي إسلام, مؤكٌّدًا بذلك النّظام 
الثيوقراطيّ الإسلاميَ لمملكته في أنظمتها التّشريعيَّة والقضائيّة كافّة. وبِرْهَنَ نظامُ 
إمارة «دينا» ذلك عمليًًا بسياسة إنمائيّة إسلاميّة لم يَكَدْ يتكرّر في بلاد السّودان 
الغربيٌ قاطبة. والسَّبب المباشر لهذا النّجاح والتَّمِيّرْ السّياسي كامنٌ في التّجارب 
السّابقة الحيّة بالمنطقة خاصّة: تجربة الشَّيِحْ دان فوديو» وقبلها تجربة إمبراطوريّة 
صونغاي في عهد الأساكي. فما كان يُعوز إمارة «دينا» في مجال الخبرة النّطريّة 
قفي #اكثير: 

أما من حيث التَّنظيم الإداريٌ» فإِنَّ إمارة "دينا» كانت مقسّمة إلى خمسة 
أقاليم» عُيّن على كلّ واحد منها أمير عسكريّ وفقيه وكان يتم التّعيينَ في وظائف 
الإمارة بناءً على المؤمّلات العلميّة الدّينية للمرشّح. وفي قمّة الحكم بالدّولة كان 
يوجد مجلس «الأربعين» الذي كان بمثابة مجلس شورىء وأعضاؤه من أعيان 
فقهاء ماسنة» وكادت قرَّة هذا المجلس وسلطته - بل كانت - تفوق سلطة الخليفة 
الإمام في اتّخاذ القرارات وحسم الأمورء ومن مهامها الإشراف على الشّؤون 
العسكريّة» والدّبلوماسيّة» والعلاقات مع الرّعامات التّابعة للإمارة» والشّؤون 
)١(‏ -02ك6ص ,18805 عط لنأهنا لإتمخمعن 195 عطا مذ معتكى .أزدزةى عله .2 .ل 

603. 


2520007 1 بحم 
المبحث الثَّاني: خلفيّة تاريخيّة لدعوى الخلافة المهديّة للشَّيخْ لوبو 6 
المساس "لأل وا ”ح شح سطس طم ٠‏ ال اا111ة 2 ٠»‏ 





الاقتصاديّة من جمع ضرائب وزكوات» والإشراف على السّياسة التَّعليميّة ومراقبة 
مدى التزام الأفراد والمجموعات بالأخلاق وحدود الشّريعة الإسلاميّة في مختلف 
مناشط الحياة» ولشدَّة التزام إمارة «دينا» بتطبيق الكبيعة الإسلاميّة» فإِنّها ترصف 
يس ا البَّارِيِحْيَّة ب«أشدٌّ الأنظمة السَّياسيّة ثيوقراطيّة)؛ حيث وُجدت 
شرطة خاصّة تحت مسمّى «الحسبة» قرراقيةاالخاييل والموازين بالأسواق» 
وبملاحقة مهرّبي الخمور والمسكرات بما في ذلك التَّبِغْ» » حتى إِنَّ عددًا من 
مناصري لوبو انشقُوا عنه؛ لشدَّة صرامته في تطبيق الشّريعة الإسلاميّة في أقصى 
مظاهر الالتزام» ومن أمثلة هذه الصّرامة التي أوردها الرّحالة الألماني هنريث 
بارت (1821-1865 ,881 ط116م11): محاولة أحمدو لوبو الابن تغريم 
كل من يتخلّف عن صلاة الجمعة بمسجد جينْكَرْبير بتمبكتو.”"2 


ومهما يكن من أمرء فَإِنَّ إمارة «دينا» قد نجحت نجاحًا ملموسًا في المجال 
الإداريء وفي مجال الرّعاية والتّكافل الاجتماعيّ» وحماية الحقوق 
والممتلكات» وفي تحقيق الرّخاء والرّفاه في ماسنة.' من صُوّر ذلك إخراج 
الفولاني الرّعاة الرّحل من حياة الرّعي إلى التَّمدَّنْء وبناء القرى لهم» وتوفير 
التّعليم المجانيٌ لهم» والعناية بالمراعي والمياه»ء وحسن توزيع فترات الاستفادة 
منها بين الدّعاة والفلاحين.”” كما يُذكر أنَّ الإمارة قد أنشأت مساكن للأيتام 
والأرامل والفقراء» وبَتّتْ الكتاتيب» وعيّنت بها معلَّمِينَء وجعلت بها التّعليم 
إلزاميّاء وكانت الجهّة الغربيّة من الدّارة الأميريّة مخصّصة لأبناء السبيل والأيتام 
(1) .114م بتاعلتاط ص1 6ه نجدهغ115] لده5 .5020 مدنا 
)١(‏ سممعتكطة أه تإتمدمناء01آ .معدةتاصتمة8] أصعكل .1 لصه ,تانتاعومتآ .1 لم3 


.8م ,لإطمدععه1ظ8 لدع ه1115 
(" .151م يمعتكه أه نجدمأونط عع لط صقن عط .أمناط .8 مطملك 


.0 تاريخ الفتَّاتُ 
522 تاربخ الفائل 


وكبار الس يُعنى بهم الإمام اع يق وبتعبير الباحث جوتسوة» فإِنَّ «الدّولة 
الثيوقراطيّة الجديدة كانت حريصةً في تطبيق مبادئها القرآنيّة من بناء مساجد 
ومدارسء. وعناية بالأرامل والأيتام وكبار السَّنْء والمدينين» والحجاجٍ وغيرهم 
من المسافرين» وإِنَّ ما حاول أحمدو لوبو تحقيقه في الواقع هو مضمون آية 
)3١:9(‏ الخاصّة بتوزيع الرّكاة».”" أي آية الصّدقات في سورة التّوبة. 
هذاء وقد ساعد في تشكيل معالم هذه الرّؤية النَصحيحيَّة عند الشَّيحْ لوبو 
وترجمتها إلى واقع ناجح» طبع وافتشضيته المتبرّمة من الواقع المتردّي؛ ظهر ذلك 
في الكتاب الوحيد الذي تركه» فهو - وإِنْ بدا فيه جد متأئّر بشيخه عثمان دان 
فوديوء”" فإنَّ الكتاب يكشف عن شخصيّته المندفعة نحو تغيير الواقع» يظهر ذلك 
منذ السّطر الأوّل من مقدّمة الكتابء إِذْ قال بعد التّحميدة والصّلاة والسّلام على 
النّبي بلِ: «وبعدء لما رأيثُ بعض البدع الشَّيطانيّة أو النّفسيّة اشتُّهر في أكثر 
السُودانء بِدُوِهِمْ وحضّرهمء حتى اتخْلٌ عبادة؛ ضاق ذرعي بها لما علمثُّم - أيّها 
الإخوان - من شؤم البدع» © 
أخيرّاء نستخلص من استعراض نظام الحكم بإمارة «دينا» واستعراض شخصيّة 
)١١(‏ لاتأأوتعانصنآ عع710طصدن) ,لزمأولط ى :5جمه2 سدعتكةخ عط1: .ععكتانآ سطمل 
.6 ,(1986 بووعط 
(؟) عنتصصماكآ صهة 01 كممتافلصنه*1 عتطةمممعظ عغط1]" ,ممضيد]8 «بممصطمل 
,4 بتالا؟ ,/ق15)01]ط؟ سمدعتكة آه لامصنتاح[ ,المصتقه]8 1ه عكة© ع1 ,لزعونعمعط]1 
.-481م ,1976 
(*) الكتاب بعنوان «كتاب الاضطرار إلى الله في إخماد بعض ما توقّد من البدع» وإحياء بعض ما 
اندرس من السنة» (183 ,211111 ,101611 131122) وهو مشابة لكتاب الشيخ دان فوديو: 
"إحياء السنة وإخماد البدعة»؛ ويعدٌ هذا الكتاب أهمّ مؤلّف في إبراز الفكر التُصحيحي لدى 
حركة الشيخ دان فوديوء والحركات الإسلاميّة المنبثقة عنها في غرب أفريقيا. 
(5) .601ص ,18805 عطا أناخطنا لتتاصعن) طأامععاعصالظ عطا مأ وع تلم :مآ 





المبحث الثّاني: خلفيّة تاريخيّة لدعوى الخلافة المهديّة للشَّيخْ لوبو زه 
السلطللللسلسلللت ب ب ب ب ببجبيب ١‏ 


الشَّيِحْ لوبو» أنَّ الصّبغة الدّينيّة لهذه الإمارة ولمؤسّسها فكرًا وتطبيقاء لم يكن 
محل شك ونزاع ؛ فقق اتجمعت المضادر الكَازَيَفَة على أن لوب وقد «اشتتهر بالتّدين 
والصّلاح» والتّواضع» وبجميع الصّفات التي جعلتٌ منه قائدًا من الظراز الأول 
(16062 27.2)1156216 عليه» فإنَّ دعوى المهديّة المحتملة قد نشأت عن 
ظرفٍ سياسيٌ بحت» ولم يكن لوبو بحاجةٍ إلى إضفاء هالة روحيّة على نفسه 
بالتّحريف في الفتاش أو غيره. 
ثانيًا : ألفا نوح بن الكّلاهر الفولاني ومهمة تحريف الفتاش 
ينتمي الشّيخْ ألفا نوح إلى الفولاني الماسْتويّين التي تُدعى (ع195عذلا). 

وتدعى عشيرته ب.(101012866) كان في شبابه مريدًا ومحاربًا في الكتائب 
الجهاديّة التي قامت بالمنطقة آنذاك» وفي سنّ الأربعين تفرّغ للعلم ؛ فدرس بأرّوان 
على يد الشّيخْ سيدي علي النّجيب الأرّواني» وعلى يد تلميذه الشّيخ المختار 
الكنتي (ت1775ه/١181م).‏ بعد فترة من ذلك» قصد الشَّيحَ عثمان دان فوديوء 
ويبدو أنَّ مكته عند الشّيخ لم يظل؛ إذ سرعان ما التحق بالشَّيخَ أحمدو لوبوء عام 
(لكقام وأبدى حماسًا شديدًا بماسنة في الدَّعوة إلى حركته؛ واستقطاب 
المريدين للانضواء تحت لوائه» وسرعان ما أصبح ذا حظوة عند لوبوء مقدَّمًا في 
حركته ؛ فعُيّن رئيسًا لمجلس «الأربعين فقيهًا؛. توفي عام (1870م) في سن متقدمة. 

هذاء وتدور التّهمة كلها حول الشَّيحَ ألفا نوح في دعوى كون الشَّيخْ أحمد 
لوبو خليفةٌ مبشّرًا به وذلك في رسالته المسمّاة «رسالة في ظهور الخليفة الثّاني 
عشّر”" أكّد فيها ظهور الخليفة المجدّد في القرن الثَّالث عشّر الهجري» وادّعى 
(601.01م الإتساصء© طا19 عطا مت معتل .تردزخ علث .1 .ل 


)١(‏ أمتتعقناصة 1/1 .3م ,61.4 يمعتام أ0 نأو نآ عتطوعة .صطام1 عاء مس1 
2 ,2خخ28101© :با نط1 له 





مسرم 1000 
520 تاريخ الفئّاش 


بأنَّ لوبو هو آخرٌ أولئك الخلفاء الإثني عشَّر الذين بشَّر بهم التي وك قبل ظهور 
المهديّ» وأنَّه وارثٌ أسكيا الحاج محمَّد الشَّرِعِيُ في مملكته؛ وآنه أحق نامعلؤلة 
القبائل المملوكة لأسكياء» اي بيار ساروا از 
لدعم هذا الرّعم بأنَّ لوبو + حخليقة وأشد» وعى ي القُصوص التي يُعتقّد أنه هو نفسُه 
واقعها . وقوه غبرو آيية هذا الاقصاء مج كلذ القي الذا نوح إلا إذا عُلِمَتَ 
منْزْلتُه الرُوحيّة (الصُوفيّة) بالمنطقة؛ إذ هو شيخ الكثيرين من أرباب القادريّة ببلاد 
السُّودان الغربيّ» منهم الشّيخْ سالم جابي عَساما (8تطةىة0 961ل مستلة5) 
المعروف ب١كرامكُو‏ با» أي: المعلّم الأكبر» (ت. حوالي 475١-14794م)»‏ شيخ 
عشائر الجاخانّخي في المناطق الغربيّة ببلاد السّودانَ المعروفة الآن بغينيا 
وسيراليون» ومؤسّس مدينة طوبا - كوتو (111583-16010) أي: طوبى القديمة 
قريبًا من مدينة لابي (©1.26) الحديثة بغينيا كوناكري؛ فالدَّعوى - إن كانت قد 
صفوت تعن الشيخ ألقا نوع - لها قرّة كبيرة ببلاد السّودان الغربي قاطبة؛ لما 
اجتمع فيه من مرجعيّات روحيّة قويّة لدى مسلمي بلاد السُودان. 

بهذا الاستعراض لسيرة الشَّيحْ لوبو وحركته» ولسيرة ألفا نوح وتحريفه 
المحتمل لكتاب الفتاش» يتبيّن أنَّ الدّاعي الحقيقيّ إلى هذا الفعل؛ داع سياسيٌ 
بحت؛ وذلك أنَّ لوبو قد واجه - في أرَّل دعوته - كثيرًا من المناوثين له من زعماء 
الفولاني والبَمُبارا الوثنيّينَ والأزما المغاربة بتمبكتو» ولكن تلك المناوئات كانت 
سياسيّة» ولم يكن الشَّيخْ يتوفّع غير ذلك؛ طالما أنَّ مشروعه التّصحيحيٌ يعرّي 
أولئك الرُعماء» ويثير الشَّعبٍ الماسئوي ضدّهم. 

إذن» فإِنَّ التَهديد الجادٌَ لحركة الشّيخْ لوبو لم يكن في التّهديد المسلّح» وإِنّما 
في التّهديد الفكريّ الذي مثّلته الأرستقراطيّة العلميّة بالمنطقة» خاصّة في جيني 
وتمبكتو» وزاد الشّيخْ الحسين كُويْتا بالتّلويح بالسّلاح» وكاد لوبو أن يُصاب في 








9 5 4 ا 
المبحث الثّاني: خلفيّة تاريخيّة لدعوى الخلافة الهديّة للشّيخْ لوبر 52 
الجث الثاني جل ارد عرف ل ا ا ا ا 





مقتل محتوم بانحياز مركزه الرُوحيَ (صكوتو) إلى مناوئه. في تلك الحال؛» لم يكن 
أمام لوبو خيارٌ إلا النُجوء إلى مثل سلاح منافسيه؛ ليق الحديد بالحديدء وليُدافع 
عن نفسه بنجدارة. وفي وجه هذا التّهديد» فإ لوبو لم يروسيلة للتعلب علق 
منافسيه الذين كانوا يطعنون في أحمّيته في القيام بمثل هذا المشروع الجهادي 
التصحيحيٌ ؛ بحبّة أنه لا ينتمي إلى تاريخ عشائريّ يوازي مكانة الأسر السّلطانيّة 
بالمنطقة» لم يّر هو إلا ادّعاء الانتساب إلى أسكيا الحاج محمّدء لا في الدَّم 
والعِرّقة ولكنْ في الميراث الرُوحي الإسلاميّ؛ بوصف 'آسكيا آيا التجَدِيَد 
الإسلامي الْسياسِيَ ببلاد السّودان بانّفاق الجميع» وتلخّص ادّعاء لوبو في هذا 
المقام - بحسب تحليل الباحثين المتّهمين له - في ثلاثة محاور أساسيّة متدرّجة 
هي : 

أ- التأكيد على استخلاف أمير مكّة لأسكيا الحاج محمّد على بلاد التُكرور. 

ب- الارتقاء بأسكيا الحاج من خليفة عاديٌ» وعدَّه ضمن الخلفاء الإثني عشر 
المكريه فى الآثر التبوئ 

ج- إلحاق الشَّيخْ لوبو بأسكيا الحاج بوصفه الإمام الثاني عشّرء وهذا 
الإلحاق - بالصّبع - يعطي الشَّيخَ لوبو حمّا مشاعًا في تركة أسكيا الحاج من أرض 
وعبيدٍ ومكانة روحيّة. 

هذاء وقد سهّل مهمَّةَ الشّيخْ أحمدو لوبو وألفا نوح في هذا الادّعاء المحتمل 
وجودٌ أدبيّاتِ إسلاميّة وافرة عن الخلفاء الإثني عشرء وهي حافلة بالخلافات 
والآراء حول هؤلاء الخلفاء. ولعلَّ أقرب تلك الأدبيّات إلى لوبو كتابات القاضي 
عياض والإمام السيوطي خاصّة كتابه «تاريخ الملوك»» وقد أسهب فيه السيوطي في 
ذكر الآراء عن المراد بالخلفاء الإثني عشر وتعدادهم» ومن الآراء التي أوردها 
السيوطي أنَّ المراد بالخلفاء الإثني عشر قد يكون وجودهم على امتداد التَّارِيخَ 


270 2 
5 تاريخ الفئّاش 


الإسلاميّ إلى قيام الشّاعة وبعد أن عدّه عظرة متهم قال: «وبقي الاثنان 
المنتظران أحدهما المهديٌ؛ لأنّه من آل بيت محمّد ».27 فلا شك أن كثرة 
الخلاف في هذا الموضوع قد شيعت الشَّيخ لوبو وغيره في اذّعاء الخلافة - أو 
حتى اعتقاد - نفسه من زمرة الخلفاء المبشَّر بهم. 








وإذا كان من الصَّعب قبول تهمة تحريف «الفتاش» من لدن الشَّيخَ ألفا نوح» أو 
تبرئته منهاء فإنَّ من المؤكّد أَنَّه - في حال قيامه بهذا الأمر - لم يتناول إلا فقراتٍ 
معدودة في الفتاش لا تمسٌ بالبناء الحدّئيٌ في الكتاب. على أنَّ لاعبين كثيرين في 
الشاعة الكوداة لا بوسطموة من بذ كارب ببقبسييا هذا الكتاب كما أكّد ذلك 
المؤرّخ هونُويك خاصّة العشائر المملوكة التي ارتقت اجتماعيًا بعد الغزو 
المغربيّ » ووصل بعض أفرادها إلى مواقع القيادة والنُفوذ بمنطقة حوض التّيجر» 
ولا شك أنَّ فقرات في «الفتاش' كانت مزعجة لأولئك ومحرجة لهم للغاية؛ 
بتنصيصها على توريث عشائر معيّنة بين الرُعماء» وعُرف أولئك باعبيد السّلطنة»» 
وورد ذكرهم في السّؤال السَادس ه ضمن الأسئلة التي وجََّهها أسكيا الحاج إلى 
الشَّيخَ المغيلي.”" عليه» فإِنَّ مطالبة الشَِّيخَ أحمدو لوبو بأ ولئك كانت متناغمةٌ مع 
هذه الحالة القديمة ببلاد المّودان. غير أنَّ تدجُل أمثال هؤلاء في صياغة كتاب 
«الفتاش»» لم يتعدّ الحذف لبعض الفقرات» وتقنيب بعض النسع. 

أيضّاء من المحرّفين المحتملين الدّولة السّعدية؛ بوصف «الفتاش» قد حرّر في 


)١(‏ السيوطي» عبد الرحمن بن أبي بكر. تاريخ الخلفاءء تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميدء 
(مصر: مطبعة السعادة» ١لا"1١اه/‏ 1987م): .17/1١‏ 

( وعلانل لقعط وأز ممه "نصمء" طعا عطا جه دعامم عصرهة" .0 صطامل عاع تبط 
.5 ععنظ نم1 .43م ,(1968) ب بطحعظع ,"عاءنممعط© سدعتكه أوعللآ هما 
.73م ممع كلخ أغوء 1[ ستلدب8 ماععةخ] 6ه نزتده )1115 لك .ال12] 





المبحث الثّاني: خلفيّة تاريخيّة لدعوى الخلافة المهديّة للشَّيخْ لوبو 








نسخته الأخيرة في ظلّ الاحتلال المغربي. حتى إنَّ اختفاء كتب مثيلة للفتاش» مثل 
كتاب «الدرر الحسان»»؛ يقوّي توجّس الباحث في تدجُل خفيٌ من لدّن الاحتلال 
المغربي في وأد تلك الكتب؛ خاصّة إذا استجمع إلى ذلك تعرّض مؤلّف «الدرر» 
للاضطهادء ونجاته - بقدرة قادرٍ - من الإعدام على يد الجيش المغربي عام 
(؟١٠٠ه/‏ 169م)؛ فلا شك أنَّ كتابه قد تضمّن بعضًا من هذه الوقائع التي 
تُحرج روايثها الدّولة السّعديّة والسَّلاطين الدّمى من آل آسكيا الذين حكموا تحت 
الوصاية المغربيّة بتمبكتو. 

أمرٌ آخر يجعلنا أكثر حذرًا في توسيع الثّهمة ضدَّ الشَّيخَ ألفا نوح» وهو يكمن 
في السّؤال الذي طرحناه أوّل هذه الدّراسة عن السّر في عدم ورود الإشارة إلى 
كتاب «الفتاش» في المدوّنات العلميّة ببلاد السُودانَء خاصّة عند الشَّخْ عثمان دان 
فوديو وابنه السّلطان بللو.”9» 


إنَّ السّبب المباشر لهذه الظّاهرة - في رأينا - يكمن في أنَّ كتاب «الفتاش» لم 
يكتسب أهميته إلا في فترة متأخَرةٍ في القرن النّاسع عشر بعد ارتباطه بالبُعد 
السياسي: وهذا طبيعيٌ في أمر هذا الكتاب وغيره؛ إذ إِنَ فنَّ الكتابة التَارِيخِيّة - 
بشهادة مؤرّخي بلاد السودان أنفسهم - لم يكن يحظى بعئاية من الدن العلماء؟ لأنّه 
نص ضعيف الارتباط بالدّيني وبالمقدمن- وآية ذلك أنّنا لا نكاهتجد ذكرًا الكثات 
تاريخيّ في المرجعيّات العلمية المتداولة قديمًا في المحاضر العلميّة ببلاد الشُودان 
الغربي. لا ضمن الإجازات» ولا ضمن الشّروحات أو المنظوماتء أو تلخيص 
المطوّلات» أو غير ذلك من صوّر العناية بالكتب. وحتى في حالة كتب التَّراجِم 
ببلاد السُّودانء ككتاب «نيل الابتهاج»؛ وكتاب «فتح الشكور»ء فإنّها لم تقم إلا 


)١(‏ ينظر في الفقرة الأولى من مبحث: تاريخ الفتاش: الكتاب الملغز. 





600 تاريخ الفئّاش 
على التَّأرِيخَ للعلماء والمتصوّفة والصّالحين. ويقرّي هذا الاستنتاج خلو الإشارة 
إلى «الفتاش» في كتاب «تذكرة النسيان» وكتاب «الكشف والبيان لمجلوب 
السودان» لأحمد بابا التمبكتي» 27 وفيه عالج مسألة الرّق ببلاد السّودان الغربي» 
وأشار إلى كثير من القبائل الوثنيّة» وكان الأحرى أن يشير إلى «الفتاش» في هذا 
المقام. 





مثالٌ آخرء هو كتاب «تاريخ عَنْجا؛ الذي وضعه مؤرخان بمدينة (©مأناظ) 
على مشارف الغابة الاستوائية» في أواسط القرن الثامن عشر الميلادي (794١١ه/‏ 
١دلاام)ء‏ ورصدا فيه بعض الأحداث بمملكة أشانتي» وبوندوكوء وداغومْباء 
ومَّمُبروسي» وكبونغ» وبونا... وهو كتابٌ لا ذكر له في كتابات الشيخ دان فوديو 
وغيره من الفوديين. 

في ضوء هذه الاعتبارات؛ نستنتج أن كتاب «الفتاش» و«تاريخ السودان»» لم 
يكتسبا ما اكتسبا من شهرةٍ واهتمام إلا في وقت متِأخرٍ جدًا بعد ظهورهما الأرّل» 
وذلك بعد منتصف القرن التَّاسع عشر الميلادي. إنَّ هذا الاستنتاج لممًّا يفسّر عمليّة 
التّحريف نفسها - إذا ثبتت - إذ إِنَّ بين تأليف الفتاش» وبين وفاة ألفا نوح» قرنان 
كاملان؛ فلو كان هذا الكتاب قد اشتهر قبل عهد ألفا نوح» وانتشرت نُسحُه في 
ربوع بلاد السُودانء لما تأنَّى له أو لغيره تحريفه بهذه السُهولة المذكورة. كذلك فإنَّ 
سكوت خصوم الشَّيخْ أحمدو لوبو عن الاعتراض عليه» وعن تفنيد مزاعمه فيما 
استشهد به من نصوص في «الفتاش»» لممّا لا يفسح مجالاً رحبا لتوسيع التّهمة 
حول 


)١(‏ أكمل تأليفه في العاشر من محرمء عام (5١١١ه/‏ 1518م). 








المبحث الثَّالث: مراجعاتٌ مضمونيّة وإشكالات الكتاب 
5101000 
المبحث الثالث: 


مراجعاتٌ مضمونيّة وإشكالات الكتاب 


لقد سبقت الإشارة إلى موقِمّين أساسَيْن في قضية التّحريف في كتاب 
«الفتاش»» أوَّلهما: موقف مُترجِمّي «الفتاش» هوداس ودولافوس» وقد ذهبا إلى 
أنَّ الفصول السّئّة الأولى من الكتاب هي التي خضعت فحسب للتّحريف» وهي 
كذلك الجزء الذي كتبه محمود كعت من الكتاب. ولم يكد معظم الباحثين 
يخرجون عن هذا الدّأي. والآخر: موقف نحيميا ليفتْصيونُ» وهو يوافق هوداس 
ودولافوس في القول بأنَّ الفصول الأولى هي التي حُرّفتء ولكنّه يخالفهما بالقول 
إِنَّ الكتاب بكامله من وضع ابن المختار وإِنْ كان قد أخذ فقراتٍ من النُصوص 
التي تركها جدَّه محمود كعت. 

هذاء وقد وُقّق نحيميا في بيان الكثير من المضامين المتضاربة في الكتاب مما 
يدل على أنَّ ثمة تحريفات كثيرة قد وقعت في الفصول الأولى منه. عليه» فإِنَّ غايتنا 
وهدفنا في الفقرات الآتية؛ محاولة إضافة لبنةٍ متواضعةٍ إلى الصّرح الكبير الذي 
شيّده نحيميا في هذا المجال» وينصبٌ اهتمامّنا هنا في تحليل المضمون الأسلوبي 
والتَّركِيبِيَ للجزء الذي نوافق فيه الباحثين أنه قد امتدّت إليه يد التّحريف (الأبواب 
السّنّة الأولى بحسب تقسيم المترجمّين لمضمون الكتاب). ويتناول تحليلنا مقدّمة 
الكتاب» ثم الأبواب السّتَة اللّحقة لها. 


أوَّلاً : المقدّمة 


يغلب الطَّنّ لدينا أنَّ مقدمة «الفتاش» الحاليّة» فيها بعض الوضعء وعلى أكبر 


5 ايخ انث 


احتمالء من لدن ألفا نوح» وليس منها لابن المختار إلا عنوان الكتاب.”2 ومن 
المؤسف أنَّ هوداس ودولافوس قد ترجما فقرةٌ من مقدَّمَةٍ أخرى للفتاش في ملحق 
الكتاب» ولكنّهِما لم يوردا النّص العربيّ لتلك المقدّمة الذي لم يَعْد - على أهمّيته 
- في متناول الباحثين. وقد أشار المؤلّف في تلك المقدّمة المترجمة إلى أنَّه قد 
وضع هذا الكتاب بطلب من أشكبا داود بن هارون الذي حكم تحت الوصاية 
المغربيّة (عام/ا211758-17651» وأنّه كان قد أحبَمَ عن هذه المهمّة؛ لصعوبتهاء 
ولؤعورة طريقهاء ولعدم وجود عمل تاريخيّ سابت عن سلاطين صونغاي يحتذيه 


تمسر يدق هنذا العمل 





وسواءٌ أكان وضعٌ كتاب «الفتاش» بِأمْر من أسكيا داود بن هارون حقيقةً أمْ 
أنَّ كاتبّه انَّبِعَ في هذا المقام الأسلوبٌ التّقليدي المعروف في مقدّمات بعض 
الكتب؛ فإِنَ ههنا دلالةَ واضحةً على أنَّ تلك المقدّمة هي المقدمة الحقيقيّة 
للفتاش» وأنَّ المحرّف قد تلقّفها؛ فنسج على منوالها. 


يعضّد هذا الموقف ما سبق تقريرٌه بأنَّ مؤلّف «الفتاش» الحقيقيّ هو ابن 
المختار الذي عاش في تلك الفترة. كما يعضده كُونَُ تأخير التّسجيل التَّارِيخى 
لإمبراطوريّة صونغاي حتى حوالي قرنٍ كاملٍ بعد قيام حكم الأساكي, أمرًا معقولاً 
منطقيّا» خاصّة أنَّ حالة الاستقرار والغلّبة التي كانت عليها المملكة طوال قرن من 
حكم الأساكي لم تكن كفيلة بإيقاظ وعي تاريخيّ في الوسّط الصُّونغائي حبَّى يُبادر 
العلماء أو السَّلاطين إلى تدوين تاريخ المملكة. لكنّ بسقوط صونغاي المفاجئ» 
(1) هذا الرّأي مخالفٌ لما ذهب إليه الباحث إلياس سعد بأنَّ الصفحات الاثنتي عشرة الأولى من 

الكتاب هي أصلية» وأنَّ ما يليها أقرب إلى الوضع. ولا ندري علا مَّ بنى موقفه هذاةنا8 . 

(131ع00620]) 261م ,تأعلناط ص1" )ه :م8115 لم50 ,5000 
(332.)0م باعهناءع1 طعلقية 1 





0 5 ووو 
المبحث الثَّالث: مراجعاتٌ مضمونيّة وإشكالات الكتاب 2ه 
تف 22 11251259552 006000155 


سرعان ما شّعر أهلّها بحاجّة ملحّة إلى جمع ما أمكُنَهُم جمعْه من تاريخ مملكتهم 
ومنلاطاتهم: 

هذاء ومن الخصائص الأسلوبيّة في المقدّمة الدّالة على أنَّها من وضع شخص 
غير ابن المختار» بعض ما يأتي : 

(1) أن التّحميذة والصّلاة والأحاديث الغّلاثة الواردة في المقدّمة تجتمع كلّها 
في وحدةٍ موضوعيّة لا غير هي: أنَّلله خلفاء ء في الأرض طاعتُّهم فلاحٌ» 
والخروج عنهم هلاك! و! وإخال أنَّ التّشكيك في خلافة أسكيا الحاج محمّد بوصفه 
خليفةٌ عادلاً لم يكن وارداء أي أنَّ الكل كان يعتقد أن أسكيا خليفةٌ للمسلمين مثل 
سائر الخلفاء المسلمين في كلّ مكان» وأنَّ الذي تصدّى لتأليف هذا الكتاب» لم 
يكن هذا الأمر بِمُشْغِلِه لو أنَّه كتبه في أيّام أسكيا كما يدّعي نض المقدّمة الحاليّة 
ولا نملك إزاء إقحام هذا الجدل في مقدمة «الفتاش» إلا الإقرار بأنّه موضوعٌ دخيل 
ع 


(؟) أنَّ أسلوب المقدّمة البديعيَّ منسجمٌ مع أسلوب الفصول الأولى من 
الكتاب» من حيث احتفال الكاتب بالسّجع» وبالجمل المتناسبة الطلول» وبالإيقاع 
االجوئيل المتسافه وححيق نتجاودٌ هذه المقدّمة والفصولَ الأولى» فإنَّنا نصادفٌ 
َفَاوُنًا ملحوظًا بين الأسلوبّين. صحيحٌ أنَّ طبيعة المقدّمة تنسجم مع الأسلوب 
البديعيّ» ولكنَّ تكرار هذا الأسلوب في الفصول اللأّحقة دليلٌ على أن المقدمة 
وتلك الفصول من وضع كاتب واحدٍ. ليس هو ابن المختار» وإِنّما يحتمل أن تكون 
لمحمود كعت بن الحاج المتوكل (الأوسط)» أوامق تولى التحريك: 


ثانيًا : ملامح أسلوبيّة وموضوعيّة في الباب الأوَّل من «الفتاش' 


لا شك أنَّ الباب الأول من «الفتاش» هو أكثرٌ الأبواب إثارةً للجدّل بين 


جو 2 5 كاه 
22 د لط 
الباحثين؛ لما يكتَيِقُه من فقرات في ادّعاء الخلافة المهديّة لأحمد لوبوء وما فيه 
من معلوماتٍ متضاربةٍ يصعُب لَمّها ووضعٌها في سياقٍ منطقيّ مقبول. ومن الملامح 
البارزة في هذا الباب ما يأتي : 








() التكراز غير المبرز 

إِنَّ أوّ ما يصدم القارئ في هذا القسم الأوّل من الكتاب» تكرار عدَّة أخبار» 
مثل خبر حبّة أسكيا الحاج محمّدء 7" ومسائله مع الشّيخْ السيوطي» وتكرار ذكر 
القبائل المملوكة» وسؤال أسكيا الحاج الإمامً السّيوطيّ والمغيليَ عن الحكم 
الشَّرعيَ في تملّكه لتلك القبائل. © ويتأكّد من التَّأمّل في هذا المقام أنَّ بداية الباب 
الأوّل من الكتاب حتى قوله: «فقد خالّف الله ورسوله».” " من وضع ابن المختار. 
أمّا ما بعد ذلك من قوله: «ثمَّ تَّهيّأ تيد أنكي السلج يسما للأعوخ ..» إلى قوله: 
باوب © فهذا كله تقح في 
هذا الباب. وللتّدلِيل على هذه الرّيادة» نلجأ إلى حذفها؛ للنّظر في سياق الكلام» 
وهر ريف مك السسن كنا الحاج محمد العمامة البيضاء» وقلدة سفاء 
وأشْهّد أهل مكة أنَّ أسكيا هو خليفيُه ببلاد التُكرورء و«أنَّ من خالَقَهُ فقد خالف الله 
ورسوله» (نحذف الصّفحات المدسوسة هناء فيكون الكلام بعد قوله: ا(ورسوله... 
وحجٌ البيتَ في ذلك العامء وتصدق على :فقراء الحرقن. .0 فالسياف:هنا 
مستقيمٌ تركيبًا ومعنى بين الجمِلَّتّين السَّابقئَين. أمّا إذا حَُشِر بالصّفحات التي 
)١(‏ الفتاش. [ص7١-١7]؛‏ و[ص5١؛‏ وصه50”؛ وص18]. 
(0) الفتاش» [ص16١.‏ وص00]. 
(") آخر [ص7١].‏ 
(5) الفقرة ما قبل الأخيرة في [ص5١].‏ 
(5) الصفحات المحذوفة هي (من آخر [ص؟١]‏ حتى آخر [ص5١]).‏ 





2 5 0 
الملبحث الثَّالث: مراجعاتٌ مضمونيّة وإشكالات الكتاب 2ه 








حذفناها الآن بين الجمكّين» فإنَّ ذلك يؤدّي إلى الكثير من الغموضء والتَّخبُط في 
عرض الأحداث. 

إضافةًٌ إلى ذلك؛ فإِنَّ من الخصائص التي تؤكّد لنا القول بالرٌيادة في هذا 
القسم من الكتاب» ما يأتي: 

(ب) سلامة التعبير: يتميّر هذا الجزء بسلامة الأسلوب؛ إذ لا نكاد نعثّر فيه 
على أخطاء نحويّة أو على أسلوب ركيكِ. كما في بعض مواضع الكتاب» ويدلٌ 
ذلك على أنَّ أسلوب كاتب هذا الفصل كان فوق أسلوب ابن المختار» فلو كان 
الكتانك :كله على هذا المتّوال من الككلامة اللّقريّة» والأسلوت الكلس الجزلة لما 
وُجد على كاتبه مأخدٌ في الأسلوب. 

(ج) تكرار عرو الكلام إلى محمود كعت: من الخصائص الأسلوبيّة التي تُميّر 
هذا الجزء أيضًا تكرار قوله: «قال الشَّيخْ محمد كعتء أو: قال الفقيه محمود...» 
[ص6١ء .]١15‏ ويوحي هذا الأسلوب بأنْ الكاتب ليس هو محمود كعت الجدء 
وإنّما هناك ساردٌ آخر يتحدّث على لسانه. وهذا الأسلوب أكثر وضوحًا منذ الجملة 
الأولى في الكتاب؛ إذ وصف السّارد محمود كعت بأوصاف مبججلة يندر أن يصف 
بها عالمٌ نفسه؛ لما فيها من خروج عن أدب التّواضع. 

(د) الأسلوب الجزل المائل إلى السّجعء يظهر في هذا القسم تفات أسلوبيٌ 
بين بينه وبين سائر مواضع الكتاب» من ذلك: الميل إلى السّجعء مثل قوله: «ثم 
تنفّس الصّعداءء وزقر زفيرةً الدكلاء» [ص١]ء‏ وقوله: «إعلامُك وتبشيرّك بأنّك 
آخرٌ الخلفاء. وقاهرٌ الأعداءء وهادي السُّعداءء باتّفاق العلماء» [ص6١]ء‏ وقوله: 
«يَقْمّع الله بهما كلَّ جاهل جحُودء وكلّ عالم حسود» [ص5١].‏ والكتاب بمجمله 
لا يوجد به أسلوبٌ مسسّع. اللهمَّ إلا في المواضع التي نجزم أنّها من وضع طرف 
آخر غير ابن المختار. 


9-0 عام أأفكاة 
2 تاريخ الفئّاش 
لحصبيخخصخ- ك-4)4)!< <<< << 2د#<ا 5 


(ه) الإكثار من الإطراء على الخليفة المنتظر: مما يقرّي الشَّك في أصالة 
هذا الجزء كثرة إطراء الكاتب - على لسان السّيوطي- للخليفة النّاني عشَّرَء بأنّه 
مُتبِحَرٌ في العلوم» وأنّه «الوارثٌ المسدّدء والمؤيّد بالمؤمنين» وأنّه حين يأتي: 
«#يجد الدّين خامدًا؛ فيكون كشرارة جمْرٍ وقعث في يابس الحشيش» [ص7١]»‏ 
وأنّه هو «آخرُ الخلفاء» وقاهر الأعداءء وهادي السّعداءء باتّفاق العلماء» 
[ص .]١9‏ ويقول في حقٌّ أسكيا: «أنتّ مُرِيدٌ منصورٌ عادلٌ كثيرٌ المّرح والعطاء 
والصّدقة»: ثمَّ يعود ليرصٌ الصّفات المبجّلة رضًا في حقٌّ الخليفة الثاني عشّرء 
قيعول: «ولكنْ يأتي رجلٌ صالحٌ عالم عامل» تابعٌ للسّنة اسمه أحمد (...) وهو 
الذي ينك في الخلافة والعدالة والصّلاح والجود والتّقى والزُهد والنُصرة» 
[ص17١].‏ فها هنا حرص واضحٌ في إضفاء الصّفات البرَّاقة على الخليفة الثاني 
عشّر. وإيغالاً في إطراء الخليفة الأخيرء فإنَّ الكاتب جعل «سابقّه؛ أسكيا الحاج 
محمّد يطلبُ منه الدّعاء بأمر من الشَّيحَ المغيلي» ويكتب وثيقة براءة إليه: وقد نقل 
الكاتب نص هذه الوثيقة دون أن يشير إلى مرجعه في هذا المقام مخالقًا لما هو 
دَيدَنه في المواضع التي ينقّل فيها نصوصًا مهمّة بعينها (كتاب الحرمة لأحفاد الفقيه 
موز هوكارٌ مثلاً). 


(و) الإكثار من التّعريض بالخصوم والمعارضين: بالإضافة إلى الإطراء على 
الخليفة المنتظر» فإنَ مما يدعو للتّشكيك في أصالة هذا الجزء» كثرة تعريض 
الكاتب بمناوئي الخليفة المنصور "من الكمّار والمخالفين والحسّاد والجهّال» 
والغدَّار الفُساق» [ص5١]»‏ وتأكيده بأنَّ مخالفة هذا الخليفة المنتظر مخالفةٌ لله 
ولرسوله. أمّا ما زعم من أمر الخَليمَتَين أنّهما «يُتكرُهما أهل عصرهما أشدّ التدكير» 
وينسبون أفعالَّهُما إلى الظّلم والأباطيل» [ص5١]»‏ فإِنَّ ذلك إِنْ صدُّق في حقٌّ 
أحمد لوبوء فإنَّ أسكيا - وَإنْ كان قد انتقل من مُلك إلى خلافة - لم تتعدٌ منزلته 


2 5 2و 
المبحث الثّالث: مراجعاث مضمونيّة وإشكالات الكتاب 22 


المفهوم المعتاد للخلافة إلى خليفة مهديّ» ولم نجد له مناوئين بناءً على صفة 
الخلافة» أو منكرين لأفعاله كما يذَّعيه النَّصُ في هذا المقام. 

(ز) رحلة أسكيا الحاج محمد الحجيّة وادّعاء الخلافة المهديّة: المعوّل كله 
في ادّعاء كون أسكيا الحاج محمّد خليفةٌ عادلاً وكذلك الشَّيِحْ أحمد لوبو» هو 
قصّة حبّته إلى الدّيار المقدّسة» وهي قصّة واردةٌ في نسخة (4) من مخطوط 
«الفتاش»» وكذلك في «تاريخ السّودان»؛ وفي بعض المرويّات الشَّعبِيّة بمنطقة 
السّودان الغربيّ. وعلى الرّغم من الاختلافات اللفيفة بين تلك المصادر 
المذكورة» فإنّها تُجمع على أنَّ أسكيا الحاج محمّد قد عُيّن خليفةًٌ على أرض 
تكرور من لدِّن أمير مكّة أو الخليفة العبّاسي بمصرء هذا لا غير. أمّا الادّعاءُ بكونه 
هو وأحمد لوبو الخليمَئين الأخيرّين الخاتمّين للخلفاء المهديّين بعد رسول الله 
كل فروايةٌ انفردث بها التسخة (0) وحدها. 

على سبيل المثالء إِنَّ سياق رواية السّعدي لحبّة أسكيا الحاج محمّد يؤكّد 
أنّه لم يكن إلا خليفةً لشريف مكّة بأرض السُّودان.. قال: «ولقي في ذلك الأرض 
المبارك الشّريف العّاسي؛ فطلب منه أن يجعله خليفيّه في أرض سنغي» فرضي له 
بذلك (...) وجعله خَليقتَةُ» وجعل على رأسه قَلَنْسُوَةَ وعمامة من عنده؛ فكان خليفةً 
صحيحًا في الإسلام». 200 

كذلك؛ تؤكّد الرّوايات والأحداث في «الفتاش» نفسه أنَّ مبلعٌ ما كان أسكيا 
الحاج محمّد يصف به نفسهء أنه «أميرٌ المؤمئين» وخليفة المسلمين» السُّلطان 


العادل» القائم بأمر الله0.”" ولم يتعدّ وصفٌ غيره له هذا الإطار؛ إِذْ وُصف بأنّه : 


)١(‏ تاريخ السودانء ص”لا. 
() الفتاش» [ص "7#ا]. 





77 ع ند الكو 
2 تاريخ الفئّاش 


«الإمام العادل» أبي اليتامى والأرامل والمساكين والضّعفاءء وملجأ العلماء».© 
ويومٌ تولّى أسكيا إسماعيل السّلطنة» بعد أخيه أسكيا موسى وابن عمّه محمّد بتكن 
الغاصبّين للسّلطنة من أبيهما أسكيا الحاج... في تلك المناسبة حين ألْبَسَ أسكيا 
الحاج محمّد ابنه ثوب السّلطة وعمّمهء أَشْهّد النّاس بشرعيّة كم ابنه» وبرضاه 
النّام عنه» وأنّهِ قد رد إليه الحكمَ الذي أسندَهُ إليه شريف مكّة؛ فذكر أنَّ شريفت 
مكّة قال له من قَبِلُ: «أنت أميري ونائبي وخليفتي في إقليمكٌَ وأنتٌ أمير 
المؤمنين»: وأكّد أسكيا هذا الاعتبار في الموقف ذاته وقال لابنه البارٌ: «وأنا 
حليفتة وميه ؤنافة (..) وقد ولّيئِك آنأ ورددثُ الخلافة التي قلّدني بها الشَّرِيكُ 
للف وآيت عخليية خليفةٍ الشّريف الذي هو خليفة السّلطان الأعظم العثماني».0© 
فالسّياقات كلها لا تزيد على أنَّ أسكيا الحاج محمّد قد خرج:من نظام الملكيّة إلى 
الخلافة بأرض تكرور بتعيينٍ من أمير مكة أو الخليفة العباسي. 

وبعد» فإنَّ الرّواية الحبجّية تلك تكتنف جملة من الإشكالات المزعجة» من 
ذلك ما أورده الرّاوي عن أجلَّة العلماء الذين رافقوا أسكيا الحاج محمّد في رحلته 





الحبّية» فقد انّفقت المصادر بأنّهم كانوا سبعة» وانّفق السّعدي ونسخة (ه) في 
ذكر اثنين منهم» وهما: ألّفا محمد ثُّلء وألفا صالح جُوّر. بينما انفردث نسخة 
(©) بذكرهم جميعًاء”" وبمقارنة النُصوص» ينّضح أنَّ الفقيه موز هوكارٌ كان 
مُتوقى قبل هذه الحادثة بفترة طويلة 29 


)١(‏ الفتاش. [ص/الا]. 

(؟) الفتاش» [ص85]. 

() الفتاش» [ص5١].‏ 

(4) في معرض الحديث عن كتاب «الحرمة» التي كتبها أسكيا الحاج محمد لبعض أحفاد الفقيه مور 
هوكارء تبيّن أن المعنيّين هم أسباطه؛ أي أولاد حفيده» أبوهم هو الفقيه موز مَعْمَعْ بن مور 2 





9 0 5 بع 
المبحث الثالث: مراجعاتٌ مضمونيّة وإشكالات الكتاب 5 


إشكالٌ آخرء هو زعم نسخة (0©) بأنَّ شريف مكّة جعل على رأس أسكيا 
قَلنْسِوةٌ خضراءء وعمامة بيضاءء وهذا يتعارضٌ مع ما ورد في نسخة (4) بأنَّ 
القلنسوة والعمامةً كانتا صَفْراوَين.”'2 ولعلَّ ذلك محض اختلافي» ولكن يُضاف 
إلى ذلك زعم نسخة (©) أنَّ اسم شريف مكة هو «الشريف الحسني مولاي 
العباس». لكن استعراض سلسلة أسماء شرفاء مكّة يؤكّد للباحثين أنَّ شريف مكّة 
في الفترة التي حجّ فيها أسكيا الحاج محمّد هو الشّرِيف محمد بن بركات (8098- 
٠ه)‏ وليس للاسم الذي ذكّرته نسخة (0)) وجودٌ بين شرفاء مكة الحاكمين. 
فكيف اختلطت تلك المعلومات المهمّة على محمود كعت الذي اذَّعى النَّص أنَّه 
كان من أعيان العلماء الذين رافقوا أسكيا الحاج محمد في سفره للحج؟ 

بعيدًا عن ذلك فإنَّ القراءة الدّاخليّة لادّعاء الخلافة المهديّة لأسكيا وللشَّيخَ 
أحمد لوبوء تضع أناملنا على جملة من النشازات التي يكتنقها هذا الادّعاء. 

أوّل ذلكء ادّعاء الرّاوي أنَّ الشّريف العباسي هو الذي بشّر أسكيا الحاج بأنّه 
هو الخليفة الحادي عَشَّره وفي الصّفحة الموالية زعمه أنَّ أسكيا لقي الإمام 
السّيوطي عند رجوعه من الحجٌ بمصر؛ فسأله عن الخلفاء الإنْئّي عشرء فأخبره 
عنهم وبشّره بمثل بشارة الشّريف العباسي. وحتى إذا جاز الجمع بين هاتّين واعتبار 
بشارة السّيوطيٌ تأكيدًا لسابقتهاء فإِنَّ الإشكال لا يزال قائمًا. وسبب ذلك زعم 
الرّاوي في السّياق نفسه أنَّ البشارة كانت على لسان ملك الجن شَمْهٌروس بصحراء 
حت معمك بن الفقيه مور هوكارء الفتاش [ص77]ء فلا يُعقل أن يكون أولئك وجدّهم الثاني 

معاصرين لأسكياء خاصّة أنَّ أسكيا كان آنذاك في الثّالئة والسّتين من عمره (العام الَّالتْ عشر 

من ولايته» اعتمادًا على كون عمره خمسين سنة يوم تولى الحكم). فمن شبه المستحيل أن 

يكون الجدٌ النَّاني وحفيده معاصرّين. وأن يقوى الجدٌّ في تلك الفترة على سفر الحجٌ من أقصى 

غرب إفريقيا. 
)١(‏ تاريخ السودانء ص77؛ والفتاش» ص ٠1١94‏ (ترجمة فرنسية). 





5 9 تاذ الفئّاث 
32 تاريخ الفتّاش 


بين الإسكندريّة ومصرء عند ذهابهم إلى الحجٌ فهاهنا ثلاث بشاراتٍ أولاها على 
لسان شَمُْهروس» والثانية على لسان الشّريف الحسني» والثّالئَة الأخيرة على لسان 
الإمام السّيوطي. وبوصف بشارة شمهروس الأولى فمِنَ المتوقّع أن تكون هذه 
البشارة قد طرقت مسامع أسكيا محمد في حينهاء وعليه لا يُعقّل أن يسعى أسكيا 
إلى ما دون مرتبة «الخلافة المهديّة»؛ فيطلب من شريف مكّة أن ينصيه نائيًا له بيلاد 
السّودان الغربي» ثم إن خلوٌ آثار الإمام السّيوطي من إشارة صريحة إلى هذا 
الحدّث العظيم» لا يخدم الاستشهاد به في هذا المقام. 

إضافةٌ إلى ذلك فإِنَّ الحديث المستشهّد به في هذا الموضع يُصرّح بأنَّ 
الخلفاء اثنا عشّرٌ و«كلّهِم من قُرَيش»» وأنّه قد مضى منهم عشرةٌ» وبقي اثنان ببلاد 
التّكرور. لكنّ «الفتاش» لم يدّع أو يُثبت في أيّ موضع منه رفع نسب أسكيا الحاج 
محمد أو الشَّيخَ أحمد لوبو إلى قريش» وإذبكان قل أؤيّة رواية بال بعضه يرقمون 
نسب أمٌ أسكيا إلى الصّحابِيٌ جابر بن عبد الله الأنصاريّ» ولكنّه قلّل من وزن هذا 
الادّعاء حيث علَّق على هذه الرٌواية بأنَّ استقصاءها غير مهدٌ. ”2 وقصارى ما ادّعاه 
راوي «الفتاش» في نسب أسكيا الحاجء قوله إِنَّ أجداده من اليمن.0© 





النًا: خصائصٌ أسلوييّة في سائر فصول الكتاب 

مسايرةً لمقولة إن الأسلوب هو الرّجلك © يَدل عليه كما كل عليه بصمئه 
نلجأ هنا إلى استعراض بعض الخصائص الأسلوبيّة في كتاب «الفتاش» عامّة» ومن 
)١(‏ تاريخ الفتاش» [ص09]. 
(؟) تاريخ الفتاش» [ص7١].‏ 
(؟) هذه عبارة اشتهرت عن الكاتب الفرنسي جرج لويس لوكلير ,6016176.آ 011156 .آ-عع 601 6©) 


(1707-1788 المعروف ب.(1811]00 عأجم0©) قال: 'ع77تمط"! أوعتء م1نزؤة عر[ 


11611". 


2 5 0-0 
المبحث الثّالث: مراجعاتٌ مضمونية وإشكالات الكناب 5 


ثم إعادة النُظر في الكتاب؛ لمعرفة مدى تحقق تلك المخصائص في جميع فقرات 
الكتاب أم لا. فإذا ثبت وجودها في الكتاب جملةٌ وتفصيلاً» سقط بذلك الكثير من 
الهم والمواقف المبَلوّرة عن التُحريف واليّدمل في نصوص هذا الكتاب: وإلاً 
تأكّد مرّة أخرى ما ذهبنا إليه من وجود تحريف في هذا الكتاب. ومن أهمّ تلك 
الخصائص : 

(1) رد علامات التّأنيث على المذكّر أو العكس 

يكثر عند ابن المختار رد العناصر التحويّة الدّالة على التّأنيث للإشارة بها إلى 
المذمّر. من ضمائرء وأسماء إشارة: وعدم تطابّق بين العُنصرّين في الجنس 
والعدد. وعدم تخالف بين العدد ومعدوده في الجنس» وغير ذلك من صُوَّر عدم 
التزامه بالمطابقة بين عناصر الجملة. 

من أمثلة ذلك : 

- «وفي ذلك إتلافُ الأموال الجسيم» [ص 57]. 

- مهم عربيئٌ؛ [آص١/].‏ 

- «خبرًا يطول سردُها» [ص١9].‏ 

- اوعليه علامةٌ يُعرف به؛ [ص97]. 

ومنه في الأعداد: 

- 'ولَبثَ في كَسْيّة ثلاثة عشر سنة؛ [ص١1].‏ 

- «ومكث القاضي عمر في القضاء ثمان سنين» [ص .]١7١96‏ 

هذاء دقد يُردُ كل ما سبق إلى مخض عدم مبالاة من دن الُساخ» وكون بعض 
أولنك من الطلبة متوسٌطي المعرفة والكقاءة في النّغة العريية. لكن كثرة تلك 
المواضع توحي بأنّ لها حا في أصل الكتاب. 


22 تاريخ الفتّاش 


ديت 
بيب 22000 

(؟) استخدام لغة «أكلوني البراغيث» 

ورد في بعض المواضع استعمالُ لغة «أكلوني البراغيثٌُ»: وذلك بإلحاق الفعل 
الذي تقدَّم على فاعله ضميرًا مناسبًا للفاعل. ومن أمثلة ذلك: 

- «وتَِّعُوه في ذلك أولاذه» [ص"١١].‏ 

- «وجعلوه كاقّةٌ أهل سنغي سُلطانًا؛ [ص1168]. 

وروا القومٌ مدبرين» [ص175]. 

- «وكانوا هؤلاء الزَّناجيّة وديعةٌ» [ص517١].‏ 

- «فحملوةٌ إخوائه وأركبوه» [ص8١١].‏ 

وغير ذلك من المواضع التي وردت الأفعال فيها على هذا التّمط من 
الاستعمال:7©) 

[فيق تعدية بعض الأفعال التي ليست متعدّية بنفسها 

يميل «الفتاش» إلى تعدية بعض الأفعال تعديةٌ مباشرةٌ» وهي في الأصل ليست 
أفعالاً متعدّيةٌ بنفسها. ومن أمثلة ذلك: 

- «فلمًا اشتدّ عليهم الضَّررٌ احتالوه» [ص15] فالأصل أن يُعدَّي الفعل بحرف 
الجرّ (على). 

وَيلحق بذلك استعماله الفعل المجرّد في موضع المتعدّي» أو استخدام صيغْةٍ 
مزيدةٍ في غير محلّهاء وممًّا ورد من ذلك عنده: 

- «ولَحّ عليهما في ذلك» [ص١١]»‏ أي: ألَح. من الإلحاح في المسألة» أي 
أقبل عليه بشرّة.”"" هذاء وقد تعدّد هذا الفعل في الكتاب.. 


ا يي 2 سي 


.) ١154 ؛١ ينظر: [ص"1؛ ٠ع ١؛ 4ه‎ )١( 
معجم مقاييس اللغة لابن فارس» 7/5 ١5؛ مادة (لح).‎ )1( 


2 5 يور م 
المبحث الثَالث: مراجعاتٌ مضمونيّة وإشكالات الكتاب 0 
ببسلللبببببببببببببجبب ب جتجججججتئ*؟ اط 


-الوكتٌ غلى رأسهما يُتبّلهَما» [ضص5١1آ1+‏ آي : أكبٌ. لكنه استحمل (كب)ة 
وعَرضُه معنى (أفعَل) ؛ لأثّة.يقال: كبّه الله على وجههء أي صَرعَهء وكبّ الإناء: 
لَه اع بفلاقٌ على الأمر الكت عليهء آى: قبل عليه يِقَعله 290 

ومن ذلك أيضًا استعمال صيغةٍ صرفيّة في موضع صيغةٍ أخرى» وتكون 
الصَّيغْة المستخدمة غير لائقة بما استعملت فيهء ومن أمثلة ذلك: 

- «فتهاجر الأبناءً من اليمن» [ص15]» أراد أَنَّهُم هاججروا؛ فاستعمل صيغة 
«تفاعل) الدَّالة على المشاركة في موضع صيغة (فاعَل) الدّالة على المعنى المجرّد. 
لذ أن تكون النّاء هنا من هفوات النُساخ. 

- «في سوق تُنْبْكت يُباعُونهم» [ص790]: استعمل صيغة البناء للمجهول 
وألحق بها ضمير (هم) فظهر أنّه كان يريد التّعبير عن البناء للمعلوم (يبيعونهم)؛ 
فجمع بين ضميرين (مستتر وبارز) في الفعل الواحد. 

- «فأملانها روزًا» [ص190].ء أي: ملأء يملأء وملا (بتضعيف العين)9©) 

دافحكق الكتوهة [غولاة] ؤمزادة أذ يفول حكن مكدو :وحقفوا من حذة 
غضبه. فهو من الفعل (سكّنء تُسكيئًا وسّكونًا). أمّا الصّيغة التي استعملّها هنا 
فهي : (أسْكنَ إسكانًا وسّكنا)ء بمعنى: آواه. 

- «ثمّ دخل في ذلك المسجد وأطاف فيه؛ [ص١1١]»‏ والقّلاهر أنه يريد الفعل 
(طافء يطوفء ويطيفء طوانًا). أمَّا أطاف فبمعنى استدار به؛ ومنه: أطاف 
السّور بالمدينة» ويتعدّى هذا الفعل بالباء» وليس بالفاء.7© 


)١(‏ الصحاح في اللغة للجوهريء مادة (كبب). 
(1) تاج العروس للزبيدي» /١‏ 171ء مادة (م ل أ). 
() لسان العرب لابن منظورء 778/4؛ مادة (طيف). 


ا تادة الفئّاث 
52 تاريخ الفتائل 


- «وسقّطه على الأرض... وسقَّطَهُ مَيْنَّا [ص177]» حيث عدَّى الفعل «سقط» 


بالتّصعيف ومراده التّعدية بالهمزة» أي: أسقطه. 


(؛) استعمال بعض الأسماء الموصولة أو الإشارة في غير مواضعها 








تكرّر في عدَّة مواضع من «الفتاش» وضعٌ الاسم الموصول (الذين) لجماعة 
الذكور العاقلين في موضع (التي) لجمع غير العاقل» وغير ذلك من صُوّر استبدال 
اسم موصولٍ بآخرء من الأمثلة : 

- «من المساجد الذين بّنى» [ص74]» بوضع اسم الموصول للعاقلين محل 
اليوضول تير العقلاة. 

- ١ثم‏ أمر بالمياه اللّواتي في قِرَبهم؛ [ص77]؛ باستعمال اسم الموصول 
لجمع الإناث للمياه. 

- «أو زيدٌ في مسافة تلك المكان» [ص8]. بوضع اسم الإشارة المؤنَّث في 
موضع المذكّر. 

وليه ذلك إسناد صمير الذعور الحقلا» إلن غير العاقل» من أمثلة ذلك: 

- «وخيول أصحاب بلمع في المرعى يأكلون الحشيش» [ص119]. 

- ١لأنّهم‏ أقوى الخيول وأمْتنهم وأصبّرهم» [ص1817]. 

(0) استعمال «متى) بمعنى احين» 

المعروف أنَّ «متى» ظرفٌ للرّمان تأتي اسم استفهام أو شرطًاء لكنّ «الفتاش» 
قد أكثر.من استمآل هذا الطرف بمعى: فحينة+ ومن ذللة 20 
)١(‏ أحصينا أحد عشر موضعا من استخدام «متى» بهذا المعنى في الصفحات الآتية: [ص47؛ 


114١‏ ؛ 4158417 ١7١؛‏ 71١؛ 4١7/7‏ 187]: وموضعين بمعنى الشرط» 
وهما: [ص98؛ *177]. 


0 : تا 
المبحث الثَالث: مراجعاتٌ مضمونيّة وإشكالات الكتاب 52 
اللبال يبب ل 


- «فمتى تمّ الأكل يقوم ويدخل...» [ص47]. 

- «ومتى اشتدٌ ضررٌ شي علي على المسلمين...؟ [ص١10].‏ 

- «وأما أسكي إسحاق متى انصرف من قتال بَلْمع...» [ص57١].‏ 

- «ومتى وصلا إليه لقيّهُما بالتّرحيب» [ص59١].‏ 

- «ومتى قدِمَ وجد نوحًا قد ذهب» [ص18١].‏ 

- «ومتى وصل القارئٌ قول ابن دريد...» [ص 187]. 

على أَنَّهِ قد استخدم «حين» في محلّها في مواضع كثيرة أيضّاء وقد أحصينا 
منها عنده ثلاثةٌ وخمسين موضحًا.” هذاء وإنَّ الذي يستوقفٌ المتأمّل في هذا 
الاستعمال» خلوٌ المواضع التي انفردت بها نسخة (0)) من هذا الاستعمال» فلا 
وجود بتانًا للف «متى» بمعنى «حين» في تلك المواضع. ويحملنا ذلك على 
الاستنتاج أنّه أسلوبٌ لكاتب «الفتاش' سي وأن القسم الأوّل من 
الكتاب» وإن كان من تأليف ابن المختار» فإنَه قد نقل بعض النُصوص نقلاً حرفيًا 
من كتابات جدّه محمود كعت. 

(5) التّسبيح أو الاستعاذة او الأخيار 

- من عادة «الفتاش» أن يختم ب بعض الفقرات بألفاظ التّسبيح لله» أو الاستعاذة 
أو الاسترجاع على حسب وقُع الخبر الوارد. ومن موارد ذلك في الكتاب: 
«فسُبحان من يفعلٌ ما يشاءك وافسببحآن مُق بايّقَّ بين خلقه خَلْقا وَحُلْقَاة ص "]. 


ومعهنا: «فسُبحانَ مّن فرّق بين قوم لله درُهما» [ص١1]ء‏ ورد الاسترجاع في 
[صهلا؛ 6١١؛‏ لا6١].‏ 


41١ منها فى الصفحات الآتية: [صلاه؟؛ وه؛ ع5؛ 56؛ ووب ١ل!ا؛ 5لا؛ 4لا؛ كم؛ /الى؛‎ )١( 
.]لا١1/ زب‎ 





60 تاريخ الفتَّاسُ 


(0) تعريب مفردات محليّة 





يعطي كاتب «الفتاش» نفسّه حريّةَ واسعةً في تعريب المفردات المحليّة من لغة 
الونغارا أو الصُونغايْء وإخضاع تلك المفردات للقوالب الصَّرفيَّة العربيّة 
المختلفة» خاصّة جموع التُكسير والمصادر. من أمثلة ذلك: 

- «البْلنَغات» [ص10] جممًا لبُلتَعَة وهي زيتٌ مستخلص من شجر الرَّيت 
بلغة الوَنْغارا. 

- «أسْكويّة» كَنْفَارِويّة) [ص187]» نسبة إلى أسكيا وكثفاري. 

- ابُعُوات» [ص7١٠1]»‏ وهي خزينة الحبوب والرُروع. 

- اكَرامِنَ ُوري» [ص87١]»‏ جمعًا لكُرمِنَ فاري» وهو الحاكم بينْدِرْمة. 

(6) تعبيراتٌ محليّة 

ترد في «الفتاش» تعبيراتٌ محليّة تنم عن تأثير لغة الونُغارا على الكاتب عند 
كتابته بالعربيّة» من ذلك: 

- «وأدخل القميص في عنق أسكي إسماعيل» [ص85]؛ وهو تعبيرٌ ما زال 
مستعملاً عند المادينغ؛ حيث يُعبّر عن لبس القمصان ب«الإدخال في العنق». 
.لقصقعا ج 060 125) 

- «وليس في إقلي تكرور من مل إلى لُعْلّ من يرفع يده» [ص97]» أي حين 
تولى أسكيا داود السّلطنة» لم يكن يوجد من يقارعه» ويطيق مخالفته. فعبّر عن 
القدرة على المنافسة والتّحدي برفع اليد. 

- «ولا نطيع لأحدٍ إلا أنتَ» وحَبْلّك في أعناقنا» [ص174]: وهو تعبيرٌ عن 
المّلاعة والخنوع البالغ للشّشخص. وأصله تشبيههم العبد المملوك بيد مالكه بالبهيمة 
التي يُجعل في عنقها حبل وتساق. 


2 5 ا-2 
الملبحث الثَّالث: مراجعاتٌ مضمونيّة وإشكالات الكتاب 522 


بعد استعراض الملامح الأسلوبيّة السّابقة لكتاب «الفتاش»» تجدر الإشارةٌ - 
أوّلا - إلى أنَّ كثيرًا منها يمكن ردُّها إلى مخض العامل الكتابيّ وتداؤل رسم 
الكلمات على أيدي النُساخ المختلفين» ومن المألوف أنَّ صُوّر الكلمات وإملاءها 
تتعرّضُ أحيانًا للنّحوير والمسخ على أيدي النُساخ بإسقاط حروف أو زيادتهاء وقد 
تكون تلك الحروف السّاقطة أو الرّائدة فصائل نحويّة كتاء التّأنيث» وهمزة 
التّعدية» وإلى هذا العامل قد يُحمل بعضٌ ما ورد في الأمثلة السّابقة» وهذا من 
باب التّحقْظ والاحتياط حتى لا يتمّ تحميل ابن المختار أمرًا قد يكون منه بريئًا. أمًا 
غير ذلك من الملامح الأسلوبيّة مثل استخدامه لغة «أكلوني البراغيث»» واستبدال 
بعض الموصولات وأسماء الإشارة ببعض» فتلك مما يمكن عدّه من صميم 
أسلوبه» وإِنْ كان - في الواقع - لا ينفرد بتلك الاستخدامات عن غيره من كُتَّاب 
الوسط السُودانِيٌ الغربي. 

بناة على هذا المعطى» وتحقٌّق وقوع هذه الملامح الأسلوبيّة في كتاب 
«الفتاش»» نستنتج أنَّ الكتاب هو من تأليف ابن المختار في مجمله» ولكنٌّ يحتمل 
أنّه قد نقل نصوصًا متفرّقة من كتابات جدّه محمود كعت» ومن كتابات أخواله أو 
غيرهم. ولكنْ من الصّعب تحديد تلك المواضع تحديدًا دقيقًا. اللّهُم إلا ما ورد 
التّصريح فيه بأنّه منقول. 


ل تاريخ الفنَّاسُ 


المبحث الرّابع 





النُصوص التي انفردث بها نسخة (©) من مخطوط الفتاش 


بما أنَّ بُؤرة الإشكال في كتاب «الفتاش» تعود إلى نسخة (0©) التي يرى 
الباحثون أنَّ دمجها مع نسخة (4) قد أحدث كثيرًا من الخلط والاضطراب في 
نصّ الكتاب» فإنَّ استعراض المواضع والأخبار التي انفردت بها تلك السخة 
وتمييزها عمًّا سواها - لاشكٌّ - يساعد الباحثين في استنتاج بعض المواقف» 
وتشكيل بعض الرُؤى عن مختلف فقرات هذا الكتاب الذي يُمثْل - في الحقيقة - 
مشكلةً كأداء أمام الباحثين. وفيما يأتي سردٌ لتلك المواضع بالإشارة إلى صفحاتها 
في أصل الكتاب مع ذكر رؤوس الموضوعات المضمّنة تحت كل صفحة أو 
مجموعةٍ من الصّفحات المتّصلة.0© 

الى 11-4]: مفقنة اتابن وذكن سبيت تأليقة وغدوانة وانسم المولق 
وألقابه» وذكر بعض القواعد والرّسميّات التي كانت مَّبِعَةٌ بقصر أسكيا الحاج 
محمّد» وأنَّه أيطلها جميعًا بعد أن استقامت له السّلطنة. 

[ص7١-19]:‏ ذكر مراسم تعيين أمير مكة لأسكيا الحاج محمد خليفةً له 
على تكرور» وإخباره أنّ أسكيا من الخلفاء الاثني عشر المذكورين في الحديث 

- لقاء أسكيا بالإمام السيوطي بمصرء وتأكيده خبر كون أسكيا الخليفة 
الحادي عشّرء وأنَّ الخليفة الثاني عشّر اسمه أحمد. [ص١١].‏ 


)١(‏ لقد سبق المؤرخ نحيميا إلى رصد تلك المواضع» ولا نختلف عنه هنا إلا في بعض التفاصيل. 


5 5 2 1 ٌ 5 00 85 09502 و2 
المبحث الرّابع: النُصوص التي انفردث بها نسخة (0) من مخطوط الفتاش 52 


- سؤال أسكيا الإمامّ السيوطي عن الحكم الشّرعي في استرقاقه لأربع 
وعشرين قبيلةَ» وإفتاء السّيوطي إيّاه بجواز استرقاق نصفهم. [ص١-4١].‏ 

- استفتاء أسكيا الشَّيحَ عبد الكريم المغيلي في حكم القبائل المملوكة له 
وانّفاق رأيه مع رأي الإمام السيوطي» وتجديد المغيلي بشارة أسكيا بأنّه خليفة. 
لضن .]١4‏ 

- كتاب البراءة الذي أمر المغيلي أسكيا الحاج بكتابته إلى الخيلفة بعده يطلب 
فيه الدّعاء له. [ص68١].‏ 

- ذكر خروج أسكيا الحاج محمد للحجٌّ مع طائفةٍ من أعيان العلماء. 
لاضن .]١‏ 

- حبّجة أسكيا وتصدّقه على فقراء الحرمين» وطلبه من أمير مكّة أن يُرسل معه 
واحدًا من الشّرفاء إلى بلاد السّودان؛ ليتبرّكوا به هناك. [ص5١-/7١].‏ 

- وصول الشَّرِيف مولاي الصقلي» وأوصافه مطابقة لما وصفه به النَّيُ كد في 
رؤيا رآها إمام تمبكتو. [ص/١-18].‏ 

- سردٌ عجائبيٌ مسهبٌ للشّريف الصقلي عن قصّته قبل مجيئه إلى بلاد 
السُّودانء وما مر به من مدنٍ إسلاميّة عبر رحلته من مكّة إلى بلاد السُودان. 
[ص؟9١-"71].‏ 

- إهداء أسكيا مجموعةً من القرى المملوكة له إلى الشّرِيف الصقلي. 
1 

- ذكر خلوة أسكيا الحاج محمّد مع الشّريف الصقلي واستحضار الشَّريف 
للجنيٌ دَمير تلميذ شمهروس ملك الجنٌّء وذكره أخبارًا مسهبة أسطوريّة عن أصل 
صونغاي» وأصل البربر. [ص4١-75].‏ 


2 تاريخ الفئّاش 


ليد 
ا أت ات 

- خبر عن العملاق عوج" الذي لم تخرقه المُلُوفان في عهد نوح (عليه 
السّلام)» وأنَّهِ أصل مجموعة من القبائل ذكرها المؤلّف. [ص179-17]. 

ه[ص١-8"1]:‏ ذكر ذريّة الشَّريف الصقلي ورحيلهم من تمبكتو. 

- إهداء أسكيا الحاج بعض القبائل المملوكة له إلى الشَّيخْينَ: محمد ثُل» 
وألفا صالح جَوّر. 

[صه-08]: بعث أسكيا محمد كاوق عق العلماء تباعًا إلى شيءبار؛ 
للتَّمَاوْضِ معه على الإسلام قبل أن يُعلن الجهاد ضدَّه. [ص 4-07 5]. 

- نشوب الحرب بينهما وهزيمة شي بار» وتملّك أسكيا محمد لصونغاي كلها. 
[ص 5ش ]. 

- تمليك أسكيا محمد أربعًا وعشرين قبيلةً كانت مملوكةً لشي بار ولمن قبله 
من آبائه الملوك. ذكر المؤلّف منهم ائتتي عشرة» ؤؤعك يذكر التُصف الآخر في 
ترجمة أسكيا محمد. [ص108-0]. 

- ذكر أعمار المشايخ المّلائة الذين بعث بهم أسكيا محمد إلى شي بارٌ 
بالإضافة إلى الفقيه القاضي محمود بن عمر آقيت» وذلك بربطها بعام تَسَلظن 
أسكيا (4899ه). [ص108]. 

ه [ص09]: تعيين أسكيا الحاج محمد قضاةً في تمبكتو وجيني وفي كلّ بلدةٍ 
تستحقٌ تعيين قاض بها. 


- (في الهامش): سلسلة نسب أمّ أسكيا الحاج محمد وهو مرفوعٌ إلى 
ا 222 
(1) هو مُوجٍ بن عناق أو عُدّْق أو عُوق. قصة إسرائيلية وردت في بعض كتب الأساطير والأخبار» 
ونقلها بعض المفسرين. وقد أوردها ابن كثير في تفسيره» وفندها بالتفصيل. ينظر: تفسير القرآن 
العظيم بتحقيق سامي سلامة» إنذالفة 


الملبحث الرّابع: النصوص التي انفردث بها نسخة (0)) من مخطوط الفتاش 22 





الصَّحابيٌ جابر بن عبد الله الأنصاريّ (رض). وقد ورد في المتن أنَّ في تتبّع ذلك 
خروجا عن الغرض. 

ه [ص١17-5]:‏ أسر أسكيا الحاج محمّد لخمسماثة بَنّاء في غارةٍ له على 
7 ْ 

- استحداث أسكيا محمد منصب كثفاري (ولي العهد)» وتعيينه أخاه عمر 
كمزاع في هذا المنصب. 

« [ص57-*57]: حديثٌ مسهبٌ عن بناء مدينة يَنْدِرْمة مقرٌ وليٌ العهد. وخبر 
الرّجل العجوز الذي كان يقطن هناك بذريّته» وخبر المستوطنة اليهوديّة التي كانت 
بها. 

« [ص18-74]: ذكر أهل يَمْبو وأنّهم عبيدٌ للشّريف مولاي أحمد بمراكش. 
[ص14]. 

- بناء مدينة يَنْدِرُمة عام (4517ه). [ص19]. 

- استعداد أسكيا محمد للحجٌّ وذكر خروجه للسّفر مع جنده ومجموعةٍ من 
الفقهاء. [ص16]. 

- لقاء الفقيهّين ألفا صالح جوّرء وألفا محمد ثُل لشَّمْهروس ملك الجن 
بصحراء الإسكندريّة» وإخباره إيّاهما بكون أسكيا من الخلفاء الإثنئ عشّر. 
[ص55-/9ا3]. ١‏ 

- ذكر كرامةٍ لوليّ الله ألفا صالح جوّر حين استسقى للعسكر وهم بالصّحراء 
مشرفين على الهلاك. [ص58-57]. 

- ذكر كرامة أخرى لوليّ الله ألفا محمد ثُّل حين نسيّه أسكيا محمد عند توزيع 


الرّاد على المسافرين؛ فجاءه بعيرٌ من الصّحراء محمّل بالثّمر. [ص18]. 


52 تاريخ الفئّاش 


7 
لمكم 

- إهداء أسكيا الحاج محمد قبائل مملوكة للفقيهّين ألفا صالح جوَّرٌء وألفا 
محمد تثل. 

ه[ص5١117-1]:‏ قتل أسكيا داود الشَّرِيف محمد بن مزاور خطأء وأداؤه 
الدّية في ذلك ثلاث قبائل مملوكة. 

حتغارة اسقيا الحاج محمد (الحفيد) بن أسكيا داود على واغادُو» وسبيه 
ذراريهم وجميع أموالهم. 

ه[ص"؟١]:‏ خطاب من الشريف المراكشي الحسني إلى قاضي تمبكتو يؤكّد 
فيه ملكيّته لعبيد تندرمة» ويستنكر ما بلغه من دخول بعضهم تحت طاعة أسكيا 
الحاج الثاني. 

«[ص٠5١-١5١]:‏ غارة شي عليٌ على بلدة أنُكند؛ وأسْره لمجموعة من 
الأّئاجية وزعيمتهم جَت. 

« [ص"4١-155]:‏ ذكر اضطهاد أسكيا إسحاق للشّعب» واستثنائه زنج أَنْكَنْد 
من ذلك؛ لكونهم من أملاك الشّريف المغربي» وردّه مجموعة منهم إلى الشّريف. 

ه [ص44١]:‏ وصول مبعوثٍ من قبّل أحمد الذهبي إلى الشّريف محمد بن 
القاسم بتمبكتو يأمره بالرّحيل عنها قبل غارته على صونغاي. 

تلك هي المواضع التي انفردت بها نسخة (©) من «الفتاش»» ويُلاحظ أنَّ 
بعض تلك المواضع لا تتجاوز فقرةً مكوّنة من بضعة أسظرِء وبعضها تتجاوز عدَّة 
صفحات في الظول. 

أنّا موضوعيّاء فإنَّ هذا الجزء ينحصر في محوّرَين أساسين هما : حجٌ أسكيا 
الحاج محمد لبيت الله الحرام» وأخبار تملكه لمجموعات من العبيد. والمحور 


الآخر: قضيّة الاسترقاق ببلاد السّودان الغربي. 


الملبحث الرّابع: النُصوص التي انفردث بها نسخة (0)) من مخطوط الفتاش 2 


أ- حجّة أسكيا الحاج: يمثّل هذا الموضوع المحورٌ الذي يدور حوله 
«الفتاش» والمثير للاهتمام في هذا الجانب تكرار هذا الخبر (في الباب الأول 
والسّادس)» ويتأكّد للنّاظر في هذا التُكرار وجود روايتين مستقلّتين للحدث 
الواحدء والتّفس السَّرديُ بينهما متفاوت» فبينما هو في الرٌواية الأولى مفعمٌ 
بالحماس والعاطفة الجيّاشة في التأكيد على أنَّ أسكيا الحاج خليفةٌ مهدي ولا 
يحفل بعرض الجانب التَارِيحِيٌ للحدّثء إذا هو في الرّواية الأخرى [ص19] وما 
بعدهاء معتدل المزاج» يحفل بتقديم المعلومات التَّارِيخيّة الدّقيقة - نسبيًا - لخبر 
حبّّة أسكياء حتى إِنَّ رواية كون أسكيا خليفة مهديًا في هذا الجزء؛ جاءت على 
استحياء بأسلوب القّلن على لسان ملك الجن بقوله: «وأظنّه منهم»» وافلعلّه 
الحادي عشر' [ص15]. وهذا بخلاف التّأكيد الجازم في الباب الأوَّل للخبر 
نفسه؛ إذ صرّح شريف مكة لأسكيا قائلاً: «يا هذا أنت الحادي عشر من الخلفاء 
الذين ذكر رسول الله كل؛. [ص؟7١].‏ 

نن.-اقضِيّة الاسترقاق: تُعدٌ قضئةالاسترقاق. و«تفريق أنساب العنيد.مق 
الأحرار» موضوعًا محوريًا في الفقرات التي تفرّدت بها نسخة (0)» حتى لتكاد 
هذه النُسخة تستقلٌ بكلّ إشارة إلى العبيد في كتاب «الفتاش». ويبرز في مجمل 
المواضع التي ذُكر فيها العبيدُ حرص الكاتب في تأكيد عبوديّتهم لأسكيا الحاج 
محمّدء وقد دعم هذا الادّعاء بدعامّتَين قرّيئين إحداهما للسّيوطي والأخرى 
للمغيلي اللَّذين انّفقت أقوالهما في حُكم استرقاق العبيد ١حَذُوًا‏ بحذُو؛» ولعل 
لحاجةٍ في نفس يعقوب أغفل الكاتبُ ذكر القبائل الإثنتي عشرةً التي زعم أنَّ 
الإمامّين لم يُجيزا لأسكيا الحاج محمّد تملّكها. هذاء ولا يخفى ما في هذا 


الحرص في تأكيد عبوديّة القبائل المذكورة» وما جاء في الفقرات من وصف أحمد 


بوعصرم عاد أأمكاة 
كي تاريخ الفتا 


لوبو ب«الوارث المسدّدا لتركة أسكيا الحاج محمّدء من ربط دقيقٍ بين الرّجلِين» 
ومشروعيّة وراثة آخرهما لأوّلهما. 

بالإضافة إلى هذين المحوّرين الأساسين في هذه الفقرات من الكتابء فإنّها 
تصطبغ بالطّابع العجائبيّ الأسطوريّ في السّردء ويظهر ذلك في معظم الأخبار 
الواردة في هذا الجزء؛ وقد بدأ كاتبُه بقصّة ضافية لرحلة الشّريف مولاي الصقلي 
من بغداد» فالحرمّين الشَّريفِينَء حتى وصوله تمبكتوء وأحاط مَقْدَمّهِ إلى تمبكتو 
بشيءٍ من الخوارق والكرامات الصُّوفيّة. وكذلك حديثه عن شمهروس ملِكِ الجن 
وتلميذه مير الذي أورد الكاتب على لسانه قصصًا أسطوريّةَ عن أصل صونغاي» 
وأصل البربر» وعن العملاق الأسطوري عُوجٍ بن عُنق... وحين كرّر الكاتبُ قصّة 
حجٌ أسكيا محمد أضفى عليها طابعًا عجائيًا ؛ فأؤرد قصّة الكرامة التي حدثت 
للشّيخين ألفا صالح ومحمّد ثُل. ولا يخفى أنَّ هذه النّكهة الأسطوريّة لا تخدم 
الطّابع العلميّ الذي ينبغي أن يبرز في مثل هذا الكتاب» وهو بالمقابل يقرّي موقف 
الذين ذهبوا إلى أنَّ بهذا الكتاب تحريثًا قل ذلك أم كثّر. 














مقدّمة الفتاش 22 


مقدمة الفناش 
تستع الله الوُحْمّن الّحيم صلَّى الله على سَيّدنًا مُحَمّد وآله وصحيه وسلّم 





قال الشَّيْحٌ العَالم المَّقِيهُ الأديبُ القَاضِي العَادِلُ الزَّاهدٌ الوَرِعٌ الوليُ المكاشِث 
لثمن العابدٌ سيّدِي محمود كَعْتٍ الكُرْمِنِيُ دارًاء التَْبكْتِنُ مَسْكناء الوَغْكُرْيْ أصلاء 
(رَحِمَهُ الله) تعالى ونفعنا به أمين. 

الحمْدُ لله المْقَردٍ بالمُلْكِ والملّكوتٍ» وَالعِزَّةِ والجبّرُوتِء والقَّهْرٍ والعَلَبُوت» 
والرّائَة والرّحمُوتء الملك النَّيِّانِء القادر المنَّانِء الَّذِي خْلَقَ الأرض والسَّماءَء 
وعلّم آدمّ الأسماء» وأخرّجَ مِنْ صُلْبِِ الملُوكَ والرّعَاء؛ فمنهُمْ مُتَكَبّرونَ قايظون» 
ومنهم مُقْتَصِدُونَ صَالحونَ فَابْتَلاهُمْ بظهُور الأنبَاء والأَخْبَارِء وأغدَّرَ إليهمْ على 
لْسِئَةٍ المرسّلين الأخيّارِ» فَأهْلَكَ مَنْ أبَاهُمء وَصَيرَهُم ِبر للمُعْتَبِرِينَ» ومَوعطَةٌ 
للمُتّقينء ثُمّ أْرَتَ العُلّماءَ عَمَلَهُمء وأخلّف الخلفَاء على أُمْرِهِمْ؛ فإليْهم يأوي 
الطَرِيدُ وبهم يُقْمَعُ الخصمٌ المُلِدٌء ولذلك جَعَلَهُم ظلالَهُ في الأرض»”'" وزيّتهم لا 
زينة الثُور في الحؤضء فمَنْ أَطاعَهُمْء فقد هَّدَى وفازٌ» ومن حادٌ عنّْهُم فقدْ حَسِرَ 
وخاتب. 

نحمَدُهُ على ما أؤْلانًا مِنْ سَوابِغْ التّعَم والآلاء» حيتٌُ جِعَلَّنا مِنْ عِبَّادهِ 
الكُرّماء. وأزاخ عنّا شر الأعداءٍ بأدْعِيّة العُلّماء؛ ووضّايًا الحكمّاءء وصّوارم 
(1) إشارة إلى الحديث المعزوٌ إلى أنس بن مالك (بِه): قال: «السُلطانُ ظل الله في الأرض» 

فْمَنْ أكرّمَهُ؛ أكرّمّه الله» ومن أهائّه؛ أهائّه الله». قال العلآمة الألباني: «ضعيف». في السلسلة 

الضعيفة والموضوعة: 170/5 وفيه أقوالٌ كثيرة تنظر في كتب التخريج. 


أو 2و 5 ذه الفكاث 
2 ريخ الفتّاش 


السّلاطين والخلمّاء؛ فَوَجَبَ لهُ علينا الشّكرٌ والَّناءُ والسّجودُ والانحئاء؛ إِذْ هو 
العولى الأعلى: قَمَنْ يُطِعْهُ فقد هدّى وَاسْتَمْسَكَ بِالعُرْوّة الؤثقَّىء ومَنْ يَعْصِهِ فقذ 
غَوَى وبّاءَ بِالحُسْر وعَوى. 

ونشْهّدُ أنْ لا إلهَ إلا الله شهَادة مَنْ أْرعَ قَلبَهُ وهواة لامْيَثالٍ ل أمرٍ مولاة» وعد 
ِلْكَ الشّهّادة إِنْ شاء الله إلى يوم لُقيَافُ يوم لا ينع مال ولا 





[ص١٠]‏ 
بَنُونَ إلأمَْ أتى الله بقَلْيِ سليم. ونَشْهدُ أن سينا مُحَمدَا عبده الكريم» 


5 


ورسُولُهُ الرَّحِيمُء و صَفيّه صَفيه الحليمٌ» ونجيّه الأمينٌ» ذو الآياتٍ الصَادنَات 
والمعجرَّاتِ الباهِرَّاتِ» والبراهين القَاطِعَاتِ أؤسلة مُوَطَذًا للإسلام» وَمْسَدُدًا 
5 مو 3 
للأنام» وَمُكْسُرًا للأصْتَامء ومبينًا للشّرائع والأحكام. القائل: ١بَدَاً‏ هذا الأَمْرُ 
وَرَحْمَةُ نُمٌّ يكون خلافةً ورَحْمَةً الحديث.”' والقائل: لا راطا من الي 
عَلَى الحَقٌّ حنّى تَقُوم السّاعَةُ».7" والقائل: «عَلَيْكُم بسني وَسْنَ الحُلَفَاءٍ الراضِدِين 


(1) رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين؛ عن الحسن بن حكيم المروزي: ثنا أحمد بن 
إبراهيم الشذوريء ثنا سعيد بن هبيرة» ثنا إسماعيل بن عياش ثنا عبد العزيز ين عبد الله بن 
حمزة بن صهيب» قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يحدّث عن أبيه أنَّ عمر بن الخطاب 
(ؤنه) كان يقول: : "إن الله بدأ هذا الأمرّ حين بدأ بنبوّة ورحمة؛ ثم يعُودُ إلى خلافةٍ ثم يعود إلى 
سلطان ورحمة» ثم يعود مُلْكًا ورحمةء ثم يعود جبرية تَكَادَمُونَ تَكَادُمَ الحمير». 
(المستدرك, 0٠١/54‏ 4409), وفيه سعيد بن هبيرة المروزيء انّهمه ابن حبان وابن عدي. 
وقد أورد العلامة الألياني هذا الحديث وصحححهء سلسلة الأحاديث الصّحيحة» (ح: 073107٠١‏ 





ومعنى: تكادّمُون: تقبضون عليهاء وتعضٌّون عليها كما يعض الحمار بأدنى فم من كَدّم 
الحمار كدمّاء 

(؟) روي هذا الحديث بطرقٍ كثيرة» وأصله في الصحيحين عن المغيرة: البُخَاريَ (:٠07714)؛‏ 
ومسلم (ح1911). كما أخرجاه عن معاوية» قال: «لا يَرَالُ مِن أمّتِي أمّةُ كَايمَة مر الله لا 
يَضْرُهُمْ مَنْ حَدَلَهُم» الحديث. البّكَاريَ (ح :2 ومسلم (ح:/ا"١1).‏ 





ةا 20 
مقدمهة اش لفلف 


بَعْدِي عَضُوا عليها بِالنّوَاجِذٍ) "٠‏ وك وعلى آله البَرَرّة الكِرّام» وصَحَابت بوث 
لشزقابء وعلى شائر [خواته وَدْرَيبَةِ السَافاتٍ الأعلام. مَنْ إلى ناصع نَسَبِهِمْ 

يَنْتَسِبٌُ كل شريفٍ ظريفيء ومنهُمْ ينْتَحْبُ كل أديبٍ عَفِيفِ وشيب اثقائيم 
تفي كلتق يه وبتكريم أثوالهم يفي ل مُفْصِدٍ شيب ويقّويم مَنْمَجِهِمْ 
يَسْلّكُ كل مُرْشْدٍ عريفٍء وإلى نارٍ هَْيهِم بسِراجِهِ كل مُتْمَرِدِ محبٌ»”" وإلى ذِرْوَةٍ 
عِلّْمِهم يَسْمُو كُلُ مَمْصُودٍ بخير. فجزاهُم الرَّب عنّا أفضلَ الجزاء» وأثابهم يوم 
التَّادي أجزل الثَّوابٍء وجَعَلّنا ِكرَِّهِ منَ المهَدِينَ» وفي رُمْرَتهِمْ من المنْكَرِطِينَ» 
وبِإِحسَانِهِمْ منّ المتَبِعِينَ ‏ » بجاهٍ خيرٍ الورّى» وأفضل م مَنْ أغطيّ الهدّى» وأكرّم مَنْ 
وطِى الثّرى. 

وبعدء فَلَمَّا كان ذكرٌ قصص الأنبياء والسّلاطين والملوكء وأكابر البُْلدانٍ منْ 
عادةٍ الحُكمَاء والعُلّماء الأعيان؛ اتَّحادًا بِسَنّة القُرآنء وتذكيرًا لما عَبَرَ مِنَ الزَّمانَء 
وردًا للعَبيَ عن الحَيْفٍ والهوان. وعونًا للنّقيّ على مُسَاعَدَةٍ الإخوّان» ومَنَّ الله 
عليْنًا بأنْ أظهَرَ لنا في زمَاننًا هذا الإمامٌ الصَّالِحَء الخليفة العادلَ والسُلْطَان الغالتَ 
والمنصورًء القائمَ أسْكيا الحاج مُحَمّد بن أبي بكر التُوردي أصلاً وَالكوْكَِْيَّ دارًا 
ومسكنًا؛ فأنَارَ لنا الهدى بعد ظُلَّم الدّجَىء وأمَاط عن الهَدى بعد الجَبْن والرّدى؛ 
فانْمَسَحَ له - بحمْدٍ الله - البُلدانّ شرفًا وغريّاء وتداعث له الوفودٌ فردًا وجمعّاء 


فأذعتك :له الملو كَرَهًا وطوعاء :قَضِرّتا من بركاتة تخير وَنَعْمَى+ يعد ها كنا فى 





يفاغ 


)١(‏ جزء من حديث مطوّل عن العرباض بن سارية (85ه): أخرجه ابن ماجه في سننه (ح:537)؟ 
والمروزي في السنة (ح : 337)؛ والبزار في مسنده (ق/719)؛ وابن عساكر في تاريخ دمشق 
78-177؛ والطبراني في المعجم الكبير (ح:577)؛ والأوسط (ح:57)؛ والحاكم في 
المستدرك, ١/ل99).‏ وفي صحّته أقوالٌ مطوّلة» يرجع إليها في مواردها. 

(5) الظاهر أنَّ ثمة كلمة ساقطة:هنا بعد قوله: يسراجه...» ويمكن أن تكون: يُهتدي» أو يسكتير. 





تاريخ الفئَّاش 





0 
ضِيقٍ وبؤسّاء فبدّل الله تعالى ذلك بِمَضْلِهِ كما قال لأكْرّم خَلْقِهِ: «إِنَّ مم القتر 
ف ©4. (الشرح: © ' 

أردتٌُ أن نجمع من أخوالهِ الحَلْوَانِء مع ذِكْرٍ شِي عَالٍ الملعون» ما سهُلَ على 
اليد واللّسان» وإلى الله سبحانه التُكلان. 


وسمَّيتُه «تاريخ الفنَّاش في أخبّار البُلدَان والجُيُوش وأكَابرٍ النَّاِء وؤكْر وفَائِع 
التكرُورء وعَظَائِم الأمُورٍ وتفريق أَنسَابِ العَِيدٍ مِنَ الأخرار».237 


1) لا يريد ابن المختار من إطلاق تكرور هنا في العنوان المعنى الدّقيق لهذا الاسم؛ إذ أنَّ تكرور 
اسم بلدةٍ ومملكة مبكرة من ممالك أفريقيا الغربيّة التي قامت في الضّفة السُغلى من نهر 
الستغال. ويُعتقد أنّها المملكة الإسلاميّة الأولى في غرب أفريقيا بزعامة ورجبي بن رابح» 
وحين كتب ابن المختار كتابه هذاء فقد كانت مملكة تكرور قد سقطث. وإطلاقٌ تكرور هنا 
مجاراةٌ لما كان شائعًا آنذاك من إطلاق تكرور على مجمل بلاد السّودان وهو استخدامٌ نشأ في 
بلاد المشرق في مصر والحجاز خاصّة حين أظلِق هذا الاسم على جميع الأفارقة القادمين إلى 
الحجٌ. فقيل: تكاريرء وتَكارِرّة» وتكارين» وتكارنّة» والنّسبة إلى المفرد: تكروري. ومن 
أوائل من أشار إلى هذا التّوسّع الاستعماليٌ البكريٌ (أبو عبيدة» ت4417) قال: «وتكرور اسم 
للأرض التي هم فيهاء وسُّمي جنسّهم باسم أرضهم». (الاستقصاء لأخبار دول المغرب» ؟/ 
7» وإلى مثل هذا التّحديد ذهب ياقوت الحموي (ت1775ه).؛ قال في معجم البلدان: 
«تكرور: براءيْن مُهمّلتين» بلادُ ُنسب إلى قبيلٍ من السّودان في أقصى جنوب المغرب» وأهلها 
أشية اشام بالرُنوج». (معجم البلدان» 30 وقد أبان المؤرّخ الكتلطان محمد, نئلو 
(ت1477م) عن نشأة مصطلح تكرور ببلاد الشّرق بقوله: «واعلم أنَّ هذا الاسم الَّذِي هو 
التكرور؛ عَلّم على الإقليم الغربيٌ من الجنوب السوداني؛ على ما فهمنا من تعبيرهم في 
التّواريخَ والثقول. وهذا الاسم شائعٌ في الحرمين ومصر والحبشة» ومُنْدَرسٌ في محلّه؛ حتى لا 
يعرفه أهل هذه البلاد أصلاً» وإنّما يتلقّونه من الحيجاج الذين سموه بالحرمين ومصر».(إنفاق 
الميسور في تاريخ بلاد التكرورء الفصل الأول: في تحقيق اسم التكرور. وعلى الرّغم من 
الرّؤية الواضحة لهذه المسألة عند بللوء فَإنَّه لم يجد بدا من الانسياق وراء الاستعمال الشّائع؛ 


1 


عه * 27 
لباب الأوّل: أشكيا الحاج مُحَمّد ا 


0و 








الباب الأول 


أشكيا الحاج مُحَيْد 


اعلَّمُء رحمنا الله وإياك. أنَّ الإمامّ العادِلَ والسُلْطَانَ المَاضلَ أسْكِيًا الحاج 
مُحَمّد لما َلَى السَلْطئة أقام طريقة سُنْعُيْ وجعل فيها قَوَاعِدءِ وذلك أن ليس له 
أحدٌ في جُنْدِهِ يُْرَئنُ له في مجلسه إلا جِدَكُيْ ‏ وكلّهمٍ يحملُونَ له اراب إلا 
حكن فَإِنّهُ لا يحملٌ إلا دقيق الكلعام. وكلّهم يلون الطَاقيَةَ عند حمل الثُراب إلا 
كُرْمِنَ قار وليس فيهم من يتعدّى عليه يقولٌ الصّدق إلا دَنْدِ فار ولا فيهم من 
1-6 عن أمر ويَنيعُهُ حب أم كرة إل بر .'' ولا فيهم من يحل دار راك إلا 
دِرْمَكَىْ ولا في أرضه من يُنادِي عَبْدَهُ ويرْسِلُه هُ بِأَمْرِ ولا يَقْدِرُ أن يأبى ويفعل له في 


ح فَعَنْوَن لتاريخه بتكرور مع أنه لم يؤرّخ للمنطقة المحدّدة بالتكرورء وإِنّما شمل جميع مناطق بلاد 
السُودانَء وخصٌ جل الكتاب لما يُعرف بالسّودان الأوسطء. أي شماليّ نيجيريا الحاليّة» وما 
يُتَاخِمُها من بلاد تشاد. في [ص150] من هذا الكتاب بين أيديناء زعم ابن المختار أن «تكرور» 
مأخوذ من اسم جني (ثُلكْ+روز)؛ لكن هذا الخبر يصعب الأخذ به في البحث التاريخي 
الصّارم. 

)١(‏ تعني اللاحقة (كُيْ) في لغة صونغاي: الأميرء أو السّيدء أو الرّعيم؛ وتضاف عادةٌ إلى اسم 
منطقة أو بلدة؛ للإشارة إلى أميرها. كما الحال في بَرَّ كُيْ. وجنّكُي. ودِرْمَكُي. ويدلُ استثناء 
الشّخصيات بالامتيازات المذكورة على أهميّة أولئك في الدولة. أما ما اختصّ به بركي مَمْس 
كورء فهو عن عهِدٍ أخذها أسكيا لمنس كور أثناء حجهما بيت الله ودخولهما الشبكة النبويّة 
الشّريفة» [ص14] بالإضافة إلى كون برَكُي القائد الوحيد الذي ساند أسكيا ضدَّ شي بارو. وأمًا 
دخول درمكي الدَّارة السّلطانية راكبًا فمن الامتيازات التي وضعها له صن علي؛ فأقرَّها أسكيا 
الحاج. ١‏ 


602 تاريخ الفئَّاش 
كك اهس 


الأمر ما يفعل في أمر أسْكِيَ إلا القَاضِيء ولا مَنْ يُنَادِيهِ بِاسْمِهِ في مَجْلِسِهٍ إلا 
كِسِرْدُنُكِ.'" ولا مَنْ يجلسٌ مَعَهُ على سَرِيرِهٍ إلا الشُرقاء تبعل للقضاة إذا جاووه 
يأمرُ لهم بِبَسْطِ حَصِيرٍ الصّلاة لهم. وجَعَلَ للمَرَامِينِ أن يجلسُوا عَنْ يَسَارِه ولا 
يقُومُ لأحدٍ إلا للعّالم والحُجَاجٍ إذا قدِمُوا من مكّةء ولا يأكلٌ معه إلا العُلَماءُ 
والشُرَقَاءٌ وأولادُهُمْ وسّنْ”" ولو كان صغيرّاء (رَحِمَةُ الله). 

وهذا كله في أوَّل أمره لتَألِيفٍ كُلُوبٍ كَْيِه. فلم قث له السَْطئة 


]١١ص[‎ 

وَاسَتَقَامَت المملكةٌ؛ خرَّجَ منئْ ذلك كُلّهء وَجَعَلَ يَسْألُ العُلَمَاءَ العَامِلِينَ عن 
سُنَةٍ وَسُول الله يك ويمشي على أَقوَالهمْ. (رَحِمَهُ اله)؛ حبَّى القن جَمِيعُ عُلَمَاء 
عَضْره على أنّهُتليقَة. ومِمّنْ صرّح له بذلك الشَيْحُ عبد الرّحْمَن السيُوطي, والكي 
مُحَمَّد بن عبد الكريم المغيلي.”"© والشَّيْخُ شَمْهَرٌوش الجنيٌ » والشَّرِيكُ الحسني 
مولاي العَبّاس أميرُ مَكَة رَحِمّ الله الجميع. ©» 


0 كو (21نال-566مع) أي المداح الشعبي» ولعل مناداته للأسكيا باسمه الصَّريح» 
فيها اعتبارٌ فنىٌ» وهو أن طبيعة المدح تستلزم في الرُّؤية الجماليّة الفنيّة في أفريقيا التتنصيص 
على اسم الممدوح واسم أمّه وأبيه وقبيلته» قبل إضفاء الألقاب الممكنة على الممدوح. 

(1) سَن: طبقة العلماء» وكان مقرّهم حي المسجد الجامع الذي تُسبّ - فيما بعدٌ - إليهمء فقيل: 
سَنْ كُرَئْ أي حي سَنْ. ينظر بعض مناقبهم في [ص174] من هذا الكتاب. 

ان الشَّيخْ عبد الكريم المغيلي مديئة غاو عاصمة صونغاي في أواسط عام (1498م) 

(4) لم ينص في هذا الموضع على اسم أمير مكّةء ولكن ورد في فقرة لاحقة في الباب الحالي أنه : 
مولاي جيدان» ولكن هذا الاسم غير واردٍ في سلاسل أسماء أمراء مكّة» وباستعراض أمراء 
مكة في الفترة التي حجٌّ فيها أسكيا تعميدة أي عام (901ه/ 1447م) يظهر أنه حجّ في أيام 
الأمير محمد بن يركات (حكم وهام 491-1466 ام أو في أيّام ابنه بركات بن 
محمد (411-51ه/ /16170-1441م): وهما من سلالة أمراء بني قتادة. أمّا الشّرفاء» فقد بدأ 
حكمهم بمحمد أبي نمي الثاني بن بركات (حكم 06م-19115م). بهذا يقوى قول- 





. مر وعة .”ا 
الباب الأوّل: أشكيًا الحاج مُحَمّد 2 





وأقامَ للمُسْلمين حُقُوًا وَحُرْمَة على نَفْسِهِ. وأمرَ لهل مُوز كير" أن يترْوّجُوا 
ما شاءواء فتبَعُهُمْ أَؤلادُهُمْء وَهْرَ مَوْجُودٌ إلى الآن. لم يَتَبدَّل يبَرَكَيهء (رَحِمَهُ الله). 

وأغطى للشَّريف أحمد الصّفْلِي ناحيّةَ القُرَى والجزائر. وأمّا الشَّرِيكُ الحسني 
مولاي العَبّاس فكانّ مع أمير المُؤْمِنِينَ وخَلِيقّة المسْلِمِينَ أسْكِيَ الحاج مُحَمَّد 
جاليا بحذاء الكَعْبّة يتَحَادَنَانَء فقال له الشَّرِيك مَوْلآَيَ العَبّاس: يا هذا أنتَ 
الحادي عَشَّرّ مِنَ الحُلَمَاء الذِينَ ذَكَرَ رَسُول الله يك ولكِنَّكَ جِنتَنا مَلِكَاء والمُلكُ 
والخلافةٌ لا يتَفِقَاِه فقال له: كيف ذلك يا سيّدِي؟ فقال لهُ مولاي العَبّاس: لا 
سَبيلَ إلى ذلك إلا أنْ تخرّجَ عم أنتٌ فيه؛ فَأدْعَنَ لهُ أسْكِيَ طَوْعَاء وطرَّد جميعَ 
الوُرَرَاءِ عَنْهُّ وجَمَعَ جمِيعَ آلاتٍ السّلْطَئَة وأمْوَالَهَاء وجِعَلَ ذلك كلَّهُ بِيّد العيّاسء 
وقعَدَ عازلاً لنَفْسِه. ودَحَلَ مولاي العَبّاس في الكَلْوَة ثلانّة أيّام ثُمَّ حرج يوْمَ 
الجْمْعَة ونَادّى أسْكِيَ الحاجٍ مُحَمَّد وأَجْلّسَهُ بمسْجد البَلْدَة الشَّريقَة مكة» وَججَعْلٌ 
على وأ تنشو ققزاء وعكاكة تضباي: ركاذ ين »0 رقيو الكجاة 
الْحَاضِرِينَ أنّهُ خليفةٌ بأضٍ التّكرُور» وأنَّ كُلَّ مَنْ خَالََهُ في تِلْكَ الأزضٍ فَمَدُ 
حالف الله تَعَالى وَرَسُولّه. 





-ت لفتصهيون» أنَّ تعيين أسكيا الحاج كان على يد الخليفة العباسي بمصرء وهو الخليفة أبو العز 
عبد العزيز المتوكل على الله (حكمة/51١-1898م).‏ بمصر. 

0 و (مُور) كلمة مقترضة من كلمة (مُقرئ) العربيّة: وتعني الشيخ والفقيه والعالم» 
و(كُيْر) : تعني المَجَلَّة أو القرية» والكلمة بجزءيْها تعني : أهالي قرية مُورْء نسبة إلى ذريّة العالم 
الفقيه المتصوف مور هَؤْكارٌء وهو أحد الأعلام بصونغاي. وكلمة موز أيضًا شكلٌّ من كلمة 
(مُودِ/ مُودِبٌ) وهي بدورها محرّفة من الكلمة العربية (مُؤْدّب)» وتحملان المعنى العلمي نفسه 
الدّال على الانّصاف بالعلم والانقطاع للتّدرِيس. 

زفق وردت فقرات في [ص8لاء و65١]‏ عن هذا السيف. 


مم تل به الفكاث 
0 تاريخ الفتّاشش 





نُمّ تهيّأ أسْكِيَ الحاج مُحَمّد للرّجُوع. قَلَمّا وصلَ مصر وَجَدَ هناك الشَّيْحَ عبد 
الرَّحْمَن 
[ص7١]‏ 


السّيوطيء فسَّأَلَهُ سكي عن الحُلَمَاء الذِينَ ذَكَرَ رَسُول الله كك أنّهُمْ سَيَأتُونَ 
بَعْدَه. فقَالَ الشَّيْحُ: هُم اثنا عَشّرّ: خمسّةٌ منْهُم بالمديئّة» وائْنَانِ بمصرء ووَاحدٌ 
بالشَّام وَاثْنَانِ بالعِرَاق» وَقَذْ مَضَى مَؤُلآءِ لير وَبَقِيَ اثْتَان برض التّكرُور» أَنْتَ 
أحدّهٌماء ويأتي بَعْدَكَ الكّانيء قَبِيلتُكَ مَنْسُوبَةٌ بظورُة0"' م مِنْ أَهْل اليّمَنِ ومَسْكَنُك 


)١(‏ طورودٌ: (1070066) جمع مأخوذ من (طورو (105006 وتعني «المسألة/ النَّسوٌل». تطلق 
طورودبي على مجموع قبائل متعددة في غرب أفريقيا من الفولبي» والولوفء والماندي» 
والهوسا وغيرها. إلا أنَّ الغالب على تلك المجموعات كونها من الفولبي» وقد تكونت 
مجموعات طورودبي جراء الحركة العلمية والدعوية الإسلاميّة التي قامت في بلاد السودان 
الغربي؛ وكان الطلبة يتجمعون في المحاضر العلمية والدّارات الصّوفية حول المشايخ ؛ لتلقي 
العلم والقيام بالمهام الدَّعوية والأعمال الحرفيّة التي كانت تنتظم حياة أولئك» وكانوا يتميّزون 
بحياة التقشف» ومن طرق التّربية لديهم أن الطلبة كانوا يتجؤّلون في القرى ويتسوّلون ويطلق 
عَلَيْهِمْ «لورودُو' بِالفلقُلديّة لغة الفولاني» أو «ظرونْكاوًا' بالهوسا: أي متسوّلون؛ وما برح هذا 
الوصف أن أصبح وصمًا عَلَيْهمُ؛ وعرفوا في الأدييّات الإسلاميّة في غرب أفريقيا ب«الظروديّة», 
أو «طورودبي»؛ وهذا الوصف في الواقع ليس اسمًا لقبيلة معيّنة» وإن كان الغالب إطلاقه على 
الفولاني» وعلى عشائر علميّة دَعويّة معيّنة منها : عشائر باري المنتسبة للشيخ أحمدوء وعشائر 
تال المنتسبة للشيخ عمر تال» وعشائر سِي المنتسبة للشيخ مالك سيء فهؤلاء وأمثالهم من 
المشائخ العلماء؛ أصحاب حركات جهادية: تكوّنت حولهم أتباعٌ وحركة علميّة. ينظر: 1015 
111501 عنسهاك1 سمعتكة غدع 11 مز 510165 ,115:/الآ طملمر وزعلم. 
المؤرّخ موسى كمارا بأنَّ لفظة «طرودبي» تعني (صَنَّم) بلغة صونغاي؛ وأنَّ كل من كات يُسلم 
ويخلص دينه كان يطلق عليه «طرودبي»» وأن تسمية أسكيا بأنه طرودي جاءت من هذا 
المنطلق» وهنا إشكال هو أنَّ مصطلح «طرودي» ظهر بعد أسكياء فكيف جاز أن يُطلق عليه هذا 
اللّقب أو أن تكون قبيلته من الطرودبي؟ ينظر: 01 78/1 عط) هآ ,كنالة/1آ طمله مطمل 
100652016 ,74م بطقالث 


الباب الأُوّل: أسْكِيًا الحاج مُحَمّد 





بَكَوْكَوْء”'' أنتَ مُرِيدٌ مَنْصُورٌء عَادِلٌ كثيرٌ المَرّح والعَطَاءٍ والصَّدََة لا يُعْجِرُكَ 
مَوْضِعٌ مِنْ مَمْلَكْتِكَ إلا موضعٌ واحدٌ يُقَالُ له بُرْكُ (بباء مَضْمُومةٍ ممالة فراء ساكئّة 
بعده كاف مَضْمُومةٍ ممالة)»”" ثم يَْتَحُ اله ذلك الموضع بيد الحَلِيفةٍ الثاني بَعْدَكَ 
تَنَامُ أوَلَ اللَّيْلَ ثُمَّ تُصَلَّي آخِرَهُ ويُصِيبْكَ عَمّى في آخِرٍ عُمْرِكَ ويَعْزِنُكَ وَاحِدُ مِنْ 
لايق تتزيية قي بض الجزززر: 3 يقرلك ابلك لغ ومِضْدَاقٌ جميع ما 
قُلت؛ عَلآمةٌ في تَخْذِكَ اليُسْرَى كان مِنْ بَرَصٍ فَأبْرَه الله بعَيْرٍعِلْم أحدٍ. فقال 
أسْكِيَ : : صدَقْتَ يا سيّدِي وَقُرَه عَيْنيء وقالَ لهُ الشَّبْحُ: ولك أبحاء كنية تتيو ماق 
رجُلٍء كلَهُم ييبعُون أمْرّك في دَوْلَيِكَء ثُمَّ يَمْكِسُونَ الأمرَ بَعْدَكَء والعِيّاذُ بالله! حنَّى 
يَصيرٌ الأمرُ مُلكًا عَضُوضَاء وحَزِنَ لذَِّكَ وسَكَتَ مَليّاء ثم تََفّسَ الصٌّعَدَاءء وَرَكَرَ 
رَفِيرَةَ التُكلاء. 

ُمّ سأل التَّيْحُ أيضًا: هل يخرٌّحٌ من صُلْبه مَنْ يُقِيم الدّين ويُضْلحٌ أمرّهُ؟ فقال 
له الشَّيْخ: لا. ولكن يأتي رجل صَالحٌ عَالِمٌ عامل تابعٌ السّنّة اسْمُهُ أحمدء يَظهَرُ 
مره في بَعْضٍ جِرَائِرِ سر مَاسِئةء ولكن مِنْ قَِلةٍ علمَاء سَثِْْ وهُوَ الذي نُك في 
الخلاقة والعَدّالة والصّلاح والجود والتّقى والزُهد والنُصرة» ويكونُ كثيرٌ النَِّسُّم 
والسّنة» دائمٌ التّحرُك في جُلُوسه ويَسْبِقُكَ بكَوْنه مُتَبَحْرًا في العُلُوم» وأنْتَ لا تَعلَمُ 
إلا أحكامَ الصَّلاةٍ والرَّكَاة والاعتقّادات» وهو آخرُ الخلقّاءِ المذكورين. 

َم سال ألتكي الث خ: هل هذا الخليمَةٌ يجدٌ الدّين فَيُجدّده أو يجدهٌ خامدًا 

فيُوقِدُه؟”" فقال له الشَّيْخْ: بل يجدٌ الدّين خامدًا فيكونُ كَشَرَارةٍ جمر وَفَعَتْ في 
)١(‏ كوكو: يحتمل أن يكون هذا الاسم (/16318-1]218) يقصد به عاصمة صونغاي القديمة (كُوكِيَ) 

أو عاصمتها الجديدة (غاؤ). تقع عند الثنية الثانية لنهر النيجرء وتبعد عن النهر بحوالي ستة 

كيلوغترانت. 
(1) إقليم برك :(0ا8018) منطقة في شمالي نيجيريا الحالية» تعرف الآن ببُوسا (81153): 
(9) كن ماعنا كلمة ساقطة بعد قوله: يد الدّين.... ويمكن أن تكون: يجد الدين هاهدّاء 


-2711 عاك ألقكاة 
0 تاريخ الفئَّاش 


يابس الحشيش» فينم فينْصُرٌه الله على جمِيع الكُمَّار والمحَالِفِينَ 
[ص؟١]‏ 


2 له 


حنَّى تَعُمَ بَرَكيُهُ البلادَ والأقفطارء فَمَنْ رآهُ وتّبعَه كان كما تَبِع النّبِي له ومَنْ 
خالَمَهُ فكأنّمَا خالف النَبِيَكل. فتَوَسّط الأولادُ في زمانهء لكنّهم لا يزالونَ على 
الجهّاد إلى قَنَائْهِم. 

قال الرّاوي عن شَيْخه القَاضِي حبيب: فيِسَبَبٍ هذا الرّجُلٍ المذْكُورٍ والخليفَةٍ 
المنْصُور تغلطَ شي عَالٍ الملعُونُ في قَثل قبيلةٍ سَثْمَرِهِ وكان يَسْمَعُ حَبَرَهُ كثيرًا مِنْ 
أقْوَاه الكَُّانء وأنَّهُ يخرجُ من قَبِيلّة سَثْمَرِ؛ فَفَتَلَهُم حنَّى لم يبقّ مِنْهُم إلا طائِمَةٌ 
ل 


)١(‏ المهدية: وقد ورد عند القرطبي في «التذكرة 2727/١‏ رواية عن ظهور المهدي جديرة بالتّأمل؛ 
حيث روى من حديث ابن مسعود وغيره عن الصحابة أنَّه بخرج في آخر الزمان من المغرب 
الأقصى» من ساحل البحر بموضوع يُقَالُ له «ماسنة» من قبّل المغرب. وإن كان بعض العلماء 
يرون أن الموضع المعني هو «تامسنة» الواقعة جنوبي المغرب في السوس الأقصى شمالي 
أغاديرء وقد ظهر هناك - بالفعل - المتنبئ صالح بن طريف البرغواطي» وقضى المرابطون 
على هذه الفتنة. وكان لرسالة السّيوطي «العرف الوردي في أحوال الإمام المهدي». الأثر 
الكبير في تشكيل رؤية المهدية» والاعتقاد بظهوره ببلاد التكرورء وقرّى ذلك ظهور عددٍ من 
المصلحين؛ وقادة الجهاد بغرب أفريقياء وحدًا ذلك ببعضهم أو بأتباعهم إلى إلصاق صفة 
المهديّة عَلَيْهم. كما حدث للشَّيِخْ عثمان دان فوديو حين زعم أتباعه أنَّ صفات المهديّ تنطبق 
عليه بحذافيرهاء لكن الشَّيخَ المجاهد أنكر ذلك ونفاه عن نفسه في عدَّة رسائل منها : «النّبأ 
الهادي إلى أحوال الإمام المهدي»». و«تحذير الإخوان من ادّعاء المهديّة الموعود آخر الرّمان؛» 
بِيِّن فيها أحوال المهديّ المنتظر وصفاته وعلامات ظهوره؛ ومن أقواله: «واعلموا أيضّايا 
إخواني أنّي لست بالإمام المهديء ولا ادَّعيتُ المهديّة قطء وإنّما يُسمع ذلك من أفواه النّاسء 
وقد بالغثُ في تحذيرهم من ذلك» وقد صرّحت بردٌ ذلك في تواليفي العربيّة والعجميّة. اكليف 





أذّعي المهدية» وقد ولدثٌ في بلاد السّودان في مكان يسمّى مَردَّ وقد عرف في الأحاديث الدّ 8 
أن المهدي سيولد بالعديبة... وكيف أذّعي المهديّة ولم يواطئ اسمي اسم النَِيّ محمّد كلِ؛ إذ - 


5 ' 





ثْمّ سأل الشَّيْخْ أيضًا عن أُمْرِ أرض التّكرُور ما يَؤُولُ إليه آخرٌهُ. فقال الشَّنْحُ: 
ما أرض التّكرُور فَهِي أوَّلُ أرْض تَحْرِبُ لأجل إبَايَتهِمْ العلوك. وشالة عق آببر كاق 
(كاغ) وما سببٌ خرابهاء فأخبره بما أخبّر. وسَأَلّه أيضًا عن تَتْبْكْتُ وجِنٌ» وأخبّرة 
عن أُمْرِهِمًا بما سَيَحِيِءٌ إِنْ شَاءَ الله. 


نُمّ سَألَهُ أيضًا عَنْ أمر أَرْبَعَةٍ وَعشْرِينَ قَيلةَ الذِينَ وَجَدَهْم بيَدِ شي بارٌ مملوكةً لهُ 
وَرِتَهُمْ عن آبائه. فقَال الشَّيْحُ ؛ عنقم لي ف فَوَصَمَهُ صَفْهُم له. فقالَ له الشَّيْحُ: أمّا نصفُهُم 


قرو 


فَمِلّْكهُ لك سائعٌ وأمّا النّصفُ الآخرٌ تَركُهُمْ أفضل ؛ ؛ لأنَّ فيهم شُبْهَة. فَقَالَ 


للشَّيْحُ: قَما الذينَ مِلحُهُمْ لي سائعٌ؟ فقال الشَّيْخْ: : الأولى قبيلةُ جِنْدكَتٌ (بجيم 

ودال المكسوركين يَيْتَهُمَا تون ساكئّة وكاففٌ وتاء مَفْتُوحَمَيْن)»”'' والثَّانِيّة قبيلةٌ جَمْ 

وَلِء (بجيم مَفْتُوحة وميم ساكئّة فواو مَفْتُوحة ولام ممالة مكسورة)»”" والثَّالئّة جَمْ 

تنِ والرّابعة كُم»”" والخامسة سُرُبَئَى 7 والسّاوسة من كفّار يَمْبرَ تُنْسبُ بجركر 

حت اسمي عثمان» ولم يواطئ اسم أبي اسم أبيه؛ إذ اسم أبي محمّدء وقد عُرف في الأحاديث النَبويّة 
أن المهدي يواطئ اسمه اسم النّبِي يكل ويواطئ اسمٌ أبيه اسم أبيه...» (كاني أحمد محمد. 
الجهاد الإسلامي في غرب أفريقياء ص١١7-1١1).‏ وقد كان تيار ادّعاء المهديّة قويّا في بلاد 
السُّودان؛ لدرجة وضع بعض الأتباع رسائل وشهاداتٍ زعموها واردةٌ من شرفاء مكّة. تقر 
بالمهديّة لبعض القادة المسلمين أمثال الشَّيخْ المجاهد عمر بن سعيد تال. ينظر: .8.6 
7 نكم نامعن طأاسععاء تلآ طنز 000 طععط 180 سنادد]/ متتيج ]7/1 

)١(‏ جندكت: قبيلة تختص بالعناية بالخيل ورعايتها وعلّفهاء والمعنى الحرفي لجندكت: قُطَاع 
العقب: 

(؟) جم ول: قبيلة تحترف الحدادة» وصنع السّلاح والآلاتء وما إلى ذلك. 

(؟) عشائر من قبائل «نياماكالا»: وهم الرواة الشعبيُونَ والوسطاء بين الأفراد والمجموعات» 
والمعنيُون بكل ما يحيط بفنّ القول من إنشاد أشعار» ورواية قصصء وسرد سلاسل أنساب» 
وتواريخ زعماء؛ وسفارة بين الملوك. وترجمة» وتبليغ أخبار للعامّق وغيرها. 

(80) سريى : هي العشائر التي تحترف بناء البيوت. 


ىا 2 د أاأنكاث 
40 تاريخ الفئّاش 








يُكرء”2 والسّابعَة تند نيدت يتكُرّيب* والكاقنة تسب بِكُسَميرة والتّايعة تنسب 
ءءء 2 عه هع جات 2 و وت 
200 والعاشي تسق 0 واللخاورة عق تسق بكو 53 والثانيّة 


ونه قدق عر ©) 
فصر سين بار 


ْم قال أَسْكِيَ للشَّيْخْ المذكور: فما حال مّنِ اذّعى مِنْ هذه القبائل أَنَّهُ ابن حر 
أو خُرَّة؟ فقال الشَّيْحُ: أا من كيت أن أباء خر وأمة مين هذه الْمَتَائِلء كملكة لك 
سَائعٌّ» وأمًا مَنْ تَبَتَ أنَّ أمّهُ حُرَةُ وأبّاه منْ هذه المَبَائِلِء فإِنْ كان أقَامَ في دار أبيه 
وَعَمِلَ بِعَمَلِهِ؛ كَلَكَ أيضًا ملكّهُء وإِنْ كانَ خرج 

]١6ص[‎ 

من دَارٍ الأب إلى دار الأمٌ فَلَيْسَ لك مِلْكُُء لأنَّ هذه القبّائلَ لم يَرَل المُلُوكُ 
والسَّلاطِينُ منذُ زمَنِ مَلّكُيْ إلى شِي بار يحذَرُونَ النَّاسَ عنْ مُتْاكَحَتِهِمْ ؛ فواققٌ قَولُ 
الشَّيْحَ أقوال العُلَمَاءِ الذِينَ سَألهِم أسْكِيّ قبلَ ذمَابهِ إلى الحجٌّ» رَحِمّ الله الجويعَ. 


اا يرع هي فصيلٌ من المادينغ» يطلقون على أنفسهم (باماناء .(8212888 أما (5ةطتصة8) 
فهي إطلاق عليهم من لدّن غيرهم وفيه إشارة إلى الصّبغة الوثنيّة في الباماناء وتعني حرفي : 
الجاحد سيِّدَه؛ ويّقالُ إن سبب التسمية ناشئٌ عن كون هذه القبائل شاذة بين المادينغ المسلمة؛ 
بكفرها وبقائها في الوثنيّة» فقيل بَانْ-مانًا/ بامّناء أي: الذين كفروا بالله مولاهم. وقد قويت 
للبامانا مملكتان في أواسط القرن الثَّامن عشر الميلادي» هما: مملكة سيغو التي تأسّست 
حوالي (1740م): ومملكة كارتا (32518؟1) التي قامت عام (1705م). يقطن معظم البامانا 
حاليا في مناطق سيغو (الواقعة جنوبي جمهوريّة مالي الحاليّة على نهر النيجر)ء ولغة البامبارا 
هي اللغة المشتركة في جمهوريّة مالي الحاليّة. 

(1) سرك : من كُبريات قبائل صونغاي» وتحترف الملاحة وصيد السّمكء وصنع السفن» وهي قبيلة 
واسعة الانتشار على امتداد نهر النيجر. 

(*) تعني (كُرنكي) حرفيًا : سيّد الجلدء وهي القبيلة التي كانت تحترف الدباغة» وصنع التُروس 
والجراب والتّعال والحبال» وكلّ ما يتصل بصناعة الجلود. 

(5) أربي: من القبائل القديمة التي قطنت منطقة حوض النيجرء وتحترف في الغالب الفلاحة. 





الباب الأُوّل: أسشْكيًا الحاج مُحَمّد 





ثم بعد رُجوع السّلْطَانٍ العادِلٍ أسْكِيَ العا لني ونيد ام تقاض ايها 
على تحَذِيرِهِمْ عن مُناكَحَةٍ هذه القَبَائِل. فكُلُ من تكح فيهم امرأةً ِمّنْ ليس مِنْ أَهْلٍ 
مُورْ كُيْرَ قَوَلَدُهُ ملكي » فكُلُ امْرَأةٍ نَكَحَهًا رَجُلَّ منهم فوَلَّدَتْ فرك اميت ونون 
الحريّة فَلْمُخْرِجَهُ مِنْ دارٍ زَوْجهًا إلى دارٍ أبيهاء وإلاّ ' فإِنْ أقَام الوَلدُ بِدَارٍ الرّوج 
وعَمِلَ بِعَمّل الرَّوجٍ ف 1و2 - يلوي ودتايلة بانسالالشيع لديز 
عبد الكريم المغيلي عن أثرجولام القائل؛ فأخبَرَهُ كما أخبَّرَهُ الشَّيْخُ عبدٌ الرَّحْمَن 
السيوطي » وَاتققَ ]كوالههَا كملاية يَقَعٌ الحافِرٌ على الحَافِنٍ نُمّ أمرٌ الشّيْحُ مُحَمّد بن 
عبد الكريم أسْكِيَ الحاج مُحَمّد أنْ يَكيْبَ إلى الخليفَةٍ الذي يجيء بِعْدَهُ ويطلْب منه 
الدّعاء. وقال له أَسْكِيَ الحاج مُحَمّد: وهل تَبْلُمُ تِلْكَ البَرَاءهُ؟ فقال الَّيْحُ: أرجو 
أن تَبْلْعَ إن ضَاء الله؛ فَأمَرٌ رَ الكاتبٌ عليّ بن عبد الله أنْ يَكْتْبَ بَرَاءَةٌ ونضّها : 

«هذا كتابٌ أمير المُوْمِنِينَء قامِع المُبَارٍ والكافرين: أسْكِيَ الحاج مُحَمَّد بن 
أبي بكر إلى وارثه المسَدَّدِ والقاكى بامووة المؤيَّدِ بِالمُوْمِنِينَ» أحمد المنصورء 
مسلا التهر .من كر قنطتى». زإكرام انزو من الثر وأنهى» يتطبك وي على كاز 
مَنْ مك وإليكٌ بِرَوْح ورَيْحَان. فمُوجِبّهُ إليك أيّها الأ البَرُ الصَّالِحُ إعلامُكَ 
ةيانك اجر كلقا وقاهرٌ الأغدَاءء ومّادي السَّعَدَاء بِاتَّمَاقٍ العُلّماء. 
رفسل لسك انهه وافاقية يز لقِيَامَةٍ في كَرِيم زَمْرَتِكَ كما تَسْأَلْ الله 
تَعَالى العِضْمَّة مِنْ فِتّنِ الزَّمَانِء ونَرْجُو مِنَ الله سُبْحَائَهُ أنْ يَجْعَلَنَا وإَّاكَ في زُمْرَةٍ 
حَيْرٍ الوَرَّىء آمين». 

فدعا له الشَّيْحُ أن يُبَلَّعَ الله هذه البراءةً بِأيّمَا وَجْهِء فأمَّنَ الحاضِرُونَ على ذُعَائِهِ. 

قال الشّيْخُ محمود كَعْتِ : وليَعلَمَ كل من وثَّت على هذه 

]١١ص[‎ 


7 دن ع ولنقيه 
لوه تاريخ الفتّاش 


القِصّصٍ التي ذَكَرْنَاهَا أنّا لم نَفْصدُ بِذِكْرِهَا مُبَامَاةً ولا افتحَارًا. بل لما رَأيْنَاهُ 
وشَاهَدْنَاهُ منْ مُتَاكرَةٍ أهل الرَّمَانَ أحوالَ السَّلْطَانٍ مع اتَمَاقِ العُلَمَاءِ الأَعْيَانٍ على أنه 
مِنَ الخلفَاء الُبَلاءِ والأمرَاء الشجَبَاء فلم يَضُرَّهُ ذلك في دينه ولا في ذُنْياهُ بحمْدٍ الله 
تَعَالىء وكمًا لم يضر مَنْ يأتي بِعْدَهُ إِنْ شاء الله أقوالُ الحُسَّادٍ وإِبَايّةُ الجهّالٍ 
وسَعَايَةُ العُذّار والمُسَّاقِ. 








قال الفقيهُ محمودء ويعضّدٌ قولَ الإمامء يُوَافِفهُ ما رُوِيّ عنٍ الشيْخْ عبد 
الرَّحْمّن التعَالبِي»”'" مِنْ أَنَّهُ سَيَكُونُ آخرٌ الزَّمَاذٍ في أَرْضٍ التّكرُورٍ حَلِيِقَتَان 
أخْدمُمًا يَظْهَرُ في آخر القَرْنٍ التّاسِع» والآخَرٌ يظهّرُ في أوَّل القَرْنٍ الذَّالثِ عَشََ 
يُنْكُرُهما أهلُ عَضْرِمِمًا شد التذكير» ويَنْسِبُون أفْعَالَهُما إلى الظلْم والأبَاطيل» 


ير 


نْمَعْ اله لهمًا كل جَاجِلٍ جَحُووٍ وكلّ عالم حَسُودٍ يُسَوٌيَان في جميع الأوْصَافٍِ 
الحَمِيدَة ة إلا في العِلّمء يَفِيض الله في أُيْدِيِهِمْ الأمْوَالَ العَريضّة المحْرُوئّة يصرفانها 
فيما يُرْضِي الله. 

ولتَرْجِعْ إلى ما كُنّا بِصَدَدِهِ مِنْ ذِكْرِ مَنَاقبٍ الإمام العَادِلٍ والسُلْطَانِ الفاضل. 

لما مَلَّكَهُ الله جميعَ أْض شِي وتَمَكنَ في السَّلْطنَة عَرّمَ عَلَى الذَّمَاب إلى 
بيْت الله الحَرَام للج وزيارة قبر الذي يكل وتَهيا وحرَجَ في العام النّاني بعد يسع 
مائة: ”2 ومعة من العُلّماء الأعيان: الشَّيْحُ مُحمّد ثُلِء وألْمًا صَالِح جَوَّرَ وكَاعٌ 
زكريّاف ومُحَمّد يَنِنْكُ والقَّاضِي محمود يَنْدِبُع؛ والشَّيْحُ مُورٍمُحَمَّد مَوْكَارٌ 





)١(‏ الثعالبي: هو أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف (0/87!-0/ا/ه/ 1417/1-17486م): ولد 
بشرقي الجزائر الحالية؛ وتنقل في مناطق كثيرة في المشرق: في الشام والحجاز ومصر. من 
تلامذته الشيخ أحمد زروق» والإبام#نختت المحيلى بال أكتز من تسيو يؤلقا في التفسير 
والحديث, والفقه واللغة والتاريخ والأدب. 

)١(‏ يوافق أواخر العام الميلادي )١4947(‏ في شهر أكتوبر أو نوفمبر. 


الباب الأوّل: أشكيا الحاج مُحَمّد 6 





والمبتلى بِالتَّألِيفٍ أنا محمود كَعْتِء”'' ومِنْ أَمَرَاءِ النَرَاحِي ابنّهُ أسْكِيَ موسى» 
وهدٍ كُرْ كُيْ علي قُلَنٍ 0000-6 ومن العَبيدٍ الخدم ثمانماثة عَبْدِءِ وَرَئِيِسُهُمْ قَرَج 


5000 


وحَجٌ البَيْتَ في ذَلكٌ العّام» وتَصَدَّقَ على فُقَرَاء الحرّمَيْن بمائة ألف ديار 
ذّهبَاء وَاشْتَرَى بِمثْلِهًا جِنَانًا وبِيُونَا وحبّسَهًا على القُقَرَاء والعُلّمَاء والمسّاكين» م 
طَلَبٌ مِنْ أمير مَكّة مولاي العَبّاس أن يُعْطِيّهُ واحدًا من الشّرفاء إمّا أحَاهُ أو ابئَةُ؛ 
ليَتبرّكوا به» وهذا بعد ما أمَّرَهُ مولاي العَبّاس على أرض التّكرُور وبَيِّنَ أنَّهُ واحدٌ 
من الحُلقَاء الاثني عَشّرَ وقال له مولاي العَيّاس: 


[صى7١]‏ 
مُسَأَعظيكَ إِنّ شاء الله مَن هُوَ كأنَاء ولكن لآ يمكنٌ ذلك الآن. 
ثُمَ أمَرَ مولاي العَبّاس ابن أخِيهِ مولاي الصَّقْلِي أن ينزلَ إليه؛ قََرَلَ إليه» فنزل 


)١(‏ تقدّم في المقدمة التمهيدية لهذا الكتاب التشكيك في قائمة الفقهاء السبعة الذين قيل إنهم 
صحبوا أسكيا الحاج في رحلته الحجيّة. بالإضافة إلى ذلك؛» فإن هذا الموضع يكاد يتعارض مع 
الخبر الوارد (في ص١5)»‏ من اعتداء صن علي على بعض أولاد مور هوكارء ويدل السياق 
هناك على أنَّ «الأولاد؛ لا تعني الأولاد المباشرين» وإنما الأسباط» أي أولاد الأولاد» فإذا 
كان أسباط مور هوكار معاصرين لصن علي. فكيف يمكن أن يكون الفقيه مور هوكار نفسه 
معاصرًا لأسكيا الحاج محمد؟ 

(؟) هد كُر كُيْ (أو مك كُرَيْ كيْ)» وتعني بلغة صونغاي: أمير أو رئيس خدم القصر. (مُكْ- 
البيت» وكُرّيِ- الخدّم» وكُي- الرئيس)» والظاهر أنه كان من قبائل الفولاني. كما في نسبته 
بعلي قُلّن. وقد كان هذا الخادم خير معين لسيّده أسكياء وفيا له طول حياته؛ وله في ثنايا هذا 
الكتاب مواقف فريدة. هرب علي فُلَّنِ في آخر حياته إلى تندرم عند أخي أسكيا كورمينا فاري 
يحيى (عام4 87ه) بعد أن هدَّده 2 بن أسكيا محمد. وهرب مرّة أخرى إلى كانو إثر غارة 
موسى على تندرم» وعزم على الحجّ والمجاورة؛ لكنَّ المنيّة وافته يكانو. 


,7 عارك الفكاة 
اه تاريخ الفئّاش 
في العام الخامس وعشْرين بعد تسعُمائة.”'' وَوَاقَقَ قُدُومُهُ إلينا حال بِدَايّةِ التََلِيٍ 
وَوُصُول القَلّم إلى هنا. فقدَّمْنَا ذِكْرَ مَنَاقِبهِ على مَنَاقِبِ غيره. 

ومما بلغنا منها أنّهُ لما قرّبَ ودَنَا إلى تُنْبْكْتُ نحو يومء رأى الشَّيْحٌّ الإمامُ 
القَاضِي محمود بن عمر بن مُحَمَّد أقيت في مَنَابِهِ الى لِ في يَلْكَ اللَيْلّة وكانت 
ليلة الأحدٍ عَاشِر ذي الحبّة الحرام» وبَعِيرُهُ جاث؛ فَأقْبَلَ الشَيْحُ الإمامٌ إليه فَقَبَّلَ 


مَا بَيْنَ عَيْئَيْهه فَتَحَدَنَا في أشياءء» ثُمّ قال له النَِيُ بله: اعلّمْ يا محمود أنه يََدُمُ 


إليكُمْ ايوم حَفِيدِي في أثواب حُضْرٍ على ناقةٍ سَوْدَاءء في عَيْنهِ اليُسْرى قَرّْ وهو 
الَّذِي يُصَلَّي بِكُمْ هذا العيد» فإدًا أنَاكُمْ ؛ فَأنْزِنُوهُ بمؤضع يَقْرْبُ إلى الماء والمقَابرٍ 
وإلى المسجدٍ الجاع وإلى السّوقء كم تَبَحَ كُلبٌ؛ فَوَنّتَ بعيرُ التي ل للقيّام 
فَقَطعَ كلامَهُ ورك هي ماك نُمّ انتبه الشَّيّْحُ وتوضّأ وجَلّس قليلاً. فَانْمَلَقَ 
المَجْرُء وكان ذلك اليومٌ يومَ العيد؛ فَأْقْبَلَ إلى مَجنّى البَعيرِء فَوَجَدَ آثارَهُ في 
الأرض؛ كَدَوٌّرَ ذلك الموضِعٌ بهرّاوّته؛ ُمّ خرج إلى المسجدء كَلَما صلُّوا الفجرٌ 
وطلَعَتٍ الشَّمْسُء وخَرَجُوا إلى صَلاة العِيدٍ أمَرَ الشّيْخُ محمود المؤدُّنَ إبراهيم بن 
عبد الرّحْمّن بن السَّيُوطيء وألفا صالح بن مُحَمّدء وألْمًا مُحَمَّد بن المُدَان أن 
ينطوو له الطريقٌ» وهل يأتي أحدٌ من قِبَلِ المشْرِقٍ؛ قُنَطَرُوا قَلّمْ يَرَوَا شيئاء ثُمّ 
أْمَرَهُم ثانيًا وثالئّاء فقالوا لم نر شيئًا. فتَعَبَبَ وقال: الله أكبر! وجِلّسٌ قليلاً» ثُمّ 


(1) بين وفاة مولاي يعقوب كما يدّعي الخبر (عام٠45ه)»‏ وبين وصول الصقلي إلى تمبكتو خمسة 
وسبعون عامًا. فمتى كانت قصة إخبار والدهم لهم؟ وكم كانت سن الصقلي آنذاك؟ وكم كان 
عمره يوم وصل تمبكتو؟ فإذا افترضنا أن والده قد توفي وهو -أي الصقلي- في سن العاشرة 
فقط» فإنَّ سنّه يوم وصل تمبكتو كانت خمسا وثمانين عامّاء وليس من المألوف في مثل هذه 
السّن أن يقصد شخصٌ بلادًا نائية للسّكنى بها وإخلاف ذريّة بهاء ثُمّ إن بين طلب أسكيا وبين 
أمر مولاي الشريف ابن أخيه الصقلي بالسفر إلى تمبكتو ثلاث وعشرون سنة» وهذا لا يكاد 
يكون معقولاً. 


2 . 4. ىر د2ء 2 2 
الباب الأرّل: أشكيا الحاج مُحَمّد 0 
متت ست اناا نت .. 


قال لهِمْ: انظُرُوا فإِنّي طن أنَّ هذه الرويَا لا تكذِبُ؛ فاطّلَعُوا فوق الدُبى» ونوا 
إلى تعد :فقالوا : قد رأيْنَا شيئًا يُشبهُ طَيْرَاء فقال لهم: امْهِنُوا قَليلاً ثم انْظْروةُ؛ 
لي فإذا هو امرَّؤٌ لابِسٌ ثوبًا أخضر على ناقة سُوْدَاء؛ فقال لهم الشَّيْحُ هذه 

بُْيتّي ! ثم قصّ لهم ما رأى 

[ص18] 

في البَارحة. 

قَُنّا وصل إليهم الشّرِيكَ أحمد الصّقْلِي وجدُوة كما ها ونه جذة شرل 1 
َك فأكْرَمُوهُ وحمَلُوةهُ هُ على عُنِْهمْ إلى مرو يقال له بِسُوكِرْء وأَنْرَلُوهُ مُنالِكَء م 
َدْمُوْة إلى المضلى» صلق بهم العيد. 

ثُمّ لما رَجَعَّ الشَّيْخٌ منّ المصلّى» نظر الموضعَ الذي دَوٌّرَهُ بالهرَاوّة» وَوَجَدَهُ 
كما عَهِدَ من آثار جُنَةِ ة البَعِير ودَوّرَانٍ الهرّاوّة؛ فأْمَرٌ تلامِدَتَهُ بَائِهِ د وسّمَاهُ كُلْضْحُ. 5 

تَحَدَّهُ أهل تُنْيْكْتٌ عؤيةا متو فيه الي يكِِ في الأيّام لظام ويَدرَسُول فيه 
و صب 5 يخ بقَثْل جميع كلاب تُنْبُكُتٌ لهذه الدُؤيَاء واد أفية 
ُنْبَكْتٌ بأنْ يُرْسِلَ إلى الإمام العَادِلٍ والخليفَة الصَّالِح يُبَيّنُ لهُ مجيء مَظُلَبِه ؛ فَقَدِمَ 
الإمامٌ إليه مِنْ كَاعّ وأتاه بمائة ألف دينارٍ وحَمْسمائة خادم وماثة إبلٍ ضِيَافَةَ له كُمّ 


اع 


)١(‏ أي: موضع العلامة» بلغة صونغاي. 

(1) تعد المدائح التبِويّة جزءً! أساسًا في الحياة الرُوحيّة ببلاد الشودان» وكما نص عليه المؤلف» 
فإِنَّ المدائح كانت تنشد في الأفراح والأتراح؛ للتَبرّكْ بهاء ولدفع المضرّات» واشتُّهر عددٌ من 
العلماء بإنشاد المدائح التّبوية كالشيخ الفقيه محمد بن الفقيه سيدي بن العلامة سيدي أحمد بابا 
التمبكتي» وألفع طاغ بن ألفع علي بن الفقيه الإمام محد (ت547١١ه).‏ ويظهر خطر المدائح 
التّبويّة» ومكانة الحضرة النَّبِويّة في موضع آخر من هذا الكتاب في إهدار القاضي العاقب دم 
المؤدّن الَّذِي أخطأ فصححف كلمة (وَبْل) إلى (وَيْل) وصمًا للنّبي يكل ومنعته كبرياؤه من 
الاعتراف بخطثه؛ فكان في ذلك سبب قتله. ينظرء [ص75١].‏ 





تاريخ الفنَّاش 








ناوَلَهُ الشَّرِيكُ الحسني بَرَاءَةَ مولاي العَبّاس وفيها بعد كر أشْيّاء كانت بين مولاي 
العَّاس وبين الخليفة أسْكِيًا : «واعْلَمْ يا أخي أنَّ أهلَّ بيتنا ليس عَلَيْهُمْ شية منْ 
كُلَفٍِ السَّلْطْنَة» وقد أرسلتٌ إلِيكٌ ابنَ أخي هو كَتَفْسِيء فإِنْ كنت تَسْتَطِيعٌ أن تُسْقِط 
َلْكَ الكُلّف عنه وَعَنْ أهلِه؛ كَلَيْقِمْ عندَكَ» وإلاّ فائركه يَرْجع». 

فقال الإمامٌُ بعد قِرَاءَة البراءة: فقد يجعلا مااهؤ ضعت من.هذا لمن :هو 
دُونَكَء فكيف لا تَفْعَلهُ لَكَ؟ ثم أمرَ كاتبَهُ علي بن عبد الله أن يَكْتُبَ له وثيقةٌ في 
ذلك مُعْلِمًا كل واقفٍ عليه من الؤُلاة والقّضَاةٍ والسَّاداتٍِ أنْ لا يَتَعَرَضُوا لهء ولا 
لرَّمْطه الذينَ جاءوا معه ولأَرْوَاجِهمْ ودُرِيّاتَهِمْء في شيءٍ من أمُورٍ السَلْطَئَة ولو 
ضِيَافَة ولهم شَفَاعَةٌ في كلّ شيء إلا النَّمَسُ التي حرّمَ الله. وإِنْ كان ما شَفَعُوا فيه 
جِنَايَة؛ فَعَلَيّنا وعلى ُوَّابِنَا أَرْشّهَاء”" أو في مال فعلينا ضَمائُه؛ وكل مَنْ خالت 
هذا الأمرّ فلا يَلُومَنّ إلا نفْسَهُ. وقال للحاضرين حوله ليبلّعَ النَّاهدٌ منكم الكَّائبَ. 

ْم سأله الإمام عن نَسَبِِ الشّريف ؛ فأمر خادمًا كان حَوْله أن يأتي بِكِتَابٍ له فذهب 

]١9ص[‎ 

فأتى بالكتابء فَتََاوَلهُ منه فَفَتَحهُ فأخرج منه رُفْحَةَ كَدَفَمَها إلى الإمام» فَدَقَعَهًا 
الإمامُ إلى عليّ المذكورء ثَقَرَأْهَاء فإذا فيها : 

«أنا أحمد بن عبد الرّحْمّن بن إدريس بن أبي يعزي بن حسن بن إبراهيم بن عبد 
الله بن عيسى بن إبراهيم بن عبد الرّحْمّن عرف برَيْن العابدين بن الحسن بن علي بن 
أي طالب وأّه فاطمة بنت رَسُّول الله وكل» 20 


)١(‏ أزش: (ج : أروش) : دية الجراحات وما يُستردٌ من 5 ثمن المبيع إذا ظهر فيه عيب. 

(1) من الصّعب قبول هذه السّلسلة؛ لغرابتها. أمرٌ آخر أنَّ عدد الأفراد في هذه السّلسلة الشّجريّة 
لنسب الصّقلىٌ؛ يصعُب الأخذ به دون القول بسقوط أسماء من السّلسلة؛ لأنَّ عدد أحد عشر 
من الأجيال غير كاف لتغطية شريط زمنيٌ طوله ألف عام إلا خمسونء أي ما ب بين الصقلي وبين 
زين العابدين بن الحسن (4#5). 


الباب الأوّل: أشكيا الحاج مُحَمّد 





م سأله الإمام أيضًا عن حال عَلمِْهِ ورحْليِهِ من بك بَغْدَاذْ وكيفيّة حَالِهِ في 
الكريقٍ ووَّصُولِهِ إلى تُنْبْكْتٌ؛ فقال: اعلمْ أنَّ أمري عَجِيبٌ» وذلك أنّي كنت ذات 
يوم أنا وإخوّاني...”'' مولاي يعقوب بن موسى بن فضل بن مولاي الرٌشيد بن 
محم لك الحوني بن أن جعزي بح اكد رن عرس تركب بو ميد الاين اليل ين 
موسى بن عبّاس بن أحمد بن علي بن زين العَابِدِينَ مَوْلآَيَّ جِيدَانء ومَؤْلايَ أبو 
فارس» ومولاي إسماعيل جالسِينَ عِنْدَ أبينا الشََيْخْ عبد الرَّحْمَنَء وهو ينظرٌ إلى 
وُجُوهناء ثم قال لمولاي جِيدّان: إنَّالله يُرِسِلُكَ إلى مدينة مكّة أن تكونٌ إِمَامَها 
وحفّائدك مَُاكء ثم الْمَقَتَ إلى أبي فارس وقال له : يا أبا فارس! إِنَّ الله يُرْسِلُكَ 
إلى عديتة ركشن :و2 بويك عَلَهمٌ» وربّما تكُوثُ حمائدك سُلْطَانهمْ.. 

َم الْتََتَ إلى إسماعيل وقال له: يا إسماعيل إِنَّ لله يُعِيكَ العِلْمّ والحكمّة 
والدَّوْلَة والهيْبَة» ولكنّ مَسْكتّك مدينة فاسء» وتكُونٌ 

ع 

قاضيها وأْسْبَاطُكَ هُنَاكَ نم الْمَنّتَ إليّ مولاي أحمد - عُرف بالصّقل بنْعَال - 
ووّضعَ يدّه الكريمة على رأسي وبّكى بُكاءً شديدًا وخر مغشيّاء حتَّى ظنئًا أَنَهُ 
يموثُء فَلَمّا أفاق استَغْمَرَ ربّهُ؛ ثُمّ قال لي: ماكزلاي الحمذ ميتهيكك يخي جع 
وكَرْبٌ وتَقّعْ في شِدَِ ظُلمّاء حنّى تخاف على نفسِكَ منّ الهلاك: ؛ ثم يُنْجيك الله 
من ذلك» ألالاة شيا وني رض الشوكاتب ريعية ارجاقل] من أرعيم 
وينْقَسِمْ أبناؤك ثلاثة ثة أقسامء ويرجعٌ فِرْقَتَانَ إلى بَعْدَاذء وتبقى فرقةٌ بأرض 
السُودَانَء وربما تكوثُ حفائد الفِرْكتيْن أقوياء في يَعْدَاذ وحفائدٌ الفِرْقة البَاقية هم 
أوتادٌ أرض السُودَانَ» ويكثُرٌ فيهم الأوليّاء. وهذا الي ذكرتُ لكم قد ذكره لي لي 


)١(‏ هنا كلمة ساقطة. ويبدو أنها (الكبار). 





2 3 تاريخ الفئّاش 


جدّكُم ميّدُ المرسّلين وك في المتنام قبل أن روج أمُكم الكريمة آ لَلَ زُهُر باثتئ عَشّرَ 
عامّاء نُمّ بعد ذلك تُوفي الشَّيْحُ ويه في عام مُكمل ثمانماثة وخمسين في آخر ذي 
الحبَّة الحرام ليلةَ الاثنين بين المغرب والعشاء» ودفتَّاهُ ليلتئذٍ ورّاء مَسْجِدٍ بَعْدَاذ 





م تاكن 

وكات الام بعد مته كما ذكرة فتَوَجّه إخواني كلّهم إلى المواضع التي أشَارٌ 
لهمء وبقيتُ أنا بِبَعْدَاذ. َرَت منها ذات يوم أقصدُ طائنت؛ فأصابني العَطَنُ» 
ون اسمة إلى الاظريس التق وا اليل وعم اشنا وضَلِلْتُ عن الطّريِقٍ 
ح 1 يمنت يُقَنْتُ بالهلاك ؛ فأَوَيْتٌ إلى شجرة هتديّق: وقد بَلَغَنِي م مِنَ التّعب والعَطشٍ 
والجوع هم عظيمٌ» قبت هناك إلى أن أصبح الله بخير الصّباح. 

َلَمّا صلَّيتُ الصّبح المَّتّ إلى جانبي» 

1 

اذا برل +لطلع هن .ذم وني نمست إلقلو حريئن! فَتَمَضِتٌ قائمًا بِالتّعَوُدْ 
ركفي زليه انظ سال قَوَجَدنُهُ في حال الرَّمَقَء نُمّ نظرثٌ إلى بُعْدٍ؛ فإذا بس بِسَبْعَةٍ 
رجَالٍ يُسْرِعُونَ وبأيديهم المدافع. فَلَمّا قربوا إليّ قالوا: والله ما يُنْجِيك هذا اليوم 
3 ©ه ...ع 7 . ا 5 8 م 5 1 
شيءٌ. وقابلوا إليّ بالمدافع وضَرَيُومَا عليّ وأخطأوا كلّهم؛ فهربتٌ وتبِعّني منهُم 
ثلاثة حَتّى دَخَلْتٌ مديئة فاس» وقصدتٌ دار علىٌ بن نَانْ وجاء الثّلانْةٌ ووقفوا باب 
الدّاره وطلبُوا أن يخرجني عليّء فأبى وقال: والله ما نُخْرِخُ حفِيدٌَ رَسُول الله يك 
لتَقُلُوهُ ظلمًا. وطلب أن يُعْطِيَهُم الدّية» فأبَوا. وكان له ابن واحدٌ ذكر اسمه عبد الله 
فناداه: يا عبد الله. فجاء الابنٌ» فَلَمّا رأوا الابنَ قال لهم عليٌّ: هل هذا يمائلٌ 
طريدكم؟ قالوا: نعم. قال: خُدُوه وافعلُوا به ما شِبْكُم. واترُكُوا حفيد النَبِي يلق 


.6ّيَن١ اسم محلي لشجرة قيل تُدعى باللغة الفولانيّة‎ )١( 


الباب الأرّل: أشكيا الحاج مُحَمّد 9 5 


فقتُوه ساعتئل. وكرُوا راجعين: ثُمّ من الله تعالى على علي المذكور بِعَشْرِ بين في 
َلك السّنةء وسَبُوا كلّهم» وأنا عند عليٌّء ونكحُوا ووَلَدَ كل واحدٍ منهم عشر بنين» 
وشَّبُوا أيضًا وعليٌ حي وأنا عندّة. 

فركبَ عليٌ وأولادُهُ وحفائدهء فصارُوا مائةٌ وأحدّ عَشَرَّ فارسًا قاصدين إلى 
حجٌ بَيْت الله الْحَرَام» وأنا معهم. فَلَمّا حجَجنًا ورُرْنا وقَضَيْنًا مَاسِكٌ الحجّ قال 
علي المذكور: : يا أهلَ الحرّمَيينء إن لله تََاَكَ وتَعَالى أكرّمَِي بشيء لم يُكُرمْ أحدًا 
بمثلها في زمنناء نُمّ قصّ عَلَيِْمْ الِصّة الماضية» وانطلقٌ راجعًا مع أولادِهٍ 
وحَمَائِيف زيش وم عاتيريء لع از تولاي الئاس بان ألزل إلى ارصن 
التّكرُور» وأخبر بأنَّ هناك خليفةٌ من حُلَفَاء جدّنا رَسُول الله يل وأكون عِنْدَ 
وخرَّجْتٌ إلى مدينة يَعْدَاذ مُتهيّأء قَيِمْتُ فيها ذاتٌ ليلةٍ» وكانت ليلةً الجِمْعَة فرأيتٌ 


]١١؟ص[‎ 





ومعْهُ أبو بكر وعمر عند رأسي وقال: يا مولاي أحمد اخرّج إلى مدينة تُنْبكْتٌ 
وهو موضية تكزك روأنت اوتاة دنه 

فخرجتٌ في عَدِهِ من بَعْدَاذْ وإمامّها يَوْمَيِذٍ عبد الله بن يوسف وفَاضِيّهًا عبد 
الرّحْمّن بن عيسى» وجثتٌ طائف فَوَجَدتٌ عبد البر بن وهب إمامهَا ومالك بن عوفي 
قاضِيّهّاء ثم الت متها فؤوكوني بألف دنار : فجشتٌ عص ركَوَ'جَدْتٌُ محمودين 
سحنون إِمَامَهَاء وعبد العزيز قَاضِيّهاء * ع ازتلت مها تزافوتي وال جخار افجدك 
الإِسْكَنْدَريّة فوجدثُ مُحَمِّد بن يوشع إِمَامَهَا وعبد القادر بن سفيان قاضِيّهاء َّ 
ارْتَحَلت منها ورَوَّدُونِي بألف دينارء فجئتٌ مِضْرَاط وَوَجَدْتُ أحمد بن عبد الملك 
إمامَهًا وعليَ بن عبد الله قاضيهاء ثُمّ ارْتَحَلت منها ورََدُونِي بألف دينار» فجئتُ 
بنْعَازِي ووجدتٌ أبا بكر بن عمر اليماني إِمَامَّهَا وعمر بن إبراهيم قاضِيّهًا. 


3 ب تاريخ الفئّاث 
0 ريخ الفتّاش 


نُمّ ارتَحَلت فَرَوّدُونِي بألف دينارٍ فجئثٌ طرابلس وَوَجَدْتُ داوود بن ناخورا 


إمامها وغبد القتهّار بن الفيزان قاضيهاء ثُمٌّ ارْتَحَلتُ ورُوّدُونِي بألفٍ ذيتارٍ 
وحَمُسمائة دينار» فجئتٌ عَدَامِسَ ووجَدْتُ ابن عباس بن عبد الحميد إمامّهًا 








0 
3 


وأحمد الغدامسي بن عثمان قاضِيّهَاء ثم ارْتَحَلتُ فرَوّدُونِي بألف وسبعماثة دينارء 
فجئتٌ فرجان فوجدتُ مُحَمَّد الهادي بن يعقوب إمامها وموسى بن سَنُوسِي 
قاضيهاء دُمَّ ارْتَحَلتُ وزَرّدُونِي بألف دينار» فجئتُ تونس فوجدتٌ يحيى بن عبد 
الرّؤوف إِمَامَهَا ونوح القرشي 

[ص”"7] 

قاضيهاء نُمَّ ارْتَحَلتٌ فرَوّدُونِي بألفٍ وثلاثماثة دِينَارِء فَجئتٌ سُوسّة وَوَجَدْتُ 
عبد الحقٌّ بن الحر إمامهاء وعبد الكريم بن عبد الحفيظ قاضِيّهَاء ثُمّ ارْتَحَلت 
وزَوَّدُونِي بألفٍ ومائة دينار» فجئتُ فاس ووجدتُ مُحَمِّد بن سنوسي إِمَامَهًا 


ا 5 55 زلف 
والقاضي عياض بن موسى قاضيها.”' 





0 


)١(‏ القاضي عياض : هو أبو الفضل العلامة المحدّثء والفقيه المؤرخ المُرَّاكُشي (414-4157هه/ 
48 م). ومن أشهر كتبه المتداولة في بلاد السودان» كتابه: «الشفا في معرفة حقوق 
المصطفى» ويأتي من حيث الأهميّة بعد القرآن الكريم» وصحيح البخاريء وكان يُقرأ بنصه في 
مساجد تمبكتو وجيني وغاؤء وغيرها من المحاضر العلمية ببلاد السُّودان الغربي» ويُتبرك 
بقراءتها. وبعدء فإنَّ هذا الخبر عن سفر الصقليٌ» من الواضح أنه خبرٌ أقحم على الكتاب وعلى 
حياة الصّقلي؛ لإضفاء صبغة عجائبيّة على القصّةء فكثيرٌ من الأسماء المذكورة» وإن لم يتأت 
لنا الجزم بعدم وجودها تاريحاء فإنَّ القاضي عياض المذكور - كما هو واضحٌ في تاريخ وفاته 
- قد عاش من الربع الأخير من القرن الخامس إلى منتصف القرن السّادس تقريبّاء وقد تقدّم في 
[ص18] أنَّ الصقلي قدم إلى تمبكتو عام (970ه/ 1919م)» وبهذه الفجوة الزّمنية الواسعة بين 
الصّقليٌ وبين القاضي عياض يظهر عدم صحََّة تفاصيل هذه الرّحلة العجيبة المنسوبة إلى 
الققل: 


الباب الأُوّل: أسْكيًا الحاج مُحَمّد 





ّم ارَْحَلتُ فرَوُونِي بألف ومائتئ ديئَازء فَحِئْتُ مكناسة ووجدثُ مُحَمّد بن 
يعقوب إمامها والقّاضِي ابن عبد العزيز قاضيهاء ثم م الت ورْوكُوني بألف دينارء 
فجفتٌ تَندُوق فَوجدْتٌ قصي بْن سليمان إمامَهًا والاهر البَكاي قاضيهاء ثم 
ارْتَحَلتُ ورَوَّدُوَنِي بألف دينار» فجت يَرْوَنَ فوجدْتٌ علي بن حميد إمامها وعبد 
الومّابٍ بن عبد الله قاضيهاء ثُمَّ ارْتَحَلتُ ورَوَدُونِي بألف وحَمُسمائة دينار» 


عمورة ور 


وقصدث تنبكت. 

فأقام الشّرِيف الحسني أحمد الصّقْلِي بتنبْكَتُ» ونكحَ هناك امرأةً أعرابيّة من 
أهل تافلالت اسمها زينب» فولدَتُ له مُرَاوِر ومحمّد وسليمان ورقيّة وزينب» 8 
إِنَّ الإمام أسْكِيًا الحاج مُحَمّد - أطال الله حيائُ وأسكتنًا وإيّاهُ جََتَهْ- لما لم يجد 
صبرًا على مُفَارَقَيِهِ قدِمَ إليه بنفسهء فَأَرْعَيجَهُ إلى كاغ» فَأنْرَلَهُ في دائرَةٍ بَيْتهه وأضَاقَهُ 
بألفٍ وسبعمائة زنجيّ» منهم بلد كِوَيْ (بكافٍ ووَاوٍ ممالتَين فياء مسكوتة)» وزنجيٌ 
ُْنُ (بكاف مَضْمُومَةٍ ضمة إِشْمَامٍ فياء مسكونة ونون مَضْمُومة) اسم بد بين بحُت 
ودَنْوِ” ون كرَيْ كان بين البحرَيْنٍ من ناحية بَمْبِء و م وزنجيٌ 
كَرْبَا وكان أبوهم وَعْكُرّيْ الأصل ولذلك يُقالُ لهم تُنْكَرَ وزنجي أَنْكُنْدُ (بهمزة 
مَضْمُومة قَنُونِ مدغمة وكافٍ مَضْمُومة إشمامًا ونون ساكئة ودال مَضْمُومة)» وزنجيّ 
كَكُنْكُ هي عَرِيشَةٌ في أرض مَاسَِة» وزنجيّ جَزِيرٌة برِ كُنْكُ (بباء وراء ممالتين 
فكاَيْن مَضْمُومتين إشمامًا بَْنَهُما نون 

ل 


مَمْكُوئّة مُدْعَمّة» وزنجيئ جزيرة طَيْطوَّن (بطاء ممالة فياء ساكئّة وطاء مَفْتُوحة 





)١(‏ دِند: يعني بالصونغاي (الجنوب)» أو مجرى النّهرء وتوجد الآن بشمالي جمهورية بنين منطقة 
باسم دنْديء وهي المنطقة التي كانت تمثل جنوبي إمبراطورية صونغاي. 


02 تاريخ الفيّاشُ 


عقف 2 > 1 5 34 001 الا م ل 6 
وواو مُفتوحة ونون ساكنة)» وزنجيّ جزيرة كنككر (بكافين أيضًا بَيْنْهُما نون 
كالمتقدّمّة فكافي مَصْمُومة ممالة وراءٍ مَكْسّورة ممالة). 








تذييلٌ: قال القّاضِي محمود كَعْتِ: وفي سابع قُدُوم الشَّرِيف الحسني أحمد 
الصَّمْلِي- عرف بالصَّمْل بنعال - وذلك يوم الاثنين» ”2 جاء إليه الأميرُ العادلٌ 
أسْكِيَ للمُؤانّسَة والمُفَاكَهَة» وجلسا لذلك إلى أن ارْتَمَعَتِ الشَّمْسٌء فقال الأمير 
للشَّرِيفِ: يا سيّدي هل يمكنُ للإنسان أن يرى الجان ويكلّمَهُ بغير دول حَلْوَةٍ 
بالذكر والصّلاة ونحؤ ذللق؟ فقال له الشَّرِيكُ: يمكن ذلك ولو تخَلَّينا الآن لأَرَيْتُ 
ذلك. 


فأمرٌ الأمير الحاضرين بأن يَذْحَبُوا؛ فذهبوا كلّهم. وبقي الأميرٌ والشَّرِيكُ 
جالسَيّن مدّة طويلة. قال الأميرٌ: فرأيتٌ كأنما الأرهر كلينا مارت مات وَكَأن 
لنْجوم تخرجٌ مِنْ ذلك الماء فتضعَدُ إلى السّماء» وكأنً لطبو رَ تأتي حولي كَتَذْبَحُ 
الفسهاء + ثم آي شيكة رجالإيحما رن رسيا أخضّرٌ حنَّى وَضَعُوهَا بيننا قَجَلَسْنا 
قليلاً» فإذا برجَالٍ كثيرين في أَيِْي بعضهم الكُتْب وفي أيدي بِعضِهمْ الألواح 
وبينهم شيحٌ مُتَوَكَنَا على هِرَاوَةِء لم أذْرٍ من حيثٌ أتَؤاء فجلسُوا مُحَدَقِينَ بناء وتقدَّمٌ 
الشّيْخُ إلى الكُرْسِيّ فجلس عليه. 

قال لي القريك: هذا كير علامقة الشيع ملمهروش: وعو من أولاد ميمون 
حجّ مع شيخه عشر حَبة. فقلثٌ بعدّمًا سلَّم علينا: ما اسمه؟ فقال: دمير بن 
يعقوب. فتسَّيْينا تَحِيّة متَعَارِفَيْنِ ثم قال لي الشّريف: كل ما كنت تريدٌُ أن تسأل 
آل يخ شَمْهَرُوش عنه لو كنت رأْتَهُ فاسأل هذا عن ذلك فَإِهُ عَم جَميعَ عم 


)١(‏ ذكر في [ص7١]‏ أن وصول الشريف الصقلي إلى تمبكتو كان يوم العيدء وهو إِمّا يوم الأحد أو 
يوم الاثنين» وعلى كل حالٍ» فإنَّ اليوم السابع لقدومه لا يوافق يوم الاثنين. 





الباب الأُوّل: أشكيا الحاج مُحَمّد 





اوور تفلت إني أحبُ أن أعرف أصل سُعّْ وأصل وَعْكُريْ؛ فقال 
دمير بن يعقوب: يا أمير المُوْمِنِينَ وخليفة المسلمين» إِنِي سمعتٌ من شَيْحِي 
شَمْهَرُوش (رضِي الله عَنهُ وأرْضَاة) أنَّ جَدّ سكي وجدّ وَعْكُريْ وعد اننا 
إخوانًا 

]١ 5١ [ص‎ 

شقائق. وأبُوهم كان مَلِكَا مِنْ مُلُوك اليّمَن اسمه تَرَاَ بن هارون. فَلَما مات 
أبوهم تَوَلّى على المملكة أخوه يَسْرِف بن هارون؛ فضيّق على أبناء أخيه أشدّ 
لتّضييقء فتَهَاجَر الأبنَاءُ مِن اليمَنِ إلى ساحل البَخْر المحيطء ومعهُمْ زَوْجَاتُهُم. 
ووجدوا مُنالِكَ عفريئًا من الجِنٌ» فسأَلُوهُ عن اسمه. فقال: رَوْرَ بن سَارَ فقالوا: 
وما جاء بك في هذا المكان؟ فقال تُكُ. قالوا وما اسمٌ هذا المحل؟ فقال: لا 
أعلم. فقالوا: يحنٌ لهذا المكان أن يُقَالُ له تكرور. وقالوا: وما خِفْتَ منه؟ فقال: 
سليمان بن داوود. وكان عفريت تارَةٌ يطيرٌ في الهوى» وْتَارَةٌ يَسْنِعَدَ إلى الجبالء 
وتارَةٌ يَْمُرْ في الماءء وتارَةٌ يخرِقٌ الأرض ويدْخُلُ فيه. 

وكان اسم كُبير الرّجال المذكورين وَعْكُرّيْ بن بَرَاسنَ» واسمٌ زوجته آمنة بنت 
بَحْتِء وهو جد قبيلة وَعْكُرّيْء (بواو مَمْتُوحة وعين ساكئّة وكاف وراءِ مضمُومّة 
ممالتين فياء ساكنة)؛ واسم ثاني الرّجَال سُعْيْ بن بَرَاسسَه واسمٌ زوجَتِهِ سارة بنت 





)١(‏ سيأتي [في ص15] أن الشّيخين: لْهَا صَالِح جَوَرَ وألفا محمد ثُل قد لقيا شمهروس بالصّحراء 
بطريق الحج مع أسكيا الحاج محمدء وأن شمهروس قد تنبّأ بموته هو في فترة وجيرة بعد 
اكتمال القرن التَّاسع الهجريء وإذا كان وصول الشّرِيف الصقلي إلى تمبكتو في العام 
(0اوه)ء ففي ذلك إشارةٌ ضمئيّة إلى أنَّ القصّة الحالية مع تلميذ شمهروس قد وقعت بعد موته 
بعدّة سنوات. هذا جريًا مع ظاهر القصةء وإلاّ فالرواية في حقيقتها من الأساطير. 


61 تاريخ الفَّامْ 
له ربخ الفا 


وهبء وهو جد قبيلة سُعْيْ» (بسين وغين مَضْمُومَتَيْن ممَالَتَيْن َعْدَهُْمَا ياءٌ 

ساكنة).”'" وثالث الرّجَالٍ اسمه وَنْكَرَّهِ وهو أَصَعَرُّهُمء وليس له زَّوْجَة» وإنما كان 

لهم أَمَتَان : اسم أحدهما فكرىق واسم الأخرى صر فاتَّحَلٌ ل ساق سَرِيَةٌ 

لهء وكان جدَّ قبيلة وَنْكرَ (بواو مَفْتُوحة ونونٍ مدغمة وكاف مَفْتُوحة قَرَاءِ مَفْتُوحة). 

وكان لهم عبدٌ يُسَمّى بِمِيْنَكَ فرّوجُوه بأَمَتِهم كُسُرَى وهو جد قبيلة مِيْنَكَ (بميم 

مكسورة محال كناء ملقمة ١‏ 
[ص"١]‏ 


ونون مدغمة وكاف مَمْتُوحة). وإلى آبائهم نُسِبُوا. 


)١(‏ قبائل سُعي : تُطلق صونغاي على مجموعات إثنيّ منحدرة من أصول مختلفة» قاطنة على ضفاف 
نهر النيجر في الجزء الجنوبيّ منه. وهو اسم لم تصرّح المصادر التَّارِيِخِيّة عن معنى محدّد 
له.(124م ,وع 03585[ عتدصهاذ] نلاع]8 ع1 ,ل صتتصسل8 01111010) فهل هو اسم 
لمؤسّس الدّولة كما هو الرّعم هنا؟ أم أنَّهِ اسم لمدينة قديمة؛ أم غير ذلك؟ ما معناه بالتّحديد؟ 
وقد زاد في غموض معنى هذه الكلمة تأجُر ظهورها في المصادر التَّارِيخيَّة؛ إذلم تظهر في 
المصادر العربية إلا في القرن الخامس عشرّ تقريبًا. ولئن استسلم المؤرّخ جونْ هونْويكُ رائد 
تاريخ صونغايْ الوسيط لهذا الغموضء وصرّح بأنَّ المدلول الحقيقيّ لهذه الكلمة غير معروف» 
فإنَّ الباحث ديرك لانج (©28قآ 16:16): قد ذهب إلى أنّها اسمٌ أطلق على الطّبقة الحاكمة 
في المملكة» وأنَّ لهذا الاسم مدلولاً قديمًا عميقًا في اللّغات الإفريقيٌة. فكلمة «سُمّي/ 
1 عنده هي عين ازَاعَيْ/ 28812زئ[»» تجتمعان في الأصل الاشتقاقيّ «زاغ/ 
طعدتح' .(254م ممعتكلكة أوء'11 1ه كمدرملع سكا امعاعمة ,عقصمآ عاعتط) 
هذاء وقد ورد استعماله هنا في هذا الكتاب. وعند السعدي للإشارة إلى الشّعب أو إلى الأسرة 
الحاكمة آنذاك. تتكوّن قبائل صونغاي من ثلاث مجموعات مهنيّة كبرى» هي : (أ) الفلاحون 
«دُو» (100): وهم «سادة البرّ» و(ب) الصّيادون «عُو؛ (6018) وهم الذين يزاولوا صيد 
الحيوانات البريّة بالتّبال والشّباك» والخروج في مواسم الصَّيف في مجموعات منتظمة للصّيدء 
و(ج) صيادو البحر «سُورْكو» (50110) وهم الذين ارتبطت حياثهم ونشاظهم بصيد البحر 
والملاحة على نهر النيجر. 


ا 00 سام 

الباب الأوّل: أشكيا الحاج مُحَمّد 619 
ثُمّ تفرّقُوا في الأرض» وكان كبيرْهُمْ وَعْكْريْ سُلْطَانهِم. وسمُوه كُيَمَعَ» ومعنى 

ذلك في كلامِهِمْ طالَ الإرثُء يريدون بذلك : أطال الله ورَائَيَنا الملك.”'' وقيل غير 

ذلك. هكذا ذكره الشَّيْخْ شَمْهَرُوش. 
فقال له الإمام: فجزاك الله أَحْسَنَ جَرَائِه ٠‏ فهل أخبرك الشّيْخُ بخبر عوج الَّذِي 

يقول النَّاس إِنَّهُ أكبر أهل الدُنْيا؟ فقال: نعم قد ذكر لي الشَّيْحُ من أخبّاره ما لا 

يمكنٌ أن أَذْكُرَهُ كلّهُ لك الآن» ولكن سَأْذْكُرٌ لَك شيئًا متها إِنّ شَاءَ الله. سمع مته 

طينه أن عوج بن تناك كان رجلا جَبرَاء وكان أكبرَ أل الدنْا في وَمَهِ وأظولهن. 

وكان لا يسْبَعٌ وكان صحرائياء 29 لا يُخَالط النّامنَ إلا أحيانًا. وكان يصطادٌ 

الؤحُوش والحيتان» وَيأحُذُ بَْضٌ الظيُورٍ في طيرانهاء ولا يحرثٌ ولا يكيب شيئًا 
إلأالغيده روإذا عت حَصَادُ مَرَارِعِ النّاس سَبَقَهُمْ عليها فأكَلّهَا واستَأصَلّهاء فإذا 
جاء القَْمٌ لِيَظرُدُوه؛ طَرَدَمُمْء وأخدّ بعضَهُم ورمى به بعضًا فيموثُ المرمئٌ بده 

حت خاف انان منه وتركوه. 
قَلَما اشتدّ عَلَيْهِمْ الصَّرّر احتالُوه قَطْرَحُوا من أنفسهم على كُلّ بيتٍ ثوبّاء 

فجمعوا يَلْكَ الأثواب فأغطوه لعوج دَيْنَا إلى شَهْرَيْنَ. ولما جاء وقتٌّ الحصّادٍ 

جَعَل”" على عادته لِيأكل المزارع» فرآه الصَّبْيّانَ فقالوا: هذا مدياننا! هذا مدياننا! 

اقْضِ لنا دَيْنا؛ ففرٌ عنهم وترك لهم مزارِعَهُم. 

لط كا دك اد رجا عرو روي در 1 ل 

)١(‏ ذكر ابن المختار (في ص١‏ 4)؛ أن معنى «كَيّمغْ؛: ملك الذَّهبء وهو أقرب إلى الصّحة من هذا 
المعنى المذكور هنا. ينظر هامش الصفحة المذكورة. 

(1) صحرائيًا: حكم همزة الاسم الممدود في النسب أن تقلب واو؛ فيقال (صحراوي)؛ لأن 
الألف فيها للتأنيث. لكن ابن المختار أثبت الهمزة خلانًا للقاعدة. فلو كانت الهمزة لغير 
التأنيث كأن تكون أصليّة أو مبدلة من أصل؛ لثبتت الهمزة؛ مثل: ثُرّائي» وكسائي. 

() الظاهر أنه : جاء. وفي مواضع عدَّة في هذا الكتاب استخداماتٌ خاصّة لهذا الفعل في سياقات 
تبدو بعيدةٌ عنهاء مثل (جعل بمعنى : أرسلَّ [ص45]. 


و5 تاريخ الفئّاش 


لما قرب وت الطلوقاناقالة التبي عليه السلام): وص اوح 4 
أْصْنَعٌ منه قُلْكا ؛ ؛ لأشْبعَكَ؛ فذهب عوج لذلك واحتطبٌ عيدانًا كثيرة. 5 كَلَمّا رآهُ أهل 
القرية خافوا أن يمْلِكَهُم يَلْكَ العيدانٌ إِنْ وَصَلَ بها وَطَرَّحَها؛ فخرج بعضّهّم إليه 
وَلَقِيَهُ وقال له: يا عوج إلى أين تقصدُ بهذه العيدان؟ فقال: التَّبِيُ نوح (عليه 
السلام) أمرني أن أَحْتَطبَ له لكي يُشْبعَني. فقال: ألذلك جَمَعْتَ هذه؟ فقال عوج: 
نعم. قال: أما تَعْلَّمْ 

]١7,ص[‎ 

أن نوحًا يغرّك. بل لا يملك ما يُشْبعُكَ به؛ ُطرح عوج يِلْكَ العيدان كلَّها إلا 
غودًا واحذا ادخذة لعصاه. فجاء إلى التي نوح (عليه السَّلآَمٌ) فقال: اعطني ما في 
يَدِكَ. فقال عوج : هذا عَصَايّ. فقال النَّيُ نوح: خذ شِقَّ خبز؛ فَاخْتَفَرَهُ وطرّحه في 
فيهء ولم يمكن أن يَضُمَّ عليه فاة» نُمّ أخرجه وجعل يِأْكُله قليلاً قليلاً حبّى شبع» 
رحسو وسوايي اب الما جاه ؛ اليو 





َلَّما نزل الطُوفان وكاد الماءٌ أن يُغْرِقَ عوج؛ صعد على بعض الجبال وجلس» 
وكانت الحيتانٌ تأتي إليه فيأحُدُمَا ويَشْويها ِعَيّْن الشَّمْسء ثُمَّ يأكُلُّها هكذا إلى أن 
شَبِع» وراودَ الماءٌ أن يغرقه فقام» ثم ارتَمَعَ الماء إلى صَدْرِهء ولم يِجَاورْ صدرَهٌ 
إلى أن غاض. 

وكان لا ينام إلا بعد سنةء فأخذثةُ السّنةٌ في بعض الصٌّحارَى» ووَجَدَهُ بعضٌ 
إماء النبي نوح (عليه السلام) نائمّاء ومرَّرْنَ نحو رِجْلَيْه إلى طلب السظيه - 
رَجَْنَ وَجَذْنَهُ قد اختَلَمَ وسالّ احتلامّه كالسّيل. فظنئّهُ ماة» فِحُضْئهء فَحَمَلنَ كلّهُنّ 
من ماء احتلام عوج وكُنَّ خمس إماء: أكبرهنٌَ ماسي بنت سِرِء والَانِيَة وهي تلي 
ماسي في السّن اسمها سُورٌ بنت سِرٍ» وتليها في السّنّ كاتوء وتليها جَارء وتليها 


4 5 0 
لباب الأوّل: أشكيا الحاج مُحَمّد 012 


بط وكلنٌ بنات سر. قم ود ولدث كل امرأقتوأمين رمجلا وأثتى. فولددك 
ماسي بك ميدن وولدث سُور بوبو وسري. وولدت كاتو تُمْبُو وحُوبُ» 
وولدت جار كنك وسارّء وولدث سَبَط سُرْكُ ونار. 

ْم كير الأولاد أن لهم نوح (عليه السلام) أن يرتحلوا مع أتهاتهم فينزلوا 
في ناحية البخر ويضّْطَادُوا حيتانًا يعيشُوا بأنفسهم» » ويأتوا له بشيءٍ من ذلك 
الحيتان» ففعلوا ذلك إلى أن بلُوا 

]١8ص[‎ 

التُكاح ؛ لكادمه عمو ا لوسر ع اي 
ممالتين ونون مدغمة بعدها كاف ممالة)» تَرَدّجَّ بوبو مَيْبدُنْء وكان أبا قبيلة بو 
(بباء مُوَحََدَة ممالة فواو ممالة وباء وواوٍ أيضًا كذلك). ٠‏ وتَرّوّج كُرذْكيْ حوبُ» وكان 
أبا قبيلة كُرَنْكُئ. ا 21 
ممالتين بَينَهُما راءٌ ساكنة)؛ وتَرّوّجٍ سُرْكُ سَانَ وكان أبا قبيلة سُرْكُ (بسينٍ وكافٍ 
مَضْمُومَتِين ممالتين بَيْنِهُما راءٌ ساكنة). 

وق انييلك الملة بون منٍ النبي نوح (عليه السّلام)» كَلَمَا توفي النَّيُ نوح (عليه 
السلام) تفرّقوا وث شمّتوا فرارًا من الرّقية. . فأما تمبو ويُوبُو قَصَدَا مع أبنائهما الصّحارى. 
وأمّا جكِدْكِ وكُرُنْكُيْ وسُرْكُ فدخلوا | في البحر إلى بعض جزائره. ثُمّ تناسلوا 
وتكاثووا وكائوا الك إلى انه طلع لوح الارق» جأكرد كته يعطق خلر ادير 
ماكز تارمل توك يإعاني يكلا سيرك لجالا 2 ليق سل 
أخوه حِكِدْكِ جكذْكِ وكرنْكن : يا سُرْكٌ قل لرُسُل الملك: : ليس فينا مملوكٌ لنوح إلا أنتَ 
دأدلاك» فا قلت ذلك نج نحنء قم نطلب ما يكم به فامتل لها 
فأخدً رُسلْ الملك سُرْكُ وأولاة إلا قليلاً منهم | اختفوا وبقوا مع جكنكِ وكرذكئ. كم 
تشَنُوا شَذَرَ مَدَرَ إلى أن بلعُوا أرضَكُم هذه. . هكذا سمعثُ من الشَّبْخ (زيلهه). 


ل عت الفكاثة 
2 اريخ الفا 
ابيب بيب ب ب بيب | وت 


فقال له الأمير أسْكِيًا أَجَدْتَء فجزاك الله خيرٌ جزائه. فهل عندك شيءٌ من حَبّر 
البربر؟ فقال: أجَل» سمعتٌ من شيخي شَمْهُرُوشُ (رضوان الله عليه) أن مَلِكَا من 
ملوك 

[ص؟؟] 

فارس اسمه قَرْظُومَ بن دَارِم كان له على بعض عُمّاله غَرَامَةّ» وذلك في كل سنة 
حَمُسمائة جاريةٍ غير مُفْتَضّة. فأرسل في بعض السّنين رسولّهُ سلمان بن عاصف إلى 
أخذ يَلْكَ الغرامة» فأخذها وجاء بالإماء الجواري إلى أن قرّبَ من مدينة الملك 
بنحو عَشْرَّة أيّامء وبآث بهن في موضع يُقال له كُرسَاء كلا اصبح وَجَنَعَنٌ كلّوُن 
متاكء :شحاف سلسان من ذلك على :ننسه: فوسل إلى الملك رك لدنها قدو 
الله. فأمر الملك بأن يَبْرْكَهُنَّ هُنالِكَ إلى أن يَلِدْنَ؛ ففعل. فَلَمّا ولذن؛ وَلَدْنَ غلمانًا 
كالجنٌ طبيعةً إلا أنَّ صُوَرَهُم صُوّر بني آدمء فَقَطعَ الملك على عَدَّدٍ رجَالهم أفراسًا 
لهم يَمْرُونَ عليها ويَغِيرُونَ ويأحُدُون له الأموال. كَلَمّا مات ذلك الملكُ هربوا إلى 
أرض المغربء ودَحَلُوا تحت رعيّة َيَمَعَ بحيى بن مارِمنْ. وهذا أصَلّهُمْ على ما 
ذكر لي شيخي وسيّدي شَمْهَرُوش طقه. 

وقد ذكر القَاضِي محمود كَعْتِ أصل مُلُوك سُّنْعْ هو امرأتان من أسباط جابر 
بن عبد الله الأنصاريّ خرجنًا من المدينة يومًا إلى جتانهما وأصابهما العطشنٌ. وكان 
لإحداهما أي أكبرهما ابن صغيرٌ مُرَاهِقٌء وذهب يطلب الماء لهماء وَوَجد الماءً 
وجاء به في ذلك البِّسْتَانَء وكان أوَّل من لقِيبْهُ خالته» وطلبتٌ عليه أن يَسْقِيّهاء 
وأبى عليها إلا بعد أن يُّشْرِب أَمَّهُ. ومرّ عليها حنّى وصَلَ إلى أمّهء وسألته أمّه 
فقالت له: هل أَسْقَيتَ خالتَكَ فلانة يعني شقيقتها؟ وقال لا. وغضبتٌ عليه 

]* ٠١ [ص‎ 


وطَرَدَنْه مع ذلك الماء» وغض غضِبَ هو وطَرَحَ نَفْسّه في | د لصَّحْرَاء» ولم يَعْرَفْ له حَبّر. 


الباب الأرّل: أشكيا الحاج مُحَمّد 2 3 


وطَرَّحَتُ خالته نفِسَهًا بعده فى في الصَّحْراء لأجل أمّه التي طردته بسببها. وَاقْتَعَت 
آثار ابن أخنهاء وضلّت عن التريق حتّى وقعث في يد التُصارى, وأخذوهنا 
مكَنتْ مع أحد حدّاد الُصارى وولدث لذلك النُضرَانَِ با في الّنى ثم تحترها 
بعد ذلك وَوَلِدَتَ له ابتاء ثم كيرت اليدش العولودة في الزنَى حتّى روجا أجحة 
حذاد الُصارى أيضاء فَوَلدَت له ابناء فكبرا هذان الابنان» وحدّئث لهما أثهُما 
حالها وسَبَّبَ خُرُوجها من المدينة وطَلبّها ابن أشبهاء وانتربا امتؤتاني غلب 
أخيهما حبَّى سمعا خبرٌه فى في السُودَانء فوجدّاه في كاع ٠7‏ ' فوجدوا أنَّ أهل كَاحٌ 
ليس لهم سُْطد إل الحوث الكبير يخرج لهم في وقت الأضحية”" و, لم 
إلى وَقْتٍ الرّوَال ثُمّ يرجِعُونَ إلى بِيُوتِهم. 

َلَمّا وصلا إلى أخيهما قال له أخوه ابن خالته : عمل لك 800( يمينا 
الحوت فتكون ملكا على هؤولاء القوم» ؟ فعمل له دَمَّ وقتله به.9” ' وكان عَلَيْهِمْ مَلِكًا 
مَهِيبًا مُطاعًاء ٠‏ وعمل ابن أختهما له دُفّاء وكان يضربه. . هو جدٌ من كان دَعْ اسم 
قبيلة 


3ص١”]‏ 
سَعْئ. وكان الآخر أصل كل حدَّادٍ من حفائد جَمْ كديا ©) 


الل مف الروة دلت أبنادة فلم وي اعت ومحري ونح مه لدان إيتيا: 
والثالث حفيدها. فالأول وهو المفقود. هو خال للثالث وليس أخا له كما تقول هذه الوواية. 

(1) يريد وقت الضُحى. 

0 دَم: أي تعويذة سحريّة؛ بلغة صونغاي. 

في عله الت ممحاحي. عورم تبجين الأضو الاك سرادت رب لزي + حي الغا أ 
الخالة مقدّم على حقٌّ الوالدين؛ والمرء يرث أخوالهء وقد يخذله أيّواه. ولكن هيهات أن يخذله 
أخواله ولو كان مخطنًا. ويُعتقد أنَّ دعاء الخالة أكثر قرّة في نجاح الإنسان في الحياة من دعاء 
والديه. وأنَّ سخطها يجلب اللّعنة على المرءه وتُعرف تلك اللّعنة عند الفولاني ب  )140001(‏ 


2 تاريخ الفتَّاسُ 


تنبيهات : 

الأوّك: نذكر فيه أولاد التَّرِيف الحسني أحمد الصَّقْلِي. وذلك أنَّ له منْ 
الأولاد مُحَمَّد ومُرَاوِر وسليمان. ورجع مُحَمَّد وسليمان إلى مدينة بَعْدَاذ. وبقي 
مُرَاور في بلد تُنبَكْتُ» ونكح امرأةٌ من الأعراب اسمها زينب بنت وهب» فولدث 
ابن القاسم ومحمّد الهاشمي وعلي وعبد الله ومولاي مُحَمّد وعبد الرحيم َك 
تل هؤلاء الشرفاء من نحت لسبب جوع خافوا منه على أنفسهم وعيالهم. 
وحين ارْتََُوا باتوا الكاهي الأعراب بُورن. 290 كُمَّ | اإتكلوا هنها:وباتوا أَسَكُنْعُ ٠‏ ثُمّ 
ارْتَحَلُوا منها وباتوا ديرَئء كُمَّ | تقار قثن معني نوصل الله ممتي تر 
فأخذ بعضهم مَيْمَئَهٌ وَبَعْضُهُم مَيْسَرَّة. . فأمًا أهلْ الميمنة فابن القاسم ومولاي مُحَمّد 
الهاشمي وعبد الرَّحيم» فبات هؤلاء رأس الصيران يقال له في كلامنا جُنْدَ جَنْدَبْع 7" 
نم ارْتَحَلُوا وباتوا بَجُنْدَجِسٍء ثُمَّ تفرّقُوا وتوجّة مُحَمَّد الهاشمي إلى سِرْفِلابِيٍ 
وأقبل ابن القاسم إلى قرية وَانْكُ ومرّ عبد الر حيم إلى تَوْتَلَ. وأمًّا أهل الميسرة 
فهم عبد الله ومولاي مُحَمَّد وعليّ. فأما عبد الله أقبل إلى قرية واؤْبَاز وأمّا مولاي 
مُحَمّد فأقبل إلى نحو وُوء وأمّا علي َتَوَجَّهَ إلى كُرْمَ. 








ح- ينظر: تتوآن"1 ممم نءعنله71121 أء 011102ع2دع18" ,212 تهت لعستقطت31) 
,2008 مم5 ,80.1 ,6.اهل؟ بلقصعسه1 كدمنتدكا8 كتاممععنلم1 ,"انه 
.(45-66م 

)١(‏ لعل حذف الألف واللام من (الكامي) وصخيح الجملة ويوضّحهاء أي : باتوا عند كاهي 
الأعراب. ويكون مقصوده أنّْهم نزلوا عند زعيم بعض الأعراب من الصّنهاجة اللّثام» يُطلق 
عَلَيهِمْ بُوس. 1 

(1) جندبغ : في هذا الموضع إشارةٌ إلى أنَّ اللغة الأم للكاتب» كانت لغة الصونغاي في قوله: 
«يقال له في كلامنا...» 


١5‏ 57 ب 
الباب الأرّل: أسْكِيَا الحاج مُحَمّد 190 


والتّنبِيه الّاني نذكر فيه ما للشَّيْخَ العالم التّقي الولي الصَّالِح مُحمَّد ثْلِء 
وينسبونه إلى بني مّدَاس من الكرامات والعطاء من 

[ص 7"] 

الأمير أَسْكِيَاء وذلك أَنَّهُ ما رآه ولا سمع ذكره إلا احترمه وثَبّلَ يَدَيْهِ الكريمئّن 
وقال: نفعنا الله ببركتِك! وجعل له أن يركب جُمَلَهُ ويسير به نهارًا واحدّاء ويكون 
كل ما وجد في يَلْكَ المسافة من ثلاث قبائل جَمْ وَل وَجَمْ يِه وسُرَبََى مِلْكا له 
أي للشَّيْخ مُحَمّد تل ومَنْ لَيِسَ مِنْ هؤلاء فيكونٌُ حَْرًا له ومبدأ يَلْكَ المسافة 
حَرْكُنْسَ كَبْعُرُ ومنتهاه إلى دُودٍ كَسَرْ. وأمَّا القُرى المصهرات بهذه القبائل في هذه 
المسافة فيْمُونَ إلى كا وما بَينهُما من بَلَدِ أَوْسَ وكُرْمَ تتيف على سبعين قرية. 

والتَّبِيه اثالث نذكر فيه ما لشيخنا العالم الوَّرِع الرَّاحِدٍ الوليّ يّ المتفَدْنِ ألْمَعْ 
صَالِح جوَرَ عند الأمير أسْكِيا من الإكرام والعطات وذّلك أن الأمين ذا و ل 
يُضْغِي إلى كلام أحدٍ سِوّاه ولا يفْرَحُ لأحدٍ كما يفرَّحٌ له. ومما ملّكه من القبائل 
المملوكين: حَدَادَانْكِء وقبيلة فَالَّنْء وَسَرَيْ وبَنْكَنَء وتُمْباء وَحَرِدانَ» وبل. 
وأصل هولاءمن سوه قمة: 


تاريخ الفيّاش 


9 
مها 





اع 


الباب الثاني 


5 سد ا ل 
ملك كنك موسى 

ولتَذْكُر بعضّ ما أمكنَ لنا مِنْ أخبّار مَلْكُي كَنْكُ موسى. 

وكان مَلْكْيَ سُلْطَانًا صالحًا تقيًا عابدًا مَلَكَ من مُنْتَّهَى مَل إلى سِبِرِدُكُء وأطاعَة 
جميعٌ مَن فيها من سُعّيْ وغيرها. ومن عَلامة صلاحِه أنَّهُ كان يعتقٌ كلّ يوم نفسّاء 
وحجّ إلى بَيْت الله الحَرَّام» وبنى في حَبّه مسجدّ جامع تُنْبْكْتُ وذكُرء يفنت 
وديرَي» وَوَّنْكُء ويَكُء وكَنْكُ عجميّة, 

[ص 8] 

وقيل إِنَّها عربيّة الأصل. 

ولحبّه سببٌ حكاه لي الطّلالب الحافظ لقَصَائْصٍ الأوائل» وهو مُحَمَّد قُمَ 
(رَحِمَهُ الله)» عر املق تنك موسى مو التِىفلٌ اله انا متك خطاء وأعنت 
لذلك ونَّدِمَ وخاف عُقُوبّة ذلك؛ وتَصَدَّقَ بمالٍ جسيم؛ وعرّم على صَوْم الدّهن 
سال يعق عْلكَاء وَعَإِه عَعا نعل في الاستنمار لهذا الذّنب العَظِيم. فقال له: 


0 


أرى أن تَمُرَّعَ إلى رَسُول الله يك وتهرب إليه وتَدْحُلَ في حُرْمَتِهِ وتَسْتَشْفِعَ به 
وسَيَُمَعْهُ الله فيك» وهذا هو الرَّأَيْ. 

وعمَّدَ العزْمَ والحرْمَ على ذلك في يَوْمِهء وقام يَجْمَعٌ المالَ والجهارً للسّفر 
ونادى من أَرْضِهِ من كل جانب يطلب الرَّادَ والَؤن. وأتى بعضّ مَمَائَحِهِ يطلبُ منه 
أن يختارً لهُ يوم الخروج في الأيّام؛ فقال: أرى أن تَنْمَظِرَ يوم السَّبْتِ الذي يكونُ 


الباب الثّاني: لكي كَنْكُ موسى 52 


ومكث يتربِّصٌ حُصُولَ ذلك في الشُّهُور وينتظرُة» ثُمّ لم تحضل إلا بَعْدَ تسعة 
أَشْهْرٍ وافقَ ثاني عَشْرِهِ بيوم السّبت. وخرَّجٌ بعدّمًا وَصَلَّ رأسنٌ فَافِلتهِ بتكُت وهو 
بداره في مَلَ.”'' والسّبت الموافق بثاني عَشَرَ شهر كان منذ حيئَيِذٍ يَكَنَاءلُ به 
مُسَافِرُوهم. ويمثل به في مسافرٍ رجع بسُّوء المنقلبء فيُقالُ: هذا ما خرج في داره 


3 و 








وخرج كَنْكُ موسى بو عَظِيمّة ومالٍ جَسِيمٍ في جَيْشٍ عَرَمْرَم. وقد روى لنا 
بعض الطّلبة عن شيخنا العلاّمة القَاضِي أبي العبّاس 

[ص 4 *] 

سيّدي أحمد بن أحمد بن أَنْدَغٌ مُحَمّد (رَحِمَهُ الله ورضي عنه وأَرْضَاهُ)» سَألَ 
يَوْمَ روج الباشا علي بن عَبْدٍ القَادِر إلى ثوات - زاعمًا أنَّهُ يريد الحجٌّ - عن عدّدٍ 
مَنْ مَشَى معه مِنْ قَؤو فقيل له: يبْلُعُ مَنْ مَعَهُ من حَمَلَةٍ السّلاح نحو ثمانين؛ كير 
وسبّحء ثُمّ قال: لم تزل الدنْا على التّقصانء وقد خرج كَنْكُ موسى إلى الحجٌّ من 
و ثمانية آلافيء ”" ثُمّ أشكِي مُحَمّد خرج حاجًا ومعه ثمانمائة رجلاً» عُْر 
ذلك؛ وجاء بعدهما علي بن عَبْدٍ القَادِر ثالعًا بشمانين؛ عُشْرٍ ثمانماثة» ثُمّ قال: 





)١(‏ قد تكون هنا مبالغة واضحة إذا اعتبر المعنى المعهود للقافلة وأنها سلسلة متصلة من الإبل؛ لأن 
مسافة ما بين تمبكتو ونياني عاصمة مالي تبلغ (450كلم). وقد يُخرج من هذه المبالغة إذا اعتبر 
أن القافلة كانت مجموعات متفرقة خرج بعضها قبل الأخرى وتتابعت حتى بلغت تميكتوء ثم 
تبعها الملك. كما يمكن القول إن مانسا موسى كان بدارٍ أخرى غير عاصمته نياني عند خروجه 
للحج» وأنها بمنطقة قريبة من تمبكتو. 

(1) ذكر السعدي أنه كان معه ستون ألفا (ص22): ويبدو أن هذا العدد مبالغ فيه إلا أنه ينسجم مع 
ما ورد هنا أنَّ رأس قافلته بلغ تمبكتو. والاهر أنَّ ابن المختار يعني بالثمانية الآلاف حملة 
السّلاح فحسب؛ بدلالة أنه قد أورد أن عدد الْعَبيِدِ كان كمانية أو تسعة الاق 


قد تاريخ الفتَّاس 


بحا لا إله إلأ هو! وقد لا يتم مُرَادُ عي بن عبد القاور.”© اننهى 

نم خرج كنك موسى رالا ذاهيًا. وفي قِصّة سيره أشياء أكزثمًا لا يضح ويأنى 
العمل قبولَ ذلك» ومن ذلك ما وَجَدَنهُ جُمْعَةٌ في بَلَدٍ من هنا إلى مصر إلا وبنى فيه 
مدا يومّة»'" ويْقَالُ إن مَسْجِدَ بلد كُنْدَم دقري من المساجن الذين بنى. وأدام 
لحاقة ذا وتتقاة محد ختريج مز هاره إلى أن قل نسم البحوبت القلري ولوق 
الرّطب. 

و أنه برج مع الوه المسمّاة إنارٍ كُنْتِ مع حَمُسمائة (مِنْ) نسوتها 
وحَدَمِهًا إلى أن نزل بموضعع مِنْ صَحَارَى بين ثُوات وتقارٌ وضربوا بها العلن. 
وباتت رَوْجَمهُ َلك معه في تُنْطَايله سَاهِرَةٌ» ونام هوء ثُمّ استيقظ وَوَجَدَهَا ساهرءٌ 
ام تتع؛ فسألها: أما نمت؟ ما لك؟ فما أجابته. بي إلى يض الأيليء 5 
استيقظ فَأَلْمَاها كذلك سَاهِرَةٌ فأَنْمََمَا بالله عمًّا أصابهاء فقالت: ليست إلا 
وسَّخُ بدني ودَرْنْهَاء وقد تمَّيْتُ البحر وَأَغْتَسِلَ وأحُوض وأغْتّمِسَ وأَعُومَء فهل 
لك وحصيل ذلك وإيجاقة في 3ليك؟ ردوض كلك مون ايا وطاق فى 
وجلس مُتَفكُرَاء ثُمّ أمر ِعَبْدِِ الذي هو رئيسٌ عَيِهِ وقومه المسمّى قَرْبَء ونُودِيَ 
وأتى وأخْيَّاهُ 

[صه"] 

نحي الملك. وعادة تحيتوخ له أن يلع فميضة وبَأ بهء ف ركع يضرث 
صذرة» َم يو على ركبئك. ولا من في مملكته يُصَافُة إل قاضيه. وهو الملش 


الى 


)١(‏ الباشا علي بن عبد القادرء ولي الباشويّة في رمضان (810١١ه).‏ ومكث بها أربع سنين وخمسة 
أشهرء (ت5 محرم 47١٠ه)‏ ينظر: تاريخ السودان.؛ ص194. 

ترد ل اراب #الهني اي كل موقي ع أترخه ابمميدي رسبةاناي كان يوبن 
للمستجد ولي معقولا أذ:يناء المسجد كان يكتمل يومه. 


2 عو سر 
لاب الأني: من َك موسى 2 








بِأنْقَارَ قم وقُمَ قبيلةٌ ومنها يخرخ قاضيهمء ولا يَعْرِقُونَ القّاضِي وإنما يُقَالُ أنْقَارَ 
َلَمّا فرغ قَرْبَ من د تَحِيّتهِ قال له: : يا قَرْبَء منذ تَرَوَّجِتٌ بزوجتي هذه ما طلبث مني 
وما خاطبتني بما تَفْصُرٌ عنه قُدْرّتيء ولا بما لَيْسَ في ملكي ويَعْجْرُ عنه قُذرتي إلا 
قي عله تياك فد ساقي البسر وإيجادُهَا من العَدَم في ققّارهاء وبيننا وبين البحر 
سبي اميل كان وليس لهذا الموجد إلا الله وحده. فقد أَعجَرَئني الآن. فقال 

فَرْبَ: فعسى الله أن يُضصْلِحَهُ عليك. 

فخرج قَرْبَ باكيًا يضْرِبُ صِدْرَهُ إلى موضع تُرُوله ونادى العبيد» وت 
أسرعً من طرفة عين» وعدَدُهُمْ ثمانية آلافٍ وسبعمائة» هكذا قاله بابا أَشَرَ شَرَع مُنْذ 


بمدينة جني » مقرم يل عسمة الاق كاحة. جالع اليم نياب مال التيوي.» 
ومشى ألف حَطُوَةٍ وأمَرَهُمْ بحفره؛ وحَفَّروهًا وأخرّجُوا تُرابهاء نُمّ حَمَرُوها حنَّى 
نزل إلى نحو ثلاث قامات. َم مر بالرّمال والأحجار حبّى امتلات الحفرة» كم 
أمر بجِذُوَاتِ الحطب» فجَمَعُوها فوقّهاء ثم أتى بِقَلْبَاتٍِ بُلْنََة وَوَضْعَهَا فوق 5 
كلّه.”" ثُمّ رمى عليها النّارء وَوَقَدَ واشْتَعَلَ؛ فذابٌ ذلك البُلْبَعَاتُ على الأحجار 





)١(‏ بُلَنْغْة: كلمة محليّة تعني زيت شجرة الزَّيتء واسمها العلمي (052ا1332ءم18101(/205)» 
وبالإنجليزيّة (5068): وهي مقترضةٌ من البامبارا 119 ومعناه: العُمرء أي الشّجرة المعئّرة. 
وكتههر هله الشجزة ب(1211]6): وهي كلمة فولانيّة معناها: الشّجرة التي لا تأكلها البهائم. 
ولعلّ ذلك ما ورد عند العمري (ص17١)‏ وسمّاها فاريتي» دن 0 العمريّ نقل هذا الاسم 
من مصدرٍ مكتوب» فصحًّف القاف فاءً؛ وسبب هذا النّصحيف أنَّ الفاء بالخط المغربي 
المستعمل في بلاد غرب أفريقياء :توضع فيها ثقطة واحدةٌ فقط فوق القاف» وتقطة تحت الفاء. 
وشجرة «ثَارِيتِيهُ شجرة ذات ثمار مغطّاة بطبقة رطبة خضراء اللّونْء حلوة المذاق» وتحت هذه 
الطبقة قشرة صلبة بنيّة لون تكسّر وتستخرج منها جوزة كرويّة الشّكل. تحرق وتدقٌء وتغلى 
فوق الثَّار؛ فتستخرج زيئًا تستعمل في الأغذية» وإنارة المصابيح» وغير ذلك من الحاجات 
اليوميّة الكثيرة» وعندما يتجمّد هذا الزّتء يكون لونه أبيض ناصحًاء ولا يوجد فرقٌ بينه وبين 
الَسَمن.في اللون»: وهو سريع.الذّوبان :قي النحر: وتعدٌ من المواد الأساسيّة التي تصدرها بعض - 


0/0 1 9 كاه 
05 تاريخ الفتاش 


والرّمال وكسَرّهُمْ ومَلَسَت الحفْرّة ة كالمَخَارِ ثُمّ أمر بالمياه اللّواتي في قِرَبِهِمْ 
وزقهمء وكلوا أنه الفوبد نكر ق('؟ فانصيّتٌ وسالت إلى الحفرة حتَّى امْتَلاأث 
وأعلت وسمثث» بحيث يَضْطَرِبٌ فيها الأمواجج 





[ص"] 

وتَلاطمَ كالبَحْرٍ العَظيم. 

ورجعَ إلى كنك موسىء قَوَجَدَهُما جَالِسَيْنَء وقد أُيْقَطَهُما وَمْج تَلْكَ النَّارٍ 
ولقانس فح ناث نُمٌّ قال : أيُها السَّيِّدُء فقد أعانك الله وأَدْمَبَ همَّكَء وأين 
إنار؟ فق أَقْدَرَكَ الله على إيجاد البحر ببركة مَنْ تَرُورُهُ» رَسُّول الله يل فها هي. 
ووافق ذلك بظلُوع المَّجْرٍ الأغلّى من يِنْكَ اللّيّلّة فقامت نِسْرَةٌ مَعهاء 
حَمْسمائة» وركبت على بَعْلَيِهَا إلى البحرء فنَرَّْنَ فيها قَرِحَاتٍ مُوَلُوِلاتٍِ مسرُوراتٍ 
وغَسَلْنَّء ثُمّ رحلوا وغَرَفَ بعضّهُمْ مِنْ ماءِ الحُفْرَة. 

ومشى معه سِلْمَانَ بن يَحَتَّء وكان من حَدَمِهِ يركب أمام الرُفْقَة» وَوَرَدَ في جم 
كثير.وَوَرَدُوا يومًا على بثر في قََارٍ صَحَارِيهمْ عِطاشًا ظايئين» وأذلوا دَلْوَهُمْ في 
ذلك البثر ونزل على الماء كَقعَ حبله مُنالِكَ» 5 ثُمّ أخرى فَقُطع نُمّ أخرى قَقُطع. 
فظنُوا أنَّ مُنالِكَ مَنْ يَقْطعْهَاء وهم في غاية الطّلمأء '" واجتمعوا كلهم على جَرْفًِا 





ع الذؤق في غرب أفريقيا للصّناعات الغذائيّة والتّجِميليّة المختلفة في الغرب. (عن التعريف 
اللغويء يراجع: 12160811012 ,عله دء1ى دعلال اعنصددآ بم عترعاوعره]مرعة:”1 
عدم لمسمنلعنا8 نه لمتامعه بتدعتهام ندل دمرصسفطك فعل وعرطية ده1 :عصمع 11 
(128ص ,2002 يولهطامة؟] ,4م12 

)١(‏ الرّق: كل إناءِ تخد للشراب ونحوه» والجمع (أزقاق» وأرّقٌّء وزقاق)؛ ينظر: لسان العرب 
لابن منظورء مادة «زقق». 

(؟) ورد في الأصل (الطَّلمآن)؛ وظاهرٌ أنه يريد: الّلمأء 


لباب الثاني: ملكي كنك موسى نلا 





لا مَدْوُون به[ يتقلوة: وَشَفر علعاة ان يتك على شاهيه:وتائط كيه وورعى ابننسه 
إلى داخل البئر» وترك القومّ على البثْرٍ واقفِينَ في كرب عَظِيمٍ. وإذا هو بِرَجلٍ 
ُنالِكَ لِضٌّ مُحَاربٍ سَبَقَهُمْ غلى البثر» مُرَادْه يمنَعْهُمْ الماء حنَّى يموتوا عطشانا 
كلهم فيَخْرْجَ ويجمَعَ جميع أموالهم لنفسه» ولا بن أن أحدًا يقير أن يَنزِل عليه 
هُنَالِكَ؛ فَقَعَلَهُ سِلْمَان بن يَعَتَ مُالِكَء ثُمّ حرَّك لهم حبلّ الدّلو وجَرُوه فإذا هم 
بجنازة رجلٍ قتله. وجَرُوهٌ ورموا به إلى البئر مينًاء 

وخذئي شيبجنا مور بكر بن الح وتكزب الرينكة الله)”"' أنَّهُ كان معه حِمْلٌ 
أربعين بَعْلَةَ من الذّهبء وحجٌّ وزار. قيل طلب من شيخ بلد الحرام مكة الشّريفة 

[ص”7”] 

(حرسها الله تعالى) أن يُعْطِيَهُ من أهل بيت رَسُول الله كلِ الشَّرِيقَيْن أو الثّلاثْ 
أو الأربعة يَذْمَبُ مَعْهُمْ إلى بلده؛ لِيَتبَرَكَ أهلّ النّاحية برؤيتهم ويبَرّكة أثر أقْدَامِهِم 
في بِلَدِهِمْء وأبى الشَّيْخُ له وأجمعُوا على المنع والإبَايّة عن ذلك تَعْظِيمًا وإجلالاً 
لدَمِهِ الشَّرِيفء لكلا يمَّعَ واحدٌ منهم في أيدي الكَمَّرَة ويضيعَ أو يَضِلَ و 
عَلَيْهِمْ في ذلك واشْتَدَ إلحالحةء”" قَمَال الشّريف: لا أفْعَلُ ولا آمرُ ولا أنهى؛ ومَنْ 
قاء كلتيَفَكه*خامرة ييه قانايرئه: 

فأمّرَ ملّكُيْ مناديًا في الجوامع : ١مَنْ‏ رانف برقال يق الذهي فيضي إلى 
أرضيء فله ألف حَاضِر». وجمعٌ عليه أربعَةٌ رجَالٍ مِنْ قُريشٍ » قيل إِنّهم كانوا من 
موالي قريش وليسُوا من أنفّسِ قريش» وأعْطاهم أربعَة آلاف» كل واحدٍ منهم 
ألف. وتبعْوهُ بِأهْلِيهِمْ راجلين إلى بلده. 


ََ 


)١(‏ وَنْكَربٍ: أي الونكري نسبة إلى وَنْكر بلغة الفولاني. 
(؟) في الأصل (إلحاؤه) بالهمزة» وأصله: ألحّ في المسألةء والمصدر: إلحاح؛ أي واظب عليه. 


قَلَما رجع ملك قافلاً وَوَصَلَ إلى تُنْبْكْتُء جمّعَ القَوَاربَ والسَّفنء وَحَمَلَ 
عِيَالَهُمْ وأمْتِعَتَهُم ونِسْوَتَهُم لِيُوصِلَهُنَ إلى أرضه حين عَبِجَرَتْ دَرَابهُ عن الرُكُوبٍ» 
َلَمّا وصلت سفنه إلى بلد كم وفيهنَ شُرََاؤهُ القادمون معه مِنْ مَكةَ الشّريفة» وَكَمَ 
عَلَيْهِمْ جنَكِيْ وكُرَنْ7'' ونهبوا كل ما كان في يَلْكَ السّفنء وأنزلوا الشُرفاء عِنْدَهُمء 
وخرّجُوا في طاعة مَلَّكُيْء وَعَلَّمَهُمْ أصحَابٌ السَُّمْن بِأمْرٍ الشُرَكَاء وأَخبَرَهُم 
بمكانهم» وأْْبَلُوا عَلَيْهِمْ وأكْرَمَهُم وأَجْلَسَهُمْ بمِكَانٍ هُالِكَ يُسَمّى شِنْشِنْ. قيل إِنَّ 
شُرَقَاء بَلَد كَبِي أو كَبِي منهم. 
مون امقر سيو ورا الي ا يقفٌ إلا على 
زوجته أي زوجة ملَكُن» ولها يُعطي غرامةً إقليم جني ولا يراه مَلَكُيْ. 
[ص١"]‏ 
فسْبْحَانَ من يُعِرُ ويُِلُ ويرفع ويخفض. 
تنبيه : إن قبل ما القَرْقُ بين مَلِنْكي ووَنْكرَ؟ فاعلم أن وَذْكُرَ ومني من أصلٍ 
حيء إل ] أن مَلِنْكِي هو الجِنْدِيُ منهم ووَلْكَرَ مَنْ يَنَجِرٌ ويَسْعَى مِنْ أقْقِ إلى أفق. 
5 عرد فإقليمٌ واسعٌ» وأرضيٌ كبيرةٌ عَظيمَةٌ مُشْتَمِلَةٌ على المدن والقّرى» ويَّدُ 
سُلْطَانٍ مَل مَْسُوطَةٌ على الكل بِالقَهْرِ والَلبّة. وكمًا نسْمَعُ مِنْ عوام عضرنًا يَقُونُونَ: 
سلاطين الدَّنْيا أربعة» ما خلا السُلْطَان الأعظم: لقان قذات وكلطاث مص 
وسَلطَان بون وسَلْطَانُ مل. 


: جتكي: أي أمير مدينة جنّي. وكُرَنْ: يبدو أنّها لفظةٌ تعني منصبًا زعاميًا عسكريًا في منطقة جني‎ )١( 
اشترك مع زعيم جني في قرصنة سفن السلطان موسى.‎ 


الباب الثّاني: َلك كنك موسى 





وله التي كانت فيه دارُ الإمَارّة لملّكُيْ اسمها جَارِبَ» وأخرّى تُسمَّى يَيِعْ.("© 
ولا يسقي أهاليهما إلا عَلَى بحر كَل وعَليه يَرِدُون على مسافةٍ العدي» يخرجُونَ 
إليه بُكْرَةَ اليَْم ويرجعون وقتّ العَضْرٍ مِنْ يَومِهء وعليه يعسِلُونَ ثيابهم. 

وهكذا حَدَّنَنِي به أخونا الحافظ مُحَمَّد قُمّ فقال: فصار اليومُ مسيرةً يَوْمَين. 
فانظرٌ هذا الأمرّ وتَعَبَبْ هل نَقَص من النَّهَار شي أو زيدَ في مَسَافَة يَلْكَ المكان» 
أو ضَعْفَ حال خَطَوَاتِ النّاسٍ وقوّتهم. فَسْبْحَانَ مَنْ يَفْعَلُ ما يَشَاءُ. 

وقد أذكرني هذه القِصّة قصَّة ما حكاه صاحبٌ «خريدة العجائب» في قصّة جبل 
سَرَنْدِيبِء هو جبلٌ بأعلى الصّين في بحر الهند» وهو الجبلٌ الَذِي أهُبط عليه آدم 
(عليه السّلام)؛ وعليه أئرُ قَدَمِهِ غائصٌ في الصَّحْرٌء طولَّهُ سبْعُون شبرًا. وإنَّ آدم 
خَطَا من هذا الجبّلٍ إلى سَاحِلٍ البحر حَظوَةَ واحدةٌ وهو مَسِيرةٌ يَوْمَيْنِء”" سُبَْان 


)١(‏ ينع: أو ثياني (10[181)؛ وهي العاصمة الجديدة التي اختارها صونجاتا كايتا لمملكة مالي 
التي أعاد تأسيسها بعد العاصمة الأولى «داكاجالا» (10812[913): وتقع على ضفة نهر 
«سانْكَرانْ؛ في الضّفة اليسرى من نهر النّيجر في الحدود السياسية الحديثة بين مالي وغينياء 
وكانت نياني تتميّز بموقع استراتيجي مهم مفتوح على سهول السافانا يحميها من الغارات 
المباغتة» وعلى مقربة من الغابة ومناجم الذهبء. ومزارع العُورو (الكولا). ذكرها العمري» 
وقال إِنَّ قاعدة الملك بها تُدعى (يني)» والظّاهر أنَّ العمريّ قد أحسن نقل الاسم؛ لكن طرأ 
عليه تصحيف. وأصبح أكثر تصحيمًا على يد القلقشندي؛ إذ نقله عن العمري وادَّعى أنَّ المدينة 
تدعى ابَنْبِي». وذكر ابن بطوطة الذي زارها (عام1هلاه/ 17207م)» أنَّ طريقا تجاريًا يمر بهاء 
وهو طريق القوافل المعروف ب«اسراخوليه سيلا» (8118 5318182016) المتجه نحو الشّمال 
الشّرقيء وطريق آخر عُرف ب«ماندي سيلا؛ .(5112 8206) ينظر: ,عههلل2 .1 اتتطازط 
لإ1لاتأصعن) طاسععاءزد عطا 0غ طاكاء 1 عطا دمع وع تلم 

(؟) كتاب: خريدة العجائب وفريدة الغرائب, مؤلفه عمر بن المظفر بن عمر الوردي (ت4: لاه). 
وقد ذكر أن الجبل الَّذِي أهبط عليه آدم اسمه «جبل الراهون»: (ص١7)»‏ وسرنديب هي جزيرة 
سريلانكا الحالية. 


64 تاريخ الفتّامْ 
١‏ ريخ الفتّاش 


قيل إِنَّ مَل مشتملٌ على نحو أربعمائة مُدُنْء وأرضّها 








[ص9”] 


كثيرة الخيرء ليس في مملكة سلاطين الدّنيا غَيْرَ الشَّام أَحسَنُ منها. وأهلّهًا 
دوو كرو ورقَاعَة عيش»: حبك بمقنن التّغيى اااضوء وشغزو كود الذي اله 
يوجد مِكْلّهًا في الأرضِين مِنَ التّكرُور إلا أرض بُرْك.27 ويد سُلْطَانها مَبْسُوطَةٌ من 


(1) شجر اغُورة: تعرف هذه الشجرة علميًا ب(21]108 .©) وطعم ثمرتها مُر. لها تسميّاتٌ متقاربةٌ 
في معظم لغات أفريقيا منها : .(8010 ,81110 ,18/1110 ,10010) وتنبت هذه الشجرة في 
الغابات الماطرة على امتداد المناطق من سواحل غيئيا إلى الكونغو. وردت الإشارة إليها في 
بعض الكتب التَّارِيخْيَّة عن أفريقياء ولكن متأخرّاء مثل كتاب أفريقيا لمارمول» إذ قال إن 
بأفريقيا: «أنواعا من الأشجار السامقة تحمل ثمارًا تشبه القسطل» يسمونها كور» (أفريقيا » 
مارمول كربخال» ت: محمد حجي وآخرون» 1944م ج١/‏ 07). وللعُورو خواص كثيرة» 
جعلتها ثمرة مميّزةٌ في الوسط الأفريقي؛ فتحتوي مواد نيكوتين منعشة ومنشّطة: تسهل على 
ماضغها العمل بنشاطء وتساعد التُجار على قطع المسافات الشّائعة في الصحراء الكبرى دون 
عطش أو جوع أو إعياء شديد» وبمرور الرَّمِن فإِنَّ ثمرة الغُورو قد تغلغلت في الحياة 
الاجتماعيّة والنّقافية لشعوب أفريقياء فيرسلها الخاطب إلى أولياء المرأة التي يريد الرّواج بها 
وقبولها يعني قبول الخطبة» وترسل إلى الخصوم طلبًا للصّلحء ويتهاداها الأصدقاءء وقد 
وردت في هذا الكتاب بين أيدينا عدَّة مواضع تشير إلى مهاداة الأفراد لجوزات العُور بعضهم 
لبعض» ينظر: [آص 218٠‏ 777 7184ء 7917]» حتى في الطلقوس السّحريّة والأدوية الشّعبِية» 
فإنَّ الغورو جزء مهم فيها. هذاء وقد قامت تجارة الغورو وزراعتها بأثر كبير في حركة التجارة 
بين شعوب غرب أفريقياء وفي حركة المد الإسلاميّ في أعماق الغابات جنوبّاء وذلك منذ 
القرن الثاني عشر الميلادي؛ فإِنَّ دخول الإسلام في منطقة الأشائتي مثلاً (وهي غانا الحالية)» 
يعود في جلّه إلى تجار العُورو من الهوسا. ويُطلق مثلاً على المناطق المتاخمة لمزارع الغورو 
«وُرو-دُغو) أي بلاد الغوروء وهي المناطق التي انطلقت منها الحركات الدَّعويَّة صوب 
المناطق الغابيّة في غينيا وفي ساحل العاج. على أنَّ حركة تجارة الغورو قد تخمّلت القارة 
الأفريقيّة منذ أواسط القرن النّاسع عشر الميلادي إلى البرازيل والدُول الأخرى وراء الأطلسيّ» - 


الباب الثّاني: َلك كَنْك موسى 





بيت إلى قَنْكَاسُء”" وكَيَّاكَ إلى سِنْقِلُء وقُوتٌ وزَّارَ وعريُها في زمانهم الأوّل. 


ساد من ياة 


حت ودخلت ثمرة الغورو في تصنيع المشروبات المعروفة بالكولا. ينظر: .لا1.07©[0 .8 28111 
رقع لدع لخ دعلنتا8 ”0 وتعنطه0 ,"دعتككة أوع171 01 1115051 عط صذ 5[ه>1" 
.97-14صم ,(1980) ,77/78 تتعتطة0 ,20 3701 

)١(‏ بِيتُء» ويكتب أيضًا: بيظ (السعدي» باب ص١١)»‏ وكانت من المناطق ذات الحضور القديم 
في مملكة صونغايء» ومنها العالم : محمد فودي سانو الونكري». ومن مدنها بيغو /تتطعز8) 
(86850» وكانت مركرًا تجاريًا مهما بالمملكة» وموقعها وسط غانا الحالية» وإليها كان ينتهي 
طريق تجاري من جيني» وتتفرع عنها طرق تجارية صغيرة موغلة جنوبًا في الغابة حيث مناجم 


الذهب في بلاد الأشانتي والدّاهومي. 


تاريخ الفتّاش 











الباب. الثالث 


اركة كنابت 7 


ولا يَكَوَلَى مُلْكَ كيّاكَ إلا عبيدُهُ وأمراؤه» ولا يَدْخُلُهُ إلَيَمْت2”"© 8 بعد ذلك 

)١(‏ كيّاك:(1>31282) من الدُويلات التي قامت إثر تفكُك غانة القديمة» كانت تحت زعامة عشائر 
صوصوء وهي المجموعات الجنوبيّة لقبائل سوننكيء وكانت تتميّر آنذاك بغلبة الوثيّة عليها؛ 
لبعدها النُسبِي عن روافد المدّ الإسلاميٌ الأولى. خلافًا للسُوندكي الشماليّين. وقد توسّعت 
مملكة كياك على حساب جاراتها خاصة في أيِّام ملكها المحارب سُومانُْغورو كانتيه 
(1221 ناتنا5111138) الملئّبٍ بالملك السّاحرء وهو الَّذِي استولى أخيرًا على دِيّر في 
أواخر القرن الثاني عشر الميلادي» وفي عام (1707م)» استولى على ما تبقّى من مملكة غانة» 
وحين استولى على غانة» اضطهد المسلمين بها. وإلى سومانغور هذا يُعزى إزعاج حركة 
التّجارة في بلاد السُودانء ونزوح المسلمين من غانة العاصمة إلى بلدة بيرو (81510) السُونتكيّة 
التي اشتهرت فيما بعد باسم ولاتة» ولعلّ تلك الظروف ما أشار إليه المقري أنَّ أبا الرّبيع 
سليمان بن عبد الله (ت704ه/8١17م):‏ والي سجلماسة في عهد الموحٌدين» كتب خطابًا إلى 
ملك السُّودان في حدود عام (1148م)» ينكر عليه تعرّضه لبعض التُجار المغاربة (المقري» 
أحمد بن محمد. نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب» تحقيق: إحسان عباس» بيروت: دار 
صادرء 19478م: / .)2١6‏ وقد زادت أطماع سومانغورو التّوسُّعيَّة في الممالك المجاورة له؛ 
فانّجه جنوبّاء واستولى على مملكة المادينغ في كانغابا (1232888): لكنَّ المادينغ أعادوا 
صفوفهم» وتجمّعوا تحت إمرة البطل صونجاتا كايتاء وألحقوا بسومانغورو هزيمة نكراء» وقتل 
حوالي (عام1775م): وضّمّت جميع أراضيه إلى مملكة المادينغ الجديدة. بعد ذلك هاجرت 
فلول قبائل صوصو عائدةًٌ إل منطقة تكرورء وبها أعادت تنظيم هيكلها السّياسيٌ بتأسيس دولة 
عاشت حتى عام (17050م)» حين سقطت إثر غارات قبائل ولوف عليها. ينظر: 1065120120 
.52 ,(3) 701 بمعتكم 0 1م1115 عع120ط دن عط]1 رععهة2 دآ.ل لهات 

(؟) يعت: من قبائل السّوننكي التي كانت لها السيادة بمنطقة كِنْكِ (نيورو الحالية شمالي مالي)» 
وكانت زعامة تابعة لمملكة مالي. : 


1 58 جحرم 
الباب الثّالث: مملكة كَيّاكَ لز 


د “قلطا ,د 





رجع أمرُ إلى جَازء نم غلب على يَلْكَ البُلْدَاذٍ نِ أهل كَيّاكَ وخَرَجُوا في طاعَةٍ 
مَلْكُيْ وكََلُوا أَمِيرَهُ وخالقُوا عليه وتَسَلْطَنَ فيها أولادُ جَاوَرَ وتلمّبوا كيّاك. وقَوِيَتْ 
دَوْلَتُهُمْ وعظمّت مُلْكُهُمْ وقَهَرُوا أهل يَلْكَ الجهّة» وقاموا بالمحاربة وَعَظمَ جِيشّةٌ 
وكثر حتّى كان يَخْرُجٌ إلى القتَال في نيف وألفين من الخيل. 

وكان بأرض كَيّاكَ مدينةٌ عظيمةٌ قديمةٌ سَبَقّتْ زَارَ بناءً وإمارةً» واسمُها سَائِنْ 
ِنْب (بسينٍ مُهْمَلّة مَفنُوحة فألفٍ مَكسُورة بعدَهُ همزةٌ مكُسُورةٌ فَنُونُ ساكنَةٌ)» وهو 
بلد الجَافْتَاوِين الذين يُقالُ لهم جَافُئكِء وهي موجودةٌ مِنْ زَمَنِ كيَمَع ثم خَرِيَتْ 
عند انْقِراض دَوْلّة كيَمَع في أيّام فته 

وبعد خرابته بُِيَتْ زَارَ ورحلَ بعضهم إلى كُسَاتَء”" وهم المسمُون بكُسّ» 
وبعضهم إلى زَارَء وهم قد علب عَلَيْهمْ كال َرَنْ وَسَلَِ مُلكَهُم وعلى جميع 
عَرَهَا إلى قُطط ويَشْت وتَكَتَكُمَ. 


وأردّلُ النّاسٍ وأَصعَرُعُم عندهُمْ هو قُلَنْء يَعْلِبُ رجلّ واحدٌ منهم عشرةٌ من 
العُلدَنيين. وأكثد ما يَأَخُدُونَ من طاعَيِهِمْ من الكرامة الخيّلُء إل أنَّ مُلوكَهُم ليس 
عَلَيْهِمْ مَيْبَةٌ الملُوك» ولا يجلسّون 

لضن ة] 

في زيّ الملوك؛ ولا يخرّجُونَ في زينتهم. ولا يلْبَسُون العِمَامَة. ولا يجلسون 
على الفُرشٍ» إنما هو في القُلانيّينَ أبدّاء وربّما يجلسٌ بين أصحَابه مختلطًا بهم 
ولا يُعْرَفُ مِنْ بينهم. ولا يملك مع كثرة خُيُولٍ جَيْشِهِ إلا فرسًا واحدًا أبدّاء عادةٌ 


جاريّة فيهم مَعَ وَّةِ سَلَطَئته. ولا يخرج مِنْ بيته إلى زيارة أحدٍء ولا يخرُجٌ مِنْ بيته 


)١(‏ كسات: منطقة قريبة بين يورو وغومُْبو الحالية. 





2 0 
ف تاريخ الفئّاش 


إلا إلى الجِهّادٍ فَقَط. ولا يَدْخُلُ المسُجدَ إلا لصلاة العيد لا غير. وكانوا يُقُولون: 
كفى المَلِكَ زيئةَ مُلْكُهُ وسَلْطَتَئُهٌه ولا يحتاج إلى الرّينة بعد ذلك. 


ومرّ كُرْمِنَ فَارٍ على كَيّاكَ إلى نَدْ تَئْيِضٌ7؟ ملك قوت .وخاقة كَيّاكُ قَرَنْ وتحيّر 
وظنّه يأتيه» وبعث إليه الهدايا يلت وشئة: قيل إِنَّ كَيّاكَ فَرَنْ وقع بينه وبين نَنْيض 


ور عدو 


مَلِكِ قُوتٌ أمورٌ وحُصُومَةٌ وتشَاجرٌء وحَلّف بِأنْ كبر بلدَهُ ويُصَيرَهُ صحراءء وكان 
أقْوَى مِنْهُ قوَةٌ وخيلاً ورجالاً؛ فاستَعَاتَ لذلك بِكَثْمَارٍ عمر؛”" ولذلك خَرّج إليه 
وهذا أَوَّلُ ما سمعنا من القِضَّةء ثُمّ أخبرني بعضٌ العارفين بِسِيّرِهِمْ أنَّ سبّبَ خُرُوج 


)١(‏ تَنْيضٌ :(112ع1اع1628613/1628) ورد ذكر هذا الزَّعيم الفولاني في تاريخ السودان عند 
علي (ص/7). وهو المعروف بتنْغيلا جاجي باه (ل82 1013016 12[عناعمء1)؛ كان 
زعيما قبليًًا (3506) بمنطقة ماسينا؛ فانتقل منها واستقر بمنطقة كنغي (161881) شرقيّ 
صونغاي» وبها أسس مملكة دينيانكي (0610[/416)؛ وتوسعت نفوذه حتى احتلّ مواضع في 
جاراء وتيورو وبامبوكٌ أهمّ منجم ذهبي آنذاك. كان تنغيلا يلقب بسيلاتيغي (لنا5112]18)» أي 
صاحب الطريق (المرشد)» وع ولق رركن يخردة الملك بعد تضلعه في علوم الأسرار 
الطبيعية والطقوس السحرية الخاصة بقبائل الفولاني» ويؤهله ذلك للتوسط بين عالم الأموات 
السلف وبين الأحياء» وهذا - بالذات - سببٌ وصف ابن المختار له بالمتنبي» وهو كذلك من 
الأسباب المباشرة لمحاربة أسكيا له. بعد مقتل تنغيلاء تابع ابنه كولي قيادة قبائل الفولاني غربًا 
إلى فوتا توروء وبها بنى حصنا منيعا سماه (861726-531788211)؛ أي حصن الحبّر. هذا ومن 
الواضح أن مملكة دينيانكي الفولانية قد أسرعت في الالتزام بالخط الصحيح للإسلام» والبعد 
عن وثنيات مؤسّسهاء وقد شهد السعدي بأن ابن كولي الثاني» وهو السلطان كلاديو تبارا 
(125212' 6/إ82130): «فاضل خيّرٌ عدل قد بلغ الغاية القصوى في العدالة». كما وصف 
حفيد كولي السلطان سامْبا لامْ بأنّه «قد حاول في العدالة نصيبه» فنهى عن الظلم ولا يقبله 
البتة».(السعديء /ال). ينظر :ع0 1/1325201281165 و0 ع1زه]11105 رعصدلالط .1 لترطازدآ 
.257-59 رأوع1”:011 

(1) كنفاري وكُرمنَ فاري: لقبان بمعنى واحدء والأوّل بمعنى وليٌ العهد. والآخر نسبة إلى مدينة 
كُورمينا مسكن ولي العهد. 


2 يه م 
الباب الثّالث: مملكة كَيَاكَ 00 
التي لي 2 7707بتبب7 ا 





كُرْمِنَ فَارٍ عمر إليه أنَّ أحدّ الرَعْرَانيّين”'2 من أهل سُعْيْ كان يخرجُ كُلَّ سّنَةٍ إلى 
قُوتَ ويَنَّجِرٌ فيهاء وسمع به نَْييضَ وأَخَدَّ مَالَهُ ظْلمّا وجورًا وأرادً كَْلَهُ وهرب إلى 
كُرْمِنَ قَارٍ عمر» وسَعَى به إليه ونمّ عليه عندَةُ وقال إِنَّهُ يَشْتُمُ كُرْمِنَ قَارٍ عمرء وَوَقَعْ 
فيه وأَعْضَبَهُ؛ ولذلك تترج إليه. 

وقد بلغ أهل سّعْيْ في الحرب وَعِلْم القِتّال والشّجَاعة والنَّجْدَةِ ومعرقَةِ المكيدَّةٍ 
غايةٌ ونهاية. انظرُ كيف خرج كُرْمِنَ َارٍ بهذا الجمٌ العَرّمْرّم الكثِيفٍ وَقَطمَّ بها هذه 
الممَارَّةَ البَعِيدَةَ إلى قتال تَنْيِضَ ملك قُوتَ» مسيرة نيف وسهْرَيْنِ من تَنْدِرْمَة إلى 
قُوتَء وكيف ظفر فيهم وتمكّنَ من مَلِكْهِمْ وثَتَلَهُ وعَيِمَ فيهم الأموال الجسِيمّة. 
وكان ذلك في عام ثَامِنِ 

0 
0ح( 





)1013181266©( الزغراني :(21ة#ناطعنا2) قبيلة تنتمي إلى الفولانيين» يقال لها بالفولانية‎ )١( 
قيل إنها كانت في غضون القرن العاشر الهجري مستقلّة ومنفصلة عن الفولانيين» ولكنها‎ 
انصهرت مؤخرا واندمجت في الفولانيين» وفي تاريخ السعدي أنَّ صن علي قام بحملة عسكرية‎ 
(عام494ه/ 1597م) على الرَّغْرَانيّين وعلى الفولبي حيث فرّق المؤرّخ بين القبيلتين. ويبدو أن‎ 
الزُعْرَانيين من القبائل التي تأخر إسلامها نسيًا في بلاد السودان. قال عنها السعدي: «لا تعرف‎ 
بالصلاح» ولا بحسن الإسلام»» وذكر أنَّ الفقيه القاضي عبد الرحمن بن محمود استؤذن على‎ 
جنازة؛ فقال من هو؟ قيل: زغراني؛ فقال: نصلي عليه؛ لأجل الشيخ مسر أي الشيخ الفقيه‎ 
مسر بوب الزغراني» وكان من مشاهيرهم الصالحين فاضلا عابدًا زاهدا. (السعدي. ص5ه).‎ 

(؟) النصوص من قوله: «.... أنَّ كيّاك فرن وقع بينه وبين تنيض...» حتى نهاية هذا الموضع مكرّرة 
حرفيًا في [ص /ا/]. 


22 تاريخ الفتاش 
الباب الرابع 


دولة كيمع 
وأمّا سَلْطَنَةُ مَلَّما استقَامَتُ إلا بعد انقراض دَوْلَةِ كَيَمَعَ سُلْطَانٍ المغرب 
كلّهمء”" بلا استثناء مَكَانِ ما مِنْهُ. وسُلْطَان مَل من عَبِيدِهِ وحَدَّمِه وَوُزَّرَائِه وكَيَمَع 
(بكاقهفياء وميم .وعَين مفتوجات)» معناه في لغة وَعْكُرْيْ : مَلِكُ الذّهبء كيَ: :ا هو 
الذّهب» ومع : : الملك 20 


وهو سُلْطَان عظيمٌ. وأخبرني بعضٌ الموثقين عن الفقيه قاضي ماسِئة أَلْمَعْ أيْدَ 


(1) المراد بالمغرب هنا المناطق الواقعة غربيٌ تمبكتوء أي منطقة حوض نهر السنغال إلى سو 
المحيط الأطلسي» وهي المنطقة التي كانت بها مملكة تكرور. 

(؟) ذهب الباحث بوغس إلى أنَّ «كيمغ' (مقطاع د85 ونودك]). تحريف لالتعبيو السوننكي 
(هطعتقحط 1 عتجمعع) » وأنَّه يعطي المعنى نفسه أي : مالك الذّهب. ينظر: 106812 
(26 روعاع1 أعدصهن0 .وععداع-8[(:0. وقد كان هذا لقبًا ملكيًا يطلق على كل ملك في أسرة 
سيسي في غانة القديمة» وهو لقب مماثلٌ للقب «امُوِيني موتابا» (1/18/60261110]828): في 
مملكة زيمبابوي الكبرى؛ لكثرة الذَّهب بِيِلْكَ المملكة» وقد تُثر فيها - كما يقول المورّخ 
دافيدسون - على أكثر من ستين ألف منجم ذهب. ينظر : 415128 .103510508 ,وازقه8) 
.(.26 الاتنطصع0 غ16 عط ها طغاء:8] عط حدم"؟ أما زعم دولافوس بأنّ «كيمغ» 
يعني : الملك الَّذِي يُخصي» وادّعاؤء بأن ملوك غانة كانوا قد خوّلوا أنفسهم حقٌّ إخصاء كل من 
يخالفهم» فذلك وهم بناه على الاشتراك اللّْفظي لكلمة (كايا التي تعني العضو الذّكريّ كما 
دي التعبدياعد نيجه ولا شك أنّها تعني يقتا" ؛ اغبي ومن المستبعد أن يكون معنى 
«كيَمغ»: الملك الَّذِي يُخصي ؛ لما فيه من بذاءة وتعسّفِ وإشارة إلى الظُلم والاستبداد» وملوك 
غانة كانوا أحرص في رسم صورة إيجابيّة عن أنفسهم» وأن يبدوا حامين للعدالة في ممالكهم. 
ينظر : .(213 يعتأطصطظ نإقطاع500 عط 20ه دنعل طحصة1' .مطم1 .0 جاع تحمسكع) 


5 7 
الباب الرابع: دولة كيَمَع 62 








الماس: سني» 7" أن يمع من الملوك الأوائل» وقد مضى منهم عِشْرُونَ مَلكَا قبل 
ظهور رَسُول الله يل واسم بلده قُنْبٍ. ُنْب مدينةٌ عَظِيِمَةٌ "6 وكان انقراض دَوْلَتِهِم 

في القَرْنٍ الآؤل من الهجرة التتوكة: وحَذُئنِي بع السْلَفِ أذ آحِرَهُمْ كُيِسَمَيْ 
(بكاف مَفْتُوحة قَنُونٍ مكسورة وسينٍ مُهْمَلَة وعَينِ مَفْتُوحة قبل ياء ساكنة)» وهو 
الملك في زَمَنِ رَسُول الله يك وله بَلَدّ اسمه كُرْنْكع» وهو مَسْكَنٌ أمّه وهي الآن 
باقية عامرة. 

0 إن له ألت حَيْلٍ مَرْبُوطِين في داره. عادة تعروقةٌ إِنْ مات واحدٌ منهم 
يرجم جيه زا نكال جوقة قبل السماء: وني ي اليل كذلك. ولا يَامُ واحدٌ 
منهم إلا عَلى رَرييّة” " ولا يُرْبَظ إلا بحرير في عُدْقِهِ وفي رجله. ولكل مِنْهُم آنيدٌ 
مق التكاس يول قبهاة ٠‏ لا يفْظرٌ من بَوْلِهِ على الأرض قطرةٌ إلا في الإناء» لا في 
ليل ولا في نهار. ولا ترى زبلاً واحدًا تحت واحدٍ منهم» ياكزوسه من الغتم 
ثلا أل يسجلكُونا نع واحدٌ منهم يقومٌ بِعَلَفِه وواحدٌ منهم ب بِسَقية» وواحَدٌ 
مثهم مُوّكُلَ على رَصْدِابُولِهِ ه وحمل رزّبله. . هكذا أخبرني به الشَّيْحُ م مُحَمّد تُكَادُ بن 

مُور مُحَمّد بن عبد الكريم قُونَنَّء (رَحِمَهُ الله). 





)١(‏ أَيْدَ: معناه ابن» وبه عُرف الفقيه محمد التازختي» وكان يطلق عليه : محمد أيد أحمدء وهو 
راب المغيلي» والقلقشندي, واللقاني. (السعدي. ص4".) 

(0) قنب: أو كومْبي صالح (2اء[53 أطتصسد>). هي المدينة الأثريّة المكتشفة التي يُحتمل أنها هي 
مدينة قُنب المذكورة: وأنَّ البكري وصفها عاصمةً لغانة القديمة» وذكر أنّها مؤلّفة من مديتتين 
على غرار معظم الحواضر السُّودانيّة : : إحداهما هي مقر الملك» وتدعى «الغابة»» واللأخرى 
تجاريّة بها المسلمون. بها اثنا عشر مسجدًا. و(قُنب/ وَعَدو) هما النّسمية المحليّة لغانة. كان 
اكتشاف آثار كومبي صالح الأولى على يد الحاكم الفرنسي ميزييرٌ 2/121 06 أعصده8):(ع1 
عام (1915م)» وتقع على حوالي ٠5(‏ ميل > ٠”الاكلم)‏ شمال باماكو عاصمة مالي الحديثة. 

(؟) الزَّربيّة : هي الوسادة تبسط للجلوس عليهاء وجمعها (زَرابِيَ)؛ وفي التّنزيل الحكيم : «وَرَرَاِفُ 
نوه 4 (الغاشية : 17). أمّا (الزّريبة) بتقديم الياء على الباء؛ فهي حظيرة الغنم. 


١ 12‏ 5 كاه 
هه تاريخ الفئّاش 


وكان )أي كَيَمَع( يخرج بعد 

[ص47] 

عشاء كل ليلة يَسْمُرُ مع فَؤْيِه. ولا يخرجُ حنَّى يجمّعَ عليه ألف حُرْمَقٍ 
ومسقيغا في واني دماح ميلككات وو قد بد دلا يشل جزل واستة» ديقي له ما 
بين الّّمَاء والأؤض وَيُشَرِقُ البَلَدُ كله كم يأتي ويجلسٌ على مَنَطةٍ الذّمّب 
اا ا و و ا ا 
ا ا ا لسري 
يَأكُلُء ”2 فمتى تمَّ الأكل يقوم ويدخل» ولا يقُومُون حنَّى تَصِير الحرْمَاتٌ رَمَاداء 
ثُمّ يقومون. وهذا على الدّوام. 

م أفنى لله مُلْكَهُمٍ وسلّط أردالهم على كُبَرائهِمْ من قَويهمْ واستَأصَلُوهُمْ 
وقتلوا جميع أولاد مُلُوكِهِمْء حتَّى يبقرُوا بُطُونَ نسائهمْ ويخرجُوا الجنينَ ويَفثلّهم. 

واختّلِف أي قبيلةٍ هم كانوا منها: قيل من وَعْكُرّيْء وقيل من وَنْكَرَ وهو 
ضعيفٌ لا يصحٌ. وقيل من الصّنْهَاجَة وهو أقربُ عندي. لأنهم يقُولُونَ في نسَبهمْ 
أَسْكُعُ صُوبَ (بهمزةٍ مَفُنُوحة فسينٍ مُهْمّلة ساكنة فكافٍ مَضْمُومةٍ فعَيْنٍ مَضْمُومةٍ)» 
وهو حَمْ في اصطلاح سُودَانَ لقبًا. والأصَحٌ أنهم ليسُّوا من السَّوادِينء واللهُ أعلم. 


و جد جود وود مووي لبو بصحة 
مِنْ أمُورهمُ يَقْطَعُ بهاء ولم يَتَقَدّمْ لهم تاريخ ؛ َيعْتَمَدُ عليه. 


)١(‏ من العادات القديمة في ممالك أفريقيا ألا يأكل الملك بحضرة العامة؛ وفي بعض المصادر 
إشارات إلى هذه العادة» منها ما ذكره العمري عن مانسا موسى أثناء جوازه بمصر للحجء قال: 
ومن عادة هذا السلطان أنه لا يأكل بحضور أحد من الناس كائئًا من كان. بل يأكل دائما وحده 
بمفرده» (مسالك الأبصارء ص9١١).‏ 





الباب الخامس 


شي عال 


وقد آنَ أنْ نَرْجِعَ إلى المقصُودٍ منْ ذكر تَرَاججُم الأساكي» فقد أَظَدَبْنَا في هؤلاء 





وءه 


وتسعققره تعالى لنبحاتك اللي ويَكْتَّدِكَء أشهّدٌُ أنْ لا إله إلا أنْتَء أسْتَغْفِرُكَ 
وأُوبُ إليك.”"© 


1 


65 عه 


نُمّ بعد شي بارٌ:”" دَلْ يُنْبُه ثم شِي مَادُمُوء ثُمٌ شي مُحَمَّد ُوكياء ثُمّ شي 
مُحَمّد فَارَه ثُّمّ شي بَلْمَ ثُمّ شي سِلْمَانَ دَامَ - وفي بعض الرّوايات دَانْدِ هو اسمهء 
وهو جَدُ أهل بَلَدِأَْحُمء وهو الَِّي غلب أهل أرض ميم وكَسَّرَهُم 

[ص"4] 

وأفسَدَ مُلْكَهُمء وكانوا قبل ذلك في مُلْكِ عظيم وقوَّةٍ قاهرة» خرجوا عن 
تلان ملا» وكان في ميم اثنا عضر ملكا وراشق فِيمَ كن وسنهم أئمن 
أُمرَائِهِمْ : تكفِرٍ سُومَ وهو الَّذِي يقف عليه سُلْطان ماسِنَ ويَأحُدُ الْابَ له ويبَايعه 





)١(‏ يغلب الظنٌ أن هذه الفقرة مقحمة هناء ولعل أنسب محل لها نهاية الفقرة الموالية لهاء أي بعد 
جملة: «ويلقى به في موضع بلده الخرية...». 

(؟) من الواضح سقوط جزء - لا نحسبه يسيرًا - هنا؛ إذ إن سياق الحديث والبدء بسلسلة الملوك 
بهذا الشكل دون أن يكون لشي بارٌ سابق ذكر» يدل على سقوط جزء من الكلام. ويقوي ذلك 
قوله: «فقد أطنبنا في هؤلاء...' ويحتمل أن يكون محمود كعت قد أورد في هذا الجزء 
الساقط أقاصيص كثيرة عن ملوك كيمغ» وهي روايات شفاهية تغلب عليها الصفة العجائبيّق 
ولعلَّ ذلك ما دعا ابن المختار محرر الكتاب أو النساخ من بعده إلى إسقاط هذا الجزء. 


7 تاد الفْنَّاتْ 
لعن ربخ الفثا 
داوملل ببس يي 
مْلَعُ له قِمِيصّهُ ويتأزَّرُ به قُدَّامَهُ. وأئَرُ مَدِيئيهِ هُنالِكَ مخرُوبّة» واسم ذلك الملك إلى 
الآن باق ذليلٌ يمشي على رِجَلِه بلا دَابّة» وقد رَّالَ مُلْكْهُ وبقِي اسمُّةُ» فسُبْحانَ 
َ و وود 5م - ع 6ع 2ع ملاعلاه 07 لي 1 
الملِك الدّائم! ويرُورُهُ سُلْطَانُ مَاسِنَ إلى الآن يَرْهُمُ أنَّهُ يكبَرَكُ به ويَظلُبُ دُعَاءَهُ 
وَإِذْنّهُ وينزلٌ عن دابَيِهِ ؛ لتَحِيِّيهِ تَعْظِيمًا له ويلقى به في موضع بلده الخربة.'" 

م حَلَف سِلْمَانَ دام الطَّالِمُ القابنة الزلموة المقلط مي غاق8؟ ومن آخرّهمٍ 
مُلكًا انَّذِي سارت اث بلع كي وكان مَنْصُورًا وما قابَلَ ركنا قصةة أ 
خوبة» وها كير له خيقن كان فيه قط ؛ غالبًا غير مغلوب. لم يتركُ بلدًا ولا مدينة 
ولا قرية من أرض 5 إلى سِِردُك إلا وقد جرى خيله فيه وحَارّب أَهْلَهُ وغارٌ 
)١(‏ مملكة مِيمًا :(1/16128) من الممالك التي برزت وتألّقت إثر تدهوّر مملكة غائة الكبرى. كانت 

تقع بين نهر ديبو ونامّبالا (213م281312) في الجنوب الشرق لجمهوريّة مالي الحديثة. ويرد 

ذكرها عادةٌ في التواريخ مقروثًا بمملكة المادينغ بقيادة صونجاتا؛ إذ كانت الملاذ الآمن الَّذِي 
لجأ إليه صونجاتا فرارا من الطاغية سُومنغورو (511111811810111) آخر ملك صوصوء وقد آواه 
ملك ميما موسى تُتكاراء وأمدَّه بالعتاد وبالجند لمحاربة سومنغورو واستعادة مُلك أبيه» وحين 
ظفر صونجاتاء وقهر ممالك السّودان الغربي» تمنّعت مملكة ميما باستقلال نسبي» وبحماية 
إمبراطورية صونجاتاء وكان يُطلق على ملوكها تُنكاراء وعليه يرى بعض المؤرخين أنَّ مملكة 
ميما هي المقصودة في حديث العمري عن مملكة غانة حين ذكر أنه.. «ليس في مملكة صاحب 

هذه المملكة من يطلق عليه اسم مّلك إلا صاحب غانة» وهو كالئّائب له. وإِنْ كان ملكا» 

(المسالكء ص١١١).‏ سقطت مملكة ميما عام (١914ه//1579م)‏ باحتلال. الملك شي سِلمانَ 

دام عاصمتها. كما هو مذكور هنا 

(؟) لم يرد عند ابن المختار استخدام لقب «سّن» لملوك صونغاي. كما لم يود عند السعدي استخدام 
لقب ١ث‏ شي» لهم. ولعلٌ سبب هذا الاستخدام هنا وهناك يرجع إلى الاختلاف اللّهجي بين 
الكاتبين» أو إلى الاختلاف الرَّمني الذي غلب فيه لقب على آخرء وكان لقب ١شي»‏ هو 

المتقدم. 
() كنت: مملكة أو زعامة في القرن الخامس عشر والسَّادس عشر» كانت واقعة شرقي نهر دندي» - 


2 
الباب الخامس: شِي عَالٍ 1 


ومعنى شِى » على ما وقفتٌ عليه من خط بعض أئمّتنا : محمود. قال معنى 
شِي : كن أي خليفةٌ السُّلْطَانْ أو بَدَلَهُ أو عِوَضْهُ. وهو سُلْطَانٌ جَبَّارٌ قاسي 
القلب» يأمر بإلقاء الطلفل في المَهْرَاسٍ ويأْمُرٌ أَمّهُ هٌ أن تَدُقهُ وتَدُقُهُ الأمٌ وهو حي 
وتظعية الكورل»: وكان فاجرًا فاسفًا. وسّيْلَ بعض شُيُوخ عَضْره من أهل مُورْ كُيْرَ: 
مول كافر؟”"' بأنَّ أفعَالَهُ أفعالُ الكمَّرَةِ وهو يَنطقُ بِكَلْمَتَي الشَّهادَةٍ ومن 

قوَّة في العلم. 

وانظر في أفعال كُفْرِه يَْثْلُ الفقَهَاء وكَمْ مِنْ قُرَّى هِدَّمَهًا وقثَلَ أعّاليه بالئّار 
يُعَذّبُ النّاسَ بأنواع العَذاب وَتَارَة يحرق بالثاق ويقثل بده وثَارة 

لص؛؛] 


يبني ًا على حيّ ويموثُ تحته» وتارةً يَبْفْرُ بظنَ امرأةٍ حَيّةَ ويُحْرجٌ جنيَهًا. وفيه 
من سيّءِ الأعْمَّالٍ وسُوءٍ الرّعَايةِ ما لا يَسَمُّ هذا المجموعَ حَضْرٌ بَعْضِه. 

وَلِيَ سَلْطنة سُنْعْي سنة تسع و ستّين من القرن التَّاسِعء ومَكَتٌ فيها سبعًا 
وعشرين سنةً وأربعَةَ أشهر وخمسة عَشَرَ يومّاء وعي يننة تلع ويشوين وتماتعالة: 
هكذا نقلتّه من «دُرَرٍ الحِسَان في أَخْبَارٍ بعض مُلُوك السُودان» تأليف بَابَ كورين 
الحاج مُحَمّد بن الحاج الأمين كانو. 

وما له مِنَ الأعداء عَدُرٌ مَسْحُوطظ عليه يَبْلْمُ عنده قُلَنء كل م راك بريه عق 
القُلانيّين إلذَّ قله لا عَالم ولا جَاهِلء لا رججال ولا نسَاءء لا يَقبَلُ للعالم منهم لا 
صَرْفٌ ولا عذلٌ. قثَلّ قبيلة سَتْفّر حبّى ما أبقى منهم إلا طائفةً يَسِيرَة اجْتَمَعُوا كلّهم 
شماليّ داهوميء وتُعرف بمملكة كيبي (16561)» ويطلق على زعمائها «كانتا». أمَّا سبردك/ 


سبريدوغوء فهي منطقة سيغو في جمهورية مالي الحاليّة. 
)١(‏ كأنَّ هنا كلمات ساقطة مثل : فأجاب بأنَّ أفعاله... 





0 تاريخ الفئّاش 


ا الليَيَُيُمكسسكسسسااا 22000707000 
في ظلّ شَجَرَةٍ واحدة وويقق كلهم. وكان يأَحُذُ بعضّ أحرار المسلمين ويُعْطيهم 
لبعْضِهمْ ويَرْعْمْ أنه يتصَدَّقُ بهم عَلَيِهِمْ. 

وكان أهلُ زمانه وجُتُودُه يُكقَبُونهُ بدَالِ وب علقولة. وما ناد اتحدًا نهم إلا 
أجابه دالٍء (وهو بدالٍ مُهْمّلة وألفٍ ممدودة ولام مكُْسُورة)». وحَدَّكنِي بض 
أصحابتاء» وعر ققد والقر بن عبد اله بن شلتيوك القُلاني (رَحِمَهُ الله)ء أنّهُ 
سمع القَّاضِي أنا العكاسن سقدي احمد بن أندّغ مُحَمّد (رَحِمَهُ الله) يقول إِنّهِ لا 
يجورٌ آنْثُلقّتَ أحذابهة لأنَّ معناه: تعالى» وهي تختصٌ بربٌ العزَّة وهو الله 
تعالى. وكذلك دُولِنْتَ (وهو بدالٍ مهملة فواوٍ ممدودَّةٍ فنُونِ ساكنة فتاء مَفْتُوحة)» 
وبعضهم يقول «دُورِنْتَ» (بالرّاء» فهو خطأء قال: معناه عَبْدٌ المولى» وأعني 
بالمولى: شي لعنةٌ الله 

[صه:] 

عليه. ودالٍ هذا لا يقال" اليوم إلا لكُومكُيْ وحن وينبغي أن يتنّة أهل 
الوّرّعَ والظّلَبةٌ عن ذلك. 

وكان شي هذا فرغ أيَّامّه في الغَرّوات» وكان دارُ سَلْطَئَيِه في كُوكيا”" وفي 
كَاعٌ وفي كَبََء ودار يُقالُ له تِلَء وفي وَرَعٌُ من أرض دِرْمّ يجاورٌ بلد أنْكُبَ 


عقاف 2 


ويقابل بلد جِنْجَو. ولا يستقرٌ في أحدٍ منها. وكان مَنْ تَقَدّمَهُ من شِبّين يسكنون في 





)١(‏ في الأصل (يقالها) يزيادة الهاء. 

(1) كوكيا (أو كوكي» كُوكيّة): هي العاصمة الأولى لمملكة صونغاي في عهد ملوك زا وملوك شي. 
تقع كوكيا عند ثنية نهر النيجرء ويغلب الظنٌ أنها هي مدينة كوكيا-ينتيا (دنامعء 8 سهز نل جك]) 
الموقع الأثري الواقع في حدود مالي والنيجر الحالي. تقلت عاصمة صونغاي من كوكيا إلى 
غازْ شمالاً في القرن الخامس الهجري (-الحادي عشر الميلادي) وذلك إثر ازدهار غاؤء 
وإسلام ملوك زا. 


93 7ت 
الباب الخامس: شِي عَالٍ 5 
.لاملل نم سس بت 





وكيا إلا شِي عَالٍ هذا المَاجِرٌء هو في العَرّوَاتٍ أبدًا.7» 
وخرج في أوائل سَلْطَئَيِهِ إلى بلد دِيّرّ. وسمع بخبر سُلْطَان مُوشي المسَمّى 
كَمْدَاءٌء وارْتَحَل من دِيّرٌ والَقَيّا في كُبٍ» وهَرّمَ جِيْسَّهُ وَتَبِعَهُ إلى بَنْبَرَّهِ ونجا بِنفْسِهِ 


حتَّى دخل في بَلَّدِهِ في دار مملكته ا لح رقم ثم رجع شي عليّ» 0-7 تشيكتٌ 


ءاه 


كُيْ مُحَمَّد نَضْءْ وأسْكِيّ مُحَمَّد وأخوه كُرْمِنَ قَارٍ عمر وم مُحَمَّد نَضُ سُلْطَان 
تبكث”" وكْرَنَ قت وأبو بكر وقَرَنْ عثمان في ذلك الغزو. 

وطلعَ على شِي علي شَهْر رَمَضَانَ في بَنْبرَه وصلّى العيد في كُنْيِع ورَجَعَ إلى 
ُونَع؛ وخرج في كونع إلى بشم وقثّل بشم. ومَضّى إلى تَمْسَعْء وطلع عليه شَهْرٌ 
َمَضَانَ في تَمْسَعْ وصلَّى فيها العيدء ثُمّ دخلّ في إثر بَيْدَانْ حنَّى انْتَهَّى إلى ذَاعْ » 
وقَتَلَ مُودِبٌ وار هناك» ثُمّ خرج من هُنالِكَ إلى فَكرِء ثم خرج من فَكِرٍ ورجع إلى 
تَمْسَعْء وطلّع عليه شَهْرٌ رَمَضَانَ في تَمْسَعْ, وصلَّى العيد فيها. وأخدّ المخْتَارَ في 
بِلَّدِ ككرٍء”" وقاتل أهل دُنْدِء ثم رجع إلى سُورَ بَنْتَنْبَع» ثم مضى ورجع إلى كاع » 
وفي اسم كَاعٌ لختان: كَاعٌ وكَوْكَوْء وطلع فيه شَهْرُ رَمَضَانَء وصلَّى العيد فيه. 

َم أخرج أشْكِيَ 

[ص":] 


(1) في الفقرات الآتية دلالة قوية على أنَّ سن علي قد أفنى أيامه في الغزوات؛ حيث قد بلغت 
السنوات التي واصل فيها الحروب والغزوات بلا انقطاع أربع عشرة سنة» بدأها منذ أوائل 

(؟) هنا تكرار؛ حيث إن محمد نض الأول المذكور هو عين المذكور الآخر. 

() يعني المختار بن محمد نَض» وكان أمير تمبكتوء سجنه صن علي عام (١494ه/‏ 1587م): وقد 
بادر أسكيا الحاج محمد - حين تولّى السلطة - بإصدار أمره بإطلاقه؛ ليردّه في منصبه» لكنّه 
وجد أنَّه قد مات في السّجن؛ فبعث إلى أخيه عمر بن محمد نض الَّذِي كان قد نزح إلى مدينة 
بيرو (ولاتة)؛ فعيّنه حاكما على تمبكتو. 





حرو اه 
05 تاريخ الفتّاش 


بَغْنَ وأرسله إلى تُسْكُ - فانظر اسم أسْكِيَ في وقْتِ شي وَزَّمَنِهه وهو بخلاف 
ما عليه جل النّاس بأنَّ أشكِيّ مُحَمَّد هو أوَّلُ مُلَمَّبِ به وتَسَمَّى بذلك حبّى ذكروا 
وسام اه يي 220 

.0 وم 2 

و بان اليك بن مقي بن ل ل ا ين وصلّى 
العيدَ في كُوكياء ثُمّ كر راجعًا إلى كاع» وخرج بجيشه إلى أزَوَتْ وقتّ غَرْوَتَه 
ومات أسْكِيّ بَعَنَ. وارْتَحَل شِي عَالٍ إلى تُسْكُء وطلع عليه شَهْرٌ رَمَضَانَ في بلد 
َعْسِرٍ من بلاد مُوشء وصلَّى العيد فيه.7” 

550 ا كن اع 2 

ثُمّ ارْتَحَل إلى بحر لول» وجمع جيشًا كثيفاء وأخرج دَنْدِفَارٍ أَفنْتَ وجعله أمير 
ذلك الجيش كلّهمء وفي الجيش مَيْكُيْ بكر - انظر أيضًا اسم بحُي في دولته» 
وهو أيضًا يخلوق :ما يَتُولُها أهل د سُنُْيٍ بأنّهُ لم ينشأ إل في زمن أسْكيًا محمد 
وذكروا سببٌ تَلْقِيب ميك بذلك» وسنذكرٌ ذلك في ترجمة أسْكِيَ مُحَمّد. وفي هذا 
الجيش أسْكِيَ مُحَمَّد وهو مُلَقَّبٌ يَوْمَيِلٍ بِتَنْدِفَرْمَ وفيه أخُوه عمر كُمْرَاءْ وهو 
يَوْمَئِذٍ تل فَرْم وفارَنْ عثمان. وأَرْسَلَّهُمْ إلى قصاص مَحَمّد كَيْرَوْ في كنكئ. 

)١(‏ لعله يشير هنا إلى زعمهم بأنَّ أصل كلمة «أسكيا» دعاء دعت بها بناتُ صن عليّ على أسكيا 
الحاج محمد ومعناه: لا كان ملكا قط! وذلك حين بلغهن هزيمة أخيهن في معركته مع أسكيا. 
لكن ابن المختار لم يتعرض لهذا الموضوع في ترجمة أسكيا كما وعد هنا. 

(؟) في تكرار إشارة الكاتب إلى صلاة العيد تلميحٌ إلى تقليد قديم في بلاد السودانء ألا وهو إعلان 
الهدنة والكف عن القتال في رمضان» وحتى في عهد متأخر في القرن الثامن عشرء كان هذا 
التقليد موجودّاء واشتهر به القائد سيكو وَائَارا (ت08١١ه/‏ 1740م)» الذي حكم في مناطق 
ما يُعرف اليوم بشماليٌّ كوت ديفوار» وجنوبيٌ بوركينا فاسو. ينظر: ,1806611 /[31128.آ) 
م11 نذن) ,0لاه1' مقعتككة أوء آلآ مذ تسقاذ] تسدعنا5 عط لممنرعى8 
.(.(1992 رؤوع ةط اولع نالآ 


لباب الخامس: يي عَالٍ ف 


ورجع شي إلى كاع» ولم يجلس فيه؛ ومضى إلى بَرْكُنَ مدينة التي فيها دارٌ مملكة 
مُوشِكُ ودمّرها وأسر أهلّها وَلّهُم شر قثلّة ُمٌ خرج إلى مل وهربوا ولميُدْركهُمْ 
ورجع وجهّرٌ جيشًا عظيمًاء وجعل مَيْكُيْ يعني أمير الجيش إلى قتل َنْكِ يَمْمَعْ 
وقتّلوه. ورّجّع الجيشٌ إليه» وَارْتّحَل بهم إلى ككرء وأخذ مُنْدُ كَنْتَ في كِكرٍ. 

[3ص27] 

جيشًا وأرسّل دَنْدمَارِ قب إلى قتل بَيْدَانْ في بلد تُومَ. ومضى َارَنْ أَمنْبَ إلى 
َنْدٍ لأمر أرسله شِي عَالٍِ به وَرَجَعَ مُنْذُ وَنْكِ بالجيش إلى شي عَال. 

ّمٌ خرج شي عَالٍ وطلع عليه شَهْرَمضَانَ في داع وصلّى العيد هناك؛ كُمّ 
مضى ورجع إلى حِنّ ‏ وقدم عليه مُنْذُوَنْكِ مع الجيش والتقى به في بَلّدِ جِن» 
ولع عليه شَهْر رَمَضَانَ في جِنٌ» وصلَّى العيد فيه. وقاتل أَهْلَ جِنٌّ وقاتل أهل مَل 
مَرَتَيْنَ نّم مضى وحمل القُلانيينَ إلى كَوْكَوْء وطلع عليه رََضَانَ في جَاكوّاء 
وصلّى العيدٌ في كَنَْء ثُمّ طلع عليه رَمَضان في كَذِبٍء وصلّى العيد فيد ؟ ثْمّ طلّعَ 
عليه رَمَضان في جَرْكَ وَصَلّى العيد في مَنْتِء ثُمّ رجع إلى البحر» وطلع عليه 
رَمَضان في مَل وصلَّى العيد في يَعْثُل ومضى ورجع إلى كَاعٌ؛ وطلع عليه 
رَمَضان فيه» وصلَّى العيد» ثم انَل من كَاعٌ في يومين من شوّال؛ ومضى إلى 
تند وقاتل أهل تُنْدِء ونزل في دو ومكث هناك شهرًا 





تمصع سرور الوشكن إلى ينه 0 30-6 ودخل في إثر 
مُوشِكَيْ. وجاء إلى سِيل» وقتل سِيلكُ. 


[ص8م:] 


1 رف أي مدينة ولاتق وكان ذلك عام (8864ه/ ٠148م).‏ وفي يَلْكَ الغارة غلب ملك موشي 
أهل بيروء وسبى عيالهم. ولكنهم سرعان ما نظموا صفوفهم؛ ؛ فتعقّبوه وانتزعوا منه جميع ما - 





59 تاريخ الفتَّاش 
1 57 عم الك ما يعلد 2 لك 3 
ومضى إلى كنتع» وطلع عليه شَهْر رَمَضَان في كنتع » وصلى العيد في سَامْ. 
ع اه اس 2 3 8 00 
وارْتحَل مُوشِكَيْ إلى سَامْ» ووجد شي حمل أهل بيته وماله. ومضى مُوشِكيْ في إثر 
شِي عَالِء ولحقه وطلع على جَيْشِهء وخاف وكرّ راجمًا هاريًا على عقبه.”" ونِقّلتُ 
هذا عُلّهُ مِنْ كتَابِ الجدٌّ ألْمَعْ محمود بن الحاج المُتَوَكلء بخظ بَعْضٍ طلَبَتِه مِنْ 

قَْلِهِ. وارْتَحَل شِي عَالٍ في دير والتَمَيّا في كب. 
وفي سنة ثلاث و سبعين .”© انكسرٌ مدينة تنبُحْتُ» ودَتَلَ فيها في اليوم الرابع 

فق رحني وفى يَلْكَ السّنة خرج الفقية العلامة شيخ الإسلام محي الدَّين القَاضِي 

الى الثم تسصود ين عبر ب نشكقة اسمن مر ورج إلى الإقنة لزعت 1ن 

2 يي 

حت سبى منهم. (السعديء ص19): كانت بيرو مدينةٌ تجاريّة في عهد ملوك غانة» علت شأنها 
خاصّة بعد اضمحلال شأن حاضرة غانة؛ واضطهاد ملك صُوصو سومنغورو للمسلمين التُجار 
بغانة؛ فنزحوا إلى بيرو ولاتة» وقد باشر صن علي (عام484ه/ 1541م) بحفر قناة لربط هذه 
المديئة بحركة الملاحة على نهر النيجر عُرفت ببحر #رأس الماء؛ لكنه شُغل عن إكمال هذا 
المشروع بغارة ملك موشي المذكور. وزاد نفوذ مدينة بيرو مرَّةٌ أخرى ومكانتها التجاريّة 
والعلميّة بفعل غارة صن علي على مدينة تمبكتو؛ إذ قام زعيم تمبكتو عقيل بترحيل علماء 
تمبكتو إليهاء قيل رحَلهم على ألف جمل» وكان فيهم القاضي الفقيه عمر بن محمد آقيت 
وعائلته» وقد تون جل أولئك العلماء بمدينة ييرو» ولم يعودوا إلى تمبكتو بعد هلاك صن علي 
وقيام دولة أسكيا الحاج محمد. 

)١(‏ في تكرار ذكر الكاتب لصلاة العيد إشارة إلى تقليد قديم في بلاد الشُودان» ألا هو الكتُ عن 
القتال في رمضان» وفي عهد الأساكي» كانوا يكفون عن الغزوات في شهر شوال» ويطلقون 
عليه «شهر الرّاحة». 

(؟) كان ذلك عام (844ه/ »)١41/4‏ ومرشكي: أي ملك موشيء وهو تُعسرء وتقع مملكة موشي 
جترتي صونغاي (في بوركينافاسو الحاليّة)؛ وتُعرف بمملكة ياتيئغا (6288]/ا): والأرجح أنَّ 
المعنئ ها هنا هو الملك نعسر الأول الذي حكم فيما بين عام (141/6 و ٠16م)‏ تقريباء وهو 
َي وقعت الحرب بينه وبين أسكيا الحاج محمد (عام4 ٠9ه/‏ 1594م). 

(0) أي سنة (#الا/ه)ء الموافق (1574م)»: وزاد السعدي أنَّ ذلك كان في السنة الرّابعة أو 
الخامسة من سلطنة صن علي» (ص98١).‏ 





الباب الخامس: شِي عَالِ 





فاعلّمْ أن شي وأسْكِي مُحَمَّد وموز مَوْكَارُ جد أهل مُورِكُيْرَ وفقهاؤها كلهم 
من أصلٍ واحدء”"2 وجميع مَنْ يُلنَّب بِمْيْ كُمَيْدَع ومُيْتَنك ومُيْهَوٌَء وَمُيكُمَ» 
ومُيْفِرَ ومُيِتَاصُء ومُيْعُيْء ومُيْيُوره ومُيْرّع. واسم بَلَّدِهِمْ ير وكل من كان في 
هذا الإقليم أصلَّهُم من المقرب”" من وعكرئ وولكر 9؟ وكدك أسال كل من 


(2) 


َأيْتُهُ من أهل كَيْعَكَء”* وبِيْتُ”*' ومَلَّ وجَعْمُنُ ”2 وكذلك: هل كان عندكم في 


)١(‏ هنا إشارة إلى أن ملوك «شي/ سّن' من أصل زنجي. بينما الخلاف في أصل ملوك «زا و كيمغ» 
الذين سبقوا ملوك «شي» في حكم صونغاي. 

(1) يراد بالمغرب في معظم سياقات هذا الكتاب المناطق الواقعة غربي صونغايء أي المناطق 
القريبة من ساحل المحيط الأطلسي حول نهر السنغال. 

(*) ونكر: ورد هذا الاسم في مصادر التَّارِيخ الأفريقي (العربية واللاتينية) باختلافٍ طفيف بين 
هجاءاته؛ إذ ذكر الإدريسي هذا الاسم وكتبه على (ونُقارة)؛ ورسمه البكري على (قَنْقارة أو 
كنْكارة)» وقال إنهم قبيلٌ من السودان بغربي مدينة بنكلابِين: ورُسِم في «تحفة النظار» عند ابن 
بطوطة على (وَنْجَرانّة) وذكر أن مسكنهم بلدة كبيرة اسمها زاغّري» ولكن المصادر كلَّها تجمع 
على أنّهم هم تجار الذعيه . ومن الهجاءات اللاتينيّة : ,701188218 ,852118212 ,7773118212 
8 81/218213 ,1:32106 أما عن معنى هذه الكلمة فقيل إِنَّها مركّبة (وا + غارا) 
أني : وا: الملك. غَارا: أهل؛ أي أهل الملك ورعيّته. ومثلها (وا+غادو)؛ أي أرض الملك» 
وأخذ أسامي الممالك أو القبائل أو المدن من اسم الملك الحاكم بها ظاهرة شائعة في أفريقياء 
وإذغب اتخرون إلى أن معتوح.واتعاا (أرض التهب):تكرة مراذفة لقان ويعفيد ذلك ها ورد 
الإدريسي من أنَّ ونقارة هي بلاد التّبْره وأنَّ من مُدنها التجارية الكبرى تيرّقى.. وفي «الفتاش» 
هناء قد يُفهم من كلام ابن المختار أنَّ وانغارا يعني (تاجر)؛ وهذا الرّأي لم يصرّح به أحدٌء 
ولكن يعضده تسمية فصيلٍ من الونغارا صراحةً باجولا» أي تاجر. 

(54) كيعك: أي مملكة كيّاك التي سبقت الإشارة إليها في هامش [ص75]. 

(6) بيتٌ/ بيظ : مدينة كانت بالجنوب الشّرقي من مملكة صونغاي» وتمعل ختدودها الجنوبيّة 
وكانت بها مناجم الذّهبء وتجلب ذهبها إلى سوق جيني وتمبكتو (السعدي؛ ص١١)2‏ ويبدو 
أنَّ مناجم الذّهب بتِلْكَ المنطقة: ؛ لم تكن كليًا تحت سيطرة صونغاي. غير أنَّ أسواقها في جيني 
وتمبكتو كانت في قلب صونغاي. 

(5) جعفن : 221 ,11قنا0121آ) أل مملكة رفون كما وردت في المصادر العربيّة.. قويت إمارة - 


7 تأ يض الفكات 
2 تاريخ الفّاش 
أرضِكُمْ قبيلةٌ ميْكَمَ» ومُيْئدكُ؟ فيقول: : ما سمَعْنَاهُ ولم نَرَّه. 

وكان هذا الفاجرٌ يعني شِي عَالِ ملكا مُطاعًا مَهِيبَا ٠‏ حََافَهُ رعيّتُه لشَره. أرسل 


هو 


وسُولة إلى تك وهو في بلد جِنَّ يحاصِرَهُمْ. وأتاهُ بأنّ أهل تُنْبْكْتٌ يهرون» 
ويرجع 

[صة؛] 

أهل يبر إلى بير وبعضُهُم إلى مط وتيشيث» ويرجع كل قوم هاريين ن إلى أرعق 
اضله. وأمر سول أي وت وَصَل إلى تت أن يادي صارحًا بهم أذ الشلقا 
شي قال: "من كاه في طاعت قلا رين مله «الايلة إلأني فزق وواء الجر ولق 
تخت ليبح فجاء الول وقت الؤوال وضرب القل الذي فى به واجقتع 
إليه النَامنُء فقال: : إن السلْطَان يأمركم بأن ترحَلُوا أ جمعين إلى هَوْكِيٍ راحلين. 
وأخرج سيفًا في كمّه وقال : هذا سَيْفُهُ. قال: : مَنْ بات في البلد هذه اللَّيلَةَ فأذبحه 
بِسَيْفِهِ هذا. ٠‏ قال الرّاوي عن شَيْخْه مُحَمّد باب بن يوسف: : فما كان إلا كلَمْح البَصرٍ 


حنَّى رَحَلُوا بأَجِمَعِهِم: ٠‏ ومنهم مَنْ لم يحيل عَشَاءَ ليلتفى وبعضهم لم يأخذ فراشّاء 

لمهم قائر وله يل في داده ثرا توما نه ريط الشرزع أرزة يتفة, وبات 

أكثرٌ ُعَفَايْهِم ومَسْائْخِهمْ في أرِيْنٌ وبعضُهُم في جَنْتّع. وقّطع قومٌ البحر لأنْ 

يبيت”"' في ضَقَيد وَوَصَلَ بعضهُمْ وما وصَلّ وقتُ المغرب» حنَّى خَلْتْ كت من 

كل أحد. وخرج قومٌ وما قَمَلُوا بابٌ ييُوتهم. ٠‏ ولم يبق إلا المرضى لم يجدوا حاملاً» 

والأعمى لآ قائدله. 

سح ب يي 2 2 

قلرية كاكنة في أؤاسطظ القره الثائلي كر النيقاضى علدهما ماف الغ بلق قن ديه 
الموحدين» وقد أورد ياقوت (ص )4١ ٠‏ أن الملثمين قد اعترفوا بسلطة ملك زفون» وأنَّ ملك 


زفون حين زار مراكش ترجّل له اله عيم المرابطي بينما ظلّ هو راكبا. 
)١(‏ في الأصل (يبات) بالألف. 


م 
لاب اخاس يلي عا 9 
وَحسيق هذا عن شره وأن عن أشي النّاس عن 


]5١ص[‎ 


انَقَاهُ النّاس لِشّرّه. وهذا عندي كاد أن يكون غير ممكنء ولا أَحسِبٌ الحَبَاج 
بن يوسف مع سفاكه للدّماء وشرّه بالئّاس أن يتأنّى له مثلٌ هذا في مثل تُنْبْكْتُ 


ونفوذٍ أمره. 

وحين خرج قاصدًا لمحاربةٍ جِنَّ؛ وَوَصَلَ القرية مُنالِكَ يُقَالُ لها شِيطيْ (بشين 
معجمة مكسّورة بعده ياءٌ ممدودة بعده طاءٌ مَفْتُوحة فياء ساكتة)» وسمع به كُرَنْ أنه 
يريد جِنَكُيْ قال كُرَنْ: هذا عارٌ عليّ! يأتي سُلْطَانُ مِنْ أَرْضِهٍ لِقِتَالٍ سيّدنا ويمرٌ علينا 
ولا نَدْفَعْهُ ونهض قائمًا وجمعَ جيشًا عَرَمْرَمًا وتلقّى بِشِي وَوَفَعَ عليه ليلآ» وأجَابَهُ 
شِي وتتّاضلا شدَّة النُضال إلى ظُلُوع السَّمْسِء وأفْنَوَا جيش كُرَنْ وكَسَّرَهُمء وفرُوا 
هاربين إلى الحبجر. 

نْمّ لما وصل بِكُونًا أتاه تك كذلك وكسَّرَهٌ وتحرّم له سُرْيَمْ وتلق نزل عليه 
بقوم لا ينْحَصرٌ كثرة» وفَعَل به ما فعل بِصَاحِبَيُوه وبات سَريّاء وجِدّكُيْ على سَرير 
مُلْكهِ مع هذا كلَّهِ نائمًا كأنّهُ لا يُبّالي. 

نُمّ خرج جِنَّكُيْ بمن لا يخصّى ولا يُعَدذُ كثرةً وتحاربًا وتَقَائَلا سه أشْهْرٍ 
يتَضاربونَ نهارّاء» َم رجع جِدكيْ : وهو كُنْبْرُ على الأصحٌء وباتٌ يبني سُورَهُ ليلأ» 
فما أصبح حتّى فاض البحر وأحاط بالبلد وحال الماء بينهما. وحَصَرَهُم شِي 
بأرْبعُمائةٍ سُمْنِ لثلاً يخْرّجَ خارجٌ ولا يدخل داخلٌ» ثُمَّ ما فارقَهُمْ إلا أن قهرهم 
ومَلَكَهُمْ ودخل في سُورِهِمِ ونرّل في وَسَطٍ دار جِنّكُْ»ء وأراد أن يَسْكُنَ فيها نما 
أَخْرّجَهُ فيها إلا الأفاعي والحيّات والعقاربٌُ. وخرج لذلك ونزل بدارٍ كانت عن 
يمين دار جِدكُنْ في ِبْلَةٍ الجامع | لكبير وحَازَّهَاء وأَنْرّل فيها فِنْيَانَهُ وأمْتِعَتَهُ بعد 


مكل تاريخ الفا 


للذا 
رجوعهء ثُمّ ملكها أسْكيّ مُحَمَّدء وقد رأيتُ جُدْرَانها بعد خرابها. 

ومتى 

]ه١ص[‎ 

اشتدَّ ضررٌ شي على المسلمين واتحاظ بالدنيا والدّين بِأسّهء وامتلأت الصّدورٌ 
بحمل حزنه وهمّه» يثس النّاس من القَرج في أمره» وقَظُوا لطول دَوْلَِ وظنُوا أنها 
لا تفنى ولا تنتهي. 

َوْقَعٌ على رجل قير صالح :رغصت يكة: وآناءذلك الققبر بيده واشتكتن» 
وحلف إِنْ لم يخرج أمامه إلا أنْ يأمر باختراقه بالثّار وخرج باكيًا ورَقَعَ يَدَهُ إلى 
المَّماء وَاسَتَقْبَّلَ القِبْلّة وقال: : «اللَهُمٌ يا رب أسألك يا كَريبُ - إِنّك ترى وتعلّم 
وتَسْمَعٌ- وان القاهر أن تملظ هذا الاجر الَاِقَ اَي طال إِمهانُكَ عليهء وغرّه 
استذْرَاجكَ به» عَلى رَجْلٍ صَالح» تَسْتَجِيبُ دَعْوَنَهُ وتُغِيتُهُ إن اسْتَعَاتَ بكَ». فأتاه 
في ذلك اليوم رَجَلان صَالحانٍ مِنْ أوْلاهٍ مُورْ مَوْكَارُ جد أهل مور كب اسم 
أحدهما مُورُ الصّادق والآخر مُور جَيِّبَ» يَمْتَكيانِ من ضُرٌ نزل بهما من قَبِيلِهِ أي 
من شي المذكور. قَلَما أبصرهما أمر بهما فقّيِضًا وتُقِمَا بالحديد» وأمر بهما إلى 
جزيرة ورموهما فيها. فقال أحدُهما : اللَّهُمّ ارحمنا منه وأَهْلِكَهُ قبل أن يقوم مِنْ 
مَقَامِِ وقال الآخر: ويكون موته على غير الإسلام. بل على الكُفْرٍ. وشي حيتَئظٍ 
في بَكَدِ يَُالُ له ثُنَّ مِنْ بَلّدِ الحبجر؛ فمات في يومه وأمْلَكَهُ مَوْثُ المج 7" 


كلما تحة تحقّقَ جُنْدٌه بموته دَفُْوه في مَكانه» ولم يُشِعْ أحدٌ بموضع قَبْرِوه (لعنة الله 

)١(‏ لا يوجد اختلافٌ كبير بين ما ذكره ابن المختار هنا بأنّه مات موت فجأة؛ وما أوزدة:السعدي 
(ص١07)»‏ أنَّه مات غرقًا وهو في طريق العودة من غزو الفولانيّين. فابن المختار قد أجمل. 
بينما فضّل السعدي ودقّق في سبب موته. هذاء ويجمعان على أنَّ موته بهذه الطريقة» أمارة سوء 
الخاتمة» وانتقام الله منه على فجوره وظلمه العياد. 





1 

الباب الخامس: شِي عَالٍ 649 
عليه). وَارْتَحَل الجندٌ في غده» وما عَلِمِ أحدٌ بموته من أهل ذلك البلد. 

وأتى 

]0١ص[‎ 

قومٌ مِنْ أهل جَيْشِهِ إلى مُورْ الصَّادِقٍ ومُور جَيْبَ في يَلْكَ الجزيرّة» وأَخْرّجُوا 
القَيُودَ في أَرْجلِهِمْ وأَخْرَجوهُمْ منّ الجزيرة في غَدِه. فسبْحَان المفرّجٌ عن كل 
مَهْمُوم المُتَفْس عن كل محزون الَّذِي جَعَلَ خَرَائِئَهُ بين الكَافٍ والنُون. إِنَّمَا أمره 
إذا أراد شيئًا أن يقول: كن فيكون. أَهْلَكَ الأميرٌ وفك الأسير. 

وكان مَوْنهُ في شَّهْر المحرّم افْتِتَاح سنة النَّامِنَ والتَّسْعِين بِعْدَ ثمانمائة مِنَّ 
الهتجرّة» انتهى. وفي «دُرَرٍ الحِسّان في أَخْبَارٍ بعض مُلُوك السُّودَان) أنَّمَوْتَ شِى 
عَالٍ كَانَ في سئَةٍ تِسْع وَيَسْعِينَ من القَرْن النَامِن'' فَمَكَثْ فيها سبعًا وعِشْرِينَ وأربعة 
الززر وعتفة عد يرما 

وكان معه ابنّهُ أبوبكر الملقَّب بِشِي بار في يِلْكَ العَرْوِء”" وحين وَصَلَّ الجَيْشْنُ 
ثَاِلاً إلى بَنْكِي وَلّوا بار مَكَائهُ في اليم النّاني مِنْ ريع الآخرء ومَدا بخلآف ما في 
«دُرّر الحِسَاناء فإن فيه أنَّ تَِْيَةَ ئِي بارْ كانّث في رَاعَّ فانظره. 

وسبقٌ مَوْلِدُ شيخ الإسُلام القَاضِي أفي الثناء محمود بن عمر بن حقد أفيث» 
(رَحِمَهُ الله ورضي عنه رأرضاه)» سَلْطئَةَ شي بسنةٍ واحدّةء لأنَّ مَؤْلِدَهُ كما ذَكَرَ 
سَيدنا أبو العيّاس أحمد بابا بن أحمد بن الحاج أحمد في مُصَنَّفِه «كفايّة المُحْمَاج 
في معرفة ما ليس في الدّيباج»”" سنة ثمان وستين وثمانمائة ©) 
)١(‏ كأنّه لا يقصد هنا الاستعمال الدقيق للقرن» وإلا كان الأجدر به أن يقول القرن التّاسع. 
(1) يستخدم السعدي الاسم: أبوبكر داعُو (ص١7)‏ ويذكر أن توليته كانت ببلدة دنغ. 


(”) هنا (ما ليس)» وأصل عنوان الكتاب: مّن ليس. 
(4) أي سنة 1477 ميلادية». وإذا حرصنا على الدّقة التَّارِيخِيّة في هذا الموضعء فإنَّ التاريخ - 





2 تادنخ الفثّات 
32 ايع القااق 


ومِمَّنْ مات في أيّامه من العْلّمَاء الأغيّان وأكَابرٍ التكرُور الفقيه القَاضِي 0 
قاسم جِنْكاسٍ» 7 وض د يحيى الأنْدّلسي النّادلسي» وهوّ نَابِثُ النَّسَبِء 








نيلربب اراب 20 
بن علي بن عبد الله بن عبد 

[ص”07] 

الجبّار بن تميم بن هُرْمُز بن هاشم بن قصيّ بن يوسف بن يوشع بن وَرُد بن 
(حهه) وتَفَعَنَا بِحُرْمَتِهِمْ.”" وقيل إِنَّ سيِّدِي يحيى تَوَلَّى القَضَاءَء وَكَنْتُ على ذلكَ 
عي وبَقِيَ الكَلآمُ عَلَى ذِكْرِ مَنْ مَاتَ في أيّامه. 

3 لنازولي ابنّه بارٌء وما أَنَتْ على ولايتِهِ أربعة ةُ أشهر”” حنّى ظهر أمر أسْكيَ 

معدن أبي بكر. وأعانه الله على شِي بارٌ في لَيْلمَيْن من جمادى الأولى في بَلَدٍ 
يُقالُ له أَنْمَعُ. وَوَقَُوا هُنالِكَ وجمعُوا أهلَّ الغزوء ثُمَّ الَقيَا بارُ وأسْكِي مُحَمّد في 





> المعطى هنا غير دقيق» فإذا كان صن علي قد حكم لمدة سبع وعشرين سنة» وسبق مولد 
القاضي حكمه بسنة؛ فإن الحاصل هو سنة (410ه)» وليس (878ه) كما ذهب إليه 
«الفتاش» هنا. 

)١(‏ القاضي جنكاس» وكتبه السعدي بالرَّاي (ص١07:‏ وذكر أنه توفي قبل صُن علي بأربعة أعوام» 
أي عام (445ه/ 1549م). 

(5) التادلسي: توفي (9177ه)؛ وهذا النسب موافق لما ورد تاريخ السعدي (ص١2)‏ حذوًا بحذو. 
اللهم إلا أنَّ هناك «حاتم بن قصي»؛ وهنا «هاشم»؛ وهو مجرد تصحيف في السعديء ولا 
ندري أيُّهما اقتبس من الآخر. 

(1) قال في الفقرة أعلاه إِنَّه تولى في شهر ربيع الآخرء إِذْنْ يتبيّن أنَّ المواجهة العسكريّة كانت بعد 
شهرّين فحسب من ولاية أبي بكر بارُو. 





الباب الخامس: شِي عَالٍ 


اليوم الرّابع والعشّرين من مجمادى الأخرى وهو يوم الاثنين.”'' ودخل بَيُنَهُما حربٌ 
شديدٌ وقتالٌ عظيمء حنّى ظنَّ النّاس أن القَنَاءَ نزل بهم. ومع شِي دَنْدٍ قَارِ أَقُنْتَ» 
وهو مِنْ أشْبّع النّاسٍ» رمى نفسَّهُ في البحر وماتٌ فيه. ومع أَسْكِي مُحَمَّد بَرَ كُيْ 
مَنْسَ كُورَء وليس معه أحدٌ من سلاطين النّكرُور وسُّنْغْيْ غيره» ولم يُحِبْهُ أحدٌ دعَاهُ 
غيرةُ؛ ونصر الله أسْكِيَ مُحَمّد. الحمدٌ لله على ذلك! فَهَرَبَ شِي بار إلى زاغً. 

قال القَاضِي محمود كَعْتٍِ بن الحاج المتوكل كعت: ما نزل القتالٌ بَيْنهُما قَظ 
إلةّ بعد ما أَرْسَلَ العالمَ الوّلِيٌ الصَّالِح مُحمّد بل الشّرِيفء يَنْسِبُونهُ إلى بني مّدَاسء 


إلى شِي بارٌ يدعوه إلى الإسلام» وهو يَوْمَيِذٍ ِبَلَدِ تُسَمّى أَنْمَ. وأبى وامتنع وضنّ 
بملكه كما كان ذلك من عادة الملوكء وأْغْلَطَ لذلك العَالم الكَلآمَ وارْتَكبَ منه 
أمرًا عظيمّاء حنَّى همَّ بقتله» وصدّه الله عن ذلك بقهره وَعَلَبتهِ. ورجع إلى أسْكِيَ 
مُحَمّد وبَلَّهُ الخبرٌ مِنْ إِبَايَة شِي بار وما قعل به. 

وبعد ذلك أرسَلٌ أسْكِيَ مُحَمَّد العالم الصَّالِح التّقَيّ ذا المناقب والكرامات 
لوغري الأصل ألما صَالِح جَوَرَ إلى نبي بار أيضًا ثانيًا 


[ص؛ 15 





)١(‏ إذا أخذنا بالتاريخ الدقيق المعطى هناء فإن هذا القتال قد وقع بعد شهرين وعشرين يومًا من 
ولاية شي بارُء وقد ذكر السعدي (ص١07:‏ أنَّ الحرب كانت يوم الأثنين الرابع عشر من 
جمادى الآخرة (عام494ه/ الثلاثاء ؟ أبريل 1497١م)»:‏ ويبدو أنه كان أكثر دقّة من «الفتاش» 
هنا ؛ لأن التاريخ الَّذِي أقرَّه السعدي بالميلادية لا يختلف عن الهجرية إلا بيوم: ويعود ذلك 
إلى الاختلاف في عد مستهلٌ الشهر الهجري. أما التاريخ المعطى من لدن «الفتاش» أي الرابع 
والعشرونء فهو يوافق يوم جمعة وليس يوم إثنين. هذاء ومن المحتمل أن يكون هذا الخطأ 
يسبب التصحيف وأخطاء النساخ في مخطوط كتاب الفتاش بتحويلهم العشرة إلى العشرين. 





- وه أأمقاة 
608 تاريخ الفئّاش 


وأكاه وجلكة رسالة انير اشكع لتققد :هما اذاف إلا عدوا وزتاكة وامساعا 





وتجيُرًاء وأتى بأشَدَّ من فعلته الأولى. وله وَرّرَاء يَوَمَيِل تَيِيك على عَشَّرَةٍ وزِير» 
منهم بَرَ كُيْ مَنْسَ موسىء وهو شيحٌ كبير وله عشرة أولاد يَؤْمَيذِ كل أمير بحدَّيه لَه 
عدن وكلهم مع شي بال إلا عت كور وَخِدَهُ كانه عرب إلى آمير اندي كد 
وبايّعهُ. وأمّا دِرْمَ كُيْ سَنْدِيء وترئدكُ» بدك 2 وكرَ كُيْ» وجَدَّكُيْ وغيرهم وهؤلاء 
المذكورون كل أمِيرٍ بِحِدَّتِه لَهُ جَيْسُْ عَرَمْرَم» وكُلَّهُمْ مع شِي بار. 

وحَلّت واحدٌ من وَزَرَائِه وهو دِرْمَ كُيْ المذكورء ليقتلنّ العالم الصَّالِح جَوَرَ 
رَسُولَ الأمير أَسْكِيَء وقال: إِنْ لم تَقْثّلْ هذا العالم لا تنقطِعٌ رُسُلُهُ إليك. بل لا 
يُرْسِلُ إليك رسلاً تَتْرَى. ومنَعَهُ الله من ذلك» وقال للصَّالِح جَوَّرَ: ارْجِغْ إلى 
مُرْسِلِكَء فإِنْ رَجَعَ إليّ بَعْدُ رَسولٌ منه قَدَمُهُ في عنقكء وكُلْ لمرسِلِكَ أشْكِيَ 
كَلْيتَجَهّرْ لقال بيني وبينه» ما قبلتُ كلامَهُ ولا أقبل. 

وَرَجَعَ العالم الصَّالِحُ جَوَرَ إلى الأمير وبلََّهُ كلام شِي بار وحَالهُ وما رأى منه 
من الإباية والامتناع من الإسلام. ولما بِلّْ الصَّالِحُ جَوَرَ الأميرٌ أسْكِيَ ما رأى مِنْ 
شِي بار جمع أهل مَصووَكواولاوئ أيه من العُلّماء والأكابر وأقيال جَيْشِهِ 
وشَاوَرَهُمْ فيمَا يَفْعَل: هل يُقَاتِلُ شِي بار أو يرسل إليه ثالنًا؟ واتَمَقُوا على أنْ يُرْسِلَ 
إليه رَسُولاً ثالنّا يُدَارِيهِ ويّلينُ له الكَلامَ» لعل الله يهديه إلى الإسلام؛ فَأَرْسَلَنيٍ إليهء 
أي أنا القَقِيرُ المحتّاجُ ألْمَعْ كعت, ودَمَبْتُ إليه وَوَجَدْنهُ ببَلَدِ أنْمَعُ وهي بِقّرْبٍ كاع» 
بَلَّمْهُ رِسَالَةَ أمير المُوْمِنِينَ أسْكِيَ وألنْتُ له الكلام مَبْلَعَ جهدي كما أمر أمير 
المُوْمِنِينَ أشي الحاج مُحَمَّدء وتَلَطََفْتُ له رغبةً في أن يَهْدِيَهُ الله» وأبى وامتنع 
وتغيّظ وأمر بضرب الطَبْلٍِ ساعتئذٍء وشرّعَ في الاسْتِجَاشَّة ورَعَدَ وَبرَقَ أَرَادَ 


تخُْويفِي وتمثَلتُ في نفسي بقول الشَّاعر: 


5-0 
اباب اخامس: بشي عا 52 





وَانْصُرُ على أهل الصّليد بب وعابدِيهٍاليَوْمَأَمُلَكْ 9" 

نُمّ اجتمع جِيشّهُ فرقة ساعَيئَذٍ كالجبال 

[ص 65]ء 

وَسَطعٌّ العُبارٌ حتّى صار التّهار كالئّيل» وأقبلوا على الصّياح ويحلقُون ليَسِيلنَ 
الدّماء كالسّيول. ثُمّ رجعتُ وبلَّفمُُ الخبرء ثُمّ تجهّرٌ أميرُ المُؤْمِنِينَ أسْكِيَ الحاج 
مُحَمّدء وأمر بضَرْبٍ الطب واسْتَجَاشَ يش عليه في ساعتئذٍء وكُلّهم بايَعُوهُ على 
الموتء ثُمّ ركب وتوجَهَ بجيشه المنصور نحو شِي بارٌ» فالتَقَى الجِمْعَانٍ يوم 
الانْتيْنِ رابع وعشْرين من جمادى الأخرى. وبين إرسال أمير المُؤمِنِينَ أسْكِيَ إلى 
شِي بار وبين التقَاءِ جَيْسَيْهِمَا اثنَانِ وخمسُونَ يومًا.0© 

ودخلث بين الجيشّين حَرْبٌ عَظِيمَةٌ وأَعَائَهُ الله على شِي بارُء وَهَرّمَ جَيْسَّهُ 
ثَتَلَهُمْ قتلاً ذريعاء حبَّى ظنّ النَّامِنُ أنَّ الفناء نزل بهم وأنَّ هذا خرابٌ الدَنْيا. وكان 
مَعَ شِي بارُ دنْدِ فار أَقُنْبَ» وهو من أشْججع النّاسِء رمى نفس يَْمَئِذٍ في البحر 
وَمَاتَ فيه. وكان مع الحاج مُحَمّد مَنْسَ كُورٌ المذكور ابن مَنْسَ موسى» وليس معه 
من سلاطين التّكرُور وسّعْيْ غيره» ولم يجبه أحدٌ إلى دعوته إلا هو. 


ولما هزم الله جيشّهُ هَربَ بنفسه إلى أَيَرْ قبَقِيَ هُالِكَ إلى أن تُوْفيَ» فتَمَلَكَ 





)١(‏ البيت من مجزوء الكامل؛ والبيت قبله: لآَهُمَّ إِنَّ المرة يمنعُ رخ ..... له؛ فامْنغ رحالّك» 
وينسب لعبد المطلب جد النبي يك في حادثة عام الفيل» وقد أورد «الفتاش» قافية البيت على 
«أملّكى وهو في الأصل على «آلَكْ». وهذا البيت شاهد في إضافة «آل» إلى مضمرء وذلك 
ممنوع عند الكسائي والنحاس وغيرهما. ينظر: الأشباه والنظائر 1//7٠5؛‏ الدرر 0/١"ا؛‏ شرح 
الأشموني ١/5؛‏ تاج العروس (أهل)؛ الممتع في التصريف ١/149؛‏ همع الهوامع ؟/ 50 . 

(1) بهذه الجملة نستنتج أن أسكيا قد باشر بابتعاث الرسل وبالتفاوض مع شي بار منذ حوالي 
أسبوع فحسب من تقلّد شي بار الحكم؛ إذ قد سبق [ص91] أنه تولى الحكم في اليوم الثاني 
من ربيع الآخر. 


0-5 عام األفكاة 
2 تاريخ الفئّاشُ 
رللبالضملسسليليي*ييليل يسبب يي 


الأسْعَدُ الأرشد يَوْمَيِذِء وكان أميرٌ المُؤْمِنِينَ وخليقَة المسشلمين» وأوْرَتَ الله الوَارِتَ 
أَسْكِيَ الحاج مُحَمّد المذكور جميع أرض شِي بار وهي من كَنْتّ إلى سِبِرِدُكُ. 

وَوَجَدَ في مُلَكهٍ يَْمَِذٍ أربًا وعشرين قبيلةً أرقاء له لا أخرّار اسْيرفُوا. وسنذكر 
أسماء القبائل إِنْ شَاء الله ثلاةٌ مِنْهُمْ مِنْ كَُارٍ قَبَائْل بَْبّرَ: الأولى تُنْسَبٌ بجرّكر 
بكرء والَّانِيّة فينْسَبُون بْكَرَتِبٍء وأما الثَالئّ فتنْسَب بِكْسَمْ بر ”'" قَوَرِنَهُمْ شي بارُ من 
أبيه شي عَالٍء وكذلك ورثهم شِي عَالٍ من شي سلمان دامً» وَبَعْضُهُمْ يقول له 
دَائْد وكذلك هو من شي بَلْمَاء وكذلك هو مِنْ شِي مُحَمّد قَارَّه وكذلك هو من 
شي مُحَمَّد كُوكِيَ» وكذلك هو وَرِنَهُمْ من شي مادُعٌ» وهر الي تلب على مَعيء 
وكان أضْلْهُمْ تحت مِلْكُيْ بعدّما كانوا أجِدَادُهُمْ أقوياء وملّكئ مِنْ + تَحْيَهِمْ» وقَوَّاهُ 
الله مُقَلَّبُ0"© ملك وكسَّرَهُمُء وسبى ذَرَارِيهِمْ وجميع أموالهم 1 مِنْهُم أربعًا 
وعشّرين قبيلة. 

لكنَّ هؤلاء 

[ص5ه] 

القبائل النَّلاث مِنْ تِلأَدٍ مَلَكُيْء وعادتهم منذ كانوا بيد ملكي لا يتَرَوّجَ أحدٌ 
منهم إلا بعد أنْ أعْطَى أَضْهَارَهُ أربعين ألف وَدَع ؛ كَرَاهِيّةَ أنْ تَدَعِي المرأة الحريّة 
أو أوالأقعاء :ورهية هي أن كوو امع "اولاتعم فيلك مذكو: 

وهؤلاء القبائل الثّلائة المذكورة آنا من أصل واجَدٍ أَبُوهُمْ اسمه يِمَ تَاسُو (بباء 
ممالة فميم فَتَاءٍ مَفْكُوحَئَين قصين مَضْمُومَةٍ ضمَّة إشمام)» واسم مهم أَرْبَعَكَلَ 
(بهمزة مَفْتُوحة فراء مسكونة فباء وَعَيْنِ مَفْعُوحََين كاف مَفْتُوحة فلام ممالة)؛ وهم 
بْبّر: يكتب أحيانا بالميم (بغْير). 
(؟) الأظهر أنه : فَقلّب الله... 


مز 
لباب الخامس: يشي عَالٍ 2 





ثلاثة رجَالٍ أشقّاء فَوَكَعَتِ الخصٌوَمةٌ بَِنَهُمْ لأجل امرأةٍ خَطَبُوهَا جميعاء وتَبَاعَضُوا 
وَكَرَقُوا أَنْسَابَهُمْ وكانّ نَسَبْهُمْ كسَمْبَرَه واسمُ قَرْيَتِهِمْ يَنْمْ من أرض ل 

وغَرَامَتُهُمْ في زمن ملّكُيْ منذ كانوا مِلْكا له أربعون ذراعًا للزَّوجج وزوجته إلى 
أن صاروا في أيدي سِيّين.”" وغرامَتُهُمْ في أزمان سِيّين من أوّلهم إلى شِي عَالٍء 
وهو ارشع شلكاء:ريججمعون مادة أنفّس مخلوطين وجالاً ونساء ويكيل لهم غيال 
مائتي ذراع في الأرض» ويجتمعون مع الدُقُوف والمرّامير ويحرّنُونها له ويصِيحُون 
حال الحرك ويقتريؤن الدقوف: فإذا حُصِدَتُ يَلْكَ المرّارِعٌ قسَّمّها شي بين جَيْشِهِ. 
فإذا قُيِدَت المزارعٌ أَغْرّمَهُمْ وضَوَِهُمْ. 

َلَّمّا ملَّكَهُمْ أسْكِيَ مُحَمّد جعل غَرَامَتَهُمم في كل عام إذا حصدوا زُرُوعَهُم 
يأمر رجلاً من قومه يأخذ غلاتهم فمن استطاع منهم أن يُعْطِيَ عشر أَفْنَاتٍ أخدّمَاء 
ومن استطاع عشّرين فنا أخدَّمَاء وهكذا إلى نَلائِينَ فنا فلا يجاوزها؛ لأنها هو 
الحدٌ الذي لا يَُاُ فومهَاء ولو استطاعٌ صاحبٌ القوّامة ألما..وكان تكح محمد 
يأخذ بعض أوُلادِهِمْ ويِجْعَلَهُمْ أثمان الأفراس 

وأمّأ القَيلَة الرّابعَة من القَبَائْلِ الأربع والعشرين المذكورين هي القبيلة المسمّاة 
جِنْدِكَتَ (بجيم ممالة ونون 

[ص/اه] 


مسكونة ودالٍ مَكْسُورة كسرة إشمام فكافٍ ممالة فتاءِ مَمْتُوحة)» ومعنى الكلمة 


)١(‏ ينع: أي مدينة نياني عاصمة مملكة مالي. سبق بيانها [في هامش ص78]. 
(؟) يجمع «الفتاش» كلمة «شي» لقبا لملوك صونغاي؛ على «سيّين» بالسين المعجمة» وليس بالشين 
الموجودة في المفرد. 





في لختهم: اع الحشيش. وعَرامَعُهُمْ من زمن ملكي إلى أزمان سِبّين قَظلمُ 
الحَشِيشٍ للأفْرّاسِء إلى أنْ صَارُوا في يد أسْكِي مُحَمّد وَرَكَهُمْ كذلك. و ووَجَدَهُمْ 
لا يَصْنُحُونَ إلا لخِدْمَةٍ الأفرّاس أين وَجَدَهُمْ مِنْ كَاعٌ إلى سِبِرِدُكُ. ولكنْ زادَهُم 
أشكِي مُحمّد أن أمرّ مُبَراءهُم أن يصنَعُوا لصِبْيانهمْ حدم الأفرّاس سّفْنًا يخدمُون 


بها الأفرّاسَ» وكان أشكِي محمد يأخدُ بعضّ صِبْيانِهْ ويخدمُهم أفراسّهُ أين 


وجِدَهُم من كاغٌ إلى سِبِرِدُكُ. 
وأمّا القبيلة الخامِسَةٌ هم الرَّناجيّة جيّة»”' وكلُ زنجيّ مِنْ كَنْتَ إلى سِبِرِدُكُ كذلك 

يأخذ عَرَامَتَهُمْ كلّمَا عَاضَ البَحْنُ + لالميال الاق رانو وو اسيلا 

اليابسات» ومن استحقٌّ تسعًا فتسع» ومن استَّحَقٌ سبعًا فسَبْعٌ» إلى من اسْتَحَقٌّ 3 

حزمة كل بِقّذْرِوه لكنْ لا يزيد فوق العشر. 

كه 5 قا عر 2 في سد 5 
وكل من أتى إليه بحاجةٍ من حَوَائْجٍ السفن أخذ مِنْهُم سَفِيئَةَ وملاحين ويُغْطيه. 
واتَّحَدَهُمْ أشكي مُحَمّد واخْتَارٌ لخدمَيِهِ وأهل بيته. ما أذِنَ لأخدٍ أنْ يَخْدِمَهُمْ ولا أن 
يعهُمْ إل هو وأؤْلادة» إل الشّريف الحسني صقل بن عال» » قَإِنَهُ قد أعطاءٌ أولاد 
ِنْجِيَ يُسَمّى قَرَنْطَكَ كلّهمء وهم يَوْمَيِذٍ ألقَان وسبْعُمائة حين قَدِمَ هذا الشَّرِيكُ إلى 
كَاعٌء وَوَجَدَ أسكِي مُحَمّد مُنالِكَ. ومُرَادُهُ من ذلك العَطَاءِ أنَّهُ من أولاد النبى يلل 
وحبّه إِيَاُ وسنذكر تفاصيل العَطاء وتَفْرِقَة الرّناجِيّة بين ما لهذا الشَّريف وبين ما 

لغيره في ترجمة أسْكِىَ مُحَمَّد إن شاء الله. 

)١(‏ زنجي: وجمعه: زناجيّة» في سياقات هذا الكتاب لا يحمل البُعد العرقي المعروف» وإنما 
يعني العبيد من خواص السّلطان أسكياء الذين كان يحقٌ له التَّصرُف فيهم بوصفهم من قبيلة 
معيّنة» وكانوا مختلفين عن أصناف العبيد الآخرين الذين تملّكهم أسْكيا بالأسر أو الشّراءء ولم 
يكن يُسمح لأحدٍ غير أسكيا وورثته باسترقاق الزّناجيّة الخاصة به أو تسخيرهم في أي عمل إلا 
بإذن أسكيا. 


بن 





5 بن 
الباب الخامس: شي عَالِ 609 


وأمّا القَبِيلةٌ السَّادِسة فاسمُهَا أَرْبِيء وهم عَبِيدُهُ وَحَضِّمّهُ وحَدَمُه وبناتهم 
القت امسالد» ممساارة له وأؤْلآدهمْ وفِبْيَانُهُم يحملونٌ السّلآحَ قُدَّامَهُ وحَلْقَهُ 

في الحرْبٍ وغيرهاء ويرْسِلُهُمْ لحوائجه الخاصّة ولا حاجةً لهم غيرٌ خِذْمَتَه 
ولذلك لا غله عَلْهْ. 

وأمّا القبيلة السَّابعَة والثّامِئة والئّاسِعة والعاشرة والحادي عَشَرٌ فقَبائلُ الحدَّادِينَ 
وهم قبيلة َم يبن وجَمْ وَلِء وسربَئى» (وَكُم): وقبيلة سَمْشَاك2"7 وهؤلاء 
القبائْلُ الحَمْسٌ كلّهِم أبوهم واحدّء وهو عيلٌ 

[ص08] 

للنّصارى حدَّادٌ هرب من جَرَائِر البَخر المحيط إلى كُوكِيَ مدينة السيّين في رمن 
شِي مُحَمّد قَارَه واسم العَبْدِ بُكر. وتَرّوّج أمة نانَ سَلَّمْ أمّ شي المذكور آنقَاء واسم 

الأمّة مَتَبَلَ فوَلَدَتْ لَّهُ خمسّة أولادٍ ذكُور: تِيِنِ وهو أبو قبيلة جَمْ تبِنِء ووَّلٍ وهو 
أبو قبيلة جَمْ وَلِء وسْرْبَتَى وهو أبو قبيلة سُرْبَنَى وكُم وهو أبو قبيلة كُم» وسَمْشَاكُ 
وهو أبو قبيلة سمشاك» وإلى آبائهم نسبوا. 

وكان أبوهم المذكور ظلُومًا غشومًا فاجرًا مسيطرًا جاهلاً جبّارًا عنيدًاء وصار 
هو وأبناؤٌةُ محاربين قُطّاعَ الّرق َفْعُون ويَأْسِرُونَ ويَعْصِبُونَ الأمْوَالَ؛ فَرْفِع 
مُرّهُم إلى السُلْطَان شيء فَأَرْسَلَ إِلِيْهِمْ رهطًا وأمر أن يُقْتَلَ الأب وأنْ يُؤْحَدَ 
_ لأنهم عبِيدة وبنو أْمتَه. قل الأ وجيء بالابناء الخمسة. فَرَّقَهُم في 
البلدان» لثلاً يجتمعوا فيَظْلِمُونَ وتفرّع من كل بشرٌ كثير. وغرامَتُهُم من زمن شي 
إلى ومن أتبكي انفد ماف وشح ومافة سَهم كل عام من كيت 


)١(‏ ورد هجاء اسم هذه القبيلة في موضع سابق أيضًا [ص؛ ]١‏ بِسَمَسِيكُ. 


وحم ا 
له تاريخ الفتّاش 


وأمّا النَّانيَة عشرة فقبيلة كُرُنْكُيْ (بكافٍ مَضْمُومةٍ فراء ممالة إلى الضّم فَنُونٍ 
مسكونة فكافٍ مَضْمُومةٍ ضمّة إشمام فياءء مسكونة): من كَاعٌ إلى بلد فَانِي» من 
أرض سُومَ يجاور بلادها؛ لكن ليس بقريب جدًا؛ فإنّهم تفرّعوا من قبيلة سمْشَاكُ 

وسنذكر ما بقي من القبائل الأربع والعشرين» وهم نصف ما ذَكِرٌ في تَرَاجُم 
كلام أَسْكِيَ مُحَمِّد إِنْ شاء الله. 

وهذا كله في العام المذكورء”" وكان سِنٌ أسْكِيَ مُحَمّد يَؤْمَئِذٍ خمسين عامّاء 
وسِنُ ألْمَا صَالِح جَوَرَ تسعًا وأربعين عامّاء وسن مُحمَّد ثْلِ سنا وعشرين عامّاء وأنا 
يَوْمَئِذْ ابن خمس وعشْرين عامّا» وكان سِنٌ محمود بن عمر بن مُحَمّد أقِيت ثمانية 


0 قف 
وعشرين عاما. 


ا ا اة 


)١(‏ يعني في جمادى الآخرة عام (499ه/ 1597م). 
(1) هذا تاريخ دقيق؛ لأنّه ذكر من قبل أنَّهِ ولد عام (14/ه). 


27 
الباب السّادِس: أشكِي مُْحَمّد 0159 


20و 








الباب الشسادس 


عه 0-7 3 
أسكى محمد 
هذه ترجمة أمير 


[ص9ه] 


المُؤْمِنِينَ وسُلْطان المسلمين أبِي عبد الله أسْكِي مُحَمّد بن أبي بكرء ”2 وَيلقّتِ 
أبوه باذ لو إقبيلة مح الشكوي)» وقبل م نكري 0" رأ كقح بدد #زن ثثر. 
ورأينا مَنْ سَاقَ نَسَبَ أمَّه إلى سِبْطٍِ جابر بن عبد الله الأنصاري» وفي تتَّع ذلك 
خروجٌ عن الغرض. 

وله من المناقب وحُسُن السّياسة والرّفق بالرَّعية والتّلّف بالمساكين ما لا 
يحصى. ولا يوجد له مثل لا قَبِلَهُ ولا بَعْدّه» وحبٌ العُلّماء والصَّالِحِين والطلبة 
وكثرة الصّدقات وأداء الفرض والتّوافل. وكان من عُقَلاء النّاس ودُمَاتِهِمْ 


)١(‏ لم نتبين سبب كنيته بأبي عبد الله علما بأن عبد الله لم يكن أكبر أولاده؛ ولعل سبب ذلك أنه 
من أبنائه القلائل المستقلين باسم واحدء أي أن «عبد الله؛ لم يتكرر في أبنائه. بيئما تكررت 
معظم الأسماء في بنيه ثلاث مرّات. ولعل اختيار كنيته بعبد الله لدفع اللّبسء فلو كُني بأبي 
موسىء لما عُرف بأيّ موسى كُني. وعبد الله هذا من أوائل أبنائه» هو وشقيقه أسكيا إسحاق 
[آص/4]. 

(؟) بارٌ: أي أبوبكرء وقد سبقت تسمية ابن صن علي بهذا الاسم المرخم. و(لوم): كما ذكر 
الفتاش هناء عشيرة من السوننكي. و(السّلوي): نسبة إلى عشائر سيلا السوننكيّة. وقد أورد 
السعدي (ص١7):‏ هذه النسبة على النّسق الأفريقي: (السّلنكي). بزيادة اللأحقة «نكي»» التى 
تزاد على الأسماء لإرادة النسبة» ومنه «ماليثكي» و«جَامئكي» أي أهل مالي وجاكُنٌ. رين 





0 0 تاريخ الفنَّاش 


والتّواضع للعلماء وبذل التّفُوسٍ والأموال لهم مع القيام بمصالح المسلمين 
وَإَعَائيهم على طاعة الله وعباديوه وَأبْطلَ جَمِيعَ ما عَلَيِْ شِي من البدّع والمناكر 
وَالُلْم وسَفْكِ الدمَاءء وأقام الدّين أتمّ قيام» وأطلق كل من اذّعَى الحريّة مِنْ 
اسْيَرْقَاقِهِمْ ورد كل مالٍ عَصَبَهُ شي إلى مَوَالِيهِمْ وجدّد الدّين وأقام القُضَّاة 
والأقةه يدعي 0 نصَبَ في دُنْبك تُنْبْكْتُ قاضيًا وفي بلدّة جني 





قاضيًا وفي كُل بَلَدِ يد يسْتَحِق القَاضِي من بلاده قاضيًا مِنْ كُنْتَ إلى سِبرِدُكُ. 
إفطول فى يديا سين يراد إلى 
[ص١5]‏ 


سُورَ بَنْتَنبَعَ بجيشه» ركب يِرْذَوْنَا له وحمل خديمٌه عَلٍ قُلَنِ سَيْفَهُ أمامَُ بعد 
صلاة المغرب. ليس معه أحدٌّ غير عَلِ قُلَنِ المذكور إلى أن أتى هذا المكان الَّذِي 
يُصَلي أهل تُنبْكْتُ فيها العيد اليوم» وقال لعَلٍ قُلَنْ: أتعرف دار القَّاضِي محمود بن 
عمر؟ قال: بلى. وقال: اذهب إليه فقُلْ له أنا هنا وَحْدِيء فَلْيَأتِني وحْدَهُ. فأخذ 
بزِمَام البرْدَوْدِ وذهب عَلٍ كُلَنْء وألفى الشَّيْحَ القَاضِي محمود واقفًا بباب داره مع 
طائقة من الكّاس حلى عادقه» وبل إلبه ل فلن وسالة شيا جد مُحَمّد. وأجابه ولم 
يكن ]3 قخل بيده وأكد عِرَآوتدومفى محة+ ورد كَل كن آراه ا اتنتقة. وذهت 
وَحْدَهُ إلى أنْ وَجَدَ سكي مُحَمّدء وحيّاه وتَبّلَ يديه الكريمَتيْن. وأخدّ عَلِ قُلَنِ رَسّنّ رَسَنّ 
البِرْذَوْنٍ وَقَادَهُ وَأمَرَهُ أن ينحي عنهماء ففعل. 





)١(‏ كَبّر: هي ميناء تمبكتو على نهر النيجر» وتبعد عن تمبكتو بثمانية أميال (-7١كلم).‏ أما كبّر 
(كبّارا) الأخرى فكانت مدينة بعيدة عن تمبكتوء وتحتل المرتبة الثالثة سياسيًًا في صونغاي» 
وموقعها عند المنطقة العليا من نهر النيجر غربي مدينة جيني» قريبًا من مدينة جاخا 
(1013153)؛ بمنطقة ماسينا. كانت مدينة كبارا جاقدرة جاع امشوورة استقرٌ بها كثيرٌ من 
العلماء منهم الفقيه القاضي مودبٌ محمد الكابري. 


4 م قال له بعد التَّحيّة والسّلام التَامّتيْن ن: أرسلتٌ رُسُلِي في حوائجي» أو أْمَرْتَ 
بأمري في تُنْبْكْتٌ؟ فلترد”" رُسُلِي وتمتَعةُ هُ بإنفاذ أموري؟ فهل ما ملك مَلّكَْ 


تُنْبْكْتٌ؟ فقال الشَّيْح: بلى مَلَكَهُ. فقال: أليس فيه يَوْمَئِذٍ قاض؟ قال: بلى. فقال: 
أنت أفضَلٌ مِنْ ذلك القَاضِي أم هو أفضل مِنْكَ؟ قال: بل هو أفضل مني وأجل. 


1 


فقال أسكيًا : هل مَنَعَهُ قاضيه أن يتصرف في تُنْبْكْتُ؟ فقال: لا ما مَنَعَهُ. فقال 
أسْكيًا : ألم يكن الطّرَارِفُون سلاطيئًا فيها؟ فقال: بلى. قال أليس فيها قاض يَوْمَئْذٍ؟ 
فقال: بلى» كان ذلك. ان نيوا عل انحافكدل مو كلك الكايني اببسم 
أفضل؟ فقال الشَّيْخَ: بل هو أفضل مني وأجلء ثُمّ قال له: أما ملك شي تُنبْكْتُ؟ 
فقال الشَّيْخْ: بلى مَلَكَُ. قال: أليس فيها قاض يوْمَئٍ؟ فقال : كان. فقال: : غ وأأثقئ 
لله منك أو أنتّ أَنْقَى وأجَلُ منه؟ فقال: بل هو أتقى لله مني وأفضَّل. فقال: فهل 
مَنَعَ هؤلاء القْضَاةٌ السَّلاطِينَ مِنْ أن يتصرّفوا في تُنْبْكْتٌ 
ا 


ويفعلون فيها ما شاءوا من أمر ونهي وأخذٍ وَعَطَاءِ؟ فقال: ما مَتَعُوهُمْ وما 
حالوا بينهم وبين مُرَادِهِمْ. فقال: فلم تَنْهَانِي أنت وتكفٌ يَدِي وتَظرُدُ رُسْلِي إِنْ 


أَرُسلتهم لقضاء حوائجي.ء وتَضْرِبُهُمْ وتَأمْرُ بإِخْرَاجِهِمْ في البلد؟ ما لك وذلك؟ فما 
في 


0 َيه : هل نَسِيتَ أم تَنَاسَيْتَ يوم جنْتّني في دَارِي وأخذت برِجلي 
وثياني فقلاك: جئتٌ أَدْخُل في حُرْمَتِكَ تَّ وَأَسْتَوْدِعْكَ نفسي أن تحُولَ بيني وبَيْنَ 
جَهَنّمَ؛ وانشتزئي وتيك بيدي حلى لا أقع في جَهقمَ: وأنا وَدِيِعَتَك. فهذا سَبَتْ 0 
طَرْدِي رُسُلَكَ ورَّدٌ أمركً. فقال نَسِيتٌ ذلك والله! ولكن ذكّرْتّه الآنء ملك رادا 


)١(‏ الظاهر أنه يريد: فلم ترد؟ 


تاريخ الفتّاش 
11 


جُزِيتَ خيرًا وكُفِيتَ شرًا. أطال الله إقامتك بيني وبين الثّار وعُضَبٍ الجبار» فأنا 
أْستَعْفِرٌ الله وآأثوبٌ إليه؛ وحنّى الآن أنا وذيعتّك آخدٌ بِذَيْلِكَ؛ فانْبْتْ في ذلك 
المكان. ثيتَكَ الله وَاذْفعَنْ عن نفسي» وقبّل يَدَ النَّيخْء وَوَدَّعَ عَ الشَّيْحَ وركب ورَجَعٌ 
وكا معوورا داعيًا للشَّيْخَ بطول البقاء بأن يَِْضَهُ الله قبل موت الشَّيْخ (رَحِمَهُ الله». 

انظر هذا الكلام من أسْكِيَ مُحَمَّد فتَعْلّم أنَهُ سالم الصَّدْرِ مُؤْمنٌ بالله ورسوله. 
فَالعَجَبُ والعَجَبُ منهما. فسبحان من فرَّق بين قوم» لله دَرُهماء 

فمكث أَسْكِيَ مُحَمّد في السَلْطئَ سنتين وخمسة أشهر فتمٌّ القرنُ الّاسِع. ففي يَلْكَ 
السّنة فتح زَاعَ. .وأعدسها مساك يكاب عذيب ب الارح الساهالى 05 وملام 

لنفسه-واسم رئيسهم يَوْمَذٍ َرَمُع مع آلات بنائهم.' ' وأعطى أخاه”" عمر كُمْرَاعٌ 

[ص؟57] 

المائة الباقية. 

وتوَلَّى عمر ُمْرَاعُ الكَتْقَارِويّة» وذلك في يَلْكَ السّنة. وهو أوّل من تَسَمّى بهذا 
الاسمء ولم يكن قبل ذلك بخلاف بَلْمّع وينْكَمَرْمَ. فإنَ اسميْهِمًا موجودان منذ زمن 


8. 


ص 
وفي هذا التوودرط لاي والتّسعمائة بُِيّتْ تَنْدِرْمّة. وأمَرَهُ أسكِي مُحَمَّد أن 
يبنى لنفسه مدينة» فجعل ي: يتفئَّئلُ في الجزائر والصَّحَارَى حنّى أتى تَنْدِرْمَء فأغجبَهُ 


ذلك المكان. وكان قبل مَسْكنَ قَوْمِ بني إسرائيل» و نُهُمْ وآبَارهُمْ مالك إلى 


ري 





)١(‏ كَرَّمُغْ: أي معلم» وهي كلمة مركبة من جزءين» الأول (قَرّ) والآخر (مُغ)» فالجزء الأول 
مقترض من العربية (قراءة) والآخر بلغة المادينغ (إنسان)؛ والمعنى الحرفي للكلمة: صاحب 
القراءة» أي مقرئ» وتطلق على العلماء الدعاة. كما تطلق على كلّ ذي علم أو حرفة يعلّمها 
غيره. 

)١(‏ في الأصل: (وأعطاه أخاه). 


الباب السّادس: أشكيّ مُحَمّد 02 


الآن. قَلَمّا رأوا آبارهم وَوَجَدُومَا يَوْمَعِذٍ ثلاثماثة وثلانًا وثلاثين بئرًا في جوانبها 


ووسطها. ورأوا عجيب حَثْرِهَا وحالهاء تعكيوا مخ :ذلك جداء 





وحدّئنا بعض أعلام عصرنا من أهل مُورْ كُيْرّهِ هو مُور صادق بن الفقيه مور بن 
الفقيه مور مَعْمَكْ بن الفقيه مور هَوْكَارٌء أنَّهُ قال: سمع من أبيه يتحدّث عن قَرْنِهِ 
وجيله؛ وقال إِنَّه سمع من جدّه أنه قال: هؤلاء الآبار التي حَفَرَها أهلٌ بني إسرائيل 
ما حَمَّرُوها بسبب شيء إلا أنهم أَغْنِيّاء جدًّا من المال» ولهم مزارع من السَّلْق 
ويكتَسِبُون بهاء يَشْتَرُونها التجَارُ منهم بثمن كَثِيرٍ» وماءٌ يَلْكَ الآبار أضلَّحٌ لِسَلْقِهِمْ 
من ماء البحر» ومَنْ سقى سَلْقَهُ بماء البْحر لم يطب ولم يُشْبه بتَبَاتِهِ كمّنْ سقى 
بالآبار» وهو سَبَبُ حَفْرِهِمْ لها. ويحفر بعضُّهُمْ مِقَّدَارَ مائةٍ وأربَعِينَ ذراعَاء 
وبعضّهُمْ مِقْدَارَ مائتّئ ذراع» وبعضهم ماثة إلى سئّين ذرَاعَاء وكل ما نققصت عن 

[ضن 17 ]. 


نه اوه 


وكان بِلَدُهُم حيئَئذٍ إذا أرادوا بَعْضُهُمْ أن يَغْسِلُوا ثيّابهم يَرُوحُونَ بعد الرّوال 
ويحمِلُونَ معهم عَشَاء لَيْلّةه ويجدُون السَّيْرَ حنَّى يغرب الشَّمْسٌ أو تَقْرْبَ إلى 
العُروبء ثم يَصِلُونَ إلى مَوْضِع يمكن غسل ثيابهم فيه. وبين جدار بعضِهِمْ وبين 
الماء كُعِشْرين حَظوّة. ١‏ 

وفي القرية يَوْمَيِذٍ سبعةٌ مُلُوكٍ بنو الملوك من بني إسرائيل» منهم جَبَرُوت بن 
هشامء وذو المين بن عبد الحكيم» وزير بن سلام» وعبد اللّطيف بن سليمان» 
ومالك بن أيوب. وفضل بن مزار» وغالب بن يوسفء كل منهم يَْبَعْةُ جيشلٌ 
عَرَمْرّ وكلُ مَلِكِ مع جُنْدِهِ له آبار. وكلٌ مَنْ أخطأ وسقى سَلْقَهُ مِنْ آبار غير ملك» 
يَرْةُ حسابه للملك صَاحِبٍ البئر» سواء كان حرًا أو عبدًا..وكلٌ ملك.له:آثثنا عشر 


ألقَاءمن الخيل- وآأمَا الجالة الذيح يمشوة على الرٌجْل قلا تُعَدٌّ ولا"'تحصى. 


ححر 1 
03 تاريخ الفئّاش 


وأمّا صفة حَفْرهم الآبارء أَنّهِمْ إذا حفروا بثرًا وأخرجوا ترابها بَتَوا جوانبهم 
بالطين والأحجاره ثُمَّ يأتوا بحزمات الحطب كشبر ثبر”'' ويجعلونها وسطهاء ثُمّ 
يأتوا بِقَلَبَاتِ بُلْتَعَة فيصبُونها فوقهاء ثُمّ يُوقِدُونَ عليها نارّاء فذابت فصارت 
كالحديدء ثُمّ يتركونها حتّى تَبْرْدَ ثُمّ يصبُون عليها ماءً ويُحْرِجُون بعض رماده» 
وبعضٌ لا تُخْرّج. وفي حَفْرِهَا إتلافُ الأموال الجسيم. وكان سَلْقُ هذا البلد 
المذكور لا مثل له في أرض التّكرُور. وهذا ما بلغنا. 

قَلَمّا جاء عَمَرُ يريد بناها أي تَنْدِرْمَ» وإنما سمي بهذا الاسم؛ لأنَّهُ لم يجدْ 


أحَدَاهْتالِكَ. حكز إلا كنل واحد اسمه تثل» ولهاوجة 
[ص34] 
اسمها مَرْمَة» ولْقَتْ اسماهما. وسمّي البلدُ به وهو يلد وَمَرم. 


ولما رآه عمر كُمْرَاعٌ سأله: ما تجثتهء”" وقال له ما اسمك ومِمَّنْ أنت؟ 
وأجابه وقال: اسمي تِسِمَنْ» لكنَّ أولادي هؤلاء يدعو لي بِيَنْدٍ لسَمَاعِهِمْ ذلك من 
قَم أمّهِمء وقبيلتي زِنْجُ يَنْبُّ جزيرةٌ بين كاغ ودَنْدِ. وأولاده يَوْمَعِذْ ثمانية عَشَرَّ 
وَلَدَاء إحدى عَشَرَّ منهم إِنَاثُ وسبعةٌ منهم ذُكُور. 
مولاي أحمد في بلد مُرَّاكُشء وقال له: كم لك هُنالِكَ من السَّنِين؟ قال: خمسٌ 
وثلاثين سنةء كل مَنْ ترى من أولادي وُلِدُوا هنا إل كبيرُهم عَيْشسَ تِسِمَء وقال له: 
هل وجدْتٌ هُنَا أحدًا حين تنزل؟ فقال له: ما وجدتُ هنا حيدَئِذٍ إلا عبدًا شيحًا 
)١(‏ رجّح المترجمان أن تكون هذه الكلمة تسمية محليّة لنوع من الخشب» (ينظر: الترجمة 


الفرنسية» ص١؟1١).‏ 
)١(‏ الظاهر أنه يسأله عن مجيئه إلى هذا المكان» والسؤال: متى جئت؟ 





الباب السّادِس: أشكيّ مُحَمّد 


كبيرًا ابيضٌ شَعْرُهُ حبَّى احمرٌ؛ من بقايا قوم بني إسرائيل» وكنتٌُ معه هنا ثلاث 
سنين» ثُّ مات في يدي. وقال له عمر: هل سألتَهُ عَنْ حالة هذا البلد؟ فقال: نعم 
سأليُهُ عن قُوتِهِ واسم البَلّدِ واسمه» واسم البلد فاسمه بَعَكُه واسم بحيرتها قَتِء 
واسمي سابق: وقال لي أيضًا أمَةٌ جنَيّة أعتقها سيِّدُهًا تأتيه بما يأكل كلّما جاع. 
وأخبرني بأشياء نسيثٌ بعضها. 

وكان تِسِه”" يُعطي عمر ضيافةً له حيتانًا 

[ص10] 

رطبة» فمّكث عمر وَقَوْمُهُ هناك تسعة أيّام يأكلٌ مَنْ معه الحيتان حنَّى يشبعواء 
نُمّ شرعوا في ابتناء يَلّْكَ المدينة. وفتّّْنا عن الأحوال والأعوام» فإذا ذاك العام 
عام ثان بعد تسع مائةء والبنّاؤون يَوْمَئِذٍ مائةٌ كاملة» واسم رئيسهم وهَبْ بري. 

وبنوا خمسًا وعشرين يومّاء أتى عمر رسولٌ أخيه أَسْكِيَ مُحَمَّد قبل إتمام سور 
داره» فَأْمَرَهُ بالمجيء إليه» وأمر أسْكِيَ مُحَمَّد بَلْمَعْ مُحَمَّد كُرَيْء ويِنْكَفَرْمَ علي 
كِنْدَانْكنْكَيِ أن يأتيا تَنِْرْمَ ويِمَانٍ بناء سور دَارِِ. والَّذِي يَعولّى يَْكَ البناء: أرميرٌ 
وأخاه بارّ كُيْ بُكرْ الزَّغْرَاني ابني دَنْدِقَارٍ. 

ورحّل كَثْمَارٍ أخاه إلى كاغ وَاسَتَخْلَفَهُ مكانه ثُمّ جعل أشْكِي مُحَمَّد يَتَجَهَرْ 
للحجٌ وزيارة بَيْت الله الحَرَام وقبره (عليه السلام) وقُبُورٍ أصحابه (و#ن). وقام 
يجمع المال والجهاز للسَّفَره ونادى من أرضه مِنْ كل جانِبٍ ويطلب الزَّاد والعَوْن. 
ومشى إلى الحجٌّ في شهر الصّفر بعد ما حصل له ثلاثماثة ألف ذهبًا الذي أخذه 
عند الخطيب الكّليب عمر من مال شِي عَالٍ الي تحت يده. وأمًا الَّذِي في داره في 
الحفرة والتّابوت فكثير. 


)١(‏ وردت ثلاثة هجاءات لهذا الاسم هي (تِسِمَ ويم وتسمّن). 





+ و وعم اقوكوة 
تم تاريخ الفئّاش 


ومعه ثمانمائة رجل من الجند» منهم ابه أسْكيَ موسى» وهُكْ كُرَيْ علىّ 
قُلآنْء”' ويآئ كَتّ وَكَارََ وأقيال كُرَيْ مع بَرَ كُيْ مَنْسَ كُورَ بن موسى الَّذِي أمّره 
أسْكِيَ مُحَمّد على أرض قر حين نَصَرَهُ الله على شِي بارٌ. 

ومعه أيضًا سَبْعَةٌ مِنْ قُقَهَاء بلدهء وهم: أَلْقَا صَالِح جَوَّرَه ومور مُحَمِّد مَوْكَارُ 
وهو يَوْمَئِذٍ شيخ كبير» وألْمًا مُحمّد ثُلِء وكَاعٌ زكريّاء المنسوب بسَتَقَُه ومور مُحَمَّد 
المنسوب يَنْكُ: وَالقَّاضِي محمود ينْدَيْعٌ » وأنا معه أي محمود كَعْتِ. 

وفي قصّة سيره عجائب أَنَهُ تبّن لنا فضله وفضل الفَقِمَيْنِ ألما صالح جَوّر وألمًا 
. مُحمّد ثُلِ. وهو أنَّهُ مشى مع رُفْقَتهِ حتَّى جاء ة ل 

[صة5] 

واسعًا بين الإِسْكَنْدَريّة ومصرء وبات هُنالِكَ مع عَسْكرِه. قَلَمَّا انتتصّفت 
للَّْلُء”" خرج ألْقَا صَالِح جَوَرَ وَحْدَهُ لِيكََفّنَ بخلوة» فإذا هو بأصواتٍ مرتفعة» 
فتَوَجّهَ نحو الأصوات. فَلَمَّا قرب منها رأى مصابيح وحولها طلبةٌ من الجن يَقُرؤون 
الكتاب؛ فطاف حولهمء وإذا هم رَمْظ شَمْهَرُوشُ من الجنّ. معهم رجعوا من 
الحجٌء وهو وسَطَهُمْ وعليه تَقْرَأْ طلبةٌ الجن فقّصَدَ ألْمّا صَالِح جَوَرَ نحوه فأتاه 
وحيّاهُ بِتَحِيِّ الإسلام» وصَائَحَهُ مَجَعَلَ الرَّمْظ يُسَلْمُونَ عليه ويصافحونه؛ فارتفعت 
لذلك أصواتٌ فَسَمِعَهًا ألْمَا مُحمِّد ثُل» وهو خارجٌ للتّنقل» وعَرَفَ صوت أنْمَا 
صَالِح جوَرَ بين الأصواتء وحَشِيَ أن يَكُونَ ألْمَا صَالِح جَوَرَ يخاصم أحدًا من 
)١(‏ ترد تهجئة هذا الاسم أحيانا ب(علي/ عل كُلّن). 
(1) الفخْص: أرض مبسوطة مكشوفة؛ أو ما استوى من الأرض وانّسع. 
(؟) في الأصل : (تَنَضَّف) على وزن (تفكّل)؛ ومعناه: طلب معروفه أو أطاعه وانقاد له ويقال: 

تتقيفت الجارية: إذا اختمرت؛ وليس شيء من تلك المعاني مرادًا هنا. ومراده (تُصف»ء 


ينضّف ؛ ينصفء وانتّصّفء وأنصف)» أي : بلغ نصفّه. ينظر: لسان العرب» مادة: نصف. 


جحسرم 
لباب الشادس: أشكي محمد دن 
 - ||‏ لل ل سإ ب ححشيئيت5_. 





رفقة أسْكِي مُحَمّد فتَوَجَهَ نحوهم. فَلَمَّا جاءهم وجِدَهُمْ رَمْطَ شَمْهَرُوشُ الجنيٌ 
وألْمًا صَالِح جَوَرقزيبًا من شتْهَرُوش يسأله: قأتى وسلّم على شَمْهرُوثنوعلى 
رهطهء وجلس يتحدَّتُ معهم. 

وبينما هم كذلك إذ خرج موسى بن أَلْمًا صَالِح جَوَّرَ وهو غلامٌ سدَاسِيٌ 
حيئذ. كَسَمِعَّ صَوْتَ أبيه؛ كَتَوَجّهَ نحو الصّوْتٍ قَنَاهُم فوجد أباه وألْمَا مُحمّد ثْلِ مِنْ 
بينهم أيْ الجن رَمْطِ شَمْهَرُوشُ الجني» وجلس قرب أبيه. وقال شَمْهَرُوش 
للمَّقِيهَيْنَ: فْمَنْ أنتما؟ فقالا من قوم أمير المُوْمِنِينَ أسْكيَ مُحَمَّدء خرج وَخَرَجْنَا 
تنه كا ور عد لاشتوروفن قال إن ع ع نوري 
النَبِيَ بكلِِ يقول: «الخلمَاءٌ اث ثني عَشَرَ خليفةً كلَّهُم مِنْ ميشه ” " وأظنٌ أنَّهُ منهم 
لصيو الى ال و ا 
الثّالت عَضَّرء وقد أخبر النَبِيُ يله أ ني أعيششٌُ إلى تاسع القُرُونء وأوافِقٌ الحادي 
عَشَر مِنَ الحُلَفَاءء ثُمَّ يُحَكُمْ بين الجن والإنْسء وحيئَئذٍ أنَوَهّمُ الموتّ. وقالوا له: 
هل رأيت النَبِيَ كلة؟ 

[ص7"] 

فقال نعم» وقرأتٌ عَلَيْه. وتبَشَّرُوا بذلك. 

وبينما هم كذلك إِذْ وَمَفَ عَلَيْهِمْ عَبْدٌّ جنِيٌ وقال: إِنَّ راعِيَكُمْ ضَربَ عُلامَنا 

حنّى أَعْمِيَ عليه» فإنا دَعَوْنَاكُم إلى الشّريعة. وقال الفقيةُ ألا صَالِح جَوَرَ: كيف 
ضرب غلامَكُمْ راعِيئاء ونحن لا نَرَاكُمْ؟ وقال العبد: إِنَّ العّلامتَبَدّلَ حَيّة. وقال 
شَمْهَرُوش أميرهم: مَنْ تَبَدَّنَ عن صورته فَدَمُهُ مَدَرء ثُمّ قاموا يودّمُونَهم وذهبوا 
فَرَجَعُوا إلى رُفْمَتهِم. 


)١(‏ اسم (جَوّر) مقحم هنا في الأصل. 
(1) كذا في الأصل: اثني (بالياء»» والصواب بالألف. 


2 تاك الفئّاث 
جد تاريخ الفئّاش 


وباتوا مُنالِكَ لَيْلتَيْنِ باعي لتر اام ار وي 4 
وكان من قوم ثِِي» وكثيرٌ الظُلْمء كلما جعلوا الصَّفٌ لِيُصَنُوا عليه»”" وكان موسى 
بولا سل ناي ار تق لنا اققله. وهو بِقُرْبٍ أبيه وقال لأبيه: انْظرْ يا 

بتي إلى الملائكة يُْرِجُون الرّجُل من بين أيدينا! ولم يبق بين أيدينا إلا اّمل 
ابيا ار فَجَعَلَ أبُوهُ يقول له: اسْكُتْ يا بْنيّ! فظهر لهم 


عمو 


أنه مُكَاشِفٌ منذ كان سياد 





وفي عد ذلك اليوم تبيّنَ لنا فضلُ شَيْخنَا وصاحبنا رظبُ اللْسَانٍ بالذّكرٍ الفاضل 
الصَّالِح التّقي الرّامِنٍ ولي الله تعالى الفقيه الأمين ألْقَا صَالِح جَوَرٌ وفَضْلٌ 
الشّريف الحسني الفقيه النّمَويّ التَضريفيّ النّحْوِي» له حَط في مَعْرِفةٍ الصّحَابة» 
ولي الله تعالى مُحمّد ثُلِء وفضل أسْكِي مُحَمَّدِ مُحَمّدٍ الإمّام العَادِلٍ أبي اليتَامَى والأرَامِلٍ 
والمسَّاكِينٍ والضّعفاء ومَلْجَا العُلّمَاء. 
أمَا الَِّي بِيّن لنا فَضْلَ ألما صَالِح جَوَرَ كَلَمّا ارْتَحَلنا من هناك سِِرْنًا َلاق د 
مجدين » كَلَمّا كان اليوم النَّالتُ هَبّتْ ريح شَدِيدَةٌ حَارَةٌ حبّى ييِسَ مَنْ في الرُفْقَةِ من 
الحياة حا إلا وي اإبماف» وتققتدما في لزب من الماء يسميمًاء لل ل يي 
ولو قظرَةٌ» واشتدٌ على القوم العطشٌ» » حنَّى كان أشدّ عَلَيْهُمْ من الرّيح؛ فَمَتَحُوا 
القرَب فلم يجدوا شيئّاء فزاد خوفهم؛ فأمَرَ أميرٌ المُؤيِينَ أسْكِي مُحَمّد غلامًا له 
يُقالُ له قَرَ جَلٌ أن يَذْمَبَ إلى هذا العالم لْمَا صَالِْح جَوَرٌَ هذا كلهنيعد يدول 
العَسْكَرٍ من شدَّة الرّيح» وطلّبّ منه أن يَدْعُوَ الله بحرمة الي لِِ أن يَسْقِينا؛ فزجر 


1 


)١(‏ كئ إج: أي ابن الزّعيم بلغة الصونغاي» وتطلق على أبناء الأمراء» وأفراد الأسرة الملكيّة 
القديمة لدى الصونغاي. 

(؟) يبدو أن استخدام (الجعل) هنا مع الصف. من تأثير لغة المادينغ على الكاتب؛ حيث يقولون: 
.(9ا وكد5) 








الباب السّادِس: أشكي مُحَمّد 


[ص58] 

العّلامَ بأشدّ زَجْرٍ وقال: إِنَّ حُرْمَة الي يل طم من أنْ تُظلَتَ بها الحوائجٌ 
الدُنْيَويّة» اطلبٌ منا أن نطلب بحرمتنا المذنبين» فقام ساعبَيِذٍ وتَوَجّهَ إلى القِبْلة 
وقال: اللَُّمَ إن عطِشْنَا وأنت أعْلَمُ بحالي ما وأنتٌ عالم الطََّاِرٍ والبَاطن. فما قمّ 
كلامُهُ حنَّى سمعنا رعدّاء فَمُطِرْنَا مطرًا ساعَمَيِذٍ؛ فَشَرِبْنَا وسَّقَّينا دَوابنا واغْتَسَلْنًا 
وعْسَلْتا ثَيَاينًا: وأقَمَنًا هنا يوم مَيْنْء فصار الماءٌ نهرًا ظُولُهُ مائةٌ رُمْح. 

قَلَمّا جعل الأمير أسْكِيَ مُحَمِّد يَفْسِمُ التّمر بين أهل الرُفْمّة كعادته» فأعطى 
جميع النّاسء ونّسِيَ ألما مُحمّد ثُلِ؛ فَحَزِنَ لذلك أَلْقَا مُحمّد ثُلٍ في نفسِهء ولم يُبِنْ 
لأسو نيمل يسفق أل الأفقة تثقة سحام والبعطق يقوق سباق يكين آمزة 
ميل !ها ساد ال .متبط اهعاب انع دقام نيما لزنه عله را م 
بجَملٍ أبيض من المشْرِقٍء عليه حِمْلٌ من الثّمر يَشُّقُ الوفْقَّة إلى منزل أَلْمَا مُحمّد 
ثُلٍِء حنَّى أتاه فألْقَى حِمْلَ الثّمر بين يَدَيْوه فرج جَمَ إلى حَيْتُ أتى ؛ فقام أَلْمَا مُحمَّد 
ثُلٍ إلى الحِمْلٍ» فجعل يَفْسِمٌ الثم بين أهل الرُفْقّة كما جعل أَسْكِيَ مُحَمَّدء فجعل 
للأمير أسْكِيَ قسمًا. فإذا هو تمر لم ير له مِثْلُ؛ فجعلنا إلى الجمل ننظر حنَّى غاب 
عنا. فجاء الأمير أسْكِيّ مُحَمَّد فأكبٌ بين يَدَيْهِ يُقَبّلُ يديه ورِجْلَيْه ويعْتَذِرُ إليه 
بِالنّسَيّان. وتَبيّنَ لهم َضْلُّ هذا العالم الوليٌ ذلك اليّوْمء وقال: إِنْ نستي فالعبدٌ 
كى رونك ]لك الى احذاء ورج فى كر ااه 67 

وله خصائصٌ ومَنَاقِبٍ في حَبْوء من ذلك: أقبل عليه أهلٌ الحرَمَيْن الشَّرِيمَيْنَ» 
و جا لاسو عي لو وَعَبنَ الدّادَ على التكعية الكريقة: 

تلقّى هُنالِكَ العُلَّماءَ الأجلاء والصّلحَاء المرضبَينٌ» معقةاشييت تق رما 


.)1491/ الضمير عائد على أسكيا الحاج. أي أَنَّه رجع من الحج في آخر العام (407ه/‎ )١( 





١ 20‏ 3 تاريخ الفئَّاش 


وول وأليسة العِمَامَةٌ الدَّرْقَاءَ وسكاة الإمام». 90 


تلقّى بمصر سيّدي عبد الرّحْمُن ع السيوط + وأَخْبَرَهُ يما سيكُونُ في بلاده. قيل 

فسأن سن 18 با قرة اله الي غره د احا ا رار ا 
الفتّنُء وعن بلد تُنْبْكْتُ قيل 

[ص14] 

قال: إِنَّ أخوّف ما أححاف عَلَْهِمْ أنْ يَكُونَ خَرَابْهُ وإِثْلاقُهُ بالجوع. وعن بلد جِنٌّ 
قال: حَرَابُهُ وهلاكٌ أهْلِهِ الكَرَقُء يَفْجَأهُم الماء ويُعْرِقُهُمْ أجمعين. وله معه قِصَّهٌ 
عَجِبَةٌ أيضًاء وزارَهُ سيّدِي العالم العلاَمَةُ مُحَمّد بن عبد الكريم (المغيلي). 

دقبل إله سبع رسلا بق أهل مكة كال جلث هي من شر رآ يَشُول نال 
كل يأتيه التّجا نالوق من الذسع يظلون عدا يَعْمِسٌ يَلْكَ الشَّعْر الشّريفة 
المباركة في الماء ويِشْرَبُونَ ذلك الماء ويَمْسِلُونٌ به. كلما أتى البّجُلَ طلبه منه 





وأَخْرّجَهُ له وظفر بِشَّعْر منها َلْقَاهُ في فمه والْتَقَمَهُ يا له من فوز ما أَكْرَّمَهُء ونِعْمةٍ 
ها وفيا 
وقيل لما دَخَلَ شَبَكَةَ رَسُول الله وَل دَخَلَ معه بَرّ كي مَنْسَ كُورَء وأمْسَكَ 
بِمَعْمَدَةٍ من الشّبّكة الشّريفة وقال: يا أسْكيًا مُحَمَّد هذا رَسُول الله ككل وهذا أبو 
بكر وعمر (ؤ)» دَكَلْتُ في خُرْمَتِهم» أطلبٌ منك أشياء: الأولى أن لا تجعَل 
بَتاتي في الدّار إلا بالتكاح.”2 فقال: فعلتٌء ثُمَّ قال: وما الثّانية؟ قال: أن تقف 
)١(‏ في [ص؟١]‏ السابقة» ذكر ابن المختار أنَّ العمامة بيضاء. وفي تاريخ السعدي ذكر العمامة 
والخليفة العباسي» ولكنّه لم يشر إلى لون للعمامة ولا إلى اسم الخليفة [ص7]. 
(؟) كان من عادة النّاس في ممالك أفريقيا أن يهدوا بناتهم الحسناوات إلى الملوك بلا تزويج» وكان 


المسلمون يمارسون هذه العادة جهلاً منهم. وقد نبه ابن أمير حاجب مانسا موسى إلى بطلان هذه 
العادة شرعا وعقلا ؛ فرجع عنها في الحال (العمري» مسالك الأبصارء ص19/54١).‏ 


الباب السّادِس: أشكي مُحَمّد 6 


حيتٌ وََمْنُكَ في الأمر والنَّهِي؛ فقال: فعلتُ. وما الثَالئّة؟ قال: فلا تَقْدّلْ مَنْ دخل 
في داري ولا مَنْ وَصَلَّنِي. فقال: فعلتٌ. فقال: لا بد أن تُعْطِيَنِي العهْدَ على ذلك 
في هذا المكان الشَّرِيفء ويكون رَسُول الله كِهِ شاهدًا على ذلك. فقال: فعلت. 
وعَقَدُوا على ذلك. 

وقيل إِنَّهُ كان حين حَصَرُوهُ أهلّ بُرْكُ وهَرّمُوا جَيْشَهُ تبعه أولادُهُ وهم مائة 
كاملة» وحاط بهم جيش سُلْطَان بُرْكُ وحالوا بَيْنَهُ وبين قَؤْيِه وليس ]لا عو 
وأؤلآده؛ نزل عن فَرّسِهِ وصلَّى رَكَْمَيْنَء ثُمّ استفبّل القبلة وقال: أسأئكَ اللّهُمَ 
بحرمة ذلك اليوم الَذِي وقَقْتُ عند رأس رَسُولِكَ في سَبَكَته 

]7١ص[‎ 


وسألْتُكَ أنْ تُجِيبَيِي عند كل شِدَّة؛ أسألك اللَّهُمَ أن تُمَرّجَ عَنّى وعن أولادي 
وأَخْرِجنًا بين هؤلاء سالمين» ثُمَّ رَكِبَ وقال لأولاده: ادخلوا أمامي حتّى 
أَخْرِجَكم. فقالوا له: لا تَفْعَلُ ذلك أبدًا؛ٍ لأنّا جمعٌ» إن مات فينا طائفةٌ تبقى طائفةٌ 
أخرى» وأنت فينا واحدٌّء فإن مِتّ فلا أب يخْلَّفْكَ لناء ثُمّ جَعَلُوهُ في وَسَطِهِمْ 
وَاقْتَحَمُوا عَلَيْهِمْ وَهَرَّمُوهُمْ وحَرّجوا سالمين ولم يُجُرَح مِنْهُمْ أحد. 


3 و 2 560 ِِ 5 
الذِي لم يتَفِق لِبَسَرٍ قبلي وذلك أَنْ الله أعطاني مائّة من الولد ما فيهم ولد خَاسِرٌ 
ولا جَبَانْ كلو فَرْسَانّشُكْعَآن. وقد يخلق آله رجلة وتعيش :ولا ضيبت :ابيا 
واحدّاء وقد يصيبٌ واحدًا فيكُونُ ولدًا فاسدًا خاسرًا. وقد أعطانا الله مائةٌ 
صَالحينء فإنّي أشْكُرُ الله على ذلك! 

ومن كرامّاتٍ أسْكِيّ مُحَمَّد أنّهُ لما أتى بلد مُوشِكُيْ بعد قثْلِهِم وإهزام جيش 


مُوشِكُئ ' وقف على شَّجَرَةٍ هُنالِكَ التي صَنَمُهُمْ تَحْتَهَاء وأشار إلى الصَّنَّم فإذا 


2 تاريخ الفئّاش 


الشَّجَرَةُ انَْلَعَتْ مِنْ أَسمَلِهًا وسَّقَطْتْ بإذن الله. وسّيِْلَ عمًّا قال عند الشَّجَرّة وما فعل 
بها وتَسَكَبٌ لشُقوطهاء..فقال: والله ما قلت إلا الا إله. إلا اش محمد رَسُول اللا 
وما رجت عليه كُلْمَةٌ غيرها. سمعتُهُ من والدي المختار قنبل (رَحِمََهُ الله) يتَحَدَّتُ 
بها. 

وغزا في السّنة الرّابعَة.”'2 في يَلْكَ السّنة تَوَلَى شيحُنًا الفقيهُ محمود بن عمر 
القضاء. وفي العام الخامس غزا باعَنَ فار. وفي السّادٍسة غزا يَلْطَ في أيرْء ومُنالِكَ 
أصاب كَككِء”" ولم يكن لهم قبل ذلك. وفي السّنة السّابعَة مشى إلى َلَنه ورجع 
إلى كاع.©© 

وأمر سبعة رجالٍ من أبنائه وهم : كُرْمِنَ 

]7/١ص[‎ 





قَارٍ عثمان» ومور عثمان سَاكَدِءِ وعثمان كِرِيَ» وسليمان كَيَنْكَء وبِنْكَمَْمَ 
سليمان؛ وكَلِسِفَرْمَ سليمان؛ وعمر تُوتُء وفقهاؤهُمْ الذين حجٌّ معهم لاستئتائه 
صَالِحَ جَوَرَ ومُحمّد ثُلِ. وقال لهم: فإذا جاءوا الموضع الي عُرف بِإِسَكَيْنَ إلى 
موضع عُرِف بقًا حورٌ لك يا صَالِح جور وأنتم الشّهداء. وفيه ثلاث قبيلة ملكا له: 


.)م1448/ه9١4( أي عام‎ )١( 

() أي عام (903ه/ ©" و(يَلْظ): لقبٌ للسّلطان محمد بن عبد الرحمن» سلطان أغاديس 
النّاسع» وهو الّذِي أشار إليه الإمام السيوطي في عنوان رسالته إلى ملوك التكرور قائلا : «إلى 
الملك الزاهد محمد صطفو وأخوّيه محمد وعمر». و(كككك): بوقٌ عملاقٌ من التُحاس. يُتفخ 
فيه في المراسم الملكيّة وفي الاستنفار للحروب. وفي "تاريخ كانو؛ (ص١7)‏ أن بداية استخدام 
القرون الطويلة كان في أيام سَركنْ سَميّة (1307-1343 ,1531218 53115)؛ ويضيف 
الراوي أن النغمة التي كانت تصدرها كانت تعني: «اثبثْ فإن كانو مسقط رأسك!» ينظر: 
6 ,لإأعاه50 غ151 مدع 11م 

() ذكر السعدي أنه بعث أخاه عمر كمزاغ إلى هذه الغزوة» ولم يذهب هو بنفسه. (السعدي» 0/6. 


الباب السَادِس: أشْكِي مُحَمّد 22 








حَدَادَنْكِ أغمّاء”"' وقبيلة فلن وأهل بل كُكُ» وكُرْكَمَ» وَسْرَيَيْة وإتما أَضْلْهُم مِنّ 
لزني ثم قال يا مُحمّد ثُلِ إذا وصلُوا حرس كَْْرُ وركب في مقابله من طلوع 
الشّمْسِ إلى حين غربت عليك حََْرٌ لَك وفيه ثلاثة ة قبيلة ملكا لك: قبيلة رَنْجيّة 
وله سُرْبََى وقبيلة جَمْ وَل لأنأجَْ ول وسوْبَتى أمُهم عربيّة وأبوهم حدَاة 
ماسِنَيٌ. سِنِيٌ. وكان الأمر كذلك وغربت عليه الشّمِسٌ بحذاء أشجار دُووِكَشْيَ ؛ ثم رجع 
إليه وقّصَّهًا عليه» ودعا لهم. 

وما غزا في السّنة الثّاِنة والئّاسِعة والعاشرة» وفي الحادية عشر”" مشى إلى 
ِرْكُكْء ولم يَغْرُ في الثَّانَِةَ عَشَرَ 

دفي الثلّ عر نزل في كبر وتلا مُنالِك ثلاث رجال من حَفَدَةٍ الخ موز 
هَوْكَارٌ وهم: : مور الصَّادقء ومُور جَيْبَ ومور مُحَمّد الذين الخيني بوي 
زمنه كما تقدَّم. واشتكوا إلى أسْكِي مُحَمّد البؤس والشّدّة التي تَلَتَاهُمْ في رَمَنِ ثِِي 
عَالٍء وأمر لهم بعشرة شُدَامٍ وماكق بقرة؛ فرجَعُوا. لما كانوا راجعين تَلََّوًا 
بإخوانهم بني أ أبيهم حَمَدَةٍ مُورْ هَوْكَارُ في الظرِيقٍ قادمين إلى أسْكِي مُحَمّد 
وسأَلُوهُمْ عن حاله» وأخبروهم بِحُسْنٍ سيرته وسياسَيه وكَرِّهء وذَّكَرُوا 


لص ]7١‏ 
لهم ما وَهْبَهُ لهم مِنَّ العَبِيدٍ والبَقَرَاتِ. فقالوا: نحن شركاؤُكُمْ في هذه العطبّةٍ 


تَقُسِمُهًا على:رؤوستا: 1 وتخاصمواء وبلغوا في ذلك نهايةٌء حجتّى وفوا 
معهم إلى أسْكِي مُحَمَّد وأخبروه بما جرى بينهم وبين إخوانهم؛ فضّحِكٌ فرحًا 





)١(‏ أي طوال الشعرء وقد تقدم [ص؟١]‏ أن هاتين القبيلتين» أي: : جم وَل وسُرْبَئَىء هما من 
القبائل الإثنتي عشرة التي قيل إن السيوطي والمغيلي أفتيا أسكيا الحاج محمد بجواز والكهاء 
(5) أي عام (411هم ه١16م).‏ 


22 تاريخ الفئَّاش 


مسروراء ثُمٌ قال للاخوة: إنما هده العَطِيّة ما تَوَيْتُ بها ذريّاتٍ مُورُْ مَوْكَارٌ وإنما 
َصَدُوني إِحْوَكُمْ هؤلاء الثلاثة» فَأَعْطَيْتُهُم ما قَسِّمَ الله لهم وذلك رِزْقُهُمْ سَاَهًا 
الله لهمء ْم أمَرَ للإخوّة الآحَرِين أيضًا بِعَشَرَةٍ عَبِيدٍ ومائة بَقَرَقه وقال: هذا رزفكُمْ 
نتم ولكم عندي ذلك عَرَامَة في كل عَامِ ما بَقِيِتُ؛ٍ فأخذوها وشكروا فِعْلَهُ 
ودَعَوًا لَهُ بُولٍ البَقَاء والتّمتّ بملكه. ثُمّ قالوا له: نُرِيدُ مِنْكَ أن تكثّبٌ لنا كتابَ 
الحرْمّة نَسِيرٌ بها في البُلْدَانِ نحمى بها أعراضّئاء حنَّى لا يتعرّض لنا أحدٌ مِنْ عَلَمَةِ 
جُنْدكَ بِظُلْم ولا بِتَعْدِيَةٍ - عَتَقَكَ الله مِنَّ الئّار - فْرَضِيَ وأجاب وأمرّ الكاتب أن 
2 وهو يملي له ويَكْيْبُ. ووقَفْتُ أنا على ذلك الكتابء أُؤْقَمَنِي عليه تال 
القَاضِي إسماعيل ب بن المّقِيهِ القَاضِي محمود كَعْتِء وقد لحس منه الأرضةٌ بعض 
أْسْطَار أَسْفَلَ رسمه» وَنْقَسّة فته أكنياء: ونصّه: 

«هذا كتاب أمير المُوْمِنِينَ وحَليفةٍ المسلمين السُلْطَانِ العَادِلٍ القّائم بأمْرٍ الله 
أسْكِيَ الحاج مُحَمّد بن أبي بكرء أَدَامَ الله عِزَّهِ ونَصَرَهُ وخلّد البرَكَةَ فى عَقِبِهِ. ومَنْ 
وَمَفَ عَلَيِْ بأْيْدِي جمْلَةٍ حَمَدَة الفقيه الرَّاحِدٍ الصَّالِح مُور مُحَمَّد مَؤْكَارٌ وهم: مُورْ 
الصّادق» وسُون جَيْبه وإسحاق وأنيَادُك: ومُحَمّد ورسْمَاكُء وعليَء وبلقاسمء 





بني الفقيه موز مَعْمَعْ بن مور مَعْمََفُْ 

[ص"/ا] 

بن الفقيه مُور هَوْكَارٌُء (رَحِمَهُ الله) ونفعنا بعلمه ودينه آمين. ومن وقف عليه 
مِمّنْ يؤمن بالله واليوم الآخر وبرسالة رسوله الصَّادِقٍ كَل؛ ١‏ فليتخترنهمٍ ويُوَفَرهُمْ 
ويَعْرِفْ مناقِبهم وفضْلَهُم وحرمة جدّهم. ٠‏ ويمسكُ كل جائر وفاجر جوره وَقُجُورَهُ من 
جُنْدنا وأهل جَيْشِنَا وحََدَمَِا الجائِرِينَ وعَبِيدِنًا وَرُسْلئَاء ؛ فلا يقربهم بطم ولا يتشقير 
وتَضْغِير. ومَنْ تعرّضّ لهم بسُوءِ وظُلْم يَِمُ اله مِنهُ على كذا . ونُوصي كل من تنسّلٌ 
منا من أولادنا وحمَائِلِنًا كورام وسترة رق وسسص را إليهم. وقد أَسْقَظنًا 


الباب السّادِس: أشكي مُحَمّد 9 








جميع وَطَائِفٍ السَّلْطْنَة وغرامته بحيث لا يُطَالبهِم أحدٌ بشيء حنَّى الضّيافة؛ وإن 
تعرَّضّ بينهم ظنّة أو ادعى عَلَيْهِمْ حمًا فلا ِحَحُمْ عَلَيْهِمْ إلا أنا وحدي أو مَنْ 
يحي في هذا المقام مِنْ أؤلادي» ومن طَلَمَهُم أو أَحَدَ منهم أدنى شيءٍ ظُلمًا 
باطلاً من دُرِيّتيِ؟ لا بار الله لَهُ في مُلْكهِ وَكسَدَ عَلَيْهِ مُلكَهُ وحَكمَ له بكاتمةٍ الشُوء 
بحرمة الذي وقفْتُ به على رَسُول اله يكل وقمت في داخل شبكة رَوْضَهه ة. 
وكذلك أبحْتُ لهم ولذريّاتهم أن يتزوّجُوا في مملكبي كلّها : : من كَنْتَ إلى سبِرِدُكُ 
ّي هو الحدُ الحاجز بيننا وبين سُلْطَان مَل مِنْ كل نساء أحبُوهاء ويكون ولدهُم 
متها "ايرادا أَمُهُم تابعاتٍ لهم في الحريّة» إلأسُرْكُ وأبي» وني 

[ص 4 07] 

أنهاهم وأحَذَّرُهُم عن نكاحهم؛ لأنّهما مملوكان لناء ثُمّ من تعدّى منهم فَوَلَدَ 
منها بحرمة جَدّهِمْ مَعْتُوقّ دون أمّهء فأمّه لا يطالبُها أحدٌ بالرّقٌّ ما دامت في 
عِضْمَته» فترجعٌ إلى مِلْكي بعد طلاق أو وفاة الرّوج). 

ويتلو هذا السَّظرٌَ أربعةٌ أسْطَارٍ لحسّت دابّةُ الأرض كلّها وما بقيث منها إلا ما 
لا يتأنّى كَتبْهَاء ولا يمكن تلفيقٌ بعض ذلك إلى بعضه. ويتلوه: 

«وقد حضر عند هذه الوثيقة القَقِيهُ أبوبكر بن ألْمَعْ علي كارّ بن الخطيب عمر 
وألْمَّك عبد الله بن مُحَمّد الأغلالي» والعاقبٌ بن مُحَمِّد الشّريفء وشَّهِدَ به كاله 
خلي رين تبطنااروي عرق لبان بدني » ختم الله له بخاتمة الحسنى». 

َم أمر بأن يُنَادَى كل من حَضَرٌ مُنالِكَ من أَْلاده : كَلِسٍ فَرْمَ سليمان 

كِنْدَنْكَرِي.” ف ووَنَيِمَرْمَ موسى يُنْبْلِء وشَاعٌ قَرْمَ م عَلُوا وطارقق سداكم وكَتْقَارٍ 
علن ككل: . وأَحْضَرُوَهُم وأمر بقراءة الكتاب عَلَيْهِمْ فى ] عَلَيْهمْء وقالوا كلَهُمْ : 


)١(‏ ورد هجاء هذا الاسم في صفحة (724) ب١كُندٍ‏ كرية». 





1" 5 تاريخ الفتّاش 


سما وأطعْيَاء ثم قال: منْ سمع باسم هذا الكتاب أو رآه فلم يمتثل 
[ص ه7] 





فلا يُبَارَكُ له في نفسه وفي كل ما رَزَقَهُ لله مِنْ ذُرَيّاتَهء ْم أَحَدَّ الكتَابٌ بِيّدِهِ 
وَطَوَاهُ وجعله في يد كبيرهم» وهو مور الصّادق. انتهى. 

وقال القَاضِي إسماعيل كعت : كل حُكُم حَكم به أسْكِيَ مُحَمّد ما عرفنا ما بقي 
منها بعد نزول محلة جر" إل هذا الحكم وحدَة» وقد أبطل الكل ديات أشكِيَ 
محمد وحفائده: فإنًا اللهروإنا دروا تجعو3ة: 

قلتُ؛ .وهذا الواحد الذي قال القاضِئ إسماعيل له بقى» فقد أبطلوة بعد موت 
أسْكِيَ مُحَمَّد بُنْكُنَ بن بَلْمَع صادق.”" وما أبقوا له أثرًا. وقد رأيتٌ بعيني كثيرًا من 
حفائد مور هَوْكَارٌ وأسباطه في سُوق تُنْبْكْتُ يُبَاعون© وهم يُصَارِحُونَ بأَنّهُمْ حمَائِدٌ 
الخامس والسّبعين وألف» وقد أظهروا لهم العَدَاوَّة والبغضاء. وأظنُ أنَّ دعوة 
أسْكِيّ مُحَمَّد كادت أن تنزل بهم أو نزلت وحاقَتْ بهم كل ذلّةِ وتَضْغِيره وحسيُنًا 
الله ونِعُم مم الوكيل. 


)١(‏ هو القائد المغربي الذي أغار على صونغاي» وهو من أصل إسباني من مدينة «لامنْ سويفاس» 
(006985 5ه1آ) بغرناطة» أسِرٌ وهو صغير؛ فتربّى بالقصر الملكي في مراكش» وصفه 
صاحب «تذكرة النسيان» بأنه: «فتى قصير أزرق»؛ وواضحٌ في تصرّفاته أنّه كان يتمتّع بشجاعةٍ 
وبشخصيّة قتاليّة كبيرة» ولكنَّ الجهل والسّخف كان باديّا عليه؛ لذلك سرعان ما عزله الباشا 
محمود بن زرقون حين قدم تمبكتو من مراكش. مكث في قيادة الجيش المغربي بتمبكتو تسعة 
أشهّر. (ينظر: التذكرة» حرف الجيم). 

(؟) هو السلطان الخامس بعد الغزو المغربي؛ والخامس عشر في سلسلة سلاطين أسكياء تو 
(61١لها‏ اككام). 

() في الأصل : (يباعونهم). 





الباب السشّادس: أشكي مُحَمّد ادن 


وفي الرّابعَة عشر”” مشى إلى كَلَنْبُوتء ورجع في أوَّل الخامس عشر. وفي 
يَلْكَ السَّنّةَ حجّ سَيدْنَا محمود بن عمر» وَوَلِيَ القَضَاء بَعْدَهُ القَاضِي عبد الرَّحْمَّنء 
ثُمّ رجع ومكث في تُنْبْكُْتٌ سنتين» وَالقَاضِي عبد الرَّحْمّن يقضي وما ردٌّ القضاء 
للقاضي محمد الذي استنابه. والقّاضِي محمود ساكتٌ ولم يتعرّض لهء وما 
استرده إلى أن وقعت نَازِلَةٌ في مجلس القَاضِي عبد الرّحْمَّن وحَكُمَ فيهًا بما حَكَمّ 
به وسَّمِعَ بذلك الفقية 

[ص6ا/] 

القَاضِي محمود وأرسل إليه ينقض ذلك الحكم لمخالفته بِنَصٌّ الكتاب والمُّنة 
والإجماع؛ فأبى إلا إِنْقَادَهُ وسكت الشَّيْخَ أَئلعَ الخبرٌ بذلك إلى أسْكِي مُحَمَّد؛ٍ 
فأرسل رَُسُلَهُ ِيَرْدُوا الحكم للقاضي محمود ويعزلوا عبد الرَّحْمَن. 

وجاء الرّسُول وجَمَعُوا علماء تنْبِكْتٌ وفقهاءها في جامع سيدي يحيى» ونادوا 
القَّاضِي بأمر أسْكِيَء وحضرء وقال له الرّسْلُ: إِنَّ أسْكِي يأمرك بأن تُسْلِمَ الأمْرَ 
للقاضي محمود؛ لأنّكَ نَائِبْكُ وإذا حَضَرٌ المنيب فالئّائبُ مَعْرُولٌ مَبْظُولُء مع أن 
لا تَسْتَحِقُ القضَاءَ ما دام محمود بين أَظهُرِكُمْ حيّاء ولاموه بسُوءٍ أَبهِ لِعَدَم تَسْلِيم 
القَضَاءِ إِلَيْهِ حين أتىء وَعَزّلُوه. بن 
ُ أتوا القّاضِي محمود يَأْمُرُونَ بأمر أشكِي بأن يَرْجِعَ إلى مَكَانِهِ ويَتوَلّى. وأبى 
وامتنع» وألحُوا عليه. قَلَمّا سمع أسْكِي بِإِبَايهِ وامتناعه أَرْسّلَ إليه كُبَرَاءَ قَوْمِهِ وأَلْرَحُوءُ 
ذلك» ثُمّ لم يرْض إلا بعد ما عَلَبُوهُ بِالحجَح ؛ أقاموه عليه وتَوَلَّى (رَحِمَهُ الله). 

وفي السّابع عشرء أرسل عليًا المسمّى عَلٍ قُلَنْء وبَلْمَع مُحَمّد كُرَيْ إلى باعَنَ 


فارٍ مع قَتِ. 





.)ما5١مل أي عام (154وه/‎ )١( 


777 اك لقان 
فد تاريخ الفناش 








وفي الَامِئَةَ عَشَرَ قتِلَ أي تَنْيضَ الكدَّاب الَّذِي اذّعى المُبرّة والرسالة (لعنةٌ الله 
عليه). . قَتَلَهُ كنار عمر كُمْرَاعٌ بغير عِلْمٍ أسْكي وأمْره . خرج من تَنْدِرْمَ إليه» ونّصَرَهُ 
الله علَيْهِ. ومع ذلك كان في كثرة ومَنْعَةِ وَقُوَةِ أكثّرٌ مِنْ جَيْشٍ كَنْفَارٍ عمر» ولم يغلبه 
إل يتصر الله. ”'" وهو سُلْطَان قُوتَء ويُقال فوظ كِنْكِ. وكان قويًا مَنْصورًا شجَاعًا ذا 
بأسٍ خارجًا. خرج عن مَلِكِ قُوط وجاء إلى كِنْكِ 

[ص//ا] 


وأقام وتَسَلْطَنَ هناك. وسبّبُ خُرُوجِهِ أي كَنْفَارٍ عمر وذلك أنَّ كَيَّاكَ قَرَنْ و وَقَعَ 
بَْنَهُ وبين تَنِضٌ مَلِكِ قُوتَ أمورٌ وحُصُومَةٌ وتَضَاجُرٌ وحَلف بأن يَكُيِرَ بَلَدَهُ وُصَيّره 
صحراء؛ وكان أقْوَى منه قرَّة وخيلاً ورجالاً ؛ فَاسْتَمَاتَ لذلك بِكَثْفَارٍ عمر ولذلك 
يع اده ودلا ةا مااسمنا وق الإيقات 3 أعرتي ينمي الامش روريم أذ 
سبَبَ خُرُوج كثقَارٍ عمر إليه أنّ أحد الزَعْرَائيين من أهل سُنْعُي كان يخرج كل سن 
إلى قُوتَ ويَتّجِرٌ فيهاء و سمع بداكتيف وآخذه وأكل ماله جوةا وظلمًا وآراد ُلك 
وهرب إلى كُرْمِنَ قار وسعى به إليه ونم عليه عنده وقال إنه شّكَمَهُ وَوَقَعَ فيه 
وأَعْضَبَهٌ» ولذلك خرج إليه. 

وقد بلغ أهل سُنْعّيْ في الحرب وعِْم القِتَالٍ والشّجاعة والنَّجْدَةٍ ومعرفة 
المكيدة غايةً ونهاية. . انظ كيف حَرَجَ كُرْمِنَ قَارٍ بهذا الجمٌ العَرَمْرّم الكثيف. وَمَطعَّ 
بها هذه الممَارَةَ لبَعيدةَ القْر في مسافة نيف وَشَهْرَيْن في البُعْدِ مِنْ تَندِرْمَ إلى فوت» 
وكيف طَفِرٌ بهم وتمكّن من مَلِكهمْ وله َعَم فيهم الأمُوالَ الجسِيمّة» وكلُ ذلك 
في العام الثَامِن عَشَّرَ بعد تسعمائة © وقطع رأسه وجاء به إلى تَنْدِرْمَ ودَقَنَهُ هُنالِكَ. 





(1) في السعدي أنَّ أسْكيا الحاج نفسه هو الي خرج إليه وقتله. (ص0/7. 
(1) النصوص من قوله: «.... أن كياك قَرَنْ وقع بينه... » حتى هذا الموضعء مكرّرة حرفيًا في 
[ص ١‏ 4]. 


اباب السشاِس: أشكي مُحَمّد 





96 


وفي التّاسِعة عشر”'' غزا كَشِنَّ. وفي الخامسة”" نزل كَبَرَ في شّهْر رَمَضَانَ م 


رجع إلى كَاعٌ في يَلْكَ الرّمَضَان. ولحق الخبر يوم نزل كَاعٌ بمرض أخيه كُرْمِنَ 

[ص78] 

قَارٍ عمر كُمْرَاعُء وكرّ راجمًا حُفَيةَ إلى تَنْدرْمَّ ودخله ليلاً. وتوفي عمر في يَلْكَ 
اللَّبْلّقَ ودفنه بداره. ومكث فيها ثلاث لَيّال. ويّقالُ إن رَكْبَ فيها يومًا وتّبع بحره 
الصّغيرة حنَّى انتهى إلى بحر قَتِ. فَلَمَّا رجع قال: ما أجمَلَّ هذا البلدٌ وأحْسّئَهُ! 
ولكنّ أهله لا يَتَفِقُونَ على أمر وَاحِدٍ أبدًا. وقيل له في ذلك وقال: لأنَّبَحْرَهُ 
مُعْوَجٌّ» ومَنْ شرب من مائه لا يَنْبْتُ َوْلهُ ولا يَتَِّقُ هله ثم رجع إلى كاع. وذهابه 
ورجوعه اثني عَشَّرَ يومّاء ولم يَفْطَنْ أحدٌ من أهل كَاعٌ بذهابه حبَّى رجع. 


وجعل أخاه كُرْمِنَ فَارٍ يحيى» وهو المسمّى يّايَ. وفيه أقوال: قيل إِنّهِ ابن 
زوجته وهو ربيبه. وقيل إِنّه أخوه لأمّه. وقيل إِنَّه ابن أخي أمّه كسَئْ بنت كَرَكُئ بُكر. 
ومُدَّةٌ سلطنة كَنْقَارٍ ياي المذكور تسعة أغوّام.”"© 

نم خرج إلى كَاعٌ حين سمع بخبر أسْكِيَ موسى أَنَّهُ يريد عَْلَ أبيه ويدخل حين 
ضَعْف بَصَرْهُ. خرج من تَنْدِرْمَ يريد أنْ يَنْهَاهُمْ ويَرْجُرَهُمْ عن ذلك؛ فجاء إلى كَاحٌّ 
وتكلّم لهم فلم يسمعوا ولم يرجِعُوا عن عضّيّانهم. خرج يومًا يركب إلى وراء بلد 
كَاعٌ وركب أسْكِيَ موسى وإخواتّه المفسدون الخْاسِرُونَ الخَارِجُونَ» وتَبعُوا إثْرَهُ 
حنَّى لَحِقُوهُ بمكان يقال له رأس أَرِزْن <أَرِرُرْ بهمزة مَمْتُوحة بعدها راء مكسورة 
فزاي مَضْمُومةٍ) معناه مجرى الماء. وتقاتلوا هُنالِكَ وغلبوه وقتلوه. 
)١(‏ أي في العام (4014ه/ 191). 
(1) أي في السنة الخامسة والعشرين (978ه/ 1919). 
(1) ذكر السعدي أنه كان أخاه. ولم يُشر إلى خلافٍ في ذلك. (ص074. 





وحم تاذ الفئات 
قحك تاريخ الفئّاش 


وفي آخر هذا (أعني العام الخامس والثّلائين) عزل أَسْكِيَ موسى أباه أشكي 
مُحَمّد وتَسَلْطنَ -ولم يبَارِكِ الله له في سَلْطَمَيِ - وذلك يوم عيد الأضحى من العام 
المَخَامِسٍ والثّلاثين. ومكث أسْكِيَ مُحَمَّد في السّلْطَنَة أربعين سَنَةَ غَيْرَ واجِدٍء وقيل 
ثلاثةٌ وأرْبَعِينَ سَنَةَ على الصَّ محيح ٠»‏ وعاش سبعًا وَيَسْعِينَ سنة» ومات في أيّام أشي 
اشماعيل 40 1 

وترك أولادًا كثيرّاء 

لص79] 





أؤّلهم : أسْكيَ موسى. ووَتَيْفَرمَ موسى يُنْبْلِ وكْرَيْ فَرْمَ مُورٍ موسى ذهب مع 
كُرِْنَ از عماق. 29 
وله أولاد ثلاث أسماؤهم عثمان: أولهم كُرْمِنَ قَارٍ عثمان» ومور عثمان 
سَاكَدٍ وعثمان كري. 
وله سليمان ثلاث: سليمان كَيَنْكَ» وبنْكَمَرْمَ سليمان» وكَلِسٍ قَرْمَ سليمان كُنْدٍ 
وله عمر ثلاث: عمر كُوكِيّ» ؤعمر تُواتُ6 وعمر يُويَْ. 
وله عليّ ثلاث: عليّ واي» وعل كُسْلء وبِنْكَفَرْمَ عل كَنْدَانحِيَ. 2 
(1) أورد السعدي (ص١8)؛‏ رواية أخرى ذكر فيها أنَّه مكث في السلطنة ستا وثلاثين سنة وسكّة 
أشهر. 
() هرب معه إلى مدينة يِمِنْ بعد هزيمة أبناء أسكيا الحاج في وجه محمد مر بتكن» [ص41] من 
هذا الكتاب. 


(؟) ورد هجاء هذا الاسم في [10] ب«على كِنْدَاْ نكي بالياء في «عليّ»» وزيادة نون وكاف قب( 
فود اند 3 و و اد و 
الحرف الأخير. 





الباب السّادس: أشكِي مُحَمّد 4ك 
الفاكاي الوه ...لتنا 





عداة 


وله مُحَمّد ثلاث: مور مُحَمّدء ومُحَمَّد كِنْب» ومحَمّدَ كُذَوَء وقيل بل * محمد 
دَنْدُمِيَ» ومُحَمِّد الطاهر. وحَارِقَرْمَ عبد الل وأسْكِيَ إسحاقء وأَسْكِيَ إسماعيل» 
ومحمود دُمِيّة» ومحمود دَنْمَعْ ومحمود بُكرء وأسْكِيّ داوود»ء ويعقوب. ويِنْكَفَرْمٌ 
مُحَمِّد بل اسمهُ حبيبٌُ الله» وخالدء وياس» وإبراهيم وهو شقيقٌ لسليمان كَنْكَاعَ» 
وبَابلٍ قَرْمَ كَمْمَ وغيرهم مما لا يُعَدُ كير وهذا ما حضّر لي الآنء وبَتِيَ أكترُهُمْ. 

ومن بناته وَيْرَبَانِء ووَيْرٌ (أمُّ هانىئ»» ووَيْرَ 

]8١ 3ص‎ 

عائسة كت وَوَية حقضة 07):وحافقنة ينك (أم محَك د كوت) وعائشة كر آم 
بَلْمَع مُحَمَّد واوٌ)» وبنْشٍء وحاو أكَمَ وأفكوه ومَكَ"مَاسِمٌة وَقْرَاسنَ مايتكع» 
وكِبْرٌء وصفي كر وحار دَعْكُئْ (أمٌ هُنْبْرٍ كُيْ مَنْسَ)» ودَدَلَء ونانا حسن» وقَّتٍ 
جُنْدٍ (أمُ عبد الرَّحْمّن)» وقَتِء ونِينَء وكرٌ تُوجِلَ (والدة سيد كُرَ). 

وأمًا كُرْمِنَ فَارِ عَمّر قد ولَدَ أولادًا كثيرّاء إلا أنَّ أكثرَهُم لم يُصِبْ اسمًا ولا 
موضعًا يُشْمَهَرُ بهء غير أَنَُّمْ كُلَّهُم شُجْعان أهل قتال.”" ولم يَلد ملكا إلا مُحَمّد 
نكن كز فقطء وكُرِْنَ قار ثُمَنِ تَتَفَريَ”" وقلَّتْ أُيّامُهُمْ. ومن ا تَرَع َم 
ألمَكِ وهو لْبَتْهُم وَأَوْفَرُهُمْ مُرُوءَةٌ ويِنْكمَرْمَ عل زُلَيْلَء وجعفرء ومُحَمَّد كُورُ 
وباعَنَ فار عبد الرحمان» وعلوشة: وسمعيل كِنْكرٍ وكِرِيَّعْ» ومُحَمّد نان كونُ 
وغيرهم» وهم جماعة. 





)١(‏ توفيت عام اوه 59دام). 

)١(‏ في الأصل : (شجعانًا أهلي القتال). 

(0) ُّمَنَ: ترخيم محرّف من عثمان (ثُّمَنْ)ء وقد ورد هذا الاسم كاملاً في مواضع من هذا الكتاب 
[صه4؛ 46ا١].‏ 


00 تاريخ الفا 
نه ريخ الفا 


وبناته : كَبَرَ تَرَوّج بها كَنْقَارٍ يعقوب ثُمَ تَرَوّجها أسْكِيًا داوود بعد موت يعقوب» 
وكَيْبتّو تَرَوّجها بَرَ كُيْ 

ع 

مَنْسَمَعْ بُكل» وولدثٌ له بَرَ كي عمرء ونان أسْماء ومامّس فلها ذريّاتٌ كثيرة» 
وشَّتَ زَعْرَء وبِنْشٍ كَرِ. 

والأساكي كلّهم أولادُ السَّرارِي إلا أسْكِيَ مُحَمَّد وحدٌَّ بخلاف سلاطين يد 
كلّهم أولاد زوجات إلا بَرَ كي منسّ كِنْتَ وحلّةٌء وهو ابن أمّةِ. فأم أسْكِيَ مُحَمَّد 
الَّذِي هواين زوج اسحها كشن بنت كرك كن ثم أشكن مرسى اسيم مه جار 
كُرْبُء ثُمَّ أسْكِيّ مَرْ بُنْكَنَ أمّه مِنَّ كَرْوَء ثُمَّ أسْكيَ إسماعيل أمّه مريم دابُ 
وَانْكَرِيّة» ثُمّ أسْكِيَ إسحاق أمّهُ كلثوم بِرْدَ من أهل دَامَّ» ثُمّ داوود أمّهُ سَانَ فازيو» 
ُمّ أسكِي الحاج أمّهُ من كاي» ثُمّ أسْكِيَ مُحمّد بان أمّهُ أمَسّ كار ثُمّ إسحاق أمّه 
قاطمة يَصل :الوغوّانية كلوق سطلى ازضمهم + مز ريفه: 

وأمّا سلاطينٌ بَرَ'' أوَّلُ القائم منهم كَنْسِرٍ مَعَّ؛ سَكَن كِنْكِرٍ. وأوَّلُ من سكن 


قامةا2 5 


-50 . #«قعفء ش د ِ عع ووو 6 ده .26 
جِبَرُ منهم حفيدة مَنْسَ كُورَ بن مَنْس موسى أمه مريم سنين» ثم مَنس سلمان أمه 








يَعْزِسِرِء ثُمّ منس كِنْتَ أمّهُ فَرْمَ تُورِء ثُمَّ مَنْسَمَعَ بُوكل أمه كُرْرَ كنْتَء ثم مَنْسَ بكر 
كوك أمهُ قت بَعْدَه كُمّ مس كير أمّه مريم كُتْبعْء ثم من بكر وين أمْهُ أيْشن بَرَدء كم 
[ص١8]‏ 


(1) مملكة بّر: زعامة مالينكية في الضفة الشمالية لنهر السنغال» ومن الزعامات المجاورة لها : 
باديبو» ونياني» ورُولي (ذانا/؟)» وهي جميعا زعامات تجاريّة تألّقت في القرن السادس عشر 
الميلادي(4/218 ,1ك 01 '(1هغ]5ز]ظ عع ل طسهن عط1) . 


الباب السّادٍس: أشكيّ مُحَمّد 2 


ليتع ست ا ا 0_2 000 

وَوُلِدَ في أيّام أسْكِيّ مُحَمّد: : مُحَمّد بن مُحَمَّد بن سعيد حفيد الفقيه محمود بن 
عمر بن محمد أقيث» وسيدي الفقيه مُحَمّد بن القَاضِي محمود يعي (رَحَمَهُ اله)» 
والفقيه أ أبو بكر بن محمود بن عمر بن مُحَمّد أقيثُ» وأحمد بن الحاج أحمد بن 
عمر بن محمد أَقِيثْ والد سيدي أحمد باباء والفقيه القَاضِي محمود بن الحاج 
المتوككل كعت. 

ما ألْقَْ محمد مل (باء مَضْمُومة يها لام مكسورة» هو جدٌ أهل دك 
وأَقْمَهُهُم . ونُنْسّبُ قبيلتُهُم لبني مَدَّاس. حجٌّ مع أسْكِيَ مُحَمَّد وكان أسْكِيَ مُحَمّد 
يحترية احجرامًا عظيمًا ويوكُة: لكثةٌ لم يترلك عفبًا تعلّم من من العلم شيئًا. ومات في 
أيّامه لْمَعْ صَالِح عو جد أعلن تَْتَلَء وكذلك هو لم يترك ولدّا عرف اسمه أن 
د 61 

ويل إن أشكي مُحمّد هو الذي وهب أمّ القَاضِي مُحَمَّد للفقيه محمود (445)» 
وأمره أن يَتَخِدَّهَا سَرِية؛ ففعل» 5 نُمّ أرسل أسْكِيَ مُحَمَّد ألف مَتَاقِيل للفقيه محمودء 
قال له: ا للك 3ق كنا د توياسي ايها الألئدم وإن كانث أَنْنَى 
فاغطهًا حَمُسمائة ولك أنت حَحمُسمائة الباقية. 


«ويج- | -و ‏ -5 
2-2 2 


(1)اترجم المحقّقان هوداس ودولافوس هذه الجملة بأنه لم يترك عقبًا يستحقٌ أن يدوّن اسمّه 


ويؤرّخ له. 


ف 3 تاريخ الفتّاش 


الباب الشايع 


عه - 
أسكي موسق 
قام أشي موسى حلى أبيد وى الملك غصبا لضعف بصره. وذلك في 
معاي عبد لاون يد م الأحد العاشر من ذي الحجّة. ومَكتٌ فيها سنةٌ واحِدَةٌ 
وتشعة أشهر.”" ولم يول سَْطَة سنن وأشكوية 
3ص ”87] 


أخفٌ وأرذلٌ منه. . فسلطنة سُنْعْيْ على ما قيل أكبر منه. ٠‏ ومن سَفَامَيِهِ أنه لما عزل 
والده ٠‏ أشي مُحَمّد وأخْرّجَهُ من دار المملكة امي 45 ِجَوَارِيه وسراريه أن يَدْحُلْنَ 
عليه وحَبَسَهُنَّ عنه لنفسه. ودعا عليه أَسْكِيَ مُحَمِّد وقال: ف لوم اكاك عور 
وافْضَحة. ٠‏ وَاسْتَجاب الله دَعْوَنَهُ علي وركب في غَدِهِ مع كافَّةِ جَيْشِهِ جَيْشْه وحرَّك فَرَسَهُ 
لِيْجْرِيَة» وسقط عن فرسهء وَقْطِعَ حَبْلُ سَرَاوِيله وعليه أربعٌ قِمْضَانِء وَانْقَلَتَ 
القمصان إلى رأسه. وبقي عُريانًا. ٠‏ ولم يبق في الجيش أحدٌ لم ير عَوْرَتَه. 


وفي السَّاوِس والتّلائين قات هو وإِخْوٌه , بين أككنْ وكَبّرٌ”" وعَلَبَ إخوئة 


)١(‏ في السعدي (ص5م): ل حك لمنة سين وشمافية أشهر وأينة عر يوبا وقتل في الرابع 
والعشرين من شعبان /89180ه/ (- -115 أبريل 51ام) 

(1) كذا في الأصل على زنة (افتعل). 

ذكر [في ص 144 أن المعركة كانت بين كبر ولف وقد تكون أَلْجِفٍ تسميةٌ أخرى لأكَكنْ» 
أو مدينة أخرى في انّجاءٍ مقارب لمدينة أكُكن ويصلح أن يُشار إلى إحدى المدينتين مقارنة 
بمدينة كبر. 


الباب السّابع: أَسْكِيَ موسى وهلا 
ا لام كوي الو اا 





هُنالِكَ. فمَمَلَ مِنْ أولاد عمّه كُرْمِنَ فَارٍ عمر أكْثَرَ مِنْ ثلاثين» وقيل خمسٌ وثلاثون» 
وقيل حمس وعِطْرون: وعرب كُرمَقّ قار عثماق إلى تمن 

وفي سنة وثلاثين”'' قُتِلَ في قرية مَنْصُورٌ يوم الأربعاء الرّابع والعشرين من 
شعبان 9 


)١(‏ أي في السّنة السّابعة والثّلاثين. 
(1) ذكر السعدي أنَّ سبب مقتله» تعسّفه في قتل إخوته من أبيهء بالإضافة إلى قتل أبناء عمّه ؛ لذلك 
اتفقوا على الغدر به؛ فكمنوا له حتى قتلوه. (ص85). 


الباب الثاِن 





لد كي مَحَن بتكو 


وتَوَلَّى بعده أسْكِي مُحَمَّد بُنْكَنَ كَرِي؛ اسم أُمّهِ مِنَ كَرْوَء”'' أوَّلَ يوم من 
رمضان.”" ولا يُقالُ له إلا مر يكن قاطعٌ الرّحم.70© 
َلَمَّا تولى» أمر بإجلاء عمه الأكبر أسْكِي مُحَمَّد (رَحِمَهُ الله) وأخرجه من بلد 


كَاعٌ إلى جزيرة كَنْكَاكَ وأسكنه فيها. وإن أسْكِيَ موسى لما عَزَّلَهُ تركه في كاغ ولم 


6ه 
يحرجه منه. 


وقيل لما سقط مَرْ بُنْكُنَ من بطن أمّه ليلة ولادته استَهّلَّ صارحًاء وسمع 

باستهلاله شِي عَالٍِء وهو في دار مملكته وهو بِقّرْبِ دَارِهِمْ. وأمّرَ وَلَدَهُ أنْ يُنَادِيَ 

كَنْقَارٍ عمر وأسْكِيّ مُحَمَّد؛ٍ فتُودِيًا وأتَيّاُ. فقال: هل وُلِدَ بدَارِكُمُ اللَّيْلّه من وَلَدِ؟ 

فقال أسْكِي مُحَمَّد: بلى ولَدَتْ أمَهُ أخي عمر ابنًا الآنء فقال لهما. أَخْيرُكُمَا فيه 

)١(‏ الاسم هيِنَّ» مرحم من آمنة. 

(؟) ذكر السعدي (ص85)» أَنَّه تولى السلطنة يوم مقتل أسكيا موسى أي في الرّابع والعشرين من 
شعبان» وهذا أقرب إلى الصّواب؛ لأنَّ الُروف التي تولّى فيها السلطنة ما كانت تسمح بفراغ 
في منصب السلطنة لمدّة أيّام دون أن يحاول أحد الأمراء الطّامعينَ في الحكم تحويل الأمور 
لصالحه. 

(؟) أطلق عليه هذا اللّقَب لأسباب؛ منها : نفيه لعمّه أسْكيا الحاج محمد الكبير إلى جزيرة نائية» 
وكان ذلك كافيًا لإثارة سخط الشّعب عليه؛ لما كان يتمتّع به أسكيا الحاج محمّد من مكانة 
روحيّة عظيمة في نفوس أهل صونغاي. بالإضافة إلى ذلك؛ قتل محمد بنكن الكثير من أبناء 
عمّهء وغصب السّلطة منهم على خلاف العادة المتَّبعة في وراثة الحكم. 


١ 1‏ - 
الباب التَّامِن: أشكي مُحَمّد بُنْكنَ 2 
أن تَقُْلُوه. فحطّا الثُراب 

[ص86] 


على زأسهما وَصِيِرَاه لِيَدْرَكه :ققال لهم :: اذهبا إليه وَانْظرًا فى فموء فَإِنّهُ وُلِدَ 
بن ؛ فذهبا فَقَتَحَا قَمَهُء فإذا هى مملوءةٌ سِئًا. فرجعا إليه فَأَخْبَرَاهُ بذلك؛ فقال: إِنَهُ 
ولد شَّقِيٌ فَاجِرٌء ولكن تركته. وأنتٌ يا مَعَّ كَيْنَا لا يضرٌ إلا إِيَاكء ”2 فسترى ما 


يصدٌّرٌ لك منه ولأولادك. كذا نقلتٌ من شيخي ووالدي (رَحِمَهُ الله). 

وكان أسْكِيّ مَرْ بُنْكنَ كرِي شْجَاعًا بطلاً فارسًا. إذا حَضَرٌَ القئَالُ وَاشْتَدَ البأمنُ 
5 5 2 4 )22( 
نزل عن فرسه ويُقَاتِلَ على الرّجل.”" 


)١(‏ مع كينا : تعبير تلظف. ومعناه: أَحَيّ. وفي الثقافة الأفريقيّة» يتشاءم الناس من الطفل المولود 
بسن ويزعمون أنه لا يعيش أو أنَّ والديه لا يعيشان طويلاً؛ وفي بعض المجتمعات كانت 
القبيلة تتفق على وسيلة لإخفاء مثل هذا الوليد ووأده بمعونة السحرة» فرارًا من شؤمه. ينظر: 
عط]' ,ءانآ 1ه 5وعصلجمد]ط بأتوع11 1ه و5وعصل 11 ,تعمانكق8 معطمعاد لإسم1 
,(1998 بفعتتعدهخ كه ووع تزأزويع كتلمتنا) ,عل أصدكلم1 مفسدة]1 4ه ستماد 
وولادة بعض الأطفال بسن أو سئّين حالةٌ معروفة علميّاء ولكنّ الأسنان لا تتجاوز 
الاثنتين أو النَّلاتْء وقد قيل إِنَّ الشّاعر بيغوت (818014) والملك لويس (7197 وذناه.آ) 
وريتشارد الثالث» وغيرهم من المشاهير الإغريق والرُومانء ولدوا بأسنان» ويعتقد أن ذلك 
دلالة على القوة والشجاعة والغلبةء ينظر: © 201281165ه ,عالط ءانآ مء7171/01 
.2154 ,(2.0 ,وكلهه80 اأعطه.آ أاستماط) ,عمتعتلعء]8 1ه دعنازوم © وفي بعض 
المجتمعات الغربية - حتى عهد قريب - كان الاعتقاد سائدًا بأن المولود بأسنان مشؤوم 
ساحرء وقد سجل بعض الباحثين في منطقة (1©16113) بفنلندا قريبا من فيناء عام "951١م»‏ 
هذا الاعتقاد. ينظر: 222 ,1111630 120160 ع غ12 5221 ,همومه ]1 نأدع1 

(؟)امن الموكد أيضا أنه كان على قدر من العلم والفقهء فقد درس في صباه بجامع سنكوري 
(السعديء ص88)» على غرار أترابه الجيل الثاني من الأمراء؛ مثل الأمير أسكيا داود: 
وأسكيا إسماعيل» وأسكيا إسحاق» وأسكيا محمد بان. 


كات ماح اأأدثاةت 
25 تاريخ الفئّاش 


وهو مِمَّنْ أقام أمَرَ سلطنة سَُنْعّْيْ وأوَّلُ من َصَّل ملف وِنْدٍ وصنع السّوَارَ 
لِحَدَمِهِه وأوَّلُ مَنْ مَشَّى بالدُقُوف في السّفينة. وهو الَّذِي اخترع قُتْرِفُ وكَبَتَنْدَ آلمّي 
اللّهوء وثُعرِفُ (بغاء مَضُْومةٍ بعدها تاء مَضْمُومةٍ فراء مكسورة ففاء مَضْمُومة) يُشْبهُ 
البُوق» وكَبَتَنْدَ وهو كالكلبل إلا أنَّ صَوْتَ الطَبْلٍ أَرْقُعُ منه» وهما مَعْرُوفَان عندهم. 
ولم يكن قُبرِفُ إلا لسلْطان أي 

وكان أسْكِيَ مُحَمَّد بُنْكنَ رجلاً حَرُوفًا قليل الصَّبر. وهو أوَّلُ كَنْمَارٍ كان أسْكِيّ 

يأرل بعل روا نادي ازمر أل ل لكي علد والله أعلم بصحّة 
هذه الورقة وما يليهاء وفيها خلافٌ تَرْتِيبٌ كَرَامِن ُوري.٠‏ ' ووقع الشَّرُ بَْنَهُما 
والتقّيًا بين كَبَرَ والْجِفٍ» وتقاتلا هُنالِكَء وغلبه مُحَمَّد بُنْكنّ. وقتل من 





[ص 86] 
إخوة كَنْمَارٍ عثمان بن مُحَمَّد خمسة عضَّرٌ من أولاد أسْكِي مُحَمَّد. وقد كثر 
جين سنْعْن فى أيّامه. وَيُروّئ عته أنه قال: زِدْثٌ فيها ألمًا لين 


ومُدَّةُ إقامته في السَّلْطَئَة يت سنين وشهر. وَعُزِلَ في مَنْصُورٌ القرية التي نَوَ ول 
فيها السَّلْطْنَةَ وقائّل إخوته. وذلك في يوم الأربعاء ثاني يوم من شّهْر ذي القعدة عام 





)١(‏ يغلب الظنٌ أنَّ الورقة المنعزلة التي وضعها المترجمان في الملحق الأرّل [ص180] محلّها 
هناء وتدرج هنا بعد قوله: كرامن فوري. ومن الإشارات التي تدعم هذا الظن حديثه هناك عن 
كُرمن فاري يحيى» وتعقيب ذلك بقوله : «وقد تقدَّم تفصيل ذلك...» [ص180١]»‏ وهذا التّفصيل 
موجود في [ص8/]. 

(1) في تاريخ السودان (ص97)» أنه حين عُزلء وهرب ولحق بأخيه عثمان» تحمّس أخوه للعودة 
إلى كاغ؛ للحرب واستعادة الحكم» فحذّره محمد بنكن وذكر له أنَّهِ قد زاد كثيرا في عدد الجند 
وفي قرّته» وأنَّه جيش لا يُقهر. فها هنا دلالة واضحة على القوة العسكرية التي كان يعلمها 
لجيش صونغاي. 


الباب الثّاِن: أشكي مُحَمّد بُنْكَنَ 490 


الرّابع والأربعين.”'' وقيل كان قتالهم في اليوم الرّابع والعِشْرين من شعبان» هكذا 
ذكرَهٌ باب كور في "«ذُرَرٍ الحسان». 

ومِمّنْ مات في أيّامه مِنَ الأغلام والعُلّماء الكرام المَّقِيهُ العالم سَّيّدُنا الحاج 
أحمد الأكبر جد سيِّدِي أحمد باباء وهو الحاج أحمد بن عمر بن مُحَمِّد أَقِيتْ 
شَّقِيقُ سَيِّنَا القّاضِي محمود بن عمر بن مُحَمَّد أَقِيتْ» وهو أسَنُ منه» فَإِنَهُ مات 
(رَحِمَهُ الله) على ما قال أحمد بابا في ١كِفايّة‏ المُحْتَاج» في السّنة الَالئّة والأربعين. 

وفي تِلْكَ السّنَة - يعني سنة ثلاث وأربعين- قام عليه ابنُ عَمّهِ أسْكِيَ إسماعيل 
بن أسْكِيَ مُحَمّدء فبَوَّى السّلْطئَة خارج بَلَدٍ كاغ. كَلَما انصَل الحَبَرُ بأنكي مُحَمّد 
بُنْكنَ خرج هاربًا إلى تُنْبْكْتُء قُتَِعَتْهُ الخيُول» ّ خرج منها ودخل تَنْدِرْمَ» وهناك 
أخوه كُرْمِنَ فَارٍ عثمان شقيقه» وهو نَوَلّى الكَنَْارِوِيّة بعد كَنْفَارٍ عثمان بن أشكي 
مُحَمّد. قَلَمّا رآه عثمان مَعْرُولاً هاربًا تَبِعَهُ وهَرَبًا إلى مَل مخلصًا نجيّيْنِء وسكن 


مذينة تعب 7" وماك .فية». وقبره مُنالِكَ: 20 


(1) أورد السعدي (ص١4).:‏ أنَّ ذلك كان في العام الثالث والأربعين بعد تسعمائة. 

(1) في «تاريخ السودان»؛ أنه سكن مدينة سَّامَّء آخر بلاد سلاطين كَل في مالي» بعد عزله عن 
السلطة. وعن سبب وفاته ذكر السعدي أنَّ أسكيا داود لما غزا أهل مالي (عام977ه/ 
89م وغلبهم؛ رجع بطريق بلدة سامًّ. حتى إذا شارف البلدة» نزل خلف البحرء وكان 
محمد بنكن قد عمي آنذاك؛ أمر أسكيا داود فرقة العزف أن تعزف» وتضرب جميع آلات 
الطرب تحيّة إجلالٍ لأسكيا محمد بنكن» فلما سمع يَلْكَ الأصوات؛ انقطعت نياط قلبه ومات 
في الحال (ص5١03)»‏ ولا يبعد هذا الخبر عن الصّحة لأنه قد تقدّم أنه هو أول من اتخذ آللات 
الطرب في الجيش الصونغائي؛ ومال إلى اللهوء وأنَّه كان قليل الصبرء فلا يبعد - إِذنْ - أنه 
حين سمع الأنغام» تذكّر أيام ملكه» وما آل إليه أمره من البعد عن مسقط الرأسء واللجوء 
السياسي» والعمى والكبر... فما تحمّل قلبه الوهن تلك الصدمة العنيفة. 

(*) هذا الخبر يخالف ما جاء أنه مات سنة (447ه)» وهو بخلاف ما ورد عند السعدي أنه توفي 
عام (935ه). ١‏ 


0 2ك التكة 
6 تاريخ الفتّاش 








الباب التاسيع 
أشكي إسماعيل 


وَوِلايَةُ أشكي 

[ص65] 

إسماعيل (رَحِمَهُ الله) كان في أوَّلِ يوم من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين بعد 
مواق وكان محمود الشّيرة» ومِمّنْ استحقٌ السَلْطنَة.7" أمّهُ مريم دابُ وَنْكرِية. 6 

لذ يا اوأر ساك باصا الح تن د المر دع م وك 
الجزيرة يعني كَنكَاكَ الني أجلاه مُحَمّد بنكُنَ كي إليه. . وفي العام الرّابع والأربعين 
ذَعي إلى ويد نُمّ رجع إلى كاع. 

ولما أخرج أباه مِنْ يَلْكَ الجزيرة وأسكنه في بعض بُيُوتٍِ دار المملكة أتى 
بِشِكَارَةٍ له وحلّ ربْط قَمّها وأخرَج مِنْهَا قَمِيصًا وشَاشِية حَضْرَاء وعِمَامَةً يَيْضَاء 
وأدخل القميص في عُنّْق أسْكِيَ إسماعيل وأدخل القَّلَنْسُوَة ة الحَضْرَاء في رأسه 
وعَممةه يِيَلّكَالعمامة» وأَدْخَلَ في عُنْقِهِ سَيْفَا وقال: : هذا قميصٌ قَمّصَنيِ به شَرِيكُ 





)١(‏ هذا رأي ابن المختارء وقد ذكر مثله في أسكيا داود [ص 45]. أما في "تاريخ السودان» فقد ذكر 
السعدي أن أهل صونغاي كانوا يعدُون اثنين من السّلاطين سياد وميه 
وهما: أسكيا الحاج محمد الجدٌء وأسكيا محمد الحفيد: واثنين:استويا بالسلطنة» 
محمد بنكن» وأسكيا إسحاق بن أسكيا داود. أما بقيّة السّلاطين» حم اده 
(ص4١١).‏ 

")اذك السعدي 0 انلكيا الحاج محمد سباها في غزوته لقبائل الوَنْغارا ببلدة تنفرن قرب زَّلَن 
عام/ا*9ه. (السعدي. ص .)8١6©‏ 





الباب التّاسِع: أشكيّ إسماعيل 





مَكَةَ المشّرّفة الذي هو أميرها حيئَئظٍ» وأدخل هذه القَلَنْسُوّة على رأسي وعمّمَّني 
هكذا بيده المباركة في حَضْرَةٍ جم غَفِيرٍ من قومه من أهالي مَكَةَ وغيرهمء وقلَّدَني 
هذا السَّيْف وقال: أنتَ أميري ونائبي وخليفتي في إِقْلِيمِكَ وأنتٌ أمِيرٌ المُوْمِنِينَ» 
وأنا خليمَيُهُ وأمِيرُهُ ونائبُُ» وولأني ومَلَّكَنيء وعَصَبّ الملك مِنِّى ولدي الفاسِقٌ 
موسىء ثُعٌّ عَصَبَهُ منه مُحَمّد بُنْكَنّء وكِلاهُمًا حَارِجَانء وقد وَنَيّْكَ أنا وَرَكَدْتُ 
الخلاكَةَ التي َلّدَني بها الشّريف لك» وأنت خليفةٌ خليفةٍ الشّريف الَّذِيي هو خليفة 
السُلْطان الأعظم العثماني. 

فاغْلَمْ أنَّ هذا السّيْت هو الَِّي كان أهل سُنْعّيْ يَكْذِبُونَ فيه ويَقُونُون الْتَقَطهُ في 
َحْبٍَيَْرٍ حين وصل مُنالِكَ قيل هذا بد الي كَائََ فيه رَسُولَ الله ل الُفّار؛ 
فجوّك الْعَرَينَ اذى كان عليه وقآل* ودذتث لو خََضدَكّ ممه تو يل أكون من 
أَنْصَارِهِ وأقَاتِلَ بين يَدَيْهِ حنَّى أمُوت. وقالوا في افترائهم أيضًا إِنَّهُم سمعوا صوت 
المَّلبْل في السَّماء ضُرِتَ 

[ص/417] 

لهء والصّحيحُ ما ذكرنا من أنَّهُ من مَوَاجِبٍ الشَّرِيف لأسْكِيَ. 

وعدا الْسَيّكَ هو المسعى ألكزج. ::وفي آخر أمر هذا السّيف ثلاثةٌ أقوال: قيل 
ذهب به أسْكِيَ إسحاق الزَّعْرَاني حين خرج عليه أخوه مُحَمِّد كَاعٌ وعزله هرب إلى 
بلَنْكَ جهّة كُرْمَ قتله سُلْطَان كُرْمَّ وأحَدَ ذلك السّيفء وهذا أصحٌ الأقاويل فيه. © 
)١(‏ من الصّعب قبول هذا القول بوصفه أصمّ الأقوال في شأن هذا السيف؛. وذلك أن ابن المختار 

نفسه قد أورد [ص4١١]‏ أنَّ إسحاق الزغراني» حين أخذ شارات السلطنة وخرج بها هاريا بعد 

عزله تلقّاه هيكي (-أمير الأسطول البحري)؛ واستردَّها منه؛ إلا السيف والخاتم والعمامة؛ 


فلما استردها منهء أبى وقال إنه لا يصيب الخاتم والعمامة إل من قطع إصبعه وؤاسه.:ولم يذكر 
أنهما لأسكيا الحاج محمد. أما السيف» فقد صرّح أنه سيفه هوء لا سيف أسكيا الحاج. فهذا - 


2 تاريخ الفئّاش 
فل ءع. ل 2 د + 5 وض 00 

وقيل كان في عنق أسْكِيَ محمد كاع حين أخذ يوم تنش وسَلِبَ منه. وقيل ذهب 
أسْكِيَ نوح به إلى دَنْدِء والله أعلم. ولا خلاف أَنّهُ لم يبِقَ في أيدي أساكي تبكْتُ 
افا "© 

ثُمّ استَحْلف بعد هروب كَنْفَارٍ عثمان في كَنْمَارِويّة كُرْمِنَ قَارٍ حماد بن أَرْيَوْ بنت 
أسْكِيَ مُحَمّدء”" وأبوه بَلْمَع مُحَمّد كِرِي» ثُمّ عزله. وقيل قتله» ولِقَدْلِهِ سببٌ يَظُولُ 
ذِكْرُه هنا. وبعد قتله أطلع أَسْكِيَ في مكانه في كَنْقَارِويّة : كَنْمَارٍ علي كُسّل بن أسكِيّ 
مُحَمّد. وكان في أيام أسْكِيَ إسماعيل فَحْظ وجُوعٌ. وكان فَارِمُنْذ يوم يَنَْقِلُ ويَظلَمُ 
ين 


ومِمَّنْ مات في أيّامه أبوه أسْكِيَ مُحَمَّد في ليلة الفطر سنة أربع وأربعين ولا 
نعرفٌ له عقبًا هنا اليوم» اه نساء.”” ومُدّة سَلْطَتَيِهِ سنتان وسبعة أشهرٍ 


> دليلٌ على أنه لم يحمل السيف معه حين خروجه. بناءً على ذلك» يستبعد أن يكون القول بأنه 
حمل السيف معه يوم خروجه؛ أصحّ الأقوال. بل أضعفها. 

(1) يعني الأساكي الذين تولوا السلطنة تحت الوصاية المغربية» بعد غزو صونغاي. أولهم أسكيا 
سليمان بن داود (تولى ١٠٠٠ه/‏ 1997م)»: وآخرهم أسكيا محمود بن عمار (تولى 71١1١ه/‏ 
"م والإشارة إلى أن هذا السيف لم يبق بأيدي أساكي تمبكتوء فيها دلالة ضمنية على 
عدم الرضا الشعبي عن أولئك بوصفهم سلاطين عملاء ودُمى للغازي» وهذا السيف - كما 
انُضح - كان من شارات الدولة الصنغائية الإثنتي عشرة. أضف إلى ذلك الهالة الروحية 
المضفاة عليه. 

(1) في تاريخ السعدي أنَّهِ: هماد ولد أَرْيُ بنت أسكيا الحاج محمد. (ص44): وهو ولي العهد 
الخامس في سلسلة الذين شغلوا هذا المنصب. 

() أي أن أسكيا إسماعيل كان في منصب فارمنذ يوم تولّى السلطنة. 

(5) من أولاده محمودء شغل منصب بنْكافّرم. كما شغل منصب كورمينافاري. وهو الَّذِي قدّمه 
الجيش بعد وفاة أسكيا محمد بانَّء بعد أن سكموا حكم أولاد أسكيا داود» ونزاعاتهم الكثيرة. ‏ 


7 


الباب التّاسِع: أسْكيَ إسماعيل 8 
لط ببسلل 


وأربع ليال.”2 ومات يوم الثّلاثاء أربع من شعبان المنير سنة ست وأربعين 
و لك 


حت قبض عليه الباشا محمود مع أسكيا كاغ؛ وقتل مع من قتل (449ه/ 1591م). وهنا دلالة على 
أنَّ كاتب هذا الجزء مْن كتاب الفتاش» هو ابن المختار الحفيد على أرجح تقدير؛ لأنَّ الإشارة 
هنا تدل على أن هذ الخبر يتحدث عن فترة متأخرة جدًّا عن عهد أسكيا إسماعيل. 

(1) في تاريخ السودان [ص40].؛ أنَّه حكم لمدة سنتين وتسعة أشهرء وأنَّه كان في السابع والعشرين 
من عمره يوم تولّى السلطنة» وبناءً على ذلك يكون عمره يوم وفاته: تسعا وعشرين سنة وسبعة 
أشهر (أو تسعة أشهر طبقًا لرواية السعدي). وبناءً على التاريخ المعطى هنا أيضًا لوفاته» ولسئّه 
يوم تولّى السلطنة؛ يمكن تحديد سنة ولادته بعام (911ه/ 1911م): وفي [ص0/] أنَّ أمَّ 
إسماعيل مريم دابُو كانت من سبي الغزوة التي غزاها أسكيا الحاج محمد بمالي (عام/41ه). 

(7) بما أن ابن المختار يتحدث هنا بلغة الأرقام؛ فلا بد من محاسبته طبقا لذلك؛ فقد ذكر أن 
أسكيا إسماعيل قد تولى في أول يوم من ذي القعدة (457ه) وأن مدة حكمه سنتان وسبعة 
أشهر وأربع ليال. عليه» فإن تمام هذا العدد يوافق الرابع من رجب (147ه).: وليس شعيان. 
وقد كان السعدي أدق من ابن المختار في هذا المقام إذ ذكر أنه قد توفي يوم الأربعاء في شهر 
رجب. دون أن يحدّد التّاريخ الفعليٌ لوفاته (ص45). وفي الهامش ذكر المحمّق أن كلمة 
«الثاني» زائدة في النسخة (©) من المخطوطة. 


2 تاريخ الفئّاش 


6 





لباب العاشر 


أشكع إسحاق 

َم تَوَلَى أشن إسحاق :بعد موت عدم إسماعيل. وهو وحَارِكَرْمَ عبد الله 
شقيقان, أمُّهُمَا كلثوم بِزْدَء أصلُها من دِرْم.7"' وحَارِكَرْمَ عبد الله والد بِنْكَفَرْمَ مُحَمّد 

وكان أسْكِيَ إسحاق مَرْضِيًّا صالحًا مباركّاء كثير الصَّدَفَاتِء مُلازْمًا لصّلاة 
الجماعة» عاقلاً فطنًا ذا دَّمَاءِ. قيل أتى يومًا إلى المسجد لصلاة العِشّاء الأخيرة 
ليل ذات مَطَرٍ وظُلْمَة وطينٍ 

[ص88]» 

وجلس في المسجد وحده. ثُمّ أتى المؤدّنُ ونادى بالأذان» ثُمَّ وََد المصباح 
وطن يقزر البتحاقة بالا نيمي عطي با الإمام بمندراسيا 
المسجدء ثُمّ قال له المؤدّنٌ: أَيّهَا الإمامٌ كم كمْصلَيء ولعلّك تمر مجيء أسْكِيَ 
إسحاق. فَإِنَّهُ لا يخرج من مرقده في هذا المطر والظلْمّة والطّين» وأين هو 
السّاعة؟ على سريره المُرُوش عليه بأنواع الحرير. فأجابه أسْكِيَ إسحاق في جانب 
المسجد قائلاً: إن كان أسْكِيَ إسحاق هو المنْتَظرٌ فها هو قد سَبَفَكُمَاء فقُوما 
نُصَلَي ؛ فقاما مُتَعَجَبَيْن في شُرُوجهِ وحدّه إلى الصّلاة. 


)١(‏ سبقت الإشارة [ص875] أنها من أهل دامَ» ويبدو أن درم المذكور هنا أصح. 


الباب العاشر: أسْكيَ إسحاق 





وولاينه كان في يوم الأحد السّادِس من شعبان عام ست وأربعين.”'' و(بقي في 
السّلطئة تسع سنين و) تسعة أشهّرٍ وتسع ليال.7© 

وفي عام طلوعه يعني ست وأربعين”" ذهب إلى تَعَبَ ووجد أسْكِيَ مُحَمَّد 
بنْكُنَ هُنالِكَ حيّاء نُمّ مات في يَلْكَ الأيّام؛ وصلّى عليه أسْكِيَ إسحاق. وفي قصّة 
موته سببٌ يطول ذكر 290 

ويُروى أَنَهُ دخل مدينة جِنّ (حرسها الله) في ذهابه ليَحَبَ وملك فيها أيّامَاء فأمر 
يومًا بأن يحضر كل من كان في جِنّ من العامّة والخادٌ ضّة في المسجد الكبير بحيثٌ 
لا يَكَلْتْ منهم أحدٌ؛ مَحَضَرُوا أجمعون. ثم جاء هو ومعه أعيان جيشه وكبراء 
أقيّالهء حبَّى امتلأ منهم الصّقُوفُ والأسَاطِينء ثُمّ أمر ترجمانه” أن يُنَادِيَ بالنّاس 


)١(‏ إذا كان يوم الثلاثاء هو الرابع من شعبان - كما أثبته ابن المختار آخر ترجمة أسكيا إسماعيل 
في الصفحة السابقة - فلا يمكن أن يكون يوم الأحد السادس من هذا الشهرء فالسادس منه هو 
يوم الخميسء والأحد يوافق التاسع منه. 

(؟) ذكر السعدي (ص١١23»‏ أنّه حكم لتسع سنين وستة أشهر»ء وأنه توفي يوم السبت الرابع 
والعشرين من شهر صفر (907ه/ 79 مارس 19494م). 

(؟) أرَّخْ السعدي هذه الغزوة بعام تسع وأربعين» وهو العام الَّذِي تولَّى فيه أسكيا إسحاق السلطنة 
على تقدير السعدي (ص97). 

(5) لعل ابن المختار أحجم عن ذكر يَلْكَ القصّة؛ لتعارضها مع ما ورد هنا. وسبقت الإشارة إليه 
(هامشء ص 86). 

8١‏ 6 هخ ااتزجمان علا نعم الكلوع مونلقة لخر ويا العادة في البلاط الأفريقي ألا 
يُكلّم الملك محدئيه مباشرة: وَإنّمنا يتولى ذلك متفئّنون في فن القول» ويطلق عليه في هذا 
الكتاب «كسِردُّنك»2 وقد أورد العمري هذا التقليد في معرض حديثه عن مانسا موسى بمصر. 
فحين خرج المهمندار لملاقاة مانسا موسى؛ أكرمه إكرامًا بليعاء وعامله بأجمل الآداب» يقول 
المووتثارة «ولكنه كان لا يحدّثني إلا بترجمانٍ مع إجادة معرفته للتّكلّم باللّسان العربي»» 
مسالك الأبصارء ١/١/4‏ فالكلمة في الرّؤية الإفريقيّة مسؤوليّة كبيرة» لا يتحمّلها إلا 
المشتغلون بِفْنّ القول. 


7 ا 
لتك تاريخ الفتاش 
يُعْلِمُهُمْ حالفًا بلفظه: «والله ما سافرتٌ سَفَري هذا إلا لإصلاح البلادٍ ولمصالح 
العباد» وزالآن :فعلموتا بمن يُؤذي المسلمين» وبمن يَظلِمٌ النّاس في هذا البلد. ومن 
عَلِمَ ذلك ولم يَذْكُرْهُ وح نفسه فحقٌ عباد الله في عُدّقِِ؛. ودخل الترجمانُ في 
الصفُوف يُِْعُها ويقول ذلك» والجماعة ساكتة. 

وكان مِمَّنْ حضر في يَلْكَ الجماعة الفقيهُ القَاضِي محمود بن أبي بكر بَعَيُمُ 
وهو بقربه جالسٌ. قَلَمّا أطالَ الحال عَلَيْهِمْ 

[ص89] 

فنا رد أجل لسحواتا» كال له الققة محموة المندكورة عق ما تقولديا 
إسحاق؟” فقال: والله لحق. فقنال: إِنْ عَلَّمْنَاكَ بذلك الطّالِم فماذا تفعل له؟ 
فقال: أفعل له ما يَسْتَحِقُ مِنْ قَئْلٍ أو ضَرْبٍ أو سِجْنٍ أو إِجَلاءٍ أو ردٌ ما أَْلَمَهُ من 
المال وغَرْمِه. فقال له الفقيه محمود بَعَيُغُ وه : ما عرفنا هنا أظلّمٌ منك» أنت أبو 
كلّ ظالم وسيّبُه. ولا يَخْصِبُ غاصِبٌ هنا مَعْصُوبًا إلا لك وبِأمْرِكَ وبُِوّكَ. إِنْ كنت 
تمْعُلُ الطَّالِم فابدأ يتَفْسِكَ وبَادِرْ به» وهذا المال الَِّي يجلبّه إليك مِنْ هّنا وتَْري 


وهو 


إلبك. ألَكء آو لَك.هنا عبيدٌ يحرفرة لكء أو مال تتجؤية نك؟ 
بف يريو عت 4 


َلَمّا سمع بذلك تحيّر وتدمّش وتَنَفّسَ الصّعداءء وبكى وندم على قوله» حنَّى 
رحمه النَّاس وحنَّى عَبَسَ وَجَهُ قومه على محمود بَعَيُ. وقال له أرذالهم الجهلة 
السَّمَلّة: أنت القائل للسُلْطَان هذا القول؟! وكادوا أنْ يَسْظُوا إليهء فردَّهُمْ عن ذلك 


)١(‏ يبدو أن الفقيه كان ممّن تجوز له مناداة أسْكيا باسمه المجرّد. وقد سبق [ص١١]‏ أن كِيِرْدُنُكِ 
وحده كان يحقٌ له أن ينادي أسكيا الحاج محمد الكبير باسمه في مجلسه. كما سبق أنَّ أسكيا 
«خرج من ذلك كله بعد أن ترسّخ الإسلام بالمملكة» ولعلّ تحريم مناداة السلطان باسمه 
الصّريح لم يكن ملزومّاء خاصّةً للعلماء والقضاة. 





2 
الباب العاشر: أسْكِيَ إسحاق 09 
ل سن امع ل 6 





وَانْتَهِرَهُمْ» فما صَدَّرَ منه إلا الإذعان”2 والخسُوعٌ وَالحَسَّمَة: بل قال: صَدَقْتَ 
والله! وأنا تائتٌ لله وأسْتَغْقِرُهُ ثُّمّ نهض إلى منزله باكيّاء والدّمُوع تَفْظرٌ وتسيل من 
عَيْديْه('2 هكذا رَوَيْنَا القصّة عن خالنا الفقيه القََاضِي مُحَمَّد الأمين بن القََاضِي 


محمود كَعْتٍ (رَحِمَهُم الله). 
د رَجَعَ أشكِيَ إسحاق إلى كاعٌ. وأذْرَكَهُ في الطلريق نَْيُ الخطيب أحمد تُرْفُ 
خطيب جنٌّ قبل وُصُولِهِ لكَاعٌء وهو الَّذِي ألَاهُ أسْكِيَ إسحاق مُنالِكَ خطيبّاء وقيل 
لظي الحمد ستكمو؟ إفأهر فليم القَاضِي محمود بَعَيُعُ وأَرْسَلَ أخدّ أَغيّانِهِ مِنْ 
جَيْشِه ؟ لِيقَدّمَهُ قاضيًا أنحبٌ أم كرة. فأتى الرّسُول وجمع أهْلَ البلد كله سُلْطانَ جِنٌّ 
كَمَنْ دُونَهُ وققهَاءها والحضروا محمود بَعَيُ ؛ وهو الا يشعن» فأخذوه وَآفْسكُوا به 
وجعلوا قِمْصَانَ أسْكِيَ في عُدْقِهِ الي أرسل 
[ص٠4]‏ 


إليه؛ وعمَّمُوهء وهو يَصْرّحُ ويبكي بكاء الصّبِي. وقدَّمُوهُ جبرًا وقرأوا عليه 
كتاب أَسْكِي» وبأمْروِ أتوه بِفَرَسِ وَحَمَلُوهُ إلى داره. 

َلَمَا دَخَلَ بَيِنَهُ استفبَليهُ رَوْجَنُهُ أمُ ولده السَّيّد الفقيه أحمد بَعَيْعُ» وقالت له: لم 
رَضِيتٌ القَضَاء؟ فقال لم أرضّ بذلك» وإنّما أجبروني بها وكلَّقُوني؛ فقالت لو 
اخترتٌ الموتٌ عليه لكان أَحْسَّنَ منه» ولو قلتّ اقثُلُوني فلا أدخل؛ فقال: ما قُلْتُ 





)١(‏ فى الأصل بالهاء (إذهان)» ويبدو أنَّه يريد (إذعان) بالعين» يقال: ذعِنء يذعَنء إذعاناء وهو 
الانقياد والطاعة الخضوع. 

(1) إذا كان ابن المختار يرسم هنا صورة إيجابية مثالية عن أسكيا إسحاق» فإن السعدي ينقل عنه 
صورة سلبية في معظم الأحيان» من ذلك أن مجموع ما غصبه من تجار تمبكتو ظلما وعدواناء 
بلغ سبعين ألفا ذهبًا. بالإضافة إلى إسرافه في قتل القادة والمقربين منه؛ لأدنى توجس خيفة 


متت لين ++7]: 


7 ع ول كاي 
2 تاريخ الفتاش 


ذلك؛ تَأَدْبَرَتْ باكيةٌ» ثُمّ لم تزل تبكي أيّامّاء (رحمهما الله). انتهى. 

نُمّ دعا على أَسْكيَ إسحاق ومات في شَّهْرِِ. ويقول: إسحاق نفى عن عيني 
الكرقة وألرّمَنِي السّهرء كدَّر الله عليه عَيْشَهُ وينزل عليه ما يُشْغِلّهُ ؛ قَرَجَعَ الذِينَ 
قلي ولو ذلك القَاضِيء فَرَجَدُوهُ قدمات.20 

وأسْكِيَ إسحاق هو الَّذِي قدّمَ القَاضِي عثمان دَرّمِ قاضيًا في تَنْدرْمَ وكلقة 
عليه» واستَقْضَاهُ قهرًا. وكان القََاضِي عثمان عالمًا صالحًا ورعًا زاهدًا عابدًا ولا 
مكاشفًاء حجّ وزار» معرومًا. وله من الكرامات والمناقب ما ظهّرَ لمن عَاصَرَّه. 

ومما يبَر من ذلك حين كان في المكتب يقرأ القرآن. وأمّهُ فقيرةٌ لا حََاوِمَ لها 
إلا ولدُمَا عثمان هذا الفقيه» وهو في حَدْمَةٍ مَعِيسَتَهًا من الطّبخ والدّقٍ وحَمْل 
الحطب والماء. فذهب يومًا يحمل حَطَبَ القراءة”"' ولم تجد أمّه من يقوم بإصلاح 
عَسَاتِهَا في يَلْكَ اللَيْلّة وهي عَجُورٌ عاجزة؛ فعمدت إلى قَدَح يَأكُلُ فيها وَلَدْمَا 
عثمانء فأمْلأتها رُورًا مَمْشُورًا لم تُدَقَّ وغَطَتْهُ قلا رجع عثمان من المكتب 
أَشَارَتُ إليه بهاء. فقالت: خُدُ قَدَحَكٌ فيها عَشَاوُكَ فَكُلّ. وعندقا امْرَآأةٌ أخوّى 
َتَحَدَّث معها. فدَّمَبَ عثمان إلى القَدْح تَأَحَدَمَاء فإذا هي مملُوءة طعامًا مَظْيُوتًا 
بأنواع الإدّام 

]9١ص[‎ 


واللّحم والسّمن الكثير؛ فَقَامَتْ أمهُ إليه وأدْحَلّتْ يَدَمَا في القَدْحء فَإذًا هُوَ فيا 
(1) هنا أسلوبٌ غامضٌ يوحي بأنَّ المت هو أسكيا إسحاقء ولكنّه ليس كذلك؛ إذ الميت هو 
القاضي. وقد توفي أسكيا إسحاق عام (10ه). 
(؟) حطب القراءة: هو الحطب الَّذِي يوقده الطّلبة للقراءة على ضوئه أو للاستدفاء بناره ليلاً في 
المجلس» وعادةً تتناوبُ مجموعاتٌ من الطلبة جمع هذا الحطبء أو يقوم به الأصغر سنا 
فالأصغرء أو يقومون كلهم بجمعه» وما زال هذا التّقليد معمولاً به في الكتاتيب بغرب أفريقيا. 


الباب العاشر: أسْكِيَ إسحاق 9 


طَعَامٌ طيْبَةُ الرّيح تَقُورُ وَتَقُوحُ منه رائحةٌ طَيِّبَةٌ تَمّت فناء دارها. فرجَعَتٌ إلى 








5 


مَعَدِهاء فَعَلِمَتُ أنها كَرَامَةٌ مِنَ الله أَكْرَمَهُ الله به. 

وقبره وراء جامع تَندرْمَ. الذعاء عند قبره مُسْتَجَابُ مُجرّبٌ. وهي يَرْيَاق كما قال 
القُشَيْري في رسالته. ويقول البَعْدَاذيون: قبر معروف الكرخي ترياقٌ مجرّب. 20 

فائدة: القبور اللُواتي يُستجابٌ الدّعوات عنذها: 

- قبر القَاضِي عثمان دَرَمٍ المذكور» وهو معروفٌ يُستَجَابٌ الدّعَاءُ عنده مث 
اتّفاقَاء لا يُرَدُ الدَّعواتٌ عنده. رأيناهُ بعيني» ودَعَوْتٌ الله عنده بدعواتٍ استجاب 
الله لي؛ والحمدٌ لله وله الشّكر. 

- وعند قبر مور مُحَمّد الكابري.” 


(3 


- وقبر سيّدِي يحيى مجرَّبٌ. رأيناه وسمعنا به من كثير جرَّبوه فألفَؤْه كذلك وما 





)١(‏ معروف الكرخي: هو أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي» نسبة إلى قرية على باب بغداد: 
يعرف بالكرْخ (بفتح الكاف وسكون الرَّاء المهملة وبالخاء المعجمة)؛ من عُبّاد أهل العراق 
وقرائهم. له حكايات كثيرة في كرامته واستجابة دعائه: وهو من رفقاء بشر بن الحارث. ذكره 
ابن حبان في الثقات »)3١77/9(‏ وذكر الذهبي ترجمته في سير أعلام النبلافء (89/9), 
وحلية الأولياء (50/8"). قيل توفي سنة مائتين أو إحدى وماثتين. أما عن خبر الدعاء عند 
قبرهء فقد أورده القشيري في رسالتهء وقال: «كان من المشايخ الكبار» مستجاب الدعاء 
يستسقى بقبره. أورد الحافظ البغدادي عن بعض أكابر السّلف ممن كان في زمن الإمام أحمد بن 
حنبل واسمه إبراهيم الحربي أبو إسحاقء» وذكر أنه كان حافظا فقيها مجتهدًاء يشبّه بأحمد ابن 
حنبل؛ وأنَّ الإمام أحمد كان يرسل ابنه ليتعلّم عنده الحديث.. ذكر الحافظ أنه - أي إبراهيم 
الحربي - قال: «قبر معروف التّرياق المجرّب». ينظر: تاريخ بغداد» للحافظ البغدادي. 
(بيروت: دار الكتب العلمية» /511١ه)ء‏ ج١/‏ 174. 

(1) منسوب إلى مدينة كاباراء وكانت حاضرةً علميّة مرموقة قبل نشوء تمبكتوه وقد ذكر السعدي 
هذا الفقيه؛ ووصفه بشيخ الشيوخ؛ وأنه كان غاية في الصلاح والزهد والكرامات؛ وتوفي 
بتمبكتوء ودفن بقربه بروضته أكثر من ثلاثين كابريًا كلهم علماء صالحون» (ص48). 


2 تاريخ الفئّاش 


زال فقهاء تُنْبْكْتُ الذين تَلَتَيْنَا بهم يَرُورُوتَهٌ كَسَيّدِي أحمد باباء والسيّديْن المَقيهَيْد 
الَذِي يقفُ النَّاسُ عنده الآن يطُنُونَهُ قبره» وهو الموضع الملصق بالمنار الَّذِي يدن 


وده هوه 


فيه» بل هو بِقّرْبٍ ذلك الباب يسيرّاء وهو مَوْقِفٌ القَقيه إبراهيم وأخيه مُحَمَّد بَحَيُْ. 





- وقبر سيدي الفقيه محمود بن عمر بن مُحَمّد أقِيتٌ. 

- كذلك وقبر الفقيه العالم مُحَمَّد بَعَيُمُ ابن القَاضِي محمود بَعَيُغُه جَرَّبْتهُ أنا 
بنفسي ورأيثٌ الإجابة» ولله الحمْدُ. 

- وقبر القَّقِيهِ عثمان الكابري المذقُون بمسجد كبر حَكَى لي بعضٌ الصَّالِحين 
في ذلك خبرًا يَظولُ سَرْدْهَاء 

- وقبر مُورُ مَوْكَارٌ في بلد يُقالٌ له ير 

[ص97] 

قد خرب اليوم» وقل مَنْ يَعْرِفُ مَوْضِعٌَ قَبْرِهِ الآن.0© 

- وقبر الفقيه بكر سَنْ في داخل جامع مُورْ كير 

- وقبر ألْمُعْ مُحمّد تل في حُنْدِبِيرُ متجرب. وريما يأتيه صَاحِبُ البَرّص 
وَالجِدَامء فيشفعه الله فيه فيبراأ. رأيتُ ذلك هِرَارًاء 

- وقبر مُورٍ مَانَّ باكُوَ في قرية مُسمّاة تَاؤْتَلَّة في أرض بَرّع وهي مَعْرُوفٌ مَعْلومٌ 

- وعند قبر الحاج كَسُرَبِيرَ في بلد كُوكَ الوَنْكَرِيَّ الأصل (رَحِمَهُ الله). بنى 
الكاهية الدلول سُورًا على قبره. 





)١(‏ هنا دليل آخر على بُعد الفترة بين موت هذا الشخص وبين كاتب هذا الجزء من الكتاب» وهو 
ابن المختار؛ فلو كان الكاتب هو محمود كعت» (وهو معاصر للشيخ مور هوكارء بحسب زعم 
كتابنا هذا)؛ لما قال مثل هذا الكلام. 


الباب العاشر: أسْكيَ إسحاق 0 : 3 


- وقبر قُودِيكِ مُحَمَّد سان في بلد جِنّ. المدفون في قبلة مَسْجِدِوِ الكبير بوراء 





منيره. 

- وعند قبر الفقيه إبراهيم في بلد يقال له كُومَ معروف. وعنده دَحَلَ الكاهية 
وله 5 000 نك 
محَمّد الهندي» وهو يَوْمَئِذٍ عامل في بنك. 

- وقبر الفقيه سَنْبَ ينِينِ المذفون في جَؤكل. 

وغير ذلك مِمَّنْ لا يُعْرَفُ ولا يُسْمَعُ به ولله خُلْصَان.”" وإنما أتينا منهم ما 
عرفنا وما سمعتا من الثقات. 

ويُلمّبٍ أسْكِيَ إسحاق يُقَالُ له: إسحاق كَدِبنِء وكَدِين في اصطلاح وَعْكُرْيْ : 
الحجر الأسْوّد. 

ومِمَّنْ مات في أيّامه من العُلّماء الأعلام| 2 الفقيه محمود بن عمر بن 
مُحَمَّد أقِيث (رَحِمَهُ الله) سنَّةَ عَشَرَ ليلة من رَمَضان ليلة الجمعة. وقال صاحبٌ «دُرَّر 
الحِسَان' إِنَّه توفي في اليوم الخامس عَشَرٌَ مِنْ رَمَضان ليلة الجمعة» وَعُمْرُهُ ثمانية 
وثمانون.”" وتُوفي أَحُوهُ الأكبر الحاج أحمد بن عمر بن مُحَمّد أقِيتْ 

[ص*9] 

ليلة الجمعة عُرّةَ الرّبيع الآخر عام اثنين وأربعين ويِسْعْمِائَةٍ في الّلاعون 
المسمّى كَفِ. هكذا في «دُرَّر الحِسَان)» وَوَائَقَ بما ذكره العلاّمّة أبو العَيّاس أحمد 
)١(‏ الكاهية محمد الهنديء ورد ذكره عند السعدي في أحداث عام (47١٠ه)ء‏ وأنّه - أي 

السعدي - سعى معه في مصالحة بين متخاصمين (تاريخ السعدي» ص١6١).‏ 
(؟) يقال: فلان من ُخلصان فلان. أي هو من أصفيائه.ولعل الكاتب هنا يريد أن لله عبادًا من 

خاصّته لا يعرف بهم أحد. 
2 أي توفي في العام (966ه//1548م). 


2 تاريخ الفتّاشُ 


بابا في «كِفايّة المُحْمَاج' أنَّ القَاضِي محمود بن عمر مات لَيْلَةَ الجمعة اوسن عَشَّرَ 
من شور تماق وأثة:كللاسنة قماق وين .وثمانماثة: وناح فى هذا القافون 
حَلْقٌ كثير» وتَوَلَى القضاء بعد أَلْمَّعْ محمود بن عمر وَلَدُهُ القَاضِي مُحَمَّد بن محمود 
يوم الجمعة الخامس عشر شرّال. 

وفي أوَّل السّادِس والخمْسِين مات أسْكِيَ إسحاق. ومّكث في السَّلْطئّة تِسْعَ 
سِنِينَ وتسعة أَشْهُرٍ وتِسْعَ ليالٍ في بلد كُتِكِيَ» ”'' ومُالِكَ قبرُُ." وُلِدَ له من الأولاد 


بنك سلعات: وعبد الملك الَّذِي جَعَلَهُ وَلِيّ العهد ولم يَرْضّ أَهْلُ سُنْمُيْ إل أسكيَ 


5 22 
داوود. 


.)40 يكتب أيضًا: كُوكيَء وكُوكية» وكُكِيَ (ينظر أيضًا هامش»ء ص‎ )١( 

(7) جاء في تاريخ السودان أنّه توفي يوم السبت الرابع والعشرين من شهر صفر سنة ست وخمسين 
وتسعمائة للهجرة» وهو تاريخ موافق لما ورد عند ابن المختار هناء والخلاف الطّفيف بَيْنَهُما 
في مدَّة سلطنته فحسب؛ إذ ذهب السعدي إلى أنّه قد قضى فيها تسع سنين وستة أشهر (وليس 
تسعة كما ورد عند ابن المختار)» وبالتدقيق الحسابي يظهر أن السعدي أقرب إلى الصواب؟؛ 
لأن شهر صفر (عام107ه) يوافق بالتمام تسع سنوات وستة أشهر. هذا إذا أخذنا بداية حكم 
أسكيا إسحاق بشهر شعبان (عام4547ه)» حسب رواية ابن المختار. فالظاهر أن ابن المختار 
أدقٌ في تحديد بداية حكم أسكيا إسحاق» لكنه في تحديد مدة سلطنته بتسع سنين» وتسعة أشهر 
وتسع ليال» لم يكن دقيقا؛ لأن هذا الحساب يقتضي أن تكون وفاة إسحاق في التاسع أو 
العاشر من جمادى الأولى في السنة المذكورة (4057ه)» وهو خلاف ما أورده ابن المختار 
نفسه هنا أنه قد توفي أول العام. 

(*) أضاف السعدي أنَّ أسكيا إسحاق لما أيس من الحياة» وأيقن بدئرٌ أجله» بعث بابنه عبد الملك 
في حماية أربعين فارسّاء إلى الخطيب بكاغ؛ ليدخل في «الحرمة» أي في حمايته» وذلك لما 
عرف من ابنه من الوقاحة والظلم والطغيان على أهل صونغاي. (السعدي؛ 494). 


:5 من 
الباب الحادي عشر: أشسْكيَ داوود 22 








الباب الحادي عشر 
أشكي داوود 


دلي الل بَهُ اوه أشكي داوود بن أشي مُحَمّد في الثاني والعشرين 
من صفر عام خمس وخمسين.” '' ومكث في السَّلْطَنَة أربعًا وثلاثين وأرر بعد ور 

ساعدتة الذتياء الما ناص تزغ ريكائج: وحصل له الدَّنْيا عَرِيضَةً. وقد 
تعب أبوه أسْكِي مُحَمَّد وإِخْوَثهُ فَرَرَعُوا لهء فجاء فحصد. ومهّدُوا الأرضء وأتى 
قَنَامَ عليه. . وليس في إقليم تَكُرُور من مَلَّ إلى لُْلّع مَْ يَرْكَُ يَدَهه”" وَوَجَدَهُمْ يوم 
يطلع عبيدًا طائعين سامعين» ولا من يُقَابل جُنْد سُنْقُي إلا كُرْنَ فقط. 

وروى أحمد بن إبراهيم بن يعقوب (رَحِمَُ الله) أن أسْكِي مُحَمّد كان إذا م 
عليه أسْكِيَ داوود في صباح؛ عَبّسٌ وَبَهَتَ ويَنْظر فيه ويََأَرّه فقال بعض خُدَامهِ : 
ولدّكَ داوود كأنّك لم ذه ولا تحب كما تحب جمِيعٌ أزلآية؛ فقال: كيف لا 
يحب الرَّجُْل وَلَدَهْ ؟ وقد رأيثُ فيه أنه سَيَِي السَلْطَئةء وَيَطُولٌ عُمْرُهء ويزرقه الله 
فيها أولادًا كثيرًا. ومتى ارتفع وتَسَلْطنَ 

1ص 44] 

عُلبَ على جميع أولادي وَحََائدِي وثِْياتي كلهَاء ويمحي أسماءهم ولا يدك 
منهم أَحْدٌ سِوَاةُ وأولاده. ويكون أولادي وأولادُمُمْ لهم تبعًا إلى مُنعَهَامُمْ؛ فقال له 





)١(‏ هنا سهو واضح؛ إذ أن أخاه إسحاق قد توفي سنة ست وخمسين وتسعمائة» فلا وجه أن تكون 
ولايته قبل موت أخيه. 
(1) تعبير محليء أي لا يوجد من يضاهيه ويقارعه وينافسه. 


22 تاريخ الفئّاش 


صاحبه: من علّمَك بهذه الحكمة؟ فقال: أتَعْجْبُ من هذه؟ ولو شعث لأخبرئك يما 








بعد ذلك من هذا اليوم إلى يوم تَنْسٍ. ”© قال: وما يوم تَنْسِ؟ فقال: يوم يَنْتَقِمْ الله 
منهم » ويُرْغِمُ الله أنف المتكبّرين منهم. انتهى. 

وآ سمٌ أمّ أسْكِيَ داوود: بُنْكَانُو قَاري. وكان أَسْكِيَ داوود سُلْطَانًا مَهِيبّا فصيحًا 
خليقًا للرّكاسة كريمًا جوادًا مَبْسُوطًا قَرِحًا ذا مِرَاحء وسّعَْ الله عليه في دُنْيَاهُ. وهو 
أوَّلُ من اتََكَدَ خزائنَ المال حتّى خزائن الكتب» وله نُسَّاحُ ينسخون له كتبّاء وريما 
يُهَادِي به العلّماء. وأخبرنا كَسِرٌدُنْكِ دَكُ بن بكر قط أَنَّهُ حافِظٌ للقرآن» قرأ «الرسالة» 
فأتمّهاء”" وله شيحٌ يُعَلّمُهَا ويأتيه الشَّيْحُ بعد الزّوال وي يُقُِْه إلى الظهر. 

وكان ما يأتيه من مَرَارِعِهِ وأحراثه من الطّعَام ما لا يُعَذُ ولا يُخْصَّىء وله في 
كل أرضٍ من طاعته - من إِزْيّة ودَنْدِء وكُلَنٍء وكْرِيْ حَرْصَء وكِرِي كُرْمَ وما 
حَوَالَيْهَا إلى مُيْكِيَ وإلى كَاعٌ إلى كِيسٌُء وجزائر بَنْبَء وبَنْكَء وأَتِرِمْ إلى كنْكِء 
وبُونِيُ إلى أن ينتهي مَرْسَى دِبُء مِنَ الأخرّاث. وقد يحصل له من ذلك من الطّعَام 
في بعض السّنين ما يَنِيكْ على الأربعة آلاف صُييّة.("» وليس في قَرْيَِ مِنْ قُرَى ما 
ذكرناه إلا وَلَه فيه عبيد وكَنْفت. وحََرْتٌ في تحت يد بعض الفنافي منهم مائةٌ عَبْد 
وعَبْدُ بَعْضِهِم خمسُونَ وسنُون وأربعون وعِشْرُون. والقَنَافي جمع : (قنت) وهو 
رئيس 


)١(‏ في بعض المواضع ورد بالشين «تَنْشٍ» [ص158. 61717 1759 187]. وهو كمافي 
[ص47١]:‏ يوم المعركة الحاسمة بين أسكيا إسحاق الثاني والجيش المغربي بقيادة جودر: 
هزمت فيه صونغاي» وسقطت الدّولة. 

(1) أي رسالة أبي زيد القيرواني في الفقه المالكي؛ ومن أشهر شروحه: «الثمر الداني» لصالح عبد 
السميع الآبي الأزهري (ته*7اه). 

() يساوي حوالي (١٠/طن).‏ والصُّنيّة (ج: صئُون): كلمة صونغائيّة» وهي وعاء للكيل» وتساوي 
الصنية الواحدة (١٠7كلغ)‏ تقريبا. 


0 


الباب الحادي عشر: أشكيَ داوود 22 


0و 





[ص46] 

العبيذ تيقال ذلك أيفنا لين الكتفينة. 

وحكى لى مَنْ أَثِقُ به أنَّ له حرئًا في أرض دَنْدِ يُقَالُ له أَبْدَاء وله على ذلك 
الحرث مائة عَبْدِ وأربع من القَنَافي. ولهم رئيس يقمُون عليه اسمه مَسَكل اللهع”" 
ومعنى : مس كل الله: كل أمر كان ويكون من كلّ ما هو كائنٌ في الدَنْا والآخرة» 
الله هو مُقَّدّرُه ومُكوّنه سبحانه لا إله إل هو. ويُخْصَدٌ له من هذه المزرعة أل 
صِنُون من الأرز. وهذا عليه مَقْوع لا يزيد ولا يَنْقُصُ. 

وكان بَذْرهُ لا يخرج إلا مِنْ عند أسْكِيَ في العادة» وججلُود صُنُونِهِ والسّفُن التي 
يحملها إلى أسْكِيَ عَضْرٌ قَوَارب. ويُرْسِلُ أسْكِيَ لرئيسهم مع الرَّسُول الَذِي يأتي منه 
لحمل صُنُونه ألف كُورِيّة والكَمَلِيّة الواحدة من الملح والقَّميص الأسْوّد والملحَمّة 
الأسْوّد لِرَوْجَةٍ ذاك الرّئيسء وهذا عَادَنُهُ مَعَ أشكي» حنَّى أتى رُسْلْ المّنَافي يومًا 
إلى رئيسِهِمْ مس كل الله يُعْلِمُونَهُ َوْصُولٍ وَقْتِ حَصَادٍ حَرْيْهِمْ وَطِيبوء وهُمْ لا 
يُدُيُِونَ اليد في ِظعَةٍ حتَّى يأتي ويَنْظرَهَا ويَدُورٌ فيها ثلانةَ أيّام» ويَظوف في جُوَانِبهِ 
الأزّع» ُمّ يَرْجِعُ إلى مَكَانِهِ ويَأمُرُهُمْ بالحصاد. 

وأتاه رُسُلَْهُمْ في بعض السّنين يُعْلِمُونَ ببُلُوغْ حَصَادِهِ وطيب حُبُوبهء وخرج 
على عادته في سَفِيئَيِهِ مّع دُقُوفِهِ وجماعته إلى أنْ أنّى المزْرّعَة وألْقَاهَا قدطاب» 
وطاف فيها نحو ثلاثة أيَام أن بلدا يَفْرْتَ ذاك الحرتٌ آسَمهًا دِنْكِ دُمُدِ 
وترسّى في مَرْسَاهُء ثُمّ بعث إلى إمام البلد وطَلَبتِهِ وضُعَفَائِهِ وأرملتهء”" وجاءوا 
)١(‏ مَسَ كل: وَهِمّ هوداس حين ضبط هذا الاسم على (مِسَكُلْ): والأصحٌ (مَسَ كلِ)؛ وامَسّ/ 

مانْسًاء: يعني الملك. واللاحقة «كِل» بمعنى: واحدء أي: الله وحده هو الملك. 
(؟) لعله جمع «أزملة» على «أرملات»» وهو يريد «أرامل»»: وهو الشَّخْص المعدم الذي لا يملك ما 

يقوم به على نفسهء ويطلق على الذكر والأنثى. ينظر: لسان العرب» مادة «رمل». 


يحرم تادخ الفئات 


كلق ,فال الهبم: طز يتكنين هذا الحريت :وها فيدة وقالو] له»ا قزق تتقيقه غير 
لاه يعني أسْكِيَ؟ قال: أنا الذي استحِقُهُ في هذا العام لنفسي» 





[ص”ة] 


وأنًا أَتَصَدَّقُ به وأَجِعَلَهُ في آخرتي وأْتَقَربُ به إلى الله» وهو لكم صدقةً مني 
لله» فَاقْطَعُوهُ واحْصّدُوهُ وللضّعَمَاء والمسّاكين منكم الذين لا يجدُونَ سَفِيئًا أن 
يقطعُوا ما يق فيه القَدَم, ولأضْحَاب السُّفُنُ الصَّعّائر ما فَوْقَ ذلك مما يَلِي وَسَط 
الحرْث,. ولأَصْحَاب السّفن الكبّار وسط الحرث. تََبَّنَ الله ذلك منّي. ورجَعٌ إلى 
بلده وأَعْطَى لكل وَاحِدٍ من القَنَافي مِنْ عند نَفْسِه مَرْرَعَةَ يَتَعَشَّوْنَ فيها. 

فبَلعَ تَبَرُ ما فعل في يَلْكَ المزرعة إلى بلد كَاعٌ وَكَشَاء وجاء يَعْمُدُ كَرَنْ كرَنْ 
خديم أسْكِي ومُوَنّسُه وقتّ عَشَاتِهِمْ في نادي قومه وقال: جّاءني رجلٌ اليوم 
واخبرتي بأنَّ مَسَكلٍ الله عَبْدُّكَ قد أصابه الجتُونُ وتَوَسْوَسَ وجُنَّ. فقال أسْكِيّ: 
فمّاذًا فَعَل؟ فقال يجب فَْلهُ به إن لم يكُنْ مجنونًا. قال فما هو؟ قال: أتى إلى 
حَرْئِكَ أَبْدَا وأَعْطَاءُ لأهل دِنْكِ دُمْدٍ وقسَّمها بِينَهُمْء فقال إِنَّهُ جَعَلَهُ لآخرته. وَأسْلَط 


هَل البلد ليه وََوَلوا فيه وخضدوف: وما أنقوا هيه لهفتقة ولا قيضّة ولة عه 


وقال جُلَسَاؤُهُ: وهل العُقُوبَهُ إلا على أهل دِنْكِ دُنْدِ؟ وَبَقَوْا يَخُوضُونَ فيه 
بأقاويل» ومنهم مَّنْ يَقُولُ ما جُنَّ ومنهم من يقول بجنونه» وأسْكيَ جالسٌ 
ساكتٌء ثُمّ قال: وأنا أقول ما فعل شيئًا ضَرَّني قليلاً إلآّ ما أجِدُني مِنّ العيْرَةِ بأنَّ 
هذا العَبْدَ بمنِْلِهِ وثَقْرِهِ وحَمَارَتهِ يَتَصَدَّقُ بمزرعة تخرج منها أَلْفُ صُيِيّة فماذا 
أتَضَدق ب آنا؟ وما طلب من ذلك إلا اسمًا ممدوحًا يَتْقَرِدُ به بين جماعته. 


يكت مقا #انادى :رول عق ثيه وعقنيه ان فى الك المجلس» 
ونهض الرَّجُل قائمًا. وقال: اذْمَبْ إلى المرْسَى فَيُعْطِيكَ كُيِمَكُيْ عَشَرَ سفن وألًا 


4 اا 1 
الباب الحادي عشر: أشْكيَ داوود 0 
-- 22-0 2 لصت يت 





هِنْ جُلُودٍ صُونَء واذهبُ الآن في هذه اللَّيِلّة إلى مَسَكل الله» فيمْلئ لك هذه 
[ص/ا9] 


الصّيِئّات. وأمر بإخراج الكَمّليّة الملح وألف كُورِيَّة والقميص الأسْوّد 
والقَلَنْمُوة الحمراء ومِلْحَفّة سَْدَاء التي هي عَادَتهُ عليه. وقال: إِنْ أكْمَلَ لك عَدَدَ 
الصَّييّات كاملات وَفِيّاتِ؛ فَادْنَعْ إليه مَؤلاء الهَدَايَاء نُمّ أخرج كَلْبَيْنِ من الحديد 
وسلسلةء وقال: إن لم يُكْمِلْ هذا العَدَدَ أو نَقَصّ واحدٌ منها فَتَفْيِضْهُ واجِعَلٌ هذه 
السّلْسِلّةَ في عُتُقِهِ والقُيودَ في رِجُلَيْهِ وائتنا به مع جميع ما مَلَّكء وَإِنْ أعطاك ما 
َسْألُ منه فلا سبيل لك عليه ولا تقل له شيئاء وما كان عليه إلا ألف صِنُونَء ولا 
ترف منه إلا صُيْيَاتِنَاء ولو كان مِنْ أي حَرْثْ وإِنْ بشِرَاء. وسّيّرهُ في يَلْكَ اللَِّلّة» 
وذهت: 

نم قال ما أراد مس كل الله إلا أن يَعْلُوَ اسمه عن اسمناء وإنّا لا نعطي ألف صُبِية 
مَرَّةَ واحدَّةٌء فكيف عَبْدُنَا يفوق(' عَلَيْنَا في الجود والكرّم؟ وقال جُلّسَاؤُه: حاشا 
وهو بنفسه لا يساوي قَظْرَةٌ من بحر جُودِكَ وكرَهِكَء وإِنْ شِْتَ تَتَكَرمُ به وبجميع مَا لَه 
مِنَ المال. وشَّرَعُوا في مثل هذا الكلام» وتَمنَُوا فيه حنَّى أسْكَنُوةُ وسّكت. 

وذهب الرَّسُول إليه» وسبقٌ الخبَّرٌ عنده بأنْ جاءه رَجَُلٌ ووجَدَهُ فى مجلسه 
سُلْطَانًا بين وسادته مُضْطَجِعًا يَسْمُرُونَ عنده» وأدخل ذلك الرَّجُلُ فمه في أذنه 
وَالْتَقَمَ أذنه» وأخبره بأنَّ رسول أسْكِيّ يأتيه بالقُيُود والسّلاسِل يأخذونه؛ وسارَةُ 
بذلك: ونهض جالسًا يرفع صوته قائلاً: وما الذي عَمِلتٌ لأشكِي حبّى يُرسل مَنْ 
يقبِضُني بالسّلاسل والأغلال» وما دخلتُ له في الفتنة وما حَالَفتُه قاء فكيف؟ ثُمّ 
قال: لا أْمَانَةَ بين العَبّد وسَيّده. 





)١(‏ في الأصل : قا 


22 تاريخ الفئّاش 


نم أمر في يِلْكَ السّاعَة يإحضار سَفِيئَةٍ وسَبْعَةَ من 








[ص48] 

القدافين» وقام حيئَئذٍ مُسْرعًا. ومشى بحالهء ولم يَدْخُلْ دارَهُ» وركب سَفِيئتَه 
وتوجّه إلى كَاع. ومَرّ ِسْمْنِ أسْكِيّ في يَلْكَ اللَّيْلّة قادمين» وحادٌ عنهم ومرّ ولم 
يعرفوه. ومكث لَيْلَتَيْنَ وقَدِمَ كَاعٌ وكان له مُنالِكَ بيت كُبير ورّوْجَةٌ وبات في 
المرسى وما صعد إليها. فَلَمّا أصْبّحٌ بَكُرَ كَبْلَ ظُنُوع الشّمْس إلى بيت أَسْكِيَء فتلقّاه 
البوّاب وأدخله وأجلسه حنَّى اسْتَيِقَطَ أشكيّ. 

ودخل المبكُرُون الذين يفطرون عندّةٌ وقْتَ الصّبُوح» وشاونه البوّات على 
المشَّاوِرِء وأتاه المشاور ووقف عليه وحيّا وسَّلّم عليه وتحاوّرُواء م ثُمّ دخل على 
أشْكِي وعَلَّمَهُ به وسكت طويلاً» ثُمّ قال له بَعْضُ مَنْ له عِنْدَهُ َط : ألا تستأؤن لَهُ 
في الدُّحُول فَيَدْخُل ؛ فنراه هل هو كما قيل إِنَّهُ مَجْنُون فنرى وَجهَهُ ونسمع كَلامَهُ هل 
يُشْبهُ كَلامُه كلام المجنون؛ فَأَذِنَ له في الدُحُول حيئَئذٍ فَدَحَلَ وحَمَلَ الثُراب على 
رأسه على عادتهم المأنُوئّة؛ فقال له أَسْكِيَ: ما جاء بك أما تَلَنَيْتَ برسُولي 
المبعُوثٍ إليك بِقَوَاربي لحمل صَيْيّاتي؟ فقال: لَقِيْتُ بهم البارحة؛ فَأَخْمَيْتُ نفسي 
عنهم؛ لأنّي سمعْتُ أنَّكَ أرْسَلْتَهُم لِيفِْضُوني ولذلك قَرَرْتُ إليك» إِذْ ليس لي مَمَرٌ 
منك إلا إليك؛ ولم أعلم عملي وؤِمْلِي. وقال له أسْكِيَ: إِنْ ما عَمِلْتَ شيئّاء وأنا 
ما بعثته لِقَبْضِكٌ ولا لتَقُيبدك إلا إذا أنْمَ نْقَضْتٌ مِنْ صّنِيّاتي شيئّاء فإذًا يقبضوك 
ويُقيّدُوك. فقال: فكيف يمكن أن يَنْقُّصٌ من صُيِبّاتِكَ شَيْءٌ وأنا حيٌ؟ وهذا لا يكوثُ 
أبدّاء ثُمّ قال: فلا سبّبّ لنَبْضِي ولا لقَيْدِي إلا لهذا فقط؟ فقال: فليس سواه؛ 
قَضَحِكَ ورفع الثُراب» ثم تَوَلَى خارجًا كأنهُ يريد الخروج لداره الكائنة مُنالِكَ ثُمّ 
رجع مُسْرعًا وحمل الثُراب على رأسه» فقال: 

ص 44] 


الباب الحادي عشر: أسْكِيَ داوود 690 


ني أطلبُ منك إحدى الأمْرَيّْن بحرمة أبيك وحُرْمَةٍ قَدَيهِ التي وقف بها على 
رَسُول الله كك في المدينة المشرّفَة» فقال له أسْكِيَ: وما هما؟ فقال أريدُ منك أن 
تصبر لي عَشَرَةَ أيّامِ حتَّى أستريح عند زوجتي الكائنة هناء فقد طال عهدي بها مُيْدُ 
عام الأوّل ما حتت إليهاء أو تأَحُدُ مِئّي أرْرّ عام الأرّل الذي قبل هذا العام يعني 
الأرز القديمة. فقال أسْكِيَ أل صِنُون من أَرُزّْ عام الأوّل؟ فقد تَييّنَ جُتُونُك وأنا 
انَّذِي أملكُكَ لا أجِدُ في داري مائةً صُنَيّة من أَرُرٌّ عام الأوّلء ثُمّ قال: قبِلْتُ 
وَرَضِيتُ» وأين كانت؟ فقال: في داري التي كانت هُنَا مَؤْجُودّة» كَيُبَكُرُ رُسُلْكَ إلى 
بِجِلُودِ صِنُونَ غدًا. وشكٌ فيه بعضُهُعْ وأَبْعَدُوا أن يكون ذلك مَوْجُودَةٌ له» فقال 
أشْكيَ أليس قال يأتي رُسُلِي غدّاء فالغد قريبٌء إِنْ يكذِبٍ هُوَ كَالمَدُ لا يكَذِبُ ثُمّ 








ذهب ومشى إلى داره وبات. 

فما اسْتَيْقَط مِنْ نَويِهِ إلأ ورسول أسْكِيَ عبد الخصّيء ومعه خمسون عبدًا 
يحملون لوه الصٌّئُون معهء وقام من نومه وتوضّاً وصَلَّى وأمّرَ لهم بالدحُول» وأمر 
لهم بالقُطُورء ففطروا. ودخل عليه جماعة من أصحابه وغيرهم من المرجفين: كُمّ 
أمر مسن كل الله عب الكبير الكائن بباب داره مُنالِكَ» كَتُودِي فأتى؛ فقال له: 
اذهب مع عبيد أسْكِيَ هؤلاء فاكُسِرْ بُُ”' التي كانت في المكان الفلاني وعمّر 
هؤلاء أصنًا ور 





)١(‏ بُع/ بُوعُو: كلمة محليّة بلغة المادينغ» وهي بناء مدوّر على شكل منارة ولكن لا يتعدّى ثلاثة 
أمتارء يبنى على قواعد من الحجارة أو جذوع الشجر؛ ليرتفع عن ظاهر الأرض قليلاً؛ وتحفظ 
فيه الحبوب والمحاصيل الزراعية» وتغطى مثل البيوت بالقش. كما تعني أيضًا المحلّة أو القرية 
الصّغيرة» وتضاف إلى أسماء كثير من القرى والمدن في مناطق المادينغ (مثلا : بُونِيُ بُكُء 
ص7١١؛‏ وجُنديغ» ص077). 

(1) كور: يبدو أنها كلمة زائدة هنا؛ أو أنَّها تصحيف لكلمة (أرز)؛ لأنَّ السياق يسبتعد أن تكون 
بمعنى جوزة كور المعروفة؛ فإنها لا تحفظ في مثل هذه الحاويات لمدة طويلة. وقد رجّح - 


20 تاريخ الفنّاشُ 


فذهب وذهب العبيد والخصي معهم إلى يِلْكَ المكان في طرف 








من 13] 

بيته» فكَسَرَمَاء فإذا هي ملآن بِأرُْ تُسَنّى رَيِقَّتَه وعَمَّرَمِنْهَا سَبْعَمِائَة ضُِيّة 
وفرغ ما فيهاء ورجع العبد إليه وأخبره بفراغ ما في يَلْكَ بُعُ وبما حصل فيها من 
سبعمائة صيِيّة؛ فقال: ارْجِْ فَانْظْرْ في المكان الفلاني» فكان سمَّاهُ له» في طرف 
البيت أيضّاء فإِنَّ فيه بُعُ» فاكْسِرْهًا وعَمّرُ منها البواقي. 

وذهب ثُمَّ رجع وَعَمَّر منها ثلائماثة» وبقيتُ منها شيء. فقال له: ادْحْلُ في 
البلد واطلبُ جُلُودَ الصُّونَ المبيعات؛ فذهب وشْتَرَى مائتين جلود صنُون 
وثلاثين» وعَمَّرّهاء وأتاه وأَخْبَرَةُ فقال له: ادقّعْ لرسُولٍ أسْكِيَ مائةٌ» واغط 
لمراسيله عشرين» وائّْدّك المائة البَاقِيَدَ مُالِكَء واثْينَا بالعشرة» فأتاه بهاء فَسّمَهَا 
بين الجالسين مُنالِكَ عِنْدَهُ وبين القُقَرَاء والمساكين» ثُمّ قال: : صدقةٌ تَصَدَّفْتٌ بها 
ومسا مس ات ويُريه الله تعالى عَم المقبل. 

فقال الرّاوي يرويه عن أبي أمّهِ بُكر (بن) علي وِنْتُورٌء قال إِنَهُ حاضرٌ عند مَسّ 
سودي حك ارخا سوه ين ور كا 7 
الصّيّاتء ثُمّ حلف بُكر بن علي دِنبُورٍ المذكور أنه ما مِنْ أحدٍ مِنّ العبيد الخمسين 
الذين حملوا جُنُود الصّنُون إليه لم يخرج إلا بنحو مائةٍ مد على التَفُدِير أو السّئّين 
أو السَبْعِينَء بل منهم مَنْ 

]٠١١ 3ص‎ 


21 كتين ومَرُوا عليه به» وما الْتَعَتّ على أحدٍ منهم» ولا بحن 





> المترجمان هوداس ودولافوس أن تكون هذه الكلمة تعني «كل/ جميع' بلغة صونغاي» أو 
تعني : جعبة من الجلد. 
)١(‏ نصف الصنية تعادل ماثة كليو تقريبا. 


الباب الحادي عشر: أشكِي داوود 2 


لاحش ا اي 70000700 
عَنْ أخدٍء ورجع مرسول أَسْكِيَ الذي هو ذاك الخصِيُ بعد كَرَاغِهمْمِنْ شْعْلِهمْ» 
وأخبره بما جرى من حُصُول الصّييّات وافياتٍ كاملات بعد صلاة العصر 

ووجَدُوة في جماعت ٠‏ وتَعَجبُوا مه كلهم » ثم قال أشْكِي : : ألم قن لكم إِنَّ هذا 
العبد قد شيع حَبَى لا يكب نفس إلا بنا أو بأولادنا؟ وهذا الي فعل الآن أعجبٌ 
مِنْ تَصَدُقِهِ بالحرث الَّذِي يخرج مِنْه ألف ضصُبِيّة. . وقالت الجماعة له: هذا كله ما 
كائث مِنْهُ إلا بسَعْدِكَ وصَنِيعَتُهُ هذه زيادةٌ في اسمك» وقال بعضهم: : العبيدٌ كُلهُمْ 
سَوَاء ل 0 وهو وَرِرْقُهُ ررق سيّده. وإذا افتخر 
مَلِكُ مِنْ أشْبَاهِكَ أو افتَكَرٌ سُلْطانُ كُرْمَ أو ات ادا 
وكذاء فيُقالُ لهم: : عَبْدُ أسْكِيَ أعطى الفقراء ألف صُنْيّة. وتِيَسّم أشكيَ حيتئزٍ 
قوله» وعُرِف البِشرٌ في وجهه. قالوا: كَأيْنَ عَطَاؤْكَ مِنْ تطاء عَبِك وشَنَانَ ما بين 
الثْريّا والثَّررَىء وَمَيِهَاتَ ما بينهما. 

وما تمَّ كلامُّهُم ولم يخرج أحدٌ من الجلساء المسواييه” 
أشْكِيَ عليه ملف وثْدٍ محرّم» وفي يِه اليُْنى سِوَارٌ ِضّةء وقد بعثه أسْكِي قبل ذلك 
إلى بَلَدٍ مِنْ بلاد دَنْدِ . وجاء ووقف قُدَامَ أسْكِيَ» وجثا على ركبته وحمل الثّراب 
على رأسه على عادتهم في تحيّة انهم وحيّاه تحيّة العبْدِ سَيدَه فقال أشْكِيَ 
خاووة له عو انك نْتَ؟ فقال: أنا كارْسّع بُكر. فقال: أنت مِنْ جنْدِي ومن عبيدي؟ 
قال: نعم 

.]٠١؟ص[‎ 

قال: مِنْ أين جئعت؟ فقال العبد : سيان الله! أَنَسِيتَ أو غَمَلْت؟ فقال: والله 
أنت الآن'في غيني كأني ما رأيتّك أبدًا. أنتَ من كارْشّع يبْرَّع أو مِنْ كَارْسَعْ كنّع؟ 
فقال: من كَارْشَعْ يِبْرَعُْء وأنا أكون شَعْ لفلان سمّاهء فقال: : أَسْكِيَ من أي بَلَدِ 
جئت؟ قال: من دَنْدِ ألستَ أنتٌ بَعَنْتَنِي؟ فقال: إلى مَنْ وفي أيّ شيء؟ فقال 


2 تاريخ الفا 
0 ريخ الفئّاش 


العبد: بَعَئْتَّني لحمل ميراث حَدِيمِكَ زَنْكُ موسى سَّقَّنْسار. وقال: هل مات موسى 
سَقَنْسار؟ وقال له جُلَساوهُ: غَفَلتَ؟ قد مات وأتاك نَعْيْهُ مُندُ شَهْرٍ القُلاني» وموته 
إلى هذا اليوم يبلغ أربعة أشْهّرٍ ونيف. 

ثُمّ سكت مليًا والعبدُ واقفٌ قدامه؛ ثُمّ سأله ما الَّذِي رأيتَ مِنْ ماله؟ هل ترك 
مالاً؟ فقال الرَّسُولٌُ: هكذا. وقال له: وما ذاك؟ فأراد العبد أن يدُورٌَ إلى خَلْفِهِ 
ويساره ليْنَاجِيّهُ بما وجَدَ له من المال وما أتى به الآن مِنْ ترَكِتَّهِ وما بقي هُنالِكَ. 
فقال: ما تريد؟ قال: أريد أن أذكر لك عَدَّدَ المال. فقال: لم لا تَذْكُرُهُ في النّاس 
جهرًا؟ هل سرقنا؟ قل ذلك يَسْمَعْهُ النّاس أو تخرج؛ فقال: وجدتُ له حَمُسمائة 
عَبْدِ بين العَبّْدِ والأمّة» وطَعَامٌ تَرَكَهُ في بُعْوَاتِ أربعة عشر يكون فيها على التّقدير 
لف وحَمْسمائة صُبِيّة. 7" وسَّبْعَ سَرَاحِين البقر وثلاثين سراحًا من الغنم» ولباسه» 
وفرسه وهُنَّ خمسة عشر فرسًا منها سَبْعُ َيُولٍ أحرار والبواقي من البراذين» 
وسُرُوجَها وغير ذلك من أمتعة بيته وسِلاجه وتُرْسِدء وثلاثين من بُولُ”" مُعَمّرات 
بحريش. وقال أسْكِيَ داوود: رَحِمّ الله موسى سَقَنْسار وأسبابه»”" وما يصيب من 
حُرْمينَا أكثر 

]1٠١ص[‎ 

من تركته كلّهاء ثم سأل الرَّسُول عن العبيد أين كانواء فقال: أدخلتهم داري 


)١(‏ بعُوات: جمع (بُع)؛ عرب الكاتب هذه الكلمة هناء ثم أخضعها لنظام الصرف العربي» وقد 
سبق بيان معناها في هامش» [ص94]. في كل خزينة حوالي )١1١9(‏ صنية» أي (710500 
كلغء أي حوالي ٠١‏ طن في كل واحدة)» وهذا يعطي صورةً تقريبية عن حجم الخزينة. 

(1) بُول: كلمة غير واضحة المعنى؛ فلعلّها «قُونُوا (1010) التي تعني (جعبة أو كيس) بلغة 
الصونغاي. كما يمكن أن تعني (خزينة) بلغة الماندينغ» لكنَّ إشارته إلى أنَّ عددها ثلاثون وأنّها 
مملوءة بالسّهام يُضعف هذا الاحتمال الأخير. 

() هكذا في الأصل: (أسبابه) لكن يرجح أنه (أشباهه). 


5 ١ 
18 الباب الحادي عشر: أشكي داوود‎ 





تَرَكْتُهُمْ مُنالِكَء وداري لا تَحْوِلُهُمُء فقال: اذهبٌ فائتنا بهم؛ فذهب فأتى بهم 
أجمعينء حنَّى أُوكَفَهُمْ بين يديه؛ وجاءت معهم أُمَةٌ كبيرةٌ عَجُورٌ عَرْجَاء بيدها 
وات املد الرَّأسِ» صَلْعَاء رأسُّهًا؛ِ فقال أَسْكِيَ: ما هذه العجوز؟ فقال: هي من 
جَمْلّة الإمّاءء فقال ما فائدتها؟ وقد طَللَّمْتَهَا وأَخْرَجْتَهًا مِنْ وَطَنْهًا باطلاً» ولا حاجة 
بمثل هذه. 

فقامّتِ العَجُورُ وقالت: تَمَلَ تَمَلَ تَمَلَء ”2 حفظك الله وأضلّحَ لك دُنْيَاك 
وآخرتك وهنَّأك بملكك. إِنَّ رسُولّك هذا ما جاء بي بِالقَّهْرٍ وما سَائَنِيء وإنّما جئتُ 
لحاجة لي قِصَّدْتُكَ بها وتَشَمَعْتُ إليك فيها برَسُول الله يل وِقَدَم أبيكَ أسْكِي مُحَمّد 
التي وقف بها في الرّوضة الشّريفة. فقال أسْكِي ليَلْكَ العجوز: قُولي حَاجَتَكِ وما 
هي؟ قالت الأمة: اعللع أيها الملك باثي أمةوَنْكُ موسى شفكسان وأنا ظثرف 
وأمّي رضَّعَتْ أباه» وملّكني أبوه. وملك جدٌّه جدّي. ولي من هؤلاء العبيد من 
الأولاد والحفائد والأسباط سبعةٌ وعِشْرُونَ؛ ولذلك طلبتٌ بالله منكء إِنْ كنْتّ 
تَيعْهُمْ ؛ قَبِعْهُمْ لواحد. وإِنْ كُنْتَ تُعغطيهم فاعْطِهمْ لواحدء لا تُمَرّقْ بينهم. 

فَسَكْت مُتَفَكُرَاءِ ثُمّ قال للعجوز: يا أمّي أين أولادُك؟ أخرجيهم وميّزي بينهم 
وبين هؤلاء العبيد؛ فدخلت العَجوز بينهم وأخْرّجَتٌ أولادّها وحَفَائدَها وجاءت 
بهمء فإذا هم أحسنٌ العبيد وَأَجمَلُهُمْ وَجْهًا وقَدّاء ومنهم مَنْ يَزِيدٌ ثمنه على 
خمسين» ومنهم من يُسَاوِي سبعين وثمانين. وقال لها أَسْكِيَ : اذهبي بأولادك» فقد 
حَرَّرْنُهُم وتركْتُهمْ وَعَتَفْنُّهُْ لله الذي أعطاني حَمْسمائة 

]٠١ [ص؟‎ 


عبدٍ في ساعةٍ واحدةٍء ولم أَنّجِرُ وَمَا سائَرْتٌ وما قَائَلْتُ مع أَخْدٍ في تحصيلهم. 


0-5 


)١(‏ تعبير يُّقَالُ قبل مخاطبة السلطان وهو واجب في حقٌ الجميع» ولو أبناء السلطان نفسه. ينظر 
مثلا : [ص9١٠]‏ الآتية. 





10 تاريخ الفئَّاشُ 


وحملت العبجُورُ اتاب على رأسهاء وشَّكَرَتْ سَعْيَهُ وأطالت له في الدّعَاءء ودعا 
له اليدالسوة: 

ثُمّ قالت: أريد منك أن تَكْيْبَ لهم الوَئِيقَةَ ِشَهَادِةِ هؤلاء الجِلّسَاء الصَّالِحِين 
حَوْفَ دَوَرَانٍ الزّمَان وانقلاب الأحوال وتَعَيرٍ الأمور. وقال: يا أمّي كل مَنْ يَكتْبُ 
الوثيقة لمعتوقه لا يكتبها إلا لخوفي. وإني لا أخافٌ أن يَجْتَرئ أحدّ مِنَ السّودَان 
على موالي. ومن هو؟ 

فما زالوا في محاوَّرّتهم حنَّى دخل تاجرٌ في كَاعٌ يسمّى عبد الواسع المسراتي» 
سمع بإتيان العبيد له» فَوَجَدَهُمْ وقوناء ودخل وسلَّمٌ» فقال: يا أسْكِيَ هؤلاء 
الخدَّامُ هُمْ من أرزاقي. بِعْهُمْ لي وأنا أشتريهم» وهم حَمُسمائة بِحَمْسَةٍ آلاف مَتَاقِيل 
ِرًا.”"2 فقال: والله لا أبيعُهُمْ إلا لِلْخَالِقٍ تَعالى لا لِلْمَخُلُوقِء وأشتري بهم مِنّ الله 
الجنّة. ولي مِنّ العبيد عبد بَرْمَاوِئُ الأصل الَّذِي هو مس كل الله اشترى الجنّة 
بألفٍِ صُنُونَء فكيف أنا بذنوني الكثيرة؟ قَسَيّأتي رِرْفُكَ غير هؤلاء إِنْ شَاء الله. 

34 الْتََتَ أسْكِي إلى ألْمَعْ بُكَرْ الأنباري”" وقال له: اكتثٍ لأولاد هذه العجوز 
بأني عَتَفْتُهُمْ وفَطعْتٌ عنهم حَبْلَ الرّق وتّركتُهُمْ لله تعالى. وَاسَنْطقٌ الكاتِبُ الأمَةَ 
العَجُوز بِأنْ تَذْكُرَ أسماء أولادها. فكتبه الكاتب سَاعَتَيِذٍ في يَلْكَ المجلس بشهادته 
وشهادات 





)١(‏ بهذا العرض من قبل المسراتي» يكون ثمن كلّ عبد )١١(‏ مثاقيل ذهبّاء وهذا سعرٌ يبدو زهيدًا 
للعبد الواحد. خاصّة أنه يُعرض على السّلطان» وأنَّ ابن المختار قد ذكر أعلاه أنَّ من أحفاد 
المرأة العجوز من يصل ثمنه خمسين» وسبعين» وحتى ثمانين. ولعلّ المسراتي - بطبيعته 
التّجاريّة - عرض على أسْكيا «سعر الجملة»؛ أو أن العشرة وما فوقها كانت السعر المتوسط 
للعبيد. 


(1) يشار إليه في سائر المواضع بِلَنْبِارٌُء ويقال له: «وزير القلم» (السعديء ص9١1١).‏ 





الباب الحادي عشر: أسْكيَ داوود 





]٠١هص[‎ 

مَنْ حضّرّ هُنالِكَ من المعتبرين. 

تُمّ أقام إنسانًا مِنْ أنَاسِهِ وأْمرَّهُ بأنْ يُنَادِيَ له مَنْ حضر في البلد من أولاده؛ 
فيأتون قبل أن يقوم من مقامه. وذهب ونادى الحاج مُحمّد بان ويّاسٍ وإسحاق 
ومُحَمّد سُرْكُ ووَتَِقَرْمَ دَكُ بَرِكُمْ» لَنْيِنَ فَْمَ بُكره وأتى بهم وحَيَّؤهُ تحّة الوَلَدِ وَالِدَه 
وتحيّة الخديم مَخْدُومَهُ وقال لهم: انْظرُوا يا أولادي إلى هذه الشَّرْذِمّة القَلِيلَة 
أَخْرَجْتُهُمْ من هؤلاء الجماعة الكثيفة الذين أعطانيهم الله فضلاً منه مَانَاء وما 
اشْتَرَيتُهُمْ وما أَصَبْتُهُم بالقتال» ولذلك أخرَّجْيُهُم مِنْ هذه الطائفة» وهم سبعةٌ 
وعِشْرُون أَعْطَيْتُهُم ل وَرَدَّدتُهُمْ له تعالى شكرًا له على ما أنعم؛ فانظروا بأنَّ التي 
الكبير كمثلي يقول في ظنّه نه مَيّتّه وأنَّ موته يكونُ قبل ممات الأولاد» فالله 
تعالى يقدّم من شاء ويُؤْخَر من يشاء. وقد عَتَفتُهُمُه فمَنْ رَدّهُمْ في المِلكِيّة بَعِْي أو 
ظَلَمَهُم بأدنى شيء أو سقى لهم ماء غصبًاء فالله حَسِيبُهُ والمْقِمْ مه يَْمَ الوقُوفٍ 
بَيْنّ يَدَيْههِ ولا يُبَارِكُ الله لَهُ في حَيّاتِهِ وعْمْره. 


وه 


فَأَجَابَهُ كبيرهم» وهو فَارٍ مُنْدُء فقال: تَمَلَ تَمَلَ تَمَلَّه أطال الله حُمْرَك. إن 
شئتٌ فَائْركْهُم أجمعين لله ولا لك ولد يُبْطِل أفْعَالَكَ ولا مَنْ يَهْتِكُ حَُرْمَتَكَ. حاشا 
وكلاًء بل نحمَّدٌ الله بك وتَشْكُرُه أنَّ الولد يُطِيلٌ بُنْيَانَ والِدِه ويشَيّدُ أركانَ جَدْرَانِ 
بيته» وها هو سليمان أحُونا الَذِي هو أَصْعْرُّنا سا إن قطعتٌ سَّرِية إلى بلد من بلاد 
الكُمّارء لا يبيثُ عنك في هذه اللَيْلّة حنَّى يَغْتَمَ عشرَةً آلافٍ مملوكًا أو أكثر. فقد 
أَغْنَانَا الله بوُجُودِكَ أطالَ الله بَقَاءَكَ. افْعَلْ ما شئت» جزاك الله خيرًا وأضاف لَك 


وات ذلكٌ: 


35 


م خرجواء وبعد خروجهم 


2 تاريخ الفئّاش 


ص لفك .0 
ا يي ير 20000 
[ص"١٠]‏ 

نهضّت العَجُورُ قائمةٌ فقالت: : تَمَلَ تَمَلَ تَمَلّء استؤ مَوْوِعُكَ الله إنَّ النّاس الضعَفَاء 
رموه يأ بسك بيد ليده وأغلك بان عقي موا كع أنت ومن تنتغيك 
في هذا الدّار من أولادك ويجلس مجِلِسَكٌ بَعْدَكَ ولا بُدَّ لي مِنْ حَمْلٍ غَرَامَةٍ لك 
تذكُرُني بذلك» ولك عشر رؤوس صَابُون في رأس كل سنئّة.'!؟ فقال أشْكِيّ داوود 
وأنا كذلك أحمِل لَّكِ - لابتغاء عَفْوِ لله تعالى وغفرانه- غرامَةٌ َأحُذِيهِ مني رأس 
كل سنة» وهي الكَمَلِيّة الواحدة والملحفة السّوداء لله تعالى. . وأمرّ لذلك في ساعته 
لها وأعطاها إيّاهاء أي الكَمَلِيّة الملح والملحفة السّوداءء فقال: : هذه غَرَامَتي 
تَأَخُذِينهُ م في أوّل شهر الشّعَاء. . وخََرّجَتٍِ العَجُوز رُ بأؤْلادِمًا وحَمَائِدِمَا وأَسْبَاطًِا 


أجمعين: 


كُمّ الْعََّتَ إلى رجل مِنْ قَوْمِهِ فقال له: : انظرْ في هؤلاء العبيد» وائتني منهم 
بسبعة وعشّرين نفسًا. فأتاه بذلك. فأعطاهم أسْكِيّ أْلْمَعْ بكرء 0" فقال: هؤلاء 
صَدَفَةٌ مِئّي لَكَ لله تعالى؛ ُمّ أخرّج مِنْهُمْ سَبْعَةَ وعشرين فقال: : هؤلاء أَعْطَيْتُهُمْ 
للمسجد الكبير َأْسَلَُمْ مع سُولِه إلى إمامه وآمرُ أن يَسَْغوِلهُم في ججذّة المشجد 
الكبير» والنّسْوَّة ة منهم تنْسَِ حُصْرٌَ المسجد وثُرْشَهء والرّجال يحمل بعضهم 
لين له ويقْطعُ له الخكّت؛ فدَّمَبَ رَسُولُه إلى الإمام. 





)١(‏ رؤوس صابون: : هنا تداخل لغوي من لغة الكاتب الأم» لغة وعكري؛ حيث يطلقون على 
القطعة من كل شيء: : رأسا. فيقال لقطعة الصابون : (طناعا 531123): وهو ما استخدمه ابن 
المختار هنا حرفيا. 

(؟) أسكي ألْمَّع: : اقب أسكي مُجِرّه لقب إداري بوصف حامله مستشارًا خاصًا للسلطان» وال ف 
لم يشغل منصب أسكيا . أما لقب (الْمَعْ)» فهو محرّف من «الفقيه؛» وكان بكر لَنْبار بمثابة فقيه 
مستشار شرعي خاصٌ لعدد من الأساكي. 


الات الحادي أشكي داوود 
ل 1ك :2 


4 نُمّ قطع منهم سبعةً وعشرين وقال لرسولٍ آخر: : اذهب بهم إلى الإمام أيضًا 
فقل لد هولاء صدفة منه عليه جَمَُوُْ لآعرتي فيدكُو لي الإمام بالعفو والعُقَا» 
ُمّ أمر بسبعة وعشرين إلى الخطيب مُحَمّد جعِيتٍ خطيب كاع » وهو قاضي البلد» 
وأمر مَنْ يَدْقَعْهُمُ إلى يد الخطيب؟؛ ؛ لِيَقْسِمَهُمْ بين المسْتَحِقَّينَ للصَّدَقَّة إِمَّا برؤُوسِهِمْ 
أو بَِمَنهِم فيبيعهم ويعَصَدَّقُ بنَمَِهم إنْ رأى ذلك 

]٠١7ص[‎ 


ءِ 


أقنوت: 

ُمّ سبعةٌ وعشرين مر بهم لشَرِيفٍ هناك يُسَمّى شريف علي بن أحمد؛ فقال: 
هؤلاء لله يَقْسِمُهُم للشّرَقَاء بين نفسه وبين إخوته وبناته» م عزم الشرفاء بإِعْتَاتِهِمْ 
امععين: َلَمّا أعتقوهم أمروهم أن يذهبوا حيث شاءوا من الأماكن»؛ وهؤلاء 
المعبُومُونَ مم الشرماء الكاؤبُون الذين يقولون في أنفسهم ما ليس فيهمء وأما 
مواضع مَسْكَتْهمْ يَنِْنُونَ في أرْضٍ كِرَيْكرْمَ وبعضهم في سن فلايوه” ”" وَبَعْضُهُمْ في 


قَرْيَةٍ كُومو. 

نُمّ سبعةً وعشرين فقال للخطيب نفسهء وأَرْسَلَّهُمْ إليهه » ثُمّ قطع منه مائة ونادى 
رجلاً من حَدَّمِهِ فقال له : اذْمَبْ بهؤلاء الطائفة إلى القَاضِيِ العاقبء فَقُلْ له يَشْتّري 
لي الج من لله بهؤلاء» فيكُون وكلي في مر شِْرَائِهَا مِنَ الله يَقْسِمُهَا بين نَفْسِهِ وبَيْنَ 
أُمْلِيه ودُرِييِه وبين من يَسْتَحةَ يَسْتَحِقُ شيئًا منهم» فقال الرّاوي هذه المائة هي أصل كُلَ مَنْ 
كانت في تُتبْكْتٌ من المسَّمّى كَاببٍ. 


ُمّ لم يرن يَقْسِمُهَا على عَدَهِ سبع وعشرين في يِلْكَ العشيّة حنّى ما صلّى 





)١(‏ الظاهر أنه (سِرْفِلابير) وهي بلدة مذكورة في [ص١"]»‏ قيل توجّه إليها أحد أبناء الشّريف 
الصقلي. 


اه تاريخ الفتَّاش 


المغرب» وفي بيته واحدٌ. فقال له وَنْدُحٌ : جاءت الشَّمْسُ وطلّعت وانْدَرَسَ ومّحِيَ 
نورٌ النّبجُوم وذهب, وقد ميا جودُك وكرّمُك كَرّمَ مس كل الله وجوه وقد أَظهَرَ 
الله ذَلِكَ تَبْلَ غْرُوبٍ الشّمْس. وشَّئّان ما بين الفيل والفأر. 

ْم نادى مَرْسُولَهُكَارِشِعَ بكر المتقدّم ذكرُهُ واستردَةُ إلى حمل ما بقي مُنالِكَ من 
تَرِكَةٍ موسى سَفَنْسَار من البَقَرَاتِ والأنعام والخيُول والظّعام. قال الرّاوي عن جدّه 
أبي أَمّه وهو حالف بالله إنَّ جميعَ ما جاءه مِنّ التّركة ما رَكَعَ منه مِثْقَالَ دَق 





[ص8١٠١]‏ 
وما استأثر بشيء»؛ بل تصدّق بالجميع. وما ترك دارًا في كَاعٌ فيها يتيمٌ أو أرامل 
إلا أدخل فيها بره حَلاَيَةَ أو بقرتين حلابتين أو أكثرء وقَطعَ مِنّْهَا لمؤذّني مَسَّاجد كَاحُ 
مائة بَقَرَو وأمَرَهُمْ بالطّعَام وقَرّقَهُ بين القُقَرَاء والمساكين إلا الخيول؛ قَسَّمَهُمْ لأهل 
الجيش» وأْغْملى أت القَاضِي مِنْد ألْمَعْ ألف شَاةٍ مِنَ الضَّأَنٍ والمعز. قالت: رَحِمَّ 

الله أسْكِيَ داوود ومَنْ مِْلّه؟ ! انتهت القِصّة مع خصائله وكراماته الفاشية. 

ومن ذلك ما رَوَيتُ عن خالي يَرُويهِ عن أبيه ألْمَعْ كعت. أَنَّهُ أتاه في بعض 
السّنين في كاع» وتلَفَاهُ بالتّرحِيبٍ وقَرِحَ به عَايةً الفَرَحء وأضافه وأنزله وأكرمه. 
وربما يأتيه ليلاً يسمُّر عنده إلى قرب ثُلْت الأوَّل من اللّيل. قال: فنادى أَلْمَمْ كعت 
كاتبه بكر لَْبَارهِ فجاءء فقال له: أردثٌ أن أبعتَكَ إلى أسْكِيَ بحاجة لنا. فقال: أنا 
رَسُولُكَ بلا شََكّ؛ فقال له: قل لأسْكِيّ إن محتاج قَصَدْنَاهُ به فإنَ لي أربعَ بناتٍ 
وخمسة بنين» ويدخل بهن أزواجهُنَ » ونطلب منه أربع زرابيّ وأربع إماء وأربع 
كلات» وأن يعينني في جِهَازِمِنَ. وأمًا البنون أريد لهم العمامة وأريد منه كسوة 


)١(‏ الرمكة: الأنثى من البراذين» والجمع: رماك» ورمكات. 





7 3 تن 
الباب الحادي عشر: أسْكِيَ داوود 9ع 








وَعَبِيدَهَا وذْرَهاء وأربعين حَلاَبَة. وذكر أَنَّهُ رأى في بلد تُنْبَكْتُ نسخة «القاموس» 
تباع» ”2 وقد قيل فيه ثمانون مثقالاً» وأوْقَمْتُها في يَدِ صَاحِبِهًا حنَّى آتيك وأطلُبُ 
كا ل ات را و01 
خرق ثيابهم » ونريد منك يا أن شْكِي ألْقَمْ أنْ تخبره وتُبَلّمَه رسالتي. 

وقال أسْكِيَ ألفع : تأمر أحدّ تلاميذك أن يكتبها لثلاً 

]٠١9ص[‎ 

أنسى منها شيئًا. فأمّرٌ أحدٌ طَلَبيه َكتّبَ وهُو يملي إليه. ورفع أسْكِيَ ألْمَعْ ذلك 
إليه فقَرَأَهَا عليه ؛ قَتَبَسَّمَ نقال: : ومن يقدر على إعطاء هؤلاء في دفْعَةٍ واحِدَةٍ إلا أن 
يصبر؟ فقال له أشكِي أَلْمَمْ : كَذْرُكُ أَعْظَمٌ وَرِرْقُكَ أَوْسَعُ مِنْ ما طلبه منك؛ فضحك 
فقال: إِنَّ لكل قوم رئيسًا يُظْلَب رِضَام وأَظنُ هذا الشّيْخ رثِيِسَكَء تُريد أن تَنْصِبٌ 
مني مَا تُرْضِيهِ به إِنْ رَأَيِتَهُ؛ فقل له: يقضي الله الكل إن شاء الله. 

وما ترك له حاجةً إلا أعطاه إيّاها في غده. وأعْطَاءُ حرثًا يقال له ركرّع في 
أرض يُونَء وعليها ثلاث عشر عبدًا - وهو الذي تخاصمٌ مع كَبَرَََْ علُوا عليه - 
ونه أله أعطاه الحرث والعبيد وثَنْقَهُمء وأعطاه بزْرَه”'" أربعين صَُيّة» واشتَرّى 





(0) أي القاموس المحيط للفيروز أبادي» ويعضد هذا المقال ما أورده إسحاق الوزان بأنَّ أسعار 
المخطوطات بمدينة تمبكتو كانت تفوق أسعار سائر البضائع ؛ فسعر القاموس هذا 6١(‏ مثقالا) 
كان يساوي سعر قَرّسين على ما كان عليه الفرس من غلاءٍ وثُدرة في بلاد السّودان» وقد سبق 
[هامش. ص5 ]١٠١‏ تقدير متوسط ثمن العبد الواحد بعشرة مثاقيل ذهيّاء وقد يرتفع ثمن بعضهم 
إلى وس ؛ فها هنا أيضًا دلالةً على أهميّة المخطوطات في المجتمع الصونغائي آنذاك. 

(؟) كذا في الأصل بالزايء وهو بالذال: بذرء وجمعه (بُذور)؛ وهو كل حَبٌ يزرع في الأرض» 
و(برّر) الحبٌّ بِزْرَاء أي : ألقاه في الأرض للإنبات. جمعه (يُزور). 


2 تابخ افيا 
نه ريخ الفتاش 


له يَلْكَ التْسْحَة يكَمَانِين م مِْقالاً.2"0 هكذا رواه لنا وَلَدْهُ (رَحِمَهُ الله)» إلى غير ذلك من 
الأخلاق الحميدة والسّيرة الجميلة. 





فَائْظُرْ حَسْنّ مُلاطْفَيهِ مع القَاضِي العاقب عند بناء المسجد الكبير في تنبت 
وقد سعى بَيْنَهُما وشَاةوَتقَوَلُوا على لِسّانه ما لم يَقُلَُ وأرسل أَسْكِيَ إليه أقوالاً لا 
ينبغي بينهما. فأجابه القَاضِي بِأَجْوِيَةٍ لا يصبر عليه إلا مثل داوود» فَلَما أتاه أشكِيَ 
في سفره إلى مَل وَزَارَهُ في بيته» عليه البَرّابُ ورد وأ بى البَوّابُ أن يدخل عليه» 
ووقف أَسْكِيَ على بابه على رِجْلَيْه وقونًا طويلاً» وما استأذن له في الدُّخُول إلا 
ِشَفَاعَةٍ بعض عُلَمَاء البلد وأكابر شيوخه. ثُمّ أمر يفتح الباب له ودخل عليه مُتَمَلقا 
مُمَوَاضِعًا مُتَدَللاَّه وكبّ على رأسه فقَبّلهُ وجلس حَدَاءَهُ مستوفرّاء”"' وهو يمَكَشَّنُ. 
وأسْكِي يَتَكَيّنُ حنَّى أرضاه ورضي» وتَوَاقَقَا بعد إِبَايَةٍ منه وامتناع. وفي سرد يَلْكَ 


القِصّةَ طولٌ تركناه لذلك. 
وعادة أسْكِيَ إذا مرّ على تُنْبْكْتُ في غزواته نزل 
[ص١١١]‏ 


محلقة مأابيق إلى مه وبعد نزولهبيوم م أو يَوْمَيْن يَضْعَدُ إلى تُنْبْكْتُ 


ببعض أكابر جيشه ومَشَائِحَ قيال وف يلتم مث ريعب لوو بززة. 





)١(‏ ذهب دوبيوس (101151115) إلى أن المثقال التمبكتي كان يزن حوالي (4»5 و ٠.ه‏ غرام)» 
فثمانون مثقالا يساوي إذن حوالي (70”اغرام). أما المثقال في العالم الإسلامي» فكان يساوي 
(4»375غرام) ينظر: 2618 ,ك1 ب169كى 5ه ندمأولط عع لطس عط 

(؟) مستوفز: أي غير مطمئن في جلسته» وهو أن يرفع الجالس إِلينّيهه ويضع ركبتيه على الأرض. 

(©) كبّر: هي مرسى السفن على مشارف تمبكتو» وتختلف عن مدينة كبارا الأخرى التي كانت مدينة 
علمية وتجاريّة موازية لتمبكتو» وقد اضمحل شأنها بسبب قيام تمبكتو. 

(5) في الأصل: (خباياته)» جمعا لخباءء وهي الخيام. 


الباب الحادي عشر: أشكي داوود 1ق 
الميسجععغتعتخلعبحتكه 


ويجد يُوبَ كُيْ ومبكت ند وَالبَرْبُوش مُنْدُ ومُيربَئْدَ مُنْذُبَتُوا له بيونًا نوالأ» وينزل 
مُنالِكَ ساعة» ثُمَّ يَرْكَبُ إلى دار القَّاضِي ويجد القَاضِي قد أحْضّرّ شُهُودَهُ وأعوان 
الشَّرع وحَدَمَهُ يذل عليه ويقوم القَاضِي يتاه بالباب ويصنع القَانيِي لهم شيئا 

من المأكُولٍ والمشْرُوب يُرِيدُونَ التَبرك به. ويأكلون ويَشْرَبُونَ بَعْدَ دُعَاءِ كَثِيرٍعَلَى 
العَادَقٍ ثُمٌ يعَوَجَهُ إلى المسجد الجامع الكبير» ومُّنالِكَ يَتَلقَّاهِ عُلماء ء البلد الأجلّة 
وأكابر الأئمّة كلهم يدخلون المسجد قبل قدومه ينتظرونه. ويُشيّعُه القَاضِي وشُهُودُهُ 
ويدخلون على الفقهاء في الجامع الكبير» ومنها تكون تحيَّّهُمْ وسَلامُهم ويدعون له» 
م يخرج إلى منزله في محلته بَلمَع جندِ» وهُنالِكَ تجار تُنْبْحْتُ وكبراؤهاء ويَيتُ 
مُنالِكَ ليله واحِدَةٌ» ويُضَيُّهُ النّاس يَلْكَ اللَيلّة ويُهَادُونَهُ الهدايا الكثيرة. انتهى. 

لما كان عام مُتَارَعَيِِ مع القَاضِي في بناء ذاك المسجد حَلَفَ للقاضي أنه والله 
وت عي اع لمعيس اليو سحو راي ٠‏ 
ويَتَالُ تَوَابَ دَلِكَ مِنَ الله. ثم دَحَلَ في ذاك المْجدٍ وأطاف فيه مِنْ أُوَلِهِ مِنْ جهَّةٍ 
القبلة إلى مغربه» وينتهي بناؤه إلى هذه الرّحْبّة الكبيرة الواسعة التي يُصَلِّي النّاس 
فيه العِضَاءيْنَ وقت الصَّيّْفء وبعده مقبرةٌ كثيرة وقال للقاضي: ما أنقيك لي 
مَوْضعًا! وقال القََاضِي: ابن إِنْ شِعْتَ شِعْتَ سَهْمَّكَ على هؤلاء القبور» وكلاهما حَبْسَان 
ويجورٌ إدخال كُلّ 

]١١١ص3‎ 

واحدٍ منهما على الآخر. 

وقام أشي على رجْليْه حبذ فرحا وحَط برجله على موي هََّيْنِ الصّفين 
الكلويلين اللَّذِين يَلِيَانِ مقبرة سيدي بلقاسم الثُواتي وأصحابَة» وقام تتبكْتٌ مُنْذٌ ومن 
معه وَأْمَرَهُمْ بوضع الأساس فيهء وأعطاهم ما أعطاهم من المال» دَفَعَهُ بيد 
القَاضِي العاقب (رَحِمَهُ الله) إلى غير ذلك من انْقِيّادِهِ للحق. 


27-6 ا 
0 تاريخ الفنّاش 


ومن ذلك ما رُوِيَ أنَّهُ قِمَ بعض الحَُاجٍ من أهل تُنْبِكُتُ وحَوَالَيْهَا في بعض 
السّنين. وكان منهم رجلٌ من أهل كَنْتَ وهو من مماليك أسْكِيَ» وقد حجّ معهُم. 
ونزلوا بخارج بلد كاعٌ وعادةٌ الحجََاجٍ في وقتٍ سُنَعْيْ إذا كَمَلُوا ينْزِلُونَ بحَارِج 
البَلّدِ ولا يَدْحُلُونَ إلا بَعدَ مُشَاوَرَةٍ أشكي واستذَانِه ويَخْرُجٌ أشكِي لِمُلاقَاتِهمْ 
ينهم بالكسْوَاتٍ وَاللْبّاسٍ ويسْأَلْهُمْ الدعَاء ويَتبرَكُ بهمْ. 

قَلَمّا قَدِمَ هؤلاء الحُبََاجٍ المذكورون» وذلك في زمن أسْكِيَ داوود» نزلوا 
بخارج البلد على عادتهم المألوفة» وسمع أسْكِيَ بذلك» ثُمّ جاءه رَسُولُهُمْ يُبْلعُهُ 
رسالتهمء وَوَجَدَ ألْمَْ كعت عنده. وخرج مع بعض رُؤساء البلد» وأشار للفع كعت 
بالخرُوج مَعَهُ إِلَيْهُم وفعل. حئّى أتوهم. ونزل أسْكِيَ مع مَنْ مَعهء وأتاهم 
الحبََاجء وقام هو بنفسه إجلالاً لهم وتعظيمًا وقبّل أيديهم. وأقبل الرّجل الكنْتويئ 
الَّذِي تقدّم ذكره بِأنّهُ من مماليك أسْكِيَ» وقام أسْكِي له وهو لا يَشْعْرُ به ولا يَعلَمُ 
أَضْلَهُء وصَافَحَةُ وأرَادَ تَقَبِي يَدِوِه وكان وَنُدُعُ واقمًا على رأس أسْكِيَ وقد كان 
عرف ذاك الحاج الكَنْتَرِي المذكور وعَرَّفَ أضْلَّه وأَبَوَيْهه وقال: أخرخ يَدَكَ مِنْ يد 
أسْكِي! أَتْصَافِحْهُ بيَدِكَ وما خرجتٌ منْ قَوْم يَقْدِرُ على هذا؟ فكيف أنتّ 








]١١؟ص7‎ 

عبْدُه؟ وما أَجْرَآكَ على مُصّافحة السُّلْطَان؟ أخُرُوجُك هذا من مكّة؟ وأخذ بيده 
ونزعها من يد أسْكِيَ» وحَلَف وَنْدُعُ على قطع يده التي أَدْخَلَهَا في يد أسْكِيّ. 

وعََمَ القَْمُ ذلك وتعَْبُوا من جُرْأيِه على يد أسْكِي بإدخال يِه فيهاء واألْمَْ 
كعت بجانب أسْكِيَ قاعدٌ سَاكِثٌ وَالْتَقَّتَ إليه أسْكِيَ وقال: يا محمود ما تقول في 
هذه المسألة؟ فما جزاءً مَنْ جَهِلَ قَدْرَهُ؟ وقال أَلْمَعْ كعت: إلا أن تُقْطع يَدُه وهذا 
أَوْلى به. فقال له أسْكِي : أَنْشدُكَ بالله. هَلْ يَجُورُ مَطُ يَدِهِ على هذا؟ فقال كيف لا 
يجوز ةم مُ يَدِ مَنْ وقف عرفة وطاف الكَعْبَّة ووضعها على الحجر الأسْوَّدٍِء 3 


:5 جحر 
الباب الحادي عشر: أشْكِيَ داوود 02 
ا تتا 





وضَعَهًا على الرُكن اليماني ورَمَى بها الجفْرَئين» ثُمّ زار الرّسُول يكل ووَضَعَهَا على 
مَفْعَدِ رَسُول الله بل من منبره الشّرِيفء ثُمّ دخل في الرَّوْضَةً المسَرَّقَةَ وَوَضْعَهَا 
عَلَى شَبَكَيِهء وَوَضَعَهَا على قبر أبي بكر وعمر (وإ)» ثُمّ لم يَحْتَفٍ بهذه المزايا 
والمّضَائِل والمحامدٍ كُلّهَاء حتَّى أتاك يُصَافِحُكَ بها لتُعْطِيهُ غَرضًا قليلاً حثيئًا من 
ل ورد عدص ا ا مي دس ولا 


يرضي أن يُصَافِحَكٌ بها . قَلَمَا صَافَحَكٌ بها ظنئاها حُيَمَتٌ لها بسُوء الخاتمةء نعوذ 
بالله من ذلك. 
قَلَما أصغى داوود لكلامه؛ نهض إلى ذاك الحاجٌّ الكَنْتوي والدّمُوعَ تسيل 
[ص”7١١]‏ 


وتقظرٌ من عينه ويقول: يا وَيُلَنَاء وقد أضْلَلْنًا اننا لييس الا نسن.”" وَبّل يَدَهُ 
وأعطاء مِاءَةَ ألفِ”" وأْمَرٌ بوَنْدُعُ ونِْعث عِمَامِتُهُ على رأسه. ولَطَمُوهُ وَسَجَنَهُ وَعَزَّلَه 
مِنْ مَكَانِهِ ذلك» ثُمّ قال له: تركْيكٌ بِحُرْمَة يَدِكَ وَتَركْتُ في قبيلّة أبيك خمسين رجلاً 
وخمسين رجلاً من قبيلة أمّك وَأَسْقَظتُ عنهم مِنْ وَكَلائٍِ السَّلْطَئَةء ثُمّ قال للفع 
كعت : ولَوْلا العُلّمَاءُ لَكُنّا من الهالكين. فجزاك الله عَنّا خيرًا. 

ثُمَّ رَجَعُوا إلى البَلّدء فآ الشاوجع ليد يسبل لقم شد قتي لزاب وس 
عبيدٍء وقال: هذا جزاؤك لما دخلت بَيُنى وبين مَعْصِيّة الله وغَضّبه» أَعُودُ بِعَدَةِ الله 


عه 
وقدرَته من ذلك 


)١(‏ اننا ليس الا نسن: هكذا ورد في الأصلء وهي غير مفهومة» وإن كان المترجمان قد ترجماها 
بقولهما : «115 5ناآم تناك عر ع1ده حدم ع1 عم ع28 202 عناوى أي: إنني طاعنٌ في 
القن ولا اتحقلةء. ويبدى|أذّاهذا السعتن خيرمزاقءهنا: نرى .أن الآفرت إلى الصلحة أن تكون: 
إِنّنا لبس الإنسان؛ لأنّه في معرض التَّلاوّم؛ والتّحسّر على نفسه. 

(1) الظاهر أنه يعني مائة ألف ودع ؛ إذ لا يمكن أن يكون ذهيا أو غيره. 


59 تاريخ الفئّاش 


ومناقب أَسْكِيَ داوود وإحسانه مع طلبة العلم وحميد سِيّرِهِ مع الرَّعِيّة أكثّرٌ مِنْ 
أنْ يُؤْتَى ببعضهء فكيف بِكُلْه؟ وفي تتَعِهِ ظول. 





ومن تَلَظْفِهِ وتؤقِيره العُلَّماءَ والصَّالِحين وصَبْرِه عَلَيْهُمُّء ما حكاه لي بعضٍ 
أشْيّاخِنًا ما جرى بينه وبين الفقيه أحمد بن مُحَمَّد بن سعيد سبط القَّاضِي محمود بن 
عمر بن مُحَمَّد أقِيتْ حين أتاه مع السَّيّدَيْنٍ المَّقِيهَيْنِ مُحَمَّد بَعَيُغُ وأخيه أحمد ابنئ 
القَاضِي محمود بغيع (رَحِمَّهُم الله) في كاع. حين أمر أسْكِيَ داوود بأن يَتَوَلَى 
أَحْدُهُما قَضَاءَ جنّ. وألحّ عَلَيْهُمْا في ذلك» "© وق فيهما الام وأبى وشَّدَّد في 
لا ايمنزيا بول السو د واللذا قرزا وراتزي ينل نكي كل 1و 
إلى أن عفا عنهماء ثُمّ قال:.لا عَفْوَ حنَّى يأتياني إلى كَاعٌ وتَتبرّكَ بِرُؤيتِهِمَا؛ فخرجا 

]١١4ص[‎ 


إليهء وخرج معهما إليه الفقيه أحمد بن مُحَمَّد بن سعيد المذكور» حنَّى أتوه» 
وَائَقَ إِنَانْهُمْ إليه بيوم الجمعةء وأتاه المَقِيهُ أحمد بن مُحَمَّد بن سعيد وحْدَهُء وترك 
الشَّيْحَيْن المذكُورَيْنٍ بالمرسى أي مَرْسَى كَاعُء ودخل عليه وألقَاهُ في مجلس 
الجمعة على عادتهمْ» وعَبِيدُهُ الخِضْيانُ واقفون على رأسه» وكانوا نحو سبْعمائة» 
وعلى كل واحدٍ منهم لبَاسُ الحرير. وإذا أراد أسْكِيَ أن يَنْصّقَ أو يَنْقْلَه أسرع إليه 
بعض الخصيان ويبسط له كمه وَيَيْصّقٌ فيه ت#ستع ايخ القهام. ودخل الفقيه» 
وتلقَاهُ بالنتّرحيب» حتَّى كاد أن يَقُومَ لملاقاته» إلا نهم إذا جَلَسُوا على سريرهم في 
ناديهم يوم الجمعة أو يوم العيد لا يقومون لأخدٍء ولا يِجَلِسٌ أخدٌ مَعَهُ على 
)١(‏ في الأصل بدون همزة» وأصله : ألحّ في المسألة» والمصدر: إلحاح؛ أي واظب عليه. ومثله 

في ص 417١0‏ 181. 


الباب الحادي عشر: أشكي داوود 





سريره» 27 كُمّ أمر بإخراج الئاس فأخرجواء لِيَجْلُوَ بذاك اصع قَلَمَا الْقَرَد به قأم 
إليه وحمل حصير الصّلاة بيده وَأَفْرَشَهُ له وأجْلّسَّه علي وحمل إليه الوسَّادَة وقَبّلَ 


عع زواع 2 جر ودع 


يده وَمَسَحَ وَحَهّه بها. 

ثُمّ أخبره بمكان الشَّيْحَينَ بالمرسىء وقَرِحَ بهما وتبَشْرَء ثم أمَرَ أشكِي ألمَعْ 
يُكر لَنْبّار وميك أن يِأتِيَهُمَا هُنالِكَ. وأسْرَج الفَرَسَيْن يقودهما”" إليهما ليركبُوهماء 
وفعلوا. وسمّى لهم بِينًا ينزلون فيه. 

وبقي الفقيهُ أحمد عنده يتَحَدَّنَانَء فقال له الفقيه أحمد: عَحِبْتٌ منك حين 
دَخَلْت عليك» وما حَسِبْتُكَ إلا مجنوثًا رَذيلاً سَفِيهًا حين رأَيْتُكَ تَبْضُقُ في أكمّام 
قمْصَانء والئّاس يحِلُونَ على رُؤُوسِهِمْ اتاب لك؛ فضحك أسْكِيَ وقال: ما 
كنت مجدوتاء أنا.يعقلى: ولكن كنت رئيس المجانين الْفَاسِقِينَ المتكبّرين؛ ولذلك 
جعلتٌ نفسي مجنوثًا وأَدخَلْتُ الجنَّ على نفسي تخويمًا لهم لثلاً يَتَعَدّوا على 
الما 

]١١6١ص[‎ 

نم أمَرَ بطعَايِهء وتَاشَّدَ الفقيه أحمد بالله أن يأكل معه؛ فأجَابٌ تأكل ثَلاتَ 
لُقُمَاتِء نُمَ أمسكء ثُمّ أمر بخيله فَسْرِج وبفَرَسِ آخر للفقيه أحمد ليركبّةٌ؛ فأبى 
الرُكوب» فمّشى على رِجْلَيْهِ معه حنّى أَنَيَا مَْزِكَ الشَّيْخِين الَّذِي أمرّ بإنزالهما فيه» 
ودَخَلَ ا لفقيه أحمد» نع دخل أ.' سكي وكَبٌ على :راد سِهمًا ا وحَيَّاهُمَا 
(1) قد تكون هذه عادةٌ خاصّة بيوم العيد والجمعة:» أو أنّها عادة مستحدّثة بعد إيغال سلاطين 

صونغاي في الأبّهة» وإلاً فقد سبق (في ص١١)‏ أنَّ أسكيا الحاج محمدء كان يجلس معه على 

سريره الشّرفاء» وأنّه كان يقوم للعلماء والحجّاجٍ ويأكل معهم [ص١١].‏ 
)١(‏ في الأصل : (يقادهما). 
(*) في أصل الكتاب بإثبات النون: يتعدون. 


177ب تاخ الفئاتة 
530 تاريخ الفتاش 


بأحسّنٍ تحبَّةِ وإكرام» إلى آخر القِضّة مع ضِيّافةٍ عَظِيمَةٍ وزيارتهما كل لَيْلَةٍ إلى 
رُجوعِهِمًا بالمّح التي زوّدهما بها. 








جدٌ سيدي أحمد بابا بن أحمد. من ذلك ما ذكره أحمد بابا نفسه في ترجمة والده 
المذكور قال: ولما مَرضَ أي والدّه أحمد المذكور (رَحِمَّهُ الله) في كَاعٌ في بَعْضٍ 
أَسْفَارِه وكان السُلْطَان الأعظم أَسْكِيَ داوود يأتيه بِلَيْلٍيَسْمُرُ عنده حنَّى برئ 
تَعْظِيمًا لما ذكر. وقفْتُ على ذلك في «كِفايّة المحْتَاج2. 

قيل قرأعليه بعض العُلّماء قوله عر وجل : «إلن تنَالوأ ير حَقّ فقوأ يمًا 
ُيُوْنَ4. وسأله عن تفسيرهء فَفَسَّرَهُ له» وكان له فَرَسٌ عتيقٌ سَوْدَاءُ الرُكبة وفيض 
سُوسِنٌ عالٍ أَزْرّق» وأمر بالفرس قَقِيدَ إلى مجلسه» وقال: ليس في مِلْكِي خيل 
أحبٌ إلىّ من هذا الفرس» وهذا النّوعَ في الخيول أحبُ إلىّ من جميع أنواع 
الحُيُولء وكذلك القَمِيصٌ السُّوسِنُ العَال الأحضّر أحبٌ اللّباس إِليّ. وأعطاهما 
القارئ المفسّر انتهى. 

وإنَّ لداوود قِصَصًا في الإحسَّانٍ وقد تَرَكْنَا منها الكثِيرَ خؤف التّطويل 
والإطناب. وكان يُرِسِلٌ للقاضي العاقب بن محمود كلّ عام أربعةً آلافٍ صُبِيّة 
ليقسمها على مساكين تُتْبُكْتُ. وأقام لمساكين تُنْبْكْتُ جنانًا فيها ثلاثون عبدًا اسمه 
«جنّان المساكين». 

وكان منصورًا في غَرَّوَاتِِه وغزا غَرَوَاتٍ كَثيرة» 

]١١١ص[‎ 

وانتهى إلى سور بَنَْم. ولكنّه هو الَّذِي ابتدأ ميرات الجنْدِي» وقال إِنَّهُم عبيدةُ. 
ولم يكن قبل ذلك؛ ولا يُورِثُ من الجند إلا فَرَسَهُ وترسه وححَرِيشه فقط لا غير. 


ك] > 


الباب الحادي عشر: أشْكِيَ داوود 








ص 
ءح 


وأمًا أخْدُهُم بَنَاثِ جُدِْسِمْ وجَعْلَهُنٌ سَرِية فَمُصيبةٌ تقدّم رَمَنْ مُلكه. ف| فنا لله 
راجِعُون.20 
وكان إذا جلّس مَيَْلِسَهُ جاء رَجُلٌّ كلَّما أراد أنْ يَتْمُلَ مدّ إليه كُمّه فَيَبْفّل فيه. 


زف 
2 


وكان إذا ركب يمشي معه رجلا يأخذ أخذهما قَرَبُوس سَرْجِه على يمينه 
والآخر على يساره. ويضع يده اليمنى على رأس الَّذِي على يمينه واليُسْرى على 
رَأْسٍ الَّذِي بشِمَالِِه وتَعُوهُ في ذلك أولاده. 

وقد خرج من الكَنْقَارِويّة مِنْ بَكَدِ تَنْدِرْمَ إلى أسكِيّويّة وَوَلَى الكَنْفَارِويّة لِكنْيّة 
وهو الزَّغْرَانيء ولبتَ فيه كَسْيّة ثلاث عَشَّرَّة سنة»”" ثُمّ أخلفه أخوه يعقوب في 
الكَنْمَارِويّة» ولبث فيه سبعة عشر سنة» ثُمّ مات وحَلَفَهُ ولَدُهُ مُحَمِّد بُنْكَنَ في 
الكَنْمَارِويّة» ولبتٌ فيها أربع سنين. وعلى هذا الحساب تكون مُدَّةَ سَلْطَئّة داوود 
ثلانًا وثلاثين سنةء وقيل أربعة وثلاثين وشيءٍ قلِيل. 

وفي تِلْكَ العام أعني عام الثّالث والثّلاثين قتل أسْكِيَ داوود مُحَمّد الشّريف 
ابن مُرَاور خطاً. وأسفًا لذلك. وندم وخاف عُقُوبَةَ ذلك» ألم يزليبعي أيَّامًا 


(رَحْمَةُ الله ل مومعل صوم الذعر وسأل بعغضٌ علماء زمانه: وهو محمود 


)١(‏ سبقت في هامش [ص59]. الإشارة إلى أن هذه العادة كانت منذ عهد ملوك مالي» ويبدو أنها 
امتدّت إلى عهد أسكيا الحاج محمد أيضا وأبنائه. لكن في نطاق بنات الجند؛ لأن الجند كانوا 
بمثابة عبيد للسلطان؛ ففي موقف بين أسْكيا وبين بَرَكْيْ منس كُورٌ بالمدينة المنورة أثناء حِبَّتهما 
ووقوفهما بالشبكة الشريفة دلالة على ذلك إذ رجاه منس كور بقوله: «ولا تجعل بناتي في 
الدّار إلا بالتُكاح» فقال : فعلتٌ2. 

0( قرَبوس: ج. قرابيس. هي حِنْوُ السَّرِجِء وهي الحديدة أو الخشبة التي يضع فيها الفارس رجله 
حين يركب. 

(*) في الأصل : (ثلاثة عشر سنة): ومثله (سبعة عشر سئة... وأربعة وثلاثين) في الفقرة نفسها. 

(5) أي في العام الثّالت والثّلاثين من سلطنت وبالتحديد عام (44ه)ء وكان ذلك بعام قبل وفاته. 





اط تاريخ الفئّاسُ 


جَعِيتٍ خطيبُ كَاعْ وأَلْمَعْ كعت. وأشكي ألْمَعْ بُكر لَنْبَان وشريف علي بن 
أحمدء وأثا عافد أي االقازي إسماعيل كعت» وكَاعٌ زكريّاء بن أحمدء ووليٌ الله 
يَا جَوَرَ بن وليّ الله صَالِْح جَوَ 


]1١7ص[‎ 


ويوسف بن مُحمّد ُلِ- عامل بي التتعايو كين الاق مقي فقالوا له: 
أنْ تَفْرَعَ إلى رَسُول لله وك وتهرب إليه وتدْخُلَ في حُرْمَيِه وتَسْتَشْفِع به ويشفعه الله 
فيلك وإذا لم تقدر على هذا؛ فَلّكَ دِيَةٌ في الشّرع» وهذا هو البّأي عنْدَنًا أنّ 
للشْرَقاء تَمْظيمًا وإجلالاً عند الله. فكيف عند النّاسء كما قال كة: 'ِيّاكُمْ 
ويب كو الت نوااني» إلخ.20 

ثم قال أسْكِيَ داوود: سَمِعْنًا وأطعْنًا؛ ؛ ولكن ضعُف بَدَني ووَمَنَ عظمي» 
وقلّت حياتي وقريّث مَيتي ولكن تُعطي قيمة الدّية ثلاثين نفسّاء إِنّْ شاء الله. 
والَْمّتَ إلى أخي المقتول ساعتئذ» وهو ابن القاسم بن مُرَاوِر الشّرِيف الوَنْكُرِيٌ» 
وسأله عن ما يحبّه من المال؛ فقال ابن القاسم المذكور : .العبيد عندثا خيارٌ. وقال 
داوود: : وهل تحبٌ الرَنَاجيّين من جه أَرْضِكٌ؟ وقال نعم. 

وأععاه ثلاثة من أماكن الوْناِيّة كل مكان يساوي بماتتي أنفس. أمّا اسم 
المكان الأول بُونِيُ بك يجاور قرية تَويَا(” ' من أرض تنوم ورئِيسُهم يَوْمَذٍ أ 
بن بَلَ مُودٍء وكُرَيْ بن غَيْكُ إنما أضْلُهُم من بقيّة غنيمة بلد مُوشي حين أَرَفهُمْ 
الحاجُ (رَحِمَهُ الله) بعد كُسْرِهم. . وأا اسم المكان الثاني كني بُلنمُ من أرض شَائِكُ 
مجواد ماد سين» ووئيسهم يَوْمِذٍ خشيسي بن كيبي بكر .وقلق زوش . وإنما 


)١(‏ لم نعثر على هذا الحديث بالرواية المذكورة» وإن كانت هناك أحاديث بالمعنى المذكور. 
(1) يكتب أحيانًا: تَوْتل [ص7]. وتاؤتلة 3ص 47]ء وطَؤْئل [ص١6١].‏ 


الباب الحادي عشر: أشكي داوود 1ق 


أصلهُم من بقية عنِيمة أشي محمد حين أرق أهل بلد مات من بلاد المغرب بعد 
كسرهم. وأمًا النّالث اسمه حجر الصُغرى من بلاه يك يلقّبُونه بِيَئِكِء وعند 
بعضهم كاجل» في أرض ماسُعٌ, ودئسُهُمْ يَْمَئِذِيُكر جِعَنْء وسير بن قاسمء وإنما 
أضْلْهُم حين أرق أهلَ كُلَرْبُوت: ارو فقال أشكي داوود فَتَعْلَمُ أن مؤمنٌ بالله 
و00 

وله مِنَ الأؤلادٍ مِنْ بين الذُكور والإناث ما يزيد على إحدى وسئّينء لأنَّ 
أولادَهُ أكثَرُ من أولاد أبيه. © وقيل الأولاد الأطفال الذين ماتوا له أطفالاً أكثد من 


]١١مكصقل‎ 


ثلاثين. ومِمَّنْ تَوَلَى السَّلْطئّة من أولاده عشرة: أسْكِيَ الحاج. وأسْكِيَ فت 
وهما شقيقان وما عرفنا من المَّقِيقَْ: دخلا أَسْكِيَوِيّة قط سواهماء وأشكي مُحَنّد 
وأشكي إسحاق. ومُحَمِّد كَاعٌ وأسْكِيَ سليمان» © وأشكي نوح» وأسْكِيَ هارون 
لنْكتَيّع» ومُحمّد شُرْكُ إيج. وأشكِي الأمين. وما عرفنا من الملوك من تَوَلّى له 
عشرة من الأولاد السَّلْطَئَةَ سوى ذاووة وحتى 


ومن أولاده أيضًا: 0 قَارٍ مُحَمّد بُنْكَنَ وكُرْمِنَ قَارٍ صالح. وكُرْمِنَ قَارٍ 
الهادي. وبَلْمَّع صادق» وَبَلْمَع حامد. ومن أولاده أضضا مَاوَئت عيسى » وبَتَفَرْمَ دَكُُ 


)سد ]نهنا جملة متحي هنا ويبدو أن محلَّها بعد الحديث المعزرٌ إلى التي ي: «إياكم 
وذريّتي 1 لف «فقال أسكي داود» زائدة. 

(؟) يكاد هذا يعارض ما ورد سابثًا [ص4١]‏ حسبما ورد على لسان السيوطيء قال مخاطبًا للأسكيا 
الحاج: «ولكٌَ أبناء كثير نحو ماثة رجل»: ويظهر في هذا السياق أنَّ أولاد أسكيا الأب - 
الذكور وحدهم - أكثرٌ من أولاد ابنه أسكيا داود. وقد يُّفِسَّر هذا التّعارض بأن الرواية الأولى 
واردة في الجزء الذي يعتقد أنه مدسوس على الكتاب. 

© أول السلاطين تحت الغزو المغربي. 


م تاريخ الفتَّاش 


كم إجء ولَنْيِنَ فَرْمَ بُكرء وَدَعَيْ قَرْمَ سِنَ»”'' وهو أغْوّر العين» وعمر كُمْرَاءُ» وعمر 
كَتُء وكارَ قَرْمَ بُكَرء”© ويّاسٍ » وهارون وُلْد قَاتَ ظرٌء ووَنَيَِرْمَ زكرياء» وعَلُوا 
واكِء ووَرْكِيَ فَرْمَ حماد, وأَزْيَمَرْمَ علي كُلْمِ. وهؤلاء الذين حفظنا من أولاده 
الذكور. 1 

ومن الإناث فكثيرةٌ ومنهنّ: كاسسَ (زوجة جِنْكُيْ مَتبَعْلَ)؛ وأَرْحَمَّة كَرَوَئْ 
وبِنْتَ (زوجة مَفْشَرَنْ كُيْ) مانت ببلد تُنْبِكْتُ وأرِيؤ (أمْ القَاضِي بور كان قاضيًا في 
ُولغ), وصفيّة (زوجة سيدي سالم العَضْنُونِي والد الحسن كاتب الباشا)ء وأْمَةُ الله 
(زوجة الخطيب دَرَام)؛ وعائشة كِيَّمّرٍ (زوجة القََاضِي محمود كَعْتِ)”" أَرَحَلَّهًا 
إلى كت ش 


]١١9ص[‎ 





م 


وماتَتٌ في 2 , عِصَمته » ليمك وَوَيرَ ١م‏ هانى). 


58 
ع2 


نُمّ مات أسْكيَ داوود (رَحِمَهُ الله) يْمَّ الثّلاثاء سَابع عَشّر رجب عام إِخدّى 
وَيَسْعِينَ وتِسُعوائة» وقَبْرُهُ بِكاعٌ وَرَاءَ قَبْر أبيه. 


)١(‏ دعي فرم: أي الوزير المكلف بالمصاريف. 

(؟) كار فرم: أي الوزير المكلف بتنفيذ العقوبات الجنائية. 

(”) من الصّعب قبول هذا الخبر بهذا السياق؛ لأنَّ محمود كعت كان في السّادسة والثّمانين من 
عمره يوم تولى أسكيا داود السلطةء لأنَّه كان في سن الخامسة والعشرين حين تولّى أشكيا 
الكبير السلطة (عام٠٠94ه)»‏ ويُستبعد أن يكون هذا الرُّواجٍ قبل تولّي داود السلطنة أو في 
السّنوات الأولى من حكمه» وقد سبق [في ص8١١-9١٠]‏ أن محمود كعت أتاه مرّة والتمس 
منه العون في تزويج أربع بنات لهء والظّاهر أنَّهما لم تكونا من بنات عائشة كَيّمرء وإلا لم يكن 
داع لمحمود كعت أن يتكلّف مسألة أسْكياء وهو صهره؛ فقد كانت زوجته عائشة تكفيه مؤونة 
سوال والسعاعجمي اقرف قن مسسعابع بلاد الشرواه: ويبدو في سياق القصّة أيضًا أنَّ علاقة 
أسكيا داود بمحمود كعت كانت علاقة رسميّة» ولم ترق إلى علاقة المصاهرة. ويمكن الخروج - 


0و 


الباب الثاني عشر: أشْكي الحاج وقاضي تُتبِكْتُ العاقب 22 





الباب الثاني عشر 


روه 605 ار 

عه _- وو ٠‏ ةدر و4 35 

أشسكي الحاج وقاضي تتبّكت العاقب 

م توَلَى الأمر بَعْدَهُ ابن أسْكِيَ الحاج في ذلك اليوم قبل دفنه. وكان الحاج 
رجلاً مليحًا لحيانًا مَهِيبًا ذا مُرُوءة. ولم تَظلْ مُدَنه ومّكث في السّلْطَنّة أربع سنين 
وا وا اال لس 

وفي شهر ولايته غزا أهل وَكَدُع7 أوثَكل كرد وكَدُ وسَبَا ذراريهم وجميع 
أموالهم ورَّنَاجِيّهُمْ إلى كاع. وهؤلاء الرَّنَاجِيُونَ الذين يتكلّمُون بلغة وَعْكُرْيْء كُمّ 4 
أَقْلَتَ من الأسارى رجلُ زنجيٌ اسمه مام كُو إلى تَنْدِرْمَ وعند كُرْمِنَ قَارِ؛ٍ فوَجَدَ 
ُنالِكَ رجلاً زنجيًا اسمه تُِيِمَ وأولاقة» ونكح بنت ثُتِيَمَ وهذا المذكور آنقًا هو 
جد أهل كُلّ مَنْ يُسَمّى أهل كُرْمِنَ من الرّناجيّةبَاشٍ كَرْمَ وكانوا يجتمِعُونَ على 
موضع من البحر يُسَمَّى سَنْشِرْكُيْ في اصطياد حيتان دُعْ. وإنما يأكلون أهل سُنْمّيْ 
عَرَاممَهُمْ؛ ولكنّ حَبْلَ مبُودييهمْ للشرفاء إلى هلم جرى. 

وفي مدّتِه ولي القضاء للقاضي عمر بن القَاضِي محمود بعد وقَاةٍ القَاضِي 





- من كل ذلك باعتماد قول من ذهب إلى وجود أكثر من شخص باسم محمود كعت؛ وأنَّ كعت 
المذكور هناء هو عينه المذكور في [ص67]ء وأنه ولد في عهد أسكيا الحاج محمد. وقد وقع 
المترجمان هنا في حيرةٍ؛ فأرادا النَخنّص منها بترجمة جملة «وماتت في عصمته بأنّها توفيت 
دون أن يمسَّها 21/011 5 إ!! 1عنا0]إ(101 31م ء وهذا المعنى غير مفهوم في هذا 
الموضع. 

)١(‏ وَكَدُ/ وَغد :(131/382011) هي التسمية المحليّة لمدينة غانة» وهي مرادفة لقُنب: أو كومبي 
صالح .(طاع521 نط لستكل) 


0 تاريخ الفتّاش 


العاقب بمدَّةٍ نحو سئة وخمس أشْهُر» وكانت ولايُهُ عَشِيّةَ يوم الخميس سَلْحّ 
المحرّم فَاتِحَ عام ثلاث وَيِسْعِينَ وتسعمائة. ومكث القََاضِي عمر فيها ثمان سنين. 


وكان أَسْكِيَ داوود يتمّنّى السَّلْطَئَة من بَعْدِهِ لولده مُحَمَّد بُنْكَنَّء وديّرَ فيها 


وُسْعَهُء أبى الله إلا 





]١١٠١ص[‎ 


أن يكون الحاج هو القاتمَ بَعْدَهُ وأمُهُ مِن كائ. وقيل كان يَتَكلَّمُ بكلام 
الكَهّئّة» ويخبر بما في الغيب» ويوافِقٌ أكثَرُ أقَْالِهِ بمقادير الله. 

ومن ذلك أَنَّهُ كان في مجلس قَوْمِهِ وبِطَائَتهِ ودّخَلائْهِ وغيرهم. والَّمَارون 
يَرُمرون بين يديه» ثم سكت طويلاً» ثُمّ تنّس الصٌعداء» قُمّ قال: يَدْخُلُ علينا الآن 
رَجُلّ من أهل بيتنا وولد أبيناء ولا يسبقه في الدّحُول علينا أحدٌء وهو أشَقَى 
إِشُوَيْنَاء ويكون آرَ شتلاطييئا» وتكون مده سلطنته كلها إحدى وأربعين يومّاء 

وَقَتَاءُ قَبِلَِنَا بَسْنْعْيَ يكون على يده» يُهْلِكُ نفس وَمَنْ معه» نّم فاض الدُمُوعٌ من 
عَيْنَيْهه وما تمّ كلامه حتَّى دَخَلَ أخُوه مُحَمَّد كَاعٌ ولم يَسْبِقُهُ إليه داخلٌ» وحيّافُ 
نُعّ جلس والْتَّتَ إليه وقال: يا مُحَمّد أنشّدَّكَ اله إن أَصَبْتٌ السَّلْطئَّة إحدى 
وأربعين يومًا أتحبّها؟ وسَّكَتٌّ ولم يجيه ثم سأله وألحَّ عليه. وقال: أحيّها. وقال: 
ل وهو سَهْمُكء والله لا يَزِيدٌ ولا يَنْفُصُ. ووافق بما َدّرَهُ الله ومَقَادِيرُ الأمُور 


7ع موه ات 


يدم ومَصِدَرَُه عَنْ قضّائه. 

ومما حُكِيَ عنه أيضًا أنّهُ كان له فرسٌ عتيقٌ أشهَب» فنزل به ضررٌ شديدٌ» 
وصرعه ونّحِلَ جسمه ولا يستطيع على الجلوس فكيف القيام؟ ؟ حنَّى انْسَلَحَّ شَعْرُ 
جَنْيه الي كان يضْطَجِمُ عليه» وأَنْئّنَ وخرج منه الدَّيدَانُ وتأذّى أهلُ بيته يشِدة 
ننه وأشار إليه بعضٌ أصحابه بأن يأمر بإخراجه وجُرِ إلى المزبلة؛ لثلاً يضْعْبَ 


0 0 21 
الباب الثاني عشر: أشكيّ الحاج وقاضي تتبكتٌ العاقب 2 
صسسسسسس 55ت 


ِخْرَاجٌ ميته»؛ وضّحِكٌ منه فقال: أَتَحْسَّبٌ بُ أنّهُ يَمُوثُ في هذا المرض؟ لا والله وقد 
بقي من حْمْرِه بَاقِيّة وقال صَاحبّه : لم يَبْقَ له في الدَّنْيا نَمَسٌّه ومن وقف عليه الآن 
يجده مَيْنًا. وقال: والله ما مات! وعلى هذا الخيل إن شاء الله 

]١1؟١ص[‎ 

أركبٌ يَوْمَ أَدْخُلُ في دار سَلْطَبَينَا ولا تَشّكَّ ثُّمّ عوفي وشفاه الله وعاد على 
ما كان عليه من القُرّةِ والضّحةء وواقَقَ قَوْلَهُ بما كتب الله في سابق عِلْمِهء وعليه 
كان سَرْجَهُ يوم تَسَلْطَنَء ودخل في دار المملكة وهو يركب عليه قَسُبْحَان مَنْ 
يحي العِظّامَ وهي رَمِيمٌء وعنده مَفَاتِحُ الغيب لا يعلمها إلا هو. 

ومات في مُدَيَو الفقيةٌ القَائِي العاقبٌ بن القاضِي محمود بن عمر (رَحِمَُ 
الله)؛ وهو أعظم قُضَاة تُنْبْكْتٌ عدلاً واجتهاداء ولم يَكَوَلَّ َعْدَهُ نظيده» ؟ ثُمّ لا يكون 
أبدًا. ومولده -كما قال أبو العَبّاس أحمد بابا في ترجمته من «كِفايّة المُحْتَاجٍ 
لمعرفة من ليس في الديباج» - عام ثلاثة عشر بعد تسعماثة. وتوفي في شَهْرٍ رَجَب 
عام إِخُدّى وَتِسُْعين. ومَنْ أرَادَ مَعْرَتَهُ ومعرفة مَنَاقِبِهِ وَقَدْرِهِ وسِيرَتِهِ المحمُودة وكؤنه 
مُسَدَّدًا في أَحكَايِه تَبْنَا فيهاء »مايا حي انق لا قلحي الل لؤمط الي لأيؤاك 
على ترجمته في ١كِفايّة‏ المُحْتَاج7.2١'‏ ومنه يُعْرَفُ قَضْلُه ونه حَجٌّ» ثم رجع وشرع 
في بناء المسجد الجامع. وفي سنة تسع وثمانين وتِسْعِمِائَةٍ شَرَعَ في بِنَاءِ مَسْجِد 


ستكوقن تمه اه © 





)١(‏ ذكر القاضي أحمد بابا في كتابه «نيل الابتهاج» أنّه كان إذا رأى ما يكره؛ عزل نفسه عن القضاء 
وسدّ بابه على نفسه» فلا يزالون يلاطفونه حتى يرضى ويعود إلى القضاء ء. (حرف العين). 

(؟) مسجد سنكورَي: : منسوب إلى الحي الذي يقع بهء وهو المسجد الجامع الثاني بتمبكترء ٠‏ يقع 
على تلّة في الشمال الشرقي من المدينة» طوله بحوالي خمسين متراء وعرضه ١9‏ متراء 
وارتفاع منارته خمسة عشر مترا. وسَّنْكرِي (بكسر الكاف والراء) قرية وراء كوكيا من جهة نهر 
دند (السعديء ص74). 


7-6 عم أأفكاة 
2 تاريخ الفئّاش 


وأخبرني بعض الشُّيُّوخ أنَّهُ لما حَجّ وأرادٌ الانْصِراف والمُّمُول إلى تُنْبْكْتُ 
اسْتَأْدّنَ حَدَمَ الكعبة المشّرّكّة أنْ يحدّ الكعبة ويكيله بِقَدَيه طولاً وعرضّاء فأذنوا له 
وكَالَّهُ بِالحَبْل طُولاً وعرضًا بطوله وعرضه»ء وجاء بالحبل المكيل. قَلَّمّا أراد بناء 
مَسْجد سَّدْكُرَيْء أخرج ذلك الحبل وكَالَ يَلْكَ العرصّة التي أراد بناءه فيه على 

]١1؟؟ص[‎ 

الأوتاد على جهّاتها الأرْبَع» وبنى عليها. وهو على مِقّدَارٍ الكَعْبّة» ما زادثُ 
وما نَقَصَتْ عليها بِشَيْءِء نْمّ لم أسمع ذلك من غير الشّيْخْ الَذِي أخبرني به. وبَقِيَ 
في نَفْسِي مِنْهُ شَىْءٌ من ذلك»”2" والله أعلم. 








م رجع لبناء مسجد سُوق تُنْبْكتُء وهو آخرٌ بنيته (5ه). وأنفق في بناء هذه 
المساجد الكّلائة ما لا يَعْرفُ نهايَتَهُ إلا الله تعالى» فَجَارَاهُ الله أحْسّنَ ما جازى به 
مَنْ أحسَنّ عَمَلاً 

وحَدَّئَنِي بعضٌ من أُثِقُ بِروَايَتِهِ أنَّ الحاج الأمين كَانُو سَأله حِينَ كان في بناء 
الجامع الكبير: كم يكون تَمََهُ البّاء ونهايته في يوم عليك؟ فقال سبعًا وسنّين مثْقالاً 
إل ثلنًا. فقال الحاج الأمين: أريد منك أن تُسَامحَني وتُؤْئِرَني أن أحمل تَمَمَةَ غَدِ؛ 
فَرَضِيَ لهء وفرح الحاخُ الأمين بذلك وسُرٌ به. كَلَما أصبح في عَدِهء نادى أشَرّعْ مُنذُ 
ودفع إليه سبعًا وسيّين مثقالاً إلا ثلنًا ليبلغه للقاضيء وأعطى أَشَرَعْ مُنْذُ ألْف وَدَعَ 
وماتة كُوريّة0؟ وقال له: أردثٌ منك أن تُبَكّرَ علخ غدًا؛ لتاخدّ متى تَمَقَعَهُ ولا 
ُشَاوِر القَاضِي حتّى تَفْيِضَهَا إليه فرَضِيَ بذلك» ثم أصبح وبكر إليهء ودفع له سبعمًا 
)١(‏ يتضّح في أسلوب سرد هذا الخبر تشكيك ابن المختار فيه؛ وذلك لأنَّ مساحة الكعبة (154) 

ذراعًا وشبراء وعرضها (77) ذراعًا وشبراء وهذا أقل بكثير من مساحة المسجد الجامع 

بتمبكتو» ولعلّ الكاتب هنا يخلط بين الكعبة والمسجد الحرام. 
(؟) أي ثمرة الغورٌء وقد سبق الحديث عنها [في هامش» ص9 7]. 


الباب الثاني عشر: أشْكيّ الحاج وقاضي تُتبكْتُ العاقب ع 


وستّين إلا ثلنّاء ثُمّ أعطاه ألف ودع ومائة كُورِيّة» ثُمّ قال له: إِنْ قبَض هذا منك؛ 
فارجغ إليّ غدًّا في مثل هذا الوقت» وذهب به إلى القََاضِيٍ العاقب. فقال: هذا 
ممن؟ فقال: مِنَ الحاجٌ الأمين. فقال: إِنَّ الذي قَبَضْنَاهُ بالأمس كمَاهُ؛ كُتَوَكْتَ في 
أخذف ُمّ أخذها. 

قَلَمّا أصبح من اليوم الثّالثْ 

[ص17] 

بَكَرَ عليه ودفع له سَبْعَا وسنَّينَ ينَ إلا ثُلّاء وألف ودع ومائة كُوريّة. فقال: على 
مَنْ قَبَضْتَ هذا؟ فقال: مِنَ الحاج الأمين. فقال: ارجِمٌ إليه وانْتَهِرْهُء وَرَدَّهُ بها ؛ 
َرَجَعَ إليه أشَرَعْ مُنْذُ بذَهَبِهِ قأخبره بما قال» وركب الحاج الأمين إليه وحمله في 
ليوا لمي مد ورف اي وو سك 
عل وثهاة : كن الَو إلى مفل ذلك فَرَقيَِ لَه عنه. وقد يكو الرجَالُ الذين 
تقر لقم لا تعارة أة يلتجتهز اعد أراديه عه وان القاهي مارجا 
صالحًا حَافِطَ القُرآنِ مَلِيِحَ الصَّرْتِء وكذلك أَسْكِيَ داوود وابنه أسْكِيَ الحاج. 

وكان ذات يوم من أيَّام تَوْلِيَةِ أسْكِيَ الحاج وَرَدَ كتابٌ من عند الشَّرِيف الحسني 
علي بن مولاي أحمد بن عبد الرَّحْمّن من بلد مُرٌَاكُش إلى القّاضِي العاقب العادل 
القائم من أمر الله. قَإِنّهُ سمع بأنَّ كُرْمِنَ فَارٍ وإخوانّ يأخذون الغرامة على زَنَّاجِيينًا 
يِيَمَ وأولادوء وهم زاعمون بأنَّ أسْكِيَ هو الَّذِي أَمَرَهُمْ بذلك» ونحن لم تُصَدَفْهُمْ 
في ذلكء فإِنْ كانوا صادقين فأسْكِيَ قد سمعنا أنَّهُ دَمَبَ إليكم؛ فاسأله أيّهًا 
القَاضِي العاقب. فهل يظنٌ أسْكِيَ أنَّ له قُدْرَةَ على ظُلْمِيء لأنَّ تُمِيَمَ وأولاده 
وحفَائِدَهُ وأولادَ مَمِي كُو وحفايِدَهُ وهؤلاء المذكورُونَ وَلائِدُنَاء ما مَلَكَهُم أشكيَ 
قط حنَّى الآن. فوجد أسْكِيَ حاضرًا عند القَّاضِي؛ فقال: والله لا أعلم بذلك 


7/0 م د أأمكات 
0 تاريخ الفتّاشس 


شيئاء ثُمّ أمر مَرْسُولَهُ ساعَمَهِذٍ إلى تَنْرْمَ عند كُرْمِنَ َارِ بأنْ يُْلِمُوا أمرَهُمْ ِسَبَبِ 
التي ين انظر هذا فَتَعْلَمُ أنه سالم الصَّدْر انتهى. 

ومن عدله وصلابته في الحقٌّ ونزاهته عن مُسَامَحَةٍ مَنْ حَادٌ عن الحقٌّ 

]١؟4ص[‎ 

خوف لومَة لايم قله مدن الجامع الكبير المسَمَّى عبد الله وُلْد كُنْكَيْ. . وكان 
هذا المؤدّنُ حضر يومًا بمجلس يُمْدَحٌ فيه النَّنُ يكل وهو يوم الجمعة بِبَيْتِ الشَّْخْ 
النّخوي أبي حفص عمر كُرَيْ بن العلامة أبي العَبّاس الحاج أحمد ذي الكرامات 
بن محمود بن عمر بن مُحَمَّد أقِيثْ (رَحِمَهُ الله). وقد انَخَذَّ عَادَةَ أن يَمْدَّحَ النَبِيَ عَِن 








في بيته بِحَضْرّة الجمّاعَة بعشْريئيّات الفٌازازي وتخميسها لابن مهيب»”"' فكانوا 
يمدحُونٌ بها حبَّى مَرُوا بقول المُحَمّس: «مُو الوَبْلُ وَيعْلُو أن يُقَامسَ بطَلوا. فقرأ عبدٌ 
الله المذكور : الوَيْلُ فقلّب باءه ياءً مع شَّكُلٍ كل بحركة الأخرى؛ فراجَعَهُ في ذلك 
مَنْ سمعه منهء ولم يَرْجِعْ عمًّا قرأه به؛ فراكَثُوا أمْرَهُ إلى القََاضِي العاقب الصّادعَ 
بالحقٌّ الذي لا يخاف في الله لَوْمَةَ لائم» ابن الشَّيْخْ القَاضِي الوّرع الزّاهد الَّذِي 

نتشر فضلُهُ في الآفاق اغبي محم دوع صر دوق لفق كان اعدو 


عو 
29 


فَسَوِعَ به فَخَرَج هاربًا إلى د بعض القُرّى مِنْ بلاد أُيِرِمْ من إِنْنْ ونْدَعْدَكَرْ وكُنْدَام» ثم 
رجع كامنًا حنَّى ظفروا به بعد عام إلى آخره. 


)١(‏ العشرينيات أو ديوان الوسائل المتقبلة في المدائح النّبوية لأبي زيد عبد الرحمن بن يخلفتن بن 
أحمد الفازازي الأندلسي (ت7717ه/ ١1772م)»‏ نظمه عام (555ه)» بقرطبة»؛ ومعه تخميس 
الشيخ الإمام أبي بكر محمد بن مهيب المغربيء ويُعرّف هذا الكتاب بديوان القصائد 
العشرينيّات؛ ويعرف ببلاد غرب أفريقيا باسم مؤلفه محرَّفًا «فجاجي»»؛ شرحه القاضي عمر بن 
محمد أقيت وسمّاه اشرح تخميسات العشرينيات الفازازية»» ولكنه لم يكمله. والبيت المشار 
إليه هو: هُوَ الوَبْل يَعلو أنْ يُقامَ بطلّهم - غنيٌّ بمولآهُ عن النّاسِ كُلْهمٍ - فخاطرَهُ لله منهم 
مُقَرَعْه ص 4 2٠١‏ المطبعة الميمنية» 171اه 





0 5 دي 0 
الباب الثاني عشر: أشي الحاج وقاضي تُنبْكْتُ العاقب 52 
ال مسي يي يي سي يي يي 0 





وفي مُدَّة أسْكِيَ الحاج وَلِيَ القَضَاء المَّقِيهُ القَاضِي عمر بن القَاضِي محمود بن 
عمر بن مُحَمَّد أَقِيتْ بعد وفاة القَاضِي العاقب بنحو سنةٍ وخمسة أشْهُرٍ وتَعَطَلَ 
القَضَاءُ في تُْبْكْتُ سنةٌ وخمسّة أشْهْرٍ. وقام الإمامُ مُحَمّد بَعَيْعُ (5ه) بالصُلْح بين 
الئّاس دفعًا لما بدا في النَّاس في ذلك الزَّمَانَ المقَترّة من الخِسَارَةٍ وأكلٍ في 
أْمْوَالَ بَعْضٍ وتضبيع أَمْوَالٍ الأيتَام. 

وكان إذا صلّى الصّبح يجلسٌ بباب مسجد سيدي يحيى» ويحضّرٌ بعض طلبته» 
ويقول (رَحِمَهُ 

]١١5هص[‎ 


الله): مَنْ له حَقَّ على مَن امْتنَع به فلت فَسَعَل النَّاسسُ يِه بدَعْوَاهُمْ ويحكم 
بينهم كَيَأمْرُ ويئّهى ويَسْجنُ ويضْرِبُ مَنِ اسْتَحَقَّ الضّرب. وتَكَلّمَ فيه المرْجِمُون وأهل 
الفساد والسُّمَهَاءء ويقولون: انظُرُوا هذًا الرّجُلء يَعْنُون هذا الشَّيْخ مُحَمَّد بَعَيُعُ 
الي يزعم أنّهُ لا يحب الدَّنْيا وأنّهُ زاهِدٌ وهو يحِبٌ الرّكَاسَةَ وجَعَلَ نَفْسَهُ قاضيّاء 
وما اسبَفْضَاهُ أخدٌّء فربّمًا يجد في محل كيبَدَ النّدسٍ ويقولون فيه: مَنْ أمَرَكَ بهذا يا 
مُحَمَّد بَعَيُ؟ ويَشْتُمُونَهُ فيه» والعيّاذٌ بالله. ويَرْكَعُه ويقرأه ويتبَسّمْ ويقول (رَحِمَهُ الله): 
وقد تَعَيّنَ ذلك عليناء ويَسْأَلَْا الله عَنْ كُلّ ما تَضِيعُ في هذا الرّمانء ولا نبالي لَوْمَ 
أخد :قينا تَعَدَّن عليتا» وَعددَنًا عليه رتخاف وتثرك عق الله وَتَقمَة الله أسد؟ 
وربما يجد مُنالِكَ حُطوط بعض الكُبَرَاء المشَار إِلَيْهِمْ بالعلم بمثل ذلك» ولا يَلْتَتُ 
إليهم إلى أنْ قَدِمَّ القَاضِي عمر بن القَاضِي محمود. 

ولم يكن إبايةٌ أسْكِيَ الحاج على تقديم القَاضِي إلا لِسَببٍ وَقَعَ ينَهُمَاء ولذلك 


3 


أبى أن يُقَدَّمَهُه ولم يقدّمه إلا بتكرار رُسْلٍ مُحَمّد بَعَيُعُ المذكور إليه وكُتُبه لَدَيْه 


يَرْجُرُه ويأمُرُهُ بتَفُدِيمه وما عرف أهل تُنْبِكتٌ بذلك إلا بعد ما أتاهُ رسول أسْكيَ 


2 عام أنكاة 
2 تاريخ الفئّاُ 
المذكور قائلاً لأهل تُنْبْكْتُ: لولا شفاعَةٌ مُحَمَّد بَعَيُمُ لا نُقدّم القَاضِي عمرء ولا 
تَسْتَقْضِي أحدًا فيهم ما دّمْتُ حا في هذه السَّلْطَئَة. وعند ذلك تَييّنَ َضلّه وأنَّهُ لم يرد 
تَوْلِيَة القَضَاء. (رَحِمَهُ الله ورضي عنه)ء فَنِعْمَ الرَّجْلُء آثّر الله عَنْ غَرَضِهِ. ومكث 


القَاضِي عمر في القضاء ثماني سنين. 


الباب الثّالث عشر: أشْكيَ مُحمّد بان ١م‏ 








الباب الثّالث عشر 
ع ه وي ص كأ 200 
أشكي محمد بان 

كم آموي 1 3 بان بن أسْكِيَ داوود على أخيه الحاج فَعَرَلّه. وتَوَلّى 
لط في المحرم عام خمْسَةٍ وَيَْعِينَ وتسعماثة. ونفى الحاج 

]1١1 لاضن‎ 

لى يبي بعد خفه و لزقة: ها يك بعد خؤله ثنات. 


ومكتّ أسْكِيَ مُحمّد بان في السَّلْطنَة سنةً وأَرْبَعَةَ أَشهُرْ وثمانيّة أيّام وكانت 





)١(‏ محمد بان: ينقل هذا الاسم في غياب الصّبط بالحركات مناه أي بالحركات الثّلاث على 
الثون (ناصة8/نصة18228/18): والأرجح أنه بالفتح (بانَا)؛ إذ قد ورد في مخطوط لرسالة أبي 
زيد القيرواني نسخه للأسكيا محمد بانا ناسح يدعى أحمد بن أبي بكر بن علي بن دنبسل 
(عام9490ه/ 1080م): ونصٌ فيه على اسم أسْكيا ب«أبي عبد الله محمد بان» وأردف النَّاسخْ 
ذلك بتجنيس فقال: «بنى الله الإسلام والمسلمين على يديه وبنى له في جنانه غرف (كذا) من 
فوقها عُرف»» فيغلب الطَّلَن أن هذا النُجنيس قد سرّغ للناسخ بين (بان) والفعل (بنى)؛ لكونهما 
على إيقاع واحد. هذا وفي نّسخ رسالة أبي زيد القيرواني للأسكيا عدَّة دلالات» منها: اهتمام 
السّلاطين بالعلم» وحرصهم في المدارسة على الرُغم من ظروف الحكم ومشاغله؛ ويغلب 
الظنٌ أن دراسة رسالة أبي زيد القيرواني كانت سنّة متّبعة لدى سلاطين صونغاي» فقد سبق أن 
أسكيا داود كان يدرسها على يد شيخ يأتيه بالقصر. ويمكن كذلك تلمّس بعض ملامح نظام 
الحكم بصونغايء وتشكيل رؤية سياسية بهاء انطلاقًا من هذا الكتاب المهمٌّ في الفقه المالكي 
ببلاد السُودان الغربي. ينظر المخطوط المذكور في: 11/656" ,عله219/1نا11 .0 صطول 
ونه 720تمتقطد714 ونزكاقة :1 دصمطمه001 أمتعكنتصد]8 عتطورة صمعتام 
"124-130م بدعتقة عنصملنك ,"لنجد2 نططخ ص1 1ه 15212ظ]1 عط أه نمه 


2 تاريخ الفئّاش 


فى أيّامه غلاءٌ وققخط. وتُوُنّيَ يوم السَّبت ثالث عشر ججمادى الأولى عام ست 





وَيِسعِينَ وتسعمائة في مَحَلََه ِالبَيِدَاءِ يغرب تُنْدبي قاصدًا إلى تُنْبْكْتُء بعد أن اغْتَمَدَ 
للتشلميق الشر سبب حييم لأخيه بَلْمّع صادق.”2 وكفى الله المسلمين شرَّهُ. نقلتُ 
هذا كُلَّهُ مِنْ «دُرَر الحِسّان» مِنْ عَزْل أسْكِيَ الحاج وطلوع مُحمَّد بان إلى وفاته.”'"© 

وسبب الشّر الواقع وأمّا سبب الشَّر الواقع بين أسْكِيَ مُحمّد بان بن أسْكِيَ 
داوود وبين أخيه بَلْمَع صادق: وذلك سبب فنَاءِ سُنْعْيْ وقَنْح باب لشن ويتهمة 
وسبَبُ قسَاد مُلكهِمْ وقظع سِلكِ نظام وهم إلى أن نَل مَحَلَّةُ أل مُرّاكُش بهم 
إلى هَلْمَ جَرًا. 

وقصّةُ ذلك على ما حكى بعضٌ شُيُويِهِمْ المونّقِين أن كبر قَرْمَ كان عُلامًا 
لأسْكيَ على عاذته 27 ومَسْكنٌ بَلْمَع ودارٌ سَلْطئَتِه هي كبر وكَبْرَ قَرْمَ مُوكَلاً 
بالمرسى وسفن المسافرين يأخذ من كل سفيئة غرامة من الدَّاْل والخارجء وَبَلْمَع 
يكون سُلْطَانًا على الجِنْديّين. وكل واحِدٍ منْهُمَا على طريقه. 

وكان كَبَرَ فَْمَ عَلُوا هذا طَلُومًا غَسُومًا تحصيًّا فاجرًا مُسَيْطرًا جاهلاً جبّارًا 
عنيدّا» سُرِق مِلْحَفَةٌ بعض جَوَاريه اسمها كُنْكَي» أظثها كنْكي أم ظرْكُي بر. وانهِمَ 





)١(‏ ورد هجاء اسمه عند السعدي في أكثر من موضع باسالِكُ» وهو تحريف واضحٌ ل(صادق)» 
ويبذو أن تسميتة بسالك كانت أكثر شيوعا. (السعدي» ص75١41‏ 4117 .)١717‏ 

(1) هنا اختصار يثير شكوكًا لدينا في احتمال سقوط جزء من الرواية خاصّة بعد تنصيص ابن 
المختار على أنه «قد نقل هذا كله من درر الحسان». 

(") يشير ابن المختار هنا إلى عادة أخذ الملوك أبناء الرُعماء التّابعين لهم؛ ليكون أولئك بمثابة 
رهائن في قصورهم تأكيدًا لتبعيّة آبائهم للسّلطة المركزيّة» وقد كان بعض أولئك الشباب 
الأمراء؛ بحكم تربيتهم على الفروسيّة وعلى الإدارة والسياسة» ومعرفتهم الميدانيّة بمجريات 
الأمور بالقصرء ينقلبون على الحكم المركزيّ فيطيحون بالسلطان كما حدث لملوك مالي على 


الباب الثّلث عشر: أشكِي مُحمّد بان 








خديمٌ بَلْمَع بِسَرِقَيهاء وسمع كَبَرَ َرْمَ بذلك» وبعث مَرْسُولّهِ إلى بَلْمَع صادق يَذْكُرٌ له 


َأنَّ عُلدَمَهُ سَرَقَّملحفة جارئَته: نا أنْ يأخْدّهَا منه أو يُرْسِلَةٌ إليه ليتولَى سُوالها منه؛ 
فسَأَلَ غلامه عنها وحَلَف إِنَهُ لم يرها بعينه» لا سيّما أن يسرقها. 

[ص177] 

وذكرٌ كَبَرَ كَرْمَ أنَّهُ لا يُصَدّقُ إِنْكارَهُ حتّى يأتيه الام بنفسه ويعَذَّبَهُ إلى أنْ 
يَرْدّمَاء وأبى بَلْمّع على ذلك وامْتَتَع» وكان ذلك بَيْنَهُما في ذلك اليوم خُصُومَةٌ 
عظِيمَةٌ ويمشي بَيْنَهُما الرُسّل بالشّتم والكلام القبيح» إلى أنْ طَفِرَ كبر قَْمَ بذلك 
العُلام المنَّهّم على عَفْلَة وحَطَفَةُ رُسْلْ كبر قَوْمَ وحملوه إليه. فأمر كَبَرَ ْم ِضَرْب 
العُلآم ماكة جَلْدَة 7" وتَمّمَهُ بالحديد في سِجَنِه. ولما سمع بذلك بَلْمَع نهض إليه 
بر جله. ومَعَهُ فِثْيَانُ دَارهِ وبِيّدِهِ حَرِيش كَبير» حئّى دخل عليه نِضْفَ النّهَارٍ ومَجَمَّ 
عليه. ونهض كَبَّرَ فَرْمَ قائمّاء وقَبَضَهُ بَلْمَّع وَلَطمَهُ وسقّطه على الأرض وطَعَنَهُ 
بحَرِيشِهِ الكبير تحت إِبْطِهِ وقطع قلبه» وسقّطه مينّاء وأمَرَ عْلَمهِ المشجون؛ فَانْحَلَ 
من قُيُوده. وأمَرَ بِقَفْلٍ دياره. وأمر بالميتء فَجَرُوهُ برِجْلِه إلى تارج بَيْتِه ورْمِيَ 
الك وحاق بيكيما نغيه من الأنوال: : 


وخاف عُقُوبَةَ أسْكِيَ بذلك» وبعتٌ رَسُولّهُ إلى أخيه كَنْمَارٍ صالح بن أسْكيّ 
داوود» وهو بِتَنْدِرْمَ وأخيره بما فعل» واه خرج في طاعة أسْكِيَ مُحمّد بان وحَلَّمَ 
عَنْ بَيْعَتِهه وأمر أخاه كَنْمَارٍ صالح بالمجيء إليه مع جَيْشِهِ وأهْلٍ جُنْدِهِ؛ ليَتَفِقَ معه 
(1) بالإضافة إلى حكم القضاة الَّذِي كان حكمًا شرعيًا بامتياز» فإنَّ هذه الفقرة تشير إلى عموم 
الحكم بالشّريعة الإسلاميّة بصونغاي؛ فاتّهام الخادم بسرقة ملحفة الخادمة» فيه تهمة ضمنيّة 
متلازمة بعلاقته المشبوهة بهاء لكن الطريقة المتسرّعة في تنفيذ حدّ الزنا في الغلام فيها أيضًا 
استفزاز مبطنٌ لسيّده بلمع صادق. 


5ت نور ع رةه 
45 تاريخ الفئّاش 








ويذْمبَانٍ إلى أشي مُحمِّد بان بن أسْكِي داوود ويَغ زلا ويتلَى كَتفَارٍ صالح سَلْطتَة 
أسْكِيَ ويكون سُلْطَانًا يليه كتمَارِويته . 

وأتاه رسُولُهُ وأخْبّرَهُ وحَضّهُ وحَنَّه على الخروج مَعَهُ وأجابه فرحًا مسرورًاء 
وجمع جَيْشّه وتَِعَهُ بَرَ كُيْ ودِرْمَكُيْ) وخرج يجش عظيم. وأخبر من سمع من 


ودة 


مُحَمَّد بِنْيَْتٍ الحدّاد أنَّهُ قال: عَدَدْتُ مَنْ خَرّجَ معه مِنَ الفُرْسَان واحدًا بعد وَاجِدِء 
فكانوا أربَعَةَ آلافٍ وَسِتّمائة» وأمّا الرّجَالُ فلا يحسب ولا يعد كثرةً. تَوَجَهُوا إلى 
بَلْمَع صادق في كَبَرَ حَتَّى نزلوا بظغْيّة» وبعتٌ إلى بَلْمَع بقُدُومه. 

[ص178)] 

وخرج بَلْمَع للِقَائِهء وتَلَفّوَا هُنالِكَء ومَعَهُ قومّه وأَضْحَابُهِ وجَيْشُهء وكان بَلْمَع 
لابسًا يَوْمَِذٍ يرع الحديد» وجعله شعارًاء ولَبِسّ قَوْقَ ذلك قمِيصًا سُوسيًا أخضر 
دثارٌاء وسَيْقُه في عُدْقِه وحِرَّامُةُ في وَسّطه. 

وخرجا من جماعتهما يَتَنَاجَيّان ويتَحَدَّئانَء وحَدَّث له بَلْمَع بِكَيْفِيّة كته كبْرَ كَرْمَ 
وسبب قتله» وعقدا الرّأي والتّدبير في سَيْرِهما إلى كَاعٌ في عزل أسْكِيَ مُحمّد بان 
أخيهما. ورحل كَنْمَارٍ صالح من ظَعْيَّة بجيشه» ومعه بَلْمَع وسارا حنّى نزلا المَحَلَّة 
بين كَبَرَ وأمَرّع. وبعد نُرُولهم رَجَعَّ بَلْمَع إلى كَبَر؛ لتجهيز ضِيافتِهِمْ وتُرُولهم» وقيل 
هيأ لهم ثلاثماثة بَقَرَةِ وأعدَّها لهم قبل إِنَيَّانهِمء ودَبَحَ ما ذَبِح لإدام طعامهم. 

لما رجع بَلْمَع إلى داره لإخراج يِلْكَ الضّيافة إليهم» عمّبه بعض الوْشَاةٌ إلى أخيه 
كَنْقَارٍ صالح ونم له بقوله إِنَّهِ يَِْرُهُ ويريد قتله» وحدَّره وقال له: انظُرُ وَتَأَمّلْ الهيئة 
التي ألقاك بها من لبس دِرْع الحديد وشدَّةٍ ربط الحزام. وصدّقه كَنْمَارٍ صالح» وكان 
رجلاً خرقًا؛ فأمر بربط ا ساعَتَئِذٍ بلا توانٍ ولا تأمّلء وركب ونادى مِنْ شْمِْعَان 


قَؤْه أربعين فارسّاء وَأْمَرَهُمْ بالركٌوب معه» ولم يُشَاوِرْ أحدًا منهم يسبب خُرُوجه. 


الباب النّااث عشر: أشكئ مُحمّد بان 





وخرج عازمًا حازمًا كميّا في سلاحِه بِقُرَّةِ الغضّبء حنَّى أتى بباب دار بَلْمَع 
الله عمد كان "تقرف به اشر علي ,توا زه اتوم »نومار اعالا”'إاً يات 
كاككِ يباب دارهء”" وعلم بأنَّ كَنْمَارٍ هو المواتي. وتَحَمَّقَ عنده أَنَّهُ لم يأت في هذا 
الوقت إلا لسر ونهضء وكْرَّسُّه الَِّي أتَى به واقِفٌ يَبجَاهَهُ بِسَرْجه ولِجَامُه في 

]١١؟9ص[‎ 

قَمّهه وركب وخرج بباب أخرى مِنْ داره» وحَمّل تَرْسَّهء وأملا يَدَهُ بالحريش» 
وتلقاه كنْقَار خارجًا من الباب ورماه كَثْقَارٍ بحريش» وقال بَلْمَع : نا لله وإنّا إليه 
رَاجِعُونَ لا حَوْلَ ولا قُرَةَ إلا بالله العَليٌّ العَظِيم! ما حَمَلَكَ على هذاء وما سَبَتُ 
ذلك؟ أتْبَعُ كلام النّمَائم وتَكُون علينا شماتةٌ الأغدّاء؟ ثُمّ بكى بَلْمَع صادق, ثُمَّ 4 
رماه كَنْمَارٍ بحريش آكَرٌء ولم يُصِبْهُ به وحَطأَه ماسسوش اهميقت 
الحريشٌ على قَرَبُوسٍ سَرْحِهء وحرّك بَلْمَع فرسه كأنَّهُ يهَرْبُء ثُمّ رجع إليه؛ وَرَمَاهُ 
بحريش ورَكَرَهُ يين كتفي حنّى حَرَجَ مِنْ صَذره. وقيل إِنَّ الرّامي هو غلامٌ كان مع 
بَلْمَّع يُقالُ له مُحَمَّد بن كَتْفَارٍ يعقوب» وهو المسنّى كُيْ إج» والأرّل أصحٌ بأن 
بَلْمّع هو الرَّامِي بيده. 

َلَمّا أحَسنّ كَنْمَارٍ بألم ذلك الجرح وَلّى هاربّاء وحمله قَرَسّهُ وذهب به ولم 
يبق له قُوّةُ يملك رأس الفرس» وحمَلَهُ إلى بُقْعَةٍ بين كبَرَ وكُرْئْرُمِي قريب مِنْ كُبَرَ 





)١(‏ نبات ذو ثمرة كرويّة على شكل إجاصة صغيرة ذات طرف ممدودء تشق إلى قسمين وتجنّف؛ 
فتصبح مغرفة تستعمل للطّبخ والأكل. 

)١(‏ كذا في الأصل المرقون بالألف. والأصحٌ بدون ألف بعد العين: راعَء يروعٌ رَوْعَاء وهو 
الخوف. أما راعى : مراعاة؛ فمن الرّعاية» أي العناية. 

(؟) بوق عملاق من التُحاس ينفخ فيه عند الاستنفار للحرب والقتال. وقد تقدَّم [ص١0]‏ أنَّ إدخال 
هذا البوق إلى صونغاي كان بعد غزوة أسكيا الحاج محمد لسلطان أغاديس في السنة السادسة 
بعد تسعمائة الهجرية. 


0 سه الفئّاثُ 
لف زر النتانى 


وأسْقَطه مُنالِكَ مينًا. ونزل عليه ورَكَعَ أُسَهُ وَوَضَعَهُ على حِجْرِوء وهو في سَكَرَاتٍ 
الموتء حنَّى خَرَجَ رُوحُهُ على رِجْلِهء وذلك عَشِيّةَ يوم الأربعاء الخامس والعشّرين 
من ربيع الآخِرٍ عام سِتّ وَتِسْعِينَ وتِسْعِوائة. كذا ذَكَرَهُ المَقِيهُ يوسف كعت بن ألْمَعْ 
كحك ا(رعحمهها 20/1 

َ م مر بَْمّع بَحَمْل جَتَازَتِه إلى كَبَرَ؛ِ مَحُمِل إلى داره بكَبَرٌ ولم يَفْطنْ بخروج 
كَنَْارٍ من محلّته إلى بَلْمّع أخدٌ من أهل جُيْدِه الذين أتوا معه إلا َْكَ الشّرذمة القليلة 
الذين اخُتَارَهُمْ من بينهم» وخرجوا معه إليه. وبعد عِلِْهمْ بذلك؛ ركبوا كلّهم إلى 
بَلمّع وَنّزلوا عَلَى بَلْمَع طائعين وسألهم بَلْمَع عَنْ مَنْ عَفبَهُ عنده بعد 

لي 


هَابِهِ وبما سَّمِعَ عَنْهء فتَعَسَبُوا وقالوا د 


ا 


اباو ا كعوق:مق المّوسنة العالية لكف وكمَنَهُ 
إمام كبر مُور كُنْبَ في واحدةء وحمل الباقِيَيّن» وهو الَذِيٍ تُوَلَى عَشْلَهُ وحمل تَعْشهِ 
إلى تُتبكْتُ. ومُتَالِكَ صلُوا عليه ودفِن هُنالِكَ. عقيل كني داو سمل بلج في 
م والأوّل أصحٌ.”" وسَّبّمَ جنا زَنَهُ بَلمَع إلى تُنْبْكْتُ ُمّ تصدّق عليه بقراءة القرآن 
ودَبْح بَقَرَاتِ كثيرة وأعطى الظلباء القُرّاء عشرة عبيدٍ ومائةً ألفٍ وَدْع. 


)١(‏ ذكر السعدي أن مقتل كبّر فرْم علو كان عشية الأحد السّابع من الرَّبِيع (الثاني) سنة ست وَيِسْعِينَ 
وتسعماثة. (تاريخ السودان» ص77١).‏ وقد نصّ السعدي على أنَّ الفترة بين مقتل كبر فرم علي 
وبين مقتل كنفار صالح سبعة عشرء وهو موافق لما ورد هنا في الفتاش. غير أنَّ سياق رواية 
الفتاش هنا يوحي بأنَّ الحدّثين لم يكن بينهما تراخ. تجدر الإشارة إلى أنَّ من التعبيرات الدارجة 
ببلاد السودان أنهم إذا ذكروا شهر الربيع» وعنوا به الأول فإنهم يقولون: الربيع النبوي» أو 
ربيع المولد. أما إذا ذكروا الربيع مجرّدًا عن الصفتين السابقتين - كما سبق آنفا عند السعدي - 
فإنهم يعنون به ربيع الآخر. 

(1) ينظر التعليق على هذا الرَّأي في هامش [ص185]. 


الباب الثَّالث عشر: أشكي مُحمّد بان 





تذييل: قيل إن كَبَرَ فَرْمَ عَلُوا هذا جَرّتْ بينه وبين أَحْدٍ مِنّ العُلّماء خُصومَةٌ في 
مَرْرَعَة الأرُرٌّ التي أعطاها أَسْكِيَ لذلك الشَّيْخْء وتِلْكَ المزْرّعَة في أرض يُونُ. وجاء 
كَبَرَكَرْمَ عَلوا يريد أن يَعْصِبَّها منه يزِعُمْ أنّها مَرْرعَةُ السّلْطئَة ولا يَعْمَلُهاء وهي أي 
َلْكَ المزرعة بيذ كُلَ مَنْ تَولَى كَبَركرْمَويّة هو الّذِي يحرثها لدار سَلْطَئَة أشكِيَ» 
وتخاصّمَ مع الشَيْخْ في أمْر يَلْكَ المزرعة» حنَّى أخذ بيد ذلك الشَّيْخَ وصَرَعَهٌ 
وكان ذلك أمرًا عظيمًا . 

وكان مع التَّيْخْ مَُالِكَ بعضٌ طلبته أي تلميدّة» وقال للَّيْخْ بعد انْصِرَافٍ كُبرَ 
كَرْمَ: لولا قَوْلُ الله تعالى في كتابه: ومن يَقَصُلَ مُؤْهمَا مُتَحََدَا فَجَرَاوُمٌ 
حَهَمّمِ» الآية»”'" لقتلتٌ كَبَرَ كَرْمَ هذا اليوم بلا سيفٍ ولا حريش. فقال له 
الشَّيْخْ: إِنّما قال الله: ومن يَقَثُلُ مُؤْتَاك. ولم يَقُلْ: ومن قَتَلَ قَاسِقًا. وقال 
الَّالبٌ: هَلَكَ كبر فَرْمَ!ا وأخذ الظّالبُ وَرَقَهَ وكتب فيها أشياء وحروقًاء ثُمَّ طَوَاهُ 
وحَحَاطَهٌ في جِرْقَةٍ سَوْدَاء وعَلَّقَهُ على عُدْقٍ نَيْسء كم أخذ رمحا وطعَنه تحت إبطه» 
وس اليك وات قلا جاء ميل خاد الثاء مق اللقم اذى تفن هيد #تقفه تاقد 
الله عليه بَلْمّع صادق وطَعََهُ تحت إبطه 

]١7١١ص[‎ 

كذلك» ومآت بِقدرَة الله انع 20 


كن كن نا 


)١(‏ سورة النساءء الآية: 47؛ وقد جاء في الكتاب خطأ بالماضي (ومن قتل)؛ ويغلب الظن أنه من 
خطأ الراقن» وليس من المخطوط الأصل. 

(7) لعل الكاتب لم يرد أن يشير هنا إلى نفسه أو إلى جدّه محمود كعت في هذا الموضع صراحة» 
وإلاّ نقد تقدّم [ص9١٠]‏ أن أسكيا داود هو الَّذِي أهدى يَلْكَ المزرعة إلى الفقيه القاضي 
محمود كعتء واسم المزرعة رنكزع بأرض يُون. 


هه دا. .َه الفاث 
كك تاريخ الفناش 


شك وَوَاكَمَهُم على ذلك عاد يكت وتَبجَارهُم وض عُلَمَائها وأصحابٌ أسْكِيّ 
الذين كانوا في والقق» ويد وض فده وعَمَدَةٌ التجارٌ بالأمؤال» وحَطبَ به 
أَيَةٌ المساجد فوق المنابر يوم الجمعة. 

وخرج قاصدًا مع قَوْيِه الكثيرة وكاتوا جيكنا عَرَمْرَما نَيِيكُ على سئّة آلاف 
ير هبي طون تتفت بحيطلوة له الف ويالقوة لئس والقة امن ' 
تَوَجّةَ إلى كَاحُ لمضاربة أشْكِيّ وعَزْله ويدْلِهء وما بَقِيَ أخدٌ مِنَ السّلاطين مِنْ إقليم 
أَيِمْ وأولاد الأساكي مَنْ لم يتبعه؛ إيا قز تيعد خزلك ين ارقرم هيد الله بن 
أشكى مُحَمّد وَحْدّه. بل فر هاربًا عن بَْمَع لما بَكَعَهُ ِنَايَائُه إلى كَلعٌ» ودَكَلَ في 
زُمْرَة أسْكِيَ وأعوانه. 

وأسْكِي مُحمّد بان في داره؛ وتواسيكة يجىه يمك (يتتتون الأخبار» 
يَطعُ كل يوم مائة فارسٍ ويتَعَاقَبُونَه مائٌ أخرى إلى بَنْبَ ويِرَكَء ويَعْزِمُ على الخروج 
للِقَائه إذا دنا إلى كاع. 


لعا دنا وكَدب إلى مَسَافَةِ يَوْمَيْنْء خرج إليه أشكي مُحمّد بان بجيش يُضَاعِفُ 


جِيشّة خمس مرا :مجموع ذلك ثلاثون ألقًا. وخرج وقتّ صلاة المَّجْرِء وكان 
22252522 


)١(‏ إذا ثبت هذا التُعداد للجيش الثَائرء فإ العدد التُقريبي للفرسآن الذين كانوا مع بلمع صادق قبل 
انضمام جيش أخيه المقتول إليهء يقدّر بحوالي أربعماكة. بمقايل حوالي سعمائة وأربع آلاف 
قارس الذين كتّبِهِم أخوه لتجدته. وهذا التّفاوت في عدد الجنود بين تندرمَ وكَبَاراء ف فيق 
الكنفاري وبلمع طبيعيٌ معقول؛ لعلو مرتبة الأول على الآخر في نظام الحكم بصونغاي؛ 
بوصفه الرّجل الثاني بالسلطنة بعد أشكيا وقد ألمح إلى ذلك ابن المختار في حديثه عن أسكيا 
داود» يد ألم يتن دوه ع يوز :فوقور يد نيه اقم الدتق ل الكورمينا 
فاري. قال - دولا من يقابل جِندَ نعي إلا كرمِنَ فقط». [ص91]. 


70 
الباب الثّالث عشر: أشكئ مُحمّد بان 32 





رجلاً جسيمًا سميئًا ذا بَنِء ونزل وقْتَ الزّوال. وَنْصِبَ له الحِبَاءُ وفْرِشَ له تحتهاء 
وَنَرَلَتِ المتخَلةة :مر حي نول بماءِ بارِدِ وصّبّ في إِنَاء واليع واغتَّسَلَ» + ثم ألى 
مَضْبَعَهُ فاضْطبَع » وتَرّمّل في ثيابه ونام إلى أن قرب وقتُ الظهر. فجاء 

]1١7؟ص[‎ 

غِلمانُهُ الخضيّان الذين كانوا يُوقِظُونَهُ بوصُوءٍ وسِوَاكِء وحرّكُوهُ فلم يَتَحَرّك؛ 
فتأملُوهُ فإذا هو مَيْتّ. وتّركوه» وغَطِوْةُ بالملاجيء ونّادوا كُبَرَاءَ القَوْم مِنْ أقُرِبّائه 
إلى أن دَحَلُوا عليه وأخْبَرُوهُمْ بما جَرَى عليه. ْ 

ُّمّ ناوا بارَيكِي هو كُريْكُي”' وبطانتهُ وبعضٌ كُبرَاء الجيْش» وكَتَمُوا موت على 
أولاد أسْكِيَ داوودء فَجَلّسُوا مُتَحَيْرِينَ مُتَفَكرِينَ فيما يَفْعَلُونَ مِنّ الرّأي والتَذير 
له 5552220-00 وهو 


عدم عه 


يِذ نْكَفَرْمَّ وكان شَّيِْحَهُم وأَكْبَرَهُمْ سِنًا. 

ونادوه وهو في منزله من يِلْكَ المَحَلَّة وأرسَلُوا إليه بأنَّ أسْكِيَ يناديه» وقام 
مُسْرعًا مجيبًا إلى أن أتى إليهم» ووجدهم في جِبّاءِ أسْكِيَء وأْدخَلُوهُ وأخبروه 
بموته» وكَشَهُوا الَوْبَ له عن وجههِ ورآه» وقالوا له: يا محمود هذه مُصِيبَةٌ نَرَلَتْ 
بنا وَبَلاءٌ عَظِيم شَمِلَثْنَا كُلّناء ونظن هذا اليوم هو آخر أيَّام دَوْلّةَ أهل سُنْغْيْ ويوم 
فنائهم» وقد رأَيْتَ بَلْمَع صادق قَمّل كَنْفَارٍ صالح أخاهء وقتل كَبَرَ قَرْمَعَلُواء ثُمّ 
جهّرٌ الجيْشَ إلى قِتَال أَسْكِيَ مُحمّد بان» وخرج هو بجيثه للقّائه؛ وها هو أسْكِيَ 
محمد بآن قذانزل به قَضَاء الل وَكَتَرُهِ وها هنا أبتاء أبيهم كلهم عاضِيون» زلا 
يُسْلِمُ أخدٌ منهم لأحدٍ في هذه السَّلْطَئَة وألْقَى الله العَدَاوَةَ والبَعْضَاء بينهم. وما 
)١(‏ جاءت تهجئة هذا الاسم أيضًا على: مّكْ كُرَيْ كي [ص150]؛ وهو لقب كبير خدم القصرء 

وكان له نفوذ سياسيٌ وعسكريّ ملموس. 





0 تاريخ الفئَّاشش 


55 


كان لأحدٍ منهم لأخيه فُرَةٌ إلا قَتلَهُ على هذه السَّلْطَئَة» وما كنا إلا عبيدًا لهم فماذا 





ترى؟ وما رأَيّْكَ في هذا؟ فإنّا كلّنا لا نَرْضَى إلا عليك؛ ولا تَتَقِقُ على أحدٍ سواك؛ 
لما فيك مِنَ الصّبْرٍ والحِلّم وحُسْنِ التّدبير» ومع ذلك كله إِنَّكَ كبيرهُمْ وشَّئِحُهُمْ 
فنرى نحن أن مُوَلّي السّلْطَئَة السّاعة قبل أن يَقْطنوا بموته وتنادي جميع المعائِدِينَ 
منهم وَعََارِيتهُمْ وأشْرَّارَ النّآسِ فيهم. وتُرْسِلَ لكل واحدٍ منهم رسولاً ويقول أسْكِيَ 
هو الَّذِي يناديه وكلٌ مَنْ جاء منهم تَْمُرنَا ِقَيْضِهِ وتَقفِهِ بالحديد» ومَنْ 

[ص"1] 

يَسْتَحقٌ القتلّ منهم فنقتلهُ الآن بأمرك, حتَّى يَتِمُواء ْم نضرب عليك طبل 
السَّلْطَئَة فنطلعك» فتكون أَسْكِيَ بلا مُتازعة أحدٍء ثُمّ نّسِيرُ إلى قِتَال بَلْمّع صادق 
كتتكله :فهذا عاءرآيناء وهو الضؤافه» نندت يكون شلامة أذواجنًا. .انا أولاد 
أشكيّ داوود وحَمَّدَنُهِ فلا نرضى بأحدٍ منهم أن يكون واليّا علينا أبدًا لشرّهم 
وظعْيانِهِمْ ولِكَوْنِهِمْ قاطعين الرّحم. وسكت محمود مليّاء ُمّ أجاب وقبل راضيًا. 

وأولادُ أسْكِيَ داوود وَحَمَدَنْهِ وأسْبَاظهُ الذين يحضّرٌونَ هُنالِكَ حيئئذٍ أكثرٌ من 
سبعين فارسّاء وأكبَرُهُم إسحاق الزَّعْرَانَىُ» ومُحَمَّد كَاعٌ» ونوح» والمصطفى. 
وإسحاق الرّعْرَاننُ أسن منهم:”'' وهو يَوْمَئِدِ فارِمُئْدُ. وانّقَقُوَا على هذا الرّأيء 
وأرسلوا واحدًا من الخصيّ المسمًّى تَبَكَلٍ إلى إسحاق أوَّلاً وأمروا المرسُولَ أنْ 
يقول له إِنَّ أسْكِيَ مُحمّد بان يناديه؛ فأتاه تَبَكلء وأَلقَاهُ جالسًا على حصيرة صلاته. 
وخلا به ونم له وأخبره تَبَكلِ المذكور بموت أسْكِيّ مُحمَّد بان وَأعلمّة يما كان 
عليه القَوْمُ» وبما يَُادُوتَهُ بسببه» وكشّف له أَسْرَارَهُمء ووضّاهُ بأن يحْذَرَهُم؛ فقال 
)١(‏ إسحاق الزغراني: سبب تلقيبه بالزّغراني كون أمّه زغرانيّة واسمها فاطمة بص [ص١8]»‏ وقد 

يكون هذا اللّقب تفريمًا بينه وبين إسحاق الأوَّل الملقب بإسحاق كَدِينء أي الحجر الأسْوّد. 


5 : 0 
الباب الثّالث عشر: أشكي مُحمّد بان 49 
1 لل و هت اه سدح دل ا ل ال ا 1 0 





له إسحاق: ارجِعْ إليهم وثُل لهم إنْي أجيء؛ فرَجَعَ الرّسُولُ وأخبَرَهُم بأنهُ يأتي. 

ّم أمَرَ إسحاق بإخوانه وأحبّائه وأولاد إِخْرَانِهِ وإخْوّتِهء وأخبرهم بما جرى 
وما كان عليه القَوْمُ لهم وبما عَرّمُوا عليه وهمُوا به» ثُمّ ركب وركبّ أهَاليه معهء 
وهُمْ على نحو مائة سِلاحِهِمْ محرّمين بُِرُوسِهِمْ؛ كما رَعَ اق إلأَ رهج يُولهم» 
كَدَاروا بخبّاء أسْكِي الَّذِي فيه القّوْمُ على جتازة أسْكِي مُحمّد بان وَحَاظُوا بهمء 
ونادى هَيْكُي وشَعْ قَرْمَ وبَارَيْكُيَ» وأجابوهم في داخل الحْبّاءء ومحمود بن أسْكِيّ 
إسماعيل معهم؛ فخرجوا إليهم خَاضِعِينَ طَائِعِين خَائِفِين مُرَرّعين القلوب» وقد 
ضاق 

[ص14] 

بهم ذرعًا. 

وقال لهم إسحاق: قد عَلِمْنَا ما جرى وسمعنا ما عَقَدْثُمِ عليه من عَدَاوَينًا 
وَيُْضِناء فقد كشّف الله لنا السّرّ الذي عقدتم عليهء فقد أفْضَحَكُم الله. إِمَّا أن 
ُسَْلِمُوا لناء أو يكون هذا اليوم آخرّ أيَّامِكُمْ في الدَّنْيا يخرِبٌ الله فيها بُيُوتَكُم 
ويصيروا أولادُكُمْ فيها يَتَامَى أَرْوَاجُكُم أرامل. وتعلموا أنَّ الله قد أَخْرَّاهُم لهء 
ورَمُوا أَنْفُسَهُم على الأرْض ورَجَعُوا نَاكصِينَ» يحملوا الثُرابِ على رُؤوسِهِمْ لد 
ومحمود معهم في ذلك. قالوا كلَّهُمْ : أمْرُ الله ثُمَ أمْرُكَ السّمْع والطَاعَةُلله ثُمّ لك» 
وأنتٌ أمِيرُنَا وسُلْطانناء ولا تُطِيعُ لأخدٍ إلا أنتء وحَبْلُكَ في أعناقنا؛”"2 فاعف 
عنَّاء ودَخَلْنا لك في حُرْمَة أسْكِيّ مُحَمّد وبحرمة قَدَمِهِ التي وقّفَ بها على رَسُول 


)١(‏ تعبير محلييٌ كناية عن العبوديّة والخنوع؛ إذ كان أرباب العبيد يضعون الحبال في رقاب العبيد 
مثل بهائم تجرٌ إلى السّوق. 


7 تاذ الفئّاث 
22 تاريخ الفتال 


لله ييِِ في رَوْضَتِه الشّريفة.٠"‏ انزل الآن على فَرَسِكَ فَنْطلَمَكَ وتَضرِب عليك طبل 
السّلْطَئَة وتكون سُلْطَانناء فتَْسِلَ جَتَارَةَ أخيك أسْكِيَ مُحمّد بان الهالك وتَذْفْتَكُ 
ونرحل غدًا لقتال بَلْمَع صادق أخيك. وتَدْفَعَ عليك بِأسَّهُ فنزل ونزل أصحابُةُ 
وحيدَئذٍ تفَطَنَ الجيّشُ بموت أسْكِيَ مُحمّد بان» وحَضَّرُوا جميعًاء وضربوا الطَلبْلَ 
على إسحاق. وأمِّرُوهُ وتَسَلْطَنَّ» وحملوا له الثُراب على رُؤوسِهِمْء وجاؤوا 
بالمصْحَف وحَلَقُوا له به بأنْ لآ عَدْرَ ولا غِسْنّ ولا خدع. 

وأمر بِعَسْلٍ جَتَارّة مُحمَّد بانَّ» وغسلوه وكَمَنُوه وإسحاق جالسٌ على سَرِير 
مُلْكد وأمر بحمله إلى كاعء وأْتْبَّعهُ بعضٌ أغْيَّانِهِ وبُكر لَنْبَار أشكيًا لْمَعْ الَّذِي هو 
الكاتب؛ ودَقَتَهُ وراء جدّه أسْكِيَ مُحَمّد المرحوم» وكرَّ راجمًا إلى المَحَلَّةَ في بي 





]١7١هص[‎ 


يَلْكَ اللَيْلة: وفي بعض التّوَاريخ أنَّهُ أقام في كَاعٌ بعد دفن أخيه يوم أو يَوْمَيْن. 

وقام أسْكِيَ إسحاق وبَكّرَ واْتَكُرٌ وتوجّة إلى لقاء أخيه بَلْمَع صادق وأشْبَعٌ 
الجِيْشنَ في يَلْكَ اللّيْلّة» ومّسّمَ لهم العَطَايًا وأقَاض عَلَيْهِمْ المنّح وأَرْضَاهُمْ؛ 
فَرَضُوا. وكان أَسْكِيَ إسحاق كريمًا جَوادًا. 





)١(‏ من الملامح الكاشفة عن مكانة المشاعر المقدّّسة في المخيال الأفريقيٌ كثرة استشفاعهم بها 
عند الخصومات, وقد ورد مثل هذا في عدَّة مواضع من هذا الكتاب؛ ومن ذلك توسّل العجوز 
إلى أسكيا داود بمقام والده في الرّوضة الشَّريفة. ص 494؛ .]١٠١‏ 


10-0 0 2 
الباب الرّابع عشر: أسْكِيَ إسحاق الثاني (زه؟ 








الباب الرابع عشر 


عه - ١‏ .و إلا )1 
أسكي إسحاق الثاني 
وسَارَ إلى بَلْمّعع صادق وذلك يوم ثالث عَشَرَ جُمادى الأولى عام ست وَيسْعِينَ 
1 1م - ؟ه و 39 ديو 
وتسعمائة» ولا عِلِمّ عند بَلْمّع صادق بموْتٍ أسْكِيّ مُحمّد بان» ولا بطلوع 
إسحاق» وهو في البَيْدَاء بجيشه يَسِيرُ ويأتي وَيَحْسَبٌُ أنَّ قُنُوبَ أهل كَاعٌّ تميلٌ إليه 

بالمحبّة مع ما يَسْنِدُ إليه مِنْ كَثْرَةِ مَنْ معه ويعتقد أنْ لا غالبٌ إلا هو. 
فما فَاجَأَهُ إلا بأربعمائة قارس فرسان الشَّبابء ليس فيهم سوى لابسِين 

القَلَنْسُوَةَ من أولاد الأساكي» وغيرهم يُهَرْوِلُ بهم خيُولهم. فَلَمّا أنْصَر بَلْمَ صادق 

وَقَوْمُه ؛ َرِحُوا بهم وظنُوا أنهم جاءوا إليه مُطيعين خحَارجين على أسْكِيَ مُحمَّد بان» 

حتَّى إذا دنَوْا منهم نزلوا كلهم وَوَكَقُوا على الأرض وحيَّؤةُ: : تقر تكرًا بلعم تقر 

ُدكرً! (" أسْكِيَ إسحاق أخوك يُسَلَّمُ عليك» ويقولٌ إِنَّ الله قَبَضَ ال أقارن امد باذ 

أن يموت الفقأة وأعطاه الله دار أبيه وعلنة ؛ كاف أهل سنقن م كلكلاناء 5 

بإذن الله. ومن أطاع كَلَيْسَ له عنده إلا خيرًا ومحبّة وصِلّة» ومن خَالتَ كد حالف 

أمْرَ الله وَعَضَاهُء ومَنْ تحصى أُمْرَ الله لا يَلُومُ فيما أصابه في ذلك إلا تَْسَهُ؛ فأمر 

)١‏ يقال له أيضًا: إسحاق الزغراني» ينظر [ص177]. 

(1) تكرٌ: كلمة سونتكية تعني امّلك» أو ما ينسب إليه. وهي هنا كلمة تبجيل. ومن مواردها القديمة 
اسم ملك غانة (تُتكامّنين) الَّذِي ذكره البكري (المسالك؛ 2174/5 حيث المقطع الأول 
(تونكا) يشير إلى لقب «ملك». ينظر: أ5ع717 01 80025 2ك[ أمعاعمى ,ععصم.] علرعزم 
«(2004 ,عداع7 1امج1 1.) ,11160 كويبدو أن استعمالها خصّص في عهد 
الأساكي لمن يشغل منصب بَلمع وكورمينا فاري. كما جاء عند السعدي (ص178). 





2 تاريخ الفتَّامْ 
كك ريخ الفئاش 


بَلْمَع صادق رجلاً من قومه أن يسْألهِم: أحَقٌّ ما تَقُولُون؟ فَحَلَهُوا له بذلك. فدخل 
الرَّوْعٌّ والحَوْفُ والخشية في قلوب جَيْشِهِء وضرب بَلْمّع صادق الطَبْلء وأمَرَ يِلْكَ 
السّاعة بالرّحْلة والرّكُوب 

]١١5ص[‎ 

إلى مُلاقاة إسحاق ومحاربة أصْحَابه أربعماثة فارس الذين أَرْسَلَّهُمْ مُنْذِرِينَ به» 
وركب بَلْمّع صَادِق ومن معه مُنْكْسِرِينَ قلوبهم وأظرًأ عَلَيْهُمْ غاية الفتور والكسل. 


وساروا إلى أن أَنَوْا مكانًا سمعوا فيه أَصْوَّاتَ ظبُول أسْكِيّ وعَايَنُوا رَهُْجَّ 


أمام الجيش ؛ ضَحّ أصحاب بَلْمَع وأيقنوا أن قَدْ شَمِلَهُم الهلاك والتّلف. 

وَوَنَبَ بهم أصحابُ أسْكِيَّ وثبة الذئب الصَّاري على الخروفء ونَطرُوا إليهم 
ةلث ارين إلى الفريسة ومثلوهم في أغيههم كاُّمْ أفراح الدّججايجة الوا مع 
البّازء وحملوا عَلَيْهُمْ وشتَّتُوا شملهم شَّدَرَ مَذَرَِ وَوَلُوا القوم مُدْبرِينَ وما منهم مَنْ 
وَقَفَ لي لِيَعلْمَ ما الخبر. بل كَسَّروا وفرّقوا عن بَلمَع. وكثيرٌ منهم من نَزَّلَ عن فَرَسِهِ 
ونَرَّكَ في البحر وَعَامَ وقَطعّ البحر عريانًا إلى كُرْم. ومنهم من دَخَلَ في حُفْرَةٍ 
التعالب» ومنهم مَنْ صَعِدَ فَوْقَ | 03 لشّجرء وَشَّرّدٌ خُيُولَهُ؛ إذ لا قِبَلَ لهم بِججَنْدٍ أشكي» 
ولا يَقُدِرون على مُبَارَرَةِ جَيْشِهء ولا يقف. 

كلما رأى ذلك بَلْمَع رمى َفْسَهُ بين القَْم يَتَتَبُّ الصُّمُوفَ يظلُبُ إسحاق» ولا 
يبالي بمن لَقِيَ منهم ومَنْ أتاه منهم هرب منه ولا يَتَعَرَضٌ له» وصَاح به إِخوَانة 
الذين كانوا 
)١(‏ بلغتاهم: كذا في الأصلء ولعله من (بُلغة» بُلغات)» وهو حذاء مغربيٌ تقليدي يصنع من جلد 


الغنم» ومراده: سمعوا أصوات أقدامهم وحركة بُلغاتهم. 





الباب الرابع عشر: أشْكِيَ إسحاق الثاني عه 
رسب 
[ص7١7١]‏ 


مع أسْكِي : ماذا تَظُلْبُ يا عَدُوَ نَفِْه؟! اخْرّخ مِنْ بينناء ولا تكن قَاتِلَ النّفْس! 
أيْنَكَ بأشكِي الَّذِي تزعم أَنَّكَ تَظلْبُه؟ وهو في مَنْعَةٍ وتّوْرَةٍ أربعة آلاف من الرّجال 
يحملون الحريشَ أمامه» ألْمَيْن مِنَ العَبِيدٍ الخْضْيانٍ وراءه» وإِنْ أذرككَ خِضْيَانه 
هنا قَتَُوكَ وصَيّروك غِدَاءَ العُقْبَانِ والتُسُور. ثم أتاه ابنا أبيه لَنْيِنَ كَرْمَ بكر وأَرْيمَرْمَ 
هارون:» ابنيئ أسْكِيّ داوؤود» وَأَخْرَجَاءُ كَأَنّهُمَا يريدان طَعْتَهء وَمُرادُهُمًا أن يُهَرّباة) 
وخرج هاربًاء وتَبِعَهُ مِنْ قومه أحبَّابُهُ إلى منزلة محلّتهء وهما معه يَظْرُدَانِه وهو 
على فَرَسِه المعروف المسَّمّى بِامَرْسَ في قَرَّةٍ عَضَبٍ وغَيْطة يَأنُْ على الهروب» 
ولا يبغيان له الموت. فَلَمّا أتى محلَّتَهُء وله مُالِكَ ثلاثةٌ مِنْ جَوَاريه أي سَرِيّاته 
وأربَعَةَ عَشَرَّ نسوة من الحدَّاديّات الزَّامِرَاتء وكان معه أربعٌ وثَّلانُونَ جمالاً» 
وحمل عَلَيْهِمْ سَرِيّاته وحَدَادِيّاته ونَمَائِسَ بضاعاته وكِسُواتِهِ وشيئًا مما أتى به من 
الأرْوّادء”'' وجِعَلَّهُمْ أمَامَهه ومعه من الفُرْسان سبعة عشر على حُيُولٍ مختّارين» 
وخمسة حُيُولٍ عَلَيْهِمْ السُرُوجٍ يقودهم أمامه.”"© وتَأخَرَ عَلَيْهِمْ خَلْمَهُمِ مع بعض 
قُرْسَانِهِ يساقهم أْمَامَهُ هاربين. ٍ 

قَلَمّا وصل أسْكِيَ إلى موضع مكَلَيه الذي خرج فيه هاربّاء نزل هُنالِكَ وبات 
فيهء وَاخْتَارَ مِنْ قَوْمِهِ خمسين فارسًا وأمَرَ عَلَيْهِمْ ححصّل قَرْمَ عَلُوا وُلْد سَبِيل» وعَبْدَهُ 
الحَصّيَ أنَكَرُمَ زَكْتِء وأتبعهم بَلْمَع صادقء وأْمَرَهُمْ أن لا يرجعوا إليه إلا بتَفْسِهِ 
يدا ابراه فل 


3 موءه 


وتَبِعُوهُ يَفْتَمُونَ آثارَهُ وأين بات. وارْتَحَل مِنْ عِنْدِوء فأتى حَصل فَرْمَ تِلْكَ 


)١(‏ الأزواد هنا جمع زادء ويجمع أيضًا على: أزُْوِدَة. 
)١(‏ في الأصل : (يقادهم). 


ححر تاريخ الفَامْ 
25 للد تست 
الموضع عَشِيّة يومه حبَّى أتاه إلى مكان يُقالُ له رَْرَْ في قِبْلّة مَنِْلة بلد بَنْبَء وأعيا 
عليه بَعْضُ جِمَالِهِ التي يحملون بعض نِسْوَّتِهِ والرّجَالُ يَمْشُون على أَمُدَامِهمْ مِنْ 


]١1١؟8ص[‎ 





وبعضٌ الحُيُول ترَكَهُم هُنالِكَء وأمَرَ بحمُولهم وعَدِيلاتهم. فَرُمِيّتْ في البَخر 
وَمرَّ م لم يزل في إذلاج وتأويب وإيجافي وتقريبٍ حنَّى جاء تُنْبُكْتُ بعد صَلاة 
العِشّاءء وقد سَبَقَهُ الخبرٌ بنعي أسْكِيَ محمد بان والأراجيف المكاذبة بأنَّبَلْمَع 
صادق هو الَّذِي تَوَلَّى مَكالة» وقرح به أهل تنبْحْتُ فرحا عظيمًا. 

َلَما دخل تُنْبِكْتٌ قَصَدَ دار السَّيّد الفقيه مُحَمَّد بَعَيُعُ (رَحِمَهُ الله) ودخل عليه 
وشاع إتيانه في البلد يَلْكَ اللَيْلََ وأرسل رُسُلَّهُ إلى أَحْبَابهء وأَنَوْهُ هُنالِكَ ومكتّ 
َنْدَهُ بقيّة ليلته» ثُمّ خرّجٌ وقْتَ السّحْرِء ورَودُوهُ بعضهمْ. وأذركة اللَّيْلُ بقرية كَنْدّم» 
ونَرّكَ حارج البَلَّد؛ قَعَقّبَهُ حَصّلِ قَرْمَ في دُنْبْكْتُء وَدخَلَهُ وقْتَ المغرب» وأخذ 
تبْكْتٌ مُنْذُ وثقّفهُ في الحديدء ومرّ في يَلْكَ اللَيلّة وبات. 


َم قام بَلْمّع من مَبِيتِه آخِرٌ اللّْلٍ ودَخَلَ تَنْدِرْمَ وقْتَ الضُحى ومرٌّ»ء وما يراه 
أحدٌء وقصد مرسى بلد سّنَّ. وتلقّى بِالقَوَارٍِ هُنالِكَء وأخدُومًا وقَطَعُوا تِلْكَ 
البَْر بهم. كَلَمَّا وَصَلُوا البَرّ مرُوا ولم يلبثواء وساروا إلى أن تَرَلُوا ببلدة كُيِمَ تحت 
الشّجرّة الكثيرة الكائنة لها من ناحِيّةٍ القِيّلة» وجاء أهل كُيمَء وسألهم عَلَّفتَ الخيل» 
وأتَؤْهُم بِضييّة الدّخْنِء وقظعوها وقسَّمُوها على حُيُولهِم العاجزين. 

فَعَقّبّه حَصّل فَرْمَ في تَنْدِرْمَ ودخله وقت الظهرء وسأل التّامنَ عنهم ؛ فأخْبَرُوا 
أنه مرّ عَلَيْهِمْ ضُحَى هذا اليوم؛ ومَرُوا في إثره» وجازوا إلى مرسى كُرُم وَقَطعُوا 
بِخْرّهًا ومَرُوا راكِضِينَ حبَّى وصلوا إلى قُرْبِ كيم ومعهم الدّقُوفُ يَضْرِبُونهاء 


5000 200 ووو 
الباب الرّابع عشر: أسْكيَ إسحاق الثاني زوه 
السسللللللل ل _ ل 2ت 


وسمع بذلك؛ نهض حَيئَئذٍ وركب وحدَهُ على قَرَسِهِ بامَرْسَء ولحقهم حَصّل فَرْمَ 
مُنَالِكَ وخيولُ أصحاب بَلْمَ في 

]١1١9ص[‎ 

المرعى يَأكُلُون الحشيش. ودخل حَصُّل قَرْمَ وقَوْمُهُ بيْتَهُم وبين خُيُولهم 
وجِمّالهم» ومُنالِكَ أَحَدُوا بيع مَنْ مَعَهُ وما معه من الجواري والبُسُطء وقَبَضُوا 
وراء البُحَيْرة على ضَفَيِهًا وهم ينظرونهء وعليه دائِرَةُ مِلّف2'0 الحمراء وَقَرَسُّهُ هذا 
المسَمّى بامَرْسَء وهو ولد رمكة رجل من بلدة دَنْدَكْرَ اسمه مُحَمَّد سابّن» وقد بلغ 
ذلك القَرَسنُ في القرّة والمجرْي غايةً ونهَايَة بحيث لا يُجَارَى ولا يُبارى. 

م قطع حَصُل قَرْمَ وقَوْمُُ يِلْكَ البُحيْرَة بعد دَمَابِه بقلييل» وسَبَقَهُم بَلْمّع إلى 
كُيْبَء ورمى قَرَسّهُ في البحر الذي كان هُنالِكَء وَقَطعَ به البَحْرَ عند عُرُوبِ اسمس 
ذلك اليوم. وَوَصَلَ حَصّل قَرْمَ إلى كُيْبَ بعد العَشَّاء وسّمع الحَبَرَ وأسْرَعُوا في طلب 
السّمْنَء وما حَصَلَ لهم السّمُنُ إلا الصّبح وقَطعُوا البَخرٌ ودَحَلُوا في إِنِْهِ يَقُْونَ 
آثارة. 

وجاء بَْمَع إلى قرية تُسَمّى لُنْفُ بقُرْب بُوي وهناك ولَدُهُ أشكي مُحَمَّد بنكَنَ» 
وهو صغيرٌ عند أمَّو زَنَبَ كَاوَء ووقف ببابها وناداهاء وخرجت بوَلَدِهَا مُحَمَّد بُنْكَنَ 
المذكور ودتَعَتْهُ إليه» وَأَحَذَهُ ووَضَعَهُ معه في سَرْجِهء ووّضَعٌ يدَهُ على رأسه وبكى. 
ومضى وتوجَّة إلى بلد بُويُ» وَمُنالِكَ أغيا عليه فَرَسّهُ بِامَرْسَ وعَجرّ ووَقَفَء ونزل 
عنه. وكان هُنَاك فَرَّمنُ حَمْدِي لبعض 


]١5٠١ص[‎ 


)١(‏ أي عمامة. 


7 تا به الفكات 


عَبِيد أسْكِيَ» أَحَذَّهُ هُنالِكَ وَوَضَعٌ عليه سَرْجَهُ وركبَ عليه وَانْصَرّفء ولم 
يتَعَرَّضْ له أحدٌ هُنالِكَء وتَوَجَّهَ إلى الحجَر وَحْدّه. 

وبعد انْصِرَافِهِ مَحَلَ حَصّل قَرْمَ وقَوْمُهُ في ذلك البلد» وقد عَجِرُوا أَفْرَاسُهُمْ 
وانْسَا نَسَلحَّ ظهُورُهم ووقفوا ونزلوا بباب دار بتكن وَأَخَدُوهُ وسَّتَمُوهُ وسبُوةٌ وكادُوا 
أن يَندُلُوه لِمَ تركهُ حبَّى مرّ عليه ولم يَقْيِضْه؟! ثم كرُوا راجعين على آثارهم إلى كَاعٌ 
حين عَلِمُوا مُتَحَقّقِينَ أنّهُمْ لا يدركونه» وأيسُوا مِنْ لحُوقِه. ائتهت ت القِصّة. 

تذييل: اسم مَنْ بنى بلد بُويُ هي امرأةٌ اسمها يانو» وكانت تملكها قديمًا. 
وَبَنَتْ أختها المسمّاة ببيرَ بلد أنْكَنْدَ وبلد أبيهما مُنْبْنٍ وبلد أمّهما دَعْتَكُمْ 
وجلست يانُو المذكورة أوٌّلاً فى يَلِكٌ القرية» وقد كانت واصلاً في الحجر بين 
دَعْتَكَعْ وهُنْبّر. ووقع حربٌ وقتَّالٌ بِينَهَا وبين شِي عَالِء وهَرَّمَهَا شِي وسَبَى ابنة 
أختها جَتَء ثُمَّ اسْتَجَاشَ مائتي سفن لقتال أهل أنْكَنْدَه وحصرهم بتِلْكَ السَّفْنء 
فلا يَدْخْلُ داخلٌ ولا يحرج حَارِجٌ» إلى أن هَرَّمَهُمْ شي. 

ووجد يَوْمئِذٍ في يَلْكَ البلد ثلاث قبائل : سَنْعُي وجَمْ كرِيّ والزَّناجِيّة» وَقَتّل 
جميعٌ مَنْ وجد مِنَ القَيلتيْنِ الأولييْن إلا قليلاً منهم وأخذ ذلك القَلِيلَ وجميع مَنْ 
وَجَدَ مِنَ الرَّناجيّةء ثُمّ أفْلَتَ مِنَ الأسَارَى سَبْعَةُ رجَالٍ 

:]31 ١ اضن‎ 


ثلانَةٌ مِنَ الزّناجِيّة» وأربعةٌ مِنْ جَمْ كَرِيَ» وأسماؤهم: مُحَمَّد كرْبَء ومُحَمّد 
نَيْء وبْرَيِم» وكبَرَ سَدكمة ومابَايَعُم سِبرِيء وِبْكَرْ مَيْكَء وأَنْكَنْدَ مَيْكَ. وهَرَبُوا إلى 
مكانهم انكنة؛ .وجلشو سال كد ثلانَةِ أغوّامء وليس لهم زوْجَاتٌ. ولما شق 
عَلَيْهِمْ ذلك قامُوا إلى الإمام أسْكيَ الاج الككد 1 الله)» وَوَافَقَ ذلك بِدُخُولِهِ 
في السَّلْطَئَقَ يطلبون عنده رَوْجَاتِ؛ فرْوَّجَهُم سبع إماء من زَنَاجِيتِهِ وهنَّ: عائش 


الباب الرّابع عشر: أسْكِيَ إسحاق الثاني 





عَرَناك + وتاك ميم ورْنَبَ مَكَء لم عَالِء وحَدِيجٌ سُرْكُ وسَفِيّة جنجن» 
وأيئّة كاي. كَلَمًا رَوَجَهُم ياه شَرط عَلَيهمْ لَه مِنْيَايِسٍ الحِيئَانٍ على كُلّ أحدٍ 
منهم حُرْمَةٌ منهاء وألاً يكَرَوّج ذريّةُ بعضهم لذُريةِ بعض؛ فَقَبلُوا ذلك ورَضُوا به 
وذهبوا بزوجاتهم إلى أنْكنْدَ. 

لْبَرْجِعْ إلى ما كُنا بِصَدّدِه. 

نّ لما سبى شي جتَ المذكورة أعطاها لأهل بَلْدَِمُورْ كُْرَِ وتَرَوّجها أخو 
مُورْ موْكَارُ ووَلَدَتْ له مَنْسَ عَلُوا ميْدَعٌ» َم رَحَلَتْ يَانُو بعد انقراض بي عَالٍ إلى 
بوكر وسَكتثها» وعَظمَْ مُلْكُهَا مُنالِكَ. وكانت الفِثْئّة التي ذَكَرْنَاهَا بين يَانُو وشِي عَالٍ 
عام سبع وَيِسْعِينَ مِنَّالَرْنِ اناسع في اليوم الثاني عَشَرَ من المحرّم. 

وكان في أرض بر حدّاد اسمٌه مِنِْجَم مِنْ جهّة كرَنْكنء قام على بر ُيْ مَنْسَ 
مسن وطغى وتغلب على يَلْكَ الجهّة حبَّى حَطبّ على بَرَكُيْ الْثَهُ؛ لِيترَوجها.'" 
واسْتَعَان بَر ع بيانو المذكورة بأنْ يُقَاتِلَه وشَرَط عَلَيْهَا أن يُعِيَهَامِنْ أضه إن 
فَعَلَتْ ما شاءث؛ كَأَتَنْهُمُ في خمسين 

8 


فارسًا كَقَائَلئهُم ومَعلَتْ مِنْدِجَم واسْتَأْصَلَتْهُمْ وتبعَهُمْ إلى بَرِكْبِء وخيّرها بر 
كُن؛ فاخْتَارَث أَرْض بُويُ فَسَكَتَنْهَاء ثُمّ ماتت يانو» وما تَركَتْ ابنًا إلا ابنَ أَحْيهًا 
جَتَ مَنْسَ عَلُوه وذهبوا وحملوه من مُورٌ كُيْرَءِ وقدَّمُوه عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا. وكان بَتَكُْ 
هو أوّل من تسمّى بتكئ» ولذلك ينسبونهم إلى مَيْدَعَ . 


وكان بين مَنْسَ عَلُو المذكور وبين كَنْمَارٍ عمر حب .وكان يَرُورة في تَنْدِرْمَ كل 
رِ ِ 1 





)١(‏ تظهر جرأة هذا الرجل في إقدامه على خطبة حاكم بر إذا عُلم أنه من قبيلة حدّادية» أي من 
العبيد. ولا شك أن هذه الخطبة تستفرٌ زعيم بر مَنس موسى وتُشعره بالإهانة. 


جو تا ره أافكاة 
لؤه؟) تاريخ الفتَّاش 





عيدٍ ويصلَّي العيد عِنْدَهُ وكان ذلك سببًا لملكه إِيّاهُم. انتهى. 20 

لْتَرْجِعْ إلى مَقْصُودِنًا مِنْ كلام بَلْمَع. 

وَرَأيْثُ بخطّ خالنا القَّقِيه يوسف كعت بن ألْمَعْ محمود كَعْتِ رحمهما الله أنه 
جاءه مَرْسُولُ الأمير عَشِيّةَ الأربعاء يوم عيد الفِظرٍ إلى القََاضِي عمر بن محمود 
(رحمهما الله) بأنَّ الجيّلبّينَ وقَعُوا على بَلْمَع صَادِق وأَحَدُوهُ غِيلةً. انتهى. © 

ومِنْ خَطّه أيضًا قال: «وكانت هذه الفِْئّة مِنْ أوّلها إلى آخرها أَرْبَعَة أشهّر. وأما 
أسْكِيَ إسحاق متى انْصَرَفَ مِنْ قِتَال بَلْمَع ورجع إلى كَاعٌ اجْتَمَعَ عليه جُنْدُ سْنْعْيْ » 
واتَمَُوا عليه وأسادوه»”" وأَطَاعُوةُ؛ قَبْضَ كُلَ مَنْ تَبِعَ لمع صادق» وجاءوا 

]١47”ص[‎ 

معه في عَسْكرِه من كُرْمِنَ وبَلْمَعَي وبر وِزم» وأَسِرَ مَنْ أسِر وقيِلَ مَنْ قُل» 
وضرب مَنْ صرِبَء ومات أكثر المضرُويِينَ» وسُجن مَنْ سُجنء وعُزِل مَْ عُزل» 
ولم يبق بأرض بر بََدُ لم يَْلْغُ شر إلا أْكندَ؛ لأنَ رَتَاجيّكتها مِلْكُ الشُّرّقاء. وكانوا 
هؤلاء الرَّناجيّة وَدِيِعةَ في ذلك الزَّمَاذٍ لملِكِ فَاتِ وبَنَكُي عليّ. ومن الذين سجَئّهُم 
أسْكِيَ في ذلك الأمر بَرَّ كُيْ عمر وأسْكِيّ بُكرء وبُكر بن ألقَكِ وغيرهم مما لا 
يحصى). 


)١(‏ إذا كان كنفار عمر قد توفي عام (919ه/ 1917م)؛ وكان سبي أمَّ منس علو عام (41/ه/ 
47>» فإِنَّ سن علو يوم وفاة كنفار عمر كانت عشرين سنة على أكبر تقدير؛ مما يدل على أنه 
قد تلك في سن مبكرة: خاصّة أنّ سياق الخبر يفيد بن زيارته لكنفار عمر قد تكدّرت لعدّة 
سنوات. 

(؟) هذا بخلاف ما ورد عند السعدي؛ إذ صرّح بأن رجال أسكيا إسحاق قد لحقوا ببلمع صادق 
وأصحابه؛ فقبضوا عَلَيْهِمْ وقتلوهم بِكَنْتَ. (ص118). 

(3) أسادوه: يريد (سَرّدوه)» أي جعلوه سيدا عليهم. 


5 2 نا 
الباب الرَابع عشر: أشْكِيَ إسحاق الثاني زوه ؟] 
ل ل 5 2 2 تت 





وهذه الفتنة هي أوَّلُ حَسَارّتهم وَمَلاكهمْ وقَنَائْهم قبل مجيء جيش مولاي 
أحمد الذّهبِيء وهي سببُ خرابة بلد تَندِرْم وكلٌ مَنْ خَرّجَّ منها مع كَنْقَارٍ صالح لم 
يرجع منهم إلا قليلٌ من أسافلهم. 

وكان أسْكِيَ إسحاق كريمًا سماحًا جوادًا جميلَ الوجه. بَلّمَ غايةٌ في التَّصِدّق 
والعطاء. وكان محبًا للعُلَمَاء مُكْرِمًا لهم. ومِنْ إكرامه إِيّاهُمء وعدم مُبّالاته بالمال 
ما ذّكر لي شيخي الفقيه محمود بن مُحَمِّد أنَّهُ كان جالسًا عشيّة يوم السَّبْت بحذاء 
مَسْجد كاع» إلى أن وَكَدَ إليه وَفْدُ كَلِيلُ من أرض بَرَ يريدون أن يُعْظوهُ أنْفُسَهُم ؛ 
فسألهم أسْكِيَ إسحاق مِنْ أين قَدِمُوا؛ فقالوا: بلد أَنْكَنْد. فقال: فما أسماؤكم؟ 
قال كبيرهم: أمّا أنا فَاسُمِي حَمْدٌ بن بُكَرْء وأمّا هذه المرأة» وأشار إلى امرأةٍ من 
ِسَائِهِم» فهي زوجتي اسمها سونُ بنت سُرِ. وأا صَاحِبِي هذا قَاسْمُةُ حمدٌ بن جُنْكُ 
كُوء وأمّا زوجتهُ هذه فهي أختي اسمها بَنَا بنت تَيْ.”' وأمّا ثالثنَا فاسمه صالح بن 
بَتّء ثم قال لهم أسكيّ: 

]١4؛ص[‎ 


من أي قَبِلَةِ أنتمْ؟ فقال كبِيرُهُمْ : وأمّا أنا فمِنْ سُنْمُيْء وأمّا هذا فمِن زِنْج 
بَكْبِيرٌء وأمّا هذا فَمِنْ جَمْ كرِي. قال وَنْدُعَ: صَدَقْتَ ولكنّ أمّهِ زِنْجِيّة من زناجيّة 


ع 


م التَعَّتَ أسْكِيَ إلى الجاليسين حَوْلَهُ وقال لهم : هل تعرفونهم؟ أما كان أَنْكَنْدَ 


مِلْكَا للشَّرِيف ابن القاسم. فقالوا: بلى. وقال: فهل بَقِيَ باقِيَةٌ سُنْعّيْ في أَنْكَنْد؟ 
فقالوا: لاء أفناهم قتال شِي عَالٍِء وإنما هذا الكذَّابُ عَاصِبٌ لنفْسِه مِنَ الشّرِيف 


)١(‏ يمكن أن يرجع اختلاف اسم الأب بين الأخ وأخته إلى أنّهما من أمَّ واحدة وأَبَّوَِين مختلقَين؛ 
لطببعة الرّقء ويمكن أن يكون:رَاجعًا إلى أن الأخت متسويةٌ إلى أمها دون أبيها: 





000 اه اأأقكاة 
22 تاريخ الفتَّاسُ 


ابن القاسم» ثُمَ التَعَّتَ إلى حمد جُنْكُ وقال له: ما حملك يا هذا على مُتَاكَحَة أهل 
أنْكَنْدَ؟ أما كان الجدٌ أسْكِيَ الحاج مُحَمَّد (رَحِمَهُ الله) شَرَط عَلَيْهِمْ ومَتَعَهُم عن 
مُناكُحَةٍ غيرهم» وهل ما سمعتٌ ذلك؟ قال: بلى» قد سمعتٌء تَمَلَ تَمَلَّ. فقال 
لهم : أنتم عَاصُونَ له وَرَسُوله َم مر بذهم وسَجتهمْ وَََّهُم في الحديدٍ إلى 
الصّبّاحء ثم أمَرَ بإطلاقهم وَرَدّهِمْ إلى مَالِكَهِم. ”2 

ومِنْ كَرّمه وَجُودِهِ أنه أفاضّ على أهل سُنْعيْ كلّهِمْ سَيْبَهِ وجُودة ويعطي ولا 
يبالي. وذكر عن أسْكِيّ أَلْمَعْ بكر بن لَنْبَار كاتبهم أنَّهُ لما نَوَلَى ودخل في دار 
المملكة وبات فيها أَوَّلَ ليلةٍ مُلْكوء أمر بخصيّ مُنالِكَ الذي كان عِنْدَهُ أثوابُ 
أَسْكِيَ» وبيده مِفْتَاحُ بَيْتِ لِبَاسِهِ ونُودِيَّ بِحَضْرَةٍ أسْكِي ألْمَعْ بُكَرْ المذكور, وأْمَرَهُ 
بإِخْرّاجٍ الأنْوَابِ جميعًاء وأخرج إليه سبعين شَّكَارَة من جُلُود التّمره”" في كل 
واحِدة منها ثلاثون ثوبًا من كَنَّانِ دَبِ والحرير والملف. وكلّ مع قميصه التوابيل 
الكبيرة وعِمَامّةء وأمر ذلك الخصيّ الخازن أن يَعْدّ الشّكارات» وعدّها واحدًا بعد 
واحدٍ إلى عَشرة. فإذا بلع العاشرء أمَرَهُ بانْعرّاله وإِخْرَاجِهِ مِنْ جُمْلَتِهِمْ إلى سبعين» 
وجاءت سر سبع شكاراتٍ 





[صة5١]ء‏ 
وأعطاها لأَسْكِيَ أَلْمَعْ المذكورء وقال: هذا زَكَاتُهُمُ حُذْهَا مَؤْهُوبًا لله تعالى. 
لَما تمّت من مُدَّة ملكو سَبْعَةُ أَام م أطلع محمود بن أسْكِيَ إسماعيل وجعله 
)١(‏ سبق في [ص١4١]‏ أن أسْكيا الحاج محمد زرَّج سبعة رجال ممَّن نزحوا إلى أنكند» زوّجهم 
إماءً لهء وشرط عَلَيْهِمْ ألا تنكح قبائلهم بعضها من بعض؛ وذلك حفظا لهم ألا يختلطوا بعبيد 
أُكند الذين هم خاصة الشريف المغربي ابن القاسم. 
(1) شكارة: جعبة مصنوعة من الجلد تحفظ فيها الملابس وغيرها؛ فلا تؤثر فيها الرُطوبة» ولا 
تصل إليها دابة الأرض 


اباب التابع عشر: أشي إسحاق الثاني 0ك 
كَْقَارِ. وأطلع أخاه مارَنْف مُحَمّد كَاعٌ وجعله بَْمَع. 

ومما يُؤْثّرٌ مِنْ كَرّم أسْكيَ إسحاق وجوده أَنّهُ قال في مجلسه يومّاء وهو يوم 
عيد الفطر وسُنْعُيْ كله حاضِرُونء وأَعْيّانٌ بَلَدِ كَاعٌ وخاصّتُها وعامّتهاء وقال 
لتُرْجُمَانه وَنْدُع: قُلْ لهذه الجماعة: هل بقي أحْدٌ مِنْ أهل كَاعٌ مَنْ لم يدخل يَدَهُ 
إعطائي وصَدَكَّتي في داره مِنْ هذه رمضان؟ وكل مَن لم يَصِلْ إليه سَيْبِي وإعطائي ؛ 
كَلْيَهُمْ ويَذْكُر ذلك فتُعْطِيه الآن. فقالها وندع» وهو قائمٌ على رِجْلَيْه يَُادِي به 
ويكرّره» ولم يخرّج مِنْهُمْ أخدٌ يَذْكُرٌ آنّهُ لم يَصِلْه مِتَحُفُ وشاع ذلك القَّوْلُ في 
البلد» وكان النَّامِنُ يَسْأَلُ بعضُهُمْ بعضًا عن ذلكء ولم يَقّلْ أخْدٌ ِنَهُ لم ير خَيْرَهُ ولا 
وصَلَهُ إعطاؤه في ذلك. وكفى بهذا كرما وحلمًا وجُودًا وسّعَة مُلْكه وكثْرَةَ ذاتٍ يَدِه. 
فانظر كَاعٌ وعِظمَهًا وكَْرَةَ سكانها! وقد حكى لي الشّيْخ مُحَمِّد بن علي كرام أنَّ 
أناسًا من أهل السُودَان تجادَلُوا مع أَنّاسٍ من أُمْلٍ كَاعٌ وقال السُودانيُون: كنوا 

]١45ص[‎ 

كَاعٌّ وأكبر منهاء وبلغوا في أمر ذلك وَجِدَالِهِ نِهَايَةٌ يقلية وذلك في مُدَةٍ 
تالكر انيقي الساج. ودخل أولاد تُنْبْكْتٌ المرجفُونَ وبعض ش أمْلٍ كاع, وأحَدُوا 
وَرَقَه ة ودّوّاة وقلمّاء ودخلوا بلد كاع وابتدأوا مِنْ أوَّلٍ بِيْتِ بمغربها يَعْدُونَ الفُصُور 
وَيُرَّمُمُونَها واحدًا بعد واحد إلى ثلاثة ة أيّام دار فلانٍ ودَارٌ قُلانٍ إلى انتهاء بُنْنَانِ 
البلد مِنَ المشْرِق. فْجَاءَثْ سَبْعَةَ آلاف دارٍ وستّمائة وسِنًا وعِشْرين غير بُيُوتٍ مَبْْنّاتِ 
بالحشيش. وحَسْيّْك هذا مِنْ كَرَمِء وكَيْف يمكن مِنْ تَعْمِيم هؤلاء بالعطاء في شّهْرٍ 
وَاحِدٍ إلا العو العظيمّة: 

ومَكَتّ في السَّلْطَئَة ثلاث سنين. لي لقا يع لوو 
والاضطراب. ثُمَ نَرَلَ عليه جُيُوشنُ نُ أمير المُؤْمِنِينَ مولاي أحمد الذّهبِي. وَكَدِمَ عَلَيِْ 


م ثلا به الفكاث 
2 تاريخ الفئَّاش 


مَمُُوكُه الباشا جَؤْدّر مع ثَلانَةِ آلافٍ مِنّ الرُمَادِ هذا ما قاله صاحب «دُرَر الحِسَانا 


باب كُور بن الحاج مُحَمّد بن الحاج الأمين كانوء وقيل أَرْبَعَة آلاف. 

وتحّكت المّحَلَّة ؤقامت وحَرّجَتٌ من بلد مُرَّاكُش آخِرَ ذي الحجّة من آخر 
الثّامِن والتَّسْعِين يعد يِسُعَمِائة: وقَدِمُوا كَاعٌ في أرَّلٍ مجمادّى الأولى سنة يِسْع 
وَتِسَعِينَ بعد تسعمائة؛ يوم الجمعة لِحَمْسٍ منه. ومُلاقَاتُهُمْ مع أسْكيّ إسحاق كان 
يوم الثُلانَاءِ في مَوْضِعِ يُسَمّى سْنْكِيَ» » قَريبًا من نُنْدبِي» وهو مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ. وكان 
عع طرادالاووية وعويئة الأقلوب 90 عقسمابةخفاة بع كامتديلة: ”© ومع 
طراد الأيسرء بندُ الأندلس» حَمُسمائة صُبَاحِيَّة مع كَاهِيَتِهِمْ. كَلَمّا تقابل الجَيْشَان 
َمل عَلَيْهِمْ أضحابٌ الصُّباحِيّة مِنَّ الِيَمِين والشّمال وتلقّاهم فُرْسَانُ سنْكْيْ 
وتخالطا. وقتلوا مِنْ سُنْعْيْ 

]١57ص[‎ 

يلك أريقة وثلاثين» وطعن أهلّ سي منهم ثلانَة 00 وسقّط منهم 3 عي 
وعَشِيَ القومٌ الرَّمْحُ والدّخان» وألقى الله الرُعب والحَوْفَ في أهل سُئْعِيْ. 

سمعتٌ مِمَنْ أ به يحكيه عن مَنْ حَضَرٌَ مُنالِكَ يَوْمَئِذِء فقال إِنَّ أشكي لَقِيَهُمْ 
كَمَانِيَةَ عَشَرَ ألف ارس مُقَاتِلء فيهم كَنْقَارِ وبَلْمَع وبنْكَمَرْم وجُنُودُهُم» ويِسْعَةٍ آلافٍ 
رَاجِلٍ وسبعمائة» منهم اثنيْ عشر سُونة بعضّيّهم. 

َلَما دنا منهم رجلية الرّمَاة جَنُوا على رُكْبَتِهِمْ يَرْمُونَ بالرّصّاص»ء وقد ساق 
أُلْف بَقَرَاتِ معه حين صف لقِتَالهم» وجَعَلّها بينه وبين القَّوْمء وينْزل عَلَيْهُمْ 
(1) أي العلوج» ويطلق العلج على الرّجل الشديد الغليظ. كما يطلق على الرّجل عامّة من كفار 

العجم. وقد أطلق هنا على الأعاجم من المحاربين في صفوف الجيش المغربي. 
(1) الصّباحية: الأسنة العريضة» وهي هنا تشير إلى فرقة من الجيش تحمل الأسنة العريضة. 





الباب الرّابع عشر: أسْكِيَ إسحاق الثاني 
الرّصَاصُ ويتبع رجَاله ارات حبَّى تخالطوا بهم كَلَمّا أحسٌ البََرَاتُ بأضوّات 
َدَاِحِِمْ ؛ وَلَوَا عَلى أضْحَاب أشكي حَازِمِين مُتَحَيّرِينء وصّدَمٌ منهم كثيرًا ومات 
أكترهم. 

وتوا ار ألْمَعْ بكر لَنْبَا وأحَذَ بِلِجَام أكِيَ وقال له : اَي الله يا 
أسْكِي! فقال له: كأنَّكَ 32 تومي والوو شي ابد كاد وين 
ظهره؛ ومن أراد أن يَفِرّ بروحه فَلْيَهْرْبُ. ووَلَدُ بان يمك برِكابهء وقد عَلّقَّ بِسَيْفِه 
-8 صو سي اس عع ور ا 0 
أسْكِي ألْمَعْ المذكور: ان الله ولا تَفيّلْ تَْسَكَ إخواتكَ وَتُهْلِكِ سُئْميَ كُلّهَا 
َه واج في مو واجده ومن َك هن لي م يُحَاسِبُكَ الله بأرْوَاجِهمْ ؛ لأنَّكَ 

سَبَبُّ هَلاكَهِمْ إذ لم رب بهم. ولا نأمُرُكَ بالهروب وإِنّما نقولٌ لَّكَ أن تخْرٌّج بهم 
م مقا هه لا اليم» ثم ف لزي مق جع إليهم ذا يق ووم 

]١:مص[‎ 

إن شاء الله. فائّق الله! 

وهو وَمَنْ مَعَهُمِْ شَبْمْعَانه ورُؤْسَاء قَوْمِه يبن إلا القكَال والهيجُومَ فيهم 
وَالمخَالَظَةَ معهم ٠‏ وبموث عن عم أله وجو من لطر تله فم لم ير 
أشكِي ألْمَعْ به به حتَّى غلبه وبيده عِنَانُ قرس أسْكِي يَقُودُهُ ويُهرَيُه. قَلَمّا رأى أصحاث 
أشكِي أنه أمبر وتوّى؛ ؛ لم يقف بِعْدَهُ أَخلٌ منهم. . بل اتبعُوه سوى الذين يُقالُ لهم 
سُونَّةء وهُمْ تِسْعَةٌ وتسْحُون يَتَحَرَكْ أَحْدٌ منهم وبقوا جَالِسِين تحت تُرُوسِهِمْ. 
وأذْرَكَهُمْ أصحَابٌ جَؤْدَر فَاعِدِينَ وَتَلُوهُمْ أ 0 





)١(‏ السونة: مجموعة من المقاتلين الأشداء كانوا يقاتلون بالعصيّ. يلوه انا خاصًا يحرّم 
عليهم الانسحاب من ميدان القتال مهما اشتدت الحال. ينظر: 6626181 ,1170150 
8 ,لال مع للخ 1ه :111560 


م تاريخ الفّاشُ 
ا سهدت 


وحين أبْصَرَّهُم أصحابٌ جَوْدَريَتَهَيُونَ للهُرُوبٍ وعَرَقُوا ما حَاقٌ بهم مِنّ 
الرّعْبٍ والاضطراب؛ وَكَقُوا وصَاحُوا ورَفّعوا عَقِيرَتَهُمْ بلا إله إلا الله! اشْكُرُوا الله 
الدّائم الدّوْم. 

وأشْبَعْ أهل سُنْعْيْ يَوْمعِذٍ وأجرّأهم وأقْوَاهُم قلا بَلْمَع مُحَمّد كَاعٌ بن أنكي 
داوود» وعمر بن أسْكِيَ إسحاق بن أسْكِيّ مُحَمّد وكُرَيْ فَرْمَ عَلُو بن دَنْدِفَارٍ بكر 
بن سيلىء وَبَارَيْكَي بل الحَصّي» وما زالوا بعد هُرُوبٍ القَوْم يَرْمُون أنْفْسَهُم في 
المهالك وولخلوت ور جوة ويكفون وراء قوم أشكيّ وَيَدَافَعُون عنه مَنْ أرَادَ 
لحوقَهُمْ» والرّصَاص يَطِيرُ على رؤُوسِهِمْ ويَضْرِبٌ النّاس أْمَامَهُمْ ووَرَاءَهُمْ ويمينهم 
وشِمَالَهُم حتَّى خرجوا سالمين. 


عع م 


وهم يحسبون أنَّ الرٌمَاء يبعُو يَْبَعُونَهُم. بل 


]١5:ة9ص[‎ 


نزلوا هَُالِكَ وما جَاوَرُوهَاء ونَصَيُوا حبَاءَهُم وضَرَبُوا العَطن بهاء ورجع أسْكِيَ 
إسحاق حنّى دَخَلَ مَدِينَةَ كَاعٌ مَهْرُومِين» وَاجْتَمَعَ به قوم كأنّهُ لم يمث أحدٌ منهمء 
نكل ني لذي لني يلل اليل نصرة وكرت دبدة شان يمم لقهم. لا مَفَعَدَ 
ولا مغر 


وفي يَلْكَ الحالة أرْسَلَ الأميرُ مولاي أحمد الذّهبي رسُولاً إلى أخيه الشّريف 
مُحَمّد بن القاسم يَأمُرُهُ بالرّحلة مِنْ يِلْكَ الأرض؛ إذ لا يَليُ بأمَْلِِ الجلُومُ بأرض 
الفِتّن» قَأَرْسَلَ هو إلى جميع عَبِيدِه الرّناجِيّة انين بكُوي وكان له مُنالِكَ يَوْمَئذٍ 
سَبْعُون بِيئّاء دا الي ين عو زط أتئوة ينا ةك يي علاط لاني كن 
عاء» وإلى الذين بَِوْتَلٌ وهم يَوْمَئِذٍ خمسة وتو با وعلَُهُم بعد كل تلا أشْهُرٍ 
أن يُعطِيَ كُلَ بَيْتِ حُرْمَةٌ منّ الحيئان اليّابِسَاتَ «ود او رم 


الباب الرّابع عشر: أشكي إسحاق الثاني 





وسبعُون بينًا وغلَّتُهُمْ في كل عام أن يُصْلِحَ بعضُهُمْ سُقْنَاء وغَلَّةُ باقيهم العاج» 
والذين بِأنْكَنْدَ وهم يَوْمَيِذٍ ثلاثون بينًا غلّة كل أحلٍ منهم كُلّ عَام حَرْمَةَ مِنْ ياس 
الحِيئان» والذين بدُنْبٍ وهم يَوْمَيِذٍ عِشْرُون با وليس عَلَبِهِمْ عَلَةٌ إل مِلاحَةٌ السُّن. 


كَلَمّا قدِمُوا إليه أمَرَهُمْ بالرّخْلة جميعًا؛ فِاسْتَشْمَعُوا بأغيّان ذلك البلدء فَمَّبِلَ 


0 - 


شَفَاعَمَهُم فيهم كلّهِم إلا أهل أَنْكَنْد؛ فقال: يا أهلّ أنْكَنْدَ إني أحِبٌ أنْ تَرحَنُوا مِنْ 
مَكائَكُم ؛ لأنَّ ذلك المكان جزيرة ضَيَْةٌ بالماءء وفيه مَرَدَةٌ الجن والشَّيَاطِينَء ومع 
ذلك كُلَّهِ لم يَرْضوا بتِلْكَ الرّحْلّةء وقال لهم الشَّرِيف: اذهبُوا فلَعَلَ الله أَنْ يُرِيَكُمْ 
ذلك بِغَيْرٍ هلاك» فكان كما قال (رَحِمَهُ الله) كل مَنْ وُلِدَ بذلك البلد فَإِنّهُ يَكُونُ 
مجتوثا» اليا دالله! 

وكان أسْكِيَ يومَ عَرّمَ على الخروج لملآَقَاةٍ جَوْدّر وقتّالهم؛ جَمَعَ أشْيّاحَ كَاعٌ 
وأغّْانَ جَيْشِهِ والقّاضي 


]١6١ص[‎ 


الخطيب وكبراء شُهُودِهء وسَأَلَهُمْ عن الرّأي والتّدِبِيره وحَضَرٌ مُنالِكَ بَعْضُ 
ُلماء تُنْبُكتُ» وأشار له بَلْمَع مُحَمَّد كَاعٌ: إن أرى مِنَ الرّأي أنْ تَقُطع لي مِائةَ 
فَارِسٍ ومائة عبْدٍ ونَضْعَدَ ونَعُور كُلَّ بئر كان لهم في الظّرِيقٍ وتذفنه» ُمَ نَرْجِعْ ونقوم 
للِقَائْهم» تجِدُهُمْ ظَمْآنين قد أَشْرَهُوا عَلى الهلآكء ونَقَعُ عَلَيْهِمْ. هذا مُو الرَأي. 
وصوَّبَهُ بعضهم وأبى عليه البَعْض» وكلُ مَنْ ذكَرَ مَا عِنْدَهُ رَدُوه. 

وقال العالم التنْبكْتِيُ : وأحسنٌ ما رأيْتُ وأقُولُ به وأظُنُه هو أضوّب. أن تَأَمْرَ 
أهلّ هذه المديئة بالانتقال والارتحال إلى وَّرَاءِ هذا البَحْر وَتَبَْى أنت وجَيْشُكَ 
هناء وإِنْ جاء وأنتٌ على بَصِيرَيِك إِنْ عَلَبْتَهُم ؛ فالحمْدٌ لله» وإِنْ عَلَبُوكَ فارخ إلى 
المغرب فتَحْوِل مَنْ كان هُالِكَ يَتْبَعُْكَ منهم أكثّرُ مِنْ مائة ألْفٍ وتُقَابلُهُم بهم. وأنْتَ 


3 تاريخ الفئّاش 


ني زززي وللفة رالا مقائله تي ذثاد ابد مككاه المجع حت مقط جك الله 

وكاد أن يميل إلى قولهء وقام سَعٌ قَرْمَ وقال: تَمَلَ تَمَلَ أضلَّحَ الله أمْرَك! 
الْمُقّهَاء ل يعرقوت أمور الحذت ولا يَفَرَفُونَ إلا الكثات والقراءة. مكيف يمكق 
تَرْحِيلٌ كَاعٌّ ِعِطَمِهًَا وكثْرَةِ سُكانها؟ أين السّمُّن يحْمِلّهُم إلى وراء البحر؟ لا يَتَفِقُ 
ذلك إلا بعد تَلانَةِ أشْهُرْ. وقام كُيْمَكُيْ داوود بن إسحاق وقال: فكيف لا؟ يمكن 
في ثلاثةٍ أيَّام م. بل يمكن فيه بلا شَّكُّ. والَّذِي عندي لأسْكِيَ من قَوَاربِ 

سا 

كَنْتَ التي هي سفن السّمّر والسّيْر أرْبعُائة كَنْتَء يحْمِلُون دار أشكي وأمْتِعَتَهُ 
والسباءه ويطناقاته وقاله تلذثة ئة أيّام. وآمًا غير كنت من الشفن الكباز من مماليك 
اننكن من قي إلى عدي تكون لنت سيتق»ما عدا سَئُن القار وشكُن بئات أنكن 
ومنقن شَكاق البلك وميد السّمُنِ الصّعَار الكَائِنين هُنالِكَ يَبْلغْ عَدَدُمهَا سِتّمِائة أو 
سَبْعَِائة على ظنّي. بل لم أر الرَّأيَ أَحْسّنَ مِنْ رأي هذا الفقيه» فلا تُعْرضُوا عنه. 

فقال ذلك الفقيه: إن أغرّصُوا عن رأيي هذا وتَبَدُوُ؛ سََأتِهمْ يوم عَبُوسٌُء ترى 
العرأة ناخد شر :وزيقا وويها كلق تلو هن الذهينه تظلب عق يلوا وا ردقا 
بتلْكَ الذَّهَبِ ويرميها وراء البحر» ولا تجد مَنْ يَحْوِلّها. 

فكان ذلك يوم رَجّع إِلَيْهِمْ أسْكِيَ من قِتَالهم هَازْماء ترى امرأةً وبِيّدِها طَسْتٌ 
مُلئ من ذَّمَبٍ وغيره نُنَادِي صاحبَ سَفِيئَةٍ باكية: احوِلْنِي ولك هذاء ولا تَجِدٌ مَنْ 
لفت إليها. 

وأخبرني الشَّيْخْ مُحَمَّد رَغِيتِ حفيدُ الخطيب مُحَمَّد رَغِيتِ: إِنَّ هذا الفقيه 
المشار إليه الَِّي أمر بانتقال أَهْلٍ كَاعٌ إلى وراء البَشْرٍ هُو ألْمَْ كعت. فَلَمَا أغرّضٌ 


1 م 
الباب الرّابع عشر: أشْكِيَ إسحاق التّاني 0 
حتتلتععق ص ل د للللمجببلمذد 


يدااضكن 


القومٌ عن اسْيِعْمَال رأيه» بَكرَ في غَدِهِ قافلاً إلى بلده وَرَوَّدَهُ أسْكِيَ مائة ألفٍ وَدْعًا 
وعشر دام ومشى بَعْدّما ألحّ أسْكِيَ عليه أن يصبر حَّى يَرْحِعَّ مِنْ قِتَال القوم فلم 
يرْضَء وأذركه الخبر بهزيمة جيش أسْكِيَ 

]١6١؟ص[‎ 

ببلد كَنْتَ. وذكر الشّيْحُ مُحَمّد رَغِيتٍ أَنَّهُ أتاه في بُكْرّة ذاك اليوم وقال لي: يا 
مُحَمِّد لو أَخَدَّ أسْكِيّ بِقَوْلي لا يكونُ عليه مِئْلُ هذه الخسّارّة» ثُمّ بكى وَحَوْقَلَ 
وَاسْترجَع. 

ورأيتُ بخط الفقيه الإمام أبي بكر سّن بن عمر أن القتال بين أسْكِيَ إسحاق 
وأهل مُرَّاكُشٍ في سُنْكيَ في طرف تُنْدِبِي صُحَى الثلاثاء سَادسَ عَشَرَ جُمادى 
الأول عَامٌ تَسْعِ وتِسْعِين وتِسْمائة» قائلاً من خط القَّاضِي محمود بن الحاج 
العارات »1ل واف ساي وااسمن اليو مرانا 
المواضع الثلاثة الذين تَضَارَبَا فيها. وَالَِّي في حِنْظِي قبل : سُنْكَيَ هو مكان 
ع ارايو حي 

ولما قُسِدَ أمْرُ سُنْعُيْ وشت الله شمَلَّهُمْ وحَاقٌ بهم ما كانوا به يَسْتَهْزِئُون؛ 
بتَضيبع حُقُوق الله وظُلْم العبّاد والنَكبّر وشموخ الأنف» وكانت بَلَدُ كَاعٌ في أيَّام 
إسحاق في غَايَةٍ الفِسْقٍ وإظهار الكبائر والمنكرات وقُشُرٌّ القَادُورات؛ حبَّى انَكَذُوا 
للزّناة رئيسَاء وصَنَعُوا له طبلاً ويِتَحَاكمُونَ فيهاء وغير ذلك مما يَعِيبُ به ذاكرّه 
وَالمُحَدَّتَ به دوو المرُوءات. فإنّا لله وإنّا إليه راجعُون!0© 





)١(‏ كانت تلك المنكرات نتيجة طبيعيّة للواة قع الاجتماعي الطارئ بصونغاي وفي العاصمة كاغ 
بالذات» وقد تقدّم في أكثر من موضع أن أسْكيا قد جلب إليها الرقيق إثر غزواته: وأنّ ابئه 
أسكيا داود غزا أرض باغَن (عام901ه)؛ فجاء بالقينات الكثيرات» وجعل لهن حارة في كاغ 
مثلما جعل والده أسكيا الحاج حارة للموشي (السعديء ص7١٠).‏ 


22 تاريخ الفئّاش 


ندا 
ا 20000 
كُمّ هرب أسْكِيَ إسحاق [إلى أنْ تَرَلَ بمكان يُقالُ له بَرْمَة]» وأراد أن يَتَوَجّه 
إلى دَنْكِء فَكَالَقَهُ قَوْمُهء ورجع وقَطمَّ البَحْرٌ ومعه جَيْشُهُ إلى أن نزل بمكان يُقَالُ له 
بَومة<2" وأخْرَجٍ ألف فارسٍ قر علي أَحَاهُ بَلمَع مُحَمَّد كَاعٌ» وأْمَرَهُمْ بالؤْقُوع 
على جَيْشِ جَؤْدَر. َلَمّا حَرَجُوا مق 
[ص”7١]‏ 


وداه 


عنده بيوم ولَيْلَةٍ عَرَنُوا أسْكِيَ إسحاق» وطلَّعُوا ُحَمّد كَاعُ وجَعَلُوهُ سُلْطان 
وو ماع مق ع ا 0 
شلك وتَسَلْطنَ ومكث هُنالِكَ.”" 
ايد ع. د الى بتووعر ب وتسم ا #4 
ولما وصّل الححس المن أْسْكِيَ إسحاق بأنهم عَوَلُوهُ وطلعوا مَحَمّد كاع» خرج 
مُتَوَجَها نحو كُرْمَ ومعه شِرْدْمَةٌ كَلِبلةٌ مِنْ أحبَّائِه» مِنّْهُم وُلْدُ بَعَنَّه وحمل مِنْ مَالٍ 
الكلطتة ني كان معه مُنالِكَ من الذَّمَبِ وَالفِضَّةٍ كقيرّاء واخْتَارٌ مِنْ أفْرَاسٍ 
السَّلْطَئّة ثلاثين فرسًا مختارين ما بين بَرٍ وال حمْييّة تُقَادُ مَعَهُ7" وأَرْبّعِين عَبْدَا مِنّ 
الخِصّيّان» والعَلامّات» وهنّ اثْنَا عر 5 السَّلْطْبَة وطَبَلٌ الكتطلتة وسيف 
أشك محمد الَّذِي أتى به من حبّمه. وقد قدّمنا أضْلَّهُ وما قيل فيه واختلاف 
ل تت 2 0 
(1) يبدو أن الجملة الأولى : «إلى أن نزل بمكان يقال له برهة» جملة زائدة؛ لذلك وضعناها بين 
(1) الواضح أن عزل بلمع محمد كاغ لأخيه أسكيا إسحاق في هذا الوقت الحرج كان بسبب سوء 
إدارة أشكيا للحرب» وعدم حزمه في انّخاذ القرارات» وقد تقدم أعلاه أنه لم يأخذ بعدة 
اقتراحات كان يحتمل أن يكون لها مفعول في دفع الجيش المغربي؛ء والحدٌ من زحفه على 
صونغاي؛ كُمٌ إن بلمع محمد كَاعُ - لطبيعة منصبه العسكري بالدولة - كان من الصعب عليه 
قبول هذه الهزيمة التكراء على صونغاي. ولكن تصرف أسكيا محمد كاغ ومبادرته إرسال رسول 
إلى القائد جودر؛ طلبًا للصلح يدل:على سوء تصرّفه وتتخاذله أيضّاء هذاء ولم يمكث في 
السلطنة إلا أربعين يوما. 
() بر: الفرس بلغة الصونغاي» والحمدية هي العتيقة من الخيول. 





الباب الرَابع عشر: أشكي إسحاق الثَّاني 





أقاويل النّاس فيمَنْ صَارٌ بيده مِنَ الأسّاكي.7© 

لما خرج هاربًا شيّعه مَنْ مَعَهُ هُنالِكَ من هل دده حتّى بَعْدُوا معهء فَلَمّا أرادوا 
الانصراف والرّجُوعَ نزلوا على أَفْرَاسِهِمْ يتباكون على ذَمَابِهِ وودّعوه؛ ثُمّ قال له 
هَيْكُنْ : يا أسْكِي إِنَّك تَذْمَ هَبُ بمال أسْكِيَ الجديد وتَذْمَبُ بِأشْيَاء لم يَذْمَبْ بها مَلِكُ 
عُزلَ أو ظرة فبك من الأسَاكي» ونحن مَسْؤْولُونَ بهومعابونَ على ذلك مم َو 
بَعْدَكَ ؛ فقال : وما هي؟ قال + عنوالاعالبتوه. فقال صَدَق وردّهاء ثُمّ قال : هل 
بَقَِ عِنْدي شَيْءٌ؟ فقال “عولاء الخيول: وهم خُيول سرج اتنكي+ قركمنها خطلمة 
6 وأْمْسَلك خمسة شن تم قال: فما تريد بعد ذلك؟ فقال: هذا دِنْتُورِ 
دها.”" ّم سأله: هل بِقِيَ شيء؟ فقال: ولدّك أَلْبَرْكَ فلا لك أن تَذْمَبَ به ولم 
يَكُنْ ذلك عادةٌ؛ ؛ لأنَ كل مَنْ عُزِل إذا هَرَبَ فلا يَهْرْب بوَلَِه بل يتركه لأنَُّ لك مِلْكُ 
السُلْطَان الَّذِي يَكوَلَى بَعْدَهُ وهو وَلَدُه. فقَالَ له أسْكِيَ إسحاق : هذا الَّذِي تَذْكُرُْ 





ما حَفِيَ عليّ» ولا أجهلٌ أنَّ أسْكِيَ المغرُول لا يذهبٌُ بِوَلَّدِه وذلك إذا كان 


)١(‏ ذكر ابن المختار هنا أن شارات السلطنة الصنغائية اثنا عشر» ولكنّه لم يذكر إلا ثلاثة» ويمكن 
جمع النصوص بعضها ببعض للخروج بمعظم تلك الشارات» ومنها: الرّاية» والسيف» 
والقميصء والخاتم» والعمامة الزرقاء» القلنسوة الخضراءء والطبل» ودنتورء وهذه كلها 
مذكورة في هذا الكتاب بين أيديناء ينظر [ص85؛ 47]ء ومنها أيضا: المصحف الذي كانوا 
يزعمون أنَّ الخليفة العباسي أرسل به إليهم. ويبدو أن تلك الشارات قد ازدادت بشكل فاحش 
في عهد السلاطين الدّمى تحت الغزو المغربي؛ حتى بلغت أربعا وأربعين علامة» ومعظمها 
ذهبية (تذكرة النسيانء أحداث عام" ١١١ه).‏ 

(1) دِنتور: بقية عود محترق يُعتقد أنه أول حطب أشعله الأسلاف بالمملكة؛ وتوجد في كثير من 
التّجمعات الأفريقيّة وممالكها مثل هذه العلامات» تتوارثها الأسر الملكيّة كابرا عن كابر؛ 
دلالة على أحقيّة الأسرة للزعامة وملكية الأرض دون غيرها بوصف أسلافها أوَّل القاطنين بتلك 
الممالك. 





ا 5 ذخ الفنَّاثُ 
1 تاريخ الفتاش 


لا يمول بعدَهُ إلا أحدُ أولاد أبيه فيَبْقَى عِنْدَهُ وهو وَلَدُهُ واليومَ لا يَتَولّى بعدي | 
جَوْدره ولا أثْرْكُ وَلَّدِي له لِيَمْلِكَهُ أو يَبِيعَهء ون ظَلَبْتَ أنْ نَهْصِبَ مني ولد 
وتقيية فوفر ند زفق شنتا. إن أنْ تَفْْلي أو أميْلَكَ. 

فسكت هيك 5 ثُمَّ قال: فهذه حَاتَم أسْكِي مُحَمَّد وسَيْفُهُ وعِمَامَتُهُ. فقال: 
الخاتم لا يُصِيبُُ إل مَنْ كسّرٌ إضبعي» ا عو سي 0 
رأسيء والسَّيْك سيفيء فليس بِسَيِفِ أسْكِيَ. والْصَرّف وانْصَرَهُوا. 

ومَضَى إلى كُرْمَء وقصّدَ مديئة بلَنَكَ التي هي دارٌ مملكة سُلْطَان كُرْمَ حنَّى نزل 
بخارج المدينة» وأَرْسَلَ إلى سُلْطَان البلد بمكانه وَحَالِهِ وما جَرَى عليه وأنَّه قَصَدَ 
خحُرْمَتَه» وكان إسحاق حاربهم مَرَنَيْن وغَارَ عَلَيْهِمْ وقْتَ سَلْطئَه وقَتَلَ مِنْ جُنْدِه 
أكثرٌ الهم حنَّى كاد أن يَسْتَأْصِلَهَمٍء نُمَّ سَاقَهُ قدَرُ الله وقضَاؤةُ إليهم» فَرِحُوا 
بإذْراك ثأَرِهُمْ منه. 

وخرج سُْلْطَان البلد إليه في جم عَفِيرٍ تله بالتّرحيب والتّمْظيم» وهُمْ كُنّارُ 
وسائَهُمٍ إلى وسّط البلد وأنْوُوهُم في دَارٍ واسع مُالِكَ» وأضَاقُوهُم ضَِافة عَظِيمَةٌ في 
ِلْكَ اللّلّة نُمّ رجَعُوا إليهم وقْتَ السَّحْرٍ (وهم) نائمُونَ وصَعِدُوا قَوْقَ يَلْكَ الدَّارِ 
بالنّشّابٍ عَلَيِْمْ ٠‏ وصاحُوا عَلَيْهِمٌْء وما أيْقَطَهُم إلأَنرُول النّشَابٍ عَلَيْهِمْ كالمطرء 
وهَدَمُوا بِعْض جدار البيت عَلَيْهِمْ وَدَلُوهم وَقُِلَ وُلْدُ بن معه وجميع أتباعه. 

وقيل لما نزل النَبْلُ على إسحاق وأَخَدَّ يتَمَضْمَضٌ لسَائَهُ أتاه وُلْدُ يعن وَوَنّف 

]١6هص[‎ 

عليه» وكان ولد يَعَنّ علّق السّكين على سِرْوَالهء سل ذلك السّكينَ وقال: ليت 
وحَلَفْتُ لأسْكِي إسحاق إِنْ أتاه الموثُ وأنّا حَاضِرٌ إلا أنْ أموت له قبْله ثُمّ أخدّ 
حُلْقُومَهُ يِه وذح نَفْسَهُ وسَّقَط ومات قبل مَوْتِ إِسْحَاق. وهذا ما تَقَلَّهُ مِنْ كيِرْدُنك 





ع 3 


بُكَارٍء حَدَّئِي ببعض القِصّة؛ وَحَدَّنِي به غيره مِمّنْ أثق بروَايتِه. 


0 


5 ود ل 2 ١‏ اليد نا كك كت 
الباب الخامس عشر: أسشْكي مُحَمَّد كاحٌ وانْقِرَاض دَوْلَة كا 2 





الباب الخامس عشر 


عه اد دا 2 -_ 34 بت ول 2و 

أشكي مُحيْد كاع وانقِراص دوَلهَ كاع 

ُلَمًا تَسَلْطَنَ أشكِي مُحَمّد كَاعٌ بعث رسولاً إلى جَؤْدّر سرًا يطلب المصَّالّحَة 
مَعَهُ وبدُحُولِهِ في طَاعَة السّلْطان مولاي أحمد الذَّهبِي وَيُْطِيه الجِرْيّةَ والعَرَامَة 
وأجابه جَوْدَر وكَتّبّ له أنه عَبْدٌ مَأْمُورٌ لا يَفْدِرُ أن يَفْعَلَ ذلك إلا بِمُشَاوَرَة السّلْطان 


ما 


مولاي أحمد (تَصَرَهُ الله) وَاسْيئدَانه. 

وبعد هُرُوبٍ إسحاقء دَخَلَ الباشا جنك ماقام قط قالجوركق ينها 
خانئنة عش يوتاء ثم 31 في اليَؤْم... 27 من ججمادى الآخرة وقصَدُوا بِلْدَةَ 
تُنْبكْتُ (حَرَسَهَا الله) وَقَدِمُوا صَبيحةً اليس في اليوم الأوّل من رجبء ومَكتُوا 
على رَبْوَة تبت شهرّاء ثُمّ دحَلُوا دار لبد ويا القَصبَة. 

وفي «دُرّر الحِسّان؛ لباتٍ كُور بن الحاج مُحَمَّد بن الحاج الأمين كانو: أَنَّهُم 
نزلوا بخارج مدينة تنْبْكْتُ في الجانب الشّرقِيٌ صَبيحةً الخميس عُرَّة رجب عام يَسْعَةٍ 
وتِسْعِينَ وتسعمائة؛ َتَلثََاهُم أعيانٌ البلد بِالتّرخيب: وأَطَاعُوهُ في البَِعَةِ وضيّفوه 


ع 6 دبّر في تحصيل القَصَّبَةٍ داخل المديئة فَُحَصَلَّهاء ٠‏ ع دخلها بجُئْدِهء انتهى . 


ورُوِي 5 جَوْدَرًا أتق إلى القّقيه ؛ القَاضِي عمر بن محمودء 0 عليه وَقَبَلَ 
رَأسَه ورجليه وجلير فجاهة كملا قال جقك أقللب متك أن 5 تَسْتَعِيرٌ ليا ذَاذا 


يفك قبياء وقد قربَتُ وقتٌ المظرء ومَعَنَا يَارُودٌ الشلطان مولاي : أحمد (الله 


)١‏ اليوم غير مذكور في الأصلء لكن يظهر أنه في أواخر الشهر. 


2 تاريخ الفتّاشش 


ينضُرُه)» دارًا أو رَحْبَةَ واسِعَةً فتبْني بها 








[ص"65١]‏ 
قصَبَتَنا وندخل فيهاء إلى أن يأتيني أمْرٌ السّلطان بالرُجُوع إليه كُتَزْجع فشر 
لمواليه» فأظرَّقٌ القَاضِي مليّاء ثُمّ قال: إن لستُ بِمَلِكِ ولا أقْدِرُ على إِعْطَاءٍ دا 
أحدء فَادْخُلُ داري فَانْظُرْهاء إِنْ كان مُرَادُك فيها مَتَخرُجَ منها وتَدْخُلُون فيها كرامَةٌ 
وطَاعَةٌ للسُنْطانِ (نصرَهُ الله)» وإلاً قَادْحُلْ في البلد وانْظْرْ أيّ المواضع منْهُ أحَبٌ 

إِلِيِكَ ويُوسِعُكَ وقومَكَ فافعل. 


0 


اا 


نُمّ خرج وطاف في البلد وَمَعَهُ نفرٌ من قومه؛ حنَّى وصل إلى مَوْضِعِ هذه 
القَّصَبّة وألمّاها مُعَمّرَاه بل هُوَ أَعْمَرٌ دِيَارٍ تنْبُكْتُء وفيها بُيُوتُ التجَارٍ الكبّار 
والأعْيّانِء وفيها هذا المسجد الَّذِي يُقَالُ لَهُ مَسُّجِدٌ خالد. ؤدّار تباشات هذه هي 
طرف دَارٍ تَاجِرٍ اسمه الحاج أَكُرْجُومء وهذي الهرى”'' هي دار تاجرٍ كذلك يُسَمّى 
سَنْ سِمُووَّع» معناها: سَنْ لا يأكل الأرز. 

وطافوا بذلك المكان وِثَلَبُوهُ وعَجِبَهُم وقَطَعُوا منه مِقْدَارَ هذه القَصَبّة ثم أمَروا 
أرْبَابَ تلكُمُ الديَّارٍ بالانتقال والرّخْلّة والخروج. ولا دار هُنَالِكَ إلا وهي مملُوءةٌ 
بالمال العَظِيم من الملح والصَّييّاتِ وغيرهما مما لا يَدْحُلُ تحت حَضْرٍ ولا يَعْلَمُهَا 
إِلذَ مَالِكُهَاء واشتكى أهلٌ المكان إلى القَاضِي عمر (رَحِمَهُ الله) يَسْتَشْفِحُونِ به؛ 
ليَظلْبَ من جَوْدَر التّأِير لهم حنّى يَظُلْبُوا من البلد بيوئًا ينتقلون فيها؛ فَأَرْسَلَ 
القَاضِي حَدَيمَهُ أضَرَعَ مُنْذُ عُمَر؛ ليُكَلّمَهِ ويَضيِرَ لهم في 


01١ 


]١6ا/ص[‎ 


ذلك. وركب هو بِنَفْسِه مع نَمَّرِ معه وأتى القَاضِي وقال: سمعًا وطاعة لأَمْركٌ» 


)١(‏ الهرى: مخزن الحبوب والأطعمة» ويجمع على: أهْراء. 





الباب الخامس عشر: أشكي مُحَمّد كَاعٌ وَانْقِرَاض ذَوْلَة كاعٌ 
مس عشر: أس+ اع :والفرامن 8 








ولكِنْ إلى كَمْ من الأيّام؟ فقال الشَّهرء وإِنْ منهم مَنْ يَكُونَ الشّهْرٌ في الْقَالِهِ كييلاً. 
فقال: لا نَقْدِرُ على صبر شَّهْرِء وقد ضَاقَتْ عَلَيْنَا الوَقْتُ» بل تَضْيِرٌ خمْسَة عَشَرَ 
يومّاء فَيُبَادِرُونَ بالخرُوج» ثُمّ خرج فأخبر القَاضِي أولائك القوم بما قال. 

وشَرَعُوا يُصْبِحُونَ وَيمسُونَ في طلب الدَّيّا ويْحْرٍجون ما قَدرُوا على حمله. 
فما راعَهُمْ في صُبْح اليوم السّابع إِلأَوَهُمْ نَازِنُونَ لبابهم بِحَمُولِهِمْ وحُيُولهم» 
ومَجَمُوا عَلَيْهُمُ بالكلام القبيح وَالانْتَهَارٍ والصَّرْبء وأَخْرّجُوهم بالرّعُم والقّهْر 
وقسّمُوا دِيَارَهُمُء وهم دَاجِلُونَ وأرْبَابُهُْ خَارجُون. فإنًالله وإًا إل رَاحِعُونَ! 

وبَقِيَ جل أموالهم مُنالِكَ في دِيَارِهِمء ثُمّ بعد حُرُوجِهِم ما اسْتَطَاعَ أخدٌ أن 
يَرْجِعَ إلى حمل ما بقي له وشَّرَعُوا في تَلْفِيقٍ الدّيّارٍ والطرّقٍ وهَدْم بعض الدَّيّار 
ولا ذِنةَ كلم ولا أكبّر على أهل تُيحْتُ ولا أمَرٌ منه. . 

نادى الباشا جَؤْدَر مُلَمَاء تُنْبُكْتُ وتجارَهَا وولف عَلَيْهِمْ العَبِيدَ والْخِدَّام 
لِبنَائِهَا» ونقّقَة العبيد. منهم مَنْ كُيِبَ عليه عَشَرَةٌ عبد ومنهم من وُظف عليه سبعةٌ» 
وخمسة عشر وثلاثةٌ عَبيدء ورَّمّمُوا على كُلّ منهم عَدَدَ مَّنْ يآتي به وأسماءهُم» 
ويخدمون إلى صلاة العصرء وبعد صلاة العصر يُنَادَى : أيْنَ الشَّرّاش؟ ويأتيه مِنْهُمْ 
أكثرٌ مِنْ أربعين شَاوِشَاء ويِأْمُرُهُم بِسَوْقٍ كل عَبْدِ إلى مَوْلآهُ ويقول: قُلْ لأرْبَابهم 
أن يَعْضَاهُمْ حنَّى يَشْبَعُوا ويُبَكُرُوا بهم. ويكون مع كُلَ أَخدٍ مِنْهُمْ غذاه. بحيث لا 
يطلع شمس على أَحْدٍ إلا وهو عِنْدَنًا. ويُسَيْعُونهِم 


]١68ص[‎ 


الشواش إلى سيَّدِهِمْ ويَعُدّهم لهء ويجعل أيْدِيِهِمْ في يدٍ السّيد ويُبَكُرُونَ بهم 
َبْلَ ظلوع | 5 3 ومعهم نَنَقَنُهُم حنّى يقفون بهم عليه ويَعْدُونهم له واحدًا بعد 
وَاحِدِء ومع هذا كلَّهِ شَرَاشُهُمْ يَُوقُونَ في البلدء وكلٌ مِن الْتَقُوا بهم قَبَضُوهُمْ 


22 تاريخ الفتّاش 


وسَاقُوهُمْ إلى حمل طين البناء من الصّبح إلى العَشِىَء حتَّى تم البنا» انتهى. 

وأخبرني بعض شُيُوخ تُنْبْكْتُ (حرسها الله) أنَّ الباشا جَؤْدَر قطعّ على تجار 
تُنْبْكْتُ وقت البناء ألما ومائتين صُنِيّةَ عند استهلال كل شَّهْرِء يأتون بها في عَدِو 
ويُفَرقُهَا على جنده تقْرِقَةَ المؤوئّة» والمخبر المذكور أَظُنه المعَلّمَ بُصّ الخيّاط مولى 
زين بن بنأ. انتهى باقتصار. 

ولا يحاط باظّرادٍ ما نَرَلتْ بتُنْبْكْتُ منّ المصائب والإثلافٍ عند تُرُولهم بهاء 
ولا يحصُرُوا مما أَحَدَنُوهُ فيها من الزُورٍ والكبيرة» وقَظع أَشْجَارِمًا ليَسْتَعْمِلُوها 
سفِيئةٌ» وبعد صنع ذلك أمروا بجرٌ يَلْكَ السّفينة مِنْ تُنبُحْتُ إلى البحر. انتهى .200 

َلَمّا تمّت بناء يَلْكَ القصبة» وارْتّحَل بجيشه كلّه إليها. فما لبت إلا قليلاً حبّى 
نَرّل عليه الباشا محمود بن علي بن زرقون في نَمَّرٍ قَلِيل؛ فارْتَحَل مع جَؤْدّر 
بِجِنُودِهِمًا إلى كاعء وقاتَلُوا أهلَ سُّنْمُيَ وفتَحُوا بلاكَهُمء وتَبَضُوا على أولاد 
السَّلاطِينِ منهم» وهرّب عامتُهُمْ إلى بلاد دَنْدِء فسَكَنُوهَا إلى هَلُمّ جرًا. ونزل الباشا 
جَؤْدّر في مدينة كَاعٌ ِبَعْضٍ الجنْدِه ونزل محمود بالبعض في نَنْششِء وضربوا العَظنّ 
فيه» وأرسل أسْكِيّ مُحَمَّد كَاعٌ إليه» وهو نازلٌ بجِنْدِه في مَكَانِ يُسَمَّى بَرْمَة كما 
تقدّم» يرُومُ عَقْد الصُلّح 

]١6؟ص[‎ 


بينه وبينهم» ورَضِيَ محمودء وتَعَفّلَ بالعْرُور» وقَرِحَ بِرَسلِهِ وأعطاهم الهداياء 
وكتب إلى مُحَمّد كَاعٌ بأنّهُ على ذلك الصّلْحء وأْمَرَهُ أن يأتيه بتَفْسِهِ حتَّى ينظرا ما هو 
الرَأْيُ وما يَعْقِدَانَ الصّلح عليه. 

فبعث أسْكِي مُحَمّد كَاعٌ إليه أسْكِي ألْمَعْ بكر لَْبَار ومَيْكُي» ومتى وضّلاً إليه؛ 


.)ملك١1"-( يبعد نهر النيجر عن مدينة تمبكتو بثمانية أميال‎ )١( 





: ب 56 حي رد 0-6 
الباب الخامس عشر: أشكِي مُحَمّد كَاعٌ وَالْقِرَاضُ دَولَّة كَامُ 22 
لسنا ال سس لابب ب 


لقِيَّهُمَا بالنّرحيب والتّْظيم» وضرب لهما الفُسْطَاطء وبَسَط لهما الفُرْشَ وضَيّمَهُمَاء 
ومكثا عنده ثلاثّة أنّامء ثُمّ كَسَاهُمَا بأَحْسَنٍ الكِسْوّة والهدَايّاء وبعث لأسْكِيّ مَا 
بَعَسَّ وكتب له يأمره بالمجيء بنفسه. وحَلّف له بالأمَانّة التَامّة» وأمَرَهُ بالتّعجيل 
والإسْرّاع بِالقُدُوم » وأنّهُ لا ينتظر إلا قدُومّهُ» وأنّهُ مُسْتَعْجِلٌ يريد الرّجُوع» ورّجَعًا 
إلى أسْكِيَ بكتّابٍ البَاشًّا محمود وقَرَأهُ وحنّهُ أسكِيّ ألْمَعْ على الذَّمَاب وحَضَّهُ 
عليف وَآئةالامَفدةوعةويان الباشا عَلك بالمصحقف أنه اليس له عسده :إلا أمَانَةُ 
الله. َه اطلع اتون التغ على جميع أَسْرَارِهِ وجَعَلَّهُ حَبِيبًا وخَلِيلاً وباع له 
أشْكِي مُحَمّد اع وَوَعَدَهُ له بأمُورِ أنْ يَتَسَبّبَ لإتيان أسْكِيَ إليه. 

وبعد سبعة أيّام بعد قُدُوم أسْكِيَ أَلْمّعْ من عند محمود ‏ جمع أسْكِيَ أهل سُنْعْيْ 
وشَاوَرَهُمْ وأَعْلَمَهُمْ بأنهُ ذاهبٌ غدًا إلى مجيبة الباشا محمود؛ وما قَاءَ أحدٌ منهم 
بكلمة: «لا» ولا انَعمْهء ثُمّ قال له مَيْكَيْ: أنتَ ما رأيتَ محمود وما عَرَفتَهُ» وما 
رآه إلا أنا وأشكي ألْمَعْء إنّا ما تعلو معه إلا الشَّدٌء.ومنا ترك لما من الْتَعَظِيم 
وَالكملق فبقاء. واه كان يق رأشنا وحمل لنا الماكول بتقمية وتخدمنا ويانينا 

]١١٠١ص[‎ 

بالماء ويَتِفُ بها على رُوْوسِنَا حبّى َفْرَعْمِنَ الأكل» وحين رأيتُ ذلك تحفَّقْتُ 
أنَّ له مُرَادًا. إيَّاكَ ِيّاكَ ثُمّ إِيَّاكَ! فلا تذهب. فإنْ حَالَفْتَ ودَمَبْتَ والله لا تَرْجِعُ أبدًا. 
هذا ما ذَكَرْتُ لك؛ فَالْتَمَتَ إلى أسْكِي ألْمَعْ فقال: ما تقول أنت يا المّقِيه؟ فقال: 
والله ما نرجو فيه أنا إلا خيرًا ووفاة. وسكت أسْكِيَء وَانْصَرَفَ كُلّ من الجماعة إلى 
مَِْلِه. 
قَلَمّا أصبح شري للد ورب مم اتن معد وانوي لْمَعْ وكان أخوه أسْكِيّ 
سليمان وطائفةٌ من كه ُو منه إلى امحل ودتَُوا على محمود وأطاغوة ُو 
عِنْدَهُ في المَحَلَّة وأعطاه الخباء» وأسْكِي مُحَمَّد كَاعٌ لا يَدْ يَشْعْرٌ بذلك: قَسَارَ محَمّد 


5-2 عارك أافتاث 
30 تاريخ الفتّاشس 


كَاعٌ وجَيْشُهُ كله متزيمًا بأنواع اللْبَاسٍ حتَّى وصل أَنْنَاء الطَّرِيقَ» وكان معه كَنَْارٍ 
محمود بن أسْكِيَ إسماعيل وِبِنْكَفَرْمَ ثْمَنْ دَرْفَنَّ» لحقه كَنْفَارٍ محمود وَنَرَلَ عن فَرّسِهِ 
وقال» اشتع وَصرتي توقفلي واتتغ قولي» إن لك ماصخ أفيئة فقالالهه يمنا 
توصيني وتَعِظ وتَنْصَح؟ فقال: إنْ كنت عَرَّمْتَ على الذَّهَابٍ وحَمَلَكَ الجذأةٌ عليه؛ 
اذهك أنت وحْدَك ويتبّكَكَ أربقوت فآرسّاء .وإن رَجْفْكَ هلله الحمد» فقد رأيتٌ من 
محموذما رَأَيْتٌء فإن قَبَضْكَ فذلك قَضَاءٌ الله وَكَدَرُهء وإنْ قِنِقَتَ فَاجلِسَ أنْتَ 
وَأَدْمّبٍ أنا وكَاقَّةٌ كُرْمِنَ» فإِنْ قَبِصُونًا فذّاك قِسْمَتْناء وتَسْلّمُ أنت وتنجو أنت ومن 
معكء فهو خيرٌ مِنْ ذهابنا كلّنَا صَغِيرنا وكبيرناء وَنَصِلُ في أيدي العِدَى 
يتأ صلوناء :تلش امد :وائودة في مَوْضِعِ واحل؛ فتصِير أثرًا بعد عَيْنِ. فهذا قولي؛ 
الَْقَتَ إلى كاتبه أسْكِيَ ألْمَعْ المذكور فقال له : ما تَقُولُ أنت؟ 

]15١ص[‎ 

فإنّي أظنُ أن قَوْلَهُ هذا صَوابًا؛ فقال أسْكِي ألْمَعْ بكر : لا تَسْألْنيء كَانْظرْ في 
رَأِْكَء فقد كثُر الكلامُ في حَلّ ورَبْط 237 وذلك لا يليقٌ بالسّلْطئة. 

قَوَكَْتَ قليلاً» ثُمّ مضى على وَجْْهِهء وقد سبّقٌ من أمْرٍ الله ما سَبَقَّء وركب 
َنْقَارٍ محمود وتَبعَةُ وسارواء فلم يكن إلا قليلاً حتّى تا بالقائد الحروشيء ومعه 
فلاثون خيلا من أصحاب: ناه يه لما التَقّؤا بهم حَمَلَ عَلَيهمْ القائدُ الحروشي 
وأصحَابُ ودَفَعُوا عَلَيْهمْ بمكان مَحَلَّتهم وضربوا عَلَيْهِمْ» » ثم نزلوا على الأرض» 
وبايَعُوا أشكِي وتَبَنْدَقُوا له قائلين: بِسْوِلَ يسْوِلَ يا أشكِي مُحَمّدء المَرَح بكء يُسَلَّمْ 
عليك الباشاء ثَّ ركبواء ودف عليه بعضل أولاد أشي اللأعمين بهم كذلك. كم 
كَرَّ الحروشي وَقَوْمُهُ راجعِينٌ إلى مَحَلّتِهِم. 
(1) تعبير محلي عن كثرة الخلاف في الأمرء فكأن بعضهم يقول: اربطوا (الدابة»» وآخرون 

يردوت: لا. بل حلوها! 





الباب الخامس عشر: أشكِي مُحَمَّد كَاعٌ وَالْقِرَاض وَوْلَة كَاحُ 22 





وركب كَتْفَارٍ محمود يُهَرْوِلُ حنَّى وَصَلَ أسْكِيَ» ونزل على الأرض وقال: يا 
أسْكِيَ ليس الخبر كالمعَايئّة» فاعْلّمْ أنَّ هؤلاء الفُرْسَانَ ما جاءوا إلا للنّجَسّسء فإنْ 
كُنْتَ لا تحب لنا الموت والقَّنَاء فقد رَضِيئًا بأنا لا تَهُرْبُء قَدَعْنَا ندفع على هؤلاء 
الفْرْسَانِ وتَُْلْهُمْ وتَمرُ إلى محلَّيهِم وتَمَعُ عَلَيْهِمْ؛ لأنّهُم إذا رَأَونا يَظُْوئَنا قُرْسَاتَهُم 
أصحابٌ الحروشيء حنّى نَحْتَلِط بهم» ومن يموت فَلْيَمْتْ على مَيْنِ فَرَسِهه وهو 
أَحْسَنٌ مِنْ دُحُولنا في أَيْدِيهِمْ هكذاء ونَحْصّل بحيث لا رُجُوعَ لنا؛ فقال أسْكِي: 
حاشا ما ندع بالخيانة والخداعة وتَقْض العَهْدٍ بعد إِبْرَابِ. ومضى فلم يقف. وتَبِعَهُ 
كَنْقَارٍ محمود حنّى عَثَرُوا على المَحَلَّة وطَلَّعُوا عَلَيْهِمْ وعلى خباياتهم الكبيرة. 

وحين وَصَلَهُمْ الحروشي وبلَعٌ إليهم وأَخْبَرَمُم بمجيئهم. دَخَلُوا في الحزامة 
وصَقُوا 

]١57؟ص[‎ 

باليمين والشّمّال وما مِنْهُم أحدٌ إلا واقِتٌ مُسْيِدٌ على مِكْحَلَتِهِ ممتلئ الفم 
بالرّضصَاص» وحين وصّل أسْكِيَ وقومُه؛ خَرَجّ محمود والقائد مامي ماشيّيّْن على 
رِجْلِهِمْ مُسْرِعِينَء ونزل أسْكِيَ مُحَمَّدء وعائَقهُ محمود والقائدُ مَّامِي والكُبَرَاءُ كَافَهّ 
ورتب بهم. وأخدًا بيده وسَاقَاه إلى حَبَايَا وأَجْلَسَاهُ على مَرْتَِهِمَا بين تُمرُقته 
وجلس تحتهء وحيّاه الجيش كاقَّةَ اثنين اثنين يأتيان ويَتَبْدَقَانٍِ له السّلام ورحمة 
اللهء وأصحاب الشَُّمْل والرّباب والنَرْوًا والغياط جالسين وراءهم تحت حَْبَايَاُ 
يَشَْفِلُونَ» ولم يَبقَ د من أصحاب أَسْكِي إلا نزل عن فرسه ودخل في حَلَقَيِهِمْ 
وجَلَسُوا مَدْهُوشِين من حيتُ رَأُوا قومًا وُجُوهُهُم لا يشبه وجُوهَهُمْ بعد غَفِيرِهِم 
وزيّهِمْ الرّقْطي»”'' وقد دَخَلَهُم الوَجَلَ والرّعْبُ والخوف. 
)١(‏ الرّقطة: سواد يشوبه نقظ بياضء أو بياض يشويّه نقط سوادء ويقال: شاة أو حيّة رقطاء أي 

التي فيها سواد وبياض. 


5 عا الدكنة 


وامر ممسموه وك معدن سأك وأئل الثايية وطّوا قرز اشر والييد 
والكُورٌ» وفي أيدي بَعْضِيم عليقُوره'' ' وبعضُهُمْ في أيديهم المناديل» يَمْبَعُونَ 

ثرت مساب اتكو» وإقارأوم» ثُمّ أخرجوا إلبهم الموائد والنحُوم المشويّات 
وأكلواء وبَعْضُهُمْ واقِقُون على رؤوسِهِمْ بالماء في طَسْتٍء مسهم من رم الما 
داجن اك م اتن لطتو الكزيه بلالدي ادي 


#مسوينة: تحت جِبَاءِ كَِيرَةٍ مَضْرُوبة وراء الخبايا التي تجمع فيهاء 





8 
0 


]١١7”ص[‎ 


مر بالقائد مامي ونُودِيَ وخَرّج إليه وقال: ما تَقُول في هَؤُلاء القَوْم؟ وقد 
جاءونا بأمانة الله دَعَوْنَاهُمْ ؛ قَأْجَابُونا طائعين» وما كان مع أَحُدٍ مِنْهُمْ لاخ 
فالَّذِي كان عندي أن نَثْرُكَهُمْ اليوم ويَرْجِعُونء وهُمْ قومٌ حَمْقَاء لا يَعْرفُونَ الشّنّ 
ومتى أَرَدْنَاهُمْ ما نريد يأتونء ويَأتُونَا إِنْ دَعَوْنَاهُمء فما تقول أنت؟ وقال مامي: 
نادوا الكوَاهِي والبّاشوطات» وجاءوا. وقال مامي لمحمو د: أَعِدْ عَلَيْهُمْ كلامَكَ 
التي قُلْتَ في هؤلاء القوم» وأَعَادَهُ عَلَيْهُمْ. وقالوا كلّهُمْ لمامي: إيش قلت أنتٌ يا 
القائد؟ ومولانا أحمد (نصره الله) ما أَرْسَلَكَ مَعْنَا إلذ للَحَرْبٍ والرَّأي والمكيدّة؛ 
فقال: الله ينصر السُّلْطَانَء ما بعثني إلا لذلك» ولكنٌ يا الباشا الله يُقَرّيكَ ويعمل 
البركة فيك» كلامٌكَ هذا ما فِيه بَأَمنُء ولكنَّ هذا النّاس قد دُهِشُوا وخافوا ودخَلَ 
فيهم الرعْبِء وإِنْ حَرَجُوا في أيّدِينا اليّوْم لا يرجِحُون إلينا أبدًا؛ لما حَامَرَهُمْ من 
حَوْفِنَاء ولا يجيبُون بعد هذا اليّوْم إِنْ دَعَوْنَاهُم. ما جاء بهم غيرٌ سَعَادَةٍ السُلطان 





)١(‏ طيفور: ذكر صاحب الترجمة الفرنسية أنها تعني أطباق الكلعام. 


لون الك 212 اراي فول شاع يمه 
الباب الخامس عشر: أشكيّ مُحَمّد كَاحٌ والْقِراض ذَوْلّة كَاعُ 99 





(نصَرّهُ الله). ومَنْ دَخَلَ عَدُوُّهِ في يدو فلا بُذَّ ضَمَان يقوته» فلا يَنبَعُ العَاقِلُ الأَثّرَ بعد 
العَيْنِء وإن فاتَنَا فِيهِمْ هذا اليوْمُ لا نُصِيبُ مِغْلَهُ أبدًا. 

َقَّنَ الباشا محمود يد القائد مامي وصَرّب رَأَيَهُ ْم قال القائد مامي: إِنْ 
َُضَْامُمْ تُمَاوِرُ في أمرحِمْ السُلْطَانَ تممه بَالهمْ» وذ مر بإظلاقهمْ صَلْفَْاهم 
ولا تَمْثْلُ وَاحِدًا منهم. وإن أَمَرَ بِقَيِْهُمْ قتلنَاهم. واتَّمَقُوا على رأيه. 

ورجع القيّادُ والكَوَاجِي 

[ص154] 

والباشوطات إلى مُكانهم من ذلك المجلسء وبقي هناك محمود ومامي» 
ونادّوًا شَاوِش ياش وأمَرَهُ أن يُنَادِيَ أسْكِيَ وحده.ء وأتاه شاوش باش وعَبِّل رَكْبََيْه 
وقال: أحِبْ الباشاء ونهض أَسْكِي قائمًا وَحْدَهُ وذّهَبَ إليه مَعَهُ حنّى دَحَلَ عَلَيْهمْاء 
وتام لدو ؟ متيماء أَتَوْهُ بقَمِيص الحَرِيرِء وأمَرَهُ أن يخْلَّعَ عِمَامَتَه؛ فَحَلَعَهًا 
كأنهما يُنْزِلانٍِ القَمِيصٌ في عُدْقِه؛ ورَمَوْهُ على رأسه وكَيُوا عليه» وكَبَضُوهُ وجَعَلُوا 
طَرَفَ عِمَامَتِهِ في عُنْقهء وَأْمْسَكهُ شَاوِشُ باش. 


عه 


م أمَرَ الباشا محمود أن يُنَادِيَ الرُماةَ ويّصِيح بهم: ما أيْنَه! ما أَيْنَه!. وكَلَعُوا 
أَؤْنَادَ الخبايات اللَّوَاتي تَحْتَهُنَ أضْحَابُ أشكي وكُبِّتْ عَلَيْهِمْ؛ وقَبَضُوهُمْ أجمعين» 
ثم نادى المنادي وقال: كُرْلِي كُبيس! ومعنى: كُرْلي كبيس في اضْطَلاحِهِمْ على ما 
قسَّرَهَا لنا الكاِيّة مُحَمَّد بن المصطفى الهندي”": مَنْ رَكَعَ يدَهُ كَافُلُوهء ثُمّ أمَرُوا 
ِهَدَرْبَاشٍِ على القوم الَّذِي بقوا عند حُيُول أضحاب أسْكِي يُمْسِكُونَهُم من حُدَّايِهِم 
وصِبْيَانِهِمْ» وركبوا خُيُولَهُم وهربواء وتبعهم فُرْسَانُ الرّمَاة وأذركوا بَعْضَهُمْ ولَحِمُوا 


بهم» ونَجَوًا بَعْضُهم 


.)ه١١57( الكاهية محمد الهندي؛ عمل بمدينة جيني في فترة‎ )١( 





22 تاريخ الفيّاش 


]١١6ص[‎ 

وانصرفوا. 

8 جاءوا بِسِلْسِلَتهِم الكبيرة الطويلة وجَعَلوا فيها أَعْنَاقَهُمُء وهي سلْسِلَةٌ واجِدَةٌ 
اشتمل الكل إل أسْكِي وَحْدَهء ما وثقوه وما ربَظُوهُ وما مَسُوهُ بحديد» بل قَرَشُوا لَه 
تحت حُبَيْئَة مُنالِكَء وجَعَلُوا عليه الحرّسَ والحَقَطّة» ثُمَّ ما قَلَمَ مِنْ أحدٍ لباسًا لا 
قميصًا ولا سروالاً ولا عمامة ولا فَلَنْسُوَة» وجَعَلُوا عَلَيْهُمْ قومًا كثيرًا يحرسُونَّهُم» 
وإِنْ قام أخدٌ منهم لِلْبَوْلِ قام الكل معه. فإنًا لله وإِنا إليه راجعون! 

وكَرقُوا بينهم وبين أسْكِيَء ولا يعرف أَسْكِيَ لهم الخبرء ولا يَعْرِقُونَ لَهُ خَبرّا 
وأسْكِي سليمان في المَحَلَّة كُمّ الباشا يخفيه. 
الرّجَال وصَوْلَّةٍ الرّمان- إلى سفينةٍ هُالِكَء وقَرَشُوا لهم فيهاء ودُبِحَ لهم بَقَرَاتَء 
وأدْخَلُوا لحومها معهم. ورَوَدُوهُم. كَلَمّا حَصَلُوهُمْ في يِلْكَ السّفِينة» أخْرّجُوا 
أسْكِيَ ورَكبُوهُ على بِرْدّوْنء ومحمود يمشي معه ويُحَدَّئْه ويّخول معه عُودَ الكُورُ إلى 
أنْ وصّله إلى السَّفِيئَة» وأمَرَ بِمَرْشٍ زَرْبِييْنَ والحيفة من الحرير والوّسّائد وَأنرَلَهُ 
على قَرّسِهء وأمّرَ بَحَمْلِهِ إلى الفِرّاشٍ تحت هَنَكء ”'' وودّعَهُ وعائَقَهُ وجَعَلَ عَلَيْهِمْ 
شاوشًا واحدًا يَتْبَعْهُم ويَحُدُمُهُمْ إلى أن يُمَكُنَهُمْ بيد الباشا جَوْدَره وهو في مدينة 
كاع. 

]١١ص[‎ 


بعد عَسَرّ ام أحرَجُوهُم وهم في يَلْكَ السلْسِكّة -والعياةً بال مِنْ علب 


وسار مَعْهُمء وإذا أصْبّحَ يأتي ذلك الشَّاوِسْنُ إلى أسْكِيّ ويُخْرِجَهُ من السَّفِيئّة 





)١(‏ هنك : بلغة صونغاي» هو سقف القوارب» ويُصنع من القش؛ للتظليل من الشمسء» والوقاية 
من المطر. 





الباب الخامس عشر: أسشكيَ مُحَمّد كَاحٌ والْقِراضُ دَوْلَة كَاحُ 


إلى البَرّ ويأتيه بِالوصُوء ويْصَلَي ويُسَلُمُ على أَصْحَابه ويَأتِيهِ الشَّاوِشُْ بالفظورٍ 
ويُفْطِوُونء ويَفْسِمْ عَلَيْهِمْ الكور. ومِنَ القَوْم مَنْ ما أكلَّ وما شَرِبَ مُنذ قُِضٌ إلا 
يسيدًا يَسُدٌ به الرّمّىْء قَلَمَا كانوا ذ في أَنْناء طَرِيقِهم بلّعُوا لأسْكِيّ رِسَالَةَ إسحاق يوم 
ينعت بأن أمَرَهُم أن يَُونُوا له: هذه المصيبة التي َرَت بدا تَكُونُ -إنْ شاء الله- 
أَنْضَلَ مِنَ المصِيبَةِ التي سَيّأتِيهء فَلَمّا بلغوا إليه الرّسَالة بكى. 

نُمّ قال أصحايّه له : : فما رأئك» فلا مُدّ أن تَسْألَك بها: نحن بِجْمَاعَينَا يَسُوقنا 
في رست رط لى يليه لين نا قله وَندَي2ذ في إخخراج هذه السّلسِلّة في 
أَغْتاقِنا ونهرب على أرْجلناء فما تَقُول أنت؟ فقال: الع ا دل 
الصّوَابُ في مي» فَكُلُ ما عَِْتُه منَ ارّأي ما نَع مِنَْاوَاحِذُه ما َقبعُو تَتْبَعُوا قَولي. 
وأمًا أنا إن سَألْتُمُوني بهذا الرّأي لا آمَرْكُمْ به وأظُنُ لا يَضْنّح» إن تَعَلكُم للك 
هربع على أَرْجُلْكُم أدْرَكُوكمْ فَيََْنُونَ بكم ما هو أمْبَحُ ِنْ هذا؛ فَاضْيرُواء وما 
في عَلئّي أنَّ السُلْطَانَ مولاي أحمد لَعَلَّهُ إن سَعِعَ بِحَبرنا ودشُولِنًا تحت طاعته طوْعًا 
ومجيبًا دَعْوَتَهُ وإِنْيَاِنَا لِقَؤْمهء عَسَى أَنْ يَأمْرَبِإِظْلاقِنَا وتَسْرِيِحِنَا؛ٍ فتَبِعُوا فَوْلَهُ 


نُمّ بكر عليه ذلك الشَّاوسْنُ يوم دُتُُولهم في كَاعٌ» وَمَعَهُ كَبْل» وقال لأسْكِيّ: 
هات بِرِجلِكَ وقد أَمَرَنا الباشا بقَيْدِكَ يومَ دُحُولك في البلد» ومَدَّ رِجْلَيْه إليه وكبّله 


في حضرة قومه» وحيئئذٍ كُسّر كَلبُهِ وَئِس مِنْ نفسه وَقَطعٌ رجَاءَهُ منّ 


]١17ص[‎ 


النّجاة. وحين رَسَوْا في المرْسّى عَشِيَّةَ يوم الثلاثاء بأكْبّالِهِمْ ولبُوسِهِمْء وهم 





)١(‏ الكور: أي ثمرة الغور/ الكولا. سبق التفصيل عن هذه الثمرة » في هامش [ص75]. 


حر 


00 تاريخ الفئّاش 


ثلاثةٌ وسِتُونء 7" سَاقُومُمْ مُوَتْقِين في القمُودٍ والسّلاسِلٍ مِنْ تَنْشٍ إلى كاع, 
وسَجَيُوهم مُالِكَ نحو شَهْرٍ نم حَمَرُوا في يَلْكَ الدّار جا عميقًا واسكاء وقَتَلُومُم 
جميعًاء ورَمَوْهُمْ في يَلْكَ الجبٌ أجمعين» وردُوا عَلَيْهمْ التّراب» (رَحِمَهُم الله). 20 
وما تُوُمْ الأ حين َل ابن بنش أهل ملم الذين يرون ين ثثاكى , فيهم 
القائد يُقَالُ له قَنْدَبُو يقول أهل نعي : يوم قَنُدبون وفيهم أزبَعمائة رَام وَقَعَ 
عَلَيْهِم ليلاً واستَأْصَلَهُم ولولا ذلك لم يَقْتْلهُم ؛ لأنّهُمْ أرْسَنُوا للسُلْطانٍ مَوْلاَهُمْ 
يُشَاوِرُونَهُ في أمْرِجِمْ : هل يقتُلُوهُمْ أو يترْكُوهمء ولم يَرْجِعْ المرسُولٌ حتَّى كان هذا 
الأمرء وَكَنَْبُور في لُمتِهِمْ : عَظِيم البَطنء كان بطنٌ ذلك القَائِدٍ عَظِيمَا 


د ا ا 


)١(‏ صرح السعدي (ص151). أن «جملة من قبض الباشا محمود مع أسكيا محمد كاغ ثلاثة 
وثمانون رجلا ما بين أولاد الأمراء وغيرهم (ص 197). ولعل هذا التفاوت في العدد بين 
المؤرّخين مرجعه إلى أنَّ الباشا سود يعد هه البسيعد كاغ:والتسابي األللق مرا بعشهي» 
من أولئك: أسكيا سليمان وباركي ملك. ومحمد ولد بنش [ص97١]‏ فالسعدي يتحدّث - 
إذن - عن الفترة الأولى من إلقاء القبض على المجموعة؛ وابن المختار يتحدث عن المجموعة 
الأخيرة التي اقتيدت إلى كاغ مع أكيا؛ فقتلوا بها وردم عَلَيْهُمْ البيت. 


(1) سيق [في ص ]١١١‏ أن أسكيا الحاج الثاني قد تبأ بهذه النهاية المأساويّة لأخيه محمد كاغ. 


ل 5 ا تم 
الباب السَّادِس عشر: الباشات في مُبكْتُ ونوح أشكي ذَنْدِ 1 


7و 





الباب السشاس عشر 


الباشات في تَمْبْكُت ونوح أشكي دند 


نُمّ بعد ذلك ارْتَحَل الباشا محمود وجيشُّهُ من كَاعٌ إلى دَنْدٍ في طَلَّبٍ أسْكِيَ نوح 
ومَنْ بَقَِ معه من أولاد أبيه وأْتْبَاعِهِمْ. 

وكان أسْكِيَ نوح مِنْ عَفَارِيتٍِ أولادٍ أسْكِيَ داوود» وكانّ مَسْجُونًا حين نزل 
محلّة جَْدّر إلى سُنْعّيْء سجََهُ أخوه أسْكِيَ إسحاق. فَلَمّا هرب أسْكِيَ إسحاق 
خَرَجَ بنفسه وذَّهَبَ وجمع إِحْوَتَهُ وصارُوا جِمَاعَةَ كثيرة» وكان رجُلاً فارسًا جسيمًا 
بطلاً طويل القَامَةٍ جميل الوَّجْه . 

وقد كنتٌ أنا يومًا عند شَيْخِنا الفقيه مُحَمَّد بن المختار الملقّب مُحَمَّد بن كُرْتَمْ 
في مدينة تُبحْتُ (حرسّها الله). ووَقَعَ في مله ذِكْرُ أشكيّ نوح وقِضّمُه. أْنَى عليه 
بعضٌ من حضر هُنالِكَ بخيرٍ وصِيتٍء”' فقال شيخنا المذكور: «أنتم لا تَعْرِفُونَ 
قَنْرَنوح ورفعتهء فهو أَكْرَمُ بني أشكيَ داوود وأجلّهُماء نُمّ نهض ودخل في داخل 
بيتهء وأخرج إلينا وَرَقَةَ مَطويّة في جَعْبّة نُحَاسِء فإذا فيها مكتُوبٌ كمَبّهُ الوليُ 
الصّالِح العَارف بالله العالم العَلاّمة السّيد المكاشِفٌ زينٌ العَابدِينَ الشّرِيف الحسني 
بن الوليٌ 

]١58ص[‎ 


الصّالِح العالم سيّدي مُحَمِّد البكري» كتبه لأسْكِيَ نوح بخطّ يده الكريمة 


)١(‏ الصّيت: أصله واو انقلبت» وهو الذّكر الجميل الذي ينتشر عن الشّخْص بين الناس. 


لقي تاريخ الفئّاش 
(ؤفنه)» بأخْسّن التّحيّة والإعْرَاذٍ والإكرّام والدّعَاء له بِحَيْرَيْ الدَّنْيا والآخرة. ومما 
بش فى مذي يز جلك الأقوية قوله: دوكيًا تَدْعُو الله لكم في أوْقَاتٍ الإجَابَةٍ في 
ليل ونّهَارٍ وفي ظلَم اللّيالي». 

قال مُحَمَّد وُلْد كُرْتَمْ (رَحِمَهُ الله): جاء بهذا الكتاب والدي الحاج المختار مِنْ 
حِبّته. قال: ناوّلَنِيه زِينُ العابدين في بلدٍ مصرء وأمَرَني بإِيصَالِهِ لأسشكِي نوح» 
مقن الفرطة برخ هد تعب مخز إلى كله القا2 تَبِعَهُ الباشا محمود وجَؤْدّر 
وَجَيْسْهُمَا يَقْتَفُونَ آثاره» وهم لا يَشْعْرُون ألم على كار رلُوا بمكان يُسَمّى 
وَامء ومعه جم غَفِيرٌ من أهل سُنْعّيْ والرّجَالُ والأظمَالُ والعَبِيدٌ والإماء ينْتَجِعُون 
معه مِنْ أهالي كَاعٌ ونَوَاحِيهاء وأَذْركَهُمْ محمود بن زرقون هُنالِكَ نازلين وقت 
المَيْلُولة» فما نبَّهَهُم إلا رَمْجُ الْحُيُولء ونهضوا إلى حُيُولهِم وركبُوا ووَكَقُوا 
يَنْعَظِرُونَهُمْ ؛ وما كان إلا كَلَمْحِ البَصَرء ونوح جالسٌ؛ فأْمَرَهُ أصحَابُهُ بالركوب 
والهرُوب. فقال: إلى أين؟ قد هربنا إلى أن عََرْنَاء ونَضْبِرٌ اليوم حنّى نموتَ على 


دين الإسلآم وتشتريح» كَحَمَلُوه إِْرَائهُ وأَرْكبُوه ورُوا به. 


وشئّت شملَهُمْ وفرّق جِمعَهُمْ شَدَّرَ مَذَّره ويُسَمّى هذا اليومٌ الَذِي لَحِقَهُم فيه الباشا 
2 عزج جا اج مد ع ات ا 
تحموةايوم :وام يَوْمَ سَفكوا دِمّاءَهم وَسَبَوًا ذرّارِيهم. 
مه م 53 


وأوّل حَسَارَتهم يوم القِتال والمضاربة يوم سُنْكيَ» رداك نيبي خاب ثم 
يَوْمُ فرار أسْكِيَ إسحاق الزَّغْرَاني إلى كُرْمَ َبَعَهُ جمّاعَةٌ وقثْلهِمْ معهء ثم يوم تَنْشِ» 


الباب السّادِس عشر: الباشات في مُبِكْتُ ونوح أشكي ذَنْدٍ 


أسْكِيَ مُحَمّد كَاعٌُ وجَمْعُه العَفِيرء ثُمّ يوم وام وذهاب مَنْ ذَهَب مِنْ أَبَْاء أبر 

وهذه النَّوازِلُ هي التي أفنى سُّنْعْ وأَبَادَهُم بالكليّة بحيْتٌ ما جَاءَ مع أشْكِيَ 
سليمان بن داوود إلى تُنْبْكْتُ مِمَّنْ هو من أصُولٍ جُنْدٍ أسْكِي إلا تَمَرٌ قَيِيلُ» ما 
جاوَّزُوا سَبْعَا وأربعين» ما بين الفارس والرّاجلء وعَظَمَهُمْ هَيْكَىْ عبد الرحمان 
ومَيْكُئ بَرَهِمَ. قَلَمّا قَدِمَ أسْكِيَ سليمان إلى تُبْكْتٌ وتَوَطّن منهم» جَعَلَ يَلْتَقِطْ رجالاً 
من أهل كُرْمِنَ وبَْمَعَي وبنْكَ وبر حتَّى أحصل له من الجِنْدٍ نحو مائة رَجُلِء انتهى. 

والباشا محمود لم يزل في كُوكيّة وجَيْسُهُ حنَّى أتاه مُنالِكَ بَراءَةٌ القائد 
المصطفى التُركي ورسُولُه يطلبُ منه الإغاثة» وَأَخْبَرَهُ بما جرى بينه وبين أهل 
تنْبْكْتُ من القِئَالٍ والمضاربة» وأَنّهُمْ قَتَلوا من رُمَاتِهِ سنا وسبعين» وأَعْلَمَهُمْ بأنَّهُ في 
الحصران ويَظْلُبٍ العَوْتَ منهم. واكْتَرَى ذلك الرَّجُلُ لهم تارقّاء وأغطاه فرسًا حرًا 
أي رُمْكة كانت لهء ولما وصل الرَّسُولُ إليه أغضبه ذلك وغاطّة» وألقاه عازمًا على 
الرُجُوع إلى دَنْدِ؛ لِيَسْتَأْصِلَ أولادَ أسْكِيَ الذين كانوا مع نوح» فَعَمِلَ ديوانًا وشاوّرٌ 
جِيْشَهُ على أن يَرْجِمَ إلى تُنْبْحْتُ لِعَوْثِ القائد المصطفىء واتَمَقُوا على أن يقطع لهم 
جيشًا من يغِيتُهُمه وأشار إلى القائد مامي, وقَلَّدُوهُ ذلك وعيّنهء وقَطعَ له سبعماثة 


خْ 


راميّاء وسيّره من غده. 
وسآله- القاعد هامى عا يَفْعْل يأهل تتكك: نتال .له الباها: إذا وصَلت قاعم" 
مي عما يفعل بأهل تنب إِ 
فيهم السّبيل سبعة أيّام» وعَمَلُ السّبيل في عِبَارَتِهِمْ إذا عضب السُّلْطَانُ على أَمْلٍ 
بَلَّدِ أو خَرَجُوا 
[ص١7١]‏ 


عن طاعَتِهِمْ أو خَالَفُوهُمْ» ينِْلُ عَلَيْهِمْ جيشّه فَيَدْخُلْ عَلَيِْمْ في بلادهم مَيَقدلُون 


و تاريخ الفئّاش 
منهم كل مَنْ لَقُوا بهم» وكلّ مَنْ رأَوْهُ إلى أيَّام» إِمَّا يوم أو يَوْمَيْنَء وإن كان بلدًا 
كبيرًا اسْتَمَرُوا على قَثْلِهِمْ إلى سبعة أيَّام؛ فقال مامي : بلد تُنْبْكُتُ لا يوسع للسّبيل 
ساعةً وهمْ أَلْطفُ النّاس وأرقُهُمْ قلبًا. إِنْ قتَلْتَ منهم ثلاثة يموت سَبْعَةٌ بالمَرّع 
والرّوْعَ بلا مَسسّ الحديد» ومع ذلك السُلْطَانُ (نصّرهُ الله) ليس مُرَادُه في حَسّارة 
تُنْبْكُتٌ ولا خَرَابتُهه وَمُرَادُهُ أن يُبنى عليها قَصَبَُه ويجلّبَ مِنْهُم الأمْوَالُ. وقال 
محمود: نَعَمْ عَرَفْنا هذا هو مرَادُهء ولكنّ الأمر بِيّدِكَء فَافْعَلُ برأيك» وتَنْظر ما 
يمكن فيهم. وقال: اذهب إن شاء الله وتُعَامِلُهُمْ بالهداية والإسْكان حّى تأتي أنت» 
وقرأوا الفاتحة على ذلك» وارْتَحَل مامي وسار ومَضَى حنَّى نزل بخارج البلد. 
وَوَجَدُوا أهل تُنْبُكْتُ قد تَصَالحوا مع القَائِد المصْطفّىء وانقَطعت الفِئْئَةٌ والقتال» 
وَوَافَقَ مجيثٌه هُنالِكَ بَِيْلٍَ المولد الشّريف ثاني عشر من ربيع النّبويّ من الحادي 
بعد ألف. في لَيْلَةٍ ما أَعْظَمَهَاء وأَعْظِمْ بِرَّوْعَةٍ كانت فيها. هرب أهل تُنْبْكْتُ 
ودحَلَ البّخره وحمب النَّاسنُ أنَّ المَنَاء يَكُونُ في غدها. وكَمْ مِنْ رجَالٍ خَرَجُوا منها 
في يَلْكَ اللَْلّةَ وتركُوا أموالهم وأوْلادَهُم وأَزْوَاجَهُمء وما حملوا من ديارهم حبَّى 
العَصَىء ومَضُوًا وما رجّعُوا إليها بعد ذلك. واكْتَسَبَ بعض سُفهَاء البلد في يَلْكَ 
اللَّيْلّه أموالاً» وترى رجلا يَدْحُلُ على قَوْم في ديّارِهِمْ ويَرْفَعُ منها ما شَاءَ ويحْرُجٌ 
بهء وَرَبُ الدّار ودّوُوه ينْظْرُونَ إليه ولا فول له 





]١1/١ ص‎ 

اقس 2 

ودخل القائد القَصَبَةَ في يَلْكَ اللَّيْلّةَ» وتلقّاهم القَائِدُ المصطفىء وبات النَّاسُ 
مفْزِعِين سَاهِرِينَ يَتَوَدَعُون الشَّرَّ الذي يكون غدّاء وأصبح أهل تنْبْكْتُ لم يَفْئَحَ أخدٌ 
منهم يُيُونَهُمْ صامتين» ولم يحْظ أحدٌ في طرق حَظِوَةٌ واحِدَةٌ إلا بعد صلاة العصر 
أْمَرَ الفقيهُ القَاضِي عمر أن ينادّى أَغْيّانَُ البَلّد؛ فنَادُوهمء وَأَنَوْهُ أجمعُون. مِنْهُم 


لطع 1 9 ل 0و 
الباب السّادِس عشر: الباشات في تمبكتُ ونوح أشكِي دَنْدِ 2 








الفقيه مُحَمَّد يَعْيُعْ (رَحِمَهُ الله)ء يُشَاوِرُهُمْ على ما يفعلون. وما شرعوا في الكلام 
حنّى دخل عَلَيْهِمْ غلامٌ القَّاضِي الموكل بالباب» وأخبرهم بأنَّ القائد مامي واقث 
بالباب»ء ومَعَهُ طائِفَةٌ من قَوْمِه يَسْتَأْذِنُ بالدّخول؛ فتغيّر الجالسُونَ لذلك؛ وغيّر 
وجُوهُهُم ثم أذِنَ له بالُخول؛ َدَحَلَ ومّعه أضْحَابة. 

فدخل» وأراد القَّاضِي أن يقُومَ له. وعَرّمَ عليه بأن لا يَقُومَ ونَهَاهُ عن القيام. 
فمتى دخل اكب على رأس القَاضِي فُقبّله وعلى ركَِِْ وعلى قَدَمَيِ َقَلهُمَا وقبّل 
يده» ثم ات إلى الفْهاء والرُؤسَاء وحيّاهم وسلم عله وروا عليه وجلس 
قبالَةَ وجْهِ القَاضِي مُسْتَوْفِرًاء7'' وقال: : إن الباشا محمود والقُيّاد والكواهي يُسَلّمُون 
عليك؛ وهو الذي أرسلني متى مهما جل فيكم سانا وساءه ذلك؛ قيظْبِ 
منكم العَفْوَّ والعُفْرَانَ وأنْ لا تأحُدُونا بدُنُوبٍ ذلك. قبالله العَظِيمِ ما عَمِنُوا ذلك 
برأيئًا ولا بمشَاوَرَتناء فَاغَْفِرُوا لناء (غفر الله لنا ولَكُمْ)» وحن خواكا روق ها 
ونحنٌُ وإيّاكُم اليوم إِخْوَةٌ والسّلام. لا شكّ بعد هذا اليوم ولا عَذْرَ 

]١797ص[‎ 

وكان رجال تُنْبْكْتٌ المقاتلين» متى رَأَوْا القائدَ مَامِي يذْهَبُ إلى دار القَاضِي 
يَوْمَئِْذِءِ ظتُوه لا يَذْمَبُ إلا للشّرِ اجتَمَعُوا وجاءوا إلى جَامِع سَذْكُرَيْء ورَقُوا في 
سَطظحِهٍ بسِهَامِهِمْ وسِلاحِهِمْ. وَارْتَقَى بعضُهُمْ فوقّ بُيُوتِ ذلك المكان. . فَلَمَا تَكَلّم 
مامي لدى القَاضِي بكلامه اللَّيّن وتلطفَهُ وتملّقَهُ؛ أرسل القَاضِي الفقيه مُحَمَّد بَمَيُْ 





)١(‏ مستوفرًا : وضع ركيتية على الأرض» ضاغطًا على أطراف قدميه» وإليتاه مرتفعتان» وهي جلسة 
غير مستقرة» ويبدو أنّها كانت دلالة على التذلل والاستعطاف. وقد جلس الجلسة نفسها أسكيا 
داود أمام قاضي تمبكتوء ينظر هامش [ص9١٠١].‏ 

(1) تعبير محل يقوله الي يدبّر مكيدةٌ لغيره؛ ثم يرجع عن مكيدته ويبطلها بنفسهء وقد لا يكون 
هذا الأسلوب قد جرى حرفا على لسان القائد المغربيٌ» وإنما هو من أسلوب المؤرخ. 


40 تاريخ الفئّاش 
١ :‏ 

(رَحِمَهُ الله)؛ لِيُنَادِيَهُمُ وأتاهم وَوَجَدَ كلا منهم كميًا في سِلاجدء نَادَى كُبَرَاءَهُم 

فقال لهم : هَلْ تَعْرِفُوني؟ قالوا: بلى. فقال: انزنُوا كلّكُم فائتُوناء دلوا كوا 

مشر هين ؛ فقال: القاضِي مر يَدمُوكم فاتبوني إليه» كُمْ قال لهم: قد قطع الله 

تَلْكَ المحنة وعَاكَانَا من يَلْكَ البليّة» فها هو القَائِدُ الأكْرّمُ مامي بن بِرْوّن قد أتانا 

بالصُلْح والعَفُوء ويسّلام الباشا محمود وتحيّاته» فلا شر بعد اليوم؛ كَقُولُوا أنه 


عدم 


ن: الله يُنْضْرُ مَوْلانَا أحمد! 


2 0 عَلَيْهُمْ مامي وردُُوا عليه السَّلام» وخرج مامي وركب وتَّوَجَهَ إلى 
القضبَة. ولما وصل إلى بَعْكنْة'' التقى مع رُمَاةيَسْبُون تَْبَ رَجلٍ هُنالِكَ ؛ خف 
غزل نهم وا سيق وَجنزْك تخ زنفلة على غايه: حلى شق كين فاط د ٠.‏ 
ور يرأبنة فعُلّق. وسار ذلك في البلد وسَرَى فيه وَكْرِح النّاسسُ به» وَاعْتَقَدُوا أنه 
سَيُوفي ما وعدء ووَيْقُوا بِقَوْلهِ وطَيُوا فيه خيرًا 

فيُبَكُرُ عُرابُ أهل القَصّبّة خارجين إلى السُوق بِيِضَاعَتِهِمْ» ومَنْ كان جَزَّادا 
منهم خرج ببقرته فيَذْبَحَهُ وأقام يبيعه» ومن كان خَرارًا أتى 

ص 117] 

بِجلُوده يُمَصَلُ منه نعالاً يبيعهاء وكذلك حَيَّاظهُم يخيظونٌ للنّاس» ومن اشْتَرَى 
ِنْهُ شيئًا اسْتَتْبَعَهُ صاحبّه إلى القَّصَبَة؛ يَتْبَعُهُ فيَعُدُ له الوّدّع فَيَرْجِعُ. وهم كذلك 
تكن النَّامنَ إلى ديّارِهِمْ ليَأخُذُوا ثمن مَبِيعِهِمْ» وما نَمّتْ ثلاثة أيّام حئّى خالّظوا 
وامْتَرَجُواء وَانَّحَدَ بعضْهُمْ من بعض أحَِاءَ وأضدِقاء ويََرَاوَرُون في م 

ثُمَّ قم الباشا محمود من كا وجَهّرَ جيشًا إلى رأس الماء ومَشَّى هو بنفسه 
معهمء تك رجع في قر المسحرم فائح التينِ وآلفي وطلب تجييد التئمة للشلظان ني 
الحتية لج أ لامدقمة امد الال يد مها 1 


)١(‏ من أحياء تمبكتو. 


الباب السَادِس عشر: الباشات في ممُبْكُتُ ونوح أشكي دَنْدِ 








مسْجد سَدْكُرَيْ؛ فجمع كافَّةَ أهل تُْبْكْتُ بالمسجد المذكورء وأخْضّرُوا المضححت 
والبْخَاريٌ ومُسْلم ذَ ضَحْوَةَ يوم الأربعاء أربع وعشرين منه. قَلَمًا اجْتَمَعَ الثامن علقت 


مما لا يَنْبَمّي ذِكْرُهء ولا يَحْتَمِلُ القَلْبُ جَلْبَ ما كان مُنالِكَء وَسَرْدَ أقاصِيص قَبْضٍِ 
القَاضِي عمر وإِخْرَيِهء فإنًا لله وإنا إليه رَاجِعُونًَ! أعْظِمْ بها رُرْءَا عَمَّثْ الإسلام. 

ُمّ أخرجُوهُمْ وَسَاقُوهُمْ إلى قَصَبَتهِمْ مُشَاةٌ إل القَاضِي عمر (رَحِمَهُ الله) وحدّهء 
نه ركَُوه بردَْنًا صَغِيرًا وتبَعَهُم شَوَاشي. وأُسِرٌ معهم رَجُلانِ مِنَ الوَنْكريِينء كلما 
أرادُوا أن يَجَعَلُوا في أعناقِهمًا حَبْلاً امْتَتَعَا أن يُدْخَلَ في أَعْنَاقِهمًا حبلء ولَّطَمَّ 
أحْدُّهما رَاميًا منهم» وسلّ سيفه وضربه بهء وأَخَذَ أَحُوهُ السّيْفَ منه وضَرَّبَ به 
الصَّارِبَ؛ فَكَانَ سَبَبًا للقتل. 


5 


وحَدَلِي شيخُنا محمد وُلد كر 
[ص75١]‏ 
أنَهُم قتَلُوا من أهل تُنْبْكُتٌ أَرْبَعَةَ عَشَرَ نَفْسَّا: اثنان من وَنْكَرّ واثنان مِنَّ 
السُّودّانء”"' وَوَاحِدٌ من الحدَّادِين يُسَمَّى عَبْدَلُ يَبَالِء وتسعةً مِنْ سَنْء منهم العالم 
الولىٌ العارفُ بالله المَقِيهُ أحمد مَعْيّاء ومُحَمّد الأمين بن القَاضِي مُحَمَّد بن محمود 
د 2 . عراز 34 عداة 5 د عثردع(0) 
بن عمر بن محَمد أقيت» وغيرهم (رَحِمَهُمِ الله)» ومَحَمّد المختار (رَحِمَه |67 الا 


1180411841 41/41١64145١ص[ مدلول السّودان في معظم مواردها في هذا الكتاب‎ )١( 
يعني المناطق الواقعة شرقي صونغاي» أي: بلاد وسط أفريقيا الحاليّة التي تشمل نيجيرياء‎ 
وتشادء والنيجرء ويقابل ذلك مدلول «المغرب» الذي يعني المناطق الواقعة في السّاحل من‎ 
المحيط الأطلسي أي منطقة سنيغامبيا الحاليّة.‎ 

(7) هنا اتفاق تام بين ابن المختار والسعدي في الإطار العام لحادثة مقتل علماء سنكري وفي عدد 
المقتولين. لكن السعدي أكثر تفصيلا من ابن المختار. (ينظر: تاريخ السعديء ص1915١).‏ 


22 تاريخ الفئّاش 


وأخبرني وُلْد وَعْدَ بن مُحَمَّد بن أيّدٍ المختار أنَّ القَاضِي عمر (رَحِمَهُ الله) لما 
أَخْرّجَهُ الرُماة من المسجدء وكان معه عُلامُهُ يُمْسِكُ مَقَالِيد داره وَجَعَلَ العّلامُ يني 
حين رأى ما جرى عَلَيْهِمْ ؛ فضَرَبَهُ أحدٌ مِنَ الرّماة بالسّيف فَمَمَلَهُ وضحك القَاضِي 
عمر؛ فقيل له في ذلك» فقال: كنتٌ أحسب أنا خيرٌ من هذا العُلام فَظَهَّرَ فضلّهُ 
علي الآنء وقد سَبَقَي إلى الجنّة. 


3 بِعتَهُمْ الباشا محمود إلى مُرَّاكُش» وطَائِمَةَ من أولادِهِمْ ومّوَالِيهم من النْسَاء 
والرّجَال وهم على نَيّفٍ وسَبْعِينَء ولم يرجع منهم سِوّى سيّدِي أحمد بابا (رَحِمَهُم 
الله)» رَجَعّ بعدّما مَكَتَّ هُنالِكٌ عِشْرين سَنَةَ غير سِنَةِ أشْهُر ومكتّ في تُتْبُكْتٌ بعد 
تجوعة عشرين كيك رمات (رَحِمَهُ الله). هكذا نقلتُ من شيخنا مُحَمَّد وُلْد كُرْتَمْ 
(رَحِمَهُ الله» وحَدَّنتِي مُحَمّد بن كُرْتَمْ المذكور أَنَّهُ سمع سيّدي أحمد بابا بن أحمد 
بن الحاج أحمد يَذْكُرُ بأنَّ الفقيه القَاضِي 


]١7١ص[‎ 


عمر (رَحِمَهُ الله) مَرِضَ في سَفَرِهِمْ وذهابهم إلى مُرَّاكُش مَرَضًا شدِيدّاء وأضْبَّحَ 
لا يَسْتَطِيعُ الركُوب» وطلبوا من ذلك المَائِدِ الذي يَذْمَبُ بهم» وهو أميرٌ يِلْكَ 
الرقْقَة» أن يُوخَرَ له ويجلس لهم في ذلك اليوم وَحْدَهُ؛ فقال لهم: لا تَلبّت له ولّو 
ضاغةاواعدة. إقَا أن فرفر أو تخيلوه على ثقيره ابو افرقة اموت قي والى 
على انتظار حاله؛ فركب ورَجَعُوا ووَضَعُوهُ على بعيره وساروا. قال مُحَمَّد وُلْد 
كُرْتَمْء قال أحمد بابا: فَوَاه ما وَصَلْنَا يلا واحدًا في السَيْرٍ حنَّى أتينا إلى مكان 
فيه حِسجَارَاتٌ كثيرة» ما يَضْعَدُ الخيُولُ عليها إلا بمسَّمَةِ عَظِيمَة؛ فتَقَدمَ ذلك القَائِدُ 





.)م1511/ه1١7٠0( رجع إلى تمبكتو عام‎ )١( 





الباب السّادِس عشر: الباشات في بَكْتُ ونوح أسكيّ دَنْدِ 





أمام الرّقْمّة قْقّة فمنا كان إلا أن تزلق خَافِرُ قَرَسِه مَسّقَط غ20 وسّقّط هو على عُنْقَة؛ 
فَانْدَقَك عتقةجمقئرة الحياز تعالى :ونات» ونَرَلّت الرفْقَة لجهيزه: وقالوا هُتَالِكَ 
وناثواد مقر اله تعائى على القايي .خمر واشبّح ثقالى. وقد سَمَاءُ الله» ومَكنُوا 
هُنالِكٌ يَوْمَيْن» ا 


ولما أَجْلَاهُم القَوْمُْ وَارْتَحَلُوا ضازت تتبكتٌ جِسشمًا بلا رُوح» وَانْعَكَسَ 
أَمُورُها وتغيّر حالها وتبَدَّلَ عوائِدُهاء ورجَّعَ أَسْمَلُها أغلاهًا وأغلامًا أَسْمَلَهَاء 
وشَاة الها على ا وباعوا الدينَ بِالدَّنْيا وَاشْتَرَوا الصَّلالَةَ بالهدى» 
وعُطلَ أحكامٌ الشّريعة» وَأَمِيئَتِ السّنّة وأَخبيّت البدَعٌ؛ ولا بَقِيَ فيها مَن يَتَمَسَّكُْ 
بالسّنة» ولا مَنْ يَسيرٌ على مَنْمّجٍ التّقوى في ذلك الوقْتء سوى مُحَمَّد بَعَيُعْ بن 


أحمد وَحْدَهُ (رَحِمَهُ الله). 
وحكى لي سِبْطي مُحمّد بان بن يوسف كعت (رَحِمَهُ الله).”" أنَّ الباشا محمود 
مر بِمُحَمّد بَعَيُْ يومًا فتاداه وأخضَرَة فوّجَدَهُ في مجَلِسٍ سَلطَئَتِه ودائِرَتِه وبين 


)١(‏ في الأصل (تزلف)» ومعناه : تقرّب وتقدَّم إليهء ويقال : تَزلّف إلى الشلطان بكلامه: أي تقوب 
تنه مأك على :ونعه الكملق :والثفاق» وهذا المعنى غير مرادٍ هنا . والظّاهر أنه انتعمل (تزلق» 
بالقاف الذي يعني: توي وهو .يريد معتى (انرلق)» أل زلّت قدمه؛ فاستعمل صيغةٌ في غير غير 
موضعها. 

(؟) ذكر السعدي عن سبب موته أن الرفقة نزلت بموضع» وحين قام الناس للرحيل» وكان الشيخ 
جالسا يتوضأء أقبل القائد باحسن فريد؛ وركله برجله وأمره بالقيام؛ فلم يقم حتى أتم وضوءه» 
فما ساروا إلا قليلا حتى رماه الجمل؛ فانكسرت رقبته. (تاريخ السودان» ص177). 

() هنا شيء من الغموض؛ لأن محمد بان المذكور هو ابن خال مباشر لابن المختارء وليس سبطا 
له. وقد يزول الإشكال إذا اعتبرنا أن الكاتب قد استخدم كلمة «سبط» استخداما خاطنًاء ولكن 
هذا الاحتمال ضعيف» فقد استخدم المؤلف هذه الكلمة استخدامًا صحيحًا في عدَّة مواضع. 
(ينظر: ص74؛ 04؛ هلا؛ 411 17/8). والظاهر كما سبق في المقدمة» أن ابن المختار كان 
اسمه: محمود» سميًا لجدّه محمود كعت؛ فأشار إلى ابن خاله بحسب العُرف الأفريقيٌ. 





و تاك الفقابة 


كوَاهِيه ويا فونه وَاقِفِينَ على رؤُوس القُيّادٍ وَالكَوَاهِيء ولما وصّل إليه الشَّيْحُ 


عدة 


محمد 


]١7؟6ص[‎ 


نَاوَلَهُ كتابًا مَطُويًّا ومَدَّ له دواةً وقلمًا فقال: اكيب شَّهَادَتَكَ فيه. 

وقَتَحَ الشَيّْحُ الكتابٌ وتأمَّلَهُء فإذا فيه ما صُورَته : «ولْيَعْلَمْ أميرٌ المُؤْمِنِينَ 
السَلْطَاتُ بن السلْطَان مولانا أبا العَئّاسَ أحمد (الله يتصره ويّخْلِد ملكّه)» أنّنا ما 
َبَضْنَا هؤلاء المُقَهَاء القَاضِي عمر وإِحْوائه وأَْبَاعَهُ إلا أنْ ظهّرٌ لنا ما في تُفُوسِهِمْ 
من عَدَاوَةِ السُلْطَانِ وبْعْضِه. وتحثَّقْنَا أنَّ كُلُوبهم مع أسْكِيَ» وهم على كَيْدِهم 
ويجْمَعُون لهم الرّجَالَ لمحاربَتنَاء ومُتَِِين على القَسَاد بعد أن قَتَلُوا مِْ جَيْشٍ 
السّلطَانِ ثَلانَةَ وسَبْعِينَ رجلاً. وفيه شَهَادَةٌ جل أغيّان تُنْبِكْتُ وكبرائها على ذلك» 
وأعلام القَّاضِيِ مُحَمّد). 

وقال له الباشا: اكتّبْ شَهَادَنَكَ تحت هذا السَّظرء وأَشَارَ إلى المؤْضِع مِنّ 
الكِتَّاب يَضَعٌّ شهادَتهُ فيه. فَتَعَوَّدّ السَّيْحُ بالله من ذلك» أي مِنْ أن يَضَعّ شهَادَتَهُ؛ 
فقال: لا بْدّ من أن تكتبء وكُلُ مَنْ أبى على الكِتّاب قَطَعْنا يده من مْكيه» كبشم 
النَّيْخُ ضَاحِكًا وقال: تَظعُكَ اليدَ أَفْضَلُ وأؤلى مِنْ كَنْبِ شْهَادَةٍ الزُورء فالعِيادٌ 
باللهء فأنا - والله - أَخْمَارٌ قَظِمَ الرّأس عليه. فقال: إيشُ هل أَنْتَ أَفْضَلٌ 


]١الا/لص[‎ 


مِنْ هؤلاءٍ الشَّهُودٍ الصَالِحين؟ أو أنْتَ خيرٌ من القَاضِي؟ قال: لا شك في أنَّ 
كُلْهُمْ خَيْرٌ مني ولكن لَعَلَهُم اظَلَعُوا على فَسَادِهِمْ وعلى ما شَهِدُوا عليه وأنا - 
والله - ما ألَّعَني الله على ذلكء وما عَلِمْتٌ به» والشَّهَادَةُ لا تَكُونٌ إلا بِالمعَايئَةٍ 


“بور 
الباب السّادِس عشر: الباشات في كُبِكْتُ ونوح أشكِي دَنْدٍ 2 


والعِلّم والشَّهَادَة» وأنا ما عَايَئْتُ وما عَلِمْتُ وما شَهِدْتُ؛ فقال الباشا: ونحن 
ترك عق وأقة حم القاضي في #فرؤوكقيه» :ونا آنك إلا وأحناية قزمة؛ 
ورأيَْا حَطَلك في كِتَابِكَ الَّذِي كتَبِئةُ لاشكيَ نوحء ُُ الْتَعَتَ الباشا محمود إلى 
أشكِي الْمَعْ بكر َنْبا وهو جالِسٌ عنده في وَسَطِ الجالِسِينَ» وقال: يا ألْمَعْ بُكرْ 
أما رأيتَ الكتّاب؟ قال: بلىء رائْتُهُ بخط يد وما الْتََتَ الشَّيْحُ ولا رَقَعَّ رأسَهُ إليه 
وما رد له جَوابًا. 
ووافَّقَ ذلك بين الظهر والعصر» وما صلّى الشَّيْحُ العصر حين خُرُوجِه 
يك الا ال ود ا 5 ابي ب وا ااا لزاني 
كد تَمرَيِعَ الشّبْخ رأة إلى !الكماء ينظر حال الكزوب» وقجدة قدافزت» 
لشلي السرا وضلن بختوع وَوَقَارٍ وظمَأْنِيئَة حنّى أتمّها. َم سلّوء ثُمّ قام 
إلى مَوْضِعِ جُلُوسِه الي قام نيه. 
وأخذ الباشا بِيدِهِ وقبَّلَهًَا وقال له: ارْجِعْ إلى دَارِكَ بالسّلام. كثَّر الله أمثالَكٌ! 
اد الله لنا وللسْلْطَانٍ (لله يَنْصرَهُبالنُصر العزيز). وحَرَجَ الشَّيْخُ طه. . فَلَمّا رجَعَ 
إلى ذَارِه أنَاهُ أشكي لْمَعْ بكر لَنْبَارُ المذكورء ووَقَف بِبَابِهِ وسلّم. وقيل: من أنت؟ 
فقال: أنا أسشكِيَ لْمَعْ بُكر بن لنْبّار المَذْيْبُ القَاجِرٌ الأثِيم» وتَبْسّم الشَّيْحُ وأمَرَ 
بالباب؛ ففْيِحَ له ودخَل وكبٌ 
[ص78١]‏ 
على راضة كاده + ثُمّ قال: اغْفِرُ لي واغفُ عَنّيء وما رأَيْتٌُ - خظك ولا كِتَابَكَ 
إلى أسْكِيَ نوح» وقد كَذَيْتُ وافترَيْتُ عليك خََوْفًا مِنَّ الباشا مِنْ سَطْوَتِه وما كان 
في صَدْرِي مِثْلُ قَليِكَ الَذِي ما حَلَقَ الله فيه حَوْكًا غَيْرَ الله؛ نَضَحِكَ الشَّيْخُء فقال: 
عَفَرَ الله لي وَلّكَ وعَفا عَنّي وعَنْكء وإنّا ما أَحَذْنَاك به فرج أسكِي الْمَعْ بُكر إلى 
ذاره ناكياة انفلك إلى هذا الشّيْخْ معَ البَاشَا وَمَعَ أسْكِي ألْمَعْ أيضًا. إذا عَلِمَ الله مِنْ 


عصرم كد اأققانة 
كك تاريخ الفئّاش 


كلب قرو الع سكرلة الخلق. 
ثم لم يول لشَّيْحُ يَسْعَى ويمشِي إلى الباشا في طَلَّبٍ الشَّمَاعَةٍ لِلنّاسٍِء فَقَلَ أن 
يَْدهُ فى طلب نا مِنْ ذلك. وما طَلَّبَ شيئًا مِنَ الشَّمَاعَة إلا شَفعُوه (رَحِمَهُ الله). ومَنْ 








أَرَادَ مَعْركَةَ الشّيْحَ مُحَمِّد بَعَيُعُ (رَحِمَهُ الله) فَلْيَقِْ على تَرْجَمَتِه مِنْ «كفايّة المُحْماج 
في تترقة كل اليس .في الذيباج» تأليف تلميذه العلامة سيِّدِي أبي العَبّاس أحمد بابا 
بن أحمد بن الحاج أحمد بن عمر بن مُحَمِّد أقِيث.7'' ومنه يُعْلَمْ مَنَاقِبْهِ ومنه يَظهَرٌ له 
كَرَامَمُهُ وبُلُوعُه غَايَةَ ونهايّةَ في َقْوَى الله ومِحَاقَيِهِ إَِّاهُ في السّرٌّ والعَلانيّة بحيْتُ لا 
ترَى له نَظِيرًا في مُرَاقبَة َب انتهى. 

فكانت تُتُبْكْتُ قبل تُرولٍ هذه المَحَلَّةِ بها وَقَيْنَ إجلاءِ أوْلاآَدٍ القَاضِي محمود بن 
عمر وَحَمَّدَيِهِ وأَسْبَاطِء في عَايّةِ الحشن والبجَمَالٍ وِقَامَةٍ الدينِ وإخْيّاءِ السّئة. بها ما 
شِعْتَ مِنْ دِينٍ ودُنْيّاء وجيران تَنَاقَوا في المعاني» وهيّ يَوْمَئْذٍ مَوْصُوفَةٌ ببعْض ما 
وَصَفَ الحريريٌ البصرة في المقامة الثَامِنة والأربعين التي تُعْرَفُْ بالحراميّة» 

]١7؟9ص[‎ 

ولما وَصَفَ بها البَصْرَةَ في المقَامَةٍ الخمْسِين البَصْرِيّة مِنْ قوله: «يا أَهُلَ 
البصرّة! رعاكُمُ الله ووقاكُمْ» وقوّى تُقَاكُمْ» فما أضوَعٌ ريّاكُمْء وأفضل مَراياكُم! 
أؤْتَى البلاد ظُهرَةٌ وأزكاها فِطرَّة وأفسَحُهًا رةه وأمرَعها من نُجعّةء وأحقٌ بها 
تلد وأوضّقها وَجَيلة: إلى قله ::ولة عماية المدّ الفائيض» والجزّرٍ الغائيض» 


()"0 : 


دنهى. 

)١(‏ محمد بغيغ الوذكري: هو شيخ شيوخ تمبكتوء تولى القضاء بهاء وكذلك أبناؤه» وقد تولى 
ذريّته من بعده الإمامة والمشيخة في معظم أرجاء بلاد السّودان. 

(؟) في هذا النص المقتبس من المقامات كلماتٌ ساقطة: سقطت كلمة «بلدُّكُم» قبل: «أوفى البلاد 

ظهرةً»: وكلمة 'مِنْ» زائدة قبل «نجعة» ليست في الأصلء وقوله: «وأحقٌ بها قبلة» ورد في - 


الباب السَادِس عشر: الباشات في متكت ونوح أشكي وَنْدٍ ةي 
احبسببللعلعلل لع لل 


فتكت يَوْمَئز مَْذٍ لا نظير لها في البلدَانٍِنْ بلاد السوَان إلى أقصى بلاد المغرب 
من بلاد مَلَ: مُرُوءَةٌ وريَّةٌ وتَعَمُمًا وصيَّاتَةٌ» وحِفْظٍ العِرْض ورأفةً ورَحْمَةٌ 
بالمسّاكين والعْرَبَاءء وتَلْظفًا بَِلَبَةِ العم وإعَائَتهِمْ. 

ونا فخ سين تلاسو طرة داف 01 هُمْ أجل عباد الله في زمائهم كرما 
و(في) حِمْظٍ المروءة والسّكوت» ترك » ما لا يَعغنيء ولُرُوم ب بِيُوتهم. وتَفْع 
المسْلمين» وَرَقْدٍ محتَاجِهِمّْ. وتِلْكَ فيهم خأ خِلْقَةُ وجبلّة» (رَحِمَهُم الله ورضي عنهم 
ورَحِمَ م أسْلائَهُمْ وى مخْلُوتَهُمْ في سَلامَةٍ وسِثْرٍ واقْيمَاء آثارِجِم). 

وهيء أي : تُنْبْكْتُ يَوْمَيِذٍ لَِسَ فيها حُكُمٌ إلا كم مُتَوَلي الشَّرْعء ولا سُلْطَانَ 
فيهاء والقَاضِي هو السُلْطَانُ وَبِيدِهِ الحَلَّ والرَبظ وَحْدَه. 

ومِثْلّها في أيّام سَلْطَنَةِ سُلْطان مَل : جَعْبَ يَلَدُ القُقهَاء' ١‏ '" وهي في وَسَطِ أْض 
مَل لا يَدْخُنْهَا سُلْطَانُ ملّء ولِيْسَ لأحدٍ حُكُمٌ فيها إلا قَاضِيه ومَنْ دَحَلَّهُ كان آمئًا 
مِنْ ضَيْمٍ الشُلْطان وجَوْرِوء ومَنْ قل وَلَدَ السُلْطَانٍ لا يَسْألَهُ السُلْطَانُ بدَمِهِه يُقالُ 
له : يَلَدُ الله. 

ومثلهًا أيضًا بَلَدٌ يقال له كُنْجُورء وكُنجور (بكاف مَضْمُومةٍ فنون ساكنّة فجيم 
ممدودة فراء مهملة) بلدٌ بأرض كاك بَلَدُ قَاضِي تَلْكَ الإقُلِيم وَعُلَمّائها. لا 





ح الأصل: «وأقُوّمها قبلة»» وقوله: «وله عماية المدّ". ورد في الأصل: ”وله آية المدا. 
الشريسيء أبو العباس أحمد عبد المؤمن القيسي. شرح مقامات الحريري» تحقيق: محمد أبو 
الفضل إبراهيم» (سيدا - بيروت: المكتبة العصريةء ا انه 

0س : طبقة العلماء؛ ورد في [ص١١]‏ أن أسكيا الحاج محمد كان يجلّهم ويخصّهم بالجلوس 
معه والأكل معهء ولو كان صييًا. 

(؟) جعب: مدينة على مشارف نهر النيجر في الجزء الجنوب الغربي من ماسينا. ذكرها ابن بطوطة 
مقرونة بجارتها كابورا (6ع1012182186)»: قال: «وأهل زاغة قدماء في الإسلام» لهم ديانة 
وطلب للعلم» (تحفة النظارء 9/ 197). 


- 20و تأدب الفبَّاتُ 
تنخلها جنر 


]18١ص[‎ 





ع 


ولا يَسْكُُهَا أحدٌ بِنَ القلَّمة إلا ْلْطَانُ كاك يَرُوُ عُلَمَاَهَا وقَاضِيهَا في شَهْر 
يان من كل عَامٍ على عَادَتَهِمْ القيمة بِصَدَقَاتِهِ وهِدَايَاتِهِ ويُمَرّقُها عَلَيْهِمْ. وإذا 
كانت لَيْلَةُ القَدْرِ يَأمُرُ طبخ الطَعَام ]بسكل المتلزيخ ني السايكة أي القلخ 
الكبير» ويِحْمِلُهَا كَوقَ رأُسِهِء ويَْادِي كرا القُرآن وصِبْيَانَ المكب ويَأكُلُونها 
والقدْحُ على رَأْسِهِ يلها ومو فَاعِدٌ وهم فَايمُو تِمُونَ يأكُلُونَ تَعْظِيمًا لهم؛ وهُمْ على 
ذلك إلى هَلُمّ جرًا . كذا حَدََِّى به الحاج مُحَمَّد سِرٍ الكجَاكَرِيَ. ”2 

ا ات ا وَرّى مِنْهُم مِائَةَ 
رَجُلٍ ليس لأ حل مِنُْمْ حريشنٌ ولا سَيْفْ ولا مذي إل المنأة. وأخبرني مُحَمّد بن 
المولود أنَّهُ رأى منها سِنَّةَ وعشرين بيئًا من بُيُوتٍِ الحَيَّاطِينَ المسّمّاة بِتنْدٍ - (بتاء 
مكسورة) ولِكُلٌ واحدةٍ من يلك البْيُوت شيخ رئيس مُعَلَمْ وعِنْدَهُ مِنَ المتَعلّمِين 
نحو خمسين, وعند بَعْضِهِمْ سَبْعِين إلى مائة. وفيها عبات كوت 
يرون القرآنمالةٌ وخضييَ أو ثماين مَكْتا > علو ها كر ؛ الّعُ محمد بن أحمد 
وك أله خف وكتيت مَحْمَبَ المعلّم عَلِيَ تَكرْيَا يوم الأزيعاء بعد صَلاةٍ الفْرِ وَجَعَلَ 


سيان يأثُونهُ بخمْس وَدَعَاتٍ وبعضُهم عَشَّرَ وَدَعَاتِ على عَادَتَهُم المسّمّاة 


انتهى: 





)١(‏ الكجاكري: نسبة إلى غاجاغا (20801388)» وكانت إمارة سوننكية بمنطقة غالامُ على نهر 
بافينخ (1321538): عند نهر السنغال» يطلق على ملكها لقب «ثونكا» السونتكي القديم. من 
حواضرها الشهيرة آنذاك: مدينة كُنجور المذكورة هنا في الفتاش [ص194١]»‏ واشتهرت بنماء 
حركة التجارة وانتشار الإسلام بها. أطلق عليها الرّحالة الفرنسي 8111 4.2076)ح( لقب (1-2 
(وأناهوط 7/122 وع0 عنان11طنامع 8 أي: مملكة الفقهاء. سقطت إمارة غاجاغا بعد قيام 
حركة الإمام مالك سي الجهاديّة بالمنطقة» ومُزِم آخر ملك بها في أوائل القرن الثامن عشر 
الميلادي على يد ماكا جيبا (1102 1/1318) حفيد مالك سي. 


الباب السّادِس عشر: الباشات في تمبكْتُ ونوح أشك وَندٍ 





الأرْبَع» ٠‏ حنَّى تحصّل قُدَّامَهُ ألْفٌ وسَبْعْمِائَةٍ وحَمْسَةٌ وعِشْرُون ودْعَاء قال الرّاوي 
المذكور: : أسْرَحْتُ نَظري إلى ألْوَاح الصَّبْيَانَ المتّحَذَةِ في عَرَصَةٍ 

]18١ص[‎ 

دازف وعدذث منها ماثةً وثلاثة وَِشْرين لَوْحَاء وظنتُ أن تكُون مله القرآن 
مُحَصَّلَةَ في يِلْكَ الألوّاح. وغَرائبُ تُنْيْكْتٌ و وعَجَائِيَها يَوْمَِذٍ لا تَدْخُلُ تحت حَضْرٍ 
ولا يُحِيظ بها حِفْظ حَافِظِ. 


نم جَبَرَ الله كشْرَ يُنْبُكْتُ» وكثُر مُدَاؤْمَا ها وأمَبَاقْهَا مِنْ كُوكِيَ إلى جِنٌ» وجمع 
متام ادز الا ين لي يعارن بعاد 
خلا حمل مولانا أحمده واغثرٌالكيةبيها ثى فاد الى لوه كؤلة نلا 

وأخبرني شَيْحُنا الفقية الصّالِح بر ال نكي أنّهم اشْرُوا مَغْْة واحدةٌ حلاية 


تعيش ليها جميغ أهل بَنِتِهمْ» ؛ وهم خمْسّة عَشَرَ نفسًاء وريّما تَبَنّى مِنْ لَبَنِهًا 
شيْءء بيت فيَضْرِبُونه ويخْرِجُون اليد منهاء وأكْثَرَ الله الحِيئَانَ في البُحُور 
وَيََصَيَدُ فيا الصَيّادُونَ ما لا مُخْصَى من الحيقان» وأْمَرَ أفْجَارُ الاي 
وَاعْسُوْشْبَتٌ. وعاش النَّاسُ مِنْ يُمَارِجِنٌ سِنينًا؛ على يدل لاثلت يقي التزيب 
وافتكلوايه وأكثْرَ الله العَيْتَ وأنْبَتَ الزّرُوع » وحَصَّدُوا مِنْهًا كنيرّاء ورَخُصَ الطَعَامُ 
من كل جَانْبٍ ومَكان. 

وأظمأ الله نان الفتَنِ بين النّاسٍ والرمَاةٍ والحقدٍ إل ما حَسَرَهَا القُلانيُونَ 
المحارِبون وحَرَّبُوهًا مِنَ البُلْدان وَسَليوة 

]١18؟ص[‎ 

منّ الأمُوال وما سَفَكُومُ منْ دِمّاء المسْلِمِين والتّوارق من كَاعٌ إلى جِنّ؛ حبَّى م 
الرَعْرَانِيُون دَخَلُوا مَعَهُمْ في القّسّاد والإمْسَاد وأما الومَاة ما حسووا بحن حَمُودٍ 


3 له 5 . ركاه 
لكف تاريخ الفئّاش 
نيران يتنه شيقاء ونا لوا يدهم نفس واعمّاء ”إل ما سَافةُ إل أييِي 


الأساكي وأربَّابٌ البلاد» إلا ما وطقُوهُ على النّاس من العٌرامّات والزَّكَاةٍ ومس 
التّبكات» انتهى. 220 





وتَوَلَى القضّاء القَاضِيِ مُحَمِّد بن القَاضِي عبد الرّحمن في أوائل صفر الخير 
فَاتِح عام اثنين وألف. قَدَّمَهُ الباشا محمود والجيشُ بَعْدَ ذَمَابٍ القّقِيه القَاضِي 
عمر» ومَكتَ فيها أربعة عشَرَ سنة وعشرة أَشْهْرٍ وسَبْعَة يام وثُوفي يوم العُلاثاء 
لست بَقَيْنَ مِنْ ذي القَّعْدَّة ة عامً سَاوِسَ عشَّرٌ بِعْدَ ألف. وَالقَاضِي هذا كاذ ريق جرد 
النّاس وأكْرّمِهِمْ وَأَوْسَعِهِمْ قَلبًا وَجُودًا وكَرَمًا (رَحِمّهُ الله)» وَجَدَهُ سيّدي أحمد بابا 
حا حين فيخ ين مراك وأنَاهُ يُهَئْنُه بمجيئه وَسَلَّمَ عَليْهِ وحَيّاهُ ثُمَّ خَرَجّ ورَجَعَّ 
إلى بَيْته» ْم لم يخرج مِنْ بَيِِ إلى أنْ مات في يَلْكَ الأيّام . 

وفي سن نَالِثِ وَألف» جاء القائدٌ مَنْصُور بن بك مِنْ مُرَّاكُش بِمَحَلَةِ كبيرة» فيها فيها 


ثلاثةٌ آلافٍ مُمَاتِلِ وألفك حَيْلٍ. قاله باب كُور بن الحاج مُحَمَّد في «جواهر الحسان» 
ا 


وذ مبعك: العلالة أبا إسحاقً إِبُراهيم بن أحمد بَعَيُعُ (رَحِمَهُ الله) كان يُقْرِئ 


)١(‏ خسروا: يعني هنا: أثلفواء أي ما أتلفوا شيئا من ممتلكات الناس. 

(1) النبكات: التّبكة» والتبكة» هي الأرض المرتفعة من التّلال والهضاب. ومعنى هذه الجملة غير 
واضحء وقد ذهب مترجما الفتاش إلى احتمال وقوع تصحيفٌ هنا من كلمة «التّفقات». لكن 
أخذ الصّرائب على التّئقات فيه نظر. كما احتملا أن تكون «نبكات» لغة محليّة معرّبة. وباليُجوع 
إلى «تاريخ السودان»؛ و «تذكرة النسيان»»؛ نجد أن الكلمة قد تكررت عندهما بالمعنى 
المذكور. أي الأرض المرتفعة. ينظر السعدي: (ص!14؛ )11٠‏ و(فقرة: سنتاع بن فارس» 
وسعيد بن القائدء وأحمد بن القائد سنيبر...). 

(”) سبقت الإشارة مرارا إلى هذا الكتاب ب«درر الحسان»»؛ ينظر مثلا: [ص50؛ ثاه؛ 5م4؛ 
للة؛ 44]. 





الباب السّادس عشر: الباشات في تُبكْتُ ونوح أشكي وَندٍ 





بعض الطّلبة قَصِيدةً ابن دُرَيْي © ومتى وصل القارىٌ قَوْلَ ابن دُرَيْدِ: : وربأ خيل 
إلخ. وشَّرَعَ في ذِكْر أنْوَاع الخيْلٍ وصِنَاتٍ أقْرَامُمْ» 


[ص”187] 


أل التق نارة هاه لأشرو لاحو الأيق أ زعي ماوع في زه 
المَحَلَّة المذكورة. وقال إن أكثرٌ خيُولٍ القائِد مَنْصُور الأشْهَبٌُء والأشهّتُ بُ الذي 
فيهم تَكُو تلن خيُولهم أو أكتر. ؛ ثم قال: وأظنٌ إنما امَارَهُم لقع هَذِهِ المسَاقَةٍ 
التفيتق انهم أفزى اليو واضهئ و أب على الظشي. 


وعاش القائدٌ مَنْصُور بعد قُدُومِهِ سَتَتَيْنَ:ْ ونّفى الطّلم مِنْ بلد ُنْبحُْتُ وبَلمٌ 
ا 
وَالكُرْحِهْ أي: : الجلد المدبُوعبخمْسَةٍ مَتَاقِيلء وبيمَ 2 اك اص يخ مور 
إلى سبعة مثاقيل غير ثُلْثِ المثقّال. ويْصَفَْتْ الشمر: ا اع 
تمراتٍ بخمس ودعاتٍ. 


وكان كل مَنْأتِيَ به إليه سَارقًا أو طارمًا ضَرَبَ عُنُقَه وعَلَّقَهُ في سُوق 

حو ع 2ر1 1 1 

)١(‏ ابن دريد: : أبوبكر محمد بن الحسن بن دريد الأزديء ولد بالبصرة»: (ت١1لاه).‏ من 
مصنفاته : كتاب الاشتقاق» رقاب الجيفيه : ويبدو أن المراد بقصيدة ابن دريد هنا قصيدته 
الشّهيرة المقصورة؛ ومطلعها 

ياطَبيَةٌ أشبَّهسَيءٍ بالمّها تَرعى الحُزامى بَينَ أشجار التّقا. 
ولكنْ لا توجد بها الكلمة المشار إليها. . بل إنَّ كلمة #خيل» الواردة في تلك القصيدة ة هي في 
البيت الذي خلص فيه من النسيب إلى المديح بقوله: 
بذاك أمْ بِالخَيْلٍ تَعدُو المرّطى نَاشِرَةٌ أكبّائها قب الكُلى. 
)١(‏ طرينة باجيه: : قماش قطني واسع صقيل يستخدم لحافا. 
() نوع من التمر الجاف. 


22 تاريخ الفئّاش 
بْلْ44ْببب ب لبس 


المسلمين. وفى أيَّامِهِ احتّطبٌ كثيرٌ من الرّماة ويتكمُّون باللّيل على الأبْوَاب» وكان 
(رَحِمَهُ الله) لا يَتَخَلْتْ عن الجمعة» ومَوْضِعٌ سُكْنَاه بمغرب الجامع الكبير. وغزا 
إلى جَبّل مُْيُر وما وَالاه ثُمَّ رجَعّ فمات (رَحِمَهُ الله) في العام الخامس بعد ألف» 
ودفِن بمَفْيرّة سيدي يحبى» كُمَ شن قَبْرهُ ول ئُ في الابُوت وَحُيِلَ إلى مراكش. 
وفي أيّامه ظَهَرَ طابَعَ وَانْتَشَرَ استعمالُ شربه.”© 
الجبّلء ومَاتَ ولم َلَتَق مَعَّ القَائِد مَنْصُورء وبعد موته انْقَوَدَ الباشا جَؤْدَّر بولاية 
تنبَكْتُ إلى أنْ قَدِمَ عليه الباشا عمر يِأدْنهُ بقُدُومِهِ إلى مُراكُش بأمْرٍ السُّلْطَانِ؛ٍ ارْتَحَل 
قافلاً يوم 
[ص185] 
الخميس سلخ شعبان المنير عَامَ سَبْع وألف. 
ثم وَلِيَ الأمرَّ بَعْدَ رُجُوعَ ود اناا احمر» وتسلطن وك اسنة :واحدة 
وأشهراء ثُمّ رجع إلى مُرَّاكْش بأمر السُلْطان. 
تت توّاريحُ السُودّان من أخبّار الأسّاكي. انتَهّت المقابَلَةُ بِقَدْرِ الكلائّة» كَللَّهِ 
)١(‏ كان إدخال التبغ إلى تمبكتو بين عام (1647-1945م)» وكشفت الحفريات الأثرية عن (0907 
قطعة من الغلايين في تمبكتو» وهي محلية الصنع لم تتجاوز أعمارها التاريخ المذكور. وقد 
احتدم الخلاف بين العلماء في بلاد السودان بعد ظهور التبيغ بها. ومن الكتب والرسائل المصنفة 
في ذلك كتاب: عين الإصابة في حكم طايَّعْ» لأحمد بابا بن أحمد بن الحاج أحمد التمبكتي» 
وله أيضا: اللمع في الإشارة إلى حكم التبغ. ينظر : 11617811156[ عتطوعى ,عاء عتمتا .ل 
.4 ,(4/13) .1701 ,3ع1قث 01 لكن بقيام الخلافة الإمامية بمدينة احمد الله» حرم التبغ» 


وأصبح من البضائع المحظورة في نطاق سلطة الشيخ أحمدو لوبو. ينظر : ,125011 
.584 101157هع]113:5 ووعآ عط باع[ نتطحطة1 .لإطغام مص 1 


اخ ا ءًِ 38 70 
الباب السَّادِس عشر: الباشات في مبكُْتُ ونوح أشكي ذَنْدٍ 2 





الحمْدُ وله المنهٌ على ما وَلِيَ من النّعم بإتمام خط هذه الكتّبٍ المبَارّك على يد عُبَيْد 
به الذّليل الحقير الرّاجي عَفْوَ مَوْلاُ ِمَنِّ وكرِّو هَيّاكَ أبُو بَكْرِ بن القَّاهِم مُمَر بن 
الأمين الدَّرَامِي لقبًا الدٌّيواني نسبًا المالكيّ مَذْهبًا التُّجاني طَرِيقةً» في إِحُدّى 
وعشرين من شَّهْرٍ الله جمادى الأولى» يوم الخميس قُبَيْنَ صلاةٍ العَضْر بَعْدَ صَلاةٍ 
الظهْر. اللّهُمّ اغفِرْ لي وَلِرَالِدَيَ ولِوَالِدِيهِمْ إلى مُنْتََى الإسلام. كتبيُهُ لِشَيْخْ الشّبُوخ 
المَقِيهِ الماهِر البَاحِثِ عَنٍ الأمُورِء الفائق وال بَذْ. اللّهُمّ اغْفِرْ لي ولَهُ ولمنْ تَطرَ فيه 
إلى آخِرٍ الزَّمَانِ. وإِنْ وَجَدْتَ العَيْبَ فِيهِ قَسُدَّ الْخَلَلَ كَجَلَّ مَنْ لآعَيْبَ فِيهِ وعَلا. 
انتهى عام 110 من الهجرة المُحَمّديّة مَل الصَّلاةٍ وأتمٌ السَّلام عَلَى صَاحِيهًا. 
الحمْدّعَلىماأزلى ‏ قَيِعْمَما أوْلى رَنْعْمَالمولى 
تع الضدة بعد عَم الضعد على النّبي المصطفى مُحَمّد 


كبوم 5 د أأنكات 
ع تاريخ الفتاش 





ذيل 


...]ص 180] عَمَرٌء نبش قبره أي: عَمَرء وطرحه في البحر. وقال إِنَّهُ يُفْزِعُه في 
النّوم كل ليلٍ. ولما سمع مُحَمّد بنْكنَ بذلك مشى إلى قَبْرِه لِيَْظرَ صِدْقَ ذلك وكَذِبه. 
فأمَرَ بقَبْرو قنش قَوَجَدَهُ بعد ثمان (كذا) سِنِين على حَالِهِ كأنهُ مَاتَ بالأفس. ولم 
يَنِْلُ على قَبْرِهِ 2ر0 

- ثُمّ بعد عمر: يَايَء وقبره في كاع» قَتَلَهُ أولادُ أسْكِيّ مُحَمَّد في موضع يُقَالُ 
لأؤاض ارق وثفة ,فتازلةه والدعد مقع وقيل إث إسقة شوق تعفن 
َرَوّحِ بأمِّ. وقد قَدَّمْنَا تفصيل ذلك.”"© 

- ثُمَّ كُرْمِنَ فَارٍ عثمان ابن أسْكِيَ مُحَمّدء وقبره في الحبجر.”" هَرَبَ مُنالِكَ 
حِينَ طَرَدَهُ إخوانهُ يوم طويّة. 

- نُمّ كُرِْنَ فار مَرْ بنكنَ بن عمرء انتقلَ مِنْ كَنَْارِيّة إلى أَسْكِيَويّة وعُزِلَ 


(1) هنا إشكال يصعب حلَّه : ترى من النابش؟ فالمعلوم أن عمر توفي عام (9178ه/ 1919١م)»‏ فإذا 
كانت حادثة النبش قد وقعت بعد ثماني سنين من وفاته» فهذه تصادف العام (911ه)» ومعلوم 
أن يحيى هو الذي استخلفه في منصب كورمينا فاري» وأنه مكث في هذا المنصب تسع سنين 
[ص8/]» وعليهء تكون هذه الحادثة قد وقعت في عهده وبمدينة تندرم» فهل هو النابش؟ ولم 
صدر منه هذا الفعل؟ وهل أقدمَ على النبش فعلاً. أم أنه عزم عليه؛ فجاء ابنه محمد بنكن بن 
عمر قبل أن يقدم على هذا الفعل؟ كل هذه أسئلة لا توجد عنها أجوبة في هذا النص. 

() ينظر [ص/7]. 

() يطلق «الحجر» أو بلاد الحجرء على المنطقة الجبليّة الواقعة في الشمال الشرقي من تمبكتو 
بمنطقة همبوري» وتعرف الآن ببلاد لدو (190802)» الواقعة في محافظة بانُجاغارا بمنطقة 
(11م7/10)» وهي هضابٌ جبلية وسهول في الشمال الشرقيٌ من جمهورية مالي الحاليّة» تمتد 
حتى بوركينافاسو الحالية. 1 


ذيل 
ا١للللللللللل ‏ بببب لل ب كاهمة 


وظرِدٌ وهَرَبَ مع أخيه كُرْمِنَ فَارٍ عُثمان تَْمَرِيّا» وماتا في سُورَ بِنْنْبَعَ. 

- ثم كُْمنَ فَارٍ حماد بن أَرْيَوْ بنت أشْكِي مُحَمّد. أخدّهُ أشْكِي وقَتَلّهُ في كاع» 
وقبرة :60 

- ثُمَّ كُرْمِنَ قَارٍ علي كُسّْل» ؛ طَرّدَهُ أسْكِيَ إسحاق الكبير أخوهء وخرج ها 
يُريد بِيرُء وتلَّاهُ هُنالِكَ في طريق الأغرّاب» ومَعَهُ الاين مي اقبايية 1 
ودَّمَبُوا به وباعوه للعرب في المغافر» وعَيِلَ عَليْهِ الكَبّلُ وجَعَلّهُ في بُسْتَانِهِ يَسْقِي 
رَرْعَهُء ومّاتَ مُنالِكَ. 

- ثُمَّ كُرْمِنَ قَارٍ داود» عنَّبَ على كُسْل في عَنْفَارِوِيّة» وخلّصَهُ الله حنَّى الْتَقَلَ 
إلى كَاعٌ ودخل في سلطنة أَسْكِيّويّة. 

- ثُمّ كُرْمِنَ قَارٍ كَسْيّة بن حُولِمُْء وهو 

[ص145] 

رَغْرَانِيُ الأصل» وكان من أحباب أَسْكِيَ داوود وأحظى النّاس عنده. فلكنا 
تون داوود أَسْكَوِيَّة وكَسْيّة حيدَئذٍ يكون بَلْمَع؛ وجعله كَنْمَارِ. ومات في كَنْمَارِويّة 
في بلد بوني » وقبره مُنالِكَ.7"© 

- نّم كُرْمِنَ قَارٍ يعقوب بن أسْكِي مُحَمّدء نَوَلّى بعده ومكثّ فيها خمسة عَشَرَ 
سنة» ومات في تَنِْرْمَ وقبره في مسجده الكبير. ولم يمث في كَتفَارِويُة في َنِم 


2 وهم 085 شه ع > 
في زمَنٍ سُنْعْيْ غَيْرُهُ وكَرْمِنَ قَارٍ عمر. 





)١(‏ أبوه محمد كِرَيْ ابن أخت صن علي » فهو - إذن - حفيد الرّعيمِين: صن علي وأسكيا محمد» 
وقايله أسكيا إسحاق الأول. 

(؟) هو الوحيد الذي شغل منصب كورمينا فاري من خارج الأسرة الملكية» وكان ذلك بسبب 
علاقته الخاصّة بأسكيا داود كما هو مذكور. 


2 تاريخ الفئّاش 


7ت 
نُمَّ كُرْمِنَ فَارٍ مربْنْكُنَ بن داوود؛ عقب يعقُوبء ثُمَّ عُزل حين مات أبوه 
أْسْكِىَ داوود» وتَوَلََى أخوه الحاج أسْكَوِيّة. . أحَدَّهُ في بلد تُنيْكتُ في دار القَاضِي 
العاقات (رَحِمَهُ الله) ليلة ثانية عَشَّرَ مِنْ ربيع الأوّل وَقَتَلَهُه وقيل إِنَّهُ رَمَاهُ في البَخر 
د 3ع كرصن قَارِي الهادي بن أسْكِيّ داوود» تَوَلَّى كَنْمَارِويَّة بعد مر بُنْكَنَ 
المذكون» م خرج على أَسْكِيَ الحاج'" وَحَالَمَهُ وأرَادَ أنْ يَعْزْلَه ويُدْخِلّه فَطَفِرَ به 
الحا وأَحَدَّهُ وسَينَهُ شُهُورًا في بلد كَنْتُع » ٠‏ م أمرَ به فَيل وَدْفِنَ وفي رِجْلِه كَبَلانِء لم 
ا ور ا 
تولَى بعده كَثْمَارٍ صالح بن أسْكِيَ داوود. واتَمّنّ مع بَلْمَع صادق على عَزْلٍ 
أَسْكِيَ مُحمّد بان» وحَحرّجٌ إلى بَلْمَع وجَعَلَ الله 4 بِأسَهُمْ بَينَهُمْه وسَعَى الوْشَاة بينهم» 
حبَّى تقائلاء وَكَتَلَهِ بَلْمَع. دكْنَهُ في مسجد كبّر. وقيل تُقِل إلى تُنْبَحْتُء والأوّل 
لون 
- كُمَّ كُرْمِنَ فار محمود بن إسماعيلء تَوَلّى كَنْقَارِيّة بعد صالح» وهو آخر 
كرَامِنَ فاري. أَحََهُ الرّمَاةُ يوم تَْشٍ ويل في كاع. 
وأمّا البلامع فقد مات أكثَرُهُمْ في البَلْمَويّة. . فأوّلُهم مُحَمَّد مُحَمّد كُرَيْ بن علي كُوكيا 
بن أخت شِي عَالٍ. وكان بَلْمّع قبل سلطنة أسْكِي مُحَمّد وقد سَبَقَّ اسّْمُ بَلْمَع اسم 
ا وج انم ا لماي قلطن 





)١(‏ أي أسكيا الحاج الأصغر بن أسكيا داود. 

(1) هنا شيء من الإشكال في قوله بأن دفته بمسجد كبّر أصحٌ؛ ؛ إذ قد سبق التصريح [في ص ]11٠‏ 
بأن بلمع نقل أخاه إلى تمبكتوء وأن ذلك أصح الأخبار. ولا يفسر هذا التباين ب ين الرآبين إلا 
التذكير بأنَّ هذا الجزء من الكتاب تذييل وضعه ابن المختار على الكتاب. . أما ما سبق في 


[ص١٠7١]‏ فهو رأي محمود كعت نفسه. 











تاريخ الفئّاش 





1ه 141١م‏ 


7ه 11917م. 
1ه 1191م 
5ه/ 598 ١م.‏ 
موه 114م. 
كعوه/ 1م 


/وه/ 1١15م‏ 
لهم 7١15م‏ 
وهم 5١16م‏ 
6وه/ ١9‏ 15م. 
4ه 17دام. 
6ه 1517م 
6ه 1519م 


6ه 151م. 


0ه 1618م. 


تولي عمر كُمْرَاعٌ شقيى أسكيا اساي حك مقصب 
كنفاري» وهو منصبٌ مستحدّتٌ بمثابة ولاية العهد. 
تأسيس مدينة يَنْدِرْمَ مقر كوزمينافاري/ كَنْفاري عمر كُمْرَاعٌ. 
خروج أسكيا الحاج محمد للحج في شهر صفر. 

تولي الشّيخْ القاضي محمود بن عمر القضاء بتمبكتو. 

غزوة أسكيا الحاج محمّد لأهل باعُن. 

غزوة أسكيا الحاج محمّد لأهل آيرْ. 

عَرْوّة أسكيا الحاج لمالي؛ وفيها سبى مريم دابٌء أمٌّ ابنه 
أسكيا إسماعيل. 

مقتل المتنبي تَنِْضَء قتله كُورمينافاري عمر كُمْرَاع. 

مقتل الشّرِيف محمد بن.مزاور خطأ على يد أسكيًا داود. 
حج الشيخ الفقيه محمود بن عمر بَيْت الله الحَرَّام. 

غارة كورمينافاري عمر كُمْرَاغٌ على الرّعيم الفو لاني تَنْيِضٍ 
بفوتٌ» وقتله إيّاه. 

وفاة كورمينافاري عمر كُمْرَاعٌ وتولي شقيقه يحيى ١ياي»‏ 
بداية تأليف كتاب «تاريخ الفتاش» على يد الفقيه القاضي 
محمود كّعْتٍِ الجد. 

وصول الشّريف مولاي أحمد الصَّقْلِي إلى تمبكتو في 
العاشر من ذي الحبّة. 

عزل موسى أباه أسكيا الحاج محمّد عن السّلطة» ونصب 
نفسه ملكا يوم عيد الأضحى. 


الملحق الأول: جداول وأشكال 2 
افق 7 ول ل ل ف ا سا 





الملحق الأول: جداول وأشكال 
جدول :)١(‏ ترتيبٌ زمنىٌ لأهمّ الأحداث بصونغاي 
العام الحدث 
ما قبل الهجرة قيام دولة كَيَمغْ» وظهور 7٠١‏ ملكا منهم. 
القرن الأول الهجري انقراض دولة ملوك كَيَمَغْ. 
ام خروج مانسا موسى للحج. 
4ه 1174م. مولد الشَّيخْ القاضي محمود بن عمر بن مُحَمّد أقيت. 
هم 174١م‏ مولد القاضي محمود بن عمر آقيت. 
4ه 176ام. تولي سن علي السّلطنة بكاغ. 
“لامها 54 ام. اجتياح سن علي لمدينة تمبكتو في الرّابع من رجب. 
#الالمه/ 1474م رجوع الفقيه العلّمة محمود بن عمر بن محمد آقيت من 
ولآئة إلى اتمبكتو. 
/اقمه/ 1597م موت سن علي أو في شهر محرم (898م) كما في «الدُرر 
الحسان». 
الهم 597١م‏ معركةابين كان زعيية بلدة ثوضة وم شو على في الثاني 
عشر من محرّم. 
8ه 1194م. تونّي سن أبي بكر بارو بن سن علي السّلطنة في الثّاني من 
ربيع الآخر. 


191/١‏ ام. فتح أسكيا الحاج محمد لمدينة زاغ. 


تاريخ الفَّاشش 





7ه "دام 


6وه/ 59 15م. 


ههكةه/ 59 15م. 


7ه :1065م 


هم 1555م 


3594-4ه/ 11هام. 


ممة-تموه/ /الادام. 


440-8هه/ 141ام. 


9ه 41هام. 


هم 1947م. 


هم 87هام. 


ه/ 187ام. 


تولّي القاضي محمّد بن محمود القضاء خلمًا لوالده» في 
الخامس عشر من شوال. 
تولّي أسكيا داود بن أسكيا الحاج محمّد السّلطنة في الثَّانِي 


والعشرين من صفر. 
تولّي كسية الرّغراني منصب كَنْفاري في تَنْدرْمَ تَلًا للزاؤة: 
مكث فيه )١7(‏ سنة. 


وفاة أسكيا إسحاق بعد تسع سنين من السّلطنة. 

تعيين أسكيا إسحاق الثَّاني مارَنْف محمد كاغ في منصب 
بَلْمّع في كابّارا 

وفاة الكنفاري كسية الرّغراني» وتولّي أخيه يعقوب منصبه. 
مكث فيه )١1/(‏ سنة. 


موت كتثّفاري يعقوب بتندرم» وتولي محمّد بنكن بن أسكيا 


داود منصبه. 
تحرّك الجيش المغربي من مُرَاكُش للإغارة على تمبكتو في 
آخر ذي الحبّة. 


شروع الفقيه القاضي العاقب بن القاضي محمود في بناء 
جامع سنكوري. 

وفاة أسكيا داود بن أسكيا الحاج محمّد بكاغ في السّابع 
عشر من رجب. 

تولّي أسكيا الحاج بن أسكيا داود السّلطنة. 

حملة أسكيا الحاج على أهل وَكّد (واغَادو)؛ وقتله زّعيمها 


في شهر رجب. 


الملحق الأول: جداول وأشكال 2 





1"لة- "اوها 1619م 


"ةوه 1619م 


7ه/ هلاه ام. 


7ه/ 0“ ام. 


1011م 


4ه/ /ادام. 


10م 


7ه/ ام. 


ام 


7ه "ام 


5ه ؟"5ام. 


مقتل أسكيا موسى بن أسكيا الحاج» يوم الأربعاء الرّابع 
والعشرين من شعبان في حروب بينه وبين إخوته وبني 
أعمامه. 

تولّي أسكيا محمد بنكن السُلطة غرَّة رمضان. 

استشراء طاعون بصونغاي» عرف بطاعون «كِني»» وهلاك 
كثيرٍ من النَّاس فيها. 

وفاة الشِّيحَ الفقيه الحاج أحمد بن عمر بن محمد آقيت» 
غرّة ربيع الآخر بالطّاعون المسمّى «كفي'. 

توي اسكيا إسماعيل بن أسكيا الحاج السّلطنة بعد عزله 
عزل أسكيا محمّد بنكن عن السّلطة بقرية منصور في النَّاني 
من ذي القعدة. 

وفاة أسكيا الحاج محمد ليلة الفطر. 

وفاة أسكيا إسماعيل بن أسكيا الحاج محمّدء وعمره سبع 
وعشرون سنة. 

تولّي أسكيا إسحاق السُلطة» في الرّابع أو السّادس من 
شَعياة: 

وفاة الشَِّيحْ الفقيه أحمد ثُرفُ خطيب مدينة جيني» وتعيين 
القاضي الشَّيِخْ محمود بَغيّعْ في قضاء جيني قسرًا 

وفاة الشَّيخْ الفقيه محمود بن عمر آقيت ليلة الجمعة 
السّادس عشرة من رمضان؛ عن عمر ناهز ثمانية وثمانين 
عامًا. 


م تاريخ الفئّاشُ 





بيك 

6ه ١1591م.‏ دخول القائد المغربي جؤدّر مع جيشه مدينة تمبكتو غرّة 
صفر. 

الهم 196م. مجيء القائد منصور بن بك إلى تمبكتو بثلاثة آلاف مقاتل. 

اها 1090م. وفاة الباشا محمود بن علي بن زرقون بمنطقة الجبل في 
هومبوري. 

هماو ةام. وفاة القائد المغربي منصور بن بك بتمبكتو. 

/ا٠‏ اهم 1699م. عودة القائد المغربيٌ جَوْدَّر إلى مُرَّاكُش بأمرٍ من السّلطان 
أحمد الذّهِي. 

07ه 00.4 ترلّي الباشا عمر الباشّويّة بتمبكتو لمدَّة سنة وعدّة أشهر. 

1 هلام وفاة القاضي محمد بن القاضي عبد الرّحمن في الرّابع 
والعشرين من ذي القعدة. 

/1 وفاة العلامة أحمد بابا التمبكتي. 

هام وهام مقتل علماء تمبكتو على يد الجيش المغربي» ونفي بعضهم 
إلى مراكش. 

جدول (75): أسماء الأساكي بتمبكتو 
١‏ أسكيا الحاج محمد بن أبي بكر توري» (494ه- اكه 497 1اللااهام). 
١‏ أسكيا موسى بن أسكيا الحاج محمّد 0ه اوها 1-1074لاهام). 


أسكيا محمد بُْكن بن كورمينا فاري عمر كُمْرَاعٌ ‏ (/لا4ه-47 4ه 1681-/1680م). 


ا إسماعيل بن أسكيا الحاج محمّد» 45-547 1ه اه 1-ة101م). 
ة أسكيا إسحاق بن أسكيا الحاج محمد» (405-9455ها1649-1019م). 
7 أسكيا داود بن أسكيا الحاج محمد» (65-:49هم/ 41-1649 دام). 


+ كنا (محمّد) الحاج بن أسكيا داودء (4944-949ها كمه اهم ه1م). 


الملحق الأول: جداول وأشكال ١ق‏ 





0ه 1247م 


*ه/ همه ١م.‏ 
96وه/ /ا4مةام. 


5ه/588ام. 


5ه/ 44 دام. 


5ه/1588م. 


7ه/1588ام. 


5ه/ 44د1ام. 
8ه/ 0م. 
5ه 1691م 


0 10م. 


وفاة الشَّيِحْ الفقيه القاضي العاقب بن القاضي محمود في 
شهر رجب. 

تعيين الشّيخْ عمر بن القاضي محمود قاضيًا بكاغ في محرم. 
عزل أسكيا الحاج عن السّلطة. عزله أخوه أسْكِيَ مُحمّد بان 
بن أسكيا داود. 

وفاة أسكيا مُحمّد بان بتندبي في الثَّالثْ عشر من جمادى 
الأولى. 

مقتل كَبَارا فَرْمِ عَلُو على يد بَلْمّع صادق إثر خلافٍ نشب 
بَيْنْهُما في ربيع الآخر. 

مقتل كُنفاري صالح بن أسكيا داود على يد شقيقه بلمع 
صادق في الخامس والعشرين من ربيع الآخر. 

معركة حاسمة بين أسكيا إسحاق الثاني وأخيه بلمع 
صادقء وفرار بلمع إلى بلاد الحجّر (مُمُبوريء بلاد 
ُعُونُ)ء في الثّالث عشر من جمادى الأولى. 

تعيين أسكيا إسحاق النَّانِي أخاه أسكيا إسماعيل في منصب 
كنفاري. 

وصول الجيش المغربيٌ إلى كاغ في الخامس من جمادى 
الأولى. 

المعركة الحاسمة بين الجيش المغربيٌ وجيش صونغائ 
بسُنْكيَ قريبًا من تُنْدِبِي في جمادى الأولى. 

عزل كتيبة من الجيش أسكيا إسحاق الثاني عن السّلطة 
ومبايعة محمّد كاغ مكانه بعد هزيمة الجيش الصنغائي في 
وجه الجيش المغربي. 


2 لات 
15 تاريخ الفئّاش 
1 أسكيا بكر بن أسكيا محمد صادق بن أسكيا (150-1111 اها ااا الاام). 


محمد بنكن بن بلمع 
5 أسكيا المختار بن شمس بن أسكيا إسماعيل بن (5-11*:0١1ه/14١-:109م).‏ 








أسكيا مُحمّد بان 
8 أسكيا الحاج بن أسكيا بكر بن محمد صادق بن (547١51-1١١اه/٠7/ا١-1040ام).‏ 





1 أسكيا محمود بن كنفاري عمار بن كنفاري (151-1101اه/ م 8-١4‏ 4لام). 
عبد الرّحمن بن بنكفرم كيشاع بن ألفا دُنك بن 


01 


عمر كُمْرَاعٌ 


> دو و 


الملحق الأول: جداول وأشكال 2 


8 أسكيا محمّد بان بن أسكيا داود» (445-994ها ممه 1-م م دام). 

أسكيا إسحاق (الثَّاني) بن أسكيا داود» (444-445ها 4ه 41-1 1م). 

٠‏ أسكيا محمد كاغ بن أسكيا داود» (499-١٠٠زه/‏ 12091-1691م). 
جدول (07): الأساكي بتمبكتو (بعد الغزو المغربي) 

١‏ أسكيا سليمان بن أسكيا داود (دل لل لهم 4-1097 50ام). 

١‏ أسكيا هارون بن الحاج بن أسكيا داود رتل١‏ لها لل مءةام). 


.)م17518-1754//ه1١11/-1١١15( أسكيا بكر كَنْبوع بن يعقوب بن أسكيا الحاج محمد‎ ٠١ 
أسكيا الحاج بن بنكفرم بُكَرْ كِيْشَاعٌ بن ألفا دُنْكُ بن (/71١1:0-1١1ه/ 1571-1514م).‎ 


فرّن عمار كمزاع 
ه أسكيا محمد بُنْكُنَ بن بلمع صادق بن أسكيا داود. (7*0١61-1١٠ه/1541-15171م.‏ 
١‏ أسكيا علي زُليل بن بنكفرم بكر كيشاع (54١٠٠ها‏ ه15م). 
أسكيا محمد بنكن بن بلمع (مرّة ثانية) (40١61-1١زه/‏ 1543-15900م). 


4 أسكيا الحاج بن أسكيا محمد بنكن بن بلمع صادق (617١1-/61١اه/‏ 1741-/17410م). 
بن أسكيا داود 

4 أسكيا داود بن أسكيا هارون بن أسكيا الحاج بن (51١14-1١1١ه//ا58١-17578م).‏ 
أسكيا داود 

.)م1584-153748/ه1١١4-١١ا/4( أسكيا محمد الصادق بن أسكيا الحاج بن أسكيا‎ ٠١ 
محمد بنكن بن بلمع صادق»‎ 

أسكيا عبد الرّحمن بن كتفاري عمر بن أسكيا بكر (/1111١-1751١1ه/00:/ا١10:9-1م).‏ 


كَنْبُوع بن يعقوب 


م تاريخ الفئّاش 
مسرد المناصب الإداريّة والعسكريّة 
معظم الألقاب هنا مضافة إلى (فارء فَرْمَ» كُيْء مُنْذ)ء والأولى سابقة» 
والتّلاثة الأخيرة لواحق بلغة صونغاي أو مادينغ» وتضاف هذه الكلمات - عادةٌ - 
إلى المدن أو المناطقء أو الوظائف؛ للإشارة إلى المسؤول الإداري أو 
العسكري عنها. 


أوّلاً: لقب «كُيْ) ([1>0) 





لقب بلغة صونغاي» ويعني: حاكم» أو مَلك؛ لذلك أشير به أحيانًا في كتاب 
الفتاش إلى مانسا موسى ملك مالي» فقيل: «مَلِكُيْ». ويظهر في إطلاقات هذا 
اللّقَب أنه منصت عسكريٌ وإداري»: وَأنّجامله بمكاية آمير أو.وذيرء "أ قاذ حيش. 
ومن :المناصب:المنترخة تحت هذا اللّق: 


بَرَ كى (1مع1[-28ة8) 

حاكم ولاية ياراء وهو منصبٌ سابقٌ على عهد أسكيا. ذكر ابن المختار أنَّه 
القائد الوحيد الذي ساند أسكيا الحاج محمّد في حربه ضدَّ شي أبي بكر بارُو. وقد 
كان يتمنَّ بمكانة خاصّة عند أسكيا؛ إذ لم يكن في مملكته «من ينها عن أمرٍ 
ويُتبعه أحبٌ أم كره إلا بَرَكُي؛ [ص١١]‏ أي أنه كان يتممّع بما يمكن أنْ يُطلّق عليه 
«حقّ النّقض» لأحكام الأسكيا. وقد تعافّب في هذا المنصب أناسٌ كثيرون ذكر ابن 
المختاز عشرةً منهم منذ قيام دولة أسكيا حتى الغارة المغرييّة. [ص١8].‏ 


يتك (ذمعا-قصد8) 
منصب يبدو أنه كان عسكريًا فى ولاية بانا الشَّماليّة وهو منصبٌ سابقٌ على 
عهد أسكيا الحاج محمّد؛ إذ ذكر ابن المختار أنّ صاحبه انض إلى شي بارو في 






























































0 


مب رمم 





| 4ج 


عم م 





١‏ ينح م ومسي عمس 





















صر م يومد وعم : (7) "وب 








(اعس م | مني 
١‏ م 
| تم سس 


|حمة || 0د 


2 


| 2> |30 جم )| لع عنصم | عنصب صم 


0 عمسم مم 




















لوصم مصعم ] وعدم 5-9 


ع هذا 











١ 





الملحق الأول: جداول وأشكال 


طق تاريخ الفتَّاسُ 


«دال»» ولم يكن هذا اللّقب يُطلق إلا عليه وعلى حاكم تمبكتو وحاكم جيني 
وكان من قبل يطلق على صن علي. قيل معناه «تعالى» [ص590]. 





مُك كُرَئْ كُى (زمعا-تإهردا-ن1]) 

هو كبير خدّم القصر الملكيّ»؛ أو قصور الأمراء» وكان هو صاحب سر 
الأسكيا والمسؤول عن كثير من الرّسميّات الملكيّة بمرتبة وزير» ومن أشهر الذين 
شغلوا هذا المنصب: علي قُلانْ الي خدم أسكيا الحاج محمد طيلة عهده (9577- 
ه/19017-14917م).: وقد تعدَّت مهام بعض الذين شغلوا هذا المنصب 
ونفوذهم إلى قيادة الحملات العسكريّة» والإشراف على خزينة القصر. 
قمْبر كن (3-101رهطمده1]) 

هو حاكم منطقة هُومْبوري الواقعة في منطقة ثنيّة نهر النّيجر على حدود 
صونغاي مع مملكة موصي (ياتِيئْعًا)» وهو منصب إداريٌ وعسكري» يعنى صاحبه 
بحماية الحدود» والإشراف على شؤون الولاية. 


مَيْكْيْ (زه111-1) 

هو أمير القوارب» ويُعنى صاحيّه بالأسطول البحريٌ الَّذِي كان يُمثّل جزءًا 
مهما في القرّة العسكريّة للإمبراطوريّة»؛ وهو منصبٌ قديمٌ منذ عهد سن علي. كان 
صاحب هذا المنصب يعمل عن كثب - بطبيعة الحال- مع قبائل «صُورعُو/ سرك 
التي كانت تحترف الملاحة» وتتولّى الإشراف على جميع السّفن على نهر التِّجر. 
يُوبُ كُن (1مع1-طناما) 

أمير الموق» وهو منصبٌ منبثق عن منصب كليسا فارّماء» أو منصب أَشَرَعٌّ منذ. 
والظاهر أنَّ مهمّته كانت مراقبة الأسعار» وجمع الضّرائب على البضائع. 


9-5 7 5 

الملحق الأول: جداول وأشكال 0 
ا لسلس بسش عسل ب سم 
حربه مع أسكيا الحاج محمّد مع قرّاد آخرين "كل أميرٍ بحدَّته له جيششٌ عرَّمُْرم» 
وكلهم مع شي بارو» [ص؛ 5]. 
ترك تاكن (زمعا-مم هه 1) 

منضب كان قبل عهد أسكيا الحاج محمد» والغالب أنَّه كان منصبًا عسكريًا ؛ 
إذ ذكر ابن | لمكتار آنّ صاحبه كان وزيرًا من وزواء:شي بارو (أبوبكر داعٌ) على 
رأس جيش عَرَمْرَم )ص4 10]. 
دِرْمَ كُنْ (هكآ-همضلطط) 

حاكم منطقة دِرْما في الجزء ء السَّماليٌ من نهر ديبو» وكان منصبًا إداريًا 
وعسكريًا في الوقت نفسهء ومن امتيازاته (الشّكليّة) أنّه لم يكن يحقٌ لأحدٍ غيره 
دخول القصر الملكيٌ راكبًا. 
غُيْمَ كي (1>01-فساه ©) 

يعيكن من 'تحليل كلمة اقيم نهنا المنصب يعني: أفعر الشواطئ أن 
الموانئ»: [ص45» .]١5١‏ كما أنَّ كلمة اعُيْم؛ تعني موضعًا جنوبيّ مدينة غَاوْ 
عاصمة المملكة» وقد يكون هذا المنصب لقبًا لحاكم يَلْكَ المنطقة. 
كُرَكُى (زمع1-هدك]) 

هو رئيس بلدة كُرَ الواقعة في جزيرة صغيرة بعرض نهر النّيجر» ويبدو أنَّ مهامّه 
لم تكن تتجاوز جمع الصَّرائب» والإشراف على حركة قوارب الصّيد. 
كُومَ كي (ذمع1-ةدصناك1) 


كان عقصعًا وفيقامعوكا إلى اسعياء:ويشفى على صناجية اللّعت البجيلي 


كن تا به الفتّاث 
3 ريخ الفا 
بنْكَ فرم (03تتة ]جوع ع8 ) 

هو حاكم منطقة البحيرات في الشَّمال الشَّرقِي من المملكة» وهو منصبٌ قديم 
منذ عهد سن علي» وقد وصف السعدي هذا المنصب بقوله: 'ويِلْكَ الرّئاسة مقامٌ 
كبير في سلطنته» وصاحبه من أرباب الكلبل» [ص 1729 ويعني اللبل هنا أنّه كان 
يُضْربُ له الطَبلٌ حين مقدمه بالعاصمة غاؤء ويتلمّاه الأمراء وحاشية القصر 
مُترجلين. نينما يظل حو زاكياه وممّن تقلّد هذا المنصب الأمير بالآ بن أسكيا 
الحاج» وقد شغل قبل ذلك منصب أدِكِ فَرْمَ. 
تَرَعْ قرم (72صعه1 1289) 

منصبٌ لم يرد عند ابن المختار ما يشير إلى طبيعته» لكنْ يغلب أنَّه كان منصبًا 
إداريًا استشاريًا. ذكر هنا في «الفتاش» أن ألْمَكِ بن عمر كُمْرَاعٌ شغل هذا 
المنصب» وكان أثبتَ أولاد والدىء» وأوقرهم مروءة [ص١8].‏ 
تتْدِكَرْمَ (مصصصه-نلمه1) 

حاكمٌ إداريّ بمنطقة هومْبُوري السّفلى» أي منطقة الجبّليّين المسمّاة أيضًا 
ب«بلّد الحبجر»» وهي منطقة قبائل دُعُونْ. وتُنُدفرم منصبٌ قديم منذ عهد سن علي. 
وبما أنَّ تند مقاطعة بمنطقة همبوري» فمن الأرجح أنَّ منصب تندكّرم كان تحت 
إمْرّة هُمْبُركُيْ المباشرة. وقيل إِنَّ سن علي مات بِيِلْكَ المنطقة ببلدة يقال لها ثُنَّ. 
حار قَرْم لقصسةة-تية1]) 

تترجَمٌ هذه الكلمة حرفيًا إلى «أمير المياه»» ويبدو أنَّه كان منصبًا منبئقًًا عن 
منصب وزير السّفن: هاي كُوي. ومهمّته مراقبة حركة التّجارة الملاحيّة» وجمع 
ضرائبها وما إلى ذلك. 


الملحق الأول: جداول وأشكال زوم 








ثانيًا: لقب فارء قَرْمَ/ فارِن (ملية1 بقصسمة© رننه©) 

وهو بالصُونغاي «فارن» قَرَّنْ2ء ويعني: الشّجاع المحارب أو صاحب السّلطة 
والعلية؛ .وياتى هذا اللّقَب أحيانًا على صيغة المبالغة «فارْمَاء فازبا/ كَرْمَ قَرْبَ2 
وصيغته بلغة مادينغ (فَعْمَء قَارنْبا (8ا-18112 ,188: وهو لقب عسكريٌ يطلق 
على القواد»ء وعلى حكام الأقاليم. ومن المناصب المندرجة تحت هذا اللّقب: 


1 م (8كه ]سه تتش ) 

منصبٌ إداريٌ شغله ابنان لأسكيا داود هما : علي كُلم [ص8١١]؛‏ وهارون 
قر يدو اند كان منصبًا رفيعًا طالما أنَّ أبناء أسْكيا هم الذين شغلوه. 
وأشار هوداس في ترجمته للفتاش [ص5١1]‏ أنَّه يعني : المسؤول عن الفيضانات. 
لكنّ هذا اشير لين قويًا ؛ لقان عن مع سكعل كلاق الصونغائيّة. ولا 
نحخسب أنَّ الفيضانات كانث بتلك الكثرة والأهمّة حتى يُعيّن لها مسؤولٌ: ولي 
كانث كذلك؛ لاستمرّ هذا المنصب لفتراتٍ طويلة. 
بابل فرّم / قَعْم سند نانطة8) 

يشير الجزء الأخير من هذا اللّقب إلى أنه منصبٌ بمنطقة ونغارا (المادينغ) من 
المملكة. وتعني (فَعُم): الرّئيس والرّعيم أو الملك. ولم ترد إشارة إلى طبيعة هذا 
المنصب. لكنْ وردث الإشارة إلى أنَّ أحد أبناء أسكيا الحاج محمّد قد شغله. 
[ص9/]. 
َتَقَرم (5718ه] هم ة8) 

كان هذا المنصب بمثابة وزارة الصَّرائب» من حيث تحديد أنصابهاء وتعيين 
السّلع المستحقّة للصّرائب. وتعني كلمة «بانَ» بالصُونغاي: «قضاء الدَّين أو 
الأجور)ا. وهذا المنصب منبثقٌ عن منصب كليساقَرْم وزير الخزانة [ص5١5].‏ 


620 تاريخ الفنَّاسُ 
عع 7 7 بر 77 2ك 


كَبْرَ قَرْم لمصعة]-هردطةك]) 

هو رئيس ميناء تمبكتو. » ومن مهامه ‏ جمع الضّرائب على السَّفن والقوارب» 
وكبّارا هي البلدة المشرفة على تمبكتوء تبعد عنه بثلاثة عشر كيلومتر» وكانت 
بمثابة بوّابة للمدينة» وهي تختلف عن مدينة كُبارا الأخرى الواقعة بمنطقة ماسينا. 
ينظر هامش [ص١5].‏ 
كس فرم (26219-12122>]) 

الظاهر أنَّ هذا المنصب كان عسكريًا ؛ إذ وجد في عهد سن علي الذي كان 
معنيًا بالحروب والغارات» وقد شغل هذا المنصب آنذاك عمر كُمْرَاعٌ شقيق أسكيا 
الحاج محمّد وعُرف بالإقدام في قيادة كتيبة من جيش سُن عليٌ. 
0 كَرْم لممعهط- وو سدك]) 

هو منصب عسكريٌ يعنى صاحبّه بتتكتيكات الحرب في الميدان. ذكر ابن 
المختار أن الذي كان يشغله مم قتال صونغاي مع الجيش المغربيّ: كان من 
أشجع النّاسء وأنّه من الشّجعان القلائل الذين ثبتوا في الميدان يومئذٍ على الرُغم 

من الهزيمة. [صم؛١]‏ 
م , | 0 
وذهب ا إلئ الي الذهت انخاس ولكنّه صرّح باعل دين 
المنصب غير محدّدة» وقد شغله سليمان كِندَنْكَري بن أسكيا الحاج محمد. 
نتن فرم (1.321112-181128]) 

منصبٌ يغلب أنَّه إداريئٌ, شغله أحد أبناء أسكيا داود اسمه بُكَر [ص5١٠١],‏ 


حَصّل قَرْمَ (قصعة1 نلناقه81) 

منصبٌ عسكريٌ غير محدّد المهام. يبدو أنه كان منصبًا ملحمًا بالقصر يُعنى 
صاحبّه بالعمليّات الارئة من ملاحقة الفارّين وغيرها مما يستوجب التَّدجُل 
السّرِيع. [ص/17]. 
دَعَيْ قرم (01ع1-/003:21) 

روعي ا اي 0ه طبيعة وظيفة هذا الحاكم, وإنَّما 
اكتفى بإضافته إلى أحد أبناء امكيا مارو معي سو ولا يبعْد أن يكون 
مثل غيره من القَرْمات. 
ساتي قرم (5316-1”8219) 

أي أمير الغابات. اتبثقت هذه الوزارة عن وزارة فارٍ منذُو حين توسّعت رقعة 
الإمبراطوريّة جنوبًا وغربًا في المناطق التي عرفت - فيما بعد - بسواحل غينيا 
شَّعْ قَرْمَ لقصسة29ط5) 

هو حاكم مُرسى على نهر التّيجر قريبًا من بُحيرة دِيبُو ولا يبعد أن يكون هذا 
المنصب منبثقًا عن منصب وزير المياه (حارِقَرْمٌ)» وتتحده مهنافيه + بجمع الصَّرائبِ 

عن القوارب والصّيادين فى هذه المنطقة. 
كار قرم (2028ة12318-1) 

هو المسؤول عن تنفيذ العقوبات الجنائيّة» وقد شغل هذا المنصب أحدٌ أبناء 
أسْكيا اسمه حماد. [ص18١١].‏ 


2111 5 الفئّات 
١ق‏ تاريخ الفتاش 
ثالنًا: لقب مُئْذ (20م7]0 ,0/إلده]/1) 

برد راي ب ا با اا وري 
ايت تاقلط السر سوق تعيّنهم في المناطق الاستراتيجيّة للإمبراطوريّة» مثل: 
جيني » وتمبكتوء وتغازة» وماسيناء وهو منصب عسكريٌ وإداري رفيع. 





أشَرَعْ مُنْذ (ذم ءا مماده) 

وصف ابن المختار صاحب هذا المنصب بأنّهِ «تحديم القاضي» [ص917١]»‏ 
فلو آنه كان بمثابة شرطيّ لتنفيذ الأحكام التي يُصدرها القاضي. والظّاهر أنه كان 
بوجد أكثرٌ من شخص يدغ هذا المنصبّ في آنٍ واحدٍ طالما أنَّ القضاة كانوا في 
كل بلدةٍ تستحقٌ قُ أن يُعيّن لها قاض ؛ لذلك نصّ ابن المختار حين أشار إليه بقوله: 
«أشَرعٌ هنل بمديئة جني ) [ص 5 ”]» وذكر آخر بمدينة تمبكتو [ص77١].‏ 
بَريُوش مُنْذ (00120-تطوتاطاعة8) 

هو الحاكم الإداريُ المسؤول عن شؤون العرب البرابيش الذين كانوا يقطنون 
تعكته وكان يُختار من العرب أنفسهم. 
تَصَرّ مُنْذْ (135318-520020) 

منصبٌ إداريٌ» يبدو أنَّه كان ملحقًا بمنصب حاكم تمبكتو تمبكتوء ولم يَرِدْ ذكرٌ 
لمهامّه وطبيعة عمله. 


تغَارّة مُنذ (828-22020طع13) 


حاكم تغازة؛ وهي المنطقة التي كان بها منجم الملح. وكانت منطقة مهمّة في 
الإمبراطوريّة من النّاحية الاقتصاديّة» والطّلاهر أنَّ مهمّة هذا الحاكم كان إداريًا 


0-0 1 


ولا يعد أن يكون منصبًا استشاريًا على غرار المناصب الكثيرة التي كانت 
تُستحدتٌ لأبناء أسْكيا الكثيرين؛ للحدٌ من تنافسهم على المناصب المركزيّة. 


وَرْكِىَ فر م لمصتسة]حه زكاية 077 

من المناصب التي شغلها أحدٌ أبناء أسكيا داود» وهو حماد [ص86١١]:‏ وهذا 
المنصب - في الغالب - منصبٌ إداريٌ يبدو أنّه لا يتعدّى منصب المستشار 
الخاصٌ للأسكيا. 


باعَن فار (1811-صقطع62) 

حاكم ولاية باعَنَّ» وهي ولاية شماليّة افتتحها أسكيا الحاج محمّد عام 
(904ه) في العام الرّابع من ولايته. وممّن تولّى هذا المنصب عبد الرّحمن بن 
عمر كُمْرَاعٌ. [ص .]86١‏ 
دَنْدِ فار (106501-178131) 

حاكم منطقة دندِء وهو ثالث أهمّ ثلاثة مناصب بالمملكة بعد منصب أسكيا 
(كورمينا فاري» وبلاما فاري). وبالإضافة إلى مهامه. فكان مستشارًا خاصًا 
للأسكياء وله الحقٌ في مواجهة الأسكيا برأيه دون خوفيء أحبٌ الأسكيا أم كره. 


كُرْمِنَ فار (113-ةستصمستك1) 

يقال له عادةً: ككنفاري. أي حاكم إقليم كورمينا وجميع الأقاليم الغربيّة من 
إمبراطوريّة صونغاي. كان هذا المنصب بمثابة ولاية العهدء أنشأه أسكيا الحاج 
محمد (عام7٠4ه/‏ 5417١م)‏ وعيّن فيه شقيقه عمر كُمْرَاعٌ» وكان مقرٌه مدينة تنُدرمة 
التي يذكر ابن المختار أنه أسّسها بنفسه. وتعني كنفاري حرفيًا بلغة المالينكي: 
العنق» وتطلق على وليّ العهد أو المقرّب إلى الملك؛ للإشارة إلى علاقته بالملك 
الذي يكل الواسن بالمملكة. 


0ت تاد دخ الفئّاث 


آئ قمه 


رابعًا : ألقات متفرقة 





أسكيا ألما (410-ة3كاوه) 

هذا اللقسوحضبات ومضاف إليه» ويعني : فقي هالأسكياء أق مستتشازة 
الشّرعىُ وقد شغل هذا المنصب بُكر لَنْبِارُء وطال به مكثه من عهد أسكيا داود 
حتى الغزو المغربى» وكانت تُسند إليه كتابة العهود والوثائق ذات الصّبغة الدّيئّة. 


بَلْمَع (ج' تطلوظ) 

منصبٌ عسكريٌ قديمٌ منذ عهد ملوك سُّن/ شي. كان صاحبه قائدٌ الجند بمنطقة 
كابارا [عن 133 ومين تولى هذا المنصب: بِلْمّع صادق» وبلمع حامدء وبلمع 
محمد كاغ» أبناء أسكيا داود. 
تُرجمان 

من عادة ملوك أفريقيا عدم التّحدث مباشرةً إلى الجماهير» ويقوم بمهمّة 
الإبلاغ عنه من يمكن أن يطلق عليه (ترجمان)» حيث يذكر الملك مراده بإيجاز»ء 
فيقوم الترجمان بإبلاغ ذلك بطريقة خطابيّة بليغة» وعادةً يقوم بهذا العمل عشائر 
جالي؛ وممّن عُرف بذلك في بلاط عدد من الأساكي: التُرجمان وَنْدع. 
كِسز دُنْكِ (ععلصدل-عمعوء 0 ) 

لم يرد إيضاحٌ لمهامٌ هذا المنصبء وكان من خصوصيّات صاحبه أنَّه كان 
يحقٌ له مناداة أسكيا الحاج محمد باسمه الصّريح في مجلسه» مما يدل على أنه 
كان منصبًا مهمّاء والأظهر أنَّه كان إداريّاء أو مجرّد منصب فخري. وممّن شغل 
هذا المنصب دك بن بُكر قَطء وكان مقرَّيًا لأسكيا داود. 


5 2 
الملحق الأول: جداول وأشكال 21 


0و 





وعسكريًا أيضًا؛ٍ بمسؤوليّته عن حماية الطّريق التَّجَارِيّ الموصل إلى المملحة» 
وجمع الصّرائب من التُجار على أحمال الملح. 
تُبكت مُنْذ (20220-دغعل[ناطمذة1) 

هو حاكم مدينة تمبكتوء وكان يتمنّع بنفوذٍ كبير نظرًا لأهميّة هذه المدينة 
وكونها بمثابة «مملكة في مملكة»» والظّاهر أنَّ مهمّته كانت عسكريّة وإداريّة. أما 
الجوانب الدّينيّة فقد كان قاضي تمبكتو هو صاحب الأمر والنَّهي فيها ص .]١8١‏ 
فَارِمُئْدُ (مجده]-مه) 


أى أن (أغير الأرض» وكان منصبًا إداريًا يعنى صاحيه بالأراضي والممتلكات 


0 


١‏ يه وكانت مهامه أشبه بمهامٌ وزير الزّراعة في عنايته بمزارع الدّولة الرَسميَّة 
وبجبايته الصّرائب عن المحاصيل الرّراعيّة. ولأهميّة هذا المنصب الإداريّة 
والاقتصاديّة» فإنَّ أصحابه كانوا يختارون من الأمراء أبناء أسْكيا فحسب؛ لذلك 
انتقل معظم أولئك من هذا المنصب إلى منصب الأسكيويّة. 

ب 2 
كرك - مُنْذْ (0220ممعدعامدك]) 

هو حاكم كُرْكَ بمنطقة تندرم مقرٌ كوزمينا فاري» وهو منصب عسكري. 


07 


كر بَنْدَ- م (720220-ملصد8 جتنزه>ل) 

كان مسؤولاً عن ضواحي مديئة تمبكتوء وتعني (كُيْر): المحلّة أو البلدة؛ 
و(بنْد): خارج أو وراءء والتّرجمة الحرفيّة له هي: وزير ما خارج المدينة. 
ماسينا مُنذ (7/135122-1101120) 


الحاكم الإداريٌ بمنطقة ماسينا التي كانت مملكة تابعة لإمبراطوريّة صونغاي. 


22 تاريخ الفتّاسش 





أربي هم حََدّم أسكيا الخواص» وخدم أهل بيته» لم تكن عليهم غَلّة. 
[ص /]. 

1# مدو من الرَّناجية» وهبها أسكيا للفقيه صالح جَوّر» وهي ثلاث قبائل» 

حَدَادَنْكِ لكن ذكرّت أربعة أخرى. (فالّنْء بل كُكُ كُرْكَْء سَرَيْ) [ص١71]»‏ 

(هنا سبع قبائل 19-1). 

يم عبيد الشُرفاء المغاربة في مراكش. 

١‏ فَرَنْطك قبيلة من الزناجيّة» تزاول صيد السّمك. وهبها أسكيا الحاج للشريف 
الصّقْلِيء مجموعها نحو )31٠0١(‏ نفس. [ص97]. 

١‏ بونئ بك عبيد من هذه البلدة التي ينسبون إليهاء وهي قريبة من توثَّلَ بتندرم. 


7 كِرّني بُلْْْ 2 غنمها أسكيا من أهل كُسات. 
4 يَتِك كاجل 2 عبيد من بُرغو جنوبي صونغاي. 
(قبائل متفرقة) بَنْكَنَ [ص 77]» ثُمبا [ص 7 7]» جَمْ كَرِيَء ردان [ص 737]ء 
(#) القبائل الأربع والعشرون جميعها من كفار يَمبّر. غنمهم شي مادُعو من 
ملوك مالي. وهي القبائل الرقيقة «أصالة» أو «عبيد السلطنة»» المسترقّة قبل عصر 


أسكيا. أما ما دونها من القبائل المملوكة فهي التي استرقّها أسكيا الحاج محمد في 





الملحق الأول: جداول وأشكال 





جدول (5): القبائل الأربع والعشرون المملوكة 

0 القبيلة إيضاحات 

حتركة قبيلة تُعنى بالخيول. أبوهم حدَّاد اسمه بُكر. أمّهم أمة مملوكة لوالدة 

0 شي محمد فارٌ. [ص8ه]. 

5 بَجَمُوَلٍ جَمْ وَلِ وسُرْبَنَى : أبوهما حدَّاد ماسني» وهبهما أسكيا للفقيه محمد 
تل مع قبيلة زناجية أخرى. [ص١/].‏ 

*“ جمْ تن قبيلة حدّادة تزاول صناعة الأسلحة من رماح وسيوف وغيرها. وهي 
وقبيلة جَمْ وَلٍِ: أبوهما حدَّاد ماسني» وهبهما أسكيا للفقيه محمد تل 
مع قبيلة زناجية أخرى. [ص١/].‏ 

4 كم من القبائل التي غنمها أسكيا من شي بارُء وهم من كفار بمبّر. 

6 سرِبَتَى من القبائل التي غنمها أسكيا من شي بارٌء وهم من كفار بمبّر. 

0 مورك كل قبيلة مزارعة من كفار بَمْبَرَهِ كان موطنهم نياني عاصمة مملكة مالي. 
ورثهم شي مادعو عن مملكة مالي حين غلب عليهاء وأضافها إلى 
مماليكه. أبوهم : بِمّ تّاسو. [ص012086]. 

"1 لكَرَيَبِ قبيلة مزارعة من كفار بَمْبَره هي وقبيلة جِرَكْرٍ بُكرء ونْكرَتِب من أب 
واحدء هو: بم تاسو. 

4 كسَمْبر قبيلة مزارعة من كفار يَمْبّره هي وقبيلة جِرَكُرٍ بُكرء ولْكَرَتبِ من أب 
واحدء هو: بِمَ تاسّو. 

شَعْسَاكُ يقال لها أيضا: سَمَسيكُ. من القبائل التي غنمها أسكيا من شي بارٌ. 

٠‏ سُرْكُ هم حََدّم أسكيا الخواص» وخدم أهل بيته» لم تكن عليهم عَلَّهَء هي 
مثل أربي. [ص 7/ا]. 


.]١6ص[ كركن قبيلة متفرعة عن شمساك من جهة ابنته.‎ 1١ 


تاريخ الفئَّاش 


يي 


أحمد بن إبراهيم الشذوري 
أحمد بن إبراهيم بن يعقوب 
أحمد بن أبي بكر بن علي بن دنبسل 
أحمد بن أحمد بن أَنْدَعْ مُحَمّد 
أحمد بن أحمد بن عمر 

أحمد بن الحاج أحمد بن عمر 
أحمد بن حنبل 

أحمد بن عبد الرَّحْمّن بن إدريس 
أحمد بن عبد الملك 

أحمد بن عمر بن مُحَمَّد أقيت 
أحمد بن مُحَمَّد بن سعيد 

أحمد بن محمد بوبو بن أبي بكر 
أحمد زروق 


أحمد لوبو 


الإسلامية» .وطاامآ) 


المغربي 


6 
إدوارد دوبوًا 


(مؤسسر إمارة دينا 


فقيه خطيب» قتله الجيش 


1801310 ٠ («مؤرخ‎ 


َم علي كل 

















إسحاف 
إسحاق الثاني 
إسحاق الزَّغْرَانِقُ 


إسحاق كَدِبنِ 


كد 

أسْكِيَ إسحاق 
أْكِيَ إسماعيل 
أسْكِيَ الأمين 
أسْكِيَ الحاج 


.(وزه8نادآ أسْكِيّ بَعْنّ 
أَرْبَعَكَلَ أَسْكِيَ داوود 
مه روي (من بنات أسكيا الحاج | أسْكِيَ سليمان 
محمد). ١‏ 
0 





أَرْيّوْ بنت أشكِيّ مُحَمّد 


أريؤ (أمُّ القَاضِي بورٌ) (من بنات أسكيا الحاج 


محمد). 


(أسكيا إسحاق الثاني). 
(أسكيا إسحاق الأول» 
ومعتى كدين: الحجر 


الأسود). 


(يُكر لنبار: الفقيه 
المستشار لأسكيا داود 


وغيره). 


(أول سلطان أسكيا تحت 
الانجعئلال اللمغتربي 
بتمبكتو). 


الملحق الغاني: كشافات 








الملحق الثاني: كشافات 


أوّلا: كشاف الأعلام 
إبُراهيم بن أحمد بََيْعُ 
أبا بكر بن عمر اليماني 
إبراهيم الحربي أبو إسحاق 
إبراهيم بن عبد الرَّحْمّن 
إبراهيم بن عبد الرّحْمّن بن السُيُوطي 
إبراهيم بن عبد الله بن عيسى 
ابن القاسم 
ابن المختار 


ابن دُرَيْدٍ (الأزدي) 


ابن عباس بن عبد الحميد 





أبو لتنا محموة بن غمر 
أبو العز عبد العزيز 

أبو بكر 

أبُو بَكْرٍ بن القَاهِم 

أبو بكر بن محمود بن عمر 
أبو زيد عبد الرحمن 
أبوبكر بن أَلْمَعْ علي كارٌ 
أبوبكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي 
أبي العَبّاس الحاج أحمد 
أبي بكر بارُو بن صن عليّ 
أبي بكر سن بن عمر 

أبي حفص عمر كُرَيْ 


أبي يعزي بن حسن 


اكوم رَكْتٍ (هبد مملوك لاسكيا 
إسحاق ومن قواده 
المحاربين). 

أحمد الصَّمْلِي 

أحمد الغدامسي بن عثمان 

أحمد يابا 

أحمد باري 


حسم 
م 
ألْقَكِ عبد الله بن مُحَمّد الأغلالي 


ا 


(من بنات أسكيا الحاج 


تاريخ الفنَّاش 


بارَ كُيْ بُكَرْ الزّغْرَاني 
بارُ لُوم (لقب لوالد أسكيا الحاج 


محمد). 


محمدء زوجة الخطيب | بَارَيْكُي تبَكل الخَصّي 


كَرَام). 


ب أسكيا داود). 


(من بئات أسكيا الحاج 


محمد). 

آمنة بنت بََحْتٍ 

أمِئّة كَايَّ 

إنارٍ كُنْتٍ (زوجة مانسا موسى» 
حجت معه). 

أنس بن مالك 

أنْكنْدَ بن بَلَ مُودٍ 


بابَ كُور بن الحاجح (مؤلف كتاب: الدرر 
مَحَمّد الحسان). 


بابا أشَرَع مُندُ 


(والدة أسكيا محمد بان | بِامَرْسَ 


باعَنَ فارٍ عبد الرحمان 


(فرس لبلمع صادق). 
الْبُخَاريَ 

رك مني و3 

بكي منسن كور بن ,موضى 

يرك مسن سن 

بر يمن موضى 

بركات بن محمد 


بريفيية (بتالعية موقمسي: 


(عااع 81 


قدو 


بريم 
بشر بن الحارث 
بْصٌ الرّغْرَانية (والدة أسكيا إسحاق 
الثاني). 


بكر بن ألقَّكِ 


الملحق الثاني: كشافات 
هل 1 


أشْكِيَ لت (ترخيم لمصطفى). َلبَرْكَ 

الع عق لْبيرْ بونيل دي ميزييرٌ (حاكم فرنسي» عثر على 
أشن دعا النسخة الأولى من 
أسْكِيَ مُحَمّد بُنْكُنَ بن بَلْمَع صادق 
أشكي مُحئد ين كر 

أسْكِيَ موسى 

أسْكِيَ نوح (أول.أسكيا بمعطفة 












الفتاش. 15656لم 
ع0 أ[عصصم8 
.(وع21/112167 

ألفا صالح بن مُحَمَّد 

ألْهَا صَالِح جَوَرَ من الفقهاء السبعة» حج 

مع أسكيا الحاج. 
لَنَا كد بن.القنتان 
داندي بعدالغزو 


ألا مُجكد 2 (من الفقهاء السبعة» 
المغربي). محمد تل من الفقها بعة» حج 


57 أسكيا الحاج) 
أسْكِيَ هارون لَنْكتَيَع 8 خَ 


ألفا نوح بن الطا (فقيه فولانى» يتهم بتز 
1 ب قرو يه قولا بي » يتهم بتروير 
يتا الماح فق توجين ي » يتهم 


كتاب الفتاش). 
أسكيا داود بن هارون 
00 ألفع الأمين بن محمد طجد مؤلف كتاب تذكرة 


أسْكيًا داوود الاق 


أسكيا محمد توري (مؤسس دولة صونغاي 
على عهد الأساكي). 
إسماعيل بن القَّقِيه القَاضِي محمود كعت 


ألمَعْ آَيْدَ الماسني 

ألْقَعْبكَرْ الأنباري (بكر لنبار: فقيه مستشار 
لأسكيا داود ومن بعده). 

إسماعيل بن عياش 


إسماعيل كعت (قاضء من أبناء الفقيه 


ألمَْ بكر بن لنْبَاد 
بطو ك5 لمَعْ محمود بن الحاج (مؤلف كتاب الفتاش 


0 


أشْرَعّ مُنْلَ مر المُتوَكل الأول). 


الألباني 


تاريخ الفئّاش 

















فير ين اين فانم الحاج الأمين كانو 
َك الحاجّ الكَنْترِي 


تتغيلا جاجي باه الحاج كَسْرَبيرَ 


بيك سِلْمَانَ الحاج كحقد يان 
تَنْكِ يَعْمَعْ الحاج مُحَمّد سِرٍ الكَبجَاكرِي 
3 حَارٍ قَرْمَ عبد الله (مفارقرمء قط 


جاب بن عبد الله الأتصاري لقمضة؟! 
جار كرب (زوجة نعي الماح | حارِكرم عبد اله 
محمدء والدة أسكيا ] الحاكم 
موشى). حاو أدَمَّ (من بئات أسكيا الحاج 
جَبَرُوت بن هشام محمد). 
جَتَ مَنْسَ عَلُو حاو دَعْكُيِ (أمُ ُبْرٍ كي مَنْسَ) 
ِرَكُرٍ بكر خبيب 
جِنِكِ الحَبَاج بن يوسف (الثقفي» 
جَؤْدَر (قائد الجيش المغربي) الحرِيرِي (صاحب المقامات) 
جوزيف كيني الحسن بن حكيم المروزي 
جونْ هونويك (مؤرخ متخصص في الحسن كاتب الباشا 
السودان الغربي» 0 | الحسين كُويْتا(1>018)زعيم فولاني» قام 
لء تتصسط11 تر كة جهادية بمنطقة 
الحاج الحماد ]لا كين حوض النيجر). 
الحاج زجوم صل كَرْمَعلُوا ولد سيل 


الحاج الأمين كان (من علماء تمبكتو). حماه الله ولد الشَّالم 


الملحق الثاني: كشافات 


كرشن 
بكر سين فل 


بكر علي دِنْتُورْ 
بكر كِرِنْ كْرِنْ 


بكر كور 
بكر كوك 
بكر لَنْبّار 


بكر بار أشكِيًا القَْ 
البكري 

بلقاسم 

بلقاسم الثُواتي 


َلْمّع حامد 
بَلْمَّع صادق 
فح تعفد لاي 


(من أبناء أسكيا الحاج 


محمد). 


(من أبناء أسكيا الحاج | بِنْشٍ كَرٍ 


محمد). 
(من أبناء أسكيا الحاج 


محمد). 


(الفقيه المستشار لأسكيا 


داود) 


(أبو عبيدة) 


المتصوفين). 





تيوهر 
طق 
(من بئات أسكيا الحاج 
محمدء زوجة مَفُسَرَنُ 


0 


(أمُ مُحَمّد كوب) 


(قيل هو جد وعكريء. 
كان ملكا باليمن). 


(من ملوك المادينغ). 


له تاريخ الفَّاش 


سالم جابي عَساما 


ساميا لام 


سليمان بن داوود 


(فقيه متصوف بمنطقة 
ستيغامبياء 121 5211112 
(0353103 

(سلطان قبائل الفولاني» 
حفيد تنيض» وصفف 
بالعدل والاستقامة» 


.(2تقآ وطتتتةك 


(جد قبائل صوئغاي 
الأعلى). 


(كسيتكري من آيناء 
أسكيا الحاجء شغل 
منصب كلس فرم). 


سليمان كِنْدَْكَرِي 
سليمان كَنْكَاعّ (من أبناء أسكيا الحاج 
محمد). 
سَنْ سِمُووَع (من كبار تجار تمبكتو). 
سُومانُغورو (ملك قبائل صوصوء 
1 111كظ 
.(عأخص مك1 
سيدي علي النّجيب الأرّواني 
سيدي محمد الإمام (شيخ بمالي» وجدت 
ابن السّيوطي بحوزته نسخة الفتاش). 
سَيِّدِي يحيى (التادلسي). 
بير بن قاسم 
شَاعٌ قَْمَ عَلُوا 
شت رَغْرَ 
الشَّرِيكُ الحسني مولاي العَبّآس 
شريف علي بن أحمد 
الشَّرِ يف مُحَمَّد بن القاسم 


سمْهْروشل (ملك الجن). 


الملحق الثاني: كشافات 





دا كايا (من ملوك بَمْبارا بمنطقة 
سيغوء .(12308 103 
دا مُونْزون (زعيم بمبارا في سيغوء 


123 1402201(. 


(من بنات أسكيا الحاج). 


دَعَيْ فَرْمَّ سِنَ 

دل يُنْبُ 

دمير بن يعقوب (تلميذ شمهروس ملك 
الجنٌ): 

دَنْدِ قَار قت 

دَنْدِفَارٍ بكر بن سيلى 

دولافوس (باحث فرنسيء» أحد 


محققيالفتاش 
وهمهفترجميههء 


.(ع21055آ126 


ذو المين بن عبد الحكيم 
رساك 

رَشُولٍ الله (ضصَلى الل عليه وسلم) 
الرّشيد بن مُحَمَّد المنوفي 


ع 


رَوْرَ بن سَارَ 


زَنَبَ كَاوَ (زوجة بلمع صادق» 
والدة أسكيا محمد 
ينكن). 

زَنَبَ مَكَ 


ُنْكُ موسى سَقَنْسار 


زير بن سلام 
زينُ العَابدِينَ الشَّرِيف اللاشنويف الحسني مولاي 


العباس 
زَيْن العابدين بن الحسن بن علي بن أبي طالب 
زين العَابِدِينَ مَوْلآَيَّ جيدّان 
زين بن بنأ 
زينب 
زينب بنت وهب 
سايق 
عاذ 
سارة بنت وهب 


سالم بن عبد الله بن عمر 


2١ 
> و لظ‎ 


تاريخ الفتَّاسُْ 


عبد المري النعيلي عتمان ري 
عبد الكريم بن عبد الحفيظ الغريا وبين ساني 
عبد اكز ال اف شي و و غل زُلَيِلَ (من أولاد كنفاري عمر 
مم1 آانلوطفرص ا 
.لقطهة1ه]1 عَلِ ُلنْ وجي ايها اسع 
01000 محمد). 
5 كَنْدَائكيه 
عبد الله بن يوسف 8 9 
عَلوا واكِ 
عبد الله والي باه (شيخبمنطقةكاي] ,ىر 
. أعَلوسَمَ 
وجدت بحوزته نسخة من 
أبى طالب 
الفتاش). واي اي 
08 علي بن حميد 
عبد الله ولد كنكئ 
: علي بن زياد القوطي (يعتقد بعض الباحثين أنه 
عبد المطلب ١‏ 
جد محمود كعت). 
عبد الملك 
علي بن عبد القادر 
عبد الواسع المسراتي 


عبد الومّابٍ بن عبد الله 


عَبْدَلُ يَبَالٍ 


عثمان الكابري (من فقهاء مدينة كبارا 
المتصوفين). 
عثمان دان فوديو 


.(20010 صقل 


عثمان دَرَم 


(مؤسس دولة الخلافة | عَلِيَ تَكَرْيَا 
بصكوترء 17111181 على كُسّل 


علي بن عبد القادر 

علي بن عبد الله بن عبد الجبّار 

علي بن مولاي أحمد بن عبد الرَّحْمَن 

عليٌ بن نَانْ 

(معلم القرآن بتمبكتو). 
(من أبناء أسكيا الحاج 
محمد الكبارء شغل 


شِي بار 


(آخر ملك في سلالة | الظاهر البَكَاي 


ملوك شي» ايبن صن الطبراني 


علي) 


(صن علي بير» 51111111 
.ع8 ناكط 


(من ملك صوتقاي): 


ودع م 


شي مُحَمّد كُوكيا 
صالح بن بَتَ 

صالح بن طريف البرغواطي 
صَالِح جَوَرَ 


بن أحمد 


(من علماء صونغاي 
المتصوفين). 

صَفِي كَرَ 

صفيّة (زوجة سيدي سالم العَضُْوني) 

صقل بن عال 
صن يارو 
صونجاتا كايتا «(ملك مادينغ » 5002 
.لالع ]1 


ظركي بر 

ليقُور 

العاقب 

العاقبُ بن مُحَمّد الشّرِيف 

عائش كَرَمَاتُ 

عائشة كر 

عائشة كَرَ (أمٌ بَلْمَع مُحَمّد واوٌ) 

عائشة كِيمَرِ (ابنة أسكياء زوجة 
محمود كعت). 

عبد البرّ بن وهب 

عبد الحقٌ بن الحر 

عيد الرّحْمّن التَعَالبي 

عبد الرّحْمَّن السّيُوطي 

عبد الرَّحْمّن بن عيسى 

عبد الرحمن بن محمود 

عبد الرحيم 

عبد الرّحيم بن عبد الرّحْمّن التعالبي 

عبد العزيز 

عبد العزيز بن عبد الله بن حمزة بن صهيب 

عبد القادر بن سفيان 


عبد القهّار بن الفيزان 


2 5 تاريخ الفتّاش 





قصي بن سليمان 

القلقشندي 

كات 

كَارَ (من أبناء أسكيا الحاج 

الكبار» حج معه). 

كارَ قَرْمَ بكر 

كاسَ (زوجة جدكُن مَنْبَعْلَ) 

كَاعٌّ زكريّاء (من الفقهاء السبعة» حج 
مع أسكيا الحاج محمد). 

كاغ زكريا بن أحمد 

الكاهية الدلول 

الكاهية مُحَمَّد الهندي 

كلا هرا (عاهم يعجر عرف 

بالغطرسة والظلم» قتله 

بلمع صادق). 

كُرْمِنَ فَارٍ الهادي 

كُرْمِنَ فَارِ تُمَنِ تَقَرِيَ (عثمان تنفريا: من أبناء 
عمر كمزاغ). 


كُرْمِنَ قَارٍ حماد 


كُرْمنَ قَارٍ داود 

كُرْمِنَ فَارٍ صالح 

كُرْمِنَ فَارٍ عثمان 

كُرِْنَ قَارٍ علي كشل 

كُرْمِنَ قَارٍ عه 

كُرْمِنَ فَارٍ كَسيّة بن حُولِمْ 
كُرْمِنَ قَارٍ محمود بن إسماعيل 
كُرْمِنَ فار مربدكنَ 
كُرْيِنَ فَارٍ يحيى 2 (ياي: ولي العهد الثاني» 
قيل هو شقيق أسكيا 
الحاج). 


كُرْمِنَ فَارٍ يعقوب بن أسْكِي مُحَمّد 


الكسائي 
كسِرْدُنْكِ بكَارٍ 
كِسِرْدُنُكِ دك بن بكر قَط 


00 


كُسرَى 


الملحق الثاني: كشافات ١ق‏ 
للغخغي يتي ‏ ط ‏ ط ‏ ححهد 


عمر بن الخطاب 


عمر بن المظفر بن عمر الوردي 


غقر ابن محمد نضن 

عمر تال (مؤسس دولة حمد اللهء 
.(للة1 تمستا 

عمر توت 


عمر كُمْرَاعُ (شقنيق اسكنيا الحاج 
محمدء وولي العهد). 
عمر كُوكِيَ 
عمر يُويَعْ 
العمري 


عوج بن تَعْنَاك 


(ابن فضل الله مؤرخ). 


عياض بن موسى (القاضي. صاحب كتاب 
الشفا). 
غالب بن يوسف 


فاطمة بص الزَّغْرَانية (أم أسكيا داود). 


فاطمة بنت رسول الله 


قَتِ بَعْدَ (والدة منس بكر كوك). 
قت جُنٍ (أم عبد اسمن 

قَرَجَلُ 

قُرَاسَ مانذكع 

كَرْبَ 


000 


فرج مييتن (رئيس الخدم الذين 

ْ حجوا مع أسكيا الحاج» 

(0ناصباطنة112 زدعه*1 

رد كنت 

قَرَنْ عثمان 

فضل بن مزار 

قُودِيكِ مُحَمّد سان 

القَاضِي عبد الرَّحْمّن 

القَاضِي عثمان دَرّم (تولى القضاء بتندرم على 
عهد أبعي إنحانه قا 

زاهدا صالحا). 

القائد المصطفى 

القائد مامي 

القرطبي 

قَرْطومَ بن دَارِم 

القُتَيْرِي 


ع تاريخ الفتّاش 





0 


محمد 


مُحَمِّد أبي نمي الثاني بن بركات 


عرف ).ه 
محمد أقيت 


000 الأمين 


ءِ 


تكد بن القاضي سحموه بَعيِع 


(«همو جدآل أقي ت|مُحَمّد بن المختار 


بتمبكتو). 


مُحَمَّد الأمين بن القَاضِي مُحَمَّد 


مُحَمِّد البكري 


مُحَمَّد التازختى 


مُحَمَّد الشّرِيف ابن مُرَاوِر 


مُحَمَّد الطاهر 
محمد المختار 


محمد المسوب بتك 


مُحَمَّد الهادي بن يعقوب 


مُحمّد الهاشم 
ةلل جمد 


مُحَمَّد باب بن يوسف 


مُحمّد بان بن يوسف كعت 


محمد بَعيع 


مُحَمّد بن المصطفى الهندي 

مُحَمَّد بن المولود 

مُحَمَّد بن بركات 

مُحَمَّد بن سحنون 

محمد بن سنوسي 

مُحَمَّد بن عبد الرحمن 

مُحَمّد بن عبد الكريم 

مُحَمّد بن عبد الكريم المغيلي 

مُحَمّد بن عبد الومّاب بن عبد القَادِرٍ الحيلي 

مُحَمّد بن علي درام 

مُحَمَّد بن كُرْتَمْ (ولدكرتمءفقيه 
إخباري). 


مُحَمّد بن كَْفَارٍ يعقوب 


(شيخ شيوخ تمبكتوء محمد بن محمد بن (جد مؤلف تذكرة النسيان 


(0ا82823/118 .1/1 


أبي بكر صادق من جهة أمه). 


وده وده 


«(سلطان دولة الخلافة | مُحَمَّد بن يعقوب 


بصكوتو). 


مُحَمّد بن يوشع 


عدة 2 


الملحق الثاني: كشافات 


(زغراني» هو الوحيد 
الذي تولى ولاية العهد 
من خارج أسرة أسكيا). 


(زوجة أسكيا الحاج 


محمدء والدة إسحاق). 


(من ملوك غانة القديمة» 
قيل إنه كان في عصر 
الب جو 


كَنْقَارٍ صالح بن أسْكِيَ داوود 


كَنْقَارٍ عمر 


كَنْفَارٍ محمود بن أسْكِيَ إسماعيل 


كَنْفَارٍ يعقوب 


(فو هلول سالي»: 
.(11153 تعتصةع1[ 
الجارية كبر فرم علي 
بسببها وقع القتال بينه 
وبين بلمع). 


رع املا ين 


كَيَمَعَ يحبى بن مارِسن (من ملوك إمبراطورية 
غانة القديمة). 
كُيْمَكَيْ داوود بن إسحاق 


ع 


اللقاني 





مالك سي (زعيم صوفي» علء11211 
.)5 


5 
مامي بن برون 


عي 
لير اكتتطلقا :0 . 


تاريخ الفئّاش 








محمود بن مك 

محموة تجن 

محمود ذُمِيّة 

محمود دَنْمَعْ 

محمود كَعْتٍ 

محمود كعت بن علي بن زياد 
محموة يديع 
سسا 
المختار الكنتي (مؤسس الزاوية الكنتية 
بمنطقة أزواد). 

المختار بن قنبل 
المختار بن محمد نض 
المختار قنبل 


مريم دابٌ 


(والد مؤلف الفتاش). 


(والد مؤلف الفتاش). 


(أم أسكيا إسماعيل). 
مريم سنن (أم مانْسا كور). 
مريم كي 

مَسِر بوبٌ الزغراني 


مَسَكل الله 


(من متصوفة تمبكتو). 
لعب ع لوك لأسكها 
داودء رئيس الخدم 


بمزارع الأرز). 


5 

المصطفى 
المصطفى التّركي 
معروف الكرخي 
المعَلّمَ بُصّ الخيّاط 
مَكَ ماسِنٌ (من بئات أسكيا الحاج 
محمد). 

00 
منص كبو 
منْس شلمان 
مَنْسَ عَلوا 
مَنْسَ عَلُوا مَبِدَعٌ 

متن كدت 

مَنَْ كُورٌ بن مَنْس موسى 

(ملك مالي» أشهر من 


حج بيت الله). 


مُنْسَ موسى 


مَنْضُور (قائد مغربي بتمبكتو). 
المنصور السّعدي 
مَنْصُور بن بك 


مُودِبُ قاسم جِنْكاسٍ (من أعيان فقهاء تكرور). 


الملحق الثاني: كشافات 





لمت 


نَّ كرِي 
مُحَمّد بنْيْعْتٍ الحدّاد 


فعاف 2 د مه 
محمد تحاد بن مور محمد 


مُحمّد ثُلٍ (من الفقهاء السبعة» حج 
مع أسكيا الحاج محمد). 

مُحَمّد ساين 

مَحَمّد سرك 


(أمير كاتسينا). 


مُحَمّد 

مُحَمَّد كَاعٌ (أسكيا : تولى بعد هزيمة 
أخيه إسحاق في وجه 
الجيش المغربي). 

مُحَمّد كُيِرَ 

محمد كرب 

مُحَمّد كُرَيْ بن علي كُوكيا 


كه 


مَحَمّد مُحَمّد كُورٌ 

مُحَمَّد كُوكِيَ (من ملوك صونغاي). 
محمد كُيْ إج 

ا 

مُحَمَّد نض (زعيم الطوارق بتمبكتو). 


مُحَمّد هَؤْكَارٌ 

مُحَمّد وانكر بن عبد الله 
بن سَنْجُوَك القلاني 
مُحَمَّد ولد بنش 
مُحَمّد وُلْد كُرْتَمر ١‏ (بن كرتمء فقيه إخباري). 
محمود المؤدنٌ 

محمود يي 

موود كر 


مر 


محمود د بن الحاج (محمود كعت). 
المتوكل كعت 

محمود بن زرقون 

محمود بن سخنون 

محمود بن علي بن زرقون 

محمود بن عمار 

محمود بن عمر 


محمود بن عمر بن مُحَمَّد أقيت 


تاريخ الفئّاش 





ورجبي بن رابح 


(الفانوح:فقيه 
متصوف» اتهم بتزوير 
الفتاش). 


(حاجب أسكيا الحاج 


محمد). 


(هد كر كي علي فلن). 


(خانة اتمنافية وار 
تبمكتو وكتب عنهاء .11 
لطامة8 


(فقيه» هو الذي كُتبت له 
نسخة الفتاش الحالية). 


(زعيم سمنلكة تكرور ]يا 


المسلمء .أطهن 117 


وَرْد بن بطال بن أحمد 


وَرْكِيَ قَرْمَ حماد 
وَعْكُريْ 
وَعْكرَيْ بن يَرَاسَ 


دقن 


وُلْد وَعْدَ بن مُحَمَّد بن أيّدٍ المختار 


وهو 
ونا 


َم كك يرك 
وََيِمَرْمَ زكرياء 
وَنَيْمَرْمَ موسى ينُب 
وهّبْ بري 


وَيْرّ (أمٌ هانئ) 


وَيْرّ حفصة 
وَيُرَبَادٍ 
يَا جَوَرَ 
يامن 


(من بئات أسكيا الحاج 
محمد). 
(من بنات أسكيا الحاج 


محمد). 


(من فقهاء غاؤُ في عهد 
أسكيا داود). 


الملحق الثاني: كشافات 





عد 








مودبٌ محمد الكابري 


مولاي أحمفد بن بابير (فقيه مؤرخ بأزوان). 


مُو 3 القادق الأرواني 

مور بكر بن صالح وتُكَرْبِ مولاي إسماعيل 
فيو حك مولاي الصّقلي 
مور عثمان سَاكَدٍ مولاي العَبّاس 
مُور كُنْبَ مولاي محمد 
مُورِ مَانَّ باكوَ ا 

مور مُحَمَّد هِيمَ قن 

مور مُحَمّد الكابري 

مُورٍ مُحَمّد هَوْكَارُ ميمون 

مور مَعْمعْ بن مور مَعْمَكْ نار 

مور مَْمَكُ تاو 

مور هَؤْكَارٌ (من الفقهاء السبعة» قيل | نان أسُْما 


مَوْلايَ أبو فارس 


مولاي أحمد 


حج مع أسكيا الحاج نان سَلَْ 


نانا حسن 
نانا كَنْكُ 


(مؤرخ فولاني» /2/11158 تحيميا فيزن 


11011553 1>2122313( 


مولاي أحمد الذَّهبي (سلطان مراكش). 


(من ملوك المادينغ الإثني 


عشر). 


(والدة شي محمد فار). 


(والذة مانا موسى. فيل 
قتلها خطأ). 


(مؤرخ مستشرق» 
مشخصص في تاريخ 
السودان الغربي 2 
ك1 


.(12102]ع1 


م 1 تاريخ الفئَّاش 





صالح جوّر). 

التّوارق (الطوارق). 

الثُوردي (ينظر: طرودي). 

جاخائخي (قبيلة في منطقة سنيغامبياء قامت 
بنشر الإسلام). 

الجَافْئَاِين 


جَافُنْكِ (قبيلةء .(عكلسداكول 


/ دَنْد 
(قبيلة» .(008602 


مالي الحديثة» .(100801 


(قبيلة قيل وهبها أسكيا الحاج للفقيه | الرُومان 


الزَّعْرَائيُون (عشيرة تنسب إلى الفولاني؛ 
نام 72051017 بتصز. لتم 

الؤغرَائينَ 

الرَّناجِيّة 


5200 


سربي 


سُرْكُ ‏ (قبيلة صونغائية. .(501850 
سَرَيْ 
سْرْيَعْ 


سْعْيْ (سنغيء صونغايء ,/إ5011818 
.(ل2طآ508 


سُلْطان أيرْ 


و2 


سني (صونغاي). 


سَنْقّرِ (من عشائر الفولاني). 
السوكانيون 

سُوسّة 
شُونة 


سونتكي 


(فرقة من المقاتلين» .(50128 


(قبيلة في صونغاي). 


الصَّنْهّاجَة (قبيلة» .((523218 


الملحق الثاني: كشافات 


فك 
عطاك ٠.‏ 





٠١ 
9 


< . قر‎ 
١ 6 


(زعيمة قبلية وقائدة حرب 


ثانيًا : كشاف القبائل والجماعات 


معوان» خازيها ضن | أربي ١‏ (قيلةء. .61م 


علي). 


(من فرسان صونغاي» 
حج مع أسكيا الحاج 
محمد). 

(عبيد من بورغو جنوبي 


يحبى الأنْدلسي التّادلسي 
يحيى البكاي بن الحسن بن علي 


يحيى بن عبد الرّؤوف 


يَسْرف بن هارون 


(فقيهء مؤرخ» من أبناء 
القاضي محمود كعت). 
عد عد عد 6د 


أربي (قبيلة مملوكة لأسكيا وأهل بيته 
خاصة دون غيرهم). 

الأشانتي (قبيلة في غانا الحديثة .(451282:11 

الإغريق 

باري (من عشائر الفولاني» منها الشيخ 
أحمد لوبو .(823111 


البامُبارا (بَمُبرء بنبرء .(82310256818 


ماسو 
يَمَبْرَ (بامباراء قبيلة من الماندينغ» 
.(831226313 


بني إسرائيل 

بني قتادة 

بني مَدّاس 

تال (عشيرة فولانية منها اليخ عمر 
الفوتي). 


7 تاد الفئّاث 


ثالنًا: كشاف المدن والمواضع2 أألْكَبَ 





اقيناة (ضين ا (اسم الإمارة الإسلامية أَنكُندُ (بلد في شمال صونغاي). 
التي أسسها الشيخ لويو» | انن 
.لممتتم أَوْسَ (يلافاالهوسا): 
بن أذ (البلدة التي هرب إليها 
7 شي بارو بعد هزيمته). 
رز أي (آَيرْ في شرقي صونغاي» 
أو .لم 
د 9 
5 البَحْر المحيط 
إزْيّة بح الهند 
1 (أزوادء .(4201020م بحر قَتِ (بمنطقة تندرم). 
الإسكندريّة بدر 
الإِسْكَنْدريّة 2 
معن البرازيل 
أغاديس 2 (منطقة جنوبي صونغاي» 
أفريقيا الغرية .(ناع801 
أككن بَرِكْبٍ 
أمّع ِرْكُك 
الأندلس بَكُنَ 
أْمَعُ (موضع الحرب بين | بُرْنُ (ولآية بشمالتيجهرها 


أسكيا الحاج وشي بارو). الحديثة؛ .(80110 


الملحق الثاني: كشافات 


اه 


ف 


0و 





صوصو (قبيلةء .(5811511 


صونغاي (سُعّيه سنغي). 
الظروديّة (طبقة الطلبة والفقهاء. ,ع701700 


101000(. 

طروتكاو1 (تسمية أخرع لطرودو عثل الهرساً). 

المّوَارقُون 

ظورٍ (قبيلة أسكيا الحاج محمد). 

طورودٌ (طبقة الطلبة والفقهاء». 

فَارمُئذٌ .(020(:0 ديه 1) 

فالنْ 

القُلانيُونَ (قبيلة .(تصهان12 

كُلَنٍ (نسبة إلى الفولاني» الفلاتة). 

الفولبي .(ع16ن"1 ,تسقلد) 

قُريشٍ 

كَايِتِ ١‏ (قبيلة مملوكة في تنبكت» قيل أعتقها 
الأشرافء .(1ط1لطة © 

كاج (قبيلة» تسمية أخرى ليّنك). 

كُرَنكٌي 

كسَمْ ير 


(قبيلةء .(2/12120128 ,1/1320 


ده وهر 


مر عر 

الغرا/طون 

مَلِنْكِي من فروع الماندينغ» .(©1/]31121 
مُوشي (قبيلة» .(1/105 ,2/0581 


مي كُمَيْدَع 


مُيْنَاصٌ 


نُياماكالا (الرواة الشعبيون» .(2313/8102216813 
هوسا 

الولورقف 377/0101 

وَنْكَرَ 
الوَنْكرِيِين 


1ك 


يه فنا 


سر تادية الفئاة 
لمكا ريخ الفنّاش 


تكزور تَؤْتلَ (ينظر: تاوتلة). 
التّكرُور (مملكة ومنطقة نهر ]تونس 

السنغال» .(1202ة1 2 | يَثِثْ (في الشسمال الشبرقي 
لصونغاي). 








جَارِبَ 


5 0 


جَاكُوًا 
.(مطصنة1) الجامع الكبير 
ككف فسمكسو: 58 52 
(ناأع[ناط 11" 


تكتكع 
تل 

يمن 

5 


جامع تَندِْمَ 

جامع سيدي يحيى 

جامع مور كُيرَ 

5 اد 


تُنْدِبي (موضع القتال بين 
صونغاي والجيش 
المغربي» .(21020161 

تَندِرْمَ «(مقروليالعهد 


بصونغايء» 
الدغون شرقي مالي 


.(1201122 1" 
الحديثة). 
يزمة 5 
جرك 
تَنُدُوف 11001 
الجزائر 
م (موضع القتال بين . 
1 جزائر بَنبٌ 
صونغاي والجيش : 
جَعْبَ بلدة علمية للفقهاءء 
المغربي). 2 : 8 
١ 5‏ .لوطقطعلة1 
توات 101 1 


لازا 


2 الفاز - ح#حافاته هم 
الملحق الثاني: كشافات لاه 








بره 


0 
البصرة 


بَعْدَادْ 


صونغايء في وسط غانا 


مد 
0 


يلبكك 

بلاد الحجر [إقساية إلى مغطعة 
همبوري؛ موطن قبائل 
دغونء وبها مرتفعات 1 
جبلية). 


(التسمية القديمة لمدينة 
ولاتة). 


الله (وعنف المدينة جكب : 


لْمَع جندٍ (اموضع بتمبكتو). 


(توتالله.توتلءه 
طوئّل). 


تشيثء .(انط5وذ]” 


(مملحة في أقصى شمال 





صونغاي. .(21281828 





رأس أَرِرْرُ 
رأس الصيران 
رأس الماء 


الراهون 


َلَنْ 
َنْرَنْ 
رَنكرّع 


زيمبابوي 


(البلدة التي هاجر إليها 
الشيخ عثمان دان فوديو 
بجماعته). 


مل بريد تتا 
الحديثة). 


(جعفن » مملكة في القرن 
السادس عشر). 


ساحل العاج 
سَامَ 
سائكران 


(نهر في المنطقة السفلى 
من نهرالنيجرء 


.(مةتتقعاصة5ك 


(حدود صونغاي في 
الشهال «العوي: 
(0ا1110118 51 
ارات 


(من طرق التجارة). 


(حي بتمبكتو به المسجد 
الجامع» .(5211605 


الملحق الثاني: كشافات 





جَؤْكل 
الحجاز 


الجر 


حجر الصّغرى 
حَدَادَنْكِ أغمًا 
ع ب 
الحرَّمين 


(زفون» زعامة في القرن | حمد الله 


اللسافس فسن 
1 ,تاتتاكة 2.101 
الخرطوم 
جيني ,36026 خُنْدَمْ 
.(016226آ1 دَاغْ 
(وقف أنشأه أسكيا داود داع 
للمساكين). داكاجالا 
دَامَ 
داهومي 
(جطئيٌ: ,عصمعندط 


.(عطمع1 ,عصمعزد[ا 2 


(بلاد دغون. همبوري | دُئْبِ 


شري عبتتي دنْنُورٍ 


دَنْدَكُرَ 


(عاصمةالإمارة 
الإسلامية التي أسسها 
الشيخ لوبو). 


(العاصمة الأولى لمملكة 
ماليء .(102162(212 


(مملكةبجنوبي 


صونغاي» في بنين 
الحاليةء .(/[103120126 


.(1لمعدآ1 


تاريخ الفئَّاسش 








القَفقة 


القيروان 

كارْشَع بكر 
لت 
كازشع ينح 


(عشائر من الفولاني | كاو 
بمنطقة حوض النيجيرء | كايّ 


1116152(. 


© ا" ا لغ عه 


(منطقةفوتاء 11018 |, 


.(10ه10/ده1لة1 


(موضع قيل وهبه أسكيا 
الحاج محمد للفقيه 


صالح جُور). 


(عاصمة إمبراظورية غانا): 


(كوغة» كوكوء عاصمة 
صونغاي. /0©80 
.(اتتهع] لم1 /ناعة 1 


كنيع 
كِب 
كَرْيَا 


0 


كرسًا 


(مرسى مدينة تمبكتو على 
تهوالتيجيونه 
.لدعقططة]1 


(منطقة في غينيا الحديثة» 
/0111011553 1 


.(111153اك1 


(زعامة جارة لصونغاي» 
هرب إليها أسكيا إسحاق 
بعد هزيمته في وجه 
الجيش المغربي» 


© 112113( 


الخاذ 17 2 
الملحق الثاني: كشافات هم 


راح اقانية كا ا ل 


2-6 (موضع القتال بين | ظلَنِطلة 
صونغاي والجيش | طوبا-كوتو (بلدة علمية روحية أسسها 
المغربي). الشيخ سالم جابي» 
سنيغامبيا ع5 (00 1162-12 
السُّودَان طَوْتَلَ (توئل» أي بلد الله). 
السودان الغربي طَيْطوَّن 
رم العرّاق 
سي عَدَامِسَ 
سَيْ قُلآيْر (سرقلاهر): غرب أفريقيا 
ساو 0 عُوائْدو (بلدة بشمال نيجيريا 


ل الحديثة؛ .(01782013 





: غُوير (عاصمة يشمال نيجيريا 
سِينٍ :2 
6 الحالية» كان 
شَائِكُ الحالية» كان يحكمها 
5 الهوساء .(30611© 
المّام لهوساء .( 
1 غودو (موضع هاجر إليها الشيخ 
3 غعفماةداةقوديق 
5 بجماعتهء .(10011 © 
صكوتو (عاصمة الإمارة 


الإسلامية التي امهنا 

الشيخ عثمان دان فوديو). 
الصّين 
طائت 


طرابلس 


تاريخ الفتَّاسُش 








(كاغ؛ غاؤ). 
(عاصمة صونغاي الأولى 


قبل كاغ). 


إفتففيعة قناصبة 


إمبراطورية غانة). 


«زعامة قديمة ببلاد 


السودان). 


(كياك؛ زعامة سوننكية» 
.(282نضة 1 

(«كُكي» كركي» كوكية» 
.هلإ لكلنك1 


ُ 


كيم 


مايق 


مالانغال 


ماندي سيلا 


المحيط الأطلسي 


لالتقني جلبؤكه قناقينة 
القديمة). 


(مدينة بغينيا كوناكري» 
(ع26آ1 


(لولع» لولو). 


(متظفة مقكبا:الحالية 
يسكنها الفولاني). 
(منطقة بمالي الحديثة» 
هي موطن الفولاني» 
.(قماعة11 

(بلدة بمنطقة ماسيناء ولد 
بها الشيخ أحمد لوبوء 
.(ل11213282 

(طريق تجاري بمملكة 
مالي). 


الملحق الثاني: كشافات 


(مملكة بشمالي داهومي» 
.(أططعع]1 


كُنْجُور (مدينة علمية للفقهاء). 


كَنْكَاكَ (جزيرة صغيرة تفي إليها 


أسكيا الحاج بعد عزله 
عن السلطة). 






6 (كاتسيتاء مدية يشعال 
نيجيرياالحديثة. 


.(هطزة ةج 1 


(كثاقوة هديك بيشتمتال 

نيجيرياء .(1623110 
للمدائح النبوية). 

كُلُوت أناطصولة 6 


كوت ديفوار ساحل العاج. 

كُوزمينا (هي منطقة بصونغاي» 
عاصمتها تندرمة مقر ولي 
العهد). 


تاريخ الفتَّاسش 








(وَعَدء واغادوغوء 
الاسم المحلي لعاصمة 
[بزاطوزية طاتناء» 
-(ل2ع113 

(مدينة تجارية علمية 
بصونغاي» كانت تدعى 
بين لله الاز.(ها 


صونغاي» .(2]6288ل 


(نياني» عاصمة مملكة 


مالي» .(تصهالط 


نا 


رابعًا : كشاف المصطلحات 


أفَْاتٍ 


«يبسمالله! يبسمالله! 
للترحيب). 

(خزينة الحبوب. تضاف 
إلى أسماء المدن أيضا 


وتعني : قرية). 


(كلمة تبجيل لأمراء 
الحرب الماديتغ 
وملوكها). 

(زيت يستخرج من 
شجرة). 

(تمر جاف). 
«(خزينةالحبوب» 
.(51212317 

(كلمة تبجيل للسلطان 
عند مخاطبته). 

(كلمة تبجيل لأمراء 
الحرب المادينغ). 

(نوع من السمك). 


(نوع من الشجر). 





الملحق الثاني: كشافات 





مدرسة اللّغات الشّرقيّة بباريس فق 
المديئة المشرّكة مِندِجَم 
مك مَنْصُورَ (قرية قتل فيها أسكيا 


وام 232 فاش 
مَرْسَى كاع مور كير 


المسجد الجامع (مسجد سنكري). موريتانيا 

المسجد الكبير مُوش (موشي» مملكة بمنطقة 

بعد حزن بن اكب والمساجد فولتاء بوركينافاسو 
الجاع رح : الحديثة). 

مسجد سيدي يحيى هِيم (عاصمة مملكة مالي» 


1/22. 00-0 


نابالا (منطقة بغربي مالي 
الحديثة. .(213م1[2 





المكتب (مدرسة الصبيان لتعليم نهر السّنغال 
القرآن). نوم 


ص (ملي؛ مالي). هُنبرٍ (همبوري؛ منطقة قبائل 
مَلْكُيْ (سلطان مالي). دغون شرقي صونغاي). 
مملكة موشي «موشي.ء ,710551 | مَْيِي 

.2/1051 وام 


تلط (لقب لسلطان أغاديس). 
0 .9 
2 د 
نرم 
تدك (تنكامنين: لقب لملوك 
مادينغ). 
للقولاتي رمه 


جِنْ كِيْ 


طُ 


الحجر الْأسْوَّدٍ 


الحُلقَاء الاثني عَشَرَ 

دالٍ (لقب مبجل لصن علي). 
الدَّرَامِي 

دِرمَ كن 

دِرْمَكَيْ 

دَنْدٍ فارٍ .(تسه-نلمء) 


دَنْدِفَارٍ 


فوظ كنك 


و 
فتدبور 





(زعامة للفولاني). 


(سيلنكي: نسبة إلى 
عشيرةسيلامن 
السونتكيه). 


(لقب لزعيم الفولاني: 
ومعئناه: مرشده 
(لناع 51121 


(بلدة قريبة من غاوٌ). 
(رئيس العبيد في المزرعة 
أو رئيس السفينة). 

(لقب لزعيم فوتا). 

(لقب لقائد مغربي). 


الملحق الثاني: كشافات 


بيك 





السبيل 


كورية 


ما أَيْنَه! ما أَيْنَه! 


(دريتقدة .سر التعتحل | 


الجماعي الفاحش عند 
الجيش المغربي). 


(وعاءةللكيلفي 


صونغاي). 


(التبغء ,مععة06] 


.(عوطة] 


(كورٌ: ثمرة الكولاء 
.(1010 ,111اع8 ,8010 
(قاريتي: زيت يستخرج 
من شجرة شِي). 

(جمع قَنْفء وهم العبيد 
المزارعون). 


(غورء كورية: جوزة 
الكولا). 


(تعبير تلطف بمعنى: 


أَحَيّ). 


د د د 6د 


خامسا : كشاف الألقاب والمناصب 


الأساكي 
أَسْكُعُ صُوبَ 
أسَرَعْ مئدٌ 


نويني موتابا 


أنْقَارَ كُمّ 


ابل قزم كم 
باركي ملك 
بَارَيْكُيْ 

بارَيْكُيْ هُو كُرَئِكُي 
بَاشٍ قَرْمَ 
البّاشوطات 

باعَنَ فارٍ 
البَربُوشٍ 1 
بَلْمَع 


(لقب لملوك غانة). 


(لقي ملوك زيمبابوي 
الكبرى» معناه: ملك 
الذهب). 

(القاضئ الهسوقني 


بصونغاي). 


1 تاريخ الفئّاش 


سادسًا : كشاف الأدوات والآلات 


0 


العرج 


(مياك سكديا سق 
تحارات الجساتظطفة 


بصونغاي). 


«نوع منالقماش 
الفاخر). 


(من شارات السلطنة 
بصوئغاي). 

(آلة عزف في الحرب). 
(مغرفة تستخدمفي 
الطبخ). 

(ككق :موق عتملوق 
ينفخ فيه عند الحرب). 
(طبل كان يضرب في 
المحافل الرسمية). 
(لناعسوق اسكشرت 
بصونغاي). 

(فاكاكة يوق فحلاق 
للحرب). 

(زي موحد فصله أسكيا 
مر بتكن لخدم بالقصر). 


(أصداف بحرية تستعمل 


نقدا). 


“صو لصيو دص 


22 
, ٠ افق‎ 





(المعلم والأستاذ الأكبر» 
بلغةمادينغ. 
.(2 1312120160 
ل(فقيه عالم؛ أو معلم في 
مهنةء بلغة المادينغ). 
(حاكم كورميناء وهو 
ولي العهدء 1611112118 
[لولننا 


(المداح والمؤرخ الشعبي 
الملازم للقصر الملكي» 
.(ع لصتل عرعوعع 
م تراقصة 1 
الع هاف لكروونيها 
فاريء .(12221811 


(لقب لأبناء الأمراء 
بصونغاي). 


(من ألقاب التبجيل): 


(مؤدبء عالم فقي 
.(1100150 

(ملك موشي بمملكة 
ياتيلغا). 

(لقب ملك موشي بمملكة 


ياتيئغاء .(ع1[2561 


(نسبة إلى وانغاراء قبيلة 
متاجرةبصونغايء» 
(117328313 


دنا 


وخر تا نض الفئّات 
لقح تاريخ الفتاش 


الفازازي» أبو زيد عبد الرحمن نأبو سعي يخلفةوبين حيس ديوان الوسائل 
المتقبلة في مدح النبي عط (مصر: : المطبعة الميمنية » لخر 12 





كربخال» مارمول. أفريقياء ت: محمد حجي وآخرون؛. 1945م). 

المقري» أحمد بن محمد. نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب» تحقيق: 
إحسان عباسء» (بيروت: دار صادرء 1958م). 

ابن منظورء أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم الأفريقي المصري» لسان 
العرب» (بيروت: دار صادرء ١٠17ه).‏ 

ولد السالم» حماه الله. تاريخ الفتاش في ذكر الملوك وأخبار الجيوش وأكابر 
الناس» للقاضي محمود كعت المتوفى سنة 7١١٠ه/ »١10917‏ وتكملته: «تذكرة 
النسيان في أخبار ملوك السودان» لابن المختارء (تحرير وتقديم)» (بيروت: دار 
الكتب العلمية» ط١ء‏ لبنان» 17١5م/‏ 573 .)١‏ 


صو «صيود ‏ -صه- 


الملحق الثاني: كشافات 





المصادر والمراجع 

البغدادي» الحافظ. تاريخ بغداد. (بيروت: دار الكتب العلمية» /ا١5١ه).‏ 

البكري» أبو عبيدة. المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب» وهو جزء من 
كتاب: المسالك والممالك» (بغداد: مكتبة المثنى» د.ت). 

الزبيدي» أبو الفيض المرتضى محمّد بن محمّد بن عبد الررّاق. تاج العروس 
من جواهر القاموس» (القاهرة: المطبعة الخيرية» لكررة 2 

السعدي» عبد الرحمن بن عبد الله بن عمران. تاريخ السودان» ترجمة: 
هوداس و بنوة» (باريس: المدرسة الباريسية لتدريس الألسنة الشرقية» ١198م).‏ 

السيوطي » جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر. الأشباه والنظائر» تحقيق: 
عبد العال سالم مكرم» (بيروت: مؤسسة الرسالة» طكء 46 ام). 

السيوطي» جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر. تاريخ الخلفاء» تحقيق : 
محمد محي الدين عبد الحميد» (مصر: مطبعة السعادة» ا/لاااه/ 5 6وام). 

الشريسيء أبو العباس أحمد عبد المؤمن القيسي. شرح مقامات الحريري» 
تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيمء (سيدا-بيروت: المكتبة العصرية» 417١اه/‏ 
15م)). 

عثمان» عبد النعيم ضيفي. المختار من تاريخ الفتاش في أخبار الجيوش 
والبلدان وأكابر الناس» (تقديم ودراسة)» (القاهرة: دار العلوم للنشر والتوزيع» 
و1دلم). 

ابن فارسء أبو الحسن أحم.». معجم مقاييس اللغةء تحقيق: شهاب الدين 
أبوعمروء (بيروت: دار الفكرء ط3ء 148١5١اه/‏ 19948م). 


22 تاريخ الفئّاش 


<١ قا‎ 


عط أناصنا لإتنخدعء طغصءءأعستم عطا صز دعتكة .(لع) انردزك علش .1 ,.[- 
لإعاععاءع8 ب مسسممصسعصةء]1] : 01010 ,1111 متل:10 ,8500 08[1]) ,18805 
.(1989 ,.ث.ذد. نآ ,كتلهن 


0ط )) ,1115101 ى :20015 تموعاكة عط1]' .ععكتارآ صطمل - 
.(1986 رووع اط إأأواع كلمل 
01 ناونع ]1[ عأتطوعخ .1ه أء زعصمع]1 عه صردنا0 ,عاء ا كتصبط .0 مطمل - 


لعلاعآ) بوعتلخ عنصه0ا5 مععاوء ١1‏ 01 معسناك11 ,117 .1701 .وعتكم 
.(2003 ماللتوظ .8.3 : علوملا برعل 


-لث : عتتمسسظ نتقطعده5 عط 0ه ناءاباط ص1 .عاءاكتصتط .0 صطمل - 
201817 01 220 ,1613 مغ طتكدهك طهلن21-5 طعلت :12 53015 
.(2003 ,للةة8 : صمؤوه8 ب معلاع.آ) ,كاسع سيعم 

1[ دعتكك آه نتتمأولط عع110طتصدن) عط .(لع) 11ت 20م مروعجآ بمطمل - 
ةن : عع170طسدن) ,500 .ء ما وعمصنا أوع تدع عطا ممع : 
.(1982 رووع؟2 .لالول1] 

,(01.5؟) 2عتكخ ]0 نتمأقلط ع1108طصدن) عط]' .(لع) أخصناط ,.ظ بمطمل - 
روو21 .كنصلآ ع7108طتصهن) : عع10 1ط سهدت ) ,1870.ء 6 1790.ه امعط 
.(1976 

105 1طتطهن)) ,815101 خ :20015 0دع1كى عط] .عه ]ناآ بصطمل - 

.6 ,(1986 رووع61 تتاأأواع كلمل 

-[2 01 7355102 عط : طهلاخ 1ه طغخدم عطا ص[ .1/11115لآ طملة] رصطمل - 
111 122115122» 01 23111 عطا م0غأه1 (إ6559 30 : :جاتنا [ز112 
.(1989 ,وقهن) .”1 : .1/10 ,عع 5312 ب لمداعصظ ,0ه0هم.]) 


عن 5 2 
الملحق الثاني: كشافات 5م 


المراجع بلغات أخرى : 
:2001 
-1600 علخ أوع1آ تتناو )18 صا عع112 01 811566157 ى .11311 .5 ععنمر8 - 
.2011 رووع (واأومع تكلملآ عع110طمة2) ,1960 
2 :0770256065 عتحنها15 بع81 عطط' .ه805 ل تصتتطصقظ ,01111010 - 
222121131 1م81 26210ع85 0ه لدعاع 010 تمخاء 
0 .ع201ةئتع لل وعلالا ,اعتصةج2آ1 - ب عدم داع عتتعاوع20101ع 1:3 
طلة5 81111123 11ج 2112[1عء تتدع 712 تال وإمصفطء دعل وع:1ط2ة د5ع1 تعصدع زا 
(2002 ,22218 ]1 رمقةط1 
01 .1.8) ,وعتكة اأوء 1717 01 12500235ك]! امعاعمة .عع صهآ رورعز[ - 
.(2004 ,17128 
: عتكة لصطهة 70110 عط .أل تم طم سا8 80 جد 1711111 ,وزه8 ناد[ - 
1214 لع:133م ققط دعتكم اعتط نا تدم عطا مغخصا لإتتتناوط1 له 
.(1972 ,.آطه 20281 تاعاس1 عارملا جوع ل8) ,لاتماقلط 
:011ل 1179 ) ,ناأع[ناط طخ 1ه تتماوتط لوء50 .5020 .]1 ,مدنا - 
.(1983 رووع21 (إالورع المآ ع1108طمندن 
5101111 عطأ : لإتتتاصعه طلأاسمععاعصام عطا مز عأصددخ .171115آ ,101 - 
: عاتهلا اع81 : جه لدهرآ) ,عله لمعتكتامم 2 2ه ممتأساملء له 
(1975 رؤوع]2 لإأأواع الملآ ع1108طلمة0 
أ لإتمأقتط عع30ط من عط :ج0115 نإوممطامة لصد[ه 1 زععهة7 .2 .1 - 
,2153 '151(7ع ملآ ع7708طصدن : علرهلا تتعل8 ب عع لط صسد2) ,معتكم 
.(1975-1986 


6 86 7 كا 
م تاريخ الفئّاش 


1 10م تقطة]1 : دم ر(عدتدعصةعط ماعن 120 ) ,تتاعطء نعط تال 
5 مآ دعل عامع8 :معة) ,أنهك]1 أععلكل2 81-1106200 [81-1120 معط 


.(1913 بتتامقع.آ أوعصعظ ,وعأاصوكل؟ وعلمامع 02 





5115-1 ما حنه1ذ1 0 تزع 10معقطعقة عط .1أمكم1] ,لإطام ص - 
لاأأواع انتآ عع #0طسدةن : علتملا بعل .1 نآ ,عع 0ط صدت) ,وعتكم 
.(2003 رووع21 


رع اع للء11 01 دعن ضوه تبان ع دعناةتصمصك .عانزط علالزنآ غ111 - 
.(2.0 ,وكاهه80 اعطهمآ أمتواط) 


11م 111181اول 


15 لطة '"'زصهج"' مترعا عط جره 0165م عدده؟" .عا تتمتة] .0 معطمل - 
.(1968) ,4 ,مك28 ,"عاعنصمقط© سمعتكة أوء/1ا 2 مز و1 12رء12] 


+1/]3115110 عأطومخ سدع تكلم نوع "11" .عن ص11 .0 مطه[ - 

01 115212 عط ؟ه نإمه0 5:تصو8 20 لمستقطن]8 متركامخ :1 وممطامه1ه©) 
عتاسعن .معقمء8 1 أعاع ]زوع انصلآ] معتقة عنصدلن5 ,"ليد7 تطخ ص1 
.1101/37 ممع 82 .51015 عتصهاذ1 مه مسعاأمدظ 7110016 م1 

عنطة 510 ,.111 بطمه 21-1 طعلت 1 م1 5م501 عا تصن .0 ميزه[ - 
.2001,111-114 ,11 يمعتقم 

عنطة 15 جه 01 101021055 عتستمممء8 عط" .مم71 باممصطه[ - 
:1115101 سدعتكة 1ه 1هصنباهل ,لمستمه]8 4ه عم© ع1 ,تعد معط 
0481-5 ,1976 ,4 ,تالكر 

طاطغ لإ عاعنص ه00 توتتطاصع 0 -طاعع امع ع5 خ كل .قتمتعطء[1 بممتجاوع 1[ - 
01 قتاع الحا ,لطمم عه 1-2 طاعلتية1" غ0 56103 امعناقت ى :توغطان دلج 


الملحق الثاني: كشافات 2 


,215601 عنتته1ذ1] سدع تق أوء1717 مذ و5101 .11711115 طملةخ] صمل - 
.(1979 ,0355 .1 : ه0ل2م.1) 

قة : 205ع51) 1201160 20 غ12 5021 .تمده ]1 ,لله 1 - 

222816 ع ظتلدعط امتصصاط لهم 20166 مغ ممناع 12100 

.(2003 ردماتطلخ 1ه أتتدع]] : طع 1ه هططع1ام.آ) 


.(1996 رووع21 لإالوعانمنآ 2أطتصب[00) :011لا بتعل8) ,عع 2 ناع308.[ - 
تنآ 01 55ع2202آ1] بأجوعآ1 01 دوعص ل دآ .تعص 811 معطمعاد ,إسمآ - 


عع مدكة ]0 ووع21 لإا أواء كنم لا) ,عل طق كس[ لتمسطبآ11 01 تماد ع1 
.61 ,(1998 

1م أوء 117 دا د15 :تدوع 5 معطا 0دمنوع8 ,أمعط120 ,لإوتته] - 
(.(1992 رووعء /إالقاع تلصلآ 12م1ه11له0) بخن ) ,10ت 

01 101610113177 .1635122115562 رع ك1 1 زنا تاءعومنآ ح1 7/1 - 
,21655 0211101212 01 (جاأوتع كتمن] : تإعاععانء8) ,لإطموععماط لوعتماوتط 
.(1986 

01 101611012317 .16825122115512 أمع1 .1 20ة ,تانتطءعوم1آ .12 112116 - 
.(21255 01019 تلن 01 لإأتوع تنصلا) ,للطمدعءعه81 [دع3ه)115] سمدعتكم 
طأقاء 1 عطا حدمع معتل .مطعع2 ,نكا طمعد10 ,1 لتدطتزط ,عمدزاح - 
.(1997 رووع:2 011101012 01 لإا تدمع كنم لآ) ,لتتتطاصع0 طامععاءز5 عط 0 
عا : أوع1”0 عل دعناع م 3ل2 7112 دعل عكذه)115] .تتقصسة1 لتوطنز»ة رعصوناح - 
رللخظك1ثة مه10 4550120 : دلقطامة؟]1 : حتتدط) ,بوط 02 تال عتتلونزه2 
.(1989 

011010 ناه بطاعقناء 1 داء طعلتيه1' ,ع5و1220ء12 .714 ع 2100025 .0 - 


القسم الثاني : نصوص كتاب الفتاش 
مقدمة الفتاش .. 
الباب الأوّل: أسْكيًا الحاج مَحَمّد 
الباب الثّاني: مَلَكْيْ كَنْكُ موسى 
الباب الثَّالث: مملكة كَيَّاكَ 
الباب الرابع : دولة كَيَمَع 5-595 
الباب الخامس: شي عَالٍ 
الباب السَّاوِس: أسْكِيّ محمد 
الباب السّابع : أسْكِيَّ مومى . 
الباب الثَّامِنَ: أسْكِي محَمّد بنْكَنَ 
الباب التَّاسِع : أَسْكِيَ إسماعيل 
الباب العاشر: أسْكِيَ إسحاق ........... س1 


الباب الحادي عشر: أسْكِيَ داوود 9 1 1 01 


الباب النَّانِ عشر : أسْكِيَ الحاج وقاضي تُتْبُحْتُ العاقب ك2 


الباب الثّالث عشر: أسْكِيَ مُحمّد بان .. 

الباب الرّابع عشر: أسْكِيَ إسحاق الثَّانٍ 

الباب الخامس عشر: أسْكِيَ محَمّد كَاعٌ واْقِرَاضٌ دَوْلَة كَاحٌ . 0 
الباب السّاوِس عشر: الباشات في يفيك ونوح أسْكِيّ دَنْدِ 


ذيل 


ونا 


م 


1158 


1 


8 5 270 
الملحق الثاني: كشافات 2 





01 لإأأوتع كنملآ ,5610165 دعتكلة له لمخصعت0 1ه [ممطاءد عطا 
.7571-93 ,1971 ,(810.)3 ,1701.34 ,مهلدمآ 

تمتقانا2 ص دهناء11216»01 أء دسمناء نلعمع8" .212 دن ,لعتستقطن8 - 
8 عع صتام5 ,110.1 ,1701.6 بلمصعناه1 كمه8130 وناممعع 1201 ,"ع1 
,"لمع تلك أوء 1717 01 111501 عطا هذ 1012" ./زه[ع7م.آ .8 انتوط - 
97-14مم ,(1980) ,20 01ل ,وعم ندع تالخ وعلباظ ”0 وتعتطة0 

عصتطء تدعوع 1 . '"57ناه تع أولتم1 ووع1 عط داعاتتطحصة1" .11هكه1 ,تإطام سا - 
:21126010155 8151 01؟ 1025اناطا نادم تلاع0 :أقوم 4111635م 
100 بعع00116 5*طقناط .)5 غ2 ل1اعط عمتاأععمم 2 1ه دع ستلعءء170م 
.81-8 .زم ,11 “تعامقطن0 .2002 غ20 اترمم 


فط اهن يض ال ا 


فهرس امحتويات 








!هله مدع ممع سعد ع مع : 4 2 اسه دع الام انها 


مقدمة 0 - 5 2 1 25300 


المبحث الأوَّل: تاريخ الفتاش : الكتاب الملغز وإشكالاته . 


أوّلا: عن نسخ المخطوطة الفتاش ودعوى التّحريف فيها 


ثانيًا : عن حقيقة شخصيّة محمود كعت ا وم وا ا 


ثالنًا: عن حقيقة شخصيّة ابن المختار 
رابعًا: مراجع الفتاش بوصفها مفاتيح لبعض الإشكالات 
خامسًا : وقفة عند مغالطات حديثة حول «الفتاش» و«تذكرة النسيان» 
اللبحث النَّانِ : خلفيّة تاريخيّة لدعوى الخلافة المهديّة للشَّخْ لوبو .......... 
أوّلا: الشيخ أحمد لُوبو وتأسيسه للخلافة الإسلاميّة «دينا 
ثانيّا: ألفا نوح بن الظّاهر الفولاني وتهمة تحريف «الفتاش»" 
المبحث الثَّالث: مراجعاتٌ مضمونيّة وإشكالات الكتاب 


0 


أوّلاً : المقدّمة 


ثانيًا : ملامح أسلوييّة ومضمونيّة في الباب الأوَّل من «الفتاش» 55 5500 


ثالئًا : خصائص أسلوبيّة .. 


المبحث الرّابع : النُصوص التي انفردث بها نسخة (00) من مخطوط «الفتاش» 


هه 
5١‏ 
5١‏ 
ذا 
07 


2, 


0 0 
فهرس امحتويات ولام 


القسم النّالث: ملاحق وكشافات 





الملحق الأول: جداول وأشكال . ا 0 
جدول :)١(‏ ترتيبٌ زمنيٌ تتابعيٌ لأهمّ الأحداث يصونغاي ............... مم و ل 
جدول (5؟) أسماء الأساكي بتمبكتو 7 : واحيوي وس 1211 
جدول (7): الأساكي بتمبكتو (بعد الغزو المغربي) ..... 1 5-6 3 
شكل :(4) شجرة ملوك أسكيا : 05700 حاو 18 
مسرد المناصب الإداريّة والعسكريّة ... 56 01 
جدول (5): قبائل مملوكة , جف افج روميت واس مه ملسي ل 0 

الملحق الثاني : كشافات .................. ايض 
ألا قاد رصع 206 0 مسد ا ا 
ثانيًا : كشاف القبائل والجماعات 5 50 ا 
ثالثًا : كشاف المدن والمواضع ا : دارا 
رابعًا: كشاف المصطلحات ..... : لمانا 
خامسًا: كشاف الألقاب والمناصب اط 
سادسًا: كشاف الأدوات والآلاتك ....... : 0 : نا 
المصادر والمراجع : لهم 

فهرس المحتويات : يفخا 


2-7 وج 3-7